azzam salfi بتاريخ: 26 مايو 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 26 مايو 2003 عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنْ الدُّلْجَةِ) ________________ صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب الدين يسر، حديث "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه.." . __________________ شـرح غريب الحـديث* ( وَلَنْ يُشَادّ الدِّين إِلَّا غَلَبَهُ ) الفاعل مضمر وأضمر للعلم به، والدين منصوب على المفعولية، والمشادة بالتشديد المغالبة، يقال شاده يشاده مشادة إذا قاواه. . ( فَسَدِّدُوا ) أي: الزموا السداد وهو الصواب من غير إفراط ولا تفريط، قال أهل اللغة: السداد التوسط في العمل. ( وَقَارِبُوا ) أي: إن لم تستطيعوا الأَخذ بالأَكمل فاعملوا بما يقرب منه. ( وَأَبْشِرُوا ) أي : بالثواب على العمل الدائم وإن قل، والمُراد تبشير من عجز ن العمل بالأَكمل بأن العجز إذا لم يكن من صنيعه لا يستلزم نقص أجره، وأبهم المبشر به تعظيما له وتفخِيما . ( وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ ) أي: استعينوا على مداومة العبادة بإيقاعها في الأَوقات المنشطة. والغدوة بالفتح سير أول النهار، وقال الجوهري: ما بين صلاة الغداة وطلوع الشمس. والروحة بالفتحِ السير بعد الزوال. (وَشَيْءٍ مِنْ الدُّلْجَةِ) بِضم أوله وفتحه وإسكان اللام سير آخر الليل، وقيل سير الليل كله، ولهذا عبر فيه بالتبعيض؛ ولأَن عمل الليل أشرف من عمل النهار. _______________________ *انظـر فتح الباري كتاب الإيمان، باب الدين يسر. يليها فقه الحـديث إن شاء الله رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
azzam salfi بتاريخ: 26 مايو 2003 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 26 مايو 2003 في هذا الحديث علم من أعلام النبوة، فقد رأينا ورأى الناس قبلنا أن كل متنطع في الدين ينقطع, فإنه لا يتعمق أحد في الأعمال الدينية ويترك الرفق إلا عجز وانقطع فيغلب؛ وليس المراد منع طلب الأَكمل في العبادة فهو من الأمور المحمودة، ولكن المراد هو منع الإِفراط المؤدي إلى الملال, أو المبالغة في التطوع المفضي إلى ترك الأَفضل، أو إخراج الفرض عن وقته كمن بات يصلي الليل كله ويغالب النوم إلى أن غلبته عيناه في آخر الليل فنام عن صلاة الصبح في الجماعة، أو إلى أن طلعت الشمس فخرج وقت الفريضة؛ ومن التنطع أيضا الأخذ بالعزيمة في مواضع الرخصة، كمن يترك التيمم عند العجز عن استعمال الماء فيفضي به استعماله إلى حصول الضرر(1). وقد وردت أحاديث كثيرة في التحذير من وذم التنطع والإفراط والتشدد في الدين، عن ابن الأدرع عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إِنَّكُمْ لَنْ تَنَالُوا هَذَا الْأَمْر بِالْمُغَالَبَةِ)(2)، وعن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُون - قَالَهَا ثَلَاثًا)(3) أي المتعمقون الغالون(4). قال ابن القيم رحمه الله في "مدارج السالكين"(5): (والغلو نوعان. نوع يخرجه عن كونه مطيعاً، كمن زاد في الصلاة ركعة، أو صام الدهر مع أيام النهي، أو رمى الجمرات بالصخرات الكبار التي يرمي بها في المنجنيق، أو سعى بين الصفا والمروة عشراً، أو نحو ذلك عمداً. وغلو يخاف منه الانقطاع والاستحسار. كقيام الليل كله. وسرد الصيام الدهر أجمع. بدون صوم أيام النهي. والجور على النفوس في العبادات والأوراد). ديننا الحنيف رغب في الطاعة والعبادة من صلاة وصيام وجهاد وغيرها من العبادات، ولكن في نفس الوقت أراد الله عز وجل من العبد إذا قام بالطاعة أن يداوم عليها، والتنطع والإفراط والقيام بما لا تطيقه النفس يؤدي إلى الإنقطاع والترك بالكلية، والله عز وجل يحب العمل الذي يداوم عليه العبد وإن كان قليلا، فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ مَا دَامَ وَإِنْ قَلَّ)(6). قال ابن حزم: معنى الأَمر بالسداد والمقاربة أنهُ صلى اللَّه عليه وسلم أشار بذلك إلى أنّهُ بعث ميسرا مسهل، فأمر أمته بأن يقتصدوا في الأُمور لأَن ذلِك يقتضي الاستدامة عادة.