اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

حنين


لولا

Recommended Posts

حنين

إنها السابعة صباحا .. استيقظ من نومه على صوت دقات المنبه .. استيقظ شاعرا بالسعادة .. فمنذ فترة طويلة من النوم الخالي من الأحلام ..زارته هي في أحلامه.

لا يعرف لما هي دونا عن كل الفتيات اللاتي مروا في حياته كلما عبرت في ذاكرته كلما شعر بالرضا عن الحياة .. جاءته في الحلم بملامحها العادية الغير عادية .. بابتسامتها البريئة الجريئة .. لطالما كانت في حياته مفاجأة واكتشاف .. لطالما أذهلته وأخافته .. ولذلك لم تواته الجرأة يوما أن يصارح نفسه بحقيقة مشاعره تجاهها .. يكتفي فقط بأن يتذكرها .. يكتفي فقط بلحظات أو أيام يكونا فيها سويا .. ويكون على علم تام أن النهاية ستكون الفراق .. وانه سيكون السبب في هذا الفراق بأي وسيلة.

****************************

قرر أن يكمل يومه محاطا بأجوائها .. نهض من فراشه .. سيضع موسيقى لتكون خلفية لاستعداداته .. يتذكرها عندما كانت تقول

"أول حاجة بعملها أول ما اصحى من النوم اشغل أغنية "

فتح ملفات الأغاني على جهاز الكمبيوتر ماذا سيختار؟! .. وضع أغنية لمنير .. لم يكن من عشاقه يوما ولكنها كانت تحبه وهو اليوم يحاول التماسها في أجواء يومه .. اختار أغنية عشوائية .. وذهب لينتقي ملابسه .. ماذا سيرتدي؟.. لقد كانت تعشق الأزرق بكل درجاته .. حسنا سيرتدي ذلك السروال الكحلي مع ذلك القميص الزهري اللون وربطة عنق ملائمة.

توجه إلى المطبخ سيعد لنفسه قدحا من مشروبها المفضل ( القهوة) .. لم يفهم يوما لما تحبها؟؟!! .. أخذ يعد قهوته الصباحية حينما جاءه صوت منير يقول .. مش عايز احبك مش عايز مش داخل سجنك مش جايز ..

يذكر عندما كانت تحاول أن تجعله يحب منير .. اختارت تلك الأغنية وأخذت تفسرها له .. وكيف انه في الأغنية يحبها فعلا ..

علت وجهه ابتسامة لم يعرف مصدرها ولكنه شعر انه مدين لها بتلك الابتسامة .. انتهى من إعداد القهوة .. وأخذ يرشفها ببطء واستمتاع .. ومع كل رشفة يتذكر ملمح من ملامح وجهها .. ومن رائحتها يتذكر رائحة أنفاسها..

من ملامح وجهها .. ومن رائحتها يتذكر رائحة أنفاسها..

وليكمل الأجواء أشعل عودا من البخور برائحة الزهور .. قام لارتداء ملابسه .. ووقف أمام المرآة يتأمل نفسه في إعجاب .. وسيم هو .. يعرف ذلك جيدا .. ويعرف أيضا أنها أبدا لم تحبه لهذا السبب كما فعلت العديد من الفتيات .. لو رأته الآن وهو مسربل بدرجات من لونها المفضل لقالت له "كده أنا ممكن اتجوزك حالا" .. علت شفتيه ابتسامة أخرى.

****************

سارع بإنهاء آخر اللمسات حتى يسرع إلى عمله .. في الطريق وضع شريطا لفيروز في جهاز الكاسيت الخاص بسيارته .. ليتذكرقولها "فيروز دي صوت من الجنة"

عرج على مكان ليبتاع سجائر .. اليوم سيبتاع نوعها المفضل .. أشعل سيجار بولاعة كانت هديتها له .. لتفاجئه فيروز بقولها

"حتى الهدايا وكانت كل ثروتنا .. يوم الوداع نسيناها هدايانا" ..

لم يعرف لما بدأ يشعر أن اليوم مليء بالعلامات التي تأخذه إلى عالمها .. أم أن تلك العلامات هي من صنعه؟! .. لم يشغل نفسه بالتساؤل كثيرا .. يكفيه انه سعيد في اللحظة ..

***************

وصل إلى مقر عمله .. ناجح هو ومحبوب من جميع من حوله .. ولكن ينقصه شيء .. لم يعرف أبدا ما هذا الشيء الذي ينقصه .. ولكن هناك فراغ ..فراغ داخل روحه .

دخل مكتبه .. أشعل عودا آخر من البخور بنفس الرائحة التي تعشقها هي .. وانغمس في إنهاء عمله بعد أن طلب قدحا آخر من القهوة .. جاءت فترة استراحته ليضع أغنية أخرى لمنير على جهاز الكمبيوتر .. ويشعل سيجارة أخرى بولاعتها مرافقا لها قدح ثالث من القهوة .. لينطلق منير في الغناء... وأخاف لو قلتي بردانة اغطيكي بإحساسي ما تتدفيش..

دخل صديقه ..

"منير وقهوة وبخور .. أنت بتفكر فيها؟!" ..

أجابه ..

"حلمت بيها مش عارف ليه".

-"هي لسة بتحبك؟!". ..

صمت ولم يرد .. تلك أشياء لا يسأل عليها ولا تتم الإجابة عنها .. هي ككل تلك الأشياء التي نتمناها ولا نعرف هل سننالها أم لا؟ .

كرر صديقه السؤال

"اسألها هي" ..

-"هي فين دلوقتي."

-"معرفش".

-"بس سهل تعرف .. ولا أنت مش عايز تعرف؟!"

صمت لم يرد .. تركه صديقه في حيرة .. وفي ذكرى .. لم يدر أبدا أترك هو يدها؟! .. أم هي التي تركت يده؟! .. أم جعلها تترك حضنه؟!!

الشيء الوحيد الذي يعرفه وعن يقين .. أنها ستظل في حياته لحظات افتقاد

أفاق من شروده على صوت منير ... آخر مرة أما سيبتك كتمت الشكوى ليه مش كان أحسن حاسبتك وعرفت القصة أية.*****************************

انتهى من عمله .. عاد إلى منزله .. استلقى ممسكا بقلما وورقة ليمارس هوايته الأثيرة إلى نفسه .. فكر أن يرسم .. فجأة وجد يديه رغما عنه تكتب اسمها .. نظر إلى اسمها على ورقته باندهاش .. تذكر الآن كم كانت تجلس بجانبه لتحملق مندهشة بلوحاته .. ذلك اليوم الذي رسم لها صورة لذلك الممثل الذي تحبه .. قالت ..

"أنت فنان"

ضحك ضحكة قصيرة وهو يتذكر كم ألحت عليه أن يرسمها .. وكم تعلل بآلاف الأسباب كي لا يفعل .. لا يعرف لماذا هي كان يخشى أن يرسمها .. هل يخاف التركيز في ملامحها .. أم يخاف ألا تفيها فرشاته حقها .. فبالنهاية قد تفقد يديه عينيها ذلك الإحساس .

أفاق نفسه من خواطره .. امسك بفرشاته وجهز لوحاته .. بماذا سيبدأ رسمه؟ .. سيبدأ بشعرها .. في المرة الأخيرة حينما ذهب لزيارة أهله وجدها تقف في شرفتها تنظر إلى البحر كعادتها .. يومها توارى عن عينيها حتى لا تستطيع رؤيته ولكنه أدام النظر إليها .. مازالت كما هي بجسدها الممتلئ دون بدانة .. تمسك بنفس قدح القهوة الذي تعود أن لا يراها في شرفتها بدونه وكأنه عيب خلقي ملتصق بيديها .. وتشعل سيجارتها .. مازالت هي كما هي كلما نظرت إلى البحر .. ولكن كان هناك شيء مختلف لقد صار شعرها قصيرا .. ولكنه سيرسمه طويلا .. لا يستطيع تخيله إلا طويلا .. لا يستطيع أن يرى شعرها إلا كشلال ينهمر على كتفيها .. رسم خطوط وجهها .. رسم شفتاها صغيرتان ممتلئتان .. اجتهد في أن يرسم طابع الحسن لديها الذي لطالما عشقه .. وفجأة توقف عن الرسم .. فقد أصبح الآن مطالب أن يرسم عينيها .. دائما ما كانت عينيها بالنسبة له هي مجموعة من المشاعر والانفعالات والأحاسيس فكيف يعكس كل هذا في لوحته؟! .. إن عينيها تحد في حد ذاته.

أوقف الرسم وأشعل سيجارته .. وفجأة يأتيه صوت منير ... عينيكي تحت القمر كيف الكلام والخوف .. فيهم كلام للقدر متداري مش مكشوف.

ألقى سيجارته وذهب ليعاود الرسم .. سيخلص عينيها من كل الأصباغ التي تضعها عليها .. سيرسمها بيديه وكما يراها .. اليوم سيضع لها هو الأصباغ .. اندفع يرسم .. ويرسم .. ويرسم .. كان يرسم بكل انفعالاته.

حينما فرغ وجد انه قد قضى ليله كله يرسمها .. كان قد عقد العزم .. اتصل بصديقه ..

"أنا مش جي الشغل النهاردة"

وقف يتأمل لوحته .. شعرها ثائر بلا قيود لينهمر على كتفيها .. فمها يصرخ من اللوحة دون كلمات .. رموشها الكثيفة تحيط بعينها .. عينيها التي أجهد نفسه فيها .. التي افرغ وهو يرسمها جميع ما مر من مشاعر في حياته .. تظهر عينيها الآن كلوحة مستقلة بذاتها تختصر جميع مشاعر الدنيا في لحظات.

وقف يتأمل لوحته لما يزيد عن الساعة .. يشعل سيجارة من الأخرى .. ثم أطفأ آخر سيجارة بيديه .. ارتدى ملابسه .. غلف اللوحة .. ذهب إلى اقرب مكتب لإرسال الطرود وكتب عنوانها على اللوحة.

*******************************

في طريقه الى منزله ابتاع علبة من سجائره

.

.

.

عاد

.

اسكت صوت منير

.

.

.

اطفئ البخور

.

.

.

واصل نومه الخالي من الاحلام .. ولم ينس قبل ان ينام ان يفكر انه سيرتدي غدا ذلك السروال الاسود على ذلك القميص الرمادي اللون وربطة عنق ملائمة

..........

دائما ربطة عنق ملائمة

بقلم لمياء محمود

مدونه:لا تنتظر احدا .. فلن ياتي احد.

طائره ورقيه

رياح شديده

خيط قصير

الطائره ليست بين السماء ولا الأرض

..هذه انا!!

لولا

رابط هذا التعليق
شارك

هو نحن حين نفتقد ما كان لا يجب ان نفقد

وحين نرتدى الوجه الزجاجى والحلة الرمادية ونذهب يوميا الى عملنا

هو نحن بأقنعة اليوم الدائمة

وملامح اليوم الفائته

وحين نفتقد ارتداء المخمل وعطور من نعشق وارتواء الثنايا بدفء الحبيب

هو حنين للحظة ربما سرقناها من اعمار اخرى تشبه اعمارنا ونبكيها فى اعمار لنا لن نفتقدها يومااااااااااااااااااا

رائعة للمياء محمود رغم بساطة الاسلوب واختيار آخر متميز لحبيبتى ذات الاختيارات الصعبة

دمتى بكل الخير لولا

عندما تشرق عيناك بإبتسامة سعادة

يسكننى الفرح

فمنك صباحاتى

يا ارق اطلالة لفجرى الجديد

MADAMAMA

يكفينى من حبك انه......يملأ دنياى ....ويكفينى

يا لحظا من عمرى الآنى.....والآت بعمرك يطوينى

يكفينى .....انك........................تكفينى

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...