اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

مقاله علاء الاسوانى هل يصح صيام الساكت عن الحق ..؟!


نيفين

Recommended Posts

مقالة علاء الاسوانى فى جريدة الدستور جملة إعتراضية

3 سبتمبر2008

هل يصح صيام الساكت عن الحق ..؟!

عندما جاء نابليون بونابرت لإحتلال مصر فى عام 1879 أصيب المصريون بفزع شديد من جراء ما سمعوه عن قوة تسليح الجيش الفرنسى وقدرته الرهيبة على القتل والتدمير , وكلما إقترب الفرنسيون من القاهرة إزداد زعر الأهالى حتى إذا جاءت الأنباء بأن بونابرت صار على مشارف القاهرة , تجمع الآف المصريين فى صحن الجامع الأزهر , وهم يصرخون ويبكون من فرط الفزع وأحضروا معهم الدراويش والمجاذيب وأتباع الصوفية وقضوا الليل كله فى قراءة الأوراد والأدعية والتمايل فى حلقات الذكر , إعتقادا منهم بأنهم إذا إكتفوا بالصلاة والدعاء فإن الله سيرد عنهم غزو الفرنسيين بدون أن يفعلوا شيئا للدفاع عن بلادهم لكن ما حدث غير ذلك , فقد أطلق نابليون مدافعه على القاهرة فدمرها وأخضعها ولم يتخلص المصريون من الإحتلال الفرنسى إلا بعد أن مارسوا مقاومة عنيفة أدت فى النهاية , مع عوامل آخرى , إلى جلاء الفرنسيين ..

لكن مشهد المتجمعين فى صحن الأزهر ليقاوموا الغزو بحلقات الذكر , كما وصفه الجبرتى , يظل لحظة تاريخية فريدة محملة بالمعانى .

تدل على مدى الإنحطاط الذى إنحدر إليه وعى المصريين فى تلك الحقبة وإستسلامهم للخوف وقبولهم بالذل وتقاعسهم عن أداء واجبهم ..

أستعيد هذا المشهد كلما أقبل علينا شهر رمضان المعظم ..

فالمصريون يستقبلون الشهر الفضيل بالإنهماك فى العبادات بأقصى ما يملكونه من قوة وجهد .. فتجد الناس يؤدون الصلاة فى أوقاتها وغالبا جماعة فى المسجد , وكثيرون منهم يفطرون على تمرة وكوب حليب كما تقضى السنة ثم يصلون المغرب قبل أن يأكلوا وبعد ذلك ينهمكون فى أداء صلوات التراويح والتهجد وقيام الليل .. أضف إلى ذلك الفضائيات الدينية الكثيرة التى يظهر عليها الدعاة ليبتهلوا إلى الله أمام المتفرجينوبعضهم ينخرط فى البكاء أمام الكاميرات من فرط التأثر ..(( وإن كان ذلك لايمنعهم , بالطبع , من الحصول على مبالغ كبيرة من منتج البرنامج )) ..

إن مظاهر التدين المنتشرة الآن فى رمضان تتم فى جو غريب من الصخب والإعلان .

كأن الناس يريدون أن يثبتوا لأنفسهم وللآخرين أنهم مسلمون صالحون يؤدون واجبهم الدينى على الوجه الأكمل ..

إن أداء العبادات أمر عظيم بلا شك .. لكن المشكلة أن الدين أصبح عند كثير من الناس يبدأ وينتهى بأداء العبادات .

كثير من المسلمين يعتقدون أنهم إذا صلوا وصاموا فإنهم يكونون قد أدوا كل واجبهم فى الدنيا . وهذا فهم قاصر ومعيب للدين .

فالعبادات لم تكن أبدا غاية الدين وإنما فرضها الله ليدرب المسلمين حتى يدافعوا عن القيم الإنسانية , عن الحق والعدل والحرية , ولقد رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا ترك الدنيا وإنقطع للعبادة فسأله صلى الله عليه وسلم : (( من ينفق عليك ؟.))

فأجابه الرجل ((أخى ينفق علىّ )) فقال رشسول الله صلى الله عليه وسلم (( أخوك أعبد منك )) .

وفى هذه الجملة تكمن رسالة الإسلام الحقيقية . أن من يعمل أفضل ممن ينقط للعبادة . ومن يقاوم الظلم أفضل عند الله ممن يخضع للظلم ويسكت عن الحق ثم ينهمك فى أداء الصلاة .

أن الإنتصار للحق ومقاومة الطغيان أهم بكثير من أداء التهجد والقيام .

إن كثيرا من المصريين يؤدون العبادات كبديل مريح عن إتخاذ الموقف الصحيح فى الدنيا . وقد أدى إنتشار هذا التدين البديل إلى تدهور أحوالنا حتى وصلنا إلى الحضيض .

فى مصر نظام حكم إستبدادى فاشل وفاسد جاثم على أنفاس المصريين بالقمع والتزوير .. ملاييم المصريين يعيشون فى بؤس وهم محرومون من أبسط حقوقهم الإنسانية فى العمل والتعليم الجيد والعلاج .... لكنهم لايعتبرون الثورة على الظلم جزءا من الدين ..

فليس الدين عندهم إلا الصلاة والصيام والحج والزكاة .. فقط لاغير .. مصريون كثيرون يخافون من قول الحق , ويسكتون عنه إيثارا للسلامة , بل أن بعضهم يساعد الظالم على ظلمه ... فهل يصح صيام هؤلاء ؟؟

لقد سن وزير التعليم يسرى الجمل قانونا ظالما يرغم المعلمين على الخضوع لإمتحان عشوائى سماه إختبار الكادر وذلك بغرض حرمانهم من حقوقهم المالية المشروعة بالإضافة إلى إذلالهم وإهانتهم .. وقد ثار المعلمون بحق ضد هذا الظلم , وأعلنوا مقاطعتهم لهذا الإختبار فتعاطف معهم الرأى العام ثم فوجىء الناس بأن 70 فى المائة من المعلمين قد دخلوا إختبار الكادر وخضعوا للظلم ... هؤلاء المعلمون الساكتون عن الحق سوف يصومون رمضان فهل يصح صيامهم ؟؟؟

وفى مصر مجموعة كبيرة من رجال القضاة الشرفاء الذين وقفوا ضد النظام مدافعين عن حقوق الأمة فى قضاء مستقل ... وقد رفضوا الإشراف على الإنتخابات المزورة ورفضوا كل محاولات النظام لشراء ضمائرهم بالعطايا والإمتيازات .. بل إن بعضهم تعرض إلى إجراءات عقابية من النظام فواجهها بكل شجاعة .. إن من واجبنا الإنسانى والوطنى والدينى أن نساند هؤلاء القضاة العظام بكل قوتنا .. لكن التأييد الشعبى لحركة القضاة للأسف , أقل مما يجب بكثير.. مما شجع النظام على المضى قدما فى الإعتداء على إستقلال القضاة والعبث بالقانون

ثم تطور الأمر فإذا بالنظام يجهز العدة الآن للتنكيل بنادى القضاة عقابا له على مواقفه المشرفة العظيمة .. فهل يصح لنا صيام بعد أن سكتنا عن الحق وتقاعسنا عن مناصرة القضاة ..؟؟؟

فى مصر يتم إعتقال الناس وتعذيبهم وهتك أعراضهم كل يوم فى مقار أمن الدولة وأقسام الشرطة ... فلا يعترض معظم شيوخ الدين على ذلك ويسكتون عن الحق إيثارا للسلامة وطلبا لرضا الحاكم .. وفى مصر عشرات الألوف من المعتقلين السياسيين , الذين أمضوا سنوات طويلة خلف القضبان بلا تهمة أو محاكمة , ووراء هؤلاء المعتقلين أسر فقيرة بائسة حرم الأطفال فيها من أبيهم . والزوجة من زوجها . والأم من إبنها ...فكم شيخا من الدعاة الجدد أو القدامى طالب بالإفراج عن المعتقلين ..؟؟؟

كم شيخا أعلن رفضه لتزوير الإنتخابات وقوانين الطوارىء والتوريث ..؟؟؟

أليس هذا سكوتا مشينا عن الحق ..؟؟؟

وماذا عن ضابط أمن الدولة الذى يعذب الأبرياء ويهتك أعراضهم ..؟؟؟

ماذا عن الطبيب الذى يشرف بنفسه على تعذيب المعتقلين ..؟؟؟

ماذا عن ترزى القانون الذى يستعمل علمه لصياغة قوانين ظالمة تقمع الناس وتحرمهم من حقوقهم ..؟؟؟

ماذا عن المنافقين الذين يدبجون قصائد المديح فى كل ما يفعله الحاكم ويقوله ..؟؟؟

هل يجدى هؤلاء أداء العبادات وهل يصح لهم صيام ..؟؟؟

(( غاية الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر )) ...

إذا سكتنا عن الحق فلا خير لنا فى صلاة أو صيام ...

رابط هذا التعليق
شارك

:roseop::roseop: هناك شىءغريب فى الشعب المصرى الذى يعانى من حكامه المصريين اكثر مما عانى من مستعمريه ولكن كان هناك مقاومة للأستعمار(مع احترامى للمقالة ) وهو الأن فى اسو ء حالة مر فيها على مر التاريخزولا يتحرك. أذا لجاء لزيادة اداء الشعائر الدينية فهو نوع من الهروب من المواجهةزلان الوضع هو عبارة عن استعمار للدولة المصرية من عدد محدود من المصريين (للاسف مصريين) وجعل الشعب المصرى يعمل لحسابهم حتى يدفع الجباية(التى تسمى ضرائب)وكل يوم جباية جديدة والفلوس الكثيرة التى تلم لا اثر لها فى البلد يعنى مافيش تعليم كويس .مافيش علاج كويس .مافيش سكن للغلابة.مافيش شوارع كويسة .بس فبه قانون مرور يلم فلوس .فيه عقوبات رادعة تصل للسجن أذا كان الباشا مزاجه مش رايق او شكلك مش عاجبه.ولسه الوارع مظلمة والبالوعات مفتوحة منتظرة الزبائن.انا نفسى ان كل واحد فى مصر يتخيل ان الحومة واللى وراءها مستعمرين يمكن يتحركوا
رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...