(7) والتنطع والإفراط والغلو قد يؤدي إلى الخروج من الدين، كما حصل للخوارج الذين غلو في الدين وتنطعوا فيه حتى قال الرسول صلى الله عليه وسلم عنهم (يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلَاتَهُ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ)(8)، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الغلو في الدين فقال (وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ)(9)؛ فالتنطع والإفراط والغلو في اي شيء يؤدي إلى عكس المراد من فعل الشيء. قال ابن حجر: (الأَولى للعامل بذلك أن لا يجهد نفسه بحيث يعجز وينقطِع , بل يعمل بتلطف وتدريج ليدوم عمله ولا ينقطع)(10). والأحاديث التي تحث وتأمر بالرفق والتيسير في العبادة كثيرة منها حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كَانَ يَحْتَجِرُ حَصِيرًا بِاللَّيْلِ فَيُصَلِّي عَلَيْهِ وَيَبْسُطُهُ بِالنَّهَارِ فَيَجْلِسُ عَلَيْهِ فَجَعَلَ النَّاسُ يَثُوبُونَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيُصَلُّونَ بِصَلَاتِهِ حَتَّى كَثُرُوا فَأَقْبَلَ فَقَالَ (يَا أَيُّهَا النَّاسُ خُذُوا مِنْ الْأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا..)(11)، وعن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال: دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا حَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ السَّارِيَتَيْنِ فَقَالَ مَا هَذَا الْحَبْلُ قَالُوا هَذَا حَبْلٌ لِزَيْنَبَ فَإِذَا فَتَرَتْ تَعَلَّقَتْ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَا حُلُّوهُ لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ فَإِذَا فَتَرَ فَلْيَقْعُدْ)(12)، وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ فَأَوْغِلُوا فِيهِ بِرِفْقٍ)(13). قال ابن تيمية رحمه الله: (خير الأعمال ما كان لله أطوع ولصاحبه أنفع وقد يكون ذلك أيسر العملين وقد يكون أشدهما فليس كل شديد فاضلا ولا كل يسير مفضولا بل الشرع إذا أمرنا بأمر شديد فإنما يأمر به لما فيه من المنفعة لا لمجرد تعذيب النفس ... وأما مجرد تعذيب النفس والبدن من غير منفعة راجحة فليس هذا مشروعا لنا بل أمرنا الله بما ينفعنا ونهانا عما يضرنا وقد قال فى الحديث الصحيح ]إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين[)(14). ويجب في العمل طلب الصواب والإخلاص واتباع السنة فيه ليكون العمل مقبولا إن شاء الله(15). دروس أخرى مستفادة من الحديث: 1_ يؤخذ من قوله "واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة" الإستعانة على طاعة الله بالأعمال في هذه الأوقات الثلاثة(16). وعبر في الدلجة بالتبعيض لأَن عمل الليل أشق من عمل النهار. وهذه الأَوقات أطيب أوقات المسافر، وكأنه صلى الله عليه وسلم خاطب مسافرا إلى مقصد فنبهه على أوقات نشاطه؛ لأَن الْمسافر إذا سافر الليل والنهار جميعا عجز وانقطع، وإذا تحرى السير في هذه الأَوقات المنشطة أمكنته المداومة من غير مشقة. وحسن هذه الاستعارة أن الدنيا في الحقيقة دار نقلة إلى الاخرة، وأن هذه الأَوقات بخصوصها أروح ما يكون فيها البدن للعبادة(17). ___________________________ (1) بتصرف: فتح الباري، كتاب الإيمان، باب الدين يسر، حديث "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه..". (2) مسند أحمد، أول مسند الكوفيين، باب حديث ابن الأدرع رضي الله عنه، حديث "عسى أن يكون مرائيا.."؛ صححه الألباني رحمه الله. (صحيح الجامع الصغير وزيادته، ج1 ص 458) (3) صحيح مسلم، كتاب العلم، باب هلك المتنطعون، حديث "هلك المتنطعون". (4) صحيح مسلم بشرح النووي، كتاب العلم، باب هلك المتنطعون، حديث "هلك المتنطعون". (5) مدارج السالكين لإبن قيم الجوزية، فصـل التعظيـم (2495). (6) صحيح البخاري، كتاب اللباس، باب الجلوس على الحصير ونحوه، حديث "خذوا من الأعمال ما تطيقون". (7) فتح الباري، كتاب الرقاق، باب القصد والمداومة على العمل، حديث "سددوا وقاربوا وأبشروا..". (8) صحيح البخاري، كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام، حديث "دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته..". (9) سنن النسائي، كتاب مناسك الحج، باب التقاط الحصي، حديث " بأمثال هؤلاء وإياكم والغلو في الدين.." ؛ صححه الألباني (صحيح الجامع الصغير، ج1 ص522). (10) فتح الباري، كتاب الإيمان، باب الدين يسر، حديث "إن الدين يسر ولن يشاد أحد إلا غلبه..". (11) صحيح البخاري، كتاب اللباس، باب الجلوس على الحصير ونحوه، حديث "خذوا من الأعمال ما تطيقون". (12) صحيح البخاري، كتاب الجمعة، باب ما يكره من التشديد في العبادة، حديث "ما هذا الحبل..". (13) مسند أحمد، باقي مسند المكثيرن، باقي المسند السابق، حديث "إن هذا الدين متين.."؛ صححه الألباني (صحيح الجامع الصغير ج1 ص447). (14) مجموع الفتاوى )22313-314). (15) انظر: فتح الباري، كتاب الرقاق، باب القصد والمداومة على العمل، حديث "لن يُنجي أحدا منكم ..". (16) مدارج السالكين، فصل التعظيم (2495). (17) بتصرف: فتح الباري، كتاب الإيمان، باب الدين يسر، حديث "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه..". رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
ragab2 بتاريخ: 26 مايو 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 26 مايو 2003 كتب عزام سلفى ديننا الحنيف رغب في الطاعة والعبادة من صلاة وصيام وجهاد وغيرها من العبادات، ولكن في نفس الوقت أراد الله عز وجل من العبد إذا قام بالطاعة أن يداوم عليها، والتنطع والإفراط والقيام بما لا تطيقه النفس يؤدي إلى الإنقطاع والترك بالكلية، والله عز وجل يحب العمل الذي يداوم عليه العبد وإن كان قليلا، فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (وَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ مَا دَامَ وَإِنْ قَلَّ)(6). قال ابن حزم: معنى الأَمر بالسداد والمقاربة أنهُ صلى اللَّه عليه وسلم أشار بذلك إلى أنّهُ بعث ميسرا مسهل، فأمر أمته بأن يقتصدوا في الأُمور لأَن ذلِك يقتضي الاستدامة عادة.(7) كلام جميل ومعقول ياسيد عزام ياسلفى ولماذا كنت تشجع سابقا التنطع والتشدد والغلو مادمت تعلم هذه الأحاديث الشريفة والجميلة مصر أكبر من نظام الحكم الفردى الديكتاتورى الإستبدادى الذى فرضه علينا عسكر حركة يوليو فى الخمسينات وصار نظاما لحكم مصر برنامج الرئيس الإنتخابى لإسكان فقراء الشباب .. سرقه مسؤولون وزارة الإسكان مع المقاولين ..! رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان