اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

من نحن؟


أحمد سيف

Recommended Posts

السؤال الذي يلح على فكري منذ مدة هو عن الأصل العرقي للمصريين

أعرف أن الموضوع صعب ومتشعب، ويحتاج اختصاصيين لمناقشته.

ولكن بما أننا في محاورات عامة، فلا بأس من طرح الأسئلة والآراء ومناقشتها بإسلوب منهجي عسى أن نصل الى نتيجة مقبولة ومقنعة.

وقد تعمدت أن أطرح الموضوع في الجزء الخاص بالثقافة والعلم، وأن أبتعد عن موضوع الهوية الثقافية والحضارية، حتى لا ندخل في جدل أيديولوجي عقيم (للأسف أصبح هو السمة السائدة في المنتدى)

دعوني أطرح وجهة نظري البسيطة في الموضوع:

لنبدأ بمراجعة تاريخنا، ودعوني أبدا بغزو الإسكندر الأكبر لمصر وتأسيس الدولة البلطمية

قبل ذلك، وبغض النظر عن الأصل الحقيقي للمصريين: هل قدموا من غرب آسيا أو من جهة الجنوب عبر نهر النيل أو هم بقايا الشعوب التي كانت تسكن منطقة شمال أفريقيا قبل زحف الصحراء الكبرى، لكن المؤكد أنه منذ توحيد مينا لمصر وحتى قدوم الإسكندر كان هناك شعب شبه متجانس إسمه الشعب المصري ظلت صفاته العرقية مستمرة طوال هذه المدة ولم يطرأ عليها سوى تغيير بسيط. فباستثناء فترة الحكم الهكسوسي والفارسي القصيرة والاختلاط المحدود بالعبرانيين، كان الشعب المصري منعزلا عن الشعوب الأخرى ولم يسجل التاريخ هجرات استيطانية ذات شأن أو تصاهر على نطاق واسع بين المصريين وغيرهم من الشعوب خلال هذه المرحلة.

تغير ذلك مع قدوم اليونانيين الذين استوطنوا مصر لا سيما الجزء الشمالي

وبعدهم جاء الرومان والفرس في احتلالات عسكرية لم يرافقها استيطان واسع

أما أكبر تغير في التركيبة العرقية لمصر فربما تكون حدثت مع الفتح الإسلامي، حيث استوطن كثير من القبائل العربية مصر في هجرات متعاقبة، كما حدثت هجرات مماثلة من جميع أرجاء الدولة الإسلامية بقدر غير معروف

يمكن القول أن هذه المرحلة قد استمرت حتى عهد الأيوبيون الذين استقدموا المماليك بأعداد كبيرة من القوقاز وجنوب أوروبا

ثم جاء بعدهم الأتراك واستوطن عدد منهم مصر، وبعدهم الشوام واليونانيين والأرمن

دون أن ننسى طبعا الحملات الصليبية والهجرات العكسية من الأندلس وشمال أفريقيا من وقت لآخر

سؤالي هو: ما الذي حدث في كل من تلك المراحل: هل هي عملية إحلال أم تعايش أم اندماج.

أقصد بالإحلال استبدال شعب بآخر سواء بصورة متعمدة (إبادة جماعية) أو غير متعمدة (نتيجة الأمراض والفقر والاستعباد) بحيث يصبح معظم السكان من الشعب الجديد، ومثال له ماحدث في أمريكا الشمالية حيث تم إبادة السكان الأصليين وإحلال الأوروبيين مكانهم

التعايش هو وجود شعبين متمايزين يعيشان جنبا الى جنب دون اندماج، ومثال له هو ما حدث في جنوب أفريقيا

والاندماج هو انصهار جزئي أو كامل بين مجموعة من الشعوب ذات الأصول العرقية المختلفة، ومثال له ما حدث في أمريكا الجنوبية

يمكن في مصر استبعاد الخيار الثاني (التعايش) لأن في مصر اليوم شعب واحد متجانس تقريبا ( إذا ما استثنينا النوبيين والبدو وبعض تجمعات اليونانيين والأرمن)، ولا يكاد أحد يستطيع إدعاء وجود أصل عرقي محدد له.

إذا فإن ماحدث هو اندماج أو أحلال، وأغلب الظن هو مزيج بينهما

بمعنى أن كل شعب جديد يفد الى مصر كان يندمج بالشعوب التي سبقته بصورة تدريجية، وإن كان وضعه كمسيطر يسمح له بالعيش بصورة أفضل وزيادة أعداده وفرصه في الحياة وبالتالي زيادة تأثيره على الخريطة العرقية لمصر

السؤال الثاني هو عن النسبة التي أثر بها كل عرق وفد الى مصر على التركيبة السكانية والجينية للمصريين

بمعنى آخر، لو حللنا جينات المصريين اليون وصنفناها حسب أصولها فأي نسبة سوف تذهب للمصريين القدماء أو للعرب أو لليونانيين أو غيرهم

في ظل التقدم العلمي الهائل في مجال الجينات والوراثة، يمكن للعلماء الآن وضع خريطة عرقية لمصر تجيب لنا على هذا التساؤل.

أعتقد أنه قد آن الأوان كي نعرف أكثر عن تاريخ الشعب المصري كما نعرف الكثير عن حكامه.

هدفي من الموضوع كما أسلفت هو طرح الأسئلة ومناقشتها وليس تقديم إجابات نهائية لها، وأتمنى أن يكون بين المحاورين من المهتمين والدارسين لهذا الموضوع كي يستطيع أن يفيدنا أكثر في هذا الشأن.

إن فشلنا في الوصول للحكم ولتغيير البلد .. لا تقلقوا .. نحن فكرة .. الفكرة لا تموت ... تستمر لا تتوقف

البرادعي 15/10/2011

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...