اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

انطباعات مغتربين عن مصر بعد زياراتهم لها


Recommended Posts

...

النظام ...

القانون ...

أشياء تقرأ عنها أو تسمع عنها ولا تراها أمام عينيك .. خصوصاً إذا كنا نتحدث عن القاهرة ...

يمكنك عمل أي شئ .. حتى لو السير في عكس إتجاه السير في طريق صلاح سالم ... فلن يوقفك أحد (غالباً) ...

تجد سيارة صغيرة جداً .. يخرج منها صوت نفير مرتفع كسيارة نقل .. لا أدري كيف يكون هذا ... أو كيف يستقيم هذا في شوارع القاهرة ...

قلما تجد الشرطي الذي من واجبه حفظ النظام يتدخل إلا في بعض المواقع الهامة فقط ..

والبقية من رجال الشرطة الواقفون في بعض الشوارع يرتدون زياً جديداً ويحملون عصا (هراوة) إعترفوا بأنهم ديكور مكمل للعاصمة ...

في القصص الرومانسية القديمة .. يكتب المحب رسالة حب .. ويضعها في زجاجة .. ويرمي الزجاجة في البحر .. لا يهم من سيقرأها .. لا يهم هل ستصل إلي حبيبته أم لا .. بل كل المهم .. أنه يحبها ..
وتاني .. تاني .. تاني ..
بنحبك يامصر .. ...

 

1191_194557_1263789736.jpg


‎"إعلم أنك إذا أنزلت نفسك دون المنزلة التي تستحقها ، لن يرفعك الناس إليها ، بل أغلب الظن أنهم يدفعونك عما هو دونها أيضا ويزحزحونك إلى ماهو وراءها لأن التزاحم على طيبات الحياة شديد"

(من أقوال المازني في كتب حصاد الهشيم)
 

رابط هذا التعليق
شارك

  • الردود 98
  • البداية
  • اخر رد

أكثر المشاركين في هذا الموضوع

أكثر المشاركين في هذا الموضوع

مرشح الحزب الوطني الديمقراطي المدعو (محمد حسني مبارك) ومؤيدوه ساهموا في تشويه شوارع القاهرة وكل شوارع مصر بمنافسته على وضع لا فتات في كل مكان تحمل إسمه وعبارات تأييد ...

السؤال ..

هو الموضوع مستاهل كل ده ..

مش هي تمثيلية برضه ولا الموضوع فيه كلام تاني أكثر من كده ...؟؟؟؟

في القصص الرومانسية القديمة .. يكتب المحب رسالة حب .. ويضعها في زجاجة .. ويرمي الزجاجة في البحر .. لا يهم من سيقرأها .. لا يهم هل ستصل إلي حبيبته أم لا .. بل كل المهم .. أنه يحبها ..
وتاني .. تاني .. تاني ..
بنحبك يامصر .. ...

 

1191_194557_1263789736.jpg


‎"إعلم أنك إذا أنزلت نفسك دون المنزلة التي تستحقها ، لن يرفعك الناس إليها ، بل أغلب الظن أنهم يدفعونك عما هو دونها أيضا ويزحزحونك إلى ماهو وراءها لأن التزاحم على طيبات الحياة شديد"

(من أقوال المازني في كتب حصاد الهشيم)
 

رابط هذا التعليق
شارك

يمكنك الحصول على أي شئ بنفس سعره في أي مكان في العالم .. أو ربما أكثر في حالات كثيرة ..

علبة المياه الغازية في السعودية قيمتها 1 ريال أي 1.53 جنيه .. بينما في مصر سعر علبة المياه الغازية 1.75 أو 2 جنيه ..

لا يوجد رابط للأسعار .. كل بائع يضع السعر إللي على مزاجه

أتفق معاك تماماً في هذه النقطة

وهاضرب مثالين صغيرين على ذلك

- المياة الغازية ( الكانز ) والمياة المعدنية بدون مبالغة ممكن تشتري نفس العبوة بعشرة أسعار مختلفة ... شيء خزعبلي ولا يحدث إلا لدينا فقط لإن مافيش رقيب ولا حسيب وكله هيهصه ...

الناس في مصر لا تنام

رحلتي من السعودية وصلت الفجر تقريباً ومع ذلك حاجة غريبة جداً .. الشوارع زحمة والقهاوي متروسة ناس والمطاعم فاتحه والبقالات ... إلخ بل بالعكس ممكن تجد محل معين ممكن الناس لا تحتاج له فاتح وعادي خالص ..وسألت اللي معايا .. هو في إيه ؟ والناس دي بتنام إمتى وتصحى على شغلها إمتى ؟ وهل مصر كلها صييع وعواطلية ؟

دي الدول اللي فيها علب ليل وملاهي ليلية لا يحدث فيها هذا والأماكن اللي بتسهر محدودة جداً عشان الناس كلها بتشتغل ولو ما نامش وصحي بدري هايتهرس ومش هايلاقي يأكل !!!!

مستوى النظافة متردي للغاية

لأ دي عادي وما فيش مشاكل .. حتى في الأماكن اللي بنسميها راقية لا تستغرب إن تجد من يُلقي بكيس زبالة من البلكونة أو من المنور أو أمام العمارة ... وفي كثير من الشوارع تجد صناديق كبيرة للقمامة ومع ذلك ترى بعينك إن الناس بتسيبها وترمي مخلفاتها جنب الصندوق في منظر عجيب وغريب ..

يمكنك عمل أي شئ .. حتى لو السير في عكس إتجاه السير في طريق صلاح سالم ... فلن يوقفك أحد (غالباً )

إنت هاتقولي

أنا لم أجرب القيادة في مصر مُطلقاً من المهازل اللي بأشوفها .. ولكن في الأجازة دي إضطريت أسوق وكانت عربية نسيبي .. وفي الأول كنت مؤدب وماشي حسب الكتاب ما بيقول .. بعد أقل من أسبوع بقيت سواق ميكروباص وبقيت أعجن زي ما بيعجنوا وأمشي في عكس الإتجاه وأشغل الكلاكسات لإن لو ما عملتش كده يبقى هاتقف محلك سر وأهم حاجة تكون مجهز العشرة جنية على تابلوه العربية لإن الشرطة لما بيشوفوا العربية جمرك لازم يوقفوك ويعلموا عليك شغل ....... بالمناسبة أنا لحد دلوقت ما معييش رخصة قيادة مصرية وكنت تقريباً بأسوق بوصل النور :lol:

طب حد يسأل .. إيه علاقة كل الفوضى دي بالنظام السياسي ..

الإجابة بسيطة جداً فحينما يكون هناك نظام فاسد سينعكس هذا على المجتمع الذي سيصبح فاسداً هو الأخر .. لإن فاقد الشيء لا يُعطيه ...

الأحـــرار يؤمنون بمن معه الحق ..

و العبيــد يؤمنون بمن معه القوة ..

فلا تعجب من دفاع الأحرار عن الضحية دائماً ..

و دفاع العبيد عن الجلاد دائماً

رابط هذا التعليق
شارك

مصر دولة بلا رئيس

من غير تذوييق ولا الإلتفاف حول معاني الكلمات .. فهذا الإنطباع لابد أن تشعر به عندما تنزل للشارع المصري الذي أصبحاً مثالاً للفوضى .. كل واحد ماشي على كيفه وبالنظام اللي واضعه لنفسه ... وطالما إنت مسلك أمورك ولك ضهر أو معاك فلوس يبقى برطع وعربد فيها زي ما أنت عايز ...

ناخد أمثلة بسيطة جداً عشان مانبقاش بنتجنى على حد ..

- سائق تاكسي بسيط أعرفه معرفة جيدة وده موظف حكومي وطلع معاش وقال يحسن دخله ويساعد أولاده اللي كبروا فأشترى تاكسي يشتغل عليه .. الراجل ماشي لا به ولا عليه في ميدان العباسية وجه واحد من ورا وراح خبطوا .. نزل الراجل عمل هليله وصمم إنه يروح القسم مع إن قوانين العالم كلها بتقول إن اللي صادم من الخلف هو اللي غلطان ويستاهل ضرب الشوز كمان .. وهناك البيه طلع الكارنية وطلع وكيل نيابة وطبعاً قعد يكيل للراجل شتايم ويهدده بإنه هايوديه ورا الشمس لو ما صلحلوش العربية .. ورجال القانون اللي هما الشرطة وقفوا وقفة رجل واحد مع الحق - الوقفه كانت جنب وكيل النيابة طبعاً - وهددوا الراجل الغلبان هما كمان .. الراجل إتصل على أولاده جم القسم جري وهما مستغربين من اللي بيحصل والحق الذي تم تحويله باطل ، وأخيراً العدل إنتصر وسعادة وكيل النيابة تسامح وتنازل وقبل مبلغ متواضع وهو 200 ج عشان يسيب الراجل الغلبان ...

وأتفضل إشرب نسكافية يا ريس عشان لسه ما صرفناش شاي التومين ..

- محل حلويات كبير يملكه عميد طيار سابق .. مخالف للنظام وواكل الرصيف اللي قدامه .. جت شرطة المرافق مشكورة تