اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

هل يحارب مجتمعنا الطموح المشروع؟


Sherief AbdelWahab

Recommended Posts

لبعض الناس طموحات مشروعة ، يحققونها بوسائل مشروعة.. ثم تحارب بطرق مشروعة وغير مشروعة.. من الوارد أن ينتصر هذا البعض من الناس.. أو أن ينهزم.. لغاية دلوقت احنا ماشيين عادي..

لكن عندما يتعثر هذا البعض من الناس يفاجأ بروح غير عادية من الكراهية المحيطة له ولطموحه.. أن تكون هذه الروح من خصومه ومنافسيه ومن لهم مصلحة في فشله فهذا أمر متوقع..

لكن أن يحدث هذا من عامة الناس.. دي بقى اللي جديدة..

هل يقصد الناس ذلك كراهيةً للطموح؟ هل كل فنان ناجح مدعي وكل رجل أعمال ناجح حرامي وكل موظف ناجح مسنود؟ أم أن الأمر غير مقصود بالمرة؟

وهل ما يحدث برمته رسالة مقصودة أو غير مقصودة تحرض الناس على التحول من الطموح المشروع إلى غير المشروع؟

خلص الكلام

Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian

رابط هذا التعليق
شارك

الموضوع له عمق نفسي بشكل غير طبيعى .. تلك هى انعكاسات التشوه الذى حدث

داخل المواطن المصرى فأودى به لتلك المرحلة القبيحة جدا من تمنى زوال كل نعمه

مهما كانت من يد من يملكها ... أتعرف لماذا ؟؟ لأن تمنى الزوال بالنسبة لهؤلاء

أكثر سهولة وأقرب لإحتمالات التحقق من إحتمالات أن يطلبون بعضا مما فى ايدى هؤلاء !!

تشوه داخلى بمعنى الكلمة ... وأنت أكثر من يعرف السبب هنا ... وأكثر من يعرف ...

أن التشوه أصبح أكبر من أن نتحايل عليه بأى عمليات تجميل .وأن المشوهين أصبحوا

أكثر يأسا من أن يركضوا وراء طموح لا يمكن أن يتحول لحقيقه..مجرد خيال..حلم له طعم مر .

ومازال أصحاب الطموح_ الغير شريف _ يواصلون (مسألة تعتمد على الظهر !) .. ومازال الشعب ... ينبح !!

ومازال أصحاب الطموح _ الشريف _ يصرخون ( بدون وجود ظهر طبعا !) ..ومازال الظلم .... قائم !!

تحياتى

لولا

طائره ورقيه

رياح شديده

خيط قصير

الطائره ليست بين السماء ولا الأرض

..هذه انا!!

لولا

رابط هذا التعليق
شارك

الموضوع له عمق نفسي بشكل غير طبيعى .. تلك هى انعكاسات التشوه الذى حدث

داخل المواطن المصرى فأودى به لتلك المرحلة القبيحة جدا من تمنى زوال كل نعمه

مهما كانت من يد من يملكها ... أتعرف لماذا ؟؟ لأن تمنى الزوال بالنسبة لهؤلاء

أكثر سهولة وأقرب لإحتمالات التحقق من إحتمالات أن يطلبون بعضا مما فى ايدى هؤلاء !!

تشوه داخلى بمعنى الكلمة ...

لولا

ماشاء الله يا لولا .. وضعتى يدك بكل لطف على موطن الوجع ..

هل تعرفين منذ متى بدأ ذلك التشويه المتعمد لنفس المواطن المصرى ؟ .. أنا عندى تصور لذلك .. فقد عشت فترة انتقالية هامة جدا من تاريخ مصر .. كانوا يطلقون عليها "مرحلة التحول الاشتراكى" .. كنا شبابا لا يرى إلا الأبيض والأسود .. وتحت شعار العدالة الاجتماعية (أبيض وزى الفل) إختفى السواد .. الذى تمثل فى الأحقاد وتصفية الحسابات .. بدأ مماليك الكاكى (كما يسميهم عمك أخناتون) فى هدم وتكسير كل طموح مشروع .. وبدأت قرارات الهدم تحت الشعار الأبيض تتوالى ، ومنها هذا القرار فى يوليو 1961 .. وحاول المماليك تطبيق تلك القرارات فى الإقليم الشمالى للجمهورية العربية المتحدة (سوريا) وكانت النتيجة انهيار الحلم العربى فى الوحدة وكان الانفصال .. وظلت الشعارات (البيضاء) تخفى النكبات ، إلى أن جاءت النكبة الكبرى فى يونية 1967 ووقتها أنشد الأبنودى :

وبلدنا على الترعة بتغسل شعرها

جـانا نهـار مـاقـبلـش يدفـع مـهرها

وعندما غناها عبد الحليم اضطر الأبنودى إلى تغيير (ماقبلش) إلى (ما قدرش) .. ولن يخفى عليك الفارق الشاسع بين المعنيين

نعم ياشريف .. لولا محقة .. جرت عملية تشويه ممنهجة .. جعلت محاربة الطموح الطبيعى المشروع مبدأ سياسى اجتماعى تتم على أساسه مرحلة "التحول الاشتراكى"

بعد نكبة 67 ، تحرك النبل (الأبيض) داخل نفوس شباب ذلك الوقت .. فقام يعبر عن سخطه وانهيار ثقته فى مماليكه .. تمثل ذلك فى أول عام 68 وفى آخره .. حدثت مظاهرات فبراير (قادته هندسة القاهرة) تطالب بالتغيير .. فسارع المماليك بإصدار ما سمى بيان 30 مارس حاملا مبادئ ذلك التغيير .. ولم يتحقق منه شئ على أرض الواقع .. فقام طلبة هندسة الإسكندرية فى نوفمبر 68 باعتصامهم الشهير والذى أشعلته أحداث وقعت فى المنصورة عندما قام طلبة الثانوى بمظاهرات احتجاجا على قانون جديد للتعليم فقمعتها الشرطة وأطلقت الرصاص الحى على المتظاهرين فسقط قتلى وجرحى .. أشعلت تلك الشرارة شعور شباب ذلك الوقت فقادت هندسة الإسكندرية ذلك الاعتصام الذى انتهى بنزول الجيش إلى شوارع الاسكندرية وحامت طائرات الهليوكبتر فوق الكلية وكانت على أهبة الاستعداد لقصفها إذا لم ينفض الاعتصام .. وتدخلت عناية الله وسقطت أمطار غير عادية فى ليلة الإثنين 25 نوفمبر أدخلت الناس إلى بيوتها وانفض الاعتصام وعاد الهدوء بعد حظر التجول ..

كانت مطالب الطلبة قد عبر عنها بيانهم التالى:

قرار مجلس اتحاد طلاب كلية الهندسة، ومجلس اتحاد طلاب جامعة الإسكندرية يوم 23/11/1968 بشأن الأحداث التى وقعت منذ صباح اليوم :

إعلان الاعتصام بالكلية والإضراب العام عن الدراسة حتى تتحقق المطالب الآتية :

¨ إقالة شعراوى جمعة وزير الداخلية، والتحقيق معه علناً .

¨ محاكمة المسئولين الأساسيين والفرعيين عن حوادث المنصورة والإسكندرية، ومحاكمتهم محاكمة علنية .

¨ رفع رقابة وزارة الإرشاد نهائياً عن الصحافة المصرية .

¨ منع استعمال العنف على الإطلاق مع المواطنين بصفة عامة .

¨ الإفراج فوراً عن جميع الطلبة المعتقلين فى المنصورة والإسكندرية .

¨ إشراك الطلاب فى إبداء الرأى تجاه برامج تطوير التعليم الجامعى، والثانوى، والإعدادى، والإبتدائى .

¨ ضرورة تحقيق الحرية الكافية للمواطنين، وضمان أمنهم واستقرارهم .

¨ ضرورة سقوط مجتمع الشعارات، وتحقيق التغيير الذى جاء ببيان 30مارس .

¨ حماية الطلبة وضمان عدم اعتقالهم وإرهابهم .

إضطررت إلى الملخص السابق لأحداث إعتصام هندسة الإسكندرية لكى أوضح - فيما يلى - ماكان سائدا من فكر قادة "التحول الاشتراكى" فى مصر فى ذلك الوقت ، وكيف أنه كان قائما على ترسيخ الحقد على كل ما هو ، ومن هو ناجح وضرورة إيذائه بكل الطرق الممكنة وهدمه إن أمكن ..

كان من الطبيعى أن يثور السؤال .. لماذا كليات الهندسة بالذات ؟

وسأترك الإجابة على هذا السؤال للسيد / فريد عبد الكريم أمين الاتحاد "الاشتراكى" لمحافظة الجيزة فى ذلك الوقت وذلك من وقائع جلسة اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى العربى (لم يكن هناك شيئا مصريا .. كله كان عربى) التى عقدت لمناقشة تلك الأحداث .. قال لا فض فوه :

بعد هذه النقطة انتقل لنقطة أهم : لماذا كلية الهندسة بالـذات؟ .. أعتقـد أن هناك أسـبابـاً موضوعية كثيرة، لأنه من غير هذه الأسباب لا يمكن أن نأتى إلى علاج .

من الواضح - المؤسف - فى كلية الهندسة أن أكبر نسبة من القادرين استطاعت أن تصل إلى هذه الكلية، لأنهم هم القادرون على أن يهيئوا لأبنائهم حياة خاصة، وإشرافاً خاصاً ، ومدارس خاصة، ودروساً خاصة، ورعاية صحية وإشرافية خاصة، لابد أن تنتهى إلى أن أكبر نسبة من القادرين - المغرورين - هم الذين يستطيعون أن يحصلوا على أعلى الدرجات .

ومن ثم فإن أكبر نسبة من أبناء القادرين دخلوا هـذه الكلية بالذات .. كلية الهندسة – سواء فى جامعة القاهرة ، أو فى جامعة الإسكندرية – وكلية الطب، وكلية الصيدلة أيضـاً. والتحرك لابد أن ينتهى من كليات الهندسة .. إلى كليات الطب .. إلى كليات الصيدلة، والدليل على ذلك البيانات الصابئة، الغادرة، والخائنة، التى صدرت من كلية الطب فى العام الماضى ، لأن أكبر نسبة - كما أقول لحضراتكم - من أبناء القادرين استطاعت أن تقتحم أبواب كلية الهندسة بالذات، لِمَ لهم من قدرة خاصة، ومميزات خاصة .

والدليل الظاهر الواضح على ذلك، أن من يذهب منكم إلى الجامعة، سوف يجد حول أسوار كلية الهندسة آلاف العربات الخاصة، وسوف لا يجد فى الكليات الأخرى مثل هذا المظهر . والدليل على ذلك أيضاً، أن تحركات فبراير الماضية - وقد كُلِّفت بأن أتصل ببعض الزعامات الخاوية الخائبة لتحركات فبراير - وجدت فيها مظاهر الثراء، ومظاهر الإنتماء إلى طبقة معينة تشيع بالنسبة لزعامات هؤلاء الطلاب. ذلك يؤكد أن فئة قليلة موجودة فى كلية الهندسة بالذات، وكلية الطب إنما تنتمى إلى طبقة معينة تتجرع الحقـد، والبغض، والنقمة فى بيوتهـا، لكى تنقله نقمة أيضاً وثورة داخل كلية الهندسة بالذات، وهذا سبب ثان .

أما السبب الثالث لتحرك طلبة كليـة الهندسة بالـذات : فهو أن هؤلاء الطلبة كانت لهم تطلعات معينة. تعلمون حضراتكم أن طلبة كلية الهندسة بالذات، وطلبة كلية الطب يرون أمثلة تطلعية عند دخولهم إلى الكلية.. وكما يقال فى المثل : إن كل شخص يدخل كلية الطب الآن يبحث عن (5 ع ) : عيادة، وعربية، وعمارة، وعزبة، وعروسة . أمـا بالنسبة لطلبة كلية الهندسة فإن هذه التطلعات كانت تنحصر فى أن من يتخرج فيها كان يتقاضى مائة جنيه، ومائة وخمسين جنيهاً، وهذه التطلعات أَصبَحـت فى نظامنا الاشتراكى - فى تطبيقـه وفى تطـوره - تطلعات مقطوعة . عندئذ أحس الطلبة .. والأمثلة موجـودة فى أساتذتهم .. أن هـذه التطلعات ليس لها الآن ما يبررها ، وأن المساواة فى تكافؤ الفرص، والمساواة فى الدخول، لا يمكن إطلاقاً أن تتيح لهم تطلعات جديدة .

إن طـالب الطب مثلاً، كان بعـد سنة أو سنتين يقتنى عـزبـة، وسيارة ، وعروسة ، كمـا يتطلع ، ولكنه الآن يجد نفسه فى وحدة مجمعة - فى أى مكان فى القرى لكى يخدم مجتمعه - يتقاضى 17.5 جنيهاً أو 20جنيهاً مثلاً، عند ذلك يحس هـؤلاء الطلبة بـأن تطلعاتهم السابقة، لم يعد لها فى نظامنا الجديد ما يبررها، ولا يمكن إطلاقاً أن تتاح لهم هذه التطلعات، هذا سبب ثالث .

السبب الرابع أيضاً : أن الطلبة من كلية الهندسة - بالذات فى جامعة القاهرة - الذين قادوا مظاهرات فبراير الماضى، تولوا القيادة فى اتحادات الطلاب، وانتخابات اتحاد طلاب جديد على الأبواب .. فى فبراير القادم، ولابد لهذه الزعامات الخاوية - الشخصية والذاتية - من أن تثبت وجودها، كيف تثبته، وليس لها إطلاقاً وعى سياسى عميق، ولا فهم كامل، فى إطار كامل لتحرك سياسى منتج ونافع لجماهير هذا الشعب؟.. انهم لابد أن ينتهزوا أى فـرصة لكى يثبتوا زعامة جديدة، حتى يحلوا محل الثوار الأبطال .. أبطال ثورة فبراير الماضى. ومن هنا كان ذلك سبباً جديداً .

يضاف إلى كل ذلك، عقدة التفوق لدى طلبة كلية الهندسة بالـذات، لأنهم الحاصلون على أعلى الدرجات، ولأنهم الذين يتلقون أقسى العلوم .. لابد لهذه العقدة من أن تتجسد فى زعامة ، ولا يمكن للزعامة أن تتجسد أيضاً فى واقـع – حتى لـو كان خاطئاً وخطيراً - إلاَّ إذا كان ذلك فى تحرك خاطئ أو مصيب .

هذه أسباب فى اعتقادى - وفى تحليلى - أنها هى التى تدفع طلبة كلية الهندسة بالذات فى القاهـرة والإسكندرية إلى التحرك فى أى وقت، وعند أى سبب مختلق أو طبيعى، وإلاَّ فلماذا تثور كلية الهندسة بالذات؟ لماذا يبدأ التحرك من هناك؟ هل طلبتهـا أكـثر وعياً من غيرهم، وهم لا يدرسون إطلاقاً ألف باء السياسة؟

وحتى لا يتصور أحد أن هذا كلام قيادى أرزقى يزايد حرصا على منصبه وتطلعا إلى منصب أكبر .. فإن ما يدل على أن هذا الفكر الحقود كان ينزل من أعلى الهرم (الاشتراكى) إلى قاعدته هو تعليق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على كلمة أمين الجيزة :

الفئة اللى كانت بتثير هـذا الموضوع هى فئة قليلة .. أقل من 1 % بالنسبة للجامعات . يعنى لَمَّا بنمسك كلية هندسة القاهرة فيها 7000 طالب .. فعـلاً الكلام اللى اتقال على العربيات هى حواليها حوالى 200عربية، والكليات الثانية حوالين كل كلية حوالى 10 أو 15 عربية، أنا سألت عن موضوع العربيات ده بالذات . .. وبعدين لَمَّا بينعمل مؤتمر .. المؤتمر بيحضره قد إيه؟.. بيحضره 400 طـالب .. أو بيحضره 500 طـالب . المؤتمر اللى انعقد يـوم السبت كان فيه 400 طالب من 7000 . مين اللى بيتكلموا؟.. أنا عارفهم واحد واحد .. اللى بيتكلموا - من أول السنة الدراسية - هُم طلبة مِنْ اللى بيحطوا جرائد الحائط، وبيقولوا إيه؟.. أنا عارفهم، وقارى جرائد الحائط .. وعامل لكل واحد منهم كارت عندى فى الرياسة .. يعنى أنا متتبع العملية .

هذا هو الفكر الذى وضع المنهج وقاد تنفيذه منذ ما يقارب النصف قرن .. تأصل فكر محاربة الطموح المشروح منذ أن صار فكرا ممنهجا تولى تأصيله زبانية "التحول الاشتراكى" .. مازال هذا الفكر موجودا .. فما يهدمه الزبانية فى 10 أو 15 عاما يحتاج 100 أو 150 عاما لإعادة بنائه .. لقد هدموا فضيلة الإعجاب بالنجاح .. وفضيلة الطموح المشروع للنجاح .. وغريزة البحث عن حياة أفضل بالطرق المشروعة

أرجو ألا أكون قد أطلت .. وأرجو ألا تكون الزاوية (التاريخية) التى نظرت بها إلى الموضوع خارجة عن سياقه .. هى على الأقل زاوية لشاهد عيان عاش تلك الأحداث دقيقة بدقيقة ..

نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل
فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة
تساند جيشها
الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره
فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونة

تحيا مصر
*********************************
إقرأ فى غير خضـوع
وفكر فى غير غـرور
واقتنع فى غير تعصب
وحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك

رابط هذا التعليق
شارك

الموضوع له عمق نفسي بشكل غير طبيعى .. تلك هى انعكاسات التشوه الذى حدث

داخل المواطن المصرى فأودى به لتلك المرحلة القبيحة جدا من تمنى زوال كل نعمه

مهما كانت من يد من يملكها ... أتعرف لماذا ؟؟ لأن تمنى الزوال بالنسبة لهؤلاء

أكثر سهولة وأقرب لإحتمالات التحقق من إحتمالات أن يطلبون بعضا مما فى ايدى هؤلاء !!

تشوه داخلى بمعنى الكلمة ...

لولا

ماشاء الله يا لولا .. وضعتى يدك بكل لطف على موطن الوجع ..

هل تعرفين منذ متى بدأ ذلك التشويه المتعمد لنفس المواطن المصرى ؟ .. أنا عندى تصور لذلك .. فقد عشت فترة انتقالية هامة جدا من تاريخ مصر .. كانوا يطلقون عليها "مرحلة التحول الاشتراكى" .. كنا شبابا لا يرى إلا الأبيض والأسود .. وتحت شعار العدالة الاجتماعية (أبيض وزى الفل) إختفى السواد .. الذى تمثل فى الأحقاد وتصفية الحسابات .. بدأ مماليك الكاكى (كما يسميهم عمك أخناتون) فى هدم وتكسير كل طموح مشروع .. وبدأت قرارات الهدم تحت الشعار الأبيض تتوالى ، ومنها هذا القرار فى يوليو 1961 .. وحاول المماليك تطبيق تلك القرارات فى الإقليم الشمالى للجمهورية العربية المتحدة (سوريا) وكانت النتيجة انهيار الحلم العربى فى الوحدة وكان الانفصال .. وظلت الشعارات (البيضاء) تخفى النكبات ، إلى أن جاءت النكبة الكبرى فى يونية 1967 ووقتها أنشد الأبنودى :

وبلدنا على الترعة بتغسل شعرها

جـانا نهـار مـاقـبلـش يدفـع مـهرها

وعندما غناها عبد الحليم اضطر الأبنودى إلى تغيير (ماقبلش) إلى (ما قدرش) .. ولن يخفى عليك الفارق الشاسع بين المعنيين

نعم ياشريف .. لولا محقة .. جرت عملية تشويه ممنهجة .. جعلت محاربة الطموح الطبيعى المشروع مبدأ سياسى اجتماعى تتم على أساسه مرحلة "التحول الاشتراكى"

بعد نكبة 67 ، تحرك النبل (الأبيض) داخل نفوس شباب ذلك الوقت .. فقام يعبر عن سخطه وانهيار ثقته فى مماليكه .. تمثل ذلك فى أول عام 68 وفى آخره .. حدثت مظاهرات فبراير (قادته هندسة القاهرة) تطالب بالتغيير .. فسارع المماليك بإصدار ما سمى بيان 30 مارس حاملا مبادئ ذلك التغيير .. ولم يتحقق منه شئ على أرض الواقع .. فقام طلبة هندسة الإسكندرية فى نوفمبر 68 باعتصامهم الشهير والذى أشعلته أحداث وقعت فى المنصورة عندما قام طلبة الثانوى بمظاهرات احتجاجا على قانون جديد للتعليم فقمعتها الشرطة وأطلقت الرصاص الحى على المتظاهرين فسقط قتلى وجرحى .. أشعلت تلك الشرارة شعور شباب ذلك الوقت فقادت هندسة الإسكندرية ذلك الاعتصام الذى انتهى بنزول الجيش إلى شوارع الاسكندرية وحامت طائرات الهليوكبتر فوق الكلية وكانت على أهبة الاستعداد لقصفها إذا لم ينفض الاعتصام .. وتدخلت عناية الله وسقطت أمطار غير عادية فى ليلة الإثنين 25 نوفمبر أدخلت الناس إلى بيوتها وانفض الاعتصام وعاد الهدوء بعد حظر التجول ..

كانت مطالب الطلبة قد عبر عنها بيانهم التالى:

قرار مجلس اتحاد طلاب كلية الهندسة، ومجلس اتحاد طلاب جامعة الإسكندرية يوم 23/11/1968 بشأن الأحداث التى وقعت منذ صباح اليوم :

إعلان الاعتصام بالكلية والإضراب العام عن الدراسة حتى تتحقق المطالب الآتية :

¨ إقالة شعراوى جمعة وزير الداخلية، والتحقيق معه علناً .

¨ محاكمة المسئولين الأساسيين والفرعيين عن حوادث المنصورة والإسكندرية، ومحاكمتهم محاكمة علنية .

¨ رفع رقابة وزارة الإرشاد نهائياً عن الصحافة المصرية .

¨ منع استعمال العنف على الإطلاق مع المواطنين بصفة عامة .

¨ الإفراج فوراً عن جميع الطلبة المعتقلين فى المنصورة والإسكندرية .

¨ إشراك الطلاب فى إبداء الرأى تجاه برامج تطوير التعليم الجامعى، والثانوى، والإعدادى، والإبتدائى .

¨ ضرورة تحقيق الحرية الكافية للمواطنين، وضمان أمنهم واستقرارهم .

¨ ضرورة سقوط مجتمع الشعارات، وتحقيق التغيير الذى جاء ببيان 30مارس .

¨ حماية الطلبة وضمان عدم اعتقالهم وإرهابهم .

إضطررت إلى الملخص السابق لأحداث إعتصام هندسة الإسكندرية لكى أوضح - فيما يلى - ماكان سائدا من فكر قادة "التحول الاشتراكى" فى مصر فى ذلك الوقت ، وكيف أنه كان قائما على ترسيخ الحقد على كل ما هو ، ومن هو ناجح وضرورة إيذائه بكل الطرق الممكنة وهدمه إن أمكن ..

كان من الطبيعى أن يثور السؤال .. لماذا كليات الهندسة بالذات ؟

وسأترك الإجابة على هذا السؤال للسيد / فريد عبد الكريم أمين الاتحاد "الاشتراكى" لمحافظة الجيزة فى ذلك الوقت وذلك من وقائع جلسة اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكى العربى (لم يكن هناك شيئا مصريا .. كله كان عربى) التى عقدت لمناقشة تلك الأحداث .. قال لا فض فوه :

بعد هذه النقطة انتقل لنقطة أهم : لماذا كلية الهندسة بالـذات؟ .. أعتقـد أن هناك أسـبابـاً موضوعية كثيرة، لأنه من غير هذه الأسباب لا يمكن أن نأتى إلى علاج .

من الواضح - المؤسف - فى كلية الهندسة أن أكبر نسبة من القادرين استطاعت أن تصل إلى هذه الكلية، لأنهم هم القادرون على أن يهيئوا لأبنائهم حياة خاصة، وإشرافاً خاصاً ، ومدارس خاصة، ودروساً خاصة، ورعاية صحية وإشرافية خاصة، لابد أن تنتهى إلى أن أكبر نسبة من القادرين - المغرورين - هم الذين يستطيعون أن يحصلوا على أعلى الدرجات .

ومن ثم فإن أكبر نسبة من أبناء القادرين دخلوا هـذه الكلية بالذات .. كلية الهندسة – سواء فى جامعة القاهرة ، أو فى جامعة الإسكندرية – وكلية الطب، وكلية الصيدلة أيضـاً. والتحرك لابد أن ينتهى من كليات الهندسة .. إلى كليات الطب .. إلى كليات الصيدلة، والدليل على ذلك البيانات الصابئة، الغادرة، والخائنة، التى صدرت من كلية الطب فى العام الماضى ، لأن أكبر نسبة - كما أقول لحضراتكم - من أبناء القادرين استطاعت أن تقتحم أبواب كلية الهندسة بالذات، لِمَ لهم من قدرة خاصة، ومميزات خاصة .

والدليل الظاهر الواضح على ذلك، أن من يذهب منكم إلى الجامعة، سوف يجد حول أسوار كلية الهندسة آلاف العربات الخاصة، وسوف لا يجد فى الكليات الأخرى مثل هذا المظهر . والدليل على ذلك أيضاً، أن تحركات فبراير الماضية - وقد كُلِّفت بأن أتصل ببعض الزعامات الخاوية الخائبة لتحركات فبراير - وجدت فيها مظاهر الثراء، ومظاهر الإنتماء إلى طبقة معينة تشيع بالنسبة لزعامات هؤلاء الطلاب. ذلك يؤكد أن فئة قليلة موجودة فى كلية الهندسة بالذات، وكلية الطب إنما تنتمى إلى طبقة معينة تتجرع الحقـد، والبغض، والنقمة فى بيوتهـا، لكى تنقله نقمة أيضاً وثورة داخل كلية الهندسة بالذات، وهذا سبب ثان .

أما السبب الثالث لتحرك طلبة كليـة الهندسة بالـذات : فهو أن هؤلاء الطلبة كانت لهم تطلعات معينة. تعلمون حضراتكم أن طلبة كلية الهندسة بالذات، وطلبة كلية الطب يرون أمثلة تطلعية عند دخولهم إلى الكلية.. وكما يقال فى المثل : إن كل شخص يدخل كلية الطب الآن يبحث عن (5 ع ) : عيادة، وعربية، وعمارة، وعزبة، وعروسة . أمـا بالنسبة لطلبة كلية الهندسة فإن هذه التطلعات كانت تنحصر فى أن من يتخرج فيها كان يتقاضى مائة جنيه، ومائة وخمسين جنيهاً، وهذه التطلعات أَصبَحـت فى نظامنا الاشتراكى - فى تطبيقـه وفى تطـوره - تطلعات مقطوعة . عندئذ أحس الطلبة .. والأمثلة موجـودة فى أساتذتهم .. أن هـذه التطلعات ليس لها الآن ما يبررها ، وأن المساواة فى تكافؤ الفرص، والمساواة فى الدخول، لا يمكن إطلاقاً أن تتيح لهم تطلعات جديدة .

إن طـالب الطب مثلاً، كان بعـد سنة أو سنتين يقتنى عـزبـة، وسيارة ، وعروسة ، كمـا يتطلع ، ولكنه الآن يجد نفسه فى وحدة مجمعة - فى أى مكان فى القرى لكى يخدم مجتمعه - يتقاضى 17.5 جنيهاً أو 20جنيهاً مثلاً، عند ذلك يحس هـؤلاء الطلبة بـأن تطلعاتهم السابقة، لم يعد لها فى نظامنا الجديد ما يبررها، ولا يمكن إطلاقاً أن تتاح لهم هذه التطلعات، هذا سبب ثالث .

السبب الرابع أيضاً : أن الطلبة من كلية الهندسة - بالذات فى جامعة القاهرة - الذين قادوا مظاهرات فبراير الماضى، تولوا القيادة فى اتحادات الطلاب، وانتخابات اتحاد طلاب جديد على الأبواب .. فى فبراير القادم، ولابد لهذه الزعامات الخاوية - الشخصية والذاتية - من أن تثبت وجودها، كيف تثبته، وليس لها إطلاقاً وعى سياسى عميق، ولا فهم كامل، فى إطار كامل لتحرك سياسى منتج ونافع لجماهير هذا الشعب؟.. انهم لابد أن ينتهزوا أى فـرصة لكى يثبتوا زعامة جديدة، حتى يحلوا محل الثوار الأبطال .. أبطال ثورة فبراير الماضى. ومن هنا كان ذلك سبباً جديداً .

يضاف إلى كل ذلك، عقدة التفوق لدى طلبة كلية الهندسة بالـذات، لأنهم الحاصلون على أعلى الدرجات، ولأنهم الذين يتلقون أقسى العلوم .. لابد لهذه العقدة من أن تتجسد فى زعامة ، ولا يمكن للزعامة أن تتجسد أيضاً فى واقـع – حتى لـو كان خاطئاً وخطيراً - إلاَّ إذا كان ذلك فى تحرك خاطئ أو مصيب .

هذه أسباب فى اعتقادى - وفى تحليلى - أنها هى التى تدفع طلبة كلية الهندسة بالذات فى القاهـرة والإسكندرية إلى التحرك فى أى وقت، وعند أى سبب مختلق أو طبيعى، وإلاَّ فلماذا تثور كلية الهندسة بالذات؟ لماذا يبدأ التحرك من هناك؟ هل طلبتهـا أكـثر وعياً من غيرهم، وهم لا يدرسون إطلاقاً ألف باء السياسة؟

وحتى لا يتصور أحد أن هذا كلام قيادى أرزقى يزايد حرصا على منصبه وتطلعا إلى منصب أكبر .. فإن ما يدل على أن هذا الفكر الحقود كان ينزل من أعلى الهرم (الاشتراكى) إلى قاعدته هو تعليق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على كلمة أمين الجيزة :

الفئة اللى كانت بتثير هـذا الموضوع هى فئة قليلة .. أقل من 1 % بالنسبة للجامعات . يعنى لَمَّا بنمسك كلية هندسة القاهرة فيها 7000 طالب .. فعـلاً الكلام اللى اتقال على العربيات هى حواليها حوالى 200عربية، والكليات الثانية حوالين كل كلية حوالى 10 أو 15 عربية، أنا سألت عن موضوع العربيات ده بالذات . .. وبعدين لَمَّا بينعمل مؤتمر .. المؤتمر بيحضره قد إيه؟.. بيحضره 400 طـالب .. أو بيحضره 500 طـالب . المؤتمر اللى انعقد يـوم السبت كان فيه 400 طالب من 7000 . مين اللى بيتكلموا؟.. أنا عارفهم واحد واحد .. اللى بيتكلموا - من أول السنة الدراسية - هُم طلبة مِنْ اللى بيحطوا جرائد الحائط، وبيقولوا إيه؟.. أنا عارفهم، وقارى جرائد الحائط .. وعامل لكل واحد منهم كارت عندى فى الرياسة .. يعنى أنا متتبع العملية .

هذا هو الفكر الذى وضع المنهج وقاد تنفيذه منذ ما يقارب النصف قرن .. تأصل فكر محاربة الطموح المشروح منذ أن صار فكرا ممنهجا تولى تأصيله زبانية "التحول الاشتراكى" .. مازال هذا الفكر موجودا .. فما يهدمه الزبانية فى 10 أو 15 عاما يحتاج 100 أو 150 عاما لإعادة بنائه .. لقد هدموا فضيلة الإعجاب بالنجاح .. وفضيلة الطموح المشروع للنجاح .. وغريزة البحث عن حياة أفضل بالطرق المشروعة

أرجو ألا أكون قد أطلت .. وأرجو ألا تكون الزاوية (التاريخية) التى نظرت بها إلى الموضوع خارجة عن سياقه .. هى على الأقل زاوية لشاهد عيان عاش تلك الأحداث دقيقة بدقيقة ..

لا أستطيع أن أمر على كلام له هذا الوزن الثقافى _الذى يحتاج منى قرأة متأنيه جدا ودقيقة _ دون

أن أسجل أولا كلمات حاكت فى قلبى ومن الصعب جدا أن لا أقولها _ مع الإذن طبعا من الفاضل شريف_..

أحببت أن أقول تلك بحق هى نوعية المواضيع و شكل الحوارات التى أشعر بشغف لأنتهل منها .. وتلك هى حقاالثقافة والأسئلة والقضايا التى نحتاج أن نطرحها بمنظور ثقافى ثرى وفكرى متنوع وممتد بين أطراف الحوار

لإثراءه فنخرج من مواضيع القسم الجادبإضافة ونتشارك آراء قد نتفق فيها وقد نختلف ولكن حتما ..

حتما تستحق أن تشعر معها أننا هنا أفكار تمتد ثقافتنا لنبحث معاً ونفكر معاً ونضيف للحوار مساحة

للمشاركة والتفكير دون محاولة لتحويلة فقط الى مجرد فقاعة صابون وحصره فى منظور ضيق يُفرض

على جميع الأطراف بناء على نظارة لها مقاسات معينه تناسب نظر البعض ومن الطبيعى ان لا تناسب الآخرين .

لولا

طائره ورقيه

رياح شديده

خيط قصير

الطائره ليست بين السماء ولا الأرض

..هذه انا!!

لولا

رابط هذا التعليق
شارك

أولا تحياتى للموضوع الجميل

وتحياتى ايضا لصاحبه

ثانيا جزء من المشكلة كما تفضل الفاضل ابومحمد من فترة الستينيات

ولو أنى أحترم جدا الزعيم الراحل عبدالناصر

وتجربتة

بايجابياتها وسلبياتها

الا ان سلبية فوضى التأميم التى طالت ناس محترمين

لمجرد انهم عندهم مشروعات وشركات

ولم يكونوا أغنياء حرب أو فاسدين عشان يتأمموا

واشهرهم وأحبهم الية المطرب محمد فوزى اللى راح فيها بعدتأميم شركتة

الا أنى أختلف مع والدى الفاضل ابو محمد لو سمح لى

فى أنة ليس فقط فى العهد الناصرى حدثت تلك الهزة فى الاخلاق للشعب المصرى

وأن ناصر وفترة حكمة فقط أولا وأخيرا هية السبب

وماذا عن السبعينيات؟

وانفتاح السداح مداح؟

اللى معلش من وجهة نظرى هوة اللى رسب عند الناس مفهوم كان حقيقى وقتها

لكن للأسف لا يجوز أبدا أن نعممة

المفهوم ببساطة

اللى معاة فلوس يبقى حرامى

ورجال الأعمال دى كلمة بتتقال كاسم حركى للنصاب الهلاب

عندما تكون صورة صاحب رأس المال فى أى مجتمع بهذة الطريقة ينتج عنها حاجتين فى قيم الناس:

الأولى=عايز تغتنى =اسرق

غير كدة لأ

التانية=ومترتبة على الأولى

الغنى دة ابن ---------حرامى

وتشتغل مشاعر الكرة والحقد وهية مشاعر طبيعية صائبة تجاة اللصوص

نقطة أوضحها لى أخى وهو مهندس نقلا عن صنايعى كبير فى السن

قالة تعرف لية ياباشمهندس الصنايعية بقوا بالأخلاق دى؟

فاستغرب اخى قائلا لية؟

قالة ناصر فى الستينيات خرج العيال بتوع الملاجئ والاصلاحيات عشان يتعلموا صنعة ويبقوا صنايعية

فبقت المهنة يا ناس سيئين يا ناس اتأثروا بالسيئين

أخطأ عبد الناصر

لكن مش لوحدة

لا اللى قبلة ولا اللى بعدة ملايكة بجناحين

رابط هذا التعليق
شارك

الا أنى أختلف مع والدى الفاضل ابو محمد لو سمح لى

فى أنة ليس فقط فى العهد الناصرى حدثت تلك الهزة فى الاخلاق للشعب المصرى

وأن ناصر وفترة حكمة فقط أولا وأخيرا هية السبب

وماذا عن السبعينيات؟

وانفتاح السداح مداح؟

أهلا يا دكتور حسام .. والحمد لله ، لم يخب ظنى فيك .. فأنا أعرف أنك من المعجبين بالتجربة الناصرية .. وها أنت تثبت لى فكرتى عنك بأنك مختلف عن الكثير من المعجبين بالتجربة الناصرية فى أنك لا تراها حققت أو كانت كفيلة بتحقيق المدينة الفاضلة ..

أنا مثلك ولكن على الجانب الآخر من السور .. أرى فيها سلبيات كثيرة ولا أنكر إيجابياتها .. وأرى فى حقبة السادات محاولات لإصلاح تلك السلبيات ، تعثرت وركب موجتها المستغلون الذين افتقروا إلى الشرف والأمانة ولم يكن لهم من هدف سوى تحقيق أكبر المكاسب بطرق غير مشروعة .. ولا أدعى العلم ببواطن الأمور والاطلاع على النوايا لأقول أن مبدأ تلك الفترة الذى أعلنه السادات :

"إللى عاوز يكسب ويكوِّن ثروة له الحرية فى ذلك طالما يؤدى حق الدولة"

هى كما ترى عكس ما كان فى حقبة الستينيات .. حيث كان الهدف تحويل الشعب إلى موظفين يمدون الأيادى كل شهر ليأخذوا راتبهم من الدولة

وأنا معك فى أن البعض قد فسر ذلك المبدأ على أنه كارت بلانش للسرقة والتهليب والاتجار فى كل ما هو غير مشروع ..

وأنا معك فى أن فترة السبعينيات أفرزت من أطلقوا على أنفسهم لقب "رجال أعمال" وهم فى الحقيقة مصاصو دماء مستغلون غير شرفاء ..

من وجهة نظرى هوة اللى رسب عند الناس مفهوم كان حقيقى وقتها

لكن للأسف لا يجوز أبدا أن نعممة

المفهوم ببساطة

اللى معاة فلوس يبقى حرامى

ورجال الأعمال دى كلمة بتتقال كاسم حركى للنصاب الهلاب

عندما تكون صورة صاحب رأس المال فى أى مجتمع بهذة الطريقة ينتج عنها حاجتين فى قيم الناس:

الأولى=عايز تغتنى =اسرق

غير كدة لأ

التانية=ومترتبة على الأولى

الغنى دة ابن ---------حرامى

وتشتغل مشاعر الكرة والحقد وهية مشاعر طبيعية صائبة تجاة اللصوص

لا أستطيع أن أختلف معك فى هذا .. بالفعل شاعت تلك الصورة وترسخت عن أصحاب رؤوس الأموال - بفضل المتضررين من التحول عن الاشتراكية - كما شاعت فى الخمسينيات والستينيات صورة الباشا الإقطاعى أبو شنب وكرش الذى يضرب الفلاحين بالسياط ويستولى على أراضيهم ومواشيهم بالقوة والجبروت .. وترسخت الصورة البشعة لكل صاحب رأس مال - حتى الآن - كما ترسخت الصورة البشعة لكل باشوات ما قبل الثورة ...

وامتد هذا الشعور العدائى ليشمل كل مظاهر النجاح بفضل خاصية نتمتع بها ، خاصية موروثة ومغروسة فى ثقافتنا ، وهى خاصية الميل الدائم إلى التعميم .. فكل من ليس مثلى فهو عدوى .. طالما لم أنجح أنا فى تحقيق ما حققه غيرى فلا بد أن يكون كل الناجحين قد سلكوا طرقا غير مشروعة ..

ثم يبدأ العمل على تقويض نجاح الناجحين ، لأن ذلك أسهل بكثير من العمل على الوصول إلى نفس النجاح

ينشغل الفاشل دائما عن العمل الجاد ومحاولة الوصول إلى النجاح بالنظر إلى الناجح محاولا تلطيخ نجاحه ، وإظهاره بأنه إما غشاش أو لص أو نصاب أو منافق أو مستغل أو عديم الأخلاق والمبادئ .... ويأخذ واحدا أو اثنين ممن تنطبق عليهم تلك الادعاءات ليعممها على كل الناجحين .. والمؤسف حقا أن صوت الناعقين الناعين على الناس نجاحهم دائما يكون صوتا عاليا مجلجلا .. يخاطب الناس دائما بقول حق يلقى صدى فى نفوسهم وهو لا يريد به إلا باطلا .. فيصير المجتمع مريضا بعدوى محاربة الناجحين .. بل ومحاربة من يتطلع إلى النجاح حتى وإن كان قد وطن نفسه على العمل والعرق والتعب فى سبيل تحقيق طموحه المشروع

وهنا تبرز الأسئلة الصعبة : كيف ننشر ثقافة النجاح بدلا من ثقافة الفشل .. كيف ننشر ثقافة الإتقان بدلا من ثقافة الإهمال .. كيف ننشر ثقافة الجمال بدلا من ثقافة القبح .. كيف ننشر ثقافة الإعجاب بدلا من ثقافة الحقد

نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل
فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة
تساند جيشها
الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره
فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونة

تحيا مصر
*********************************
إقرأ فى غير خضـوع
وفكر فى غير غـرور
واقتنع فى غير تعصب
وحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك

رابط هذا التعليق
شارك

الطموح المشروع : من حق اي انسان أن يكون له حلم يسعي الي تحقيقه – واذا تحقق هذا الحلم فانه يلا شك يكون سعيدا. واذا فشل في تحقيق طموحه رغم أنه بذل كل ماهو مطلوب منه – أي أنه أدي دوره ومع ذلك يفشل لأسباب خارجة عن ارادته فيصاب بالاحباط وقد بكون هذا الاحباط قاتلا كما في حالة الشاب البسيط الذي حاول الالتحاق بوزارة الخارجية واجتاز جميع الاختبارات المطلوبة بتفوق ومع هذا رفضوه لأنه غير لائق اجتماعيا- فانتحر – وهناك من يأس في تحقيق طموحه في بلده فراح يبحث عنه في بلد آخر كما في حالة معظم المغتربين – رغم مافيها من مخاطر وأضرار نفسية واجتماعية . من هذا نري دور الدولة له تأثير واضح في هذا الموضوع فماهو دور الدولة تجاه هذه الطموحات المشروعة؟

سأختار الولايات المتحدة كمثال - بحكم اقامتي فيها مدة طويلة- ونستعرض سياستها تجاه هذه الطموحات بصفة عامة أيا كان نوع هذا الطموح أوالحلم طالما كان مشروعا.

حق المواطن في الحلم المشرؤع تبنته الولايات المتحدة وجعلت منه ضمن المبادئ الرئيسية التي نشأت عليها الدولة-ولشرح ذلك – عند استقلال الولايات المتحدة عام 1776 واعلان انفصالها عن انجلترا-قامت باعلان" وثيقة الأستقلال"تشرح فيها ألأسباب التي دعت الي هذا الانفصال وحددت فيها المبادئ الرئيسية التي سوف تسير عليها الدولة الناشئة وعلي أساس هذه المبادئ يتم صياغة الدستورالجديد. هذه المبادئ بسيطة وواضحة لاتتعدي سطورا قليلة لكنها تحمل معان كثيرة- وقد قمت بفصلها الي جزئين بعد ترجمتها ليسهل على ماأريد قوله

– الجزء الأول:

"نحن نعلن هذه الحقائق -التي ثبت صحتها ان – جميع الناس خلقوا متساويين – وأن الله منحهم حقوقا طبيعية ( بمعني أنها من الله ولايملك مخلوق أن يمنعها) ومن ضمن هذه الحقوق :1-الحياة 2- الحرية 3- السعي نحو السعادة."

الجزء الثاني : ( هذا الجزء لايخص هذا الموضوع مباشرة وأجملته هنا حتي نتعرف علي المبادئ الأساسية التي قامت عليها الدولة وعلي ضوئها تمت صياغة الدستور)

" الحكومات تشكل من أفراد استمدوا سلطاتهم من موافقة المحكومين . وأي حكومة تعمل علي تقويض هذه المبادئ فمن حق الشعب أن يغير أو يسقط هذه الحكومة وينصب حكومة أخري علي أساس ألعمل بهذه المبادئ وأن تراعي تنظيم سلطاتها في اطار هذه المبادئ.

الواقع يقرر أن الحكومات التي قد تستمر في الحكم لمدة طويلة - لايتحتم تغييرها بسبب مخالفات عابرة أوطفيفة وعليه ومن التجارب والخبرات فأن البشر تتعرض للمعاناة اذا تدخل الشيطان وأوحي الي الحكام أن يحيدوا عن هذه المبادئ. فاذا استمر الأذي رغم محاولة الأصلاح – فانه من حق الشعب بل من واجبهم أن يسقطوا هذه الحكومة – ويقوموا بوضع أسس جديدة وضمانات تحدد مسار الحكومة الجديدة."

هذه هي المبادئ التي تسير عليها الولايات المتحدة منذ انشائها حتي الآن وعلي ضوئها تمت صياغة الدستور ووثيقة الحقوق والتي منها نشأت و"ثيقة اعلان حقوق الأنسان" للأمم المتحدة عام 1948- وبالمناسبة وقعت مصر بالموافقة علي هذه الوثيقة علي أساس أن تقوم بتطبيقها !

ويلاحظ أيضا أن ماورد بهذه المبادئ هي في الأصل ماأوصت به جميع الأديان السماوية ولاحظ ماهو مكتوب عاليه في الجزء الأول –

نرجع لموضوعنا وهو الطموح المشروع ..البند (3) في الجزء الأول .."السعي نحو السعادة" اذا كان هذا التعبير يبدو غريبا أن يكون من ضمن الحقوق الطبيعية التي منحها الله للأنسان –وأنها مع باقي الحقوق الطبيعية تكون منظومة متجانسة...

أما عن التطبيق: فهو أن الحكومة لايجوز لها أصدار قوانين مقيدة ( باختصارأي قوانبن تعكنن عليك أو تضايقك ) وكأمثلة مما لاحظته : تكافؤ الفرص - عدم التمييز العنصري وسيادة القانون – فالقانون يسري علي الجميع دون استثناء -

ولايوجد في الدستور لغة رسمية للدولة ولا الدين الرسمي – فالدولة مكونة من مهاجرين من جميع أجناس الأرض وتحديد هذه الصفات قد يسئ الي مشاعر الفئات الأخري أو يعطي ميزة لفئة فوق سائر الفئات الأخري. كما أنه لايوجد قانون مثلا يحدد سن الأحالة علي المعاش –أنت حر تختار أن تستمر في عملك ...أوتتقاعد بأرادتك

كما أنه غير قانوني أن تعلن جهة عن وظائف- أن تحدد فيها سن المتقدم للوظيفة - وفي طلب الاستخدام أو الآنترفيو محظور سؤالك عن سنك أو دينك أوأصلك منين- والسلسلة لاتنتهي - وطبيعي أن تحدث مخالفات ولكن القانون يقف لها بالمرصاد ..

واحيانا تحدث مفارقات غريبة تضع هذه المبادئ في موضع الأختيار :

ففي فترة رئاسة كارتر خطر لأحد المواطنين أن يختبر مبدأ حرية تبادل المعلومات فأرسل للمباحث الفيدرالية اف.بي.آي يطلب منها صورة من الملف الخاص به لدي الأدارة –ربما لم يكن له ملف أصلا- أويشعر بالقلق – أوحتي بدافع الفضول- وأيا كان السبب ولكونه أول طلب من نوعه – بحثوا شرعية هذا الطلب فوجدوا أنه حق دستوري للمواطن وبالتالي اضطرت الحكومة أن تعلنها علي الناس حتي تعرف أن هذا من حقها وكانت النتيجة أن انهالت الطلبات علي المباحث الفيدرالية والتي كانت مضطرة قانونا للأستجابة حتي كادت تشل حركتها وفي النهاية وضعوا لها قواعد منظمة ترضي جمبع الأطراف. الغرض من هذا السرد هو ايضاح المقصود من "الحرية ..والسعي نحو السعادة"في المفهوم الأمريكي والتي جعلها الدستور حق الهي لاتملك أي قوة أن تغيره والحكومة وظيفتها أن تلتزم بمبادئ الدستور والحرص علي مصلحة الشعب - فواجبها أن تساعد المواطن في تحقيق سعادته المشروعة التي هي في الوقت نفسه النهاية المرجوة للطموح المشروع واذا حدث ولم يتحقق طموحه وفشل لأي سبب - لايستطيع أن يلوم الدولة في هذا الفشل

مبدأ "السعي نحو السعادة" تعبير شامل لأبعاد كثيرة والتي من ضمنها الحلم أو الطموح المشروع-أيا كان هدف هذا الحلم - وأعتقد أن النتيجة واضحة فقد استطاعت هذه الدولة الناشئة أن تتبوأ موقع الريادة في جميع المجالات تقريبا بين سائر الدول خلال فترة زمنية تعتبر قصيرة نسبيا في تاريخ الدول ولو تعمقنا في الأمر قليلا لنسأل هل الأمريكان مثلا نوعية خاصة من البشر؟ والجواب طبعا بالنفي لأنهم عبارة عن خليط من جميع أجناس الأرض فقط فهموا ورسموا الطريق لكي يساهم الأنسان بدوره في تعميرالأرض – شيء آخر يجب توضيحه وهوأن سياسة الدولة الداخلية أي العلاقة بين الحاكم والمحكوم محددة بالدستور أما بالنسبة للسياسة الخارجية أي علاقتها الخارجية مع الدول الأخري فلا يوجد دستور يحكمها وهنا تظهر الطبيعة البشرية علي حقيقتها سواء خير أو شر وهو مايعرفه البعض نتيجة سياستها الخارجية بالوجه القبيح لأمريكا..

أما بالنسبة للجزء الثاني من المداخلة والذي علقت عليه الأبنة الفاضلة لولا

"الموضوع له عمق نفسي بشكل غير طبيعى .. تلك هى انعكاسات التشوه الذى حدث

داخل المواطن المصرى فأودى به لتلك المرحلة القبيحة جدا من تمنى زوال كل نعمه

مهما كانت من يد من يملكها ... أتعرف لماذا ؟؟ لأن تمنى الزوال بالنسبة لهؤلاء

أكثر سهولة وأقرب لإحتمالات التحقق من إحتمالات أن يطلبون بعضا مما فى ايدى هؤلاء" !

والخاص بالتشوه الذي حدث داخل المواطن المصري.....الخ .... هذه الظاهرة لاتتواجد في مجتمع مثل المجتمع الأمريكي وأكيد في مجتمعات أخري بل علي العكس- فالشخص الذي يحقق نجاحا أو ثروة مشروعة يكون سعيدا بالتحدث عن نجاحه – يعني مافيش مبدا داري علي شمعتك ...أوأن النجاح نتيجة لبركة دعا الوالدين ..... كل شئ واضح ومصادر ثروته معروفة فتكافؤ الفرص والشفافية والمساواة أمام القانون مثلا هي مبادئ معمول بها ومطبقة بحزم في هذه المجتمعات .لذلك لاتوجد الأسباب التي تدعو الي الحقد علي الأفراد الذين نجحوا في تحقيق أحلامهم لأن الناس تدرك أنهم نجحوا بطرق مشروعة

"أما عن سؤال استاذنا أبومحمد

" وهنا تبرز الأسئلة الصعبة- كيف ننشر ثقافة النجاح بدلا من ثقافة الفشل- كيف ننشر ثقافة الاتقان بدلا من ثقافة الأهمال- كيف ننشرثقافة الجمال بدلا من ثقافة القيح – كيف ننشر ثقافة الأعجاب بدلا من ثقافة الحقد ؟ "

تري هل فيما تقدم اجابة علي بعض هذه التساؤلات ؟

آسف علي الاطالة ولكني لاحظت اهتمام الفاضلة لولا بالموضوع وأستاذنا أبومحمد و الأخ شريف صاحب الموضوع فغرضي من هذه المشاركة أن أقدم صورة من الواقع - وأنه من الممكن تحقيق الطموح المشروع اذا توفر له المناخ الصحي ...أما عن الصورة القاتمة التي يتم فيها التعامل مع الطموحات المشروعة في مصر – أقول أنه بدأ مع قيام الثورة وتوغل وتوحش الي أن صار الي ماهو عليه الآن . الأمثلة كثيرة - ويمكن لي القول أن من ضمنها تجربتي الشخصية التي بدأت منذ التحاقي بكلية الهندسة جامعة الأسكندرية عام 1950 أي قبل قيام الثورة . وبعد التخرج عام 55 التحقت بوظيفة أحببتها وأعتقدت أن أحلامي قد تحققت –ولم يدم شهر العسل أكثر من ستة شهور صدر بعدها أمر تكليف لدفعتنا وكانت هذه ربما أول مرة تحدث في تاريخ مصر. وتم التوزيع بطريقة عشوائية في أية وظيفة في أي مكان وعليك أن تنفذ والا وقعت عليك غرامة خمسون حنيها والحبس 6 شهور وبعد قضاء العقوبة تنفذ أمر التكليف والا ...ومش متذكر باقي العقوبات.

ودام الصراع لمدة 14 عاما تنقلت فيها مابين الوظائف الحكومية والقوات المسلحة حتي عام 65 ثم وظيفة مدنية وحققت نجاحات كثيرة والحمد لله...ولكن كان أي نجاح أحققه ينتهي بالأحباط ووصلت الأمور الي درجة لا تحتمل مما دفعني الي اتخاذ قرار الهجرة وهاجرت عام 1969. الفترة مابين التخرج من الكلية حتي الهجرة كانت مليئة بالأثارة والتجارب –

وحتي لاأخرج عن الموضوع فساترك التفاصيل لمناسبة أخري .

رابط هذا التعليق
شارك

الطموح المشروع : من حق اي انسان أن يكون له حلم يسعي الي تحقيقه – واذا تحقق هذا الحلم فانه يلا شك يكون سعيدا. واذا فشل في تحقيق طموحه رغم أنه بذل كل ماهو مطلوب منه – أي أنه أدي دوره ومع ذلك يفشل لأسباب خارجة عن ارادته فيصاب بالاحباط وقد بكون هذا الاحباط قاتلا كما في حالة الشاب البسيط الذي حاول الالتحاق بوزارة الخارجية واجتاز جميع الاختبارات المطلوبة بتفوق ومع هذا رفضوه لأنه غير لائق اجتماعيا- فانتحر – وهناك من يأس في تحقيق طموحه في بلده فراح يبحث عنه في بلد آخر كما في حالة معظم المغتربين – رغم مافيها من مخاطر وأضرار نفسية واجتماعية . من هذا نري دور الدولة له تأثير واضح في هذا الموضوع فماهو دور الدولة تجاه هذه الطموحات المشروعة؟

سأختار الولايات المتحدة كمثال - بحكم اقامتي فيها مدة طويلة- ونستعرض سياستها تجاه هذه الطموحات بصفة عامة أيا كان نوع هذا الطموح أوالحلم طالما كان مشروعا.

حق المواطن في الحلم المشرؤع تبنته الولايات المتحدة وجعلت منه ضمن المبادئ الرئيسية التي نشأت عليها الدولة-ولشرح ذلك – عند استقلال الولايات المتحدة عام 1776 واعلان انفصالها عن انجلترا-قامت باعلان" وثيقة الأستقلال"تشرح فيها ألأسباب التي دعت الي هذا الانفصال وحددت فيها المبادئ الرئيسية التي سوف تسير عليها الدولة الناشئة وعلي أساس هذه المبادئ يتم صياغة الدستورالجديد. هذه المبادئ بسيطة وواضحة لاتتعدي سطورا قليلة لكنها تحمل معان كثيرة- وقد قمت بفصلها الي جزئين بعد ترجمتها ليسهل على ماأريد قوله

– الجزء الأول:

"نحن نعلن هذه الحقائق -التي ثبت صحتها ان – جميع الناس خلقوا متساويين – وأن الله منحهم حقوقا طبيعية ( بمعني أنها من الله ولايملك مخلوق أن يمنعها) ومن ضمن هذه الحقوق :1-الحياة 2- الحرية 3- السعي نحو السعادة."

الجزء الثاني : ( هذا الجزء لايخص هذا الموضوع مباشرة وأجملته هنا حتي نتعرف علي المبادئ الأساسية التي قامت عليها الدولة وعلي ضوئها تمت صياغة الدستور)

" الحكومات تشكل من أفراد استمدوا سلطاتهم من موافقة المحكومين . وأي حكومة تعمل علي تقويض هذه المبادئ فمن حق الشعب أن يغير أو يسقط هذه الحكومة وينصب حكومة أخري علي أساس ألعمل بهذه المبادئ وأن تراعي تنظيم سلطاتها في اطار هذه المبادئ.

الواقع يقرر أن الحكومات التي قد تستمر في الحكم لمدة طويلة - لايتحتم تغييرها بسبب مخالفات عابرة أوطفيفة وعليه ومن التجارب والخبرات فأن البشر تتعرض للمعاناة اذا تدخل الشيطان وأوحي الي الحكام أن يحيدوا عن هذه المبادئ. فاذا استمر الأذي رغم محاولة الأصلاح – فانه من حق الشعب بل من واجبهم أن يسقطوا هذه الحكومة – ويقوموا بوضع أسس جديدة وضمانات تحدد مسار الحكومة الجديدة."

هذه هي المبادئ التي تسير عليها الولايات المتحدة منذ انشائها حتي الآن وعلي ضوئها تمت صياغة الدستور ووثيقة الحقوق والتي منها نشأت و"ثيقة اعلان حقوق الأنسان" للأمم المتحدة عام 1948- وبالمناسبة وقعت مصر بالموافقة علي هذه الوثيقة علي أساس أن تقوم بتطبيقها !

ويلاحظ أيضا أن ماورد بهذه المبادئ هي في الأصل ماأوصت به جميع الأديان السماوية ولاحظ ماهو مكتوب عاليه في الجزء الأول –

نرجع لموضوعنا وهو الطموح المشروع ..البند (3) في الجزء الأول .."السعي نحو السعادة" اذا كان هذا التعبير يبدو غريبا أن يكون من ضمن الحقوق الطبيعية التي منحها الله للأنسان –وأنها مع باقي الحقوق الطبيعية تكون منظومة متجانسة...

أما عن التطبيق: فهو أن الحكومة لايجوز لها أصدار قوانين مقيدة ( باختصارأي قوانبن تعكنن عليك أو تضايقك ) وكأمثلة مما لاحظته : تكافؤ الفرص - عدم التمييز العنصري وسيادة القانون – فالقانون يسري علي الجميع دون استثناء -

ولايوجد في الدستور لغة رسمية للدولة ولا الدين الرسمي – فالدولة مكونة من مهاجرين من جميع أجناس الأرض وتحديد هذه الصفات قد يسئ الي مشاعر الفئات الأخري أو يعطي ميزة لفئة فوق سائر الفئات الأخري. كما أنه لايوجد قانون مثلا يحدد سن الأحالة علي المعاش –أنت حر تختار أن تستمر في عملك ...أوتتقاعد بأرادتك

كما أنه غير قانوني أن تعلن جهة عن وظائف- أن تحدد فيها سن المتقدم للوظيفة - وفي طلب الاستخدام أو الآنترفيو محظور سؤالك عن سنك أو دينك أوأصلك منين- والسلسلة لاتنتهي - وطبيعي أن تحدث مخالفات ولكن القانون يقف لها بالمرصاد ..

واحيانا تحدث مفارقات غريبة تضع هذه المبادئ في موضع الأختيار :

ففي فترة رئاسة كارتر خطر لأحد المواطنين أن يختبر مبدأ حرية تبادل المعلومات فأرسل للمباحث الفيدرالية اف.بي.آي يطلب منها صورة من الملف الخاص به لدي الأدارة –ربما لم يكن له ملف أصلا- أويشعر بالقلق – أوحتي بدافع الفضول- وأيا كان السبب ولكونه أول طلب من نوعه – بحثوا شرعية هذا الطلب فوجدوا أنه حق دستوري للمواطن وبالتالي اضطرت الحكومة أن تعلنها علي الناس حتي تعرف أن هذا من حقها وكانت النتيجة أن انهالت الطلبات علي المباحث الفيدرالية والتي كانت مضطرة قانونا للأستجابة حتي كادت تشل حركتها وفي النهاية وضعوا لها قواعد منظمة ترضي جمبع الأطراف. الغرض من هذا السرد هو ايضاح المقصود من "الحرية ..والسعي نحو السعادة"في المفهوم الأمريكي والتي جعلها الدستور حق الهي لاتملك أي قوة أن تغيره والحكومة وظيفتها أن تلتزم بمبادئ الدستور والحرص علي مصلحة الشعب - فواجبها أن تساعد المواطن في تحقيق سعادته المشروعة التي هي في الوقت نفسه النهاية المرجوة للطموح المشروع واذا حدث ولم يتحقق طموحه وفشل لأي سبب - لايستطيع أن يلوم الدولة في هذا الفشل

مبدأ "السعي نحو السعادة" تعبير شامل لأبعاد كثيرة والتي من ضمنها الحلم أو الطموح المشروع-أيا كان هدف هذا الحلم - وأعتقد أن النتيجة واضحة فقد استطاعت هذه الدولة الناشئة أن تتبوأ موقع الريادة في جميع المجالات تقريبا بين سائر الدول خلال فترة زمنية تعتبر قصيرة نسبيا في تاريخ الدول ولو تعمقنا في الأمر قليلا لنسأل هل الأمريكان مثلا نوعية خاصة من البشر؟ والجواب طبعا بالنفي لأنهم عبارة عن خليط من جميع أجناس الأرض فقط فهموا ورسموا الطريق لكي يساهم الأنسان بدوره في تعميرالأرض – شيء آخر يجب توضيحه وهوأن سياسة الدولة الداخلية أي العلاقة بين الحاكم والمحكوم محددة بالدستور أما بالنسبة للسياسة الخارجية أي علاقتها الخارجية مع الدول الأخري فلا يوجد دستور يحكمها وهنا تظهر الطبيعة البشرية علي حقيقتها سواء خير أو شر وهو مايعرفه البعض نتيجة سياستها الخارجية بالوجه القبيح لأمريكا..

أما بالنسبة للجزء الثاني من المداخلة والذي علقت عليه الأبنة الفاضلة لولا

"الموضوع له عمق نفسي بشكل غير طبيعى .. تلك هى انعكاسات التشوه الذى حدث

داخل المواطن المصرى فأودى به لتلك المرحلة القبيحة جدا من تمنى زوال كل نعمه

مهما كانت من يد من يملكها ... أتعرف لماذا ؟؟ لأن تمنى الزوال بالنسبة لهؤلاء

أكثر سهولة وأقرب لإحتمالات التحقق من إحتمالات أن يطلبون بعضا مما فى ايدى هؤلاء" !

والخاص بالتشوه الذي حدث داخل المواطن المصري.....الخ .... هذه الظاهرة لاتتواجد في مجتمع مثل المجتمع الأمريكي وأكيد في مجتمعات أخري بل علي العكس- فالشخص الذي يحقق نجاحا أو ثروة مشروعة يكون سعيدا بالتحدث عن نجاحه – يعني مافيش مبدا داري علي شمعتك ...أوأن النجاح نتيجة لبركة دعا الوالدين ..... كل شئ واضح ومصادر ثروته معروفة فتكافؤ الفرص والشفافية والمساواة أمام القانون مثلا هي مبادئ معمول بها ومطبقة بحزم في هذه المجتمعات .لذلك لاتوجد الأسباب التي تدعو الي الحقد علي الأفراد الذين نجحوا في تحقيق أحلامهم لأن الناس تدرك أنهم نجحوا بطرق مشروعة

"أما عن سؤال استاذنا أبومحمد

" وهنا تبرز الأسئلة الصعبة- كيف ننشر ثقافة النجاح بدلا من ثقافة الفشل- كيف ننشر ثقافة الاتقان بدلا من ثقافة الأهمال- كيف ننشرثقافة الجمال بدلا من ثقافة القيح – كيف ننشر ثقافة الأعجاب بدلا من ثقافة الحقد ؟ "

تري هل فيما تقدم اجابة علي بعض هذه التساؤلات ؟

آسف علي الاطالة ولكني لاحظت اهتمام الفاضلة لولا بالموضوع وأستاذنا أبومحمد و الأخ شريف صاحب الموضوع فغرضي من هذه المشاركة أن أقدم صورة من الواقع - وأنه من الممكن تحقيق الطموح المشروع اذا توفر له المناخ الصحي ...أما عن الصورة القاتمة التي يتم فيها التعامل مع الطموحات المشروعة في مصر – أقول أنه بدأ مع قيام الثورة وتوغل وتوحش الي أن صار الي ماهو عليه الآن . الأمثلة كثيرة - ويمكن لي القول أن من ضمنها تجربتي الشخصية التي بدأت منذ التحاقي بكلية الهندسة جامعة الأسكندرية عام 1950 أي قبل قيام الثورة . وبعد التخرج عام 55 التحقت بوظيفة أحببتها وأعتقدت أن أحلامي قد تحققت –ولم يدم شهر العسل أكثر من ستة شهور صدر بعدها أمر تكليف لدفعتنا وكانت هذه ربما أول مرة تحدث في تاريخ مصر. وتم التوزيع بطريقة عشوائية في أية وظيفة في أي مكان وعليك أن تنفذ والا وقعت عليك غرامة خمسون حنيها والحبس 6 شهور وبعد قضاء العقوبة تنفذ أمر التكليف والا ...ومش متذكر باقي العقوبات.

ودام الصراع لمدة 14 عاما تنقلت فيها مابين الوظائف الحكومية والقوات المسلحة حتي عام 65 ثم وظيفة مدنية وحققت نجاحات كثيرة والحمد لله...ولكن كان أي نجاح أحققه ينتهي بالأحباط ووصلت الأمور الي درجة لا تحتمل مما دفعني الي اتخاذ قرار الهجرة وهاجرت عام 1969. الفترة مابين التخرج من الكلية حتي الهجرة كانت مليئة بالأثارة والتجارب –

وحتي لاأخرج عن الموضوع فساترك التفاصيل لمناسبة أخري .

قرأت هذه المداخله البارحه ليلا وصدقا استمتعت جدا بكل ما جاء فيها.

اعتقد ان اجمل ما فى الحياه هو ان يخرج الإنسان من نطاق دائره ضيقه

يضع نفسه ضمن حدودها ليرى ويفهم ويتعلم من تجارب من حوله ..دول ..افراد..سياسات

فتح نافذه المقارنه هو خطوه مهمه واساسيه فى طريق الصحوه الفكريه للعقول النائمه

والغارقه فى المحليه بشكل منفصل عن العالم وما يحدث فيه .

لربما كان السؤال : هل يحارب مجتمعنا الطموح المشروع ؟

الف والف اجابه .. لأن الواقع الحقيقى يقول بأن هناك الفا والف نقص !!

نحن فى مجتمع تغيب عنه المبادئ والتنظيم والقانون والعدل وابسط حقوق الإنسان

وغارق فى بركه من التلوث ... فاين سينشأ ويكبر طموح انسان شريف ؟!

طبعا اصبت بكل الأمثله التى ذكرتها وهى لا تخفى على احد وتوجد ملاييين الأمثله

على شاكلتها لنماذج تم طحنها وطحن فكرها وطموحها واحلامها لتكون ربما..عبرة لمن لا يعتبر !!

حسنا ..لا اعرف لما احمل هذا القدر من الألم تجاه كل ما يحدث فى مصر منذ تأملى العميق

لفوز اوباما كرئيس لأمريكا .. غصه والم على حال مصر وكأن مصر من قبل اوباما كانت سليمه !!

كثيرا ما احلم لمصر بكل شيئ جميل .. كثيرا ما اختنق وانا احس انها حتما تستحق افضل من كل ذلك

كثيرا ما اغضب واثور واتمرد عندما احس ان الهواء النظيف حتى فى بلدى يحتاج استنشاقه

الا دم ازرق يبيح لك التمع به .. دم ازرق يبيح لك ان تشرب مياه معدنيه نظيفه لتحمى نفسك من التلوث

دم ازرق يبيح لك ان تأكل رغيف الخبز دون عناء ..دم ازرق يبيح لك ان تملك أداة مواصلات محترمه ترحم

آدميتك من ان تستباح كل يوم فى وسائل مواصلات أبعد ما تكون عن الأدميه .. كثيرا ما اشعر بالإختناق

من كل ما وصلنا له ومن كل ما خنقونا به ومن كل ما لوثوا به نفوسنا وقتلوا به احلامنا ..

كثيرا وكثيرا وكثيرا ما افكر بألف شيئ .. والبارحه لحظة تم اعلان خبر انتصار اوباما

جاهدت كثيرا وكثيرا حتى لا اعلن خبر الإنهزام داخلى !!

جاهدت كثيرا حتى احتفظ بالحلم الجميل الذى ارى فيه ابناء بلدى يعيشون بإنسانيه

كامله وآدميه كامله وحقوق كامله وأحلام ليست مبتوره .

جاهدت لأحتفظ بالحلم .. وإستغرب بعدها عندما لمحت كلمه حلم تسبق كل ذلك ..

مجرد حلم !! يقولون للصبر حدود .. وانا اريد أن اعرف أين هى هذه الحدود؟؟.

لولا

طائره ورقيه

رياح شديده

خيط قصير

الطائره ليست بين السماء ولا الأرض

..هذه انا!!

لولا

رابط هذا التعليق
شارك

كل ما سبق جميل .. أشكر الجميع وأشكر أستاذي أبو محمد على سرده لوقائع قد تكشف الكثير عما حدث..

ولكن..

هذا عن أسباب كراهية "السلطة" للطموح المشروع.. ماذا عن أسباب كراهية الشارع للطموح المشروع حتى عندما انتهت عصور التأميم (حتى وإن بقي مثقفوها وفنانوها ومنظروها على قيد الحياة)؟ هل زن الأخيرين على آذاننا جاب نتيجة إلى هذا الحد؟ ولماذا وضع هؤلاء الأخيرون أياديهم في يد عدد ممن كانوا يعتبرون من قِبَلِهم في فترات سابقة لصوص وحرامية تحت ستار "التغيير" و "الحراك السياسي"، حتى ولو كان الحلفاء الجدد مرتبطة أسماؤهم باحتكارات وأمور عليها عمليات استفهام بعكس كثير ممن ظُلمِوا ووصموا في فترات سابقة؟

خلص الكلام

Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...