shakoosh بتاريخ: 1 يونيو 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 1 يونيو 2003 أنا منذ فترة طويلة من المتتبعين لكتابات الأستاذ فهمى هويدى فهو من المسلمين المعتدلين و من أهل الوسطية فى الإسلام .. و هو يعبر فى كثير من الأحيان عما يجول فى خاطرى و عقلى .. و لذلك سوف أعرض مقتطفات قصيرة من بعض مواضيعه التى يكتبها لتشاركوا معى هذه الآراء هذا المقال كان فى جريدة الأهرام و هذا هو اللينك http://www.ahram.org.eg/ARCHIVE/Index.asp?...N1.HTM&DID=7768 إقتباس """""حين قلبت الأمر وجدت أنني علي يقين مما لا ينبغي عمله, في حين أن حيرتي شديدة إزاء ما ينبغي عمله, من جراء ذلك الانسداد الذي أشاروا إليه, فقد كان واضحا لدي أن ثمة محظورين كبيرين يتعين علي كل معني بقضية التغيير أن يتجنبهما, والا وقع في براثن الخطيئة السياسية التي لا تغتفر. المحظور الأول هو الاستعانة بالأجنبي لإحداث التغيير في الداخل, وكلمة الاستعانة مخففة بعض الشيء لأن التوصيف الدقيق لهذه العلاقة هو أنها عمالة للأجنبي وليست استعانة به. أما المحظور الثاني فهو استخدام العنف الذي ثبت أنه منحدر لا يجلب إلا مزيدا من العنف الذي يدفع بالجميع إلي الهاوية. أدري أن ذلك لا يكفي, لأن تيسير الحلال هو أفضل الطرق للقضاء علي الحرام, كما يقول شيوخنا, وإذا أردنا من الناس أن يتجنبوا إثم الاستعانة بالأجنبي أو الوقوع في شرك العنف, فينبغي أن تفتح أمامهم خيارات التغيير السلمي في الداخل. أما إذا أغلقت أو أجهضت تلك الخيارات, فذلك هو المأزق الذي لا أعرف بالضبط كيف يمكن تجاوزه, لكن ما أعرفه أنه أصبح من الصعب للغاية في ظل تطورات ثورة الاتصال الراهنة إغلاق كل أبواب النضال المدني وسد جميع منافذها. وأزعم أنه كما أن للإيمان بضعا وسبعين شعبة, كما يقول الحديث النبوي, كذلك فإن للنضال المدني شعبا مماثلة في العدد, إن لم يكن أكثر. هذا إذا وضعنا في الاعتبار أن التغيير في المرجعية الثقافية الإسلامية له درجات متعددة, وليست له صيغة واحدة, أقصاها التغيير باليد وأدناها التغيير بالقلب, وبينهما التغيير بالصوت واللسان, وفي كل الأحوال فالأمر مرهون بالاستطاعة, والشرط في أي اختيار أن ترجح المصلحة علي المفسدة.""" أعتقد ما كتبه يعبر عن هذه المشكلة التى نعانى منها و هى كيفية تغيير النظام ...ليكون هناك تداول للسلطة !!!! سلميا لا يريد النظام التنازل عن السلطة ..بل بالعكس يحاول أن يهيمن أكثر على السلطة.. ضاربا عرض الحائط كل المتغيرات و رياح الحرية و الديمقراطية التى تهب على العالم !!! رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
shakoosh بتاريخ: 1 يونيو 2003 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 1 يونيو 2003 هذه أيضا جزء من مقالة له توضح بالفعل كيف أن الأنظمة العربية و خاصة النظام المصرى يدعم إسرائيل و يحافظ على أمنها و اللينك هو http://www.ahram.org.eg/ARCHIVE/Index.asp?...N1.HTM&DID=7761 إقتباس """"التحليل الإسرائيلي كانت له قراءة خاصة للحالة الإسلامية. فالبروفيسور يجال كارين المستشرق والباحث في الشئون العربية ذكر أنه من حسن حظ اسرائيل أن الأنظمة العربية لاتبقي إلا علي القوي السياسية التي تخدم استمرارها. وهي بذلك قدمت خدمة جليلة لإسرائيل في الماضي والحاضر. ذلك أن معظم تلك الأنظمة توصلت إلي استنتاج مفاده أنه يتوجب استبعاد الحركات الإسلامية, التي هي أخطر القطاعات الفكرية في العالم العربي علي إسرائيل. وخلص في حديثه للإذاعة الإسرائيلية إلي أنه لولا الحرب التي خاضتها العديد من الأنظمة العربية ضد الحركات الإسلامية, لكان شكل المنطقة قد تغير منذ زمن. وفي تفصيل هذه النقطة قال كارين: خذوا علي سبيل المثال الأراضي الفلسطينية التي أتيح للحركات الإسلامية حرية عمل أكبر فيها, ستجدون أن الإسلاميين جعلوا من ثقافة الاستشهاد سمة إجماع لدي المنظمات الفلسطينية, حتي العلمانية منها. واستطرد قائلا إن مواجهة الأنظمة العربية للحركات الإسلامية كانت دائما في مصلحة اسرائيل. لذلك فإن مواصلة تقييد حركتها( قمعها) تفيدنا كثيرا, ومن المهم جدا استمرار هذا الوضع. كما أنه من المهم للغاية الاتصال بأصدقاء اسرائيل في الإدارة الأمريكية لإثنائهم عن المضي إلي النهاية فيما يقولونه في العلن عن دمقرطة العالم العربي."""" و شهد شاهد من أهلها !!! رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
shakoosh بتاريخ: 2 يونيو 2003 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 2 يونيو 2003 هذا المقال نشر على جريدة الشرق الأوسط على الإنترنت بتاريخ 2 يونيو 2003 بعنوان ""تشجيع الاعتدال أنجح وسيلة لمحاربة التطرف"" مقتبس (( ذلك ان العنف ليس له سبب واحد، وانما عادة ما يكون نتاج عوامل متعددة، وهذه العوامل قد تختلف من بلد الى آخر، ولذلك فإن كفاءة التعامل مع هذه الظاهرة ـ الازمة تقاس بمدى قدرة القائمين على الامر في كل بلد على تحديد تلك الاسباب، التي قد تكون ثقافية في بلد، بينما هي اقتصادية في بلد آخر، وسياسية في بلد ثالث.)) ((بضرورة اعتبار السياسة مدخلا لاستقرار الامن وليس العكس. ذلك اننا من خبرات عديدة ومريرة سابقة تعلمنا ان هناك سبيلين للتعامل مع ظاهرة التطرف والارهاب. الاول يعول على النهج البوليسي والامني وحده، ويعتبره اقصر الطرق وانجحها لمكافحة الارهاب، والثاني يعتمد على التعاطي السياسي الذي يقدم على فتح ابواب الاعتدال واتاحة الفرصة للحوار والمشاركة والاحتواء. إن شئت فقل ان الاول يسعى الى الضغط والاستئصال، بينما الثاني يعمل على مد الجسور وتذويب الخلاف واقناع الناشطين بان ثمة ابوابا مفتوحة للتغيير والاصلاح بالطرق السلمية، تحقق المراد من دون ممارسة للعنف أو اراقة للدماء.)) ((لا يعني التعاطي السياسي ان يغض الطرف عن الجرائم التي ترتكب، لان المخطىء لا بد ان يحاسب على ما اقترفت يداه، ولا مجال للتسويف أو المراوغة في هذه النقطة. انما الذي ننبه اليه ـ وتعلمناه من واقع خبراتنا ـ ان العنف لا يولد الا عنفا، وان التعويل على النهج الامني وحده بمثابة منحدر يتعذر التحكم في تداعياته.)) ((ان إحدى انجح الوسائل للقضاء على التطرف هي تيسير الاعتدال وتمكين الناس من الاعتصام به والثقة فيه.)) ((وهي هدية مجانية تقدم للمتطرفين ان يتم التضييق على المعتدلين فتصادر حركتهم، ويوضعون معهم في كفة واحدة. وفي الخبرة المصرية تجربة من ذلك القبيل، حين وقعت اجهزة الامن ذات مرة في ذلك الخطأ الذي تتحدث عنه، وشنت حملة واسعة ضد كل الناشطين الاسلاميين، من دون تفرقة بين معتدلين من جماعة الاخوان أو متطرفين من جماعة الجهاد، وهو ما رحبت به عناصر الجهاد في حينه، واوفدت من يمثلها الى قيادة الاخوان حاملا معه دعوة للتنسيق بين الجماعتين، وحين قيل له ان الاخوان لهم نهج آخر لا يؤمن بالعنف والعمل المسلح، كان رد مبعوث حركة الجهاد انه ما دامت الحكومة قد وضعتهم في مربع واحد، فمن مصلحة الطرفين ان ينسقا فيما بينهما، وهو العرض الذي رفضه ممثلو الاخوان آنذاك.)) ((ان مكافحة الارهاب مسؤولية كبيرة تتطلب حذرا شديدا وبصيرة نافذة، تتجنب مواجهة الارهاب بارهاب آخر، فتعالج مفسدته بمفسدة أكبر.)) رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Proud Muslim بتاريخ: 3 يونيو 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 3 يونيو 2003 جزاك الله خيرا أخونا الفاضل shakoosh على المقالات . وهي هدية مجانية تقدم للمتطرفين ان يتم التضييق على المعتدلين فتصادر حركتهم، ويوضعون معهم في كفة واحدة. وفي الخبرة المصرية تجربة من ذلك القبيل، حين وقعت اجهزة الامن ذات مرة في ذلك الخطأ الذي تتحدث عنه، وشنت حملة واسعة ضد كل الناشطين الاسلاميين، من دون تفرقة بين معتدلين من جماعة الاخوان أو متطرفين من جماعة الجهاد الحكومة في مأزق ضخم بسبب هذه النقطة .. فهم يعلمون جيدا الفوارق بين كل فكر و كل تيار جيدا .. بل إن المحققين في أمن الدولة كما يحكى لي .. على علم تام بأمور كثيرة في هذه الجماعات ..بل أفضل من أعضائها .. و يستطيع الضابط منهم أن يحدد فكر الشخص الذي يحقق معه من خلال سؤال أو سؤالين !! و مأزق الحكومة يتمثل في أنهم لو اتاحوا الفرصة للمعتدلين .. فسيستطيعون أن يصلوا الى الحكم بكل سهولة و يسر .. و طبعا هذه ستكون مصيبة لهم ..و بالتالي هذا اختيار صعب .. و له عواقبه عندهم !! و هم على علم بأن أفضل الوسائل للقضاء على التيار المسلح هو دعم التيار المعتدل أو على الأقل تركهم و شأنهم دون التضييق عليهم و مضايقتهم .. و لكن كما أسلفت ستكون هذه كارثة عليهم من ناحية أخرى .. فهم يتصرفون و لسان حالهم يقول .. نأخذ الاثنين معا ... و نضرب كل العصافير بحجر و احد .. و اضرب المربوط يخاف السايب .. بحيث أنه لما يجد أعضاء الجماعات المسلحة أن أعضاء الجماعات المعتدلة يواجهون صعوبات ضخمة و مضايقات أمنية فهذا يدفعهم للتفكير ألف مرة قبل أن يقدموا على عمل قد يندمون عليه كثيرا .. كما أن الدخول في مواجهة مسلحة مع التيار المسلح لا يوجد أسهل منه .. الأمن المركزي موجود و كله تمام.. و يستطيع القضاء على أعدائه بكل شراسة .. فلماذا المغامرة اذا بترك المعتدلين يأخذون حريتهم المسلوبة ؟؟ الغريب ان من تابوا من أعضاء تلك الجماعات و قاموا بعملية تصحيح فكري .. عرضوا فكرة انشاء حزب سياسي لهم من باب .. أننا تراجعنا عما كنا فيه و نريد ان نتبن الحل السلمي .. و أن هذه الخطوة المفروض أن تكون هدية لنا على توبتنا و رجوعنا .. و لكن الحكومة رفضت و قالت اضربوا راسكم في الحيطة .. أنتم موقفكم أضعف و السجون لسه موجودة .. !! و هذا طبعا جعل أعضاء التيار في الخارج يصرون على أفكارهم .. لأنهم لم يروا زملائهم يأخذون شيئا بعد عملية التصحيح .. ..فطالما كده كده العملية مش مجدية ..يبقى لا لوقف العنف !! ذو العقل يشقى في النعيم بعقله.. واخو الجهالة في الشقاوة ينعم هذه مدونتي: Fathy رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
shakoosh بتاريخ: 3 يونيو 2003 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 3 يونيو 2003 هذا المقال عن تآكل العرب ماديا و معنويا http://www.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=OP...N1.HTM&DID=7775 ********* [ quote]العالم العربي عندهم بقعة جغرافية, أو مكان خارج التاريخ, أما المكانة فهي حظ اسرائيل, التي يعتبرونها في قلب التاريخ وشريكا في صناعته.مفترون وظلمة هم لاريب, ومتآمرون ما في ذلك شك, لكن العرب ليسوا مظلومين بالمطلق, ولا كل الذي أصابنا كان بفعل المؤامرة وإذ لاينكر أنهم بذلوا الكثير لتهوين العرب, وإخضاعهم إلا أننا يجب ان نملك شجاعة الاعتراف بأن بعض الوهن من جانبنا كان تفريطا منا, وليس كل ما اصابنا كان رغما عنا ومفروضا علينا, وإذا كانوا قد أرادوا لنا ان نبقي في حدود الجغرافيا, ونخرج من التاريخ فلا ينبغي أن ننسي أننا حررنا بأنفسنا في مجالات عدة شهادة الاستقالة من الاثنين! وإذا انقلبت المعايير علي ذلك النحو المشين, فان ذلك أنعش دوائر العملاء والمهزومين الذين لم يكفوا عن هجاء العرب والعروبة وازدراء حلم الامة في الوحدة والحط من شأن مناضليها الذين وصفوا بأنهم حربجية وتحقير العمل الاستشهادي ووصفه بأنه انتحاري الأمريكيون اعطوا تعليمات أخيرة باعتباره قتلا ولن نعدم استجابة سريعة من جانب المتعاونين في اعلامنا تصف الشهداء بأنهم قتلة! اما الجهاد فقد صار في خطابهم عملا مشينا يتعارض مع قيم ثقافة العالم الحر, وأما اسرائيل فلم تعد غاصبة ولامحتلة, وإنما غدت قوة اقليمية مهمة يفترض احتضانها ومن الضروري ادماجها في النظام الاقليمي ومن الطبيعي والأمر كذلك ان تصبح مقاومة احتلالها( المزعوم؟!) عملا غير حضاري, يتعين البراءة منه والاقلاع عنه حتي لاتعكر صفو السلام, ونصبح مؤهلين للانخراط في ثقافة العالم الجديد!يكاد المرء يستسلم للاكتئاب والاحباط, من جراء الغم الذي ينتابه وهو يري تلك الصور المفجعة للمشهد العربي, لكن ما ان تقع عيناه علي أخبار العمليات الاستشهادية الباسلة في الأرض المحتلة, والمقاومة الشجاعة في مدن العراق حتي تعود إليه الروح ويشعر ان يدا قوية انتشلته من السقوط في هوة اليأس إذ لايلبث ان ينتبه إلي حقيقة ان هؤلاء الابطال المجهولين, الذي يتصدون للاحتلال في فلسطين والعراق, هم الوجه الحقيقي للامة المحجوب والمطموس, أما أولئك الذين يحتلون المنابر والواجهات مبشرين بالهزيمة وداعين إلي الانبطاح فهم ليسوا سوي قشرة فاسدة طفت علي السطح في ظروف بائسة, ولانه لايصح إلا الصحيح. رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
الأفوكاتو بتاريخ: 3 يونيو 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 3 يونيو 2003 هذا اللينك فتح على مقال للأستاذ صلاح الدين حافظ. و قد أشار زميل آخر الى مقال الأستاذ هويدى, و أعطى نفس اللينك, الذى أعطى مقال الأستاذ صلاح الدين حافظ. أعز الولد ولد الولد إهداء إلى حفيدى آدم: رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
صبح بتاريخ: 4 يونيو 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 4 يونيو 2003 لقد قمت بوضع لينك أخر من الأرشيف لعله يعمل...... مع تحياتى http://www.ahram.org.eg/ARCHIVE/Index.asp?...N1.HTM&DID=7775 وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍ كليلة ٌ وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِ تُبْدي المَسَاوِيَا وَلَسْتُ بَهَيَّــــــابٍ لمنْ لا يَهابُنِي ولستُ أرى للمرءِ ما لا يرى ليــا فإن تدنُ مني، تدنُ منكَ مودتــي وأن تنأ عني، تلقني عنكَ نائيــــا كِلاَنــا غَنِيٌّ عَنْ أخِيه حَيَـــــاتَــه وَنَحْنُ إذَا مِتْنَـــا أشَدُّ تَغَانِيَــــــــا رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
shakoosh بتاريخ: 4 يونيو 2003 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 4 يونيو 2003 للأسف خذلنى أرشيف جريدة الإهرام لأنه من الواضح لا يعمل باللينك بل يجب دخول الجريدة أولا ثم البحث عن الموضوع فى الأرشيف . عموما عنوان الموضوع الأول هو ""القراءة الإسرائيلية لما جرى"" و هو نشر بجريدة الأهرام يوم 20 مايو 2003 الموضوع الثانى هو""أصعب سؤال..ما العمل؟؟ "" نشر بجريدة الأهرام يوم 27 مايو 2003 الموضوع الأخير ""تآكل العرب ماديا و معنويا"" نشر بجريدة الأهرام يوم 3 يونيو 2003 عموما مقالاته تنشر بجريدة الأهرام كل يوم ثلاثاء.. و له مقالات أخرى بجريدة الشرق الأوسط و لكن بغير تواريخ محددة ********************************************** وعموما اللينك الخطأ اليوم جعلنا نقرأ مقال آخر قيم للأستاذ صلاح الدين حافظ بعنوان ((مراوغة التغييى و تحدى التدخل الأمريكى)) و هو منشور بجريدة الأهرام يوم 4 يونيو 2003 و هذا مقطع منه بدأت بتساؤل مهم جدا و هو""لا نظن أن قضية التغيير مازالت محل شك أو تساؤل, فقد خرجت كما يبدو للأسف من أيدينا وأصبحت في يد أمريكا... لكن التساؤل المطروح الآن, هو كيف يحدث التغيير في بلادنا, وبأي وسيلة وما هو الثمن؟"" ""جالسا فوق قمة هذه المنظومة المركبة, يبدو الرئيس بوش الآن, بعد نجاحه في تدمير أفغانستان واحتلال العراق, باسم محاربة الإرهاب والاستبداد, أكثر استعدادا لخوض معركة التغيير في باقي الدول العربية والإسلامية, بالحسني إن أمكن, وبالقوة إن تطلب الأمر... وفي سبيل إنجاح معركة التغيير هذه, يضع الآن جهده خلف خريطة الطريق لتسوية أو إنهاء القضية الفلسطينية, مدركا أن هذه القضية قد تكون أحسن المداخل لتغيير المنطقة وتهدئة العنف, وتدمير بؤر ما يسمونه الإرهاب الإسلامي العربي في فلسطين, دون أن يضطر إلي الضغط القوي علي إسرائيل, استعدادا لكسب أصوات اليهود في معركة تجديد رئاسته عام2004, وهم الذين لم يؤيدوه في معركة رئاسته الأولي عام2000!! ومقابل عدم الضغط الحاسم علي إسرائيل باعتبار حكومتها ديمقراطية منتخبة, كما يقول الأمريكيون, فإن الضغط الأشد يمتد حتما إلي الأطراف العربية التي تحكمها نظم فردية استبدادية, ولعل الضغط الأكبر تم من خلال غزو واحتلال العراق رأس الذئب الطائر, ليكون نموذجا واضحا أمام العيون التي مازالت لاتري ماذا يمكن لبوش أن يفعل... أما وأن باقي العرب لا يريدون مصير العراق, فإن بوش قدم لهم البدائل المتعددة, بديل الضغط السياسي والنفسي والتلويح بالعقاب العسكري, علي غرار ما فعله مع سوريا, وبديل الإغراء بتسوية القضية الفلسطينية عبر خريطة الطريق"" ""فإن كانت استراتيجيات أمريكا واضحة بهذه الدرجة, وإن كانت سياسات بوش وادارته ومحافظيه الجدد, محددة هكذا... فأين هي استراتيجياتنا وسياساتنا لمواجهة التحدي وفرض التغيير بالقوة الأجنبية الضاغطة؟!... الحقيقة أن الكل في مأزق, ليس فقط لأنه رأي رأس الذئب الطائر في العراق, ولكن لأن الكل يدري أن الضغط الخارجي من أجل التغيير, قد لاقي بعض التوافق ـ ربما الترحيب ـ من جانب الضغط الداخلي المجهض والمجهد علي مر العقود والسنين!""" """الغريب والمريب في الأمر, أن تغيير المنطقة وتحديث المجتمعات واحلال الديمقراطية الغربية محل الاستبدادية الشرقية, أصبح هدفا استراتيجيا أمريكيا صريحا, لأنه يحقق مطالب الأمن القومي الأمريكي, بينما كان المفروض أن يصبح ذلك هدفا استراتيجيا عربيا في الأصل والأساس, لكن الواقع لم يرتق إلي ذلك حتي الآن, رغم كل مطالبات وضغوط القوي الشعبية, والسبب هو سيادة عقلية التسويف والمماطلة والترحيل والتأجيل, والتحايل والمراوغة, وصولا إلي ازدراء واحتقار مطالب الشعوب بالحرية والتقدم والاستنارة!!""" ******************************************* بالفعل ليس لدى تعليق.. الكلام و اضح جدا و منشور فى جريدة الأهرام..ألا يقرا رئيس الجمهورية الجريدة صباحا قبل الذهاب إلى عمله ؟؟؟!!!!!!!....... رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
shakoosh بتاريخ: 17 يونيو 2003 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 17 يونيو 2003 عنوان مقال الأستاذ فهمى هويدى اليوم فى جريدة الأهرام 17 يونيو2003 يجذب القارئ .. و المقال اليوم بعنوان صهينــــــــة الكـــــــــلام أحذر من صهينة الكلام بمعني نصب مفردات لغة الخطاب العربي علي الأرضية الإسرائيلية, ومن ثم تكريس الهزيمة علي مستوي اللغة, وتوسيع نطاق التآكل المفجع الذي تحدثت عنه في الأسبوع الماضي, ذلك الذي طال خرائط العرب تارة وقيم زمانهم تارة أخري, وزحف حتي أصاب بدائه ألسنتهم في طور ثالث. (1) استشعرت وخزا حين سمعت قبل حين مصطلح عسكرة الانتفاضة, وأدهشني أن مسئولين فلسطينيين كبارا استخدموه, بقدر ما أحزنني أن بعض الكتاب والمثقفين العرب أدرجوه ضمن المصطلحات المعتمدة في حديثهم عن أنشطة المقاومة, ووجدت أن المصطلح بدأ يكتسب بمضي الوقت شرعية في الخطاب الإعلامي, موحيا بأن ثمة انتفاضة مذمومة, هي تلك التي تستخدم السلاح في مقاومة الاحتلال. من المفارقات المذهلة ان إدانة مسلك المقاومة تتم علي ذلك النحو, في حين يدرك الجميع أن مسلك الطرف الآخر في المواجهة يتسم بالوحشية والغطرسة, وانه ما خاطب الفلسطيني يوما إلا بلغة الإبادة, ولايزال قتل الفلسطينيين يمثل سياسة إسرائيلية رسمية معلنة حتي هذه اللحظة مصطلح عسكرة الانتفاضة هو إحدي طلقات ذلك المسدس, التي صوبت إلي صدر الانتفاضة لإجهاضها, بزعم أن مواجهة المحتل بالسلاح هي عمل مستنكر يتأبي عليه المتحضرون من المفارقات المذهلة ان إدانة مسلك المقاومة تتم علي ذلك النحو, في حين يدرك الجميع أن مسلك الطرف الآخر في المواجهة يتسم بالوحشية والغطرسة, وانه ما خاطب الفلسطيني يوما إلا بلغة الإبادة. ولان العمل الفدائي الفلسطيني الذي تجسدت فيه العسكرة هو الذي أوصل رسالة الوجع إلي إسرائيل, فقد صار هم قادتها, وشاغل الدول الكبري المساندة لها, هو إبطال مفعول ذلك السلاح وتجريد الفلسطينيين منه لكي تهدأ إسرائيل بالا وتهنأ باستمرار الاحتلال أن ميثاق الأمم المتحدة ينص علي حق الشعوب في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل, ويظل من غرائب الزمن وعجائبه أن يصبح حق المقاومة بكل صورها مكفولا لكل شعوب الدنيا التي تخضع للاحتلال, في حين يستثني الفلسطينيون من القاعدة, بحيث يحرم عليهم مايحل لغيرهم, فيطالبون بالتخلي عن العمل الفدائي بزعم أن تلك عسكرة مذمومة! ولأننا أصبحنا نجهد أنفسنا في مناقشة البدهيات, وإثباتها, فإننا نقول إنه في ظل الاحتلال تصبح المقاومة شيئا طبيعيا وسلوكا مشروعا ومحمودا, الأمر الذي يستغرب معه أن يوصف المناضلون الفلسطينيون من دون كل المقاومين في التاريخ الانساني, بأنهم متطرفون ناهيك عن أن يكونوا ارهابيين, نعم نفهم اطلاق هذه الأوصاف من المحتلين, الاسرائيليين أو غيرهم, وهو ما فعله الفرنسيون حين احتلوا الجزائر وبلاد الشام, والانجليز حين غزوا مصر, إذ وصفوا الذين تصدوا لهم بأنهم متعصبون ومتطرفون وارهابيون لكن حيث يحدث ذلك من جانب أبناء الوطن المحتل أنفسهم, فان الأمر ينبغي ألا يكتفي فيه بالدهشة تبلغ تلك الصهينة ذروتها في وصف بعض وسائل الاعلام العمليات الاستشهادية بأنها انتحارية فقد نشرت صحيفة الحياة اللندنية في2003/4/24, تقريرا من الناصرة بالارض المحتلة تضمن عرضا لبحث قام به حول العمليات الفدائية الفلسطينية احد علماء النفس العاملين مع الشرطة الاسرائيلية, الدكتور اسرائيل اورون, وقد خلص الرجل من ذلك البحث الذي يجري لاول مرة إلي استنتاج قاطع مفاده انه لايوجد وجه للشبه بين الانتحار بمعني قتل النفس( بدافع اليأس أو غير ذلك) وبين العمليات الفدائية الفلسطينية, وان منفذي تلك العمليات من الفلسطينيين يقدمون عليها ليس رغبة في الموت, وإنما بدافع إرادة الحياة أضاف الخبير النفسي أن الفرضية السائدة التي تدعي أن الفدائي الفسطيني الذي ينطلق لتنفيذ العملية المكلف بها مصمم علي الموت فرضية مغلوطة وخاطئة. رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
shakoosh بتاريخ: 17 يونيو 2003 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 17 يونيو 2003 اليوم 17 يونيو 2003 قرأت أيضا مقالا للدكتور مصطفى الفقى و اعتقد انه من المهم جدا قراءته و خاصة ان عينه مبارك فى مجلس الشعب للشئون الخارجية .. و بذلك أقصى من وزارة الخارجية..بعد أن كان مرشحا لمنصب و زير الخارجية بعد عمرو موسى المقال بعنوان في الشهور الأخيرة علي امتداد الساحة العربية مقاومة الإصلاح وإجهاض التغيير ترددت تعبيرات تدور حول الإصلاح السياسي والدستوري بل والثقافي والاجتماعي وارتبطت في معظمها بالتطورات الأخيرة علي مسرح أحداث الشرق الأوسط كما عكست إلي حد كبير رغبة أمريكية في تأكيد الارتباط بين عجز بعض الأنظمة السياسية وبين الظاهرة الإرهابية التي طاولت الوجود الأمريكي في أكثر من موقع داخل الولايات المتحدة وخارجها اذ تقوم النظرية الأمريكية علي الادعاء بأن مسئولية توفير البيئة الحاضنة للإرهاب إنما تقع فقط علي عاتق بعض الأنظمة العربية التي لم تتمكن من الارتقاء بمستوي معيشة شعوبها ومحاربة الفساد في مجتمعاتها أو المضي في طريق الديمقراطية الحقيقية وتوسيع دائرة المشاركة السياسيةوعندما وجه رئيس مصر النصيحة للمجتمع الدولي كله قائلا إن الإرهاب لن يتوقف إلا بحل سياسي عادل وشامل للصراع في الشرق الأوسط لأن استمرار الأوضاع المتردية في المنطقة سوف يؤدي الي ظهور مائة بن لادن إنما كان يعبر بتجرد وموضوعية عن حقيقة اصبحت شديدة الوضوح ساطعة البيان وإذا كان الإصلاح مطلبا حضاريا لا نقاش فيه وإذا كان التغيير ظاهرة بشرية طبيعية منذ الأزل فإن مقاومة الإصلاح وإجهاض التغيير هما تعبيران عن حالة من الفكر العبثي التي تصيب بعض الأمم وتنتاب عددا من الشعوب, كما أن الإصلاح والتغيير ينبعان من الواقع الذاتي ولا يمكن استيرادهما من الخارج او فرضهما بسطوة الغير لذلك فإننا نتناول هذه القضية شديدة الحساسية بالغة الأهمية من خلال المحاور الخمسة التالية: أولا: ـ إن الإصلاح بكل جوانبه, دستورية وسياسية.. اقتصادية واجتماعية.. فكرية وثقافية هو مطلب حيوي للإنسان المعاصر ولشعوب الأرض جميعا كما أنه غاية للنظم وهدف للمجتمعات فضلا عن أنه يمثل مرحلة أساسية من مراحل التطور تتحدد من خلالها النقلة النوعية في كل ما يتعاطاه المجتمع من قيم وافكار وما يتداوله من تقاليد واعراف, لذلك فإن المجتمعات تحدد مسارها الصحيح من خلال موجات الإصلاح وعمليات التغيير من هنا فإنه لا ينبغي ان ننظر الي كل دعوة الي الاصلاح باعتبارها معادية للنظم القائمة أو الأفكار السائدة إذ أن الإصلاح يأتي تدريجيا ولا يعتمد علي صدمات مفاجأة أو خبطات غير مبررة, وهنا يختلف الاصلاح عن الثورة فالأخيرة تعتمد منطق القوة من اجل التغيير وتستبدل بالشرعية الدستورية مسميات اخري في مقدمتها تعبير الشرعية الثورية, ونحن هنا في المنطقة العربية احوج ما نكون الي الاصلاح العاقل والفاعل في ذات الوقت, خروجا من المعاناة الطويلة التي دفعت بالمنطقة الي حالة من الهوان العربي والتشرذم القومي حتي دخلت جامعة الدول العربية وهي المحصلة المؤسسية لمجموع الانظمة العربية في مرحلة من مراحل الضعف نتيجة غياب الارادة السياسية الساعية الي التغيير نحو الافضل وتحقيق الاصلاح المطلوب. ثانيا: ان الحساسية التي تولدت من الطرح الامريكي الذي جاء مقترنا بالحرب علي العراق عندما كان يردد دعوته العامة الي الاصلاح الشامل ويربطها بالحرب المفتوحة ضد الارهاب علي نحو يثير الشك ويعطي احساسا بأن ذلك يتم لصالح تحقيق ادعاءات اسرائيل واتهاماتها المستمرة للعرب بالقصور الديمقراطي وغياب مناخ الحريات واختفاء المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان, كذلك فإنها هي أيضا الولايات المتحدة الأمريكية التي طرحت أخيرا مشروع اتفاق شراكة يربط اقتصاديات دول الشرق الأوسط بالاقتصاد الأمريكية في محاولة للرقابة المستمرة والمتابعة الدائمة لمستوي اداء النظم العربية وأساليب الحكم فيها, كما كانت محاضرة وزير الخارجية الأمريكي كولين باول في منتصف ديسمبر2002 بمثابة محاولة تصدير للفكر الأمريكي من خلال تقديم رؤية محددة لمستقبل المنطقة بصورة تتبناها واشنطن لذلك كله جاء رد الفعل العربي سلبيا إذ أنه بدلا من ان يفتش كل قطر عن اسباب تخلفه وعوامل ضعفه والفرص الضائعة منه فإن الذي حدث كان هو الاحساس بأن الاصلاح انما يحتاج حتما في طريقه حكومات قائمة وقيادات راسخة مع ان فلسفة التغيير لا تقف عند ذلك كما ان دعوة الاصلاح انما تتجه الي المؤسسات والسياسات والمناخ ولا تستهدف الافراد بالضرورة ثم تبقي هنا حقيقة اساسية وهي انه اذا كان الاصلاح ضرورة للبعض فإن المطلب الخارجي له لا يكون دافعا لتجاهله او مبررا لرفضه فالعبرة في الحاجة اليه والهدف منه. ثالثا: إن الإصلاح والتغيير لا يستهدفان الأنظمة وحدها ولكنهما يتجهان الي الشعوب والمجتمعات لرفع ركام ضخم من الأفكار البالية والرؤي الأحادية التي لا تدرك معني التطور ولا تتجاوب مع طبيعة العصر, فالأصل في الحياة هو التجدد المستمر حيث يمثل دوران النخبة وتداول السلطة محطات سياسية لا مفر منها ولا تجاوز لها لذلك فإن بلدا مثل مصر تبدو للباحثين والخبراء وكأنها تستأثر بوضع خاص يمثل نموذجا فريدا فلا هي بالدولة المتخلفة فكريا وثقافيا ولا هي أيضا بالدولة العاجزة اقتصاديا واجتماعيا ورغم ذلك كله فهي تعاني من امراض الحضارات القديمة ومشكلات الادارة العتيقة التي بدأت مع عملية توزيع مياه النهر وتنظيم مواقيت الزراعة في مجتمع عرف الدولة قبل غيره وامتلك جهازا إداريا سبق به الدنيا منذ آلاف السنين, كذلك فإنها هي أيضا مصر التي صدرت الأفكار الكبري والتوجهات الأساسية التي تلقفتها شعوب إسلامية واحتضنتها مجتمعات عربية, لذلك كان قلق الأنظمة واردا وجاءت مخاوف الشعوب مبررة فهناك من يري ـ ومعه بعض الحق ـ ان الهوية ستكون مستهدفة والثقافة سوف تصبح محل جدل ويظل التعليم محور نقاش ثم نأتي الي اخطر النقاط واكثرها اثارة عندما تطفو المخاوف من محاولات المساس بالخطاب الديني لأن العقيدة ليست قابلة للحوار كما ان قداسة النص امر غير قابل للمجادلة, من هنا فإنني ازعم ان مقاومة التيار الاصلاحي تبدو روتينا تاريخيا عرفناه في كل العصور ولعل اقربها الي الاذهان تلك المقاومة التي واجهت الامام محمد عبده رائد الاصلاح الديني والاجتماعي, او قاسم امين داعية تحرير المرأة او علي عبد الرازق الذي قام في كتابه الشهير بعملية فك اشتباك بين الاسلام الحنيف والخلافة كمظهر للملك ووراثة الحكم, ولماذا نذهب بعيدا ان في عصرنا الحالي ووقتنا الراهن رموزا للاستنارة واجهت المتاعب واجبرت علي ان تترك اوطانها وان تفر بأفكارها لأن حجم التسامح الديني قد تضاءل كما أن مساحة الليبرالية الفكرية قد انكمشت. رابعا: ان محاولة تصوير الاوضاع العربية كما لو كانت تعبيرا حضاريا غير قابل للتغيير او هي انعكاس لجذور روحية واصول قومية لا نقاش فيها إنما هي محاولة تعكس القلق من اوهام يجب الا تسيطر علي الانسان وهو يعيش في القرن الحادي والعشرين من الميلاد. كما انه يجب الا يغيب عن الذهن ان مقاومة الجديد هي طبيعة بشرية ورفض التغيير هو ظاهرة انسانية ولكن تبقي في النهاية مسئولية في اعناقنا تجاه الاجيال القادمة التي لا نريد لها ان ترمينا بالجمود الفكري او التعصب الديني او الجفاف الثقافي. خامسا: إن اضاعة الفرصة الحالية للإصلاح العربي قد تكون هي العشاء الأخير لأمة الأصل فيها انها خير امة اخرجت للناس فالإصلاح يجب أن ينبع من داخلها كما أن التغيير يجب أن يصدر عنها, وهنا أنبه إلي حقيقة مهمة وهي أن التأخير في المضي نحو الاصلاح الحقيقي وتطبيق برامجه الجادة والسعي نحو التغيير الي الافضل, سوف تكون له آثاره السلبية علي الجميع وبغير استثناء لأن الزمن لا يقف عندنا, والدنيا لا تنتظرنا, وقوافل التطور تجري أمامنا, لذلك فإن التوقيت المناسب للقرار الصحيح والرؤي المبكرة والآراء الصائبة هي امور ترتبط بالمصلحة العليا للأمم والأمن القومي للأوطان. هذه ملاحظات نسوقها بكل تجرد وموضوعية في ظرف شديد الخصوصية وامام تحديات غير مسبوقة لأننا نريد ان يتذكر الجميع ـ أنظمة وشعوبا ـ ان القلق من الاصلاح والخوف من التغيير هي امور تكبل الارادة. وتوقف الحركة, وتعيد الانسان الي الوراء, وتجعلنا نلفت النظر الي المحاولات العفوية والآراء السطحية التي تسعي احيانا الي مقاومة الإصلاح وإجهاض التغيير مع أنهما مرتبطان معا برؤية المستقبل, واستشراف الغد, ونهضة الأمة. رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
shakoosh بتاريخ: 30 يونيو 2003 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 30 يونيو 2003 http://www.alshaab.com/GIF/27-06-2003/fahmi.htm إسرائيل تريد إبادة المقاومة وليس هدنة معها بقلم :فهمي هويدي لان تركيع الفلسطينيين هو الهدف من كل الخطط التي تقدم والضغوط التي تمارس، فمطلوب منا ان نقتنع بأن «حماس» هي المشكلة وليس الاحتلال، هذا الموقف لا هو بريء ولا هو جديد، هو ليس بريئا للاسباب التي تعرف. ذلك ان اصرار الاسرائيليين على تجريد الفلسطينيين من احد أهم مصادر قوتهم كشرط وحيد لتحقيق السلام، لا يترك مجالا لافتراض حسن النية من أي باب، وهو ليس جديدا لان القادة الاسرائيليين لم يتركوا مناسبة الا وعملوا فيها على تحريض السلطة ضد حماس والجهاد بوجه اخص، ناهيك من أنهم لم يترددوا لحظة في تصفية كل من طالته أيديهم من نشطاء الحركتين. يذكر المتابعون للشأن الفلسطيني انه في عام 96، قامت حماس بسلسلة من العمليات الاستشهادية، ردا على عملية اغتيال قائد جهازها العسكري يحيى عياش، فأرسل رئيس الوزراء الاسرائيلي آنذاك شمعون بيريز مبعوثا خاصا الى رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات، هو يوسي جينوسار الرئيس السابق للمخابرات الداخلية (الشاباك) الذي امضى 33 عاما كمحقق مع الفلسطينيين ومشرفا على تعذيبهم. وقد حاول جينوسار استثمار اجواء مؤتمر قمة شرم الشيخ الذي عقد انذاك، وتخللته ضغوط شديدة على عرفات، ونقل اليه رسالة خلاصتها ان انقاذ مستقبل بيريز ومنع وصول نتنياهو الى السلطة اصبحا بيده شخصيا، ولذلك فان عليه ان يقنع الرأي العام الاسرائيلي بأنه الشريك المناسب لأي تسوية سياسية ولذلك يتعين على السلطة الفلسطينية ان تشن حربا لا هوادة فيها ضد حركة حماس ونشطائها، وسيكون مفيدا للغاية ان تدعي وسائل الاعلام واطقم الشبكات التلفزيونية لمعاينة عمليات الاعتقال والمداهمة، والمعاملة القاسية لحماس. ونقل التلفزيون الاسرائيلي عن جينوسار قوله لعرفات: عليكم ان تقوموا بعمليات «ابداعية» من اجل اقناع الرأي العام الاسرائيلي انكم ستضربون حركة حماس بقوة، عليكم ان تحلقوا لحاهم ورؤوسهم! ومن اسف ان عرفات وقع في الفخ واستجاب للمطلب الاسرائيلي، وشن وقتذاك حملة تجاوزت الحدود التي طلبها مبعوث بيريز. مطلب الاجهاز على المقاومة عبر عنه ايضا ايفي ايتام وزير الاسكان وزعيم حزب «المفدال» الديني المتطرف، الذي يمثل المستوطين وهو الجنرال الذي قاد لواء المشاة جفعاتي اثناء الانتفاضة الاولى، وادانته محكمة عسكرية في عام 88 بتحطيم عظام فلسطيني في مخيم البريج بغزة. السيد ايتام هذا قال علنا انه لن يؤيد أي تسوية لا تبدأ بتحطيم جميع منظمات المقاومة الفلسطينية وفصل رأيه قائلا: اذا كان محمود عباس ومحمد دحلان يريدان ان نقبل بهما كشركاء فعليهما ان يقوما بنصب اعواد المشانق لعناصر حماس والجهاد الاسلامي، عليهما ان يقنعا بقية الفلسطينيين بأن عليهم ليس فقط ان يتوقفوا عن مقاومة اسرائيل، بل عليهما ان ينجحا في دمغ الوعي الجمعي للفلسطينيين بانطباع مفاده ان مسيرة مقاومتهم لاسرائيل كانت خسارة كبيرة». بسبب الاصرار على فكرة التدمير الكامل، فان اجماع دوائر صنع القرار السياسي والامني في اسرائيل منعقد على فكرة رفض اي كلام عن هدنة بين حماس والسلطة، لادراكهم ان الهدنة تعني ابقاء البنية التحتية لحركات المقاومة على حالها، ولذلك فلم يكن مستغربا ما بثته الاذاعة الاسرائيلية باللغة العبرية، من ان هيئة اركان جيش الاحتلال وضعت عدة معايير لقياس مدى التزام السلطة الفلسطينية بمحاربة الارهاب، كما نصت «خارطة الطريق»، وهذه المعايير الأربعة هي: ـ ضرورة الاعلان عن اعتبار حركات المقاومة الفلسطينية جميعها كيانات غير شرعية وفقا للقانون الفلسطيني. في هذا الصدد فانه يتعين على المجلس التشريعي الفلسطيني ان يصدر قانونا بهذا المضمون. وهناك تفرقة بين الفصائل الفلسطينية، بحيث ان هيئة الاركان طلبت الا يكون لحركة «حماس» والجهاد الاسلامي أي اطار سواء عسكري أو سياسي، اما بالنسبة لحركة فتح وجبهات اليسار، فان الحظر يسري على انشطتها العسكرية فقط. الشروع في تدمير البنية التنظيمية لهذه الفصائل، وذلك عن طريق حملة اعتقالات واسعة لجميع منتسبي حركتي حماس والجهاد الاسلامي، ولنشطاء الاجهزة العسكرية في الحركات الاخرى، ويجب ان يتم اجراء التحقيق مع هؤلاء (تقدرهم اسرائيل بعدة الاف)، وتقديمهم للمحاكمات على أثر رجعي، واكثر من ذلك فان على السلطة الفلسطينية ان تستعين بالملفات الامنية التي اعدتها الاجهزة الامنية الصهيونية لهؤلاء النشطاء، وعمليات الاعتقال والمحاكمات يجب ان تؤدي بشكل نهائي الى تفكيك خلايا المقاومة، وفي حال قدمت اسرائيل ـ ما تراه ادلة ـ على ان هناك مزيداً من الخلايا، على اجهزة السلطة الفلسطينية المسارعة في تفكيكها واعتقال افرادها فورا، وهكذا تركز الاجهزة الامنية بشكل خاص على نشطاء الاجهزة العسكرية، سيما الذين كان لهم دور خاص في عمليات المقاومة، بالذات في مجال تطوير الصناعات الحربية المتواضعة للمقاومة، خصوصا القذائف والصواريخ، وبعد هذا كله على الاجهزة الامنية ان تحول ملفات المعتقلين للاسرائيليين بواسطة فريق المراقبين الامريكيين، الى جانب نزع الاسلحة من حركات المقاومة تحت اشراف المراقبين الامريكيين الذين يقومون بالطبع بنقل ملاحظاتهم للحكومة الاسرائيلية. القضاء على البنية التحتية المدنية لحركات المقاومة، وهذا البند مقصود به حركة حماس، التي تصفها الاجهزة الامنية الاسرائيلية بانها حركة ذات امتداد جماهيري واسع وتملك مؤسسات مدنية تكرس ارتباط الجمهور الفلسطيني بها، لذا فان اسرائيل تطلب اغلاق شبكات المدارس ورياض الاطفال التي تدعي انها تدار من قبل الحركة والمقربين منها، الى جانب اغلاق جميع المؤسسات الصحية التي تدعي ان الحركة تديرها، فضلا عن اغلاق جميع المؤسسات الاهلية والاجتماعية مثل الجمعيات الخيرية، لكن المؤسسة الامنية الصهيونية تركز بشكل خاص على الجامعة الاسلامية في غزة، التي تعتبرها حاضنة لتخريج كوادر المقاومة، وترى ضرورة ان تقوم السلطة بالسيطرة على الجامعة وتغير من فلسفتها من الاساس. مع العلم انه حسب دراسة فلسطينية حديثة تبين ان اكثر من مائتي الف مواطن فلسطيني يتلقون مساعدات من المؤسسات الانسانية والصحية والتعليمية الاسلامية في قطاع غزة الذي اكثر من 65% عن سكانه يعيشون تحت خط الفقر. الى جانب كل ذلك هناك المطالب بمحاربة مظاهر التحريض، وهنا تقترح اسرائيل ان يتم تشكيل لجنة ثلاثية امريكية ـ فلسطينية ـ اسرائيلية تقوم بمراقبة مناهج التدريس وما تبثه وتنشره وسائل الاعلام الفلسطينية، فضلا عن الدروس والخطب الدينية في المساجد بحيث تخلو من التحريض ضد اسرائيل أو اليهود. اللافت للنظر في هذا السياق ان بعض المعلقين الاسرائيليين اعتبروا الشروط التي وضعتها المؤسسة الامنية والسياسية في الدولة العبرية مجرد تعجيز يهدف الى ابقاء الاوضاع على حالها، مع التضحية بمزيد من الدماء اليهودية. في هذا الصدد كتب الجنرال المتقاعد جابي اوفير قائلا: من المؤسف اننا نطرح شروطا على الجانب الفلسطيني، وكأننا في نهاية مواجهة حققنا فيها الانتصار. وذلك يخالف الواقع. وبدلا من ان يتواصل سفك الدماء اليهودية، فمن الافضل للاسرائيليين ان تصل السلطة الفلسطينية وحماس الى اتفاق الى اعلان الهدنة. كما استفزت الشروط الاسرائيلية البروفيسور اوري بار ـ يوسف، صاحب الدراسات العديدة حول المنطلقات الاستراتيجية للدولة العبرية، فكتب محذرا شارون وقائلا: للاسف ان التاريخ يعيد نفسه، وها هو المسلك المرعب الذي نسلكه نحو الهلاك باختيارنا، علينا ان نتواضع من اجل مستقبلنا في هذه البقعة من العالم، علينا ان نعترف ان المشكلة ليست في حركة «حماس» أو غيرها من الحركات، بل في وجود شعب يرفض القيد والاحتلال ، مهما حاولنا من فرض تسويات غير عادلة، فلن يكتب لمسعانا النجاح. وبعد ان استعرض بار ـ يوسف قصص الدول التي سادت وبادت اكد على ان هناك الكثير من الدلائل على ان اسرائيل مرشحة لذلك المآل. رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
الطفشان بتاريخ: 1 يوليو 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 1 يوليو 2003 فهمي هويدي من الكتاب القليلين جدا الذين يستحق ان يقرأ لهم و كان زمان له قسم مستقل في جريدة الوفد ينشرون مقالاته و كانت احدى صحف الكويت تنشر مقالاته التي لا تنشر في الاهرام بسبب جرأتها او تجاوزها للخطو الحمراء للقابة و اذكر له مقالين من عدة سنوات احدهما بعنوان "من رأس العين يأتي الكدر" و فيه يقول ان القيادة السياسية في مصر هي سبب كل المشاكل التي نحن فيها الان و ان القاء اللائمة على المسئولين من وزراء و ما دونهم هو من قبيل العبث و المقال الاخر كان قبله بعام او اكثر و كان عن "التدين الطقوسي" و فيه يندب حالنا في مصر من ان الاغنياء يكررون العمرة و الحج مثلا و يهملون ما يفيد المجتمع من انشاء مدارس او مشاريع تعليمية و صحية الشعب اراد الحياة و القيد انكسر رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Lancelot بتاريخ: 2 يوليو 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 2 يوليو 2003 و كان زمان له قسم مستقل في جريدة الوفد ينشرون مقالاته مازال يكتب في الوفد - علي ما أظن - ... تحت عنوان "من خارج الوفد" .... رحم الله الأفاكاتو وإخناتون وإسكنهم فسيح جناته __ وجوه في العاصفة - هل تحب عملك - كيف تعمل الأشياء - أزمة الحد الأدني رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
shakoosh بتاريخ: 17 يوليو 2003 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 17 يوليو 2003 لقد زار الأستاذ فهمى هويدى ألمانيا قبل عدة أسابيع و كانت له عدة مقابلات فى عدة مراكز إسلامية هنا و للأسف لم تتح لى الفرصة لحضور إحدى هذه المحاضرات نتيجة ظروف العمل ..و أخيرا نشر مقال عما عايشه هو فى تلك الزيارة الخاطفة فى جريدة الأهرام بتاريخ 15 يوليو 2003 ... فقط أنا لى بعض الملاحظات سوف أكتبها فى الأيام القادمة على هذه المقالة... ********************************** قـهر ثقـافي باســـم الاندمـاج بقلم : فهمـي هـويـــدي حيثما ذهبت في أوروبا, تسمع أصواتا عالية تطالب المسلمين بالاندماج, لكنك اذا سألت عشرة أشخاص عما تعنيه الكلمة, ستفاجأ بأنك أمام عشر إجابات مختلفة, حتي تخلص إلي أنهم يعانون حيرة وارتباكا شديدين في كيفية التعامل مع المسلمين, الذين نجحت الآلة الإعلامية الجبارة في تحويلهم إلي مشكلة للمجتمعات الغربية, تتراوح بين العبء والخطر. (1) في المانيا كان النموذج شديد الوضوح, إذ كنت عضوا في وفد مصري وجهت إليه الدعوة في إطار محاولات تنشيط الحوارات الأوروبية العربية, أمضينا أسبوعا هناك لم يمر فيه يوم دون أن ندخل في حوار مع اثنين أو ثلاثة من المسئولين الألمان, ولم نشارك في مناقشة إلا وأثير فيها موضوع اندماج المسلمين من ناحية أو أخري. وفي كل الأحوال كانت الشكوي من عدم حدوث ذلك الاندماج قاسما مشتركا أعظم بين ما سمعناه من آراء في الموضوع. كانت المفارقة أننا في النهار كنا نسمع من الألمان شكوي من عدم اندماج المسلمين, وفي المساء كنا نلتقي ببعض المسلمين الذين كانوا يشكون من توجس بعض الألمان منهم, ونفور البعض الآخر, الأمر الذي اعتبروه حاجزا يحول دون حدوث الاندماج المنشود, حتي أصبحنا بإزاء مشهد ملتبس لايكاد يعرف فيه السبب من النتيجة, الأمر الذي يعيد إلي الأذهان سؤال البيضة والدجاجة. وفدنا ضم سبعة أشخاص جاءوا من ميادين مختلفة, فالمفتي أحمد الطيب كان علي رأس المجموعة, إلي جانب اثنين من مجلس الشعب وأحد الأكاديميين المخضرمين, وثلاثة من الباحثين, الذين كنت أحدهم, ورغم تباين التخصصات فالخيط الذي كان يصل بين الجميع انهم من المهتمين بالشأن الإسلامي, من داخله أو من خارجه, وأغلب الظن أن ذلك كان مقصودا لأن خطاب الدعوة الذي وصلنا ذكر أن موضوع الدولة والدين هو الأرضية التي ستجري عليها مختلف الحوارات أثناء الزيارة, ولأن هذا هو الهدف فقد وضع لنا برنامج يمكننا من الالتقاء مع المسئولين ذوي الصلة, في الحكومة والبرلمان والمؤسسات المدنية والكنيسة, وكان جدول الزيارة المقترح قد تضمن في البداية لقاء مع ممثلي الجالية اليهودية, لكننا تحفظنا قبل السفر علي هذا اللقاء درءا للشبهات, خصوصا أن الجالية تعد ذراعا لإسرائيل في ألمانيا, ولذلك ألغيت الفقرة في هدوء. (2) ينظر إلي الإسلام باعتباره معضلة اندماج.. ولا أستطيع أن أفهم لماذا يمكن لقناعة دينية أن تكون عائقا للاندماج اذا جاءت من التقاليد الإسلامية, في حين لاتكون كذلك اذا جاءت من تقاليد دينية أخري, وقعت علي هذه العبارة في ثنايا محاضرة لأستاذ العلوم الاسلامية في جامعة برلين, البروفيسور راينهارد شولتسه, كانت ضمن كراسة وزعت علينا قبل السفر, عرضت لخلاصة محاضرات ألقاها24 من العلماء والمتخصصين علي مجموعة من الصحفيين الأوروبيين, نظمت لهم ندوة في برلين خلال صيف العام الماضي, وكان السؤال الأساسي المطروح فيها هو: كيف تتعامل دول أوروبا مع الإسلام؟ استوقفتني محاضرة البروفيسور شولتسه, التي اعتبرتها قراءة ألمانية للمشهد الذي نحن مقبلون عليه, ولاحظت انه وهو يتساءل لماذا تصبح التقاليد الاسلامية عائقا يحول دون الاندماج, لايعارض الرد القائل بأن الإسلام دين له وضع خاص. هذه الخصوصية للإسلام اعتبرها مصدرا للقلق, حيث ربط بينها وبين ماجري في11 سبتمبر, وذلك في هذا الصدد ان انتماء منفذي تلك الاعتداءات إلي الحضارة الإسلامية يظهر الدين الإسلامي وتقاليده بأنها قابلة للاستخدام سياسيا, بل إرهابيا, كما لاتفعل حضارة دينية أخري وهذه الإمكانية تفتح الباب لتبرير الربط بين المهاجرين المسلمين والإرهابيين في وعي الرأي العام( ملحوظة: هذا الرأي فيه مغالطة لأن استخدام الدين لأغراض سياسية أو حتي إرهابية حاصل في الديانات الأخري, ومع ذلك لم يوضع جميع المتدينين في قفص الاتهام إلا في الحالة الإسلامية, فالكنيسة في أمريكا اللاتينية قامت بدور سياسي ونضالي تمثل في فكرة لاهوت التحرير, والمستوطنون في إسرائيل لهم منطلقاتهم الدينية وجيش الرب في أوغندا الذي يضم عناصر كاثوليكية لاتختلف لافتته كثيرا عن حزب الله). خلص البروفيسور شولتسه إلي أن الرأي العام الغربي اصبح يظهر عدم الارتياح للتعامل مع الحضارة الإسلامية, وقال أنه لاتزال الأسئلة تراود كثيرين حول جوانب الحضارة الإسلامية التي تتعارض مع العالم المتحضر ـ وبسبب من تلك الشكوك ـ أضاف ـ فإن البعض في ألمانيا وبقية دول أوروبا أصبحوا يطالبون بقوانين سلوك محددة للمسلمين, كشرط مسبق لدمجهم, فيدعون مثلا إلي أمور محددة هي: الاعتراف بالفصل القاطع بين الدين والدولة ـ وبأفضلية الدستور علي الشريعة الدينية الخالصة ـ ورفض الجهاد كإجراء سياسي ـ وإلغاء الفتوي ـ والاعتراف بتعدد السلطات ـ ودعم أولوية الأعياد الإسلامية ـ والاستغناء عن الدعاية العلنية للدين بواسطة المآذن والأذان, وعن الرموز الدينية في حال العمل في دوائر الدولة( المقصود حجاب السيدات) ـ والاعتراف بحظر الذبح وبمبدأ التعليم المختلط. انتقد شولتسه هذه المطالب, وقال إن من شأنها ان تدفع البعض إلي رقعة الاندماج, وانه لايجوز باسم الاندماج توجيه الانتقادات للهوية الحضارية. ومن الضرورة حلا للإشكال العمل علي إحداث وفاق مشترك بين أصحاب البلاد الأصليين والمهاجرين حول قيم التعايش التي تعد من مكتسبات الحضارة الإنسانية. (3) علي الارض كانت الصورة علي النحو التالي: هناك ثلاثة ملايين وربع مليون مسلم يعيشون وسط82 مليون ألماني, والمسلمون لهم2000 مسجد( سمعنا رقما أخر ارتفع بالعدد إلي2600) ـ والأتراك يمثلون أكبر جالية إسلامية( في برلين وحدها182 ألف مسلم, بينهم126 ألفا من الأتراك) يليهم في العدد البوسنيون ثم اللبنانيون والإيرانيون, ووجود ذلك العدد الكبير نسبيا جعل من الإسلام الديانة الثانية في ألمانيا بعد البروتستانتية التي هي ديانة الأغلبية في البلاد. وبرغم وجود المسلمين هناك منذ نصف قرن تقريبا( كان الأتراك هم السباقين, حيث سدوا حاجة ألمانيا إلي الأيدي العاملة لإعادة بناء ما دمرته الحرب العالمية الثانية), إلا أن الحديث عن مشكلاتهم برز بشكل واضح بعد أحداث11 سبتمبر, وهناك تسليط مستمر للأضواء علي المسلمين دون غيرهم من اتباع الديانات الأخري( قيل لنا أن في المانيا120 جماعة دينية مختلفة). خلال اللقاءات التي أجريناها احتلت مشكلات المسلمين هناك النصيب الأكبر, وكان واضحا أن الجميع يتعاملون مع الاسلام كدين له وضع خاص وهذه الخصوصية فهمها البعض في حدود رفضه لفكرة العلمانية الداعية إلي فصل الدين عن الدولة, وفهمها البعض الآخر علي نحو يوحي بشكهم في توافق الاسلام مع قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ومساواة المرأة والرجل. أما فيما يخص المسلمين فقد تركزت انتقاداتهم علي النقاط التالية: انهم مشتتون وموزعون علي منظمات وجهات عديدة( قال أحدهم ان المسلمين في المانيا جسم بلا رأس), بحيث لاتوجد جهة تمثلهم تستطيع السلطة أن تتعامل معها ـ يطالبون بإقامة المساجد وسط التجمعات السكانية مما يسبب إزعاجا للألمان ـ ينكفئون علي أنفسهم ويتقاعسون عن التفاعل مع المجتمع, حتي ان بعض الآباء والأمهات يمتنعون عن حضور اجتماعات أولياء الأمور بالمدارس التي يتعلم فيها أبناؤهم ـ تريد أغلبيتهم تدريس الدين الاسلامي لابنائهم, في حين انه لاتوجد جهة تمثيلية واحدة لهم تتحمل تلك المسئولية كما هو الحاصل مع الديانات الأخري ناهيك عن أن الأترك يريدون تدريس الاسلام باللغة التركية ـ تتمسك بعض نسائهم بارتداء الحجاب في أماكن العمل الرسمية, مما يعتبره كثيرون انتهاكا لتقاليد فصل الدين عن الدولة ـ هناك شك في أن بعض شبابهم يحتفظون بعلاقات مع الجماعات الارهابية, وينخرطون فيما يسمي بالخلايا النائمة ـ حرص المسلمين علي نحر الذبائح في مناسبة عيد الأضحي أثار احتجاج جماعات الرفق بالحيوان التي طالبت بإيقاف هذه التصرفات الوحشية. (4) بسبب تنوع الشخصيات التي التقيناها, فإن المناقشات تجاوزت حدود مشكلات المسلمين, وتطرقت إلي موضوعات أخري شتي, فقد سمعنا مثلا من وكيل وزارة الخارجية, السيد يورجن كروبوج, انتقادات مهمة للسياسة الأمريكية في فلسطين, والعراق, انصبت علي سكوت الإدارة الأمريكية علي ممارسات حكومة شارون, واستقوائها علي العراق, في هذا الصدد فانه نبهنا إلي أن خريطة الطريق هي في الاصل فكرة المانية, تبنتها المجموعة الرباعية ثم الولايات المتحدة في النهاية, كما ذكرنا بأن المانيا نجحت في تعديل القرار الذي أصدره مجلس الأمن لاحقا بخصوص العراق, حيث كان المشروع الأمريكي الاصلي الذي قدم سيئا إلي حد كبير, ومن الملاحظات المهمة التي أبداها في الشأن العراقي, أن الولايات المتحدة كانت مستعدة لخوض الحرب في العراق, في حين لم تنشغل بكيفية اقامة السلام, وهو ما اعتبره مفتاحا يفسر التخبط الأمريكي وعدم الاستقرار الحاصلين هناك. سمعنا أيضا كلاما صريحا من رئيس لجنة الشئون الخارجية في البرلمان الاتحادي, السيد فولكير روهه, انتقد فيه العالم العربي, الذي اعتبر انه لايدافع عن قضاياه بالهمة والاصرار المفترضين, وهو الذي يملك امكانات كبيرة ولاينقصه شيء, ليس ذلك وحسب, وإنما أعرب الرجل عن دهشته لأن ثقة العرب في الولايات المتحدة أكثر من ثقتهم في الجامعة العربية, التي يفترض أنها تعبر عن إرادتهم. أخبرنا الوكيل البرلماني لوزارة الداخلية السيد فريتس رودولف( قاض سابق وعضو البرلمان الاتحادي) بأن ثمة تحولا مهما في الرأي العام الالماني تجاه العرب, فقد كانت نسبة النفور من العرب عالية بعد أحداث11 سبتمبر, لكن هذه النسبة تراجعت إلي حد كبير بعد غزو العراق, بحيث ارتفعت بشكل ملحوظ نسبة التعاطف معهم( هل يفكر أحد في استثمار هذا المناخ؟) وكان مما أثار دهشتنا حين زرنا قسم اللغة العربية واللغات السامية بجامعة برلين الحرة, حجم متابعتهم الدءوبة من جانبهم للحالة الثقافية في العالم العربي, ناهيك عن تمكنهم الملحوظ من اللغة العربية. وكان ذلك واضحا في حديث رئيسة القسم الأستاذة انجيليكا نويفيرت التي علمنا أنها قرأت تفاسير القرآن, وكان تفسير الكشاف للزمخشري الأقرب إلي قلبها, ولازمتنا تلك الدهشة حين التقينا المسئولين عن الحوار بين الأديان في مؤتمر الأساقفة الألمان, وأقرانهم المسئولين عن الحوار بين الحضارات في مؤسسة فريدريش ايبيرت, وكان مصدر تلك الدهشة, بالنسبة لي علي الأقل, هو إحاطتهم الواسعة بواقع المجتمعات العربية التي يتابعونها بدقة, إضافة إلي جديتهم الشديدة في التعامل مع الملفين. أخيرا سمعنا كلاما مثيرا للانتباه من رئيسة لجنة حقوق الإنسان في البرلمان الاتحادي السيدة كريستا نيكلس في دفاعها عن مفهوم الاسرة في الغرب, وتجاوزه للتعريف التقليدي المستقر في مداركنا الشرقية إذ اعتبرت ان الأسرة تتشكل بمجرد التوافق والاستلطاف بين أي نفرين ورغبتهما في العيش معا, لا يهم بعد ذلك ان كانا رجلا وامرأة, أو رجلين أو امرأتين. (5) لك ان تتصور أننا لم نكن مستمعين طول الوقت, وفي أغلب الحوارات كان كل واحد منا يدلي بدلوه فيما أثير من موضوعات وكانت ملاحظتي الأسايسة في شأن موضوع الاندماج أن الفكرة فضفاضة وتحتمل العديد من التأويلات, وانها في بعض ممارساتها علي الأقل لاتخلو من دعوة إلي القهر الثقافي, يلغي التنوع والتعدد الذي هو من صميم الفكرة الديمقراطية, وهذه الدعوة وجدت آذانا صاغية بعد أحداث11 سبتمبر بوجه أخص, آية ذلك اننا وجدنا المجتمع الألماني مشغولا بقضية الحجاب, بعد أن صدر قرار في ولاية بادن فورين بمنع سيدة من اصل أفغاني تحمل الجنسية الألمانية, اسمها فريشتا لودين, من التدريس للأطفال وهي تغطي شعر رأسها بالحجاب, وهو خلاف عمره خمس سنوات حقا, لكنه الآن معروض علي المحكمة الدستورية الاتحادية, التي يفترض ان تصدر حكمها في صدده منتصف الشهر الحالي, وقد لاحظنا أن موضوع الحجاب مثار في مناقشة في حين أن عدد المدرسات المحجبات في كل ألمانيا لايتجاوز13 مدرسة( من بين300 مدرسة مسلمة) وقيل لنا ان في احدي مدارس أخن ترتدي مدرسة المانيا مسلمة الحجاب منذ20 عاما, ولم يتحول الأمر إلي قضية شاغلة للرأي العام إلا مؤخرا وفي شتوتجارت ظلت احدي المدرسات تقوم بواجبها طيلة خمس سنوات خلت, ولكنها منعت من التدريس مؤخرا, بسبب الضجة المثارة حول الموضوع. هناك أكثر من إشكال اخر في الموضوع, هو ان منع الحجاب يتعارض مع وجوب احترام الحريات الدينية المنصوص عليها في الدستور, ثم انه يثير سؤالا حول الموقف من الراهبات اللاتي يقمن بتدريس الدين للطلاب في بادن بادن منذ اكثر من نصف قرن وهن يرتدين زيهن التقليدي, ذلك أن محامي المدرسة المسلمة يقول أنها اذا منعت من ارتداء حجابها في المدرسة, فينبغي في هذه الحالة منع الراهبات من الظهور بزيهن الديني. من الملاحظات الأخري التي أبديت أثناء الحوارات ان تشويه المسلمين والانتقادات المستمرة لهم عبر وسائل الاعلام, حتي علي ألسنة بعض المسئولين( وزير الداخلية اوتوشيللي دعا في إحدي الكلمات التي ألقاها إلي محاربة ما اسماه بــ ثقافة الموت الاسلامية التي يدعو إليها المتطرفون) مثل هذه الحملات تنمي شعور القلق والاغتراب عند المسلمين, الأمر الذي يدفعهم إلي التقوقع والتوجس ويحول دون تفاعلهم مع المجتمع أو اندماجهم فيه. في اليوم التالي للعودة إلي القاهرة فتحت جريدة الصباح فوجدت خبرا نقلته الوكالة الفرنسية يقول ان المجلس الوطني للحريات في تونس اصدر بيانا احتجاجيا علي منع الطالبات المحجبات من دخول قاعات الامتحان في الجامعات, بموجب تعليمات من وزارة التعليم العالي هناك. استشعرت غصة حين وقعت علي الخبر وقلت: يظل الوضع في المانيا افضل, علي الأقل لأن هناك قضاء يمكن التظلم أمامه والاحتكام إليه. رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
shakoosh بتاريخ: 21 يوليو 2003 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 21 يوليو 2003 لقد اردت أن أوضح كلمة إندماج التى ذكرها الأستاذ فهمى هويدى..المطلوب ليس إندماج و لكن إنصهار...و هذا غير منطقى كيف يستطيع المسلمون ذو الديانة و الثقافات المختلفة (لأنهم من عدة دول مختلفة) و البشرة السمراء و الشعر الأسود أن ينصهر ليكون أبيض و أشقر و عيون زرقاء و يشرب كحول و يأكل لحم الخنزير و يمارس الجنس بحرية !!.. بالقطع أنا أبالغ ...و لكن ما نسمعه و خاصة وزير الداخلية الحالى أوتو شيلى تحس أن خياله يذهب إلى هذا الحد..نحن نتكلم عن تكامل و ليس إنصهار أو تقليد ما يفعله الألمان...نحن نتكلم عن مجتمع متعدد الثقافات و الديانات...و لكن أن تفرض على أن أتنازل عن ما أعتنقه .. فهذا مرفوض ..المسلمون يحترمون القانون الألمانى و يؤدون واجبتهم كأى مواطن يعيش فى ألمانيا ...مشكلة المسلمين هو عدم وجود موقف موحد للتفاوض مع الألمان .. و الألمان فى نفس الوقت يستغلون هذه المشكلة الى توجد بين صفوف المسلمين. رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
shakoosh بتاريخ: 13 أغسطس 2003 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 13 أغسطس 2003 المقال بتاريخ 13 أغسطس 2003 بجريدة الأهرام .. و هو عن دخول أمريكا سوق الإعلام المصرى و محاولة السيطرة على ثقافة الشعب المصرى من داخل مصر مباشرة !! ********************************* هواجس وهوامش صحفية بقلم فهمى هويدى شاءت المقادير أن تتجمع في أفق مهنة الصحافة خلال الأسبوعين الأخيرين, إشارات عدة, مسكونة بالدلالات والمغازي, حتي أن كلا منها يستحق أن يكون محطة للوقوف والاعتبار, وقد كانت انتخابات نقابة الصحفيين المصريين واحدة منها, وإن لم تكن أهمها ولا أخطرها. (1) الأخطر في ظني هو الاختراق الأمريكي الصريح للساحة الإعلامية العربية, الذي يستهدف إعادة تشكيل الإدراك العربي, جنبا إلي جنب مع مساعي إعادة رسم خرائط المنطقة, وأرجو أن تلاحظ أنني أتحدث عن اختراق صريح ومكشوف, لأن المشتغلين بالمهنة يعرفون أن هناك اختراقا آخر وقع منذ سنوات, وتزامن مع درجة الانكسار والانبطاح في العالم العربي, وهي الأجواء التي استصحبت حالة من الهشاشة والضعف هيأت فرصة مواتية لاختراق العديد من المواقع والقلاع, كانت الساحة الإعلامية العربية واحدة منها, ولم يعد الأمر يحتاج إلي تمرس طويل في المهنة, بل لم يعد الأمر بحاجة لأن يصبح المرء مشتغلا بالمهنة أصلا لكي يعرف من يمثل حزب أمريكا في الإعلام العربي, ذلك أن الكتابة في بعض أوجهها هي شهادة أو اعتراف, تكشف عن حقيقة المربع الذي يقف فيه كل كاتب.. ناهيك عن أنه في حالات عدة فإن نفرا من عناصر ذلك الحزب أصبحوا يتباهون بانتمائهم, ويبعثون برسائل المحبة والشكر للدبلوماسيين الأمريكيين علي صفحات الصحف السيارة, ومنهم من أصبح يصرح في المجالس والمحافل دون مواربة, إحنا بتوع أمريكا! هذه الدرجة من انكشاف الوجه لم تكن كافية فيما يبدو, فقد خرجت علينا صحيفة الشرق الأوسط( في8/2) بتقرير من القاهرة يقول: إن مسئولين في السفارة الأمريكية وهيئة المعونة الأمريكية يقومون حاليا بوضع اللمسات الأخيرة لمشروع يستهدف إصدار بعض الصحف العربية وإنشاء محطات تليفزيونية فضائية تخاطب العالم العربي. وهذا المشروع الذي يفترض أن يشمل8 دول عربية في المشرق والمغرب والخليج, سوف يسهم في تمويله شركاء عرب محليون, وحسب التقرير المنشور, فالمراد هو: الإسهام في إصدار صحف تتمتع باستقلالية كبيرة, بعيدا عن تدخلات الحكومات والأحزاب العربية, وباستقلالية أكبر في التعامل مع القضايا الأمريكية.. وهو ما سيحقق الهدف الذي ترجوه واشنطن, وهو الحفاظ علي مصالحها, في هذا السياق فإنه سيكتفي بنسبة تتراوح بين5% و10% من المواد التحريرية في كل صفحة لتجميل وجه أمريكا, وهذه ستزيد مع الوقت, بعد أن يعتاد القارئ العربي علي حيادية تلك الصحف. في التقرير معلومات أخري عن الإطار الذي تتم فيه هذه المبادرة التي أطلقها وزير الخارجية الأمريكية كولين باول واعتمد لها147 مليون دولار, وهي المبادرة التي سيبدأ تنفيذها في العام المقبل(2004), ويعني شق منها بتوسيع المشاركة السياسية, وقد خصص من المبلغ المعتمد23 مليون دولار لإعادة هيكلة الصحافة العربية, التي يعول عليها الأمريكيون, نظرا لأنها الوحيدة القادرة علي إيجاد مجتمعات مفتوحة وديمقراطية علي النهج الأمريكي, وهذه الفقرة الأخيرة منقولة نصا عن التقرير المنشور. (2) إذا صح هذا الكلام, وأغلب الظن أنه صحيح لأنني طيلة الأسبوع المنقضي أترقب تصويبا أو تكذيبا له ولم أجد, فهو يعني أن الساحة الصحفية العربية مقبلة علي مستوي من الاختراق غير مسبوق, لأن استخدام الإعلام في التأثير أو التوجيه الثقافي مستقر ومعمول به منذ الحرب العالمية الثانية, وهو ما وثقته باقتدار وتفصيل مؤلفة كتاب الحرب الباردة الثقافية الباحثة البريطانية فرانسيس سوندرز, وفي كتابها, وفي كل المعالجات المماثلة, فإن استخدام الإعلام أو الأنشطة الثقافية والفنية كان يتم بطرق ملتوية ومن وراء أقنعة ولافتات متنوعة, أريد بها تضليل الرأي العام وصرف الانتباه عن الأيدي الحقيقية التي تحرك تلك الأنشطة. الآن صار اللعب علي المكشوف تماما, وبطريقة يختلط فيها الاستهتار بالاستغفال, فها هم يقولون صراحة إننا سنفعل كذا وكذا, وسننطلق من قلب العواصم العربية لكي نقول ما نريد, بل إنهم يصرحون بأن تجميل الوجه الأمريكي هو الهدف, وأن كل صفحة ـ وليس كل عدد ـ ستتضمن مواد بنسب تتراوح بين5% و10% لخدمة ذلك الهدف, وستزيد الجرعة تباعا, وهذا هو عين الاستهتار إن لم يكن الازدراء. أما الاستغفال فهو يتجلي في الادعاء بأن المراد هو إصدار صحف تتمتع باستقلالية كبيرة بعيدا عن تدخلات الحكومات والأحزاب العربية, ثم القول بأن نسبة معينة من المواد المنشورة ستركز علي تجميل وجه الولايات المتحدة, وأن تلك النسبة ستزيد مع الوقت, بعد أن يعتاد القارئ علي حيادية تلك الصحف, وكأن تدخلات الحكومات والأحزاب فيما تنشره الصحف هو ما يهتك حيادها وينال من استقلالها, أما تحسين الصورة الأمريكية من خلال نشر مواد بجرعات معينة تخدم ذلك الغرض في قلب العالم العربي, فإنه لا يتعارض مع الحياد المفترض ولا يخل به! تري.. ماذا سيكون موقف نقابات الصحفيين في العواصم العربية؟ وما هو موقف اتحاد الصحفيين العرب من هذا الاختراق العلني والمفضوح؟! (3) إنهم يخترقون إعلامنا هنا, ويعززون حصون إعلامهم هناك, ذلك أن ما فعلته صحيفة نيويورك تايمز في الأول من شهر أغسطس الحالي, يبعث برسالة إلي المؤسسات الصحفية وجميع العاملين في وسائل الإعلام في كيفية التمسك بثقة القارئ واحترامه, باعتبار أن اهتزاز أي منها يفقد الصحيفة مصدقيتها, ومن ثم مشروعيتها, ذلك أن الصحف كما نعرفها صنفان, صنف يستمد الشرعية من ثقة السلطة, وصنف آخر يستمد تلك الشرعية من ثقة القارئ, ولأن نيويورك تايمز التي تعد أهم صحيفة في العالم, من ذلك الصنف الأخير, فقد قامت الدنيا ولم تقعد, حين اكتشفت أن أحد صحفييها الشبان كان يلفق تقاريره وينشرها منسوبة إلي مصادر من خياله أو مجهولة, الأمر الذي اعتبر غشا وإخلالا بالأمانة, وتلك جريمة تعد من الكبائر التي لا تغتفر في عرف أي صحيفة محترمة, لذلك لم يكتف في مواجهة ما جري بفصل الصحفي جيسون بلير, وإنما تحمل رئيس تحرير الجريدة ومديرها التنفيذيان مسئوليتهما الأدبية, إزاء ما جري, فقدما استقالتيهما اللتين قبلتا علي الرغم من كفاءة كل منهما المشهودة في منصبه, وبدا ذلك إجراء كافيا لتضميد الجرح وإزالة آثار الجرم, لكن ناشر الجريدة آرثر سولزبرجر ذهب إلي أبعد, فشغل هو وفريقه بكيفية التحسب للمستقبل, حتي لا يتكرر ما وقع مرة أخري, لذلك قرروا استحداث منصبين جديدين لأول مرة منذ152 عاما هي عمر الجريدة, أحدهما أعطي لقب محرر الجمهور, والثاني سمي محرر القيم. محرر الجمهور سيتلقي رسائل القراء وملاحظاتهم, وينقلها إلي إدارة الجريدة أولا بأول, لكي تضعها في اعتبارها وتسترشد بها, أما محرر القيم فهو أقرب إلي محتسب المهنة, الذي يراقب التزامها الأخلاقي والمصالح التي تتحراها فيما تقدمه من خدمة صحفية. في الوقت نفسه لفتت الإدارة الجديدة للصحيفة انتباه مراسيلها إلي التقليص قدر الإمكان من الاعتماد علي كلام المصادر غير المسماة, بحيث يكون الأصل أن ينسب الكلام إلي مصدره الحقيقي, لقطع الطريق علي افتعال البعض لتصريحات منسوبة إلي مصادر مسئولة أو مأذونة أو مطلعة, وبحيث يصبح القارئ علي بينة من قائل الكلام ومصدره الحقيقي. إذ قدرت ذلك واحترمته, فإن أول سؤال خطر لي وأنا أتابع تلك الخطوات كان عن صحافتنا المصرية والعربية عامة, وحاجتها الملحة إلي مراجعة أوضاعها لاكتساب شرعيتها من ثقة القارئ واحترامه, خصوصا في ظل التراجع المشهود في توزيع الصحف, وعلي الرغم من أن لذلك التراجع أسبابا عدة, بعضها يتعلق بالركود الاقتصادي العام, والبعض الآخر وثيق الصلة بالمنافسة القوية من جانب الفضائيات العربية التي احتلت مكانة مهمة في التأثير علي إدراك المواطن العربي خلال السنوات الأخيرة, إلا أننا لا نستطيع أن ننكر أن ثمة خللا في الأداء الصحفي نفسه, أثر علي ثقة القراء, ومن ثم كان له إسهامه في التراجع الذي نتحدث عنه, وبغير نقد الذات وتحديد مواضع ذلك الخلل, فإن تجسير الفجوة بين الصحافة والمجتمع لن يكلل بالنجاح. (4) في هذه الأجواء, تم انتخاب نقيب جديد ومجلس جديد لنقابة الصحفيين في مصر, وهو حدث كانت له رسالته المهمة التي أرجو أن يكون قد تسلمها واستوعبها من يهمه الأمر, كما كان له صداه في أوساط المهنة, لكنني لم أفهم لماذا اعتبرته جريدة العربي الناطقة باسم الحزب الناصري انقلابا( عدد8/3), علي الرغم من أن الانتخابات جرت في جو ديمقراطي حر, وبدرجة عالية من الشفافية والنزاهة, تحقق في ظلها تناوب المواقع وتداولها مع عناصر القوي الوطنية التي حازت ثقة أغلبية الصحفيين, وهو ما يتعذر وصفه بأنه انقلاب, لأن مفهوم الانقلاب عكس ذلك تماما, فلا يتم بالانتخاب, ولا يفترض فيه التداول السلمي, وليس هناك وجه شبه بين التداول الذي تم والانقلاب إلا في عنصر المفاجأة الذي أسفرت عنه النتائج, لذلك فأرجو أن يكون ظني صحيحا في أن الجريدة كانت تعني بالانقلاب أن ذلك ما حدث في التوقعات وليس في النقابة, وأن الانقلاب المشار إليه في هذه الحالة وصف مجازي وليس حقيقيا. وإذا كان الفرحون قد ذهبوا بعيدا في فرحتهم حتي وصفوا ما جري بأنه انقلاب, فإن الذين أحزنتهم النتيجة بدوا أكثر غلوا في التعبير عن أحباطهم, فلم يروا فيما حدث سوي أنه نذير شؤم ومؤشرا للخطر, يستوجب الاستنفار والتحسب والحذر.. كيف ولماذا؟ قرأت تعليقا نشر عقب إعلان النتائج التي أسفرت عن فوز الناصريين والإسلاميين بثلثي مقاعد مجلس النقابة, فضلا عن فوز النقيب المحسوب علي الاتجاه الناصري القومي, دعا إلي عدم إجراء انتخابات ديمقراطية قبل إنجاز الإصلاح الليبرالي حتي لا تذهب الأصوات إلي أمثال القوميين والإسلاميين, الذين اعتبرهم صاحب التعليق قوي معادية للديمقراطية, هكذا بالمطلق! ناقشت الفكرة ببعض التفصيل في مقام آخر, ومما قلته إنها مسكونة بالمفارقة ومزالق الخطر, أما المفارقة فتتمثل في أن الانتخابات حين جرت في السابق في غياب الإصلاح الليبرالي الذي يتحدثون عنه, وجاءت نتائجها متفقة مع الهوي, فإنها قوبلت بالحفاوة والترحيب, أما حين أسفرت عن غير ما يشتهون, فإنهم استخرجوا الحجة من الجعبة وراحوا يحذرون من خطر انفصال الديمقراطية عن الليبرالية, وهو ما يعني أننا لسنا بصدد موقف مبدئي يدافع عن الليبرالية, لكننا بإزاء موقف انتهازي يتلاعب بالليبرالية تبعا للهوي. من آيات الخطر في الفكرة أنها تحصر العداء للديمقراطية في التيارين القومي والإسلامي, في تعميم لا يستند إلي معيار موضوعي, وفي دعوة مبطنة للإقصاء والنفي, تمهد لفاشية جديدة, خصوصا أن واقعنا العربي يعرف حالات عدة غيبت فيها الديمقراطية دون أن يكون لأي من التيارين نصيب في المسئولية عنها, وإذ تدعو إلي تأجيل الانتخابات حتي يتحقق الإصلاح الليبرالي, فإن الدعوة توفر ذريعة مجانية للأنظمة غير الديمقراطية, للتمادي في غيها, حيث تستطيع أن تتعلل بعدم اكتمال مسيرة الإصلاح المنشودة, لكي تعطل الانتخابات الديمقراطية لأجل غير مسمي, الأمر الذي يضعنا إزاء مفارقة من العيار الثقيل, يصبح فيها الحرص علي الديمقراطية ذريعة لعدم إجراء أية انتخابات ديمقراطية! فضلا عن هذا وذاك فإن الفكرة تستدعي تساؤلات عدة, منها مثلا: كيف يمكن إجراء قياس موضوعي يطمأن إليه في تقرير إنجاز الإصلاح الليبرالي, لكي نشرع بعد ذلك في إجراء الانتخابات؟ ومن المخول أن يحدد النقطة التي عندها يمكن القول بأننا أصبحنا ليبراليين بما فيه الكفاية, ومن ثم فبوسعنا أن نجري انتخابات حرة دون خوف أو قلق؟ وأين يحدث ذلك في أي مكان بالكرة الأرضية أو علي مدي التاريخ؟ ولماذا يتعين علينا أن نوقف المسيرة الديمقراطية حتي يتحقق الإصلاح الليبرالي المنشود؟ لماذا لا تتحرك المسيرتان بشكل مواز, فنجري الانتخابات الحرة علي مختلف المستويات, النقابية والبلدية والنيابية, وغيرها, وفي الوقت نفسه تستمر عملية الإصلاح الليبرالي, وبذلك تزداد حصانة المجتمع وتتعزز عافيته, حتي يصبح بمقدوره أن يتصدي لأي قوة تحاول العصف بالديمقراطية, أيا تكن هويتها. (5) سيكون موقف مجلس النقابة الجديد إيجابيا ورصينا لو أنه قدر للسابقين جهودهم, وشكرهم علي ما فعلوه, وعذرهم فيما لم يستطيعوا فعله, ثم انطلق بعد ذلك متطلعا إلي المستقبل لمواصلة مهمة تحصين البيت الصحفي وترميمه, ومن ثم إكمال المسيرة التي بدأها الآخرون دون إنكار لجهودهم أو تصور إمكان الابتداء من نقطة الصفر. إن الدفاع عن حرية الصحافة أو كرامة الصحفيين أمر ليس مطروحا للاجتهاد أو اختلاف وجهات النظر, وهو دور حاولت نقابة الصحفيين المصريين القيام به علي مر العصور, خصوصا خلال السنوات الأخيرة, علما بأن حرية الصحافة جزء من الحريات العامة, الأمر الذي يدفع بالنقابة بالضرورة إلي ساحة النضال دفاعا عن الحرية والديمقراطية في المجتمع, ونظرا لخصوصية الظروف الراهنة, المتمثلة في كثافة وتعدد الضغوط والتحولات الخارجية التي تعد محاولات اختراق الساحة الإعلامية من بين تجلياتها, فإن ذلك يضيف إلي كاهل النقابة مسئولية إضافية فيما يخص دورها الوطني. إذ تفرض عليها هذه الظروف أن تتصدي لعملية الاختراق بكل ما تملك من وسائل وقوة, وتلك إحدي جبهات الدور الوطني المنوط بالصحافة, وأزعم أن ثمة جبهة أخري في هذا الصدد لا تقل خطورة, تتمثل في وحدة الصف الوطني, ذلك أن بعض المنابر الصحفية أصبحت تلعب دورا سلبيا في هذه الساحة, من ذلك أنها تسعي ـ مثلا ـ إلي تفجير العلاقة بين العلمانيين والإسلاميين, وبين السنة والشيعة, الأمر الذي من شأنه إشعال حريق الخلاف العقائدي, ومن ثم تعطيل الحوار الوطني الذي يستهدف الاحتشاد وراء قضايا الديمقراطية والتصدي للاحتلال في فلسطين والعراق, ومن أسف أن بعض الإصدارات الأسبوعية المصرية تسهم بصورة منتظمة في إذكاء نار ذلك الحريق. أدري أن أمام النقيب ومجلس النقابة الجديد ملفات كثيرة, أتمني أن ترتب حسب أولوياتها, سواء فيما يتعلق بالمهنة, أو فيما يخص الوطن. وإذ ألمحت توا إلي جانب مما يخص الدائرة الثانية, فإنني لا أخفي قلقا من التآكل المستمر في قيم وتقاليد المهنة, الأمر الذي أفقد كلمة الصحفي بهاءها ورنينها, أما كلمة الكاتب فقد أصبحت نموذجا صارخا لاغتيال المعني, حتي أنني لا أعرف إن كان يجدي في حالتنا أن تعين صحفنا محررا للقيم كما فعلت نيويورك تايمز أم لا! رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
shakoosh بتاريخ: 19 أغسطس 2003 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 19 أغسطس 2003 المقال منشور بجريدة الأهرام بتاريخ 19 أغسطس 2003 ********************************* يســألونك عـن الجـــدار بقلم : فهمـي هـويـــدي لن تستطيع أن تدرك حجم الجريمة في إقامة الجدار الإسرائيلي, إلا اذا رأيته بعينيك, حيث يتعذر علي الكلمات أن تصف بشاعته, علي الأقل فقد كان ذلك انطباعي حين رأيت مجسما له قبل أيام قليلة, وهو ما جعلني أقتنع بأن الكلام حول العودة إلي التفاوض أو ما يسمي بخريطة الطريق, هو من قبيل العبث الذي يستهلك الوقت ويشغل العرب بما لا طائل من ورائه, أو قل إنه مشهد الهزل في القصة, بينما الجد هناك في الجدار الوحشي. (1) حين ذهب الشاعر الفلسطيني مريد البرغوثي إلي مسقط رأسه في رام الله, بعد ثلاثة عقود من الغياب القسري, فإنه عاد ليخبرنا في كتابه رأيت رام الله بالخبر الأليم: أن كل ما كتب عن الممارسات الإسرائيلية في الأرض المحتلة يقصر عن وصف الحقيقة, التي هي بمثابة انقلاب شامل لا يكاد يبقي علي شيء مما وعته الذاكرة, وأحسب أنه ما كان له أن يقرب إلينا تلك الحقيقة لولا أن موهبته الشعرية الفذة أسعفته, ومكنته من أن يعالج قصور النثر عن القيام بالمهمة. أجدني في مواجهة ذات الموقف, ذلك أن ما قرأته عن الجدار شيء, وما رأيته في مجسمه شيء آخر, فالجدار في التصور العادي حائط أسمنتي قد يكون شاهقا, يفترض في التصور الإسرائيلي أنه يفصل الإسرائيليين عن الفلسطينيين, ويحجب عن الأولين غضب الآخرين, لكنه في الحقيقة شيء آخر, فهو ليس حائطا فقط, ولا فاصلا فقط, ثم أنه ليس سياجا أمنيا فقط كما يدعون ـ كيف؟ نعم, ثمة جدار أسمنتي يصل ارتفاعه في بعض المناطق إلي ثمانية أمتار, أي أكثر من ثلاثة طوابق, لكن ذلك بمثابة لقطة واحدة من المشهد اذا جاز التعبير, لأننا بإزاء منطقة عازلة بين الإسرائيليين والفلسطينيين بعرض يتراوح بين50 و60 مترا, ويفترض أن تمتد بطول650 كيلومترا, تم إنجاز150 كيلومترا منها( بدأ تنفيذ الجدار في23 يونيو عام2002, وكانت الحكومة الإسرائيلية قد أقرته بعد اجتياحها للضفة في شهر مايو عام2001). الجدار ينتصب وسط المنطقة العازلة التي تتوزع علي الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي, وفي كل جانب بعض التحصينات والترتيبات, تشغل مساحة تتراوح بين25 و30 مترا, هي في الجانب الفلسطيني كما يلي: ثمة حاجز من الأسلاك الشائكة هي أول ما يصادفه الفلسطينيون, وخلف الحاجز خنادق يصل عمقها إلي أربعة أمتار, للحيلولة دون مرور أية مركبات, وبعد الخنادق هناك طريق خشن خصص لاستخدام دوريات الجيش الإسرائيلي, ويشرف علي الطريق سياج من الأسلاك بارتفاع ثلاثة أمتار ونصف, مجهزة بجهاز استشعار الكتروني لاكتشاف أي دخيل, وخلف السياج ينتصب الجدار الأسمنتي. في الجانب الإسرائيلي من المنطقة العازلة, ثمة تجهيزات أخري تشغل ذات المساحة تقريبا, فثمة حاجز آخر من الأسلاك الشائكة لكنه هذه المرة مزود بكاميرات استطلاع منتشرة علي مسافات متقاربة, تعمل علي مدي الـ24 ساعة, وهناك طريق مخصص لدوريات الشرطة الإسرائيلية محاذ للجدار ومواز للطريق, الذي تتحرك عليه دوريات الجيش علي الجانب الآخر. بإقامة تلك التجهيزات علي الجانبين, تصبح كلمة جدار اختزالا خادعا ومعيبا, من حيث أنها تهون من الأمر وتطمس حقيقته, ذلك أننا بصدد منطقة عسكرية عازلة تتجاوز بكثير حدود وإيقاع الكلمة, كما أن لها وظيفتها الأخطر والأبعد. (2) هذه المنطقة العسكرية العازلة, تمتد كثعبان وحشي ضخم يتلوي فوق الأرض الفلسطينية, ملتهما القري والزراعات وممزقا للنسيج الاجتماعي الفلسطيني, لمن شاء حظهم العاثر أن يعترضوا طريقه من أي باب, وليس صحيحا أن المنطقة العازلة تفصل بين فلسطينيي48 وتلك التي احتلت عام67, لأن الجدار المزعوم يتوغل داخل الضفة الغربية ويؤدي عمليا إلي مصادرة10% من أراضيها في حال اكتماله, وحسب تقدير لوزارة الزراعة الفلسطينية( نشرته القدس العربي في7/14) ففي المرحلة الأولي التي نفذت من الجدار( شملت150 كيلومترا فقط, أي نحو ربع المشروع), تمت مصادرة ما بين160 إلي180 ألف دونم من الأراضي( الدونم ربع الفدان), تعادل2% من مساحة الضفة, من جراء امتداد الجدار إلي عمق ستة كيلومترات داخل المناطق المحتلة في عام67, علما بأنه في شمال الضفة أقيم فوق أهم المناطق المروية والحيوية, وقد ترتب علي إنجاز المرحلة الأولي ابتلاع17 قرية فلسطينية وادخالها ضمن الخط الأخضر, أي ضمها عمليا إلي دولة إسرائيل, كما ضم الإسرائيليون10 مستعمرات كانت مقامة فوق الأراضي المحتلة عام67. من أجل إقامة المنطقة العازلة, جرفت قوات الاحتلال ما مساحته11,500 دونم, وقلعت883 ألف شجرة, وصادرت30 بئر مياه في محافظتي قلقيلية وطولكرم, معروفة بطاقتها التصريفية العالية, وهذه الآبار تم حفرها قبل عام1967, وتقع علي الحوض الجوفي الغربي, وذلك سيفقد الفلسطينيين أربعة ملايين متر مكعب من المياه, تمثل18% من حصتهم في الحوض المنصوص عليها في اتفاقيات أوسلو, إضافة الي ذلك, فقد أدي إنجاز المرحلة الأولي إلي تدمير البنية التحتية لقطاع المياه, من مضخات وشبكات الأنابيب الخاصة بمياه الشرب والري الزراعي, مما سيؤدي إلي فقدان بعض القري الفلسطينية لمصادرها المائية بالكامل. الدكتور عزمي بشارة ـ العضو العربي في الكنيست ـ وصف الجدار بأنه تجسيد للوقاحة والقباحة الأسمنتية الإسرائيلية( الحياة اللندنية ـ7/3) التي داست تحت أقدامها علي مصالح ومصائر أكثر من200 ألف فلسطيني, إذ بسبب الجدار تضرر بشكل مباشر67 تجمعا سكنيا فلسطينيا, حيث مس علاقتها مع أراضيها مصادرة أو عزلا أو تخريبا, منها الـ17 قرية التي فصلت عن أراضيها الزراعية غرب الجدار, ولا يجد أصحابها وسيلة للوصول إليها لفلاحتها, وهناك19 تجمعا سكنيا حشرت في التواءات الجدار بحيث أصبح سكانها في حيرة من أمرهم, ذلك أنهم ليسوا ممكنين من الدخول إلي إسرائيل أو الذهاب إلي الضفة, وبالتالي فإنهم لم يعودوا يعرفون لأي سلطة يخضعون, ناهيك عن انقطاعهم عن مصالحهم وسبل حياتهم. (3) نحن بإزاء عمل وحشي غير مسبوق, أبعد بكثير من جدار برلين, ومختلف إلي حد كبير عن نظام الفصل العنصري الذي عرفته جنوب إفريقيا, وعلي حد قول عزمي بشارة, فإن سور برلين الذي رفض دوليا أكد الحدود بين سيادتين وفصل بالقوة أبناء دولة واحدة, أما الجدار الإسرائيلي الحالي فيؤكد سيادة واحدة يرافقها فصل عنصري يدافع عنها. الكاتب الفلسطيني منير شفيق, تحفظ علي تشبيه فكرة الجدار بنظام الفصل أو العزل العنصري في جنوب إفريقيا( ابارتايد)( الحياة8/4), وقال إن السبب المعلن لإقامة الجدار هو تحقيق الأمن لتأمين الداخل الإسرائيلي, لكن ذلك مجرد سبب واحد ضمن أسباب أخري مهمة, منها مثلا, الاستيلاء علي الحوض المائي الغربي الذي يقع تحت أراضي القري التي فصل بينها وبين أراضيها, ذلك أن الدافع المائي بالنسبة إلي الاستراتيجية الإسرائيلية يسير جنبا إلي جنب مع دافع اغتصاب الأرض وتهجير سكانها الفلسطينيين, وقد كان هذا, دائما, جزءا أساسيا من الاستراتيجية والعمليات التكتيكية العسكرية الإسرائيلية, بما في ذلك تحديد مواقع المستعمرات قديما والمستعمرات حديثا. بسبب من ذلك, فإن قصة التمييز العنصري( الابارتايد) لا تمثل الوجه الرئيسي للاستراتيجية الصهيونية في هذا الصدد, فالعنصرية الصهيونية ليست عنصرية ابارتايد( عزل), وإنما اقتلاع الفلسطينيين من أراضيهم وإلقاؤهم خارج الحدود ما أمكن, وهي عنصرية اغتصاب للأرض وما تحتها وما فوقها, بما في ذلك المدن والقري المعمورة بعد تهجير أهلها, كما حدث وفقا لاستراتيجية الوكالة اليهودية والهاجناه( الجيش) عام1949/1948, ومن ثم فإن المقارنة بين الابارتايد الذي مورس في جنوب افريقيا وناميبيا يعفي العنصرية الصهيونية من أشد سماتها بشاعة, وهذه مختلفة نوعيا عن الابارتايد في عالم العنصرية نفسها, ولا يفوق العنصرية الصهيونية إلا عنصرية البيض الأمريكيين الذين اغتصبوا الأرض وأبادوا سكانها, في حين اشتركت العنصرية الصهيونية في سمة اغتصاب الأرض ومصادرة المدن والقري والأملاك, واختلفت بالتهجير القسري بدلا من الإبادة الشاملة, طبعا مع استخدام المجازر المحدودة( اذا ما قورنت بالحالة الأمريكية) بقصد التنظيف العرقي من خلال التهجير وليس الإبادة. فضلا عن هذا وذاك, فإن الجدار يثبت حقائق جغرافية وسكانية تجعل من المستحيل التوصل إلي تسوية سياسية تلبي سقف الحد الأدني فلسطينيا, ويلاحظ المرء في مسار الجدار, أنه مرن تماما, فهو يندفع شرقا في قلب الضفة الغربية لكي يحيط بالمستعمرات اليهودية وما حولها من أراض فلسطينية, لكي تصبح جزءا لا يتجزأ من إسرائيل, وهم يستهدفون بالدرجة الأولي المستعمرات ذات الكثافة السكانية العالية, فمستعمرة معاني أدوميم مثلا, التي تعد أكبر مستعمرة يهودية في الضفة الغربية, يتم الآن إحاطتها بالجدار, لكي تضم إلي القدس, وبذلك تصبح جزءا لا يتجزأ من بلدية الاحتلال, وبهذه العملية تضرب حكومة شارون عصفورين بحجر واحد, ذلك أن ضم المستعمرة إلي بلدية الاحتلال إلي جانب أنه يعني إدخالها ضمن الدولة العبرية, فإنه أيضا يسهم في تهويد القدس, حيث يؤدي إلي زيادة عدد اليهود فيها بشكل كبير, وإقامة الجدار تتكامل هنا مع ما تهدف إليه خطة وزير الإسكان الإسرائيلي ايفي ايتام, الذي كشف النقاب عنها أخيرا والتي تنص علي دفع الآلاف من اليهود إلي قلب القدس الشرقية, في خطوة قصد منها إيجاد واقع فيها يجعل من المستحيل فصل القدس الشرقية عن الغربية, وذلك استباقا للمفاوضات حول قضايا الحل الدائم التي منها مصير القدس, وهنا يجدر الانتباه إلي أن إسرائيل تدعي دوما أنه لا يحق لأحد الاعتراض علي ما تقوم به في القدس, علي اعتبار أنها من قضايا الحل الدائم, لكن السياسة المتبعة حاليا في المدينة تعكس حقيقة واحدة بالنسبة لإسرائيل, هي أن القضية حسمت تماما ولا مجال لمفاوضات حقيقية وجدية حولها! (4) ثمة بعد آخر في المسألة, لا نستطيع أن نتجاهله, يتمثل في أن فكرة الجدار لها صلتها أيضا بالعقيدة الأمنية الراسخة علي مدي التاريخ في الوعي اليهودي, فقبل مئات السنين كان المشهد ذاته, حيث انطلق اليهود يقيمون الجدران حول أريحا, ويجمع المؤرخون الإسرائيليون علي أنه في الممالك التي أقامها اليهود كان الجدار من أهم ما يحرصون علي إقامته حول مدنهم وتجمعاتهم السكانية, ومن الثابت أنه قبل بعثة النبي محمد( عليه الصلاة والسلام), حرص اليهود المقيمون حول المدينة علي إقامة الجدران حول قراهم, لكي تصبح قلاعا محصنة, وفي مطلع الهجرة اليهودية إلي فلسطين, أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين, كان الصهاينة يقيمون الجدار حول مستعمراتهم, ويشير الكاتب الإسرائيلي يهودا ليطاني, إلي أنه في العشرينات والثلاثينيات أطلق اليهود حملة جدار وبرج, في إشارة إلي كون التحصين أهم عنصر في العقيدة الأمنية للدولة العبرية, وبعد الإعلان عن الدولة بقي الجدار يحتل مكانة كبيرة في العقيدة الأمنية, ويشير ليطاني إلي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأول دافيد بن جوريون, كان يشاهد وهو يشارك في إقامة الجدار حول المستعمرات الحدودية كنوع من أنواع الأعمال التطوعية في ذلك الوقت, وبعد حرب الأيام الستة, أقامت إسرائيل خط بارليف الشهير, الذي كان ينظر إليه علي اعتبار أنه أهم ضمانة أمنية في ذلك الوقت, حتي بلغ الارتهان إلي نظرية الجدران أوجه أخيرا في قرار حكومة شارون إقامة الجدار الفاصل في قلب الضفة الغربية, إزاء ذلك كله, لابد أن يستوقفنا ما قرره القرآن في سورة الحشر, حيث تحدث عن اليهود قائلا:[ لا يقاتلونكم جميعا إلا في قري محصنة أو من وراء جدر, بأسهم بينهم شديد]. (5) إضافة إلي الجدار المتصل, تبني إسرائيل جدرانا حول بعض المدن الفلسطينية وتحولها إلي معازل مغلقة, وقد تم حتي الآن تحويل مدينة قلقيلية إلي معزل أو سجن يضم داخله40 ألف نسمة, حيث أحيطت المدينة بأسلاك شائكة ومنع سكانها من العبور إلا من باب واحد, وهو تكرر مع مدينة طولكرم, ومن المقرر أن تشمل فكرة الجدار غور الأردن, حيث تريد إسرائيل بناء جدران حول الأراضي والمستعمرات التي ستخضعها لسيطرتها, حتي في ظل الحل الدائم, اذا بقي هناك مجال للتفاوض حول حل دائم( بلال الحسن ـ الشرق الأوسط ـ7/13). ومن الواضح أن إسرائيل تتحرك في ذلك الاتجاه وهي مطمئنة إلي حد كبير, فلا خلاف بين حزبي العمل والليكود حول فكرة الجدار, التي خرجت أصلا من معسكر حزب العمل ونفذها الليكود, والخلاف بين الاثنين في شكل الجدار وليس وظيفته, فقد أراده قادة العمل الكترونيا, وآثر زعماء الليكود أن يقيموه أسمنتيا, بعد توظيف الفكرة لكي تخدم أكثر من هدف, كما سبق الإشارة. وبرغم أن الإدارة الأمريكية انتقدت الجدار علنا, علي لسان الرئيس بوش ومستشارته كوندوليزا رايس, فإن الحكومة الإسرائيلية لم تأخذ النقد علي محمل الجد, وفي صحف8/4 أن شارون طمأن وزراءه إلي أنه لا داع للقلق من الموقف الأمريكي بخصوص الجدار, وأكد تطابق الآراء بين واشنطن وتل أبيب حول الموضوع, وهو ما لا استبعده, وقد أكد هذا المعني الصحفي الإسرائيلي عكيف الدار في هاآرتس( عدد7/29) الذي كتب قائلا, إن الرئيس بوش يعرف كل شيء عن الجدار وأضراره التي تصيب الفلسطينيين, لكنه مدرك جيدا أنه بحاجة إلي أصوات اليهود في الانتخابات الرئاسية المقبلة, ولذلك فهو يصغي جيدا هذه الأيام لمستشاريه الانتخابيين ولجامعي أموال حملته من اليهود. مع ذلك فثمة أصوات بين بعض الكتاب الإسرائيليين, انتقدت الجدار وشككت في جديته كمركب في نظرية الأمن, من ذلك مثلا قول الكاتب جاك أجوفسكي, أن بناء الجدار يتقدم بهدوء, لا يجرح الأرض ويمس بالطبيعة والمناطق الخضراء فحسب, بل انه يتحول أمام أعيننا إلي إزعاج كبير, خطوة أخري من البناء الصهيوني للمس بالآخرين وتقديس السطوة العارمة, من ذلك أيضا قول الكاتب يهودا ليطاني أن الجدار مثال علي العزلة التي فرضناها علي أنفسنا, انها رمز قصر نظرنا, ويشكك في جدية الرهان علي الجدار قائلا: ولكن شعبا كاملا يعلق كل آماله علي جدار فاصل وليس علي اتفاق ثنائي ملزم, يضع آماله في الأبراج المزدهرة, ووراء الجدار ستوجد دوما العناصر التي ستسعي إلي الاقتحام والهدوء والاجتثاث من الجذور, ويضيف الجدران الفاصلة, الأسوار, أبراج الحراسة والحواجز, تمنح وهم أمن, ولكن هذا أمن كاذب وصيغة عابثة تؤدي إلي تأجيل الحل الوحيد المطلوب.. إننا نبني جدارا عاطلا من شأنه أن ينشيء جيرة أشد عطالة. تري, لماذا لا يرتفع الصوت العربي, رافضا الجدار وفاضحا وحشيته؟ رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان