قوموا .. بلطجية الأسفلت

[Sherief AbdelWahab]

لم يفعل الرجل كما فعل آخرون من كتاب الأعمدة الصغيرة في صحف الحزبوطني الذين "فلقونا" بالحديث عن الشنطة والمثلث العاكس وإنما دخل مباشرةً إلى التفاصيل .. قد نختلف معه وقد نختلف .. لكن ما نقله في هذا المقال هو شهادة عيان على الساعات الأولى لتطبيق قانون المرور الجديد.. شهادة قد تغضب المتعاطفين "عمال على بطال" مع الصغار ولو كانوا بلطجية طريق..

أحلم بأن أستيقظ يوما فلا أسمع صوت آلات التنبيه في السيارات , اعتقدت أن هذا سيحدث يوم أول أغسطس , بالأمس يعني , ولكني كنت واهما . لقد جاء تنفيذ قانون المرور الجديد يوم الجمعة الذي يليه يوم السبت وعادة تكون شوارع القاهرة في هذا الوقت أقل زحاما وهو ما أعطي شرطة المرور الفرصة للسعي لتطبيق الوضع الجديد الذي خلقه القانون . وأنا شخصيا أحد اليائسين من وجود حالة مرورية معقولة , لا أقول نموذجية , ولكن معقولة تمكننا جميعا من السير سواء علي الأقدام أو بالسيارات .

لقد باتت القاهرة ليلة الجمعة مساء الخميس أول أمس علي أنغام الكلاكسات , وكأن سائقو الميكروباص والتاكسي يودعون نشاطهم الإزعاجي أو كأنهم يخرجون لسانهم للشرطة مؤكدين أن القانون الجديد والنصوص الرادعة لن تؤثر في سلوكهم البربري الذي صار علامة سلبية من علامات الحياة في القاهرة .

لقد حاولت أن أستطلع أحوال المرور من مكان سكني في آخر عمارات علي كورنيش النيل بحي الساحل , ومن شرفة المنزل , شاهدت أمام كمين المظلات علي الكورنيش تصطف سيارات الأتوبيس من صنف الميني باص في أكثر من صف معطلة حركة الصعود إلي كوبري المظلات وهو ما جرمه القانون الجديد , ولكن لم يتحرك أحد من الكمين لكي يمنع ولو حتي بالتنبيه علي هؤلاء المفترين من السائقين بعدم مخالفة القانون في أول يوم لتطبيقه . وأسفل كوبري المظلات علي النيل وجدت الموقف العشوائي الذي صنعته سيارات الأقاليم بعيدا عن موقف عبود الرسمي مازال موجودا ومازال السائقون المحترمون يمارسون البلطجة , بينهم وبعض ومع المواطنين بالطبع ومازال التقاطع الموجود أمام منزلي يشكل خطرا علي العابرين وكم من تصادمات تحدث يوميا وإن كانت لا تصل لمحاضر الشرطة بسبب " معلش يابيه جات سليمة والحمد لله إنك بخير " .

المسألة في رأيي ورأي معظم المحترمين والعاقلين في هذا البلد تكمن في سلوك خلق الله من المواطنين الذين لا نستطيع أن نصفهم إلا بالاحترام , فكل واحد من هؤلاء خاصة سائقي الميكروباص " عليه اللعنة وعلي من جلبه وفكر في تسييره في شوارع مثل شوارعنا " يعتقد أنه يملك الشارع ومن واجبه ممارسة البلطجة حتي يفسح لنفسه طريقا وليس مهما أن يدمر سيارات الآخرين أو يعرض حياتهم للخطر .

مثل هؤلاء يجب أن يركز رجال الشرطة عليهم حتي ينضبط سلوكهم ولو بنسبة قليلة , ووقتها سنجد تحسنا في المرور , فهؤلاء يمثلون خطرا يجب درأه لصالح المجتمع , خاصة أنني أري أن رجال الشرطة يبذلون جهدا كبيرا لأداء دورهم كما نأمل منهم . القوانين والشدة في تطبيقها لن تخلق سلوكا سويا , لكن علينا أن نعيد تربية بلطجية الأسفلت لكي نصلح بضع حالنا .

http://almesryoon.com/ShowDetailsC.asp?New...ge=1&Part=2

عفوا أستاذي العزيز.. عصا القانون أحياناً قد تصلح ما أفسدته التربية! العنوان أيضاً هو العنوان الأصلي في المقال بلا تصرف من جانبي كالعادة..

خلص الكلام