اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

في المرآة


أبو حميد

Recommended Posts

جلس على المقعد الخارجي بالمقهى الشهير بخان الخليلي كان المقهى قديما وملئ بالمرايا وكان الجو حارا بعض الشيء في هذه الليلة من شهر أغسطس وكان المقهى قد بدأ في الإزدحام فتأخر الصبي الذي يأخذ الطلبات وجلس هو مستمتعا بالفرجة على الباعة الجائلين الذين لا ينقطعون عن المقهى يعرضون بضاعتهم على الجالسين.

كانت تجلس هناك أمامه مباشرة رأها فجأة فتسمرت عيناه عليها ما هذا الجمال ما هذه الرقة هل هي أنسانة حقيقية أم أنه يحلم بفتاة أحلامه!! لكنها حتى أجمل من فتاة أحلامه وكانت تجلس داخل المقهى بجوار مرآة ضخمة تشبة المراية التي يجلس تحتها خارج المقهى وكانت المسافة بينها خالية كان يحاول تحويل نظره عنها حتى لا يلاحظه أحد ولكن هيهات أن يستطيع.

- تشرب أيه يا بيه؟ يا باشا

- أيوه!!

- تشرب ايه؟

- شاي

- شاي أيه ؟ شاي فتلة شاي أخضر شاي بنعناع شاي أحمر شاي بحليب

- شاي وخلاص

كان صبي القهوة يقف بينهما ويمنعه من رؤيتها وعندما تحرك كان هناك مجموعة من السائحين جلست في المكان الفاصل بينهما بدأ يتحرك في مكانه يمينا ويسارا للحصول على رؤية افضل ولكن مرور البائعين مع وجود هذه المجموعة بينهما جعلت النظرات المخطوفة تتباعد وشوقه لرؤيتها يزداد ولكنها سمحت له بفرصة للتفكير فيها.

من يجلس معها؟ كان من مكانه لا يستطيع رؤية من يجلس معها وكان لا يعرف لماذا نظراتها تتحرك داخل المقهى كما أنه كان لا يدري سببا لتلكع الباعة وصبيان المقهي عندما يمرون امامها حتى انه كان ينوي القيام ليضرب أحد الصبيان الذي ظل واقفا أمامها لدقيقة كاملة.

أخيرا وبعد فترة من البحث وجد ما يبحث عنه في صورة لها معكوسة على المرآه التي خلفة في المرآه التي تجلس تحتها الصورة بعيدة لكنها ثابتة ولا يحتاج للحركة يمينا ولا يسارا ليراها. ثبت في مكانه أخيرا وجلس يتأمل هذا الجمال الذي فتنه كان لا يشعر بكل هذا الزحام الذي يملأ المكان كأنه لا يوجد غيرها وغيره لم يعرف ماذا طلب ولا ماذا شرب ولا الوقت الذي مر ولا ما ينتظره في عمله غدا.

أخيرا قامت مجموعة السائحين وعاد لرؤيتها مرة اخرى من قريب عاد ليرى الأصل بدلا من رؤية الصورة وعاد ليهدأ مرة اخرى سعيدا بوضعه الحالي ومحلقا في السماء يرى الكل من بعيد هي فقط القريبة من منه.

ولكن لماذا وقفت؟

كانت الأفكار تتدافع لرأسه بدون ترتيب هل ستجلس مرة أخرى أم سترحل؟ لماذا الأن؟ لا يزال الوقت مبكرا لن يتركها سيتحدث إليها الأن ما اجملها عندما وقفت وظهرت بالكامل كأنها نجمة وسط مشجعيها هم بالوقوف أيضا ولكنه جلس فلربما تعود ولكنها جمعت اغراضها إذا سترحل!!

لماذا تنظر لأسفل يبدو أنها تمسك طفل في يدها لم يكن واضحا أمامه ولكن ما وضح فجأة انها كانت تجلس مع رجل هل هو زوجها؟ لا ليس زوجها هو أقرب للبودي جارد من الزوج لا يمكن ان تكون متزوجة لهذا الرجل ولكنه دفع الحساب للنادل هل يكون زوجها؟ لابد أنه هو فهو يسير بجانبها يحمل حقائب التسوق ويشير لها بالخروج.

لابد انها لا تحبه ولابد انها غير سعيدة معه هل يتبعها ليعرف حكايتها؟ أم يتركها لحالها؟ كيف يتركها؟ أنه حتى لا يصدق أنها حقيقة فكيف له ان يتخلى عنها؟

كانت قد ذهبت لنهاية المقهى لتخرج من الباب وأقبلت ناحيته ستمر أمامه الأن ماذا سيفعل جلس ينتظر اللحظة التي سيراها فيها مقبلة وعندما ظهرت كانت تنظر لولدها الجميل بسعادة لابد أنه يملأ حياتها.

أشاح بوجهه عنها فهي ليست له ولن تكون فقلبها معلق بهذا الطفل.

مفيش حياة إلا عند غيرك تعيش في خيره ويعيش في خيرك

"فؤاد حداد"

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 0
      استيقظ وقد تقدم النهار وصخب المدينة يغزو هواء الغرفة من بابها الموارب. فى زخم القلق من الموت فى خوفه التامعرض الصفحة
    • 0
      أتذكر نعيمة الصغير كانت تقول عن إحدى النجمات أن عليها أن تضع Bra على وجنتيها كانت وجنتا تلك النجمة متضخمتين عرض المقال كاملاً
    • 7
      اختلفت مواقف القوى الوطنيه قبل الانتخابات بين المشاركه و بين المقاطعه فمن ناحيه طالبت الجمعيه الوطنيه للتغير و حزب الجبهه الديموقراطيه و حزب الغد جبهه ايمن نور بالمقاطعه لعلم الجميل بان الانتخابات ستزور و من الناحيه الاخرى طالب الوفد و الاخوان و باقى لاحزاب بخوض الانتخابات. اما الفوز او الهزيمه بشرف او اثبات تزوير الانتخابات الان بعد ان انقشع غبار المعركه و اللتى تهلهلت فيه اكرامه الوطن بمعرفه البلطجيه و مشرفى النتخابات غير الامناء و بعد انسحاب الاخوان و الوفد من جوله الاعاده ما رأيكم
    • 34
      وقفت أمام المرآة.. أنقر أنفي ببلاهة.. شارد الفكر و رأيت والدي أمامي يحضر حقيبته للسفر خلف ظهري قلت له: أنتم جيل ضحكوا عليه، فصدَقهم. قال: ... لم يقل شيئا. Edited By متسائل on April 01 2002 03:15am
    • 13
      لقد ترددت كثيرا قبل أن أاشرك بعمل من أعمالى (يعنى أشفقت عليكم :D ) المهم فى الأخر قررت أن أشارك بهذه القصة و أتلهف لسماع نقدكم سواء للأسلوب أو الفكرة أو اللغة (معلش استحملونى... أختكم الصغيرة... :D ) كليو
×
×
  • أضف...