اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

مهزلة العشق عند رابعة العدوية


tarek hassan

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

يقال إن رابعة العدوية كانت رائعة الجمال فاتنة وإنها لم تتزوج ولكنها تطرفت في فجورها وانطلقت في طلب ملاذ الدنيا وعاشت على ذلك زمنا إلى أن حدثت التوبة وتحررت من حياتها السابقة بما فيها من ذنوب إلي حياة جديدة تتغني بالعشق لله وتحدث الآخرين عن ذلك المعشوق حتى سميت بسيدة العشق الإلهي أو شهيدة العشق الإلهي.

1. إن تسمية رابعة بسيدة العشق الإلهي أو شهيدة العشق الإلهي. لا تجوز شرعا والوارد هو التعبير بالحب (...يحبهم ويحبونه ..) ( قل إن كنتم تحبون الله ...... )

2. أن هذه التسمية ربما تكون مأخوذة من النصارى إذ يكثر لديهم التعبير بالحب الإلهي والعشق الإلهي والغرام الإلهي

3. هذا من عبارات أهل التصوف وهو المقدمة لفكرة الحلول والاتحاد إذ يقال : إن العشق في حقيقته صيرورة الحب إلى هاجس يطول معه التفكير في محبوبه حتى يفني في حبه فيكون متحدا به أو حالا فيه كما قال ابن عربي حينما أنشد بيتي أبى نواس:

- رق الزجاج وراقت الخمر ... فتشاكلا فتشابه الأمر

- فكأنمــا خمر ولا قدح ... وكأنمـا قدح ولا خمر

فقال : " لبس صورة العالم فظاهره خلقه، وباطنه حقه." والعياذ بالله

4. كلمة العشق لا تصح بين الناس لما فيها من معنى الجنس فلم نسمع أن واحدا قال للآخر: أنا أعشقك فكيف تجوز في حق الله سبحانه وتعالى.

5. قيل : إن ألفاظ حياة رابعة السابقة بما فيها من خلاعة السابقة قد أثرت على ألفاظها في حق الله أنظر إلى أشعارها عن العشق الإلهي:

- يا سروري ومنيتي وعمادي ::::: وأنيسي وعدتي ومرادي.

- أنت روح الفؤاد أنت رجائي ::::: أنت لي مؤنس وشوقك زادي.

- أنت لولاك يا حياتي وأنسي ::::: ما تشتت في فسيح البلاد.

- كم بدت منةٌ، وكم لك عندي ::::: من عطاء ونعمة وأيادي.

- حبـــك الآن بغيتي ونعيمي ::::: وجلاء لعين قلبي الصادي.

- إن تكن راضياً عني فأنني ::::: يا مني القلب قد بدا إسعادي

6. الإعلام قدم النهاية لفكرة العشق فنرى في نهاية فيلم رابعة العدوية تظهر بعد موتها وهي تلبس فستان الزفاف صاعدة إلى السماء !!!!

1- قال الثوري لرابعة: ما حقيقة إيمانك ؟ قالت: " ما عبدته خوفاً من ناره ولا حباً لجنته فأكون كالأجير السوء، بل عبدته حباً له وشوقاً إليه "

2- وكانت تقول باستمرار : إلهي إن كنت عبدتك خوف النار فأحرقني بالنار أو طمعاً في الجنة فحرمها عليَ و إن كنت لا أعبدك إلا من أجلك فلا تحرمني من مشاهدة وجهك

- حقيقة الإيمان هو: التصديق. وقوله تعالى حكاية عن أخوة يوسف " وما أنت بمؤمن لنا " أي بمصدق لنا ولكن رابعة العدوية تبتدع في الإسلام تعريفا آخر للإيمان ما أنزل الله به من سلطان يضل به العامة والسذج فتلغي مئات الآيات والأحاديث التي تتحدث عن الجنة والنار والدرجات والدركات والنعيم والجحيم والطمع والخوف والبشارة والنذارة والوعد والوعيد وتحقر عبادة الأنبياء والرسول والصحابة والتابعين وكل من عبد الله خوفا من ناره وطمعا في جنته وتجعل الجميع كالأجير السوء يطلب الأجر على العمل فتطلب أن يكون الجزاء الحرمان من الجنة والقذف في النار بدعوى أن المطلوب هو الحب والشوق !!

- وحب الله مطلوب حب امتزج بالخضوع والخوف لا حب الهوى الذي تراه رابعة ولا يتنافى مع الرجاء والرهبة والخشية والإنابة والخضوع والخوف

- والعجب كل العجب يتمثل في بدعة جديدة ما أنزل الله بها من سلطان وهو ذلك التناقض الغريب بين كونها تحب الله ولا تكره الشيطان

3- فقد قيل لرابعة هل تكرهين الشيطان ؟ فقالت إن حبي لله قد منعني من الاشتغال بكراهية الشيطان

- فالشيطان ( الكافر ، العصي ، المستكبر ، العدو المبين ، الآمر بالفحشاء ، الرجيم ) لا تكرهه رابعة ولا تحذره ولا تتخذه عدوا لها كما أمر الله المسلمين بذلك !!!!!

كانت رابعة تقول: " إلهي كل ما قدرته لي من خير في هذه الدنيا أعطه لأعدائك وكل ما قدرته لي في الجنة امنحه لأصدقائك لأني لا أسعى إلا إليك أنت وحدك 0"

لم يخبرنا الله سبحانه بأن له أصدقاء أو أخلاء غير أنه هو سبحانه اتخذ إبراهيم عليه السلام خليلا { ...... وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً} (125) سورة النساء

كل ما أعده الله لعباده في الجنة لا تريده رابعة !! وباللغة الدارجة تقصد ( إنا مش عايزه كل ده أنا عايزاك أنت ) تعالى الله علوا كبيرا عن هذه اللغة التي لا تجوز في حقه

أما هذه الأبيات واسعة الشهرة لرابعة العدوية والتي تقول فيها:

أحبـك حبـين حب الهوى ... وحبـاً لأنـك أهل لـذاكا

فأما الذي هو حـب الهوى ....فشغلي بذكرك عمن سـواكا

وأما الذي أنـت أهـل له . .. فكشفك لي الحجب حتى أراكا

فلا الحمد في ذا ولا ذاك لي ....ولكن لك الحـد في ذا وذاكا

فإنها لا توافق الشرع :

لأن حب الله ( الحب الذي امتزج بالخضوع والخوف ) لا يقال له حب الهوى فقد قال تعالى { ........ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ } (26) سورة ص

أما الحب الثاني فلأن الله أهل لأن يحب وهي لذلك تطلب من الله رفع الحجاب حتى تتمكن من رؤيته تبارك وتعالى هذه الرؤية المستحيلة التي لم يهيأ أحد في الدنيا لها والتي لم تكن للأنبياء . يقول الله تعالى حكاية عن موسى عليه السلام : { ..... قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ } (143) سورة الأعراف

( عَنْ أَبِي ذَرّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ : سَأَلْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ رَأَيْت رَبّك ؟ فَقَالَ : نُور أَنَّى أَرَاهُ )

قالت رابعة :

فليتك تحلو والحياة مريرة ... وليتك ترضى والأنام غضاب

وليت الذي بيني وبينك عامر ... وبيني وبين العالمين خراب

إذا صح منك الود فالكل هين ... وكل الذي فوق التراب تراب

إنها أبيات رائعة رددتها كثيرا مع التحفظ على بعض المعاني . يجب أن نعبد كما علمنا وكما بين رسوله وليس بعد الحق إلا الضلال نعوذ بالله من الضلال ومن الكفر ومن الشرك

هل يمكن أن أكتب كلاما مثاليا 

أو أن اصل لمثالية كلامي 

ولا يوجد كلام مثالي 

ولا مثالية لمتكلم

 

رابط هذا التعليق
شارك

هذا خلط بين لا شك فيه .. و بالرغم من أننى لا أقنع بالصوفية مطلقا .. و أرى أن بها الكثير من العوار العقائدى الا أن مناقشة الأمور بموضوعية و الانصاف فى الحكم واجب على كل مسلم .

قلت أنت هنا:

هذا من عبارات أهل التصوف وهو المقدمة لفكرة الحلول والاتحاد

هذا تأول و تقول على من قال بالعشق الاهلى و لم يقل بالحلول و الاتحاد .. فبالرغم من اتفاقى معك فى عدم صحة القول بلفظة العشق الالهى لأسباب أخرى أنت أبنتها فى مجمل ردك .. الا أن الفكر التأولى و التقولى على الآخر لاخراجه من الملة أمر معروف و ساذج و مرفوض .. فمن قال أى اعتقد بالحلول و الاتحاد فقد كفر برأى جمهور العلماء .. لكن أن تساوى بين من يقول (العشق الالهى) و تدخل و تطلع على سرائره لتقول أن معناها أنه يقول بالحلول و التحاد فهذا تأول و تقول عليه بم لم يقل .

إن ألفاظ حياة رابعة السابقة بما فيها من خلاعة السابقة قد أثرت على ألفاظها في حق الله

تأول آخر و اتهامات بالباطل و دونما بينة .. من أين جئت بهذا و كيف تشكك فى عقيدة أحدهم .. أطلعت الغيب أم بلغت الأسباب ؟ كلها أشياء افتراضية لا يصح أن يؤخذ عنها فكر و لا رأى و لا فقه .. فالفقه الحق لا يعرف الافتراض و اتهام الناس بالهوى و الميل فقط دونما بينات.

حقيقة الإيمان هو: التصديق. وقوله تعالى حكاية عن أخوة يوسف " وما أنت بمؤمن لنا " أي بمصدق لنا ولكن رابعة العدوية تبتدع في الإسلام تعريفا آخر للإيمان ما أنزل الله به من سلطان يضل به العامة والسذج فتلغي مئات الآيات والأحاديث التي تتحدث عن الجنة والنار والدرجات والدركات والنعيم والجحيم

تأول آخر بين واضح فيه شبهة تحامل راسخة .. ليس هكذا تقام الحجة .. من أين أتيت أنها تنكر النار و الجنة و ما الى آخر المفردات التى عددتها .. ثم بنيت عنها الاستنتاج بأنها تنكر الآيات و الأحاديث .. كله كلام ملق على عواهنه .. هى تحدثت عن سبب عبادتها .. و قالت أنها لا تعبد الله خوفا و لا طمعا .. و انما تعبده حبا و استشعارا بأحقيته فى العبادة .. ما المشكلة هنا .. أم أنه الفجور فى الخصومة .. هل تستطيع أن تقر و تجزم بأن الرسول صلوات الله و سلامه عليه و على آل بيته كان يعبد الله خوفا من النار و طمعا فى الجنة .. هل تستطيع القول بهذا ؟؟

العبادة درجات و مرتبات .. من الناس من يعبد الله مخافة العقاب .. و منهم من يعبده طمعا فى الثواب .. و منهم من يعبده حبا فيه و استشعارا لأحقيته بالعبادة دون سواه .. من الناس من يعبد الله شكرا و حمدا على نعمه .. و منهم من يعبده بخليط من كل هذا .. أتدخل داخل النوايا و تحكم على عبادة الناس .. لا حول و لا قوة الا بالله .

الإعلام قدم النهاية لفكرة العشق فنرى في نهاية فيلم رابعة العدوية تظهر بعد موتها وهي تلبس فستان الزفاف صاعدة إلى السماء

و هل ما أتى به الاعلام فى الفيلم حجة على الفكر أو على رابعة العدوية ؟؟ و من أين أتيت أو عرفت أن الفستان كان فستان زفاف؟؟ هل أى فستان أبيض يكون فستان زفاف؟؟

انما كل ما قيل هو عبارة عن محاولة غير صحيحة السمت و لا المنهج فى تفنيد الفكر الصوفى العقائدى .. و لأى منا مطلق الحرية أن ينقده و يخطئه .. و يظهر عواره أو اعوجاجه عن المنهج الصحيح لكن ليس بسذاجة ... فرابعة العدوية لا تمثل الفكر الصوفى وحدها .. و التأول على حديثها و لى عنق مقاصد الكلام لن يؤدى الغرض للمتلقى الفطن .. بل قد يزيد الطين بلة لأنه سيؤدى الى فقدان المصداقية .. و فارق بين سمت كهذا و بين سمت العلماء فى تبيان نقاط الضعف فى العقائد الغير صحيحة .. فارق كبير بين التأول و مقارعة الحجة ..

لكننى أتفق فى بعض النقاط بوجه عام دون تفصيله على شخص رابعة العدوية أو غيرها .. فالله أعلم و أحوط بعباده و بعقائدهم و بموقعم من الجنة و النار .. و أعوذ بالله أن أتأله على الله كما يفعل الكثيرون للأسف و أفول بأن فلانا فى الجنة أو فلان فى النار .. و لكن ..

من عقيدة المسلم الصحيحة أن يتحدث عن الله بالشكل اللائق بجلال مكانته و عظمة سلطانه .. و لكن حين فكر العلماء فى هذا الأمر وجدوه أمر مشكل .. فكيف نتحدث عمن لا تدركه العيون و لا الأبصار .. و كيف تفطن عقولنا المحدودة بهذا الكون لكيفية التحدث عن الله .. و باعمال العقل تجد أن أفضل الطرق و أصحها فى الحديث عن رب العزة هو بم تحدث هو سبحانه عن ذاته .. فالأحوط للمسلم أن يصف الله بم وصف الله به ذاته .. دون تكييف منه .. و الأحوط للمسلم أن يدعو الله كما كان يدعوه رسوله و كما ورد فى صحيح السنة .. و ان استشكل عليه فمن الممكن أن يدعوه بما تبادر الى ذهنه و الى سريرته على ألا يغالى فى الابتداع حتى لا يزل .. و انما يترك نفسه على سجيتها و هو يستشعر عظمة الخالق فى داخله .

لذا فالكثير من حديث الصوفية و استعمالهم طريق الرمز أجده لا يوافق عقلى .. فالدين يسر لا عسر .. و لا لأحد أن يبتدع فى الدين طريقة للعبادة لم يأت بها الرسول .. كما أن الدين أمر واضح جلى لا رمز فيه تورية ..

مهيب

<span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span>

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم

الاخوه الكرام جزاكم الله خيرا

كل عام وانتم بكل خير و اعاد الله رمضان علينا اعواما عديده و ازمنه مديده .......... أمين

جزى الله اخونا طارق و مهيب على مداخلاتهم التى و ان دلت فعلى حبهم و غيرتهم على دينهم من ادعياء التصوف و من على شاكلتهم و لاثراء الحوار اليكم اخوتى جميعا هذا المقال الماتع لفضيله الشيخ محمد جميل غازى رحمه الله عن موضوعنا افادنا الله جميعا و علمنا و نفعنا بعلمه .امين

http://www.islamway.com/?iw_s=Article&...article_id=1533

رابعة العدوية .. الشخصية والأسطورة

محمد جميل غازي

أضيفت بتاريخ : 06 - 04 - 2006 نقلا عن : موقع صيد الفوائد

مجلة التوعية الإسلامية لموسم الحج.. لما لها من مكانة عند الدكتور محمد جميل غازي.. نأمل أن يتحدث على صفحاتها.. إلى "ضيوف الرحمن" على بعض الشخصيات التي تدعى الصوفية أنهم من كبار قادتها، ولتكن البداية "برابعة العدوية" ولعل هذا الاختيار قام على اتساع شهرتها بين المتصوفة، وما ذاع وشاع حولها من أساطير، وقد امتلأت كتبهم بآلاف الصفحات التي كتبت عنها، وبعضهم يصفها بأنها خير نساء الأرض، مع مجافاة ذلك للواقع، فهلا تفضلتم مشكورين بتسليط الأضواء على هذه الشخصية الغريبة؟

رابعة العدوية واحدة من المتصوفين الذين اتخذوا لهم منهجًا في العقيدة، ومنهجًا في العبادة، أما منهجهم في العقيدة فهو مجموعة أفكار غريبة عن الإسلام مأخوذة من الديانات القديمة كالهندوكية، والزرادشتية، والفارسية، والإغريقية، والمسيحية، وغيرها من الأديان الأخرى، ومجموعة هذه الأفكار أدت بهم إلى عقيدة معينة توهموها واعتنقوها فقالوا بالحلول، وقالوا بوحدة الوجود، وقالوا بالإشراق أو ما شاكل ذلك، ولن نناقش ما يعتقدونه الآن. فنحن نركز على رابعة بالذات وما قالته، وما نُسِبَ إليها، وما نُسِجَ حول شخصيتها من خرافات وأوهام.

لماذا نعبد الله ؟

والصوفية كما نعلم اسم يوناني قديم مأخوذ من الحكمة "صوفيا" وليس كما يقولون أنه مأخوذ من الصوف لأنه كان لباس المسيح عليه السلام، فلقد رد عليهم "ابن تيمية" في رسالته عن "الصوفية والفقراء" فقال: نحن أولى بهدي محمد صلى الله عليه وسلم من هدي عيسى ابن مريم ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس الصوف ويلبس القطن ويلبس الكتان، هذا إذا سلمنا جدلًا أن عيسى عليه السلام كان ينفرد بلبس الصوف، أو كان لا يلبس شيئًا غير الصوف، "ورابعة العدوية" -كما قلت- هي واحدة من هذه المدرسة.

وحينما تقول: إنها لا تعبد الله خوفًا من ناره، ولا طمعًا في جنته تخالف نص القرآن الكريم، وإن كانت هي بهذا تنتمي إلى مدرستها تمامًا؛ فالمدرسة الصوفية هي التي تعتبر أن الذين يعبدون الله من أجل جنة أو خوفًا من نار إنما يتعاملون مع الله، أو يعبدون الله، عبادة التجار كما أطلقوا عليها.

مع أن هذه العبادة التي يسمونها عبادة التجار هي عبادة رسل الله عليهم صلوات الله وسلامه كما قال الله عنهم في سورة الأنبياء بعد أن عدد أسماءهم نبيًا نبيًا، ورسولًا رسولًا: { إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا } [الأنبياء: 90] فالله يقول عن أنبيائه: إنهم كانوا يدعونه -سبحانه وتعالى- راغبين في ثوابه خائفين من عقابه، والرسول صلى الله عليه وسلم قال هذا للأعرابي الذي جاءه وقال له: يا رسول الله، إني أسال الله الجنة وأعوذ به من النار، ولا أحسن دندنتك ولا دندنة "معاذ بن جبل"، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "حولهما ندندن". (يعني: حول الجنة والنار)، فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يدندن حول الجنة والنار فكيف يتأتى لواحدة "كرابعة العدوية"، قالوا عنها أنها كانت مغنية، وقالوا عنها أنها كانت راقصة، وقالوا عنها كلامًا كثيرًا، كيف تأتى لهذه التي عاشت عمرًا في الغناء وفي الرقص.. كيف يتأتى لها أن تسبق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن تسبق رسل الله جميعًا في المعرفة بالله والعلم به سبحانه وتعالى؟ ثم ما هذا الذي تقوله؟ إنها تعبده لذاته!، ما معنى هذا؟

وما معنى قولها في ربها في الشعر الذي نسب إليها:

أحبك حبين حب الهوى *** وحبًا لأنك أهل لذاكا

فأما الذي هو حب الهوى *** فشغلي بذاتك عمن سواكا

وأما الذي أنت أهل له *** فكشفك لي الحجب حتى أراكا

ما هي هذه الحجب التي تنتظر "رابعة" أن تنكشف لها حتى ترى الله، مع أن الله سبحانه وتعالى قال "لموسى" عليه السلام حينما قال له: { رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي } [الأعراف: 143].

ولقد اتفقت الأمة المسلمة الواعية على أنه لا يمكن للبشر أن يروا الله سبحانه وتعالى في الدنيا؛ لأن الإنسان بحالته هذه، وهو في الدنيا لا يستطيع أن يواجه تجلي الله سبحانه وتعالى كما حدث بالنسبة "لموسى" { فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا } [الأعراف: 143] فالرسول صلى الله عليه وسلم، وهو أعظم مكانًا، وأعظم مكانة قال حينما سئل: هل رأيت ربك؟ قال: "نور أنى أراه".

ولا نلتفت لرواية الصوفية لهذا الحديث حيث رووه هكذا، قالوا "نور أنى أراه" بكسر همزة إني، وهذا مخالف لِمَا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "نور أنى أراه" فالرسول صلى الله عليه وسلم لم ير ربه، وموسى عليه السلام حينما طلب الرؤية قال الله له: { انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي } [الأعراف: 143]..

والصوفية لم يقفوا عند حد الأدب مع الله سبحانه وتعالى، ولم يتعلموا من موسى، وما جرى معه بل قال واحد منهم:

وإذا سألتك أن أراك حقيقة ***فاسمح ولا تجعل جوابي لن ترى

فهو يأمر الله سبحانه وتعالى أن يسمح، ثم ينهاه سبحانه وتعالى أن يجعل جوابه لن ترى كما أجاب موسى بذلك، وكذلك "رابعة العدوية" تعتقد أن الحجب ستكشف لها حتى ترى الله، ويا ليت الصوفية يتوقفون عند هذه المسألة أن يروا الله، وإنما الرؤية عندهم هو أن يحس أنه هو الله وأن الله حال فيه، هذا هو كشف الحجب.. حجب الذات.. حجب النفس بحيث يصل الإنسان منهم إلى أن يرى أنه هو الله، ولذلك كان فهمهم لكلمة التوحيد "لا إله إلا الله" كان الواحد منهم يقول: "لا إله إلا أنا" "أنا الله" فهو يعتقد أنه هو المقصود بكلمة "لا إله إلا الله".

ونعود مرة ثانية إلى "رابعة" وإلى ما كتب عنها الذي يقول إن رابعة هي أول من تحدث عن حب الله، هذا الإنسان يبدو أنه لم يقرأ القرآن الكريم، ولم يقرأ السنة المطهرة، ففي القرآن الكريم أن الله سبحانه وتعالى تحدث عن الحب فقال: { يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } [المائدة: 54] وقال: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ } [البقرة: 165].

الفرق بين الحب والعشق:

حب الله وحب رسوله موجود في القرآن الكريم، وفي أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن يبدو أن كاتب هذه السطور يقصد حبًا آخر وهو "العشق" وليس الحب، فعلا "رابعة العدوية" ومن على شاكلتها هم أول من أطلق على محبة الله عشقًا، والعشق ما هو؟ إن العشق في أصل وضعه في اللغة العربية لما ينكح، والصوفية وضعوا هذا اللفظ لما بينهم وبين الله سبحانه وتعالى، اعتبروه عشيقًا كالذي يكون بين الرجل والمرأة، قد يذهل الإنسان حينما يسمع هذا الكلام، وربما اعتبر البعض أن هذا تجنيًا على الصوفية، ولكنه حينما يتابع كلام القوم وما كتبوه في باب العشق يجد أنهم ينهجون ذلك المنهج، ويقصدون هذا المنحى، ويعترفون أن علاقتهم بالله تكون على هذا المستوى مستوى الناكح والمنكوح، ولقد جاء ذلك صراحة في فصوص الحكم "لابن عربي" إذ قال: "إن الرجل حينما يضاجع زوجته إنما يضاجع الحق" وكان من الممكن أن نقول إن هذه غلطة من محيي الدين ابن عربي، أو أن لها تأويلًا آخر، ولكن جاء "النابلسي" فشرح الفصوص.

ووقف عند هذا التعبير وهو قوله "إنما ينكح الحق" وذكر الله بدلًا من كلمة الحق، وهم يرون أن العلاقة تكون بين الرجل والمرأة قوية إذا كانت في حرام، فهم يعتبرون أن الاتصال بالله يكون كما بين الزوج وزوجته، فإذا كان في حرام غير زوجته كان الاتصال أقوى. ثم نرجع "لابن الفارض" مثلًا فنجد أن "ابن الفارض" تحدث عن الله بضمير المؤنثة المخاطبة؛ فهو يقول له: "أنتِ كذا أنتِ كذا أنتِ كذا" ولو رحت تسأل الصوفية لماذا تتحدثون عن الله بضمير المؤنثة المخاطبة؟ فإنهم يقولون لك: إننا لا نقصد الله، وإنما نقصد الذات الإلهية، فنحن نوجه ضمير المؤنثة المخاطبة للذات، وليس لله فنوجهها الذات الإلهية، "ابن الفارض" يقول إن الله تجلى لقيس بصورة ليلى، وتجلى لكُثَيْر بصورة عزَّة، وتجلى لجميل في صورة بُثَيْنَة في قصيدته التائية المعروفة، فهو يعترف أن هذا من تجليات الحق.

الأدب اللفظي!!

نعود إلى الصوفية ونقول لهم: كيف تطلقون على الله لفظ المؤنثة أيا كان تأويلكم، وأيا كان تحليلكم، وأيا كان تعليلكم مع أن الله سبحانه وتعالى غضب أن يطلق لفظ الأنثى على الملائكة وقال: { وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ } [الزخرف: 19] فالله سبحانه وتعالى غضب -وأعلن ذلك الغضب في أكثر من آية من آيات كتابه- على العرب المشركين الذين جعلوا الجن ذكورًا والملائكة إناثًا، وزعموا أن هناك مزاوجة بين الجن والملائكة، إلى آخر ما قاله الوثنيون القدامى، فالله سبحانه وتعالى نفى هذا وغضب من أجل هذا، فكيف يرضى سبحانه وتعالى أن يطلق لفظ المخاطبة بضمير المؤنث مهما كان الاحتمال العقلي عند هذا المتحدث؟

ثم إن القرآن الكريم له أسلوب عجيب أن يستبعد في باب العقيدة أي لفظ محتمل، ونحن حينما نقرأ سورة البقرة ونجد في قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ انظُرْنَا } [البقرة: 104] لو تأملنا الفرق في كلمة راعنا وانظرنا في اللغة العربية نجده قريبًا من قريب، فرعنا تساوي انظرنا، وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يجلسون في الشمال: راعنا، يعني انظر إلينا، فإذا نظر إليهم قال الذين هم على اليمين: راعنا انظر إلينا، اليهود حفظوا هذه الكلمة راعنا فكانوا يقولونها سخرية واستهزاء، يقولون: راعنا إما من الرعونة أو لاعنا من اللعن، أو راعينا أي أنه من رعاتنا أو أي شيء من هذا القبيل يقولونها في سخرية ليا بألسنتهم وطعنًا في الدين فنهى الله أصحاب رسوله عن هذه الكلمة أن يقولوها، فقال لهم: { قُولُواْ انظُرْنَا } فإنها لفظ غير محتمل.. إذا كان ذلك في لفظ يطلق بالنسبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أيمكن أن يطلق العنان في ألفاظ تستعمل بالنسبة له سبحانه؟

ثم نترك "رابعة العدوية" قليلًا، ونلتقي "بمحيي الدين ابن عربي" الذي دخل بيت "الشيخ مكين الدين" وعاش عنده فترة ثم أحب ابنته، وقال فيها شعرًا في عينيها، وتغزل في شفتيها، وفي وصف القبلات التي كان يرسمها على خديها وشفتيها. تحدث عن أثدائها، تحدث عن أردافها، تحدث عن قدها، تحدث عن جمالها، عن كل شيء ما ظهر منها وما بطن، ولما خرج بأشعاره على الناس قالوا له: أليس عيبًا أن تقول هذا الكلام في بنت الشيخ الذي استضافك وأعزك وأكرمك؟ فخرج بكتاب على الناس اسمه "ترجمان الأشواق" هذا الكتاب الذي ذهب فيه إلى أن كل ما قيل عن بنت الشيخ "مكين الدين" ليس غزلًا فيها، وإنما هو عن الذات الإلهية، وأنه إنما يقصد الذات الإلهية وهو يتغزل في بنت الشيخ "مكين الدين"، فهو إذا وصف القد أو إذا وصف الخد أو إذا وصف الوصال أو العناق أو الصد أو البعد أو القرب أو ما شاكل ذلك فإنما كل ذلك منسحب على الذات الإلهية!

جعلناكم أمة وسطا:ثم ما هو هذا العشق الإلهي الذي لجأت إليه "رابعة العدوية" ونسيت الدنيا وما فيها وكرهت العالم جميعًا، وهل الله سبحانه أمرنا بهذا؟ هل الله سبحانه وتعالى أمرنا أن نصد عن خلقه، وأن نصد عن الناس، وأن نصد عن الزواج، وأن نصد عن المتع، وأن نصد عن المال، وأن نصد عن هذا كله بحجة أننا تركنا هذا كله له، مع أنه هو الذي قال في كتابه: { قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ } [الأعراف: 32] ثم كيف تمتنع "رابعة" عن الزواج كما يقولون مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للثلاثة الذين حاولوا أن يتزيدوا في العبادة، والذين ذهبوا إلى بيوته، وسألوا عن عبادته فقالوا: وأين نحن من النبي؟ ثم حاول كل واحد منهم أن يزيد في عبادته فقال واحد: "أما أنا فأصلي ولا أرقد" وقال الثاني: "وأنا أصوم ولا أفطر" وقال الثالث: "فأما أنا فأعتزل النساء ولا أتزوج أبدًا" فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "ما هذا الذي بلغني عنكم؟ أما وإني رسول الله فإني أصلي وأرقد، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني"..

أتزعم "رابعة العدوية" أنها متفوقة على رسول الله الذي تزوج النساء وأكل وطعم وشرب، وهل نتصور أن رابعة أفضل من الرسول صلى الله عليه وسلم، وأفضل من صحابته، هؤلاء الذين رباهم الله، وأنها أوتيت من العلم ما لم يؤته رسول الله، وأكثر مما نزل في القرآن، وأنها تتخلق بأخلاق أكبر من أخلاق القرآن؟.. وهذا وحده مخرج من الملة والعياذ بالله سبحانه وتعالى.

الزاهدون في الحلال:

وذلك باب من الشر وقع فيه هؤلاء الناس، وهم الصوفية إذ زعموا لأنفسهم أنهم الزهاد، وأنهم العباد، ثم أطلقوا على أنفسهم هذا اللفظ "صوفي" وقالوا لنا أن صوفي تعادل كلمة "تقي" أو تعادل كلمة "محسن" أو تعادل كلمة "صديق" كما روى ذلك "ابن تيمية" عنهم في رسالته الصغيرة "الصوفية والفقراء" زعموا أنهم صديقوا الأمة، ولقد تساءلت في مقدمتي لهذا الكتاب قلت: كيف يمكن لهؤلاء الناس أن يطلقوا على أنفسهم هذه الألقاب؟

مثلًا: رجل يقول أنا صوفي معنى هذا أنه يقول أنا تقي، معنى هذا أنه يقول أنا محسن، معنى هذا أنه يقول أنا صديق.. كيف يمكن للإنسان أن يزكي نفسه؟ كيف يمكن للإنسان أن يحكم على نفسه بالتقوى أو بالإحسان أو بالصديقية؟ مع أن الله سبحانه وتعالى قال: { فَلاَ تُزَكُّوا أَنفُسَكُم هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى } [النجم: 32].. ومع أن الله سبحانه وتعالى قال: { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلًا } [النساء: 49].

إن الزهد لم يرد في القرآن إلا مرة واحدة.. ووروده في القرآن الكريم في هذه المرة الواحدة جاء في شأن يوسف عليه السلام: { وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ وَكَانواْ فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ } [يوسف: 20] هذا الزهد الذي لجأت إليه الصوفية هو الزهد في الحلال، وهو خطأ؛ لأن الزهد لا يكون في الحلال، وإنما الزهد يكون في الحرام، فالإنسان الذي يريد أن يزهد فليزهد في الحرام، أما أن يزهد في الحلال فهذا خطأ مخالف لطبيعة الإسلام.

سخافات لا كرامات!!

يقولون: إن "رابعة" لما حضرتها الوفاة قالت لمن حولها: انهضوا واخرجوا ودعوا الطريق مفتوحًا لرسول الله؛ فنهضوا جميعًا وخرجوا، ولما أغلقوا عليها الباب سمعوا صوتها وهي تتشهد، وسمعوا الملائكة وهي ترتل: { يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي، وَادْخُلِي جَنَّتِي } [الفجر: 27-30] فماذا ترون في ذلك؟؟

جنون أم كرامات:قبل أن نتحدث عن هذه الكرامة بالذات نعود إلى "رابعة" من الأول، ونتحدث عن حب "رابعة" وما في هذا الحب من خطأ بشع، لقد رووا عن "رابعة" نفسها: إن سفيان الثوري –على حد ما زعموا– سألها "يا رابعة هل تكرهين الشيطان؟ فقالت له: إن حبي لله لم يترك في قلبي كراهية لأحد" "فرابعة" بلغ بها الأمر أنها لا تكره الشيطان لأنها تحب الله، وهذا من الأمور العكسية، وهذه نتيجة للخطأ الذي وقع فيه هؤلاء الناس في الحب أو في العشق، أو في الذي يسمونه الفناء، أو في الذي يسمونه مقام الشهود أو مقام الحلول.

ونعود إلى كرامات الصوفية وليست هذه بأبشع كراماتهم؛ فكرامات الصوفية لها سجلات مليئة بالبشاعات، وأعظم سجل لبشاعات الصوفية أو لكرامات الصوفية هو كتاب "الطبقات الكبرى لعبد الوهاب الشعراني" وهذا كتاب مليء بالكرامات أو السخافات التي يروونها عن أوليائهم، وهذا الذي كتب في هذا الكتاب فيه إسفاف، ومجون، وفيه فسوق، وفيه مروق، بل إن الفسوق الذي ذكر في هذا الكتاب ينأى عن أي كتاب من كتب الجنس التي تصادر والتي يحظر تداولها أو قراءتها أو دخولها لبعض البلاد.

فهم يعتبرون أن إتيان الحيوان كرامة من الكرامات، وأن رجلًا اسمه "وحيش" كان يدعو كل رجل يركب حماره إلى أن يمسكها له ليفعل بها فإن رفض تسمر في الأرض وإن قبل أصابه خجل عظيم.

وهذه واحدة من آلاف الكرامات وليس بأعظمها، وكنت أظن أن كتاب الطبقات لا يعادله كتاب فيما ذهب إليه، ولكني لما ذهبت إلى السودان وجدت هناك كتاب طبقات آخر "طبقات ود ضيف الله"، وكتاب "طبقات ود ضيف الله" في السودان كتاب محقق، حققته الجامعة وخرجته الجامعة، وهو مليء كطبقات الشعراني بهذا الهوس وبهذا الخبل وبهذا المجون والفسوق والمروق.

معركة مع الموت:

أكثر كرامات الصوفية تدور حول الموت فهم يزعمون أنهم يطيرون بنعوشهم بعد الموت، وما أكثر النعوش التي تطير أو يطيرها أتباعهم، يزعمون أن فلانًا أمسك ملك الموت وأخذ منه زنبيل الأرواح ورماه فعادت الأرواح إلى أصحابها، ويزعمون في طبقات "ود ضيف الله" أن ملك الموت أراد أن يقبض روح واحدة -فاطمة بنت عبيد على ما أذكر- وأنها استغاثت بأحد الأولياء، فذهب إلى السماء الرابعة وأمسك ملك الموت ودخل معه في صراع إلى أن أسترد منه روح فاطمة بنت عبيد ثم عاد إلى الأرض وهو يتصبب عرقًا، فسألوه فقال: لأنني كنت أجاهد ملك الموت حتى استخلصت الروح منه.

كراماتهم تدور حول هذا المعنى، وهم ينددون بمن يقول لهم مثلًا: إن فلانًا مات، ويغضبون لهذا التعبير جدًا ويقولون: انتقل ولم يمت، ويجهلون أن الله سبحانه وتعالى قال عن نبيه صلى الله عليه وسلم وعن أشرف خلقه: { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ } [آل عمران: 144].. وأن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال حول هذه الآية: "من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت" وأن الله سبحانه وتعالى قال: { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ } [الزمر: 30]. وقال: { وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ } [الأنبياء: 34].

وقال في ثلاث قضايا سورت بالسور الكلي قال أولًا: { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ } [الرحمن: 26]، وقال: { كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ } [آل عمران: 185]، وقال سبحانه وتعالى: { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَ وَجْهَهُ } [القصص: 88]، فالموت مكتوب على كل إنسان، وجعلها كلمة باقية في عقب آدم إلى يوم يرجعون، فالله سبحانه وتعالى يقرر في القرآن أن الكل يموت، ولكن الصوفية ينفون أن يكون واحد منهم قد مات. هذه عقيدتهم..

ثم نعود إلى كرامة "رابعة العدوية" التي استقبلتها الملائكة وملأت بيتها، وزحمته، وجعلتها تقول للناس اخرجوا حتى يدخل رسل ربي، ثم لماذا يخرجون ليدخل رسل الله مع أن الله سبحانه وتعالى بيّن لنا أن رسله يدخلون على الميت وقت احتضاره والناس من حوله { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لاّ تُبْصِرُونَ } [الواقعة: 85]، فهم أقرب إليه ولكن الناس لا يبصرون، فهل طالب الله سبحانه وتعالى بإفراغ المكان حتى يدخل رسل الله سبحانه وتعالى، ثم من هم هؤلاء رسل الله الذين يسمعون وهم يرددون الآيات ويرددون البشارات حتى يعرف الناس.

الذين يخلعون الولاية على الناس:

يقول الصوفية:

"إن رابعة من أهل الجنة وأنها رجعت إلى ربها راضية مرضية، مع أن حديث أبي السائب معروف لنا وهو أن زوجه قالت: رحمك الله يا أبا السائب لقد أكرمك الله، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم : "ومن أدراك أن الله قد أكرمه؟"

فأخذت تصفه بمكارم الأخلاق، فقال لها النبي: "لا تقولي ذلك ولكن استغفري له، فوالله وأنا رسول الله لا أدري ما يفعل بي". ذلك هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا هو كلامه بالنسبة للحكم على الناس بتقوى أو بصلاح أو بعاقبة طيبة، ولكن الصوفية دائمًا يسرفون في الحكم على الناس، ويسرفون في الحكم على أنفسهم فيزعمون أنهم أهل الله، وأنهم أصحاب جنته، وأنهم يرون الله، وأنهم يجتمعون في الدنيا برسول الله جهارًا نهارًا، وأنهم يتلقون الحديث من رسول الله، وأن لهم رواية وسندًا في الحديث عن رسول الله مباشرة، وأن محيي الدين بن عربي قال: إن هذا السند أقوى سند كتب الحديث؛ لأن الولي منهم يلتقي برسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول له: هل قلت كذا يا رسول الله؟ فيقول: لا لم أقله..

ثم يجيب الرسول صلى الله عليه وسلم بأحاديث جديدة، بل إن الصوفية يذهبون إلى أبعد من هذا؛ فهم يرفضون سند رجال الحديث مطلقًا ويقولون بمباهاة وفخر: "أخذتم علمكم ميتًا عن ميت، وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت"، ويقولون أيضًا كلمتهم المعروفة أو سندهم المعروف في الرواية "حدثني قلبي عن ربي"؛ فقلوبهم تحدثهم عن ربهم بدون واسطة الموتى في أخذ العلم وفي تلقي العلم، لكنهم يقبلون واسطة الموتى في العمل وفي الجنة وفي الحصول على رضا الله سبحانه وتعالى.

تم تعديل بواسطة abaomar

<strong class='bbc'><strong class='bbc'>وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا</strong></strong><br /><br /><strong class='bbc'><span style='font-family: arial'>يَعْمَلُ </span></strong><br /><br /><strong class='bbc'><span style='font-family: arial'><strong class='bbc'>الظَّالِمُونَ</strong></span></strong><br /><br /><strong class='bbc'><span style='font-family: arial'>إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ</span></strong><br /><br /><br /><br /><br /><br /><p class='bbc_center'><span style='font-size: 18px;'><strong class='bbc'>(24) إبراهيم </strong></span></p>

رابط هذا التعليق
شارك

هذا خلط بين لا شك فيه .. و بالرغم من أننى لا أقنع بالصوفية مطلقا .. و أرى أن بها الكثير من العوار العقائدى الا أن مناقشة الأمور بموضوعية و الانصاف فى الحكم واجب على كل مسلم .

قلت أنت هنا:

هذا من عبارات أهل التصوف وهو المقدمة لفكرة الحلول والاتحاد

هذا تأول و تقول على من قال بالعشق الاهلى و لم يقل بالحلول و الاتحاد .. فبالرغم من اتفاقى معك فى عدم صحة القول بلفظة العشق الالهى لأسباب أخرى أنت أبنتها فى مجمل ردك .. الا أن الفكر التأولى و التقولى على الآخر لاخراجه من الملة أمر معروف و ساذج و مرفوض .. فمن قال أى اعتقد بالحلول و الاتحاد فقد كفر برأى جمهور العلماء .. لكن أن تساوى بين من يقول (العشق الالهى) و تدخل و تطلع على سرائره لتقول أن معناها أنه يقول بالحلول و التحاد فهذا تأول و تقول عليه بم لم يقل .

إن ألفاظ حياة رابعة السابقة بما فيها من خلاعة السابقة قد أثرت على ألفاظها في حق الله

تأول آخر و اتهامات بالباطل و دونما بينة .. من أين جئت بهذا و كيف تشكك فى عقيدة أحدهم .. أطلعت الغيب أم بلغت الأسباب ؟ كلها أشياء افتراضية لا يصح أن يؤخذ عنها فكر و لا رأى و لا فقه .. فالفقه الحق لا يعرف الافتراض و اتهام الناس بالهوى و الميل فقط دونما بينات.

حقيقة الإيمان هو: التصديق. وقوله تعالى حكاية عن أخوة يوسف " وما أنت بمؤمن لنا " أي بمصدق لنا ولكن رابعة العدوية تبتدع في الإسلام تعريفا آخر للإيمان ما أنزل الله به من سلطان يضل به العامة والسذج فتلغي مئات الآيات والأحاديث التي تتحدث عن الجنة والنار والدرجات والدركات والنعيم والجحيم

تأول آخر بين واضح فيه شبهة تحامل راسخة .. ليس هكذا تقام الحجة .. من أين أتيت أنها تنكر النار و الجنة و ما الى آخر المفردات التى عددتها .. ثم بنيت عنها الاستنتاج بأنها تنكر الآيات و الأحاديث .. كله كلام ملق على عواهنه .. هى تحدثت عن سبب عبادتها .. و قالت أنها لا تعبد الله خوفا و لا طمعا .. و انما تعبده حبا و استشعارا بأحقيته فى العبادة .. ما المشكلة هنا .. أم أنه الفجور فى الخصومة .. هل تستطيع أن تقر و تجزم بأن الرسول صلوات الله و سلامه عليه و على آل بيته كان يعبد الله خوفا من النار و طمعا فى الجنة .. هل تستطيع القول بهذا ؟؟

العبادة درجات و مرتبات .. من الناس من يعبد الله مخافة العقاب .. و منهم من يعبده طمعا فى الثواب .. و منهم من يعبده حبا فيه و استشعارا لأحقيته بالعبادة دون سواه .. من الناس من يعبد الله شكرا و حمدا على نعمه .. و منهم من يعبده بخليط من كل هذا .. أتدخل داخل النوايا و تحكم على عبادة الناس .. لا حول و لا قوة الا بالله .

الإعلام قدم النهاية لفكرة العشق فنرى في نهاية فيلم رابعة العدوية تظهر بعد موتها وهي تلبس فستان الزفاف صاعدة إلى السماء

و هل ما أتى به الاعلام فى الفيلم حجة على الفكر أو على رابعة العدوية ؟؟ و من أين أتيت أو عرفت أن الفستان كان فستان زفاف؟؟ هل أى فستان أبيض يكون فستان زفاف؟؟

انما كل ما قيل هو عبارة عن محاولة غير صحيحة السمت و لا المنهج فى تفنيد الفكر الصوفى العقائدى .. و لأى منا مطلق الحرية أن ينقده و يخطئه .. و يظهر عواره أو اعوجاجه عن المنهج الصحيح لكن ليس بسذاجة ... فرابعة العدوية لا تمثل الفكر الصوفى وحدها .. و التأول على حديثها و لى عنق مقاصد الكلام لن يؤدى الغرض للمتلقى الفطن .. بل قد يزيد الطين بلة لأنه سيؤدى الى فقدان المصداقية .. و فارق بين سمت كهذا و بين سمت العلماء فى تبيان نقاط الضعف فى العقائد الغير صحيحة .. فارق كبير بين التأول و مقارعة الحجة ..

لكننى أتفق فى بعض النقاط بوجه عام دون تفصيله على شخص رابعة العدوية أو غيرها .. فالله أعلم و أحوط بعباده و بعقائدهم و بموقعم من الجنة و النار .. و أعوذ بالله أن أتأله على الله كما يفعل الكثيرون للأسف و أفول بأن فلانا فى الجنة أو فلان فى النار .. و لكن ..

من عقيدة المسلم الصحيحة أن يتحدث عن الله بالشكل اللائق بجلال مكانته و عظمة سلطانه .. و لكن حين فكر العلماء فى هذا الأمر وجدوه أمر مشكل .. فكيف نتحدث عمن لا تدركه العيون و لا الأبصار .. و كيف تفطن عقولنا المحدودة بهذا الكون لكيفية التحدث عن الله .. و باعمال العقل تجد أن أفضل الطرق و أصحها فى الحديث عن رب العزة هو بم تحدث هو سبحانه عن ذاته .. فالأحوط للمسلم أن يصف الله بم وصف الله به ذاته .. دون تكييف منه .. و الأحوط للمسلم أن يدعو الله كما كان يدعوه رسوله و كما ورد فى صحيح السنة .. و ان استشكل عليه فمن الممكن أن يدعوه بما تبادر الى ذهنه و الى سريرته على ألا يغالى فى الابتداع حتى لا يزل .. و انما يترك نفسه على سجيتها و هو يستشعر عظمة الخالق فى داخله .

لذا فالكثير من حديث الصوفية و استعمالهم طريق الرمز أجده لا يوافق عقلى .. فالدين يسر لا عسر .. و لا لأحد أن يبتدع فى الدين طريقة للعبادة لم يأت بها الرسول .. كما أن الدين أمر واضح جلى لا رمز فيه تورية ..

مهيب

لا تؤاخذني ما سر هذا التناقض في قولك

- هذا خلط بين لا شك فيه .. و بالرغم من أننى لا أقنع بالصوفية مطلقا .. و أرى أن بها الكثير من العوار العقائدى

وبين قولك :

- الا أن الفكر التأولى و التقولى على الآخر لاخراجه من الملة أمر معروف و ساذج و مرفوض

إذا أنت اقتنعت أن كل فكري ديني تنطع وكل كلامنا مطلق على عواهنه .. فلن تلتقي مع أي احد أو هو مدعاة لألا نقول شيء

وأين اتهام الناس بالهوى مع أنني دللت على كل كلمة قلتها

هل يمكن أن أكتب كلاما مثاليا 

أو أن اصل لمثالية كلامي 

ولا يوجد كلام مثالي 

ولا مثالية لمتكلم

 

رابط هذا التعليق
شارك

جزاك الله خيرا أخانا أبو عمر على هذا النقل الذي أوضح بين انحراف الصوفية وطالما عندنا مراتب ثلاثة

-إحسان

- إيمان

- إسلام

فلا نحتاج لمسميات أخرى بديلة أيا كانت وليكن الدين نفيا طاهرا من أي دنس يشوه أو يلبس الناس في عقيدتهم

ألا ترى أخي أننا لا نستطيع كما قال أحد الأفاضل : أن كلمة العشق جنسية لا يمكن أ، تقال بيننا فما بالك بقولها لله تعالى الله علوا كبيرا

هل يمكن أن أكتب كلاما مثاليا 

أو أن اصل لمثالية كلامي 

ولا يوجد كلام مثالي 

ولا مثالية لمتكلم

 

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم

هذه المرأة افضت الى ما قدمت

ثم ان دعواك فى غير مكانها

فلا المنتدى صوفى و لا دعوات الصوفية شغالة فيه

و لا حاجة من القصص دى كلها

تفاءلوا بالخير تجدوه

بعضا مني هنا .. فاحفظوه

رابط هذا التعليق
شارك

لا أرى أى تناقض فيم قلت أنا و ما أدرجت أنت من اقتباس من كلامى مطلقا .. هى كلمة حق و قد أروم به اظهار رأيى .. نعم أنا لا أعتنق الفكر الصوفى و لا أراه مناسبا لعقيدة المسلم الصحيحة - تستطيع الرجوع الى موضوعى عن العقيدة كى تعرف عما أعتقد فيه فى هذا الصدد.

إذا أنت اقتنعت أن كل فكري ديني تنطع وكل كلامنا مطلق على عواهنه

أنا لم أقل هذا .. و لست أدرى مما أتيت أنت به .. و لست أدرى على من يعود الضمير فى (كلامنا) .. أنا رددت على فكرك أنت هنا .. و ما أدرجته أنت هنا لا يعبر عن دين الاسلام بل يعبر عن فكرك أنت أو فكر أفراد .. و أعتقد أن العقيدة الصحيحة للمسلم لا تختزل الاسلام فى فهم شخص ما أو فكر شخص ما .. و من الخطورة كل الخطورة على الأمة الاسلامية أولئك - و لا أعنيك أنت بهذا - الذبن يعتقدون فى أن الاسلام دين يمكن اختزاله فى فكره هو و فهمه هو ... و لا يريد النقاش و لا المراجعة و لا يعرف حججا بل جل ما يريد هو أن يؤمن الناس حوله دون مراجعة... و يعتبر من خالفه مخالف للدين و معترض عليه.

مهيب

<span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span>

رابط هذا التعليق
شارك

السلام عليكم

هذه المرأة افضت الى ما قدمت

كما قلت يا اخى ياسر هى افضت ومن زماااان اوى

و مش ذنبها ان الصوفيه استغلوا سيرتها الذاتية و غالوا فيها

قال الله تعالى:

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ"

كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى

الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا

"وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ

قد يكون هذا هو مفهوم العشق كما هو فى نيتها

العشق= الحب الشديد

أقلل عتابك فالبقاء قليل...و الدهر يعدل تارة و يميل

رابط هذا التعليق
شارك

لا أرى أى تناقض فيم قلت أنا و ما أدرجت أنت من اقتباس من كلامى مطلقا .. هى كلمة حق و قد أروم به اظهار رأيى .. نعم أنا لا أعتنق الفكر الصوفى و لا أراه مناسبا لعقيدة المسلم الصحيحة - تستطيع الرجوع الى موضوعى عن العقيدة كى تعرف عما أعتقد فيه فى هذا الصدد.
إذا أنت اقتنعت أن كل فكري ديني تنطع وكل كلامنا مطلق على عواهنه

أنا لم أقل هذا .. و لست أدرى مما أتيت أنت به .. و لست أدرى على من يعود الضمير فى (كلامنا) .. أنا رددت على فكرك أنت هنا .. و ما أدرجته أنت هنا لا يعبر عن دين الاسلام بل يعبر عن فكرك أنت أو فكر أفراد .. و أعتقد أن العقيدة الصحيحة للمسلم لا تختزل الاسلام فى فهم شخص ما أو فكر شخص ما .. و من الخطورة كل الخطورة على الأمة الاسلامية أولئك - و لا أعنيك أنت بهذا - الذبن يعتقدون فى أن الاسلام دين يمكن اختزاله فى فكره هو و فهمه هو ... و لا يريد النقاش و لا المراجعة و لا يعرف حججا بل جل ما يريد هو أن يؤمن الناس حوله دون مراجعة... و يعتبر من خالفه مخالف للدين و معترض عليه.

مهيب

أخي الحبيب :

مع أعجابي الشديد بثقافتك إلا أنني دائما أرى في ردودك مصطلحات معادة ومكررة مثل أفكارك عن

اختزال الدين في أشخاص

التنطع

فكر أفراد

الهوى في الأحكام

وغير ذلك

الموضوع نقل سيرة لنستفيد منها وحينما وأناقشك لأنك صاحب فكر وأحب مناقشة أصحاب الفكر وما أوردته ليس رأيا شخصيا وإنما هو نقل عن علماء أفاضل ويمكنك الرجوع لسيرة رابعة العدوية وما قاله العلماء عنها

وما اخترته لبيان العقيدة الصحيحة وليس لنقدها هي حيث أن كثيرا من الناس يعتدون بها وأرى أنه من الواجب على طرح الأمر للمناقشة وأرجو أن تدلل أنت على صحة عقيدتها إن كان لك وجهة نظر مختلفة بدلا من تلك الأوصاف التي لا أراها في شخصي المتواضع

وقولك أخي الفاضل :

هذا تأول و تقول على من قال بالعشق الاهلى و لم يقل بالحلول و الاتحاد

أقول لك أخي الفاضل أنظر إلى فكر الحلاج حينما بقول

رأيت ربـي بعـين قلبـي فقلت من أنت ؟ قال أنت

فليس للأين منــك أيـن وليـس أينٌ بحـيث أنت

أنت الذي حزت كـل أين بنحو " لا أين " فأين أنت

وليس للوهـم منـك وهم فيعلم الأيـن أيـن أنـت

وقال فى محاكمته :

" كنت اعبد الله واخاف عذابه وبطشه فاكتشفت انى أعبد خوفى .

فعبدت الله وانا أطمع فى جناته ورضاه فاكتشفت انى اعبد طمعى .

فعبدت الله وانا أذوب فى ذات محبوبى أعبد الله لانى أحب الله "

وأخذ الحلاج من بعض الفلاسفة الذين يرون تطهير النفس بالرياضة الروحية والتهذيب النفسي وفكرة الحلول الإلهي في النفوس الإنسانية وقد بدأت الفكرة تدخل بين الطوائف التي انتسبت إلى الإسلام حديثًا

ومبدأ الحلول: وهو حلول العنصر الإلهي في العنصر الإنساني.وفيه أن الله والعالم قد امتزجا وأن الله والقوة الداخلية الفاعلة في العالم مترادفان.

مبدأ وحدة الوجود : وهو يعني عند الصوفية أن الله تعالى والخلق واحد والحاكم والمحكوم شيء واحد وما التعدد في الواقع إلا تعدد في شكل الوجود لا في ذات الموجود. يقول ابن عربي الصوفي :

يا خالق الأشياء في نفسه أنت لما تخلقه جامع

تخلق مالا ينتهي كونه فيك فأنت الضيّق الواسع

ويقول الحلاج في ذلك:

أنا من أهوى ومن أهوى أنا نحن روحان حللنا بدنا

فإذا أبصرته أبصرتني وإذا أبصرتني أبصرتنا

وهذه هي فكرة الحلول عند الحلاج وغيره من المتصوفة إذ يزعمون أن الله قد حل في أجسادهم

أما الضمير في كلامنا أو نحن فهو ضمير الجميع أو المفرد المشارك أو المفرد المعظم لنفسه

تم تعديل بواسطة tarek hassan

هل يمكن أن أكتب كلاما مثاليا 

أو أن اصل لمثالية كلامي 

ولا يوجد كلام مثالي 

ولا مثالية لمتكلم

 

رابط هذا التعليق
شارك

الأخوة

ياسر

هبة

رابعة رحمها الله من زعماء الفكر الصوفي مش الصوفية استغلوا والكلمة المذكورة لا يمكن أن تقال في دنيا الناس فما بالك مع الله أما أنها ماتت وغير ذلك فليس لنا شأن إلا مع الفكر الباقي الفكر لا يموت وأرجو قراءة ما كتب أعلاه

رابعة العدوية .. الشخصية والأسطورة فإنه واف كاف

محمد جميل غازي

تم تعديل بواسطة tarek hassan

هل يمكن أن أكتب كلاما مثاليا 

أو أن اصل لمثالية كلامي 

ولا يوجد كلام مثالي 

ولا مثالية لمتكلم

 

رابط هذا التعليق
شارك

مع أعجابي الشديد بثقافتك إلا أنني دائما أرى في ردودك مصطلحات معادة ومكررة مثل أفكارك

فكرى ليس معاد و لا مكرر ووصفك هذا أجده تعديا و تطاولا فى حقى لا أقبله .. و ليس من شيمى رد التعدى و لا التطاول .. لا تجعلنى مشكلتك .. و أنا لازلت أرى كلامى متماسكا .. و ردى لازال منطقيا فراجعه ... و أجدك لم تفقهه .. و أنا لا أريد أن أعيد شرحه أو أكرر كلامى .. و حديثى لمن سيأتى هنا و يقرأ .. و لا يعنينى اقتناعك أنت من عدمه.

مهيب

<span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span>

رابط هذا التعليق
شارك

الأخ مهيب

أفهم من كلامك أن هناك فكرا للصوفية مقبول عقائديا فهل لك أن تطلعنا عليه وما هي مبادئه

هل يمكن أن أكتب كلاما مثاليا 

أو أن اصل لمثالية كلامي 

ولا يوجد كلام مثالي 

ولا مثالية لمتكلم

 

رابط هذا التعليق
شارك

ما فهمته من كلامى خطأ .

مهيب

<span style='font-size:14pt;line-height:100%'>حين يصبح التنفس ترفـاً .. و الحزن رفاهية .. والسعادة قصة خيالية كقصص الأطفال</span>

رابط هذا التعليق
شارك

من عقيدة المسلم الصحيحة أن يتحدث عن الله بالشكل اللائق بجلال مكانته و عظمة سلطانه .. و لكن حين فكر العلماء فى هذا الأمر وجدوه أمر مشكل .. فكيف نتحدث عمن لا تدركه العيون و لا الأبصار .. و كيف تفطن عقولنا المحدودة بهذا الكون لكيفية التحدث عن الله .. و باعمال العقل تجد أن أفضل الطرق و أصحها فى الحديث عن رب العزة هو بم تحدث هو سبحانه عن ذاته .. فالأحوط للمسلم أن يصف الله بم وصف الله به ذاته .. دون تكييف منه .. و الأحوط للمسلم أن يدعو الله كما كان يدعوه رسوله و كما ورد فى صحيح السنة .. و ان استشكل عليه فمن الممكن أن يدعوه بما تبادر الى ذهنه و الى سريرته على ألا يغالى فى الابتداع حتى لا يزل .. و انما يترك نفسه على سجيتها و هو يستشعر عظمة الخالق فى داخله .

لذا فالكثير من حديث الصوفية و استعمالهم طريق الرمز أجده لا يوافق عقلى .. فالدين يسر لا عسر .. و لا لأحد أن يبتدع فى الدين طريقة للعبادة لم يأت بها الرسول .. كما أن الدين أمر واضح جلى لا رمز فيه تورية ..

مهيب

عموما يكفيني أن أتفق معك في هذا الجزء من كلامك جدا جدا ولا أجدني مستحقا لما سبقة لأنني تكلمت بما تكلم به التاريخ ورأي العلماء في حياة رابعة وسيرتها وشطحات بعض الصوفية في العقيدة وابتداع البعض طرقا في العبادة ما أنزل الله بها من سلطان

تم تعديل بواسطة tarek hassan

هل يمكن أن أكتب كلاما مثاليا 

أو أن اصل لمثالية كلامي 

ولا يوجد كلام مثالي 

ولا مثالية لمتكلم

 

رابط هذا التعليق
شارك

اولا

بالنسبة للكلام عن رابعة العدوية

هل هناك ما يثبت هذا الكلام؟هل هناك دليل انها قالت ذلك؟؟؟؟؟؟؟؟اما سمعت الحديث القدسي الذي يقول : (من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب)

ماذا لو كانت من الاولياء ؟والله أعلى وأعلم . ماذا لو لم تقل هذا الكلام أو ان هذا الكلام مفترى عليها؟؟؟؟؟؟؟

ثانيا

بالنسبة للتصوف

هناك امور تخالف الشرع مثلا (التمسح ف الاضرحة - التمايل - طلب المدد من غير الله ..................)

ولكن هل توجد جوانب حسنة فيه؟؟؟؟

(((((لابد من عرض كل الجوانب المتعلقة بهذا الفكر على الكتاب والسنة لنعرف الجوانب الصحيحة والجوانب الخاطئة فيه))))))

واكرر لابد من عرض اي فكر (بكل جانب من جوانبه) على الكتاب والسنة

********************************************************************************

تم تعديل بواسطة somebody

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

( إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (16) ) سورة البروج

***********************************************************************

http://audio.islamweb.net/audio/index.php?...d=527&rid=1

_______________________________________________________________________

http://www.55a.net

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

رابط هذا التعليق
شارك

- أخي الفاضل : الولي له تعريف في القرآن فارجع إليه

- نقلت لك من الكتب عن رابعة وهو خلاصة ما قرأته

كنت أتكلم عن جانب واحد ولا مجال لعرض كل الجوانب الغير مهمة المهم ما يتصل بالعقيدة

تحياتي لك وفيما تقدم كل الجوانب عن الصوفية لمحمد جميل غازي

تم تعديل بواسطة tarek hassan

هل يمكن أن أكتب كلاما مثاليا 

أو أن اصل لمثالية كلامي 

ولا يوجد كلام مثالي 

ولا مثالية لمتكلم

 

رابط هذا التعليق
شارك

لنفترض -----مجرد افتراض-------انها قالت هذا الكلام الايحتمل انها قد رجعت غن ما قالته بعد ذلك ؟؟؟

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

( إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (16) ) سورة البروج

***********************************************************************

http://audio.islamweb.net/audio/index.php?...d=527&rid=1

_______________________________________________________________________

http://www.55a.net

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

رابط هذا التعليق
شارك

آسف أختى الفاضلة

الفكر الصوفي له مظاهر متنوعه ولو ممكن تعرضي حضرتك هذا الفكر المقصود في الوقت الحالي حتى يتسنى الحكم عليه فأنا لا أريد الحكم على مجهول ليس له صفة سوى أنه حالي

ورجوعها أو عدمه الله أعلم ولكن أنا قصصت ما قرأته عنه فقط أما علافتها بعد ذلك مع الله تكلمنا فيما ورد والافتراضات الأخرى والسابقة فالحكم لله وليس لي

هل يمكن أن أكتب كلاما مثاليا 

أو أن اصل لمثالية كلامي 

ولا يوجد كلام مثالي 

ولا مثالية لمتكلم

 

رابط هذا التعليق
شارك

التصوف الصحيح هو عين التوحيد (منقول بتصرف )

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .

أما بعد : فموضوعي بعنوان "التصوف الصحيح هو عين التوحيد " وهذه الكلمة ذات قرنين أذكرهما بإيجاز وسيأتي التفصيل إن شاء الله

أول القرنين : المراد إنصاف التصوف.

والقرن الثاني : المراد إصلاح التصوف . وسأفصل هذين القرنين إن شاء الله، لكن أبدأ بشيء من التاريخ وبيـان أصول النشأة ونحـو ذلك من غير تطويل فأقول :

التصوف الصحيح بني على الزهد، والزهد أصل من أصول الشريعة ولذلك عندما كتب المتقدمون في هذا الشأن كتبوا فيه تحت هذا المصطلح " الزهد " كعبد الله بن المبارك المتوفى سنة(181 ) من الهجرة، وكهناد ابن السري، والإمام أحمد ابن حنبل، هؤلاء كتبوا تحت مصطلح "الزهد " فعندئذ المصدر واضح : الكتاب والسنة والقدوة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام والتابعون ومن بعدهم من أهل القرون الثلاثة المفضلة . ومن المهم في هذا الشأن ربطه بالرعيل الأول، الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين، ولذلك فقد أجاد الحافظ المحدث أبو نعيم الأصبهاني في كتابه " حلية الأولياء " إذ ذكر المتقدمين والمتأخرين من أهل العبادة والزهد مبتدأ بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفعل مثله ابن الجوزي الحنبلي المتوفى سنة (597 )من الهجرة في كتابه " صفة الصفوة "، وكذلك أبو القاسم التيمي في "سيرالسلف "، ولكن أكثر من كتب في التصوف أهمل ذكر طريقة الصحابة والتابعين، وبنى على ماروي من أقوال وأحوال وزهد المتأخرين من بعد القرون الثلاثة المفضلة أو من عند إبراهيم بن أدهم، والفضيل بن العياض، وأبي سليمان الداراني ونحوهم، كما فعل أبو القاسم القشيري برسالته القشيرية، وكمـا فعل أبو عبد الـرحمن السلمي فـي " طبقات الصوفية "، وكما فعل أبو بكر الكلاباذي محمد بن إسحاق في كتابه "التعرف لمذهب أهـل التصوف"، وكما فعـل أبو نصر السراج في كتابـه " اللمع " .

هذه أهم مصادر التصوف، والكتب السابقة الـتي ذكرناها أعظـم مصادر التصوف "حلية الأولياء "لأبي نعيم و" صفة الصفوة " لابـن الجوزي و "سير السلف " لأبي القاسم . هذه مصادر التصوف على الطريقة الأولى التي تشمل المتقدمين والمتأخرين ؛ يبدأون بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذن وضعوا الأمر في نصابه الصحيح، وهذا أسلوب آخر لمن ألف في هذا الباب اقتصر فيه على المتأخرين من العباد والزهاد وما نقل من أحوالهم وأقوالهم، أو ابتداءً من إبراهيم بن أدهم والفضيل ابن عياض ومن بعدهم .

وأصلاً بدأت ظاهرة العباد والزهاد منذ وقت مبكر ؛ من وقت التابعين، يعني من تفرغوا للعبادة وللزهد وانقطعوا عن الدنيا، وفي هذا الباب يذكر أبو نعيم أويساً القرني كمثال على هذا الأسلوب "الزهد " .

وكان لظهور هذه الفئة من العباد والزهاد تذكيراً للمجتمع وإيقاظاً له، خاصةً أن بوادر الترف في حياة المجتمع كانت قد بدأت تظهر فكان لظهور هؤلاء العباد ولأقوالهم وأحوالهم أثراً تحذيرياً للمجتمع من أن يقع فريسة الترف والغفلة وتذكيراً له بمهمته الأساسية من الذكر والعبادة، وإعلاناً بأن هذه الدنيا لا قيمة لها، فهذا كان له أثر الإيقاظ للمجتمع وبوادر الترف تهجم عليه، ولذلك كانت أقوال هؤلاء العباد تدور حول هذه المعاني وحول محبة الله عز وجل والانقطاع لـه وتقديم محبته والتعلق به على سائر العلائق، وكانوا يوصون مع ذلك بأن يرد كل ما يصدر عنهم إلى الكتاب والسنة .

يقول أبو يزيد البسطامي : " إذا أعطي الرجل من الكرامات حتى يرتقي في الهواء فلا تغتروا بـه حتى تروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي وحفظ الحدود وأداء الشريعة .

والتصوف إذن بهذا المفهوم ليس منفصلاً عن الكتاب والسنة بل هو مذهب في السلوك مستنبط منهما ومـن أحوال الصحابة الكرام، وآدابه ليست غريبة على الدين .

يقول سهل بن عبد الله التستري : أصول طريقتنا سبعة : التمسك بالكتاب، والاقتداء بالسنة، وأكل الحلال، وكف الأذى، وترك المعاصي، والتوبة، وأداء الحقوق .

فهذه الآداب ليست غريبة على الدين هذا مذهب في السلوك مستنبط من مصدر هذا الدين الكتاب والسنة . وكان هؤلاء الأوائل من أئمة التصوف ملتزمين بذلك .

يقول أبو سليمان الداراني وهو أحد أئمة التصوف بعد القرون الثلاثة : قد تخطر النكتة من نكت القوم في قلبي أياماً فلا أقبل منه ـ أي من قلبي ـ حتى يأتي بشاهدين عدلين من الكتاب والسنة .

ماذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية بعد هذا النقل ؟ يقول : " والتحقيق أن فيه الممدوح والمذموم ـ يعني في مذهب التصوف الممدوح والمذموم ـ والمذموم منه ما يكون اجتهادياً ومنه غير ذلك، كفقه الرأي فإنه قد ذم فقه الرأي طوائف من الفقهاء والعلماء والعباد " . ثم يقول : " ومـن المتسمين بهذا الاسم ـ أي التصوف ـ من أولياء الله وصفوته وخيار عباده ما لا يعلم عددهم إلا الله، كما أن من أهل الرأي ـ أي من فقهاء الرأي ـ أهل العلم والإيمان طوائف لا يعلم عددهم إلا الله " . هذا الكلام من إنصاف السلف، ولهذا أخذت معالم التصوف الصحيح أكثر ما أخذته من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وأسلوبه ؛ مع أنه من أشد من نقد التصوف وعلم الكلام، ولكن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ولا يحمل العالم الصحيح على عدم الإنصاف، وعلى الرغم من نقده لمذهب التصوف فقد كان منصفاً في الحكم عليه ودقيقاً في بحث تفاصيله والتفريق بين ممدوحه ومذمومه .

وهذا الممدوح الذي يشير إليه شيخ الإسلام هو ما نعنيه بالتصوف الصحيح فمحاولتنا هذه ذات قرنين أو ذات شقين :

الشق الأول : إنصاف هذا المذهب بالتفريق بين صحيحه وسقيمه، فالتصوف في جذوره الأولى كان تصوفاً صحيحاً كما ضربنا على ذلك الأمثلة وأوردنا الأدلة من كلام أئمته، فمن إنصاف هذا المذهب أن نبرز الوجه الصحيح منه ونميزه عن الوجه المنحرف .

والتصوف مدرسة كبرى في حياة المسلمين لا يمكن إلغاؤها بجرة قلم بل يجب الإفادة من صوابها وعرض ما سوى ذلك على الكتاب والسنة، كمدرسة الرأي سواءً بسواء . وقد لاحظنا أن شيخ الإسلام ابن تيمية ضرب المثال بهاتين المدرستين الكبيرتين، مدرسة التصوف في علم السلوك، ومدرسة الرأي في علم الفقه .

هاتان المدرستان كبيرتان لا يمكن إلغاؤهما بجرة قلم بل يجب احترامهما والإفادة من صوابهما، وأصلاً كل المذاهب والمقالات والأفكار يجب أن تعرض على الكتاب والسنة فما وافقهما قبلناه وما ناقضهما رددناه، وهذه وصية أهل التصوف أنفسهم أبي يزيد البسطامي والشيخ عبد القادر الجيلاني، وبقية أئمة التصوف الصحيح ورموزه .

والشق الثاني لهذه المحاولة الإصلاح : التصوف دخله كما دخل حياة المسلمين قاطبة كثير من الانحراف، شوه صورته وكدر صفاءه، وأخطر ما شوه التصوف الفلسفة، فإن الفلسفة دخلت في الصوفية بالزندقة، كذلك مما شوه صورة التصوف وصفاءه الأول ممارسات المسلمين اليوم، فأكثر الصوفية في العالم الإسلامي تجدهم عند الأضرحة والقبور يمارسون ممارسات ليست خارجة عن حدود الكتاب والسنة فحسب بل حتى عن التصوف الصحيح، فهؤلاء ليسوا متصوفة والصوفية منهم براء لماذا ؟ لأنهم قلبوا مفهوم التصوف، التصوف في أصله الصحيح معناه التعلق الكامل بالخالق سبحانه وتعالى وقطع الأمل عن المخلوق . كما ورد عن ذي النون المصري يقول : " التصوف هو التعلق بالخالق وقطع الأمل عن الخلائق " ولكن هؤلاء المنحرفين عن التصوف عكسوا هذا المفهوم، تعلقوا بالمخلوق حياً وميتاً وانشغلوا عن الخالق، وما عاد التصوف في هذا الشكل المنحرف زهداً ولا عبادة

((((((ولذلك هذا نداء لأهل التصوف العلماء منهم والحكماء أن يبادروا بإصلاح التصوف من داخله حتى يلحقوا بالركب المبارك ؛ ركب الصحوة : صحوة أهل السنة والجماعة))))))))

لا فرق بين أئمة التصوف الصحيح وبين غيرهم من الأئمة والعلماء في قضية التوحيد، يقول : " وعلامة فنائك عن خلقه بحكمه أن تقطع أملك منهم وتعتزلهم وتيأس مما في أيديهم " ـ يعني تعلقك بالخـالق وتقطع علائقك بالمخـلوق، أي لا تنافس المخلوقين في الدنيا ولا تصارعهم في التكالب عليها لأنك مشغول بالخالق عن المخلوق ـ لكن يقول : " افن بحكمه " وكما شرح هناك الحكم ما هو قال : " المصباح الذي هو الحكم وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم" .

يقول شيح الإسلام ابن تيمية : " ولكن أكمل الخلق محبة لله الخليلان إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام ومحبتهما لله أكمل وأعظم من محبة غيرهما، ومع ذلك لم يغيبا عن شهود العبودية، كان شهودهما للعبودية ـ أي وعيهما بعبوديتهما لله تعالى ـ حاضراً في جميع الأحوال

________________________________________________________________________________

_________________

هنا أقف وقفة لأن الكاتب يقول ((((((((((((((ادعوا أهل التصوف الصحيح من علماء وحكماء أن يبادروا بإصلاح التصوف إن أرادوا أن يلحقوا بركب الصحوة المباركة، صحوة أهل السنة والجماعة)))))))))

________________________________________________________________________________

__________________

(((((((فعلا يا أي فكر يا اخواننا لابد من عرضه على الكتاب والسنة )))))))

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

( إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13) وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (16) ) سورة البروج

***********************************************************************

http://audio.islamweb.net/audio/index.php?...d=527&rid=1

_______________________________________________________________________

http://www.55a.net

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...