لولا بتاريخ: 28 أغسطس 2008 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 28 أغسطس 2008 عن روايه للكاتبة د.ريم بسيونى تأخذنا اميره حسن فى عمق كل الأحداث. روايه تستحق القرءاه فعلا لمحبى البحر..القهوه..والحب، وحتما اشياء اخرى. قوي جداً هذا التأثير الذي تتركه في نفسنا الروائح.. وكثيرة جداً تلك الذكريات التي تثيرها روائح بعينها في عقلنا الباطن ووجداننا.. رائحة قميص الزى المدرسي الجديد الذي لازال يذكرنا بأيام طفولتنا الأولى.. رائحة الهواء بعد ليلة شتوية ممطرة وما تثيره داخلنا من شجن و سعادة و رومانسية.. رائحة الطعام الذي تطهوه أمنا التي تشعرنا بحنين تجاه بيتنا الذي ولدنا وتربينا فيه..كل تلك الذكريات و المشاعر التي تثيرها بداخلنا الروائح.. ولكل منا أيضاً روائحه التي تثير بداخله ذكرياته الخاصة.. ستدور كل تلك الافكار برأسك بمجرد أن تنتهي من قراءة رواية "رائحة البحر"، للكاتبة د.ريم بسيوني.. وخاصة كلما ذكرت على لسان البطل "علاء" الفرق بين رائحة القهوة والخبز المحمص في شوارع بريطانيا التي قضي فيها سنين دراسته للطب, ورائحة البحر والتقلية في مصر التي طالما اشتاق إليهما طوال سنين دراسته هناك.لن تضطر أن تصل إلي نصف الرواية لتدرك أن الكاتبة قد تخللت إلي عمق وجدانك وحازت بشفقتك من خلال بطلة الرواية "رانيا" تلك السيدة الشابة المصرية البسيطة المتوسطة الجمال العادية أكثر من اللازم والتي تزوجت الطبيب الناجح الشاب الوسيم الذي عاد من بريطانيا لتوه فأحبته بشكل جنوني وقتلها شعورها أنه لا يحبها مثلما تحبه بل وأنه يعشق أخرى.. هي الطبيبة "جيهان" ، زميلته في نفس المستشفى والتي عادت بدورها من بريطانيا بعد سنين من الدراسة هناك مما خلق بينهم جو مشترك ألا وهو جو الحنين إلي بريطانيا بما تمثله من تقدم وتطور طبي. .هذا الأخير الذي تفتقده مصر بشدة..إلا أن الجديد هنا في تلك العلاقه الثلاثية.. هو أن ما بين "علاء" و "جيهان" مجرد مشاعر ترفض الإفصاح عن نفسها فهي أيضاً متزوجة.. ومحترمة.. وهو لم و لن يقدر على خيانة زوجته لأنه يقدرها ويحترمها.. و ليست الخيانة من طبعه على أي حال.. وربما يكون هذا ما عذب "رانيا" أكثر أثناء أحداث الرواية حيث أن فكرة إنشغال وجدان زوجها بآخرى دون أن يخونها تعذبها أكثر, فتمنت لو أنه يخونها فوقتها تستطيع أن تكرهه بضمير مستريح.أكثر ما سيثير فضولك في الرواية ويشبع نهمك الأدبي، إذا كنت تملك واحداً، ويتوغل في نفسك هو حوار "رانيا" الدائم مع نفسها عن خططها التي ترسمها بجد وعناء لتجعل زوجها يهيم بها عشقاً.. فهي لا تريد أن تكون مجرد الزوجة وأم الأولاد التي يحترمها.. هي تريده أن يعشقها مثلما يعشق "جيهان" في صمت ويظل ليالي في لأرق يفكر بها.. فتقرر في مرة أنها ستتبع حمية لتصبح أرشق و مرة آخرى سوف تقرأ كثيرا جدا لتكون مثقفة وثم تكتشف بعد ذلك أنها عليها ألا تذهب للسوق نهارا حتى لا تسمر بشرتها.. وهكذا إلى أن تصبح أعصابها محترقة..وعبقرية كل هذا في إدارة هذا الحوار بينها وبين نفسها مما يجعلك تشفق عليها إذا كنت قارئ.. وتجعلكِ تتفاعلين معها لو كنت قارئة حيث أن أبعاد شخصية "رانيا" هذه ومخاوفها وعدم ثقتها الأثيرة بنفسها هي المحاور الأساسية لشخصية أي فتاة شرقية تفقد شخصيتها وآرائها بسهولة أمام من تحب, فتجد أنها تستطيع ان تكون على طبيعتها وسجيتها أمام أي شخص إلا من تحب.. فتجد أن "رانيا" في الرواية كانت لا تأكل ولا تذهب إلا دورة المياة أمام زوجها كما أوصتها أمها لأن الرجل لا يحب السيدة التي تفعل كذلك!!.حتى منتصف الرواية ستظل تتابع تلك الصراعات النفيسة داخل "رانيا" وداخل "علاء" أيضاً الذي رغم حبه لـ"جيهان" وتأكده من أنه يريدها فهو قاوم تلك الرغبة بكل قوة, فعندما انفصلت –جيهان- عن زوجها وعرضت نفسها عليه، وقتها كان في بريطانيا مصاحباً أخيه في رحلة علاجه، فقد ظل على طول الخط محافظاً على احترامه لنفسه ولزوجته. بالرغم من أن الفرصة كانت سانحة أمامه و دون أن يعلم أحد..و ظلت الأمور هادئة، أو تبدو كذلك. إلى أن وقعت تلك الحادثة عندما اتهمته طالبة، بإيعاز من دكتور زميله في الجامعة، بأنه تحرش بها.. فوقع هذا الخبر على "علاء" كالصدمة, فها هو هذا الشخص الذي رفض أن يخضع لرغباته الخاصة قد تم إتهامه بشيء لم يفكر فيه بحياته على الإطلاق.. وبمجرد أن علم علاء بهذا الخبر استطاعت الكاتبة أن تجسد للقاريء إحساس "علاء" بعبقرية لتجعلك تحدث نفسك.. "ما أسوأ الظلم".كانت تلك الوقعة هي القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لـ"رانيا" بعد أن كانت بالفعل قد حملت أعصابها بما فيه الكفاية بسسب إجتهادها لتجعل "علاء" يحبها.. فكان رد فعلها شديد القسوة على هذا الزوج الذي جاء ليحتمي بحبها وثقتها به ويقص لها ما حدث.. ليجدها قد انفجرت به لتخبره بكل مخاوفها.. تخبرة أنها قد تحملت الكثير بسبب حبه لـ"جيهان" وبسب محاولتها المستميتة والفاشلة لكي يحبها وفي النهاية جاء هو ليخونها مع طالبة لديه. لو كانت تلك الرواية فيلم لاستطعنا أن نقول بثقة بأن هذا المشهد هو الـ " Master Scene" لشخصية" رانيا".. تلك اللحظة التي تحررت منها نفسها بقوة وعنف لتعلن عن وجودها الحقيقي المتخفي وراء تلك الشخصية المغلوبة على أمرها التي عاش معها "علاء" طوال سنين زواجه.. كانت قاسيه لدرجة أنها أخبرته أنها أيضاً تحب أخر هو ابن خالتها الذي يحبها منذ زمن.. وكانت تلك صدمة آخرى ليس وقتها على الإطلاق بالنسبة لـ"علاء".. فترك لها المنزل وذهب لمنزل أسرته.. فشعرت رانيا بالراحة لأول مرة منذ سنين فليس عليها الآن أن تقرأ ليراها مثقفة و ليس عليها أن تفكر آلف مرة قبل أن تتحدث و ستأكل وقتما تريد ما تريد.. فهي حرة لأول مرة منذ أن تزوجت.. أن حبها لـ"علاء" وخوفها من فقده قد أعياها حتى قررت أن تفقده هي بنفسها بدلا من أن تجلس لتنتظر في رعب وتوجس تلك اللحظة المؤلمة.في الجزء الأخير من الرواية تبدأ الكاتبة في كشف النقاب عن شخصية رانيا الحقيقية التي ظلت سجينة فترة طويلة, فتبدأ "رانيا" في التقرب من زوجها و بجرأة، بعد أن كانت تطفئ النور إذا اختلى بها، فأصبحت تذهب إليه في منزل أهله وتصطحبه ليسيرا سوياً على البحر وتجري لتبلل أقدامها في المياة بطفولة ومرح.. و تتكلم كثيراً دون أي تفكير, فقط تقول أول ما يخطر ببالها وتبتاع طعام وتأكله أمامه, وفي نفس الوقت لم تكن قد تجاهلت الأزمة الذي يمر بها فظلت تستحثه على بيع منزلهم لتخليصه من تلك الأزمة في كليته حتى لا يتم إيقافه عن العمل حيث أن بعض الشهود قد طلبوا مقابل مادي ليغيروا شهادتهم ويقولوا الحقيقة التي زوروها من قبل..وبعد رفض شديد منه لشراء براءته بالمال الذي جمعه طوال سنين عمله, وافق أن يفعل هذا بعد أن تخيل نفسه يترك الطب للأبد. أثناء كل هذه الأحداث العاصفة سواء في حياته المهنية أو في تصرفات "رانيا" الغريبة و المتهورة, بدأ علاء ينظر إلي زوجته و كأنه يراها لأول مرة.. ليبدأ يتسلل لنفسه نحوها مشاعر متضاربة هي مزيج من الغضب منها لما فعلته وقتما احتاج إليها و لأنها كذبت عليه في أمر ابن خالتها.. ومشاعر أخرى من الحب الحقيقي المندفع الذي لم يشعر به نحوها إطلاقا بينما سيطر عليه أثناء تفكيره في "جيهان".. لتستقر كل تلك المشاعر في النهاية ويكتشف حبه لتلك المرأة بالفعل.. ووقتها تشعر أيضاً "رانيا" أنه قد أحبها..أحبها بعد أن عجزت كل الخطط التي رتبت هي لها و المشقه التي بذلتها في فعل ذلك.. أحبها فقط لأنها أصبحت هي دون أدنى إدعاء.. أحبها لأنها أصبحت على سجيتها.. فلماذا إذن هذا الحاجز الذي يحول بينا وبين من نحب.. لماذا عندما نحب نسجن أنفسنا بدلاً من أن نحررها. بقلم ؛ اميره حسن مدونه : انا اللى بالأمر المحال اغتوى طائره ورقيه رياح شديده خيط قصير الطائره ليست بين السماء ولا الأرض ..هذه انا!! لولا رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
iloveegypt بتاريخ: 28 أغسطس 2008 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 28 أغسطس 2008 اسجل متابعتى لهذا الموضوع الراقى وبصراحة اخت لولا انت فى الادب والشعر مواضيعك جامدة رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
galaxy بتاريخ: 28 أغسطس 2008 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 28 أغسطس 2008 رائعه هي الروايه لولا لمجرد الوصف في المدونه فقط .فما بالك بقراءتها......؟؟؟ نويت البحث عنها فعلا ......كن انت وما تحب .......ما تحب انت لا شخصا اخر........ شكرا كتير علي نقلك ايانا الي هذا العالم السحري المرتبط بكل ما نفتقده من مشاعر الان وفي غربتنا .العالم الذي نحن اليه بكل وجداننا ونتمناه ولو في اذهاننا فحسب.......تقبلي تحياتي لولااااااا.... املأ عينيك من وجوه الأحباء والأهل والأصدقاء فقد يغيبون عنك بعد حين ولا تؤجل إفصاحك لهم عن مشاعرك الطيبة تجاههم إلى الغد فقد لا يكونون على مسرح الحياة حين يجيء ذلك الغد رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Simba بتاريخ: 29 أغسطس 2008 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 29 أغسطس 2008 طول فترة فراتي لتحليل الرواية وانا فاكر ان ده تحليلك انت يا لولا الاسلوب سلس جدا وعميق ومتشعب اكتر حاجة عجبتني بصراحة احساس البنت الشرقية انها لازم تكون كذا وكذا وكذا علشان زوجها يحبها والمسألة دي واقعية رغم انها بتورط نفسها في اعباء هي مش قدها وبتنفر الراجل منها بيحس انه قدام كيان اصطناعي تحياتي لولا لنقلك الرائع كلام حسام follow me رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
لولا بتاريخ: 29 أغسطس 2008 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 29 أغسطس 2008 اشكر الجميع فعلا على المرور والإطلاع استاذ iloveegypt وجالاكسي حببتى وكمان استاذ سمبا. حقيقة يا جالاكسي اظننى سابحث عن هذه الروايه رغم ان اميره اختصرتها نصا ومشاعرا بشكل مذهل ، غير انى كإمرأه املك الكثير من الفضول لأعيش مع رانيا ما كانت تعيشه من محاولات كثيره لتغيير نفسها لإرضاء الآخر. اظن اصعب ما يمكن ان يفعله شخص ما بنفسه ان يحاول ان يخرج من نفسه يغير من كينونته ويتظاهر انه ليس هو فقط ليرضى شخص آخر او ينال اعجابه. فعلا الإعجاب الحقيقى نحصل عليه بسعاده عنا نكون انفسنا فقط . وقضيه سعى المرأه الدائم لتكون البطله فى حياه الرجل قضيه فعلا كبيره صغيره فى نفس الوقت . قضيه الدخول فى اعماقها يحتاج لمفاتيح لايعرف الكثير طريقها. رغم انى اؤمن ان الجميع يمتلكها. المسأله فقط ان البعض يتوه عما يملكه، وينظر دوما لما عند الآخرين. ويعتقد ان ما عند الآخرين اكثر جمالا ولا يدرك ان ما عند الآخرين لا يظهر اصلا بهذ الجمال سوى لأنه نابع من عمق الآخرين، من سجيتهم، منهم هم كما هم دون ان يشغلوا نفسهم بانهم يحتاجون لأكثر مما هم. طائره ورقيه رياح شديده خيط قصير الطائره ليست بين السماء ولا الأرض ..هذه انا!! لولا رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
الباشمهندس ياسر بتاريخ: 30 أغسطس 2008 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 30 أغسطس 2008 (معدل) عن روايه للكاتبة د.ريم بسيونى تأخذنا اميره حسن فى عمق كل الأحداث.روايه تستحق القرءاه فعلا لمحبى البحر..القهوه..والحب، وحتما اشياء اخرى. قوي جداً هذا التأثير الذي تتركه في نفسنا الروائح. وكثيرة جداً تلك الذكريات التي تثيرها روائح بعينها في عقلنا الباطن ووجداننا رائحة قميص الزى المدرسي الجديد الذي لازال يذكرنا بأيام طفولتنا الأولى.. رائحة الهواء بعد ليلة شتوية ممطرة وما تثيره داخلنا من شجن و سعادة و رومانسية.. رائحة الطعام الذي تطهوه أمنا التي تشعرنا بحنين تجاه بيتنا الذي ولدنا وتربينا فيه. .كل تلك الذكريات و المشاعر التي تثيرها بداخلنا الروائح.. ولكل منا أيضاً روائحه التي تثير بداخله ذكرياته الخاصة لا استطيع ان اعلق على المستوى الادبى للكلام و ان كنت تذوقته بشدة اتعجب منها الا اننى شعرت بالكثير من الذكريات التى مرت على و قد اختفت خلف حاجز النسيان الا اننى اعتبر نفسى من محبى البحر و القهوة و الحب و حتما اشياءا اخرى تم تعديل 30 أغسطس 2008 بواسطة الباشمهندس ياسر تفاءلوا بالخير تجدوه بعضا مني هنا .. فاحفظوه رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان