ragab2 بتاريخ: 24 مايو 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 24 مايو 2003 طالعت اليوم مقالة للكاتب الأستاذ ابراهيم سعدة فى أخبار اليوم بعنوان اعترافات د. حسين كامل بهاء الدين هذا نصها وهذه الإعترافات تكشف كل مانعانيه من تدهور آداء الوزارات جميعا وليس التربية والتعليم فقط وأرجو المعذرة فى الإطالة .................................... صباح الثلاثاء الماضي، عقد الرئيس حسني مبارك اجتماعا مهما لدعم خطة التعليم، والقضاء علي مشكلة الأمية المزمنة، إلي جانب استعراض خطط وسياسات التعليم الحالية والمستقبلية. حضر الاجتماع الدكتور عاطف عبيد رئيس مجلس الوزراء والسيد صفوت الشريف وزير الإعلام وأمين عام الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم والدكتور حسين كامل بهاء الدين وزير التربية والتعليم والدكتور عبد الرحيم شحاتة محافظ القاهرة واللواء حسن حميدة محافظ المنيا واللواء عادل لبيب محافظ قنا والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية. في أعقاب هذا الاجتماع بالغ الأهمية.. أدلي السيد صفوت الشريف بتصريحات مقتضبة نقلها التليفزيون علي الهواء مباشرة، كما نشرتها الصحف في اليوم التالي في صدرصفحاتها الأولي. حقيقة أن هذه التصريحات قدمت صورة 'وردية' اللون أقرب إلي 'الفوشيا'.. من فرط تفاؤلها بحاضر، ومستقبل التعليم في مصر لكن حقيقة أيضا أن وزير الإعلام أخفي عن الرأي العام سهوا أو عمدا.. لا أدري معظم ما قاله الدكتور حسين كامل بهاء الدين، في هذا الاجتماع.. ويستحق عليه الإعجاب، والاندهاش، والاستغراب. إن أبلغ وصف لما قاله وزير التربية والتعليم هو أن الرجل جلس بشجاعة يحسد عليها علي كرسي الاعتراف، وأطلق العنان للسانه ليدلي بأخطر الاعترافات علي ما ارتكبه في حق التربية والتعليم. والأغرب من ذلك أنه لم يكتف بإعلان تحمله مسئولية الأخطاء التي ارتكبها منذ توليه منصبه وحتي اليوم، وإنما كان شجاعا، و كريما، و فارسا، و نبيلا.. إلي أقصي مدي عندما اعترف قائلا: ' رغم أن انهيار العملية التعليمية بدأ منذ نهاية الخمسينيات، ورغم أنني لم أتول المسئولية إلاٌ خلال العقدين الأخيرين فقط.. إلاٌ أنني أتحمٌل المسئولية كاملة عن خطايا وزراء التربية والتعليم الذين سبقوني في القفز علي الكرسي والالتصاق به، والتربع فوقه'! شجاعة هذا الاعتراف ترجع إلي أننا تعوٌدنا دائما علي إصرار الوزراء، وكبار المسئولين، علي تبرئة أنفسهم من أي أخطاء تنسب إليهم، والرد الجاهز علي هذا الاتهام لا يختلف عليه اثنان من بين هؤلاء.. ويترجم عادة في هذه الكلمات: 'أنا بريء من هذه الأخطاء.. فقد ورثت تركة مثقلة ممن سبقوني في المنصب، وكل ما أفعله الآن هو محاولة إصلاح هذه الخطايا التي ارتكبها الآخرون قبل مولدي'! وكم ضحكنا، وسخرنا، من هذا التبرير المعتاد، والدائم.. خاصة ممن أمضوا في مناصبهم أكثر من ربع قرن من الزمان، ورغم ذلك لم يستطع واحد منهم أن يصلح خطأ يتيما من كل تلك الأخطاء التي ورثوها! ويبدو أنهم ينتظرون البقاء ربع قرن جديد ليتمكٌنوا من إصلاح ما أفسده غيرهم، قبل البدء في تحقيق الإنجازات، والإبداعات، والفتوحات.. التي وعدونا بتحقيقها فور الانتهاء من حلف اليمين في أول وزارة لهم.. *** الدكتور حسين كامل بهاء الدين.. فاجأنا يوم الثلاثاء الماضي بالتخلٌي عن ظاهرة: 'تحميل السابقين أخطاء الحاليين'، وفاجأنا أكثر بإعلان تحمٌله المسئولية الكاملة عن كل الخطايا والجرائم التي ارتكبها وزراء التربية والتعليم منذ عهد مينا موحٌد القطرين، وحتي وزيرها الحالي في حق تربية المصريين وتعليمهم! وفيما يلي نص اعترافات الوزير الشجاع، في الاجتماع المهم الذي عقده الرئيس حسني مبارك صباح الثلاثاء الماضي: لاحظ الحاضرون علامات التجهم، والقلق، بادية بوضوح علي وجه الدكتور حسين كامل بهاء الدين، وهو الذي عجرف دائما بوجهه السمح، والمتفائل.. بمناسبة وبدون مناسبة. ظل د. بهاء الدين صامتا أغلب الوقت، وهو الذي لا يترك دقيقة صمت في أي اجتماع وخاصة عندما يشرفه الرئيس مبارك إلاٌ سارع باقتناصها ليقول أي شيء، وكل شيء، ولا يسكت إلاٌ إذا انتزع أحد الحاضرين الكلمة دون استئذان. صمت، وقلق، وتجهم الدكتور حسين كامل بهاء الدين.. لفت أنظار كل الحاضرين، واضطر الرئيس مبارك إلي أن يسأل: 'مالك.. يا دكتور حسين؟!'. واستجمع وزير التربية والتعليم شجاعته النادرة، واعتدل في جلسته، ثم اندفع يقول بصوت أعلي من صوته الخافت المعروف به: 'سيادة الرئيس.. اسمح لي يا افندم أن أفتح صدري وقلبي لأقول كل ما حرصت علي إخفائه طوال السنوات العديدة الماضية. لم يعد في استطاعتي سيادة الرئيس التعايش مع نفسي ونقيضي أكثر مما عشت. لقد مضي العمر بسرعة البرق، وآن الأوان لوقفة شجاعة، وغير معتادة، مع النفس، حتي أريح ضميري، وأطمع في التوبة من ربي.. والصفح من شعب مصر'. وفوجيء الحاضرون بهذه الكلمات الغريبة، والعجيبة، التي نطق بها زميلهم وزير التربية والتعليم.. ونظر الدكتور عاطف عبيد إلي صفوت الشريف يسأله بنظراته عما جري، ويجري.. الدكتور زكريا عزمي تنقل بنظراته بسرعة بين وجوه الحاضرين بحثا عن إجابة، وهو الذي تعوٌد أن يعرف مسبقا كل ما ينوي الوزراء طرحه أمام الرئيس.. صفوت الشريف احتفظ بنظراته لنفسه.. فلم يوزعها بين الحاضرين من حوله، واستغرق في ضرب الأخماس في الأسداس.. محاولا أن يجد تفسيرا أو معني لما قاله زميله وزير التربية والتعليم.. محافظو القاهرة، والمنيا، وقنا.. احتفظوا هم أيضا بهدوئهم، وصمتهم.. وانشغلوا بالنظر في الأوراق أمامهم.. ومرت لحظات صمت قليلة، وبطيئة، وثقيلة.. سرعان ما تبددت، عندما التفت الرئيس مبارك إلي يمينه وسأل وزير التربية والتعليم: 'فيه حاجة.. يا دكتور حسين؟!'. ورد الدكتور حسين كامل بهاء الدين بهدوء، وعلي مهل.. كأنه يختار كلماته، ويجشجٌع نفسه علي النطق بها: 'لقد فشل جميع وزراء التربية والتعليم وأنا أولهم في الارتقاء بالمهام النبيلة التي أوكل إلينا تحقيقها. حقيقة أنني مسئول عن بعضها فقط، ولكن الواجب والضمير يفرضان اعترافي اليوم لأول مرة بتحمٌل المسئولية الوزارية التضامنية. فكلنا مثل قباطنة السفينة الواحدة، وكلنا نتصارع، ونتقاتل، علي الإمساك بدفتها، وإزاحة الآخرين بعيدا عنها.. توطئة لتحميلهم مسئولية عطبها، وإغراقها إلي أعمق أعماق المحيط'. وتململ الرئيس مبارك مما سمعه، فعاد يسأل: 'إيه يا دكتور حسين.. فيه إيه؟!'. وازداد ارتباك وزير التربية والتعليم، وتغيرت نبرات صوته وهو يواصل كلامه قائلا: 'من فضل سيادتك.. لحظة واحدة يا افندم.. لحظة واحدة.. أنا حاجيب من الآخر علي طول'.. وابتلع الوزير ريقه أكثر من مرة، وألقي نظرة خاطفة علي ساعة يده التي تظهر حالة ضغط الدم، وسرعة نبضات القلب، ثم نظر إلي الرئيس مبارك قائلا: 'لسنا وحدنا نحن وزراء التربية والتعليم المسئولين عن غرق آسف.. أقصد: انهيار العملية التعليمية من الابتدائي حتي الجامعة، خلال العقود الأربعة أو الخمسة الماضية، فهناك شريك في تحمٌل هذه المسئولية، هو 'السستيم' الوزاري الذي تعوٌدنا عليه، وطبقناه طوال هذه المدة، وأعني بهذا النظام: أن كل وزير قادم لا هم له غير تحطيم كل ما قام به الوزير السابق.. حتي لا يتهم الوزير الجديد بأنه لم يضف جديدا، أو أنه يعيش علي إنجازات الوزير القديم! كلنا وقعنا في هذه السقطة. كلنا أمسكنا بالمعاول لنهدم ذكري من سبقونا. وكلنا رفعنا شعارا يقودنا إلي إزالة آثار من انتزعنا مقاعدهم، وأقمنا في مكاتبهم'. وامتد الملل إلي باقي الحاضرين في الاجتماع، ولولا وجود السيد رئيس الجمهورية لسمع وزير التربية والتعليم من رئيس الحكومة، والوزراء، والمحافظين ما لا يعجبه، وما لا يطيقه، وسارع الدكتور حسين كامل بهاء الدين إلي متابعة حديثه قائلا: 'استسمحك سيادة الرئيس في تذكير سيادتك بالوضع الذي كانت عليه العملية التربوية التعليمية في الخمسينيات، والأربعينيات، والثلاثينيات.. وما وصلت إليه الآن في العام الثالث من القرن الحادي والعشرين. كانت الدنيا غير الدنيا.. التلاميذ في الريف يلتحقون بالكتاتيب.. يحفظون القرآن الكريم.. ويتعرفون علي اللغة العربية، وكلماتها، واستخداماتها، وجمال ألفاظها وعباراتها. معظمنا التحقنا بالمدارس الحكومية، ووجدنا الجدية لدي المدرسين، الذين أحبوا المهنة، فتفانوا في تعليمنا، وقضاء أكبر وقت ممكن لإرشادنا، والاستماع إلينا، وحل مشاكلنا، وترسيخ كل ما هو طيب، وصالح، وجميل في حياتنا. كانت المدرسة تكمٌل دور البيت في حسن تربيتنا. فالمدرس يغرس فينا احترام الكبير، وأهمية طاعة الأب والأم، والتمسك بالعادات الحميدة، والتقاليد الموروثة. وما كان المدرس يقوم به في تربية وتعليم التلاميذ، كانت المدرسة تقوم بمثله في تربية وتعليم التلميذات'. وانتهز الدكتور حسين كامل بهاء الدين فرصة مرور أحدهم حاملا'صينية' المشروبات.. فأمسك بكوب من الماء، ليبتلع ريقه، ويلقي في الوقت نفسه نظرة خاطفة علي ساعة يده، ليطمئن علي انضباط نبض دقات قلبه، واستقرار ضغط سريان الدم في عروقه وشرايينه.. ثم استأنف حديثه قائلا: 'كانت الدراسة في المرحلة الابتدائية متعة ما بعدها متعة. التلاميذ يتسابقون لدخول المدرسة قبل دق الجرس إيذانا ببدء اليوم الدراسي. صفوف منتظمة تملأ ساحة المدرسة التي انتهي الفراشون من تنظيفها، ورش المياه فوق أرضها.. زيادة في النظافة، و'تهبيطا، وكتما'، للتراب فوقها. ويتقدم ناظر المدرسة ليقف أمامنا ليرحب بنا، ويشاركنا في تحية علم مصر الذي يرفرف عاليا في وسط الساحة، ثم يتقدم تلميذ من بيننا يرأس جماعة الخطابة ليرتجل كلمات وطنية، تهز مشاعرنا، وتنمٌي روح الانتماء لمصريتنا تأكيدا لمقولة خالد الذكر مصطفي كامل التي يقول فيها: (لو لم أكن مصريا.. لوددت أن أكون مصريا). وبعد دخول التلاميذ إلي الفصول، يتم التأكد من حضورهم جميعا، وتسجيل أسماء المتغيبين في كشف خاص. من النادر جدا أن يتغيب طالب، وإذا تغيب فهناك أسباب لذلك أهمها المرض، أو لأسباب عائلية أخري. وفي جميع الحالات كان أولياء الأمور يتلقون خطابات موقعة من نظار المدارس يسألونهم فيها عن سبب تغيب أولادهم وبناتهم عن مدارسهم، وأحيانا يصٌر الناظر علي حضور ولٌي أمر التلميذ للتأكد من جدية سبب الغياب. كانت هناك عقوبات للتعامل بها مع التلاميذ المتغيبين، تتدرج حتي تصل إلي الفصل نهائيا من المدرسة، وهو نادرا ما كان يحدث لأن أولياء الأمور كانوا يحرصون كل الحرص علي متابعة تحركات أولادهم وبناتهم، ولا يتهاونون مطلقا مع المهملين والمهملات، 'والمزوٌغين والمزوٌغات'. ونادرا أيضا ما كنٌا نلاحظ 'تزويغ' التلاميذ. فالعقاب الأسري والمدرسي لم يكن وحده الذي يعامل به التلميذ المزوٌغ، وإنما العقاب الأقسي كان يأتيه من زملائه في الفصل، الذين ينبذونه، ويبتعدون عنه خوفا من أن يقال عنهم إنهم يصادقون التلاميذ'البايظين'! وهناك أسباب أخري لاختفاء ظاهرة 'التزويغ' من المدارس وقتذاك.. أهمها: ¼ المدرسون يواظبون علي الحضور، ويخلصون في أداء واجبهم في شرح دروسهم، يوما بعد يوم، ولا يتأففون من إعادة الشرح مرة أو مرتين حتي يسهل استيعاب الدرس. ¼ لم نكن نسمع وقتذاك عن الدروس الخصوصية، ولم يجرؤ مدرس علي عرض نفسه للبيع أمام تلاميذه، وحتي الطالب الذي كان يستعين بدرس خاص، كان يحرص علي اختيار مدرس من غير مدرسته، وبالقطع من غير أساتذة فصله، وكان يخفي هذه العورة خوفا من سخرية، و'تريقة' زملائه. ¼ كانت وزارة التربية والتعليم قبل الثورة، وبعدها بعدة سنوات.. وحتي بداية الستينيات، تهتم حقيقة وواقعا، وليس كذبا وافتراء، بالعملية التربوية التعليمية. فالمناهج الدراسية ترتقي إلي مستوي أعرق مثيلاتها في باقي الدول الكبري، ويدرٌسها أساتذة جادون، تحت عناية ورعاية أساتذتهم الكبار من وكلاء ونظار المدارس، إلي جانب مراقبة هذا كله من خلال الزيارات المفاجئة التي كان مفتشو وزارة التربية والتعليم يقومون بها بشكل دوري علي كل المدارس الابتدائية، والإعدادية، والثانوية. ¼ وحتي لا أطيل علي سيادتكم.. أحب أن أشير فقط إلي أن الطالب الذي أنهي دراسته الابتدائية، كان يجيد القراءة والكتابة بلغة عربية سليمة، ويحفظ العديد من دواوين الشعر القديم والحديث.. ليس هذا فقط، بل ويجيد أيضا الإنجليزية، أو الفرنسية، أو اللغتين معا.. في بعض المدارس النموذجية. وكان حامل الشهادة الابتدائية يحصل علي لقب'أفندي' فور تعيينه موظفا محترما بإحدي المصالح الحكومية وبمرتب خيالي يصل إلي ستة جنيهات في الشهر. وهو الدخل الذي كان يسمح لصاحبه بالتقدم للزواج وفتح بيت وتكوين أسرة يكون علي رأسها الأب الوقور، والمحبوب، والمهاب من الجميع. ¼ ومع استمرار الطلاب في الدراسة، والانتقال من المرحلة الابتدائية إلي المرحلتين الإعدادية والثانوية.. كان تقدمهم التربوي والتعليمي يتعاظم سنة بعد أخري، وفي الوقت نفسه يزداد ارتباطهم بأساتذتهم ومدارسهم، ويتسابقون فيما بينهم لتحقيق التفوق، والتميٌز، ليس فقط في تحصيل العلوم.. وإنما أيضا في كل النشاطات الاجتماعية والترفيهية والرياضية التي كانت المدارس الحكومية توفرها لطلابها وطالباتها. ¼ كانت هناك ملاعب لمعظم الرياضات من كرة قدم، وهوكي، وسلة، وتنس، وتنس طاولة، وكانت تقام مسابقات 'دوري' في كل هذه الألعاب، يتابعها هواة الرياضة كما يتابعون الآن مباريات الدوري الممتاز للأندية الكبري. ومعظم نجوم كرة القدم، وغيرها من الألعاب.. ظهرت مواهبهم، وقدراتهم، في مباريات المدارس الثانوية، ثم في الجامعات بعد ذلك. ¼ وكانت هناك جماعات الأشغال الفنية.. التي تتيح لأعضائها ممارسة هواياتهم الفنية من رسم، أو نحت، أو موسيقي، أو غناء، أو تمثيل. وكان المتبع أن تحتفل كل مدرسة في نهاية العام الدراسي بعرض مسرحية من تأليف وتمثيل وإخراج الطلاب الموهوبين. وأحيانا كانت المدارس تستعين بأحد نجوم المسرح الكبار من خريجي المدرسة ليتولي إخراج المسرحية، أو يقوم بأحد أدوارها. وكان النجوم الكبار يرحبون بهذه الدعوة ويترددون عدة مرات علي مدارسهم التي تخرجوا فيها للمشاركة في هذا الاحتفال الكبير الذي يحضره سيادة المحافظ، وأولياء الأمور، والطلبة. ¼ وكانت هناك جماعات الخطابة، والشعر، والصحافة، تحت إشراف وتوجيه من أساتذة اللغة العربية. ولا أبالغ إذا قلت إن بدايات معظم كبار الأدباء والصحفيين والشعراء الراحلين منهم والأحياء كانت من خلال تدريباتهم وقراءاتهم وكتاباتهم في صحف المدارس وحفلاتها الشعرية والأدبية والخطابية. ¼ وكانت هناك فرق الكشافة، والقسم المخصوص، وكلها تعلٌم الطلاب والطالبات الضبط والربط، والاعتماد علي النفس، ومساعدة الضعفاء والمحتاجين.. من خلال الرحلات الكشفية التي يقومون بها، فرحين 'بالمهمة'، ومزهوين بالزي الكشفي الأصفر اللون، أو الأزرق، أو الأبيض.. تبعا لكل جماعة من الجماعات أو قسم من الأقسام المخصوصة. *** وكان لابد أن يشرب الدكتورحسين كامل بهاء الدين قطرات من الماء، بعد أن أحس بجفاف ريقه من كثرة ما قاله.. وزاد فيه وأعاد.. وأثناء لحظات شرب الماء.. اختلس وزير التربية والتعليم نظرة خاطفة علي وجوه الحاضرين، فوجدهم يحسنون الإنصات إليه.. ووضح أن ما قاله قد أعادهم إلي ذكريات عقود عديدة ماضية، استعادوا بها أجمل سنوات عمرهم، وأكثرها سعادة، وحماسة، وتفاؤلا. ولم يستطع الدكتور عاطف عبيد أن يمنع نفسه من التعليق علي ما سمعه، قائلا: 'والله.. أعدتنا يادكتور حسين إلي أيامنا الحلوة'. وأضاف صفوت الشريف مؤكدا: 'حقيقي.. كأننا نري فيلما تسجيليا تليفزيونيا لسنوات صبانا التي نسيناها'. وقال الدكتور زكريا عزمي مؤيدا: 'مبروك يادكتور حسين.. خلاص أصبحت كاتبا تليفزيونيا من الطراز الأول'! أما الرئيس حسني مبارك.. فقد ابتسم ابتسامة خفيفة، منتظرا، ومتوقعا، في الوقت نفسه.. ماسيقوله وزير التربية والتعليم، بعد هذه المقدمة الطويلة، والمملٌة. واسترد الدكتور حسين كامل بهاء الدين بعض أنفاسه.. بعد أن اطمأن إلي انتظام نبضه، واستقرار جريان الدم في شرايينه كما أكدت له أرقام ساعة يده وقرر، متوكلا علي الله، تفجير قنبلته التي لم يستطع تأجيل انفجارها أكثر مما تأجل! وبشجاعة منقطعة النظير، وعلي عكس ما تعوٌدنا عليه في كل تصريحاته الصحفية، وكل أحاديثه الإذاعية، وكل لقاءاته التليفزيونية علي امتداد عقدين كاملين من الزمان.. استأنف الدكتور حسين كامل بهاء الدين حديثه قائلا: ' لا أعرف سيادة الرئيس ماذا حدث حتي تنقلب الصورة رأسا علي عقب؟! ولا أعرف أيضا كيف يمكن أن تنهار العملية التربوية التعليمية في بلادنا، كما انهارت وتهاوت حتي أوصلتنا إلي ما نحن عليه الآن؟! كل ما أعرفه سيادة الرئيس أننا نحن وزراء التربية والتعليم حاولنا الواحد بعد الآخر أن نتقدم بعملية التربية والتعليم، فتأخرنا بها! ¼ وحاولنا أن نقفز بسياسة التربية والتعليم لتتزامن مع متطلبات وطموحات العصر الحديث.. ففوجئنا بتقهقرها إلي الوراء رغما عنا لتنافس سياسة التربية والتعليم في العصور الوسطي.. وما قبلها! المؤكد سيادة الرئيس أننا إذا كنٌا نقرٌ ونعترف بمسئوليتنا نحن وزراء التربية والتعليم عن هذه الكارثة، إلاٌ أننا فعلنا ما فعلناه، وارتكبنا ما ارتكبناه بحسن نية خالصة، وليس بالقطع عن عمد، أو ترصد، أو لحساب الإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية! فكلنا كوزراء تربية وتعليم نكاد نموت عشقا في حب مصر، وتراب مصر، وفقراء مصر. وكلنا واصلنا الليل بالنهار من أجل مصر، وطين مصر، ونيل مصر، وفلاحي وعمال مصر.. ولم يكن من هم لواحد منٌا إلاٌ البحث، والفحص، والتمحيص، والتنقيب، عن أحدث النظريات التربوية، وأقوي المناهج التعليمية، لتكون رهن إشارة أطفال مصر، وشباب مصر! وليس كل ما يتمناه المرء يدركه. فنحن نجفكر، ثم نجفكر، ثم نجفكر.. وغيرنا يجدبر، ويتآمر، ويفسد، ويجحبط! ¼ إنني سيادة الرئيس لا أبحث عن شماعة أعلق فوقها أخطاء وخطايا كل وزراء التربية والتعليم، لأنني لست من الباحثين عن الشماعات، من جهة، ولأن ما من شماعة قادرة علي تحمل كل هذه الأثقال.. من جهة أخري! الذي حدث سيادة الرئيس أننا أرهقنا أنفسنا في تبديل المناهج، وتغيير السياسات حتي نساير العصر وكانت النتيجة أن المسئولين التنفيذيين عجزوا عن ملاحقتنا، فتساقطوا الواحد بعد الآخر في منتصف الطريق.. فكانوا أشبه بمن رقص علي السلم، ولم يشاهده أحد! ¼ إنني لا أغالي إذا قلت إن هناك مؤامرة خطط لها الأعداء، ووجدوا من ينفذها بحذافيرها، وإلاٌ فبماذا نفسر المصيبة التي حدثت، والكارثة التي لحقت بكل فكرة توصلنا إليها، وكل سياسة تربوية ابتكرناها، وكل مناهج تعليمية اخترعناها؟! لقد أعلنا الحرب ضد الأمية، منذ عقود عديدة ماضية. ولو أننا عدنا إلي الصحف خلال نصف القرن الماضي لقرأنا تطورات هذه الحرب أولا بأول.. بلسان جميع وزراء التربية والتعليم، بنفس الكلمات، والوعود، والإنجازات. وبدلا من أن نشكر علي انتصارنا العظيم علي غول الأمية، فوجئنا برئيس منظمة العلوم والفنون والآداب التابعة للجامعة العربية ومقرها في تونس يصدر تقريرا خطيرا أكد فيه أن مكافحة الأمية في الأمة العربية طوال الخمسين عاما الماضية، تمخضت عن زيادة نسبة الأمية عما كانت عليه قبل نشوب الحرب! وما أكثر سذاجة رئيس هذه المنظمة العربية، الذي يجهل علي ما يبدو أن الحرب،أي حرب، لها بداية معروفة.. ولها نهاية غير معروفة! هناك حرب انتهت بعد ساعات، وهناك أخري انتهت في ستة أيام.. وهناك أيضا حروب استمرت عشرات السنين.. أشهرها في التاريخ: 'حرب المائة عام'. وأقرب مثال علي ذلك أن الحرب التي شنتها دول التحالف ضد النظام الحاكم في العراق قد انتهت عسكريا في ثلاثة أسابيع، ولكنها لا تزال مشتعلة بشكل أو بآخر.. وقد تحتاج إلي سنوات وسنوات. وإذا طبقنا هذه النظرية علي الحرب المشتعلة والمستمرة ضد الأمية في العالم العربي.. فإن 50عاما لا تكفي للقضاء نهائيا علي أمية الشعوب من المحيط إلي الخليج، وربما نكون أكثر عقلانية إذا تحلٌينا بالصبر الطويل، وتوقعنا تحقيق النصر الذي ما بعده نصر.. خلال الخمسين سنة القادمة! المهم ألاٌ نيأس، وعلينا البقاء والصمود في ساحة القتال.. فلا ننسحب منها، ونهرب.. كما فعل صدام حسين وأركان حكمه! ¼ ماذا كان علينا أن نفعل أكثر مما فعلنا؟! لقد أكدنا أن التعليم مثل الماء والهواء حق لكل مصري. مئات المليارات صرفناها علي افتتاح المزيد من المدارس في كل شارع، وكل حارة، في شرق البلاد وغربها.. وفي شمالها وجنوبها، وأصدرنا تعليماتنا المشددة بقبول جميع التلاميذ، وصرف الكتب والأدوات الدراسية لكل تلميذ بالمجان. ليس هذا فقط بل وافقنا علي تعيين عشرات الآلاف من المدرسين فور تخرجهم من الجامعات والمعاهد العليا، والشيء المحيٌر لدرجة الذهول أن الأمية تزداد بدلا من أن تتناقص، والمدرسون اضطروا إلي الانقطاع وعدم الذهاب إلي مدارسهم لعدم انتظام التلاميذ أو أغلبيتهم في الحضور وتلقي الدروس! ¼ كل الإمكانيات، والوسائل، والأدوات أغرقنا بها المدارس.. وتجاوبا مع آمال وأحلام أبنائنا وبناتنا، أمرنا بتسهيل أسئلة الامتحانات حتي تأتي النتيجة في كل المدارس بنسبة نجاح لا تقل عن 99.99 % ، وحتي ال .010 % من الراسبين.. أمرنا بالرأفة بهم، وتقدير ظروفهم العائلية الصعبة علي المستوي السياسي، والحزبي، والمزاجي بإعادة تصحيح أجوبتهم توطئة لإنجاحهم، ليتباهي بهم السادة النظار، والوكلاء، ومديرو مديريات التربية والتعليم في المحافظات. رغم هذا كله نسمع الآن في كل مكان أن هناك من الطلبة الناجحين من لا يعرف القراءة، ناهيك عن الكتابة، وقيل في موضع آخر إن هناك من اكتشفوا أنه لا يعرف الفرق بين 'الألف وكوز الذرة'! ¼ عِشقنا في تراب مصر، وطين مصر.. جعل الهم الأول لكل وزير تربية وتعليم جديد أن يمسك 'بأستيكة' ليمحو بها كل أفكار وإنجازات واختراعات ومناهج الوزير الذي سبقه. وهذا التقليد ليس الهدف منه بلبلة المدرسين، وإحباط الدارسين.. وإنما الهدف الحقيقي هو أن يترك كل وزير بصمته علي عملية التربية والتعليم، حتي لا يقول أحد إن هذا الوزير أو ذاك لم يفعل شيئا، ولم يقدم جديدا، وعاش علي أمجاد وإنجازات من سبقوه. ¼ كم عانينا سيادة الرئيس من عقدة الخواجة التي سيطرت علي 'عواجيز الفرح' الذين لا يعجبهم العجب، ولا الصيام في رجب! إنهم يهاجموننا ليل نهار بحجة أننا أهملنا تعليم الطلاب اللغات الأجنبية، وأن خريج أو خريجة الجامعة.. لا يستطيع أن يكتب جملة واحدة سليمة بأي لغة من لغات الدنيا الحية! ويحاول المصابون بعقدة الخواجة أن يعيٌرونا بأن حامل الشهادة الابتدائية في الماضي البعيد كان يجيد اللغات الأجنبية جنبا إلي جنب اللغة العربية. وهذه حقيقة يجب الاعتراف بها، لكنني في الوقت نفسه لا أقبل أن يطالبنا هؤلاء بالعودة إلي الوراء، وتعيين مدرسين أجانب في مدارسنا، لأننا تخلصنا نهائيا من الاستعمار، ولا مكان اليوم لأذناب الاستعمار! ورغم هذه الحقائق كلها فإن وزارتي لا تهمل تدريس وتعليم اللغة الإنجليزية في جميع مدارسنا الحكومية، والدليل علي ذلك مئات الملايين التي دفعتها الوزارة لناشر وطابع واحد لبناني الجنسية، تعاقدنا معه منذ سنوات عديدة ماضية لتزويد طلابنا بكتب تعليم الإنجليزية، وتصادف أن هذا الناشر الأوحد، والمحظوظ، هو والد السيدة الفاضلة قرينة أخي، وصديقي، وحبيبي، وزميلي:الدكتور يوسف بطرس غالي، وزير التجارة الخارجية! ¼ وأعداء النجاح الذين تسببوا في إصابتي بسرعة النبض، وارتفاع ضغط الدم، يتهمونني بأنني أخوض حربا ضد وزير التعليم العالي د. مفيد شهاب وضد من سبقه أيضا، بزعم أنني أزيد من عدد المتقدمين للجامعات والمعاهد العليا سنة بعد أخري؟! وهذه أول مرة سيادة الرئيس أسمع فيها نقدا لوزير تربية وتعليم يسعد طلاب وطالبات بلده، ويوٌفر لهم كل وسائل التربية القويمة والتعليم المتطوٌر.. بدليل زيادة عدد الناجحين، عشرات الآلاف سنة بعد أخري.. وهو مالم يحققه وزير تعليم في أرقي دول العالم وأكثرها علما وتربية! ومع اعتزازي بصداقة زميلي وحبيبي د. مفيد شهاب إلاٌ أنني لا أوافق علي خوفه من تزايد المتقدمين للجامعات، وكان عليه أن ينظر إلي أبعد من أنفه.. وأن يستعد لاستقبال كل طالب جديد، رافعا شعاري الذي أطبقه بكل نجاح، وهو:' مقعد لكل تلميذ في الابتدائي، والإعدادي، والثانوي'.ولا أعرف لماذا لا يتعلم من تجربتي، ويحاول اقتباس سياستي؟! ¼ نفس أعداء النجاح يشنون الحملات ضدي بزعم أنني أهملت التعليم الفني المتوسط، مما أدي إلي نقص عدد الفنيين المتعلمين في كل المجالات، وفي الوقت نفسه اهتممت فقط بالتعليم العام الذي يسمح لمئات الألوف بالالتحاق بالتعليم الجامعي، مما أدي إلي تشبع المجتمع بهؤلاء الخريجين، في معظم التخصصات التقليدية، وانعدمت فرص العمل أمامهم، وازداد طول طوابير العاطلين! ومن السهل الرد علي هذا الهجوم الخبيث. فأصحابه لا يريدون لأبناء العمال والفلاحين التخرٌج في الجامعات وتخصيص الالتحاق بها فقط لأبناء الأغنياء، والإقطاعيين، ولصوص البنوك! وأرد علي هؤلاء بأن لدينا المعاهد الفنية المتوسطة، والطلاب أحرار في اختيار التعليم الذي يحقق طموحاتهم وأحلامهم، ويستحيل إجبارهم علي الالتحاق بمعاهد يتخرجون فيها: سباكين، ونجارين، وميكانيكيين، وزراعيين، ونحرمهم من الالتحاق بالكليات التي يتخرٌج فيها عشرات الألوف من الباحثين دون جدوي عن فرص عمل! وهذه ليست مشكلة وزير التربية والتعليم.. وإنما مسئولية الأخ أحمد العماوي وزير القوي العاملة! ¼ هوسونا أعداء النجاح بحكاية الدروس الخصوصية! ماذا أفعل لوأد هذه الظاهرة أكثر مما فعلته؟! لقد فتحت جبهة حرب جديدة، ضد كل المدرسين الذين تركوا فصولهم، وشجعوا طلابهم علي هجر مدارسهم والاكتفاء بتلقي الدروس الخصوصية في منازلهم. يكفي أنني أتلقي بشكل شبه يومي خطابات مجهولة يهددني أصحابها بالاغتيال، بعد أن أوشكوا علي التقهقر والاستسلام. إنني لا أخاف الموت، مادمت مصمما علي مطاردة هؤلاء المدرسين من بيت لبيت، ومن شباك لشباك.. خاصة بعد أن شكلت كتيبة من رجال الوزارة مهمتهم الوحيدة البحث والتنقيب عن مخابيء، وأوكار، وتجمعات، سفاحي الدروس الخصوصية.. وأنا لهم بالمرصاد، وقريبا بإذن الله تعالي سنحقق النصر الساحق الماحق.. في هذه الحرب.. الشبيهة في طول زمانها، وأهوالها.. ب : 'حرب البوير'! وأتمني من صديقي، وأخي، وأستاذي في الريادة الإعلامية: صفوت الشريف.. أن يوصي أجهزة الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية لتتوسع في إعلام الرأي العام بتطورات هذه الحرب، أولا بأول.. ومعركة بعد أخري. أما عن حكاية هجر التلاميذ فصولهم، ومقاطعة مدارسهم.. فهذا الهجر، وتلك المقاطعة، لا يجسأل عنهما وزير التربية والتعليم المفتري عليه، بمناسبة وبدون مناسبة، وإنما يتحمل أولياء الأمور المسئولية الكاملة لأنهم شجعوا، ووافقوا علي تلقي الدروس الخصوصية، بحجة أن أولادهم وبناتهم لا يتعلمون شيئا في مدارسهم! وهذه حجة مضحكة.. ويبدو أن أولياء الأمور 'معاهم قرشين مش عارفين يصرفوها فين'، وهذا طبعا دليل الرخاء الذي بشٌرنا به صديقي، وأخي، ورئيسي وتاج راسي في مجلس الوزراء الدكتور عاطف عبيد! ¼ نسمع في هذه الأيام صيحات كثيرة يطالب أصحابها بضرورة تغيير الخطاب الديني. والتغيير كما نعلم هو سنة الحياة. وأنا وكل وزراء التربية والتعليم الذين سبقوني.. من أكثر الناس إيمانا بحتمية التغيير في كل شيء وأي شيء، ورغم ذلك فهناك من يتهموننا بأننا أفسدنا التربية، و'بوٌظنا' التعليم.. لا لشيء إلاٌ لأننا التزمنا جميعا بسنة التغيير، فأشبعنا المناهج الدراسية تعديلا، وتنقيحا، وتبديلا، وابتكارا. حقا.. كما يقال: 'تعمل خيرا.. تلقي شرا، وجحودا'! ومع احترامي لكل الذين ينادون الآن بتغيير الخطاب الديني، إلاٌ أن تواضعي المعروف، وإنكاري لذاتي، لا يمنع من التذكير بأنني ومن سبقوني سبق لنا تغيير الخطاب الديني في مدارسنا ومعاهدنا منذ سنين طويلة ماضية. وهو التغيير الذي سبقنا به عصرنا، بدليل أن هناك في العام الثالث من القرن الحادي والعشرين من يطالبنا اليوم بتغيير الخطاب الديني، وينسي أننا أحدثنا هذا التغيير في الماضي البعيد والقريب! وأبلغ دليل علي ما أقوله هو أن التعليم الديني قبل قيام الثورة وحتي نهاية السبعينيات كان يسير علي وتيرة واحدة، ويكتفي بتعليم الطلاب والطالبات أدلة وقرائن التسامح في الدين الإسلامي، ويرشدهم إلي كل ما في ديننا الحنيف من معان سامية، ويدعوهم إلي الحب، والتعاطف، والتعامل مع الغير بالحسني والاحترام المتبادل. ¼ ولأننا نحن وزراء التربية والتعليم من أشد أنصار التغيير التزاما من جانبنا بسنة الحياة.. فقد أجرينا الواحد بعد الآخر تعديلات جوهرية في الخطاب الديني، خلال العقود القليلة الماضية، بعد أن رأيناه قد تخلف عن متطلبات العصر. كانت تعليماتي، وتوجيهاتي، وتوصياتي لأبنائي النظار ووكلاء المدارس الحكومية بتشجيع أحفادي من مدرسي التربية الدينية علي 'الخلق'، و'الإبداع'، و'حرية الفكر'.. فيما يدرسونه لأحفاد أحفادي من التلاميذ والتلميذات في المرحلة الابتدائية، والطلبة والطالبات في باقي مراحل التعليم التالية. وحدث التغيير تدريجيا، ولكنه كان فعٌالا ومؤثرا في البداية.. إلي أن بلغ أقصاه، في السنوات الأخيرة الماضية. كان أول قرار صائب، وجوهري، اتخذه أحفادي من مدرسي مادة التربية الدينية أنهم رفضوا الاعتماد علي كتاب الوزارة الديني، بعد أن اكتشفوا أنه لا يرتفع إلي مستواهم في تعليم وتلقين الدين كما درسوه، وحفظوه، وفسٌروه. ولم نعترض علي هذا القرار.. بل علي العكس أيدناه، وتفهمناه، ولم نكتف بذلك وإنما طلبنا من العلماء الأفاضل مؤلفي الكتب الدينية في الوزارة، ومن خارجها، أن يؤلفوا كتبا جديدة تتوافق وتتناسب مع آراء وأفكار الخطاب الديني الجديد الذي ينتظره مدرسو المادة الدينية في مدارسنا.. وهو ما تحقق بالفعل، وأصبح كتاب الوزارة الجديد يتضمن مباديء، وأفكارا، وأوامر، وتفسيرات عديدة كانت غائبة تماما في الكتاب القديم. ¼ وهناك أمثلة كثيرة لهذا التغيير الشامل، أختار بعضها فقط.. حفاظا علي وقتكم الثمين.. سيادة الرئيس: لقد تنبه أحفادي من مدرسي مادة التربية الدينية إلي أن بدء الهداية والإرشاد يكون في داخل الفصل. بمعني أن نطرد من أفكار أطفالنا وصغارنا كل ما يتعارض مع الدين، من تصرفات، ونشاطات، وتحركات. فلقد اتضح أن الكثير مما كنٌا نقدمه لأحفاد أحفادنا من الطلبة والطالبات كان من المحرمات التي يجب وقفها، ومنعها فورا.. بكل حسم وحزم. وهو ما وافقنا عليه.. وأمرنا بتنفيذه بلا تردد. فقد اكتشفنا أن النشاطات التي أتحناها للطلاب، منذ عهد مينا موحد القطرين وإلي الأمس القريب.. كانت كلها'حرامھحرام'،وتتعارض مع المفهوم الديني المتطور جدا كما يراه شبابنا من مدرسي مادة التربية الدينية! وكان قرارنا التاريخي العاجل بإلغاء هذه الأنشطة كلها مثل الرسم، والنحت، والموسيقي، والتمثيل، وممارسة الألعاب الرياضية، و الكشافة، وفرق القسم المخصوص.. لأنها كلها تصرف فكر وأنظار رجال ونساء الغد عن دينهم، وتعاليمه، وسنته، وشريعته. ولا أخفي عليكم سيادة الرئيس أن إلغاء هذه الأنشطة كلها كانت له مكاسب مالية بالنسبة للوزارة، نتيجة توفير الأموال الطائلة التي كنٌا نصرفها علي هذه الأنشطة، وقمنا باستثمارها في بناء المزيد من المدارس التي أقيمت علي أرض الملاعب وداخل ساحات المدارس، ولا 'حوجة' لإرهاق ميزانية الدولة بطلب المزيد من المخصصات لشراء الأراضي لبناء المدارس. ولا يفوتني أن أذكٌر بأن بعض المتشددين من أبنائي علماء، وعالمات الدين في مدارسنا فرضوا الحجاب علي التلميذات الصغيرات في المرحلة الابتدائية، ومنعوهن من اللعب، أو حتي الضحك، مما دفع بعض أولياء الأمور إلي تقديم شكاوي ويرفضون هذا التشدد، ولم أتردد في الوقوف بحسم شديد مع هؤلاء المتشددين والمتشددات، فأنذرتهم مرة ومرتين، وأمام إصرارهم وإصرارهن علي هذا التشدد، أمرت بنقلهم، ونقلهن، إلي مدارس نائية في 'الصعيد الجواني، والوادي الجديد'، ليفعلوا بالتلاميذ والتلميذات ما يحلو لهم ولهن.. وبعيدا عن أنظارنا وأسماعنا في القاهرة! وما يقال في هذه الأيام عن التطرف، وتشويه الدين، وترك الساحة سداح، مداح لغير المتخصصين في الدين لنشر تطرفهم، وبلبلة أفكار طلابنا وطالباتنا.. فهذا لا يجسأل عنه وزير التربية والتعليم، وإنما هو مسئولية أخي، وعزيزي، وحبيبي، وزميلي وزير الداخلية: اللواء حبيب العادلي! *** ويبدو أن الدكتور حسين كامل بهاء الدين أصيب بإرهاق شديد، وسارع إلي النظر في ساعة يده.. فتغير لون وجهه، وأبدي اعتذاره للتوقف دقيقة أو دقيقتين.. يستجمع فيها هدوء أحباله الصوتية، بعد أن أشارت أرقام الساعة إلي حدوث ارتفاع شديد في ضغط الدم، مع زيادة غير مسبوقة في سرعة النبض. ومرت ثواني الصمت بطيئة، وثقيلة، إلي أن قطعها الدكتور حسين كامل بهاء الدين، مختتما معلقته الطويلة.. قائلا: ' آسف شديد الأسف سيادة الرئيس علي هذه الإطالة، وكم حاولت قدر استطاعتي أن أكون مختصرا، ومباشرا، وواضحا بأقل عدد من الكلمات. لقد قدمت عرضا كاملا لما فعلته وحققته منذ اليوم الأول لتشريفي باختياري وزيرا للتربية والتعليم في كل الوزارت السابقة. كنت صريحا ربما لأول مرة في سرد الحقائق والوقائع، فلم أجمٌلها، ولم أزينها.. وإنما كنت أمينا في عرض الإنجازات التي حققتها وما أكثرها وأمينا في الوقت نفسه عند عرض الأخطاء التي وقعت فيها.. وما أقلها. إنني سيادة الرئيس لا أطمع في الإبقاء علي شخصي لمواصلة المسيرة التاريخية التي بدأتها منذ عشرين عاما لتطوير عملية التربية والتعليم، والارتقاء بها لتسبق مثيلاتها في أوروبا، والولايات المتحدة، ودول جنوب شرق آسيا، ناهيكم عن دول أفريقيا وأمريكا اللاتينية، ونحتاج إلي عشرين عاما تالية حتي تكتمل هذه المسيرة.. لكنني في الوقت نفسه أضع رقبتي آسف.. أقصد أضع استقالتي رهن مشيئتكم، وقراركم الحكيم.. مهما كانت نتائجه. مرة أخري شكرا جزيلا سيادة الرئيس علي سعة صدركم، وقوة احتمالكم علي سماع كل ما قلته صدقا، وشفافية، واعترافا بالفضل '. *** كان هذا نص ما قاله وزير التربية والتعليم في لقاء صباح يوم الثلاثاء الماضي في مقر رئاسة الجمهورية. وهو ما لم يتعرٌض له السيد صفوت الشريف بكلمة واحدة في تصريحاته التي أدلي بها إلي أجهزة الإعلام المصرية، والعالمية، في أعقاب الاجتماع المذكور. لا تسألني عزيزي القاريء عن كيفية حصولي علي هذا 'السبق الصحفي' غير المسبوق، فالصحفي لا يفصح أبدا عن مصادره، خوفا عليها، مرة، وخوفا علي نفسه ألف مرة ومرة. ومن المؤكد أن شهية القراء لن تكتفي بما قاله الدكتور حسين كامل بهاء الدين رغم دسامته، وخطورته، وثرثرته المملة وقد يطالبني البعض بالإفصاح والكشف عما قاله الرئيس حسني مبارك تعليقا علي ما سمعه من اعترافات وزير التربية والتعليم، حتي تكتمل 'الرواية الصحفية'، ويتعرف الرأي العام المصري علي مصير الدكتور حسين كامل بهاء الدين. وما يطالب به القراء هو حق لهم.. لا خلاف، ولا اعتراض، عليه. فما دمت أتباهي بالسبق الصحفي الذي حققته، بنشر تفاصيل التفاصيل من وصلة الاعترافات التي طرحها الدكتور حسين كامل بهاء الدين، فلماذا لا يكتمل هذا'السبق' بنشر تعليق ينسب بلا حرج إلي الرئيس مبارك علي ما سمعه، وأدهشه.. كما سيدهش كل من سيقرأه في 'أخبار اليوم'؟! الرد البسيط علي هذا التساؤل المنطقي هو إيماني بالمبدأ القائل:' يا روح.. ما بعدك روح'. فالشجاعة أي نعم مطلوبة، والتنافس في الفوز بالسبق الصحفي محمود ومرغوب.. لكن الفارق هائل، ومخيف، بين أن ينفرد الصحفي بنشر قصة إخبارية تنضوي تحت بند 'سري جدا'، وبين نشره كلمة واحدة مما يصنٌف بختم ال: 'سرٌي للغاية'. ما قاله الدكتور حسين كامل بهاء الدين يخضع للتصنيف الأول، الذي قد أحاسب علي نشره حسابا محتملا، ومقبولا، يتدرج من 'لفت النظر'، إلي 'التوبيخ'، وانتهاء بالفصل.. أما ما يوصف بال : 'سرٌي للغاية' فإن حسابه يكون شديدا.. لا يتمناه أحد لأعدي أعدائه. *** اللهم اجعل ما كتبته، ونشرته، خفيفا علي السامعين، والقارئين.. حتي يمكن التغاضي عنه، والتسامح فيه.. آمين يارب العالمين. http://www.akhbarelyom.org/akhbarelyom/iss.../3055/0200.html مصر أكبر من نظام الحكم الفردى الديكتاتورى الإستبدادى الذى فرضه علينا عسكر حركة يوليو فى الخمسينات وصار نظاما لحكم مصر برنامج الرئيس الإنتخابى لإسكان فقراء الشباب .. سرقه مسؤولون وزارة الإسكان مع المقاولين ..! رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
ابو حلاوه بتاريخ: 24 مايو 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 24 مايو 2003 الحقيقة المقال الرائع ده و بيطرح بعض الاسئلة شديدة الأهمية يا تري ابراهيم سعدة فين من الكلام ده و طالما ان موسم الاعترافات بدأ هل سنسمع في يوم اعترافاته هو الأخر هل سيتم اقاله حسين كامل بهاء الدين و التضحية به علي العيد و تعيين السيد جمال مبارك في مكانه هل المقالة دي مقدمة لمجموعة اخري من الاعترافات سنستمتع به في الايام القادمة و نضرب كف علي كف كما فعلنا في العشرين عاما الماضية و السؤال الاخير شديد الأهمية اخرتها ايه في الغلب ده؟ الرئيس مسئول عن كل ما تعاني منه مصر الأن لا رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
مصرى بتاريخ: 24 مايو 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 24 مايو 2003 أعتقد أن العنوان المناسب للموضوع هو " هزيان خطير لابراهيم سعدة" أما أهم ما ورد فى هذه النوبة من الهزيان فالآتى : الدكتور زكريا عزمي تنقل بنظراته بسرعة بين وجوه الحاضرين بحثا عن إجابة، وهو الذي تعوٌد أن يعرف مسبقا كل ما ينوي الوزراء طرحه أمام الرئيس.. كان هذا نص ما قاله وزير التربية والتعليم في لقاء صباح يوم الثلاثاء الماضي في مقر رئاسة الجمهورية. وهو ما لم يتعرٌض له السيد صفوت الشريف بكلمة واحدة في تصريحاته التي أدلي بها إلي أجهزة الإعلام المصرية، والعالمية، في أعقاب الاجتماع المذكور. لا تسألني عزيزي القاريء عن كيفية حصولي علي هذا 'السبق الصحفي' غير المسبوق، فالصحفي لا يفصح أبدا عن مصادره، خوفا عليها، مرة، وخوفا علي نفسه ألف مرة ومرة. ومن المؤكد أن شهية القراء لن تكتفي بما قاله الدكتور حسين كامل بهاء الدين رغم دسامته، وخطورته، وثرثرته المملة وقد يطالبني البعض بالإفصاح والكشف عما قاله الرئيس حسني مبارك تعليقا علي ما سمعه من اعترافات وزير التربية والتعليم، حتي تكتمل 'الرواية الصحفية'، ويتعرف الرأي العام المصري علي مصير الدكتور حسين كامل بهاء الدين. وما يطالب به القراء هو حق لهم.. لا خلاف، ولا اعتراض، عليه. فما دمت أتباهي بالسبق الصحفي الذي حققته، بنشر تفاصيل التفاصيل من وصلة الاعترافات التي طرحها الدكتور حسين كامل بهاء الدين، فلماذا لا يكتمل هذا'السبق' بنشر تعليق ينسب بلا حرج إلي الرئيس مبارك علي ما سمعه، وأدهشه.. كما سيدهش كل من سيقرأه في 'أخبار اليوم'؟! الرد البسيط علي هذا التساؤل المنطقي هو إيماني بالمبدأ القائل:' يا روح.. ما بعدك روح'. فالشجاعة أي نعم مطلوبة، والتنافس في الفوز بالسبق الصحفي محمود ومرغوب.. لكن الفارق هائل، ومخيف، بين أن ينفرد الصحفي بنشر قصة إخبارية تنضوي تحت بند 'سري جدا'، وبين نشره كلمة واحدة مما يصنٌف بختم ال: 'سرٌي للغاية'. ما قاله الدكتور حسين كامل بهاء الدين يخضع للتصنيف الأول، الذي قد أحاسب علي نشره حسابا محتملا، ومقبولا، يتدرج من 'لفت النظر'، إلي 'التوبيخ'، وانتهاء بالفصل.. أما ما يوصف بال : 'سرٌي للغاية' فإن حسابه يكون شديدا.. لا يتمناه أحد لأعدي أعدائه. عزيمة فرد واحد يمكن أن تحدث فرقاً .. وتصنع التغيير رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Abdel-Sattar بتاريخ: 25 مايو 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 25 مايو 2003 بصرف النظر عن كاتب المقال فان صراحة السيد وزير التعليم التي تعتبر الأولي من نوعها طوال هذا العمر الزاري المديد كما قال سيادته بالمقال لا تعبر الا عن واقع التعليم بمدارسنا.... رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Sherief AbdelWahab بتاريخ: 25 مايو 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 25 مايو 2003 لنكن منطقيين... 1-حسين كامل بهاء الدين تسلم تركة مثقلة من التخريب الذي بدأه فاسد الذكر فتحي سرور ارهابي السلم و شارون التربية و التعليم... 2-بهاء الدين أخطأ...و تصريحاته مضحكة و يمكن تدريسها كأمثلة للايمان الحكومي المطلق بنظرية المؤامرة...و عندما يتعرض للانتقاد يرد بطريقة توحي لك أن هذا النقد سياسي...و على الفور ينبري الناصريون للدفاع عنه زاعمين أن النقد-أي نقد-الذي يوجه إليه هو نقد..سياسي!!! 3-جمال مبارك لن يحل محل بهاء الدين لسبب واحد:لأن بهاء الدين محسوب علىجناح جمال مبارك في الحزب الوطني الديمقراطي...و الاحتمال المنطقي-برأيي-أن يشغل حقيبة الشباب في أول تغيير وزاري خاصة و أن الدكتور علي الدين هلال فشل في تحقيق أهدافه المنوطة به منذ تعيينه وزيرا...أما جمال فاحتكاكه بالشباب أكبر من خلال عمله في الحزب أو جمعية جيل المستقبل...أي أن استنتاج الأستاذ العزيز مصري قد يكون صحيحا لو كان بهاء الدين شاذليا! خلص الكلام Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Farida بتاريخ: 27 مايو 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 27 مايو 2003 شاهدت امس هاله سرحان عامله برنامج عن مقاله ابراهيم سعده و على فكره مش هى اللى بتعد البرامج لكن أثارت نقطه مهمه و هى ان المقاله دى ليست اعترافات و لا حاجه و انما هى اسلوب فانتازى ابتدعه ابراهيم سعده قال ايه للإثاره و احداث انقلاب و اللى خلانى ابتديت اقتنع باللى بتقوله ان الحكايه ولا حس و لا خبر و لا الدنيا اتدهت ولا حاجه و لا الراجل استقال و كأن شيئا لم يكم و تصريحات الوزير ماليه الصحف و وشه ال....... بيطل علينا كالعاده ....... يعنى احنا ولا مؤاخذه بهايم مثلا نسمع ده كله و ما حدش يتحرك و بعدين يقولوا اصلها فرقعه اعلاميه .... الواحد قرف بجد *اللهم انى اشكو اليك ضعف قوتى و قلة حيلتى و هوانى على الناس *اللهم و لى امورنا خيارنا و لا تول امورنا شرارنا * الساكت عن الحق شيطان أخرس * الشعوب تستحق حكامها رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
ragab2 بتاريخ: 27 مايو 2003 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 27 مايو 2003 يلاحظ ملاحظات كثيرة على ماجاء بهذه المقالة ومنها ورغم هذه الحقائق كلها فإن وزارتي لا تهمل تدريس وتعليم اللغة الإنجليزية في جميع مدارسنا الحكومية، والدليل علي ذلك مئات الملايين التي دفعتها الوزارة لناشر وطابع واحد لبناني الجنسية، تعاقدنا معه منذ سنوات عديدة ماضية لتزويد طلابنا بكتب تعليم الإنجليزية، وتصادف أن هذا الناشر الأوحد، والمحظوظ، هو والد السيدة الفاضلة قرينة أخي، وصديقي، وحبيبي، وزميلي:الدكتور يوسف بطرس غالي، وزير التجارة الخارجية! بلاغ للنائب العام باهدار مئات مئات الملايين على صهر وزير التجارة الخارجية الدكتور بطرس غالى فأنذرتهم مرة ومرتين، وأمام إصرارهم وإصرارهن علي هذا التشدد، أمرت بنقلهم، ونقلهن، إلي مدارس نائية في 'الصعيد الجواني، والوادي الجديد'، ليفعلوا بالتلاميذ والتلميذات ما يحلو لهم ولهن.. وبعيدا عن أنظارنا وأسماعنا في القاهرة! الخطأ الشائع هو نقل الفاسد الى المناطق النائية حتى عشش الفساد فى هذه المناطق والميكروب يبتر ولا ينقل أن كل وزير قادم لا هم له غير تحطيم كل ما قام به الوزير السابق.. حتي لا يتهم الوزير الجديد بأنه لم يضف جديدا، أو أنه يعيش علي إنجازات الوزير القديم! كلنا وقعنا في هذه السقطة. كلنا أمسكنا بالمعاول لنهدم ذكري من سبقونا. وكلنا رفعنا شعارا يقودنا إلي إزالة آثار من انتزعنا مقاعدهم، وأقمنا في مكاتبهم' والخطأ الشائع أيضا هو هدم كل وزير لانجازات الذى قبله وكان قرارنا التاريخي العاجل بإلغاء هذه الأنشطة كلها مثل الرسم، والنحت، والموسيقي، والتمثيل، وممارسة الألعاب الرياضية، و الكشافة، وفرق القسم المخصوص.. لأنها كلها تصرف فكر وأنظار رجال ونساء الغد عن دينهم، وتعاليمه، وسنته، وشريعته. ولا أخفي عليكم سيادة الرئيس أن إلغاء هذه الأنشطة كلها كانت له مكاسب مالية بالنسبة للوزارة، نتيجة توفير الأموال الطائلة التي كنٌا نصرفها علي هذه الأنشطة، وقمنا باستثمارها في بناء المزيد من المدارس التي أقيمت علي أرض الملاعب وداخل ساحات المدارس، ولا 'حوجة' لإرهاق ميزانية الدولة بطلب المزيد من المخصصات لشراء الأراضي لبناء المدارس. ولا يفوتني أن أذكٌر بأن بعض المتشددين من أبنائي علماء، وعالمات الدين في مدارسنا فرضوا الحجاب علي التلميذات الصغيرات في المرحلة الابتدائية، ومنعوهن من اللعب، أو حتي الضحك، مما دفع بعض أولياء الأمور إلي تقديم شكاوي ويرفضون هذا التشدد، ولم أتردد في الوقوف بحسم شديد مع هؤلاء المتشددين والمتشددات، فأنذرتهم مرة ومرتين، وأمام إصرارهم وإصرارهن علي هذا التشدد، أمرت بنقلهم، ونقلهن، إلي مدارس نائية في 'الصعيد الجواني، والوادي الجديد'، ليفعلوا بالتلاميذ والتلميذات ما يحلو لهم ولهن.. وبعيدا عن أنظارنا وأسماعنا في القاهرة! وبذلك قضوا على جميع الأنشطة المهمة بالمدارس وتحولت الأحواش الى كتل خرسانية مصر أكبر من نظام الحكم الفردى الديكتاتورى الإستبدادى الذى فرضه علينا عسكر حركة يوليو فى الخمسينات وصار نظاما لحكم مصر برنامج الرئيس الإنتخابى لإسكان فقراء الشباب .. سرقه مسؤولون وزارة الإسكان مع المقاولين ..! رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Lancelot بتاريخ: 27 مايو 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 27 مايو 2003 و اللى خلانى ابتديت اقتنع باللى بتقوله ان الحكايه ولا حس و لا خبر و لا الدنيا اتدهت ولا حاجه و لا الراجل استقال و كأن شيئا لم يكن يا أخت فريدة ..... أي موضوع بيعمل فرقعة ... ده مش راجع للموضوع نفسه ... لأ ... ما عندكم حمدي قنديل إختفي ببرنامجه رئيس التحرير من أول حرب العراق لحد دلوقتي ... يعني أكتر من شهرين ... من غير لا حس و لا خبر ... زي ما تكون الأرض إنشقت و بلعته .. و لا حد إتكلم خالص ... مفيش و لا جرنال واحد أو مجلة أو أي حاجة في أي حاجة إتكلمت عن إنه إختفي .... قنديل اللي كانت كل المجلات و الجرايد بتنقل اللي بيقوله و تكتب مقاطع كاملة من كلامه .. حتى إن الأهرام العربي نقلت مرة النص الكامل لحلقة كاملة من برنامجه لأن أغلب الحلقة كانت "مكتومة" من الرقابة ... و كانت مدة الحلقة 7 دقايق ... كل الناس ديه لم تنطق حرفا واحدا لتسأل أين ذهب .... يا سادة الفرقعة مش بتفرقع لوحدها لازم حد يفرقعها ... و اللي إنتوا مش عارفينه إن البمب كله عند واحد بس في بلدنا ..... رحم الله الأفاكاتو وإخناتون وإسكنهم فسيح جناته __ وجوه في العاصفة - هل تحب عملك - كيف تعمل الأشياء - أزمة الحد الأدني رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Sherief AbdelWahab بتاريخ: 28 مايو 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 28 مايو 2003 والخطأ الشائع أيضا هو هدم كل وزير لانجازات الذى قبله في حالتنا تلك...ما هي أصلا "انجازات" الوزير الذي قبله؟...حشو المناهج؟...تطوير التعليم على طريقة يطولوك يا ليل؟ ..اهدار ثلاث مليارات جنيه من المال العام بحجة توفير مال عام؟...الضحك على ذقون المصريين؟ فتحي سرور صنعه الصحفيون...و هدمه الصحفيون أيضا عندما تحدث بعضهم في صحيفة الناصريين عن الفيلا التي يملكها...و كأن الفيلا أهم من قوانين الارهاب التعليمي التي صنعها...و التعليم الذي قضى عليه...عملا بالمبدأ الناصري: تحيا مصر على جثث المصريين! :وش والع من الغيظ! خلص الكلام Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
ragab2 بتاريخ: 28 مايو 2003 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 28 مايو 2003 رجب ورغم هذه الحقائق كلها فإن وزارتي لا تهمل تدريس وتعليم اللغة الإنجليزية في جميع مدارسنا الحكومية، والدليل علي ذلك مئات الملايين التي دفعتها الوزارة لناشر وطابع واحد لبناني الجنسية، تعاقدنا معه منذ سنوات عديدة ماضية لتزويد طلابنا بكتب تعليم الإنجليزية، وتصادف أن هذا الناشر الأوحد، والمحظوظ، هو والد السيدة الفاضلة قرينة أخي، وصديقي، وحبيبي، وزميلي:الدكتور يوسف بطرس غالي، وزير التجارة الخارجية! بلاغ للنائب العام باهدار مئات مئات الملايين على صهر وزير التجارة الخارجية الدكتور بطرس غالى وهل تم اسناد هذه الأعمال والتوريدات لصهر الوزير اللبنانى بمناقصة عامة أم بالأمر المباشر وتخطى جميع القوانين والأعراف حرام أموال مصر ياعالم مصر أكبر من نظام الحكم الفردى الديكتاتورى الإستبدادى الذى فرضه علينا عسكر حركة يوليو فى الخمسينات وصار نظاما لحكم مصر برنامج الرئيس الإنتخابى لإسكان فقراء الشباب .. سرقه مسؤولون وزارة الإسكان مع المقاولين ..! رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
achnaton بتاريخ: 28 مايو 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 28 مايو 2003 بالذمة دا أسمه كلام .. !! ؟؟ ما هو حاجة من أثنين .. أما أننا - شعب مصر - خلاص لحست أزمة الكساد مخه .. وتأكدت وزارة الخراب من ذلك .. ولم تجد فى جعبتها سوى بالون اختبار " سعداوى " بيفكرنى بمحاورات ساعة لقلبك والخواجة بيجو .. لتطلقه منسوبا لجدو حسين فى سماء خيال سعدة من آخر دور فى برج مارديان الجديد حيث يحلو لغراب الخراب قضاء سهراته .. وأما أن شله " شباب الأتحاد الأشتراكى " اللى استولوا على كراسى الوزارة منذ سنوات طويلة .. وشيلنى وانا أشيلك .. شافوا ان الشعب كله كشف فشل وزير التعليم .. وبدل ما يطبطبوا على كتفه كالعادة .. قالوا له لا تحرمنا من التأكد أنك حفظت الف ليلة وليلة حفظ جيد .. فالقى بالحكاية للتسلية ليس أكثر .. وأنا مع الرأى القائل بيتغير العنوان الى " هذيان خطير لابراهيم سعده " .. وقد فطن الأخ مصرى .. والأخ شريف عبد الوهاب .. للنص المسرحى الذى يصلح أن يكون مسلسلا من المسلسلات الرمضانية التافهة .. وبعض الألغام اللى حطها سعده فى هذيانه .. ممكن لو ان البلد دى لها اصحاب ممكن أن تكون قضية الموسم .. ونضمن بذلك تطوير سجن طره والمعتقلات الأخرى عندما يشرفها بعض السادة الذين تضمنهم بالهمز واللمز هذيان سى ابراهيم .. وقد تشبث باحد هذه الألغام أخونا الدكتور رجب .. ياريت يلاقى اذن تسمعه ويجرى تحقيق فى حكاية طبع الكتب دى .. بس يعملو زى ما عملوا فى شركة المسبوكات - وطبعا مع الفارق الكبير - يحطوا الجميع فى السجن ويجرى التحقيق .. زى ما عملوا مع الشرفاء بتوع شركة المسبوكات المصرية .. ؟؟؟؟؟ مين ياترى يقدر يعلق الجرس فى رقية القط .. ودول على فكرة مش من فصيلة القطط .. دول من فصيلة " السلعوة " ومعروفين بالأسم .. يجيبوا بس دفاتر شباب الأتحاد الأشتراكى - مدرسة المتسلقين والنهاهبين وبتوع التلات ورقات وتسويق " شربة الدود " فى اسواق القرى واللى وقفوا مع عبد الناصر وبعده مع السادات وبعده مع مبارك .. وما جناه طبيب الأطفال الطيب .. لا يمثل جزء بسيط مما خربه ناظر مدرسة النفاق وكبت الحريات أثناء نظارته للتعليم اللى أشار اليه الأخ شريف عبد الوهاب .. والنبى المنتدى ده فيه شوية كوادر أكثر من رائعة .. ياريت حكومتنا تسمع لهم .. ولسه ما خلصش الكلام .. مع الإعتذار للأخ شريف اخناتون المحب للجميع كلمات حق وصيحة فى واد .. إن ذهبت اليوم مع الريح ، فقد تذهب غدا بالأوتاد .. ليس كل من مسك المزمار زمار .. وليس كل من يستمع لتصريحات الحكومة الوردية ..حمار ويا خسارة يامصر .. بأحبك حب يعصر القلب عصر رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Spider بتاريخ: 1 يونيو 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 1 يونيو 2003 وزير التعليم يكذب مقال إبراهيم سعده في معرض رده حول ما نشره الكاتب الكبير إبراهيم سعده علي صدر صفحات أخبار اليوم السبت قبل الماضي قال د. حسين كامل بهاء الدين وزير التربية والتعليم في تصريحات لصحيفة الأسبوع إن الاجتماع الذي أشار إليه الأستاذ إبراهيم سعده لم أحضره علي الاطلاق ولم أتشرف بحضوره وإن كل ما نشره الأستاذ إبراهيم سعده هو عمل روائي خيالي لا أساس له في الواقع وأما عن الاجتماع مع السيد الرئيس فقد قال وزير التربية والتعليم هذا شيء آخر تحدث عنه وزير الإعلام السيد صفوت الشريف ولم يحدث فيه ما ردده الأستاذ إبراهيم سعده وقال وزير التربية والتعليم إنني لم أطرح خلال الاجتماع مع الرئيس أي نقد للذات ولا للتعليم ولم اتطرق إلي أية موضوعات خارج ما جاء في تصريحات السيد وزير الإعلام وما نشره الأستاذ إبراهيم سعده لا أساس له وهو عمل خيالي محض وكانت المقالة التي نشرها الأستاذ إبراهيم سعدة الأسبوع قبل الماضي قد أثارت اهتماما واسعا في كافة الأوساط وانشغل بها الرأي العام الذي انقسم بين من قالوا انها رواية حقيقية وتمثل سبقا صحفيا وبين من قالوا انها رواية خيالية تشبه رواية تكليف إبراهيم شكري برئاسة الحكومة التي نشرها إبراهيم سعدة منذ عدة أعوام مقالة تودينا ومقالة تجبنا وده بسبب أننا نقرأ مقالات كاذب منافق مشهود له بالكذب منذ زمن طويل ومع ذلك ما ذلنا نقرأ له ونعتمد على ما يكتب...! ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا. With great power comes great responsibility وحدة المرء خير ......... من جليس السوء عنده وجليس الصدق خير ... من جلوس المرء وحده رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Spider بتاريخ: 1 يونيو 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 1 يونيو 2003 الوصلة http://news.masrawy.com/masrawynews/010620.../141391news.htm ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا. With great power comes great responsibility وحدة المرء خير ......... من جليس السوء عنده وجليس الصدق خير ... من جلوس المرء وحده رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان