muslim4ever بتاريخ: 12 سبتمبر 2008 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 12 سبتمبر 2008 مقال يعبر عما نعيش فية الان وعما يدور بداخلنا جميعاً تحليل بسيط بدون تعقيدات يوضح ثقافة الاستبداد التي تعيش بداخلنا جميعاً سواء حكام او محكوميين فاليوم الحاكم مستبد لانه كان في يوم من الايام محكوم ومستبد به وغداً المستبد به هو مستبد بدرجة حاكم المقال للاستاذ ابراهيم العسعس - استاذ الحديث طوال مئة عام، لا بل قرون، هل كنا نتصارع مع الدكتاتور أم مع الدكتاتورية؟ مع الظلم أم مع الظالم؟ مع الاستبداد أم مع المستبد؟ ... باختصار: هل كان صراعنا من أجل القيم أم ضد الأشخاص؟! يبدو أنَّ الإجابة ليست لصالحنا! فالحقيقة أننا كنا نصارع الأشخاص؛ أي الدكتاتور، والظالم، والمستبد. ولم نكن نصارع من أجل القيم. والدليل على ذلك واضح وضوح الشمس، لا يحتاج لمجهود في إظهاره، إنها التجربة التي عاشتها ـ أو عانتها ـ الأمة، فقد كنا نكتشف صبيحة كل انقلاب ـ وليس ثورة ـ أننا كنا نستبدل دكتاتوراً بآخر مع اختلاف الشكل والألوان. أي أننا على رأي الشاعر، كنا نستبدل عماد الدين بأخيه. وكأننا لا ننقم على المستبد استبداده طلباً للعدل، بل لأننا نحسده على ما يتمتع به من استبداد فنريد أن نحلَّ محله ليس إلا. نحسده على كونه ظالماً، ونحن مظلومين، فننقلبُ عليه كي نستبدل الأدوار! كانت الحركات التي طرحت النهضة هدفاً، والتغيير غايةً تـنتـقد الظالم ولكنها تحمل في خلايا أفرادها ظلم قرون تبحث له عن تنفيس، فتسعى للحلول محل الظالم لتأخذ دوره. ولذلك لم تقع النهضة، ولم يتحقق التغيير. لقد كان التغيير يقع في المؤسسة الحاكمة، ولم يكن يقع في بنية الأمة الذهنية، ولا في طبيعة النظام الاجتماعي، ولا في القيم والتصورات وطريقة التفكير، وفي النهاية من أين سيأتي الدكتاتور؟ أليس من القاع؟ أليس مما يُفرزه المجتمع؟ قطعاً هو لن يأتي من كوكب آخر! إنَّ الظلم، والاستبداد، والدكتاتورية؛ كل أولئك لا تنشأ في السلطة، صحيح أنها تُنفذ من خلال القوة، ولكنها لا تولد معها بل تكون موجودة في النظام الداخلي للإنسان، وعندما يمتلك القدرة تنعكس على واقعه. ونحن لا ننتبه إلى أنَّ الاستبداد لا يقتصر على الحاكم، فمجتمعنا مليء بالمستبدين الصغار الذين يُمارسون الاستبداد كلٌ على قياسه! ولك أن تقيس الأمور بمقدماتها، فإن رأيتَ من يظنُّ أنَّ أيَّ عمليةِ حوار تهديدٌ لوجوده! أو أنه يمتلك ناصيةَ الحقيقة التي لا يعتريها شكٌّ، فاعلم أنَّه إن تمكَّن من خلق الله فسيسحقهم ويستبد بهم. ... ومنذ أن بدأ المُلك العضوضُ في الأمة، يعني منذ القرن الأول!!!، وهي تنتقل ـ على الأغلب ـ من يد مستبد إلى يد آخر، فلقد كانت صلاحيات الخليفة صلاحيات دكتاتور مطلقة، فمصائر الناس كانت على مزاج الخليفة؛ إمَّا أن يقول يا غلام أعطه مائة دينار، وإمَّـا أن يقول عليَّ بالسيف والنطع، اقطعووووا رأسه!! وقد قطعنا قروننا المستبدة ونحن نفتخر بالخليفة أو الوالي الذي عفا عن المعارض الذي سيق إلى مجلسه لقتله، بعد حوار طريف أدارته سرعة بديهة المحكوم بالقتل!! تخيلوا؟! نسوق عشرات القصص المشابهة لنفتخر بعدالة الحاكم! هذا هو مفهومنا للعدالة، هذا هو مفهومنا للعفو، هذا هو مفهومنا للحكم، واحد يقرر هلاك البشر أو نجاتهم بناء على مزاجه في ذلك اليوم!!! جوانب متعددة في الفقه السياسي السنيُّ دجَّنت المسلم، حولته إلى عبد في قـفص وليِّ الأمر. ليصبح التاريخُ الإسلامي تاريخَ خضوع الإنسان على يد السلطة المتدينة باسم الدين!! ثم لتكمل السلطة غير المتدينة باسم العَلمانية مسيرة الاستبداد في العصر الحديث!! خطأ مشاريع النهضة بكل أشكالها، أنَّها افترضت أنَّ خصومتها مع المؤسسة الحاكمة فقط، وأن الجماهير تقف في صفِّ التغيير، وكل ما تحتاجه هو الصفوة التي تتقدمها! وليس الأمر كذلك بل هو صراع بين النهضة والتغيير، وبين مفاهيم استقرت في الأمة، والجماهير في كثير من الأحيان تدافع عن هذه المفاهيم البالية، وتموت في سبيلها!! لقد ارتبط السعي للتغيير دوماً بشخص الحاكم، أو المؤسسة الحاكمة، بمعنى أننا شخصنَّـا الصراع، ولذلك كان الذي يحصل أننا كنا نستبدل مستبداً بآخر يحمل في ثقافته الداخلية بذور الاستبداد والقمع التي تربى عليها، وانتـقلت إليه بالجينات، وحتى بالأمثال التي كانت أول ما يطرق أسماعنا! الأمثال التي علمتنا الخضوع للقوي، أو لليد التي لا نقدر عليها، لا لأننا نكره الظلم بل لأننا لا نقدر عليها، فنشأنا نلعن اليد التي نُقبلها، وندعو عليها بالقطع، في الوقت الذي نتمنى فيه أن نكون مكانها. بمعنى أنَّ الذين قادوا التغيير كانوا يحملون في بنيتهم الداخلية استبداداً مكبوتاً، ما إن تمكَّن حتى ظهر وقام بدوره! وأنَّ الجماهير الذين كان من المفترض أن يرفضوا الديكتاتورية والاستبداد تخاذلوا ورضوا، وفي كثير من الأحيان وقفوا ـ أو قعدوا ـ يتفرجون. أخطر ما في الأمر، أننا نحمل في داخلنا شخصيتين متناقضتين تماماً؛ الأولى: شخصية المستبد، الذي يبحث عن فرصة ليمارس استبداده. والثانية: شخصية الراضي بالاستبداد، القابل للاستعباد!! والأشد خطراً من ذلك أنه لا يوجد صراع في أنفسنا بين هاتين الشخصيتين ! كل ما في الأمر أن كل شخصية تقوم بدورها بحسب الظروف والمتاح! فها هم الذين كانوا يمارسون دور المسحوق زمن صدام حسين بجدارة، يمارسون دور السفاح بتفوق يبدو أمامه صدام حسين تلميذاً! وها هي نفس مؤسسات المجتمع المدني، والأحزاب التي تحارب الحكومات المستبدة، تمارس الاستبداد داخل إطارها الإداري! إننا نمارس الاستبداد والديكتاتورية داخل كل إطار يجمعنا، وكل حسب قدرته، مع كل حسب تحمله!! ومع ذلك فالاستبداد عندنا هو ما صدر عن السلطة فقط!! وكأن اعتراضنا طوال القرون السابقة كان على مصدر ونسبة فحش الاستبداد، لا على الاستبداد نفسه! أخشى أن تكون الديكتاتورية قد استوطنت في نفوسنا لدرجة يصعب معها أن ننفك عنها، إن لم نقم "بفرط" منظومتنا الفكرية والنفسية، وإعادة تركيبها وفق تركيبة مختلفة. وإلا فإننا سنبقى ندور في فلك الطغاة، ونسبح بحمدهم، وننتظر من يخلصنا منهم. وإلا فإننا لن نستطيع ممارسة دور الأحرار، حتى لو تمكنا من بعض وسائل وشكليات الحرية! ... في رواية الجذور المشهورة، يثور العبيد على مستعبديهم في السفينة، ويسيطرون عليها، لكن صبياً صغيراً ذا اثني عشر عاماً، يعيد السيطرة على السفينة ببندقية واحدة، لم يفكر العبيد أن يستخدموها، أو يستخدموا غيرها! لقد استسلموا له بكل بساطة، لأن العبودية حالة نفسية، والعزة حالة نفسية، والإنسان لا يمتلك العزة بامتلاك أدوات القوة والعزة، وسيبقى العبد عبداً حتى لو امتلك الدنيا، ما دام يحمل بين جنبيه نفسية عبد. منقول http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home....contentid=10153 اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَن رواه الترمذي رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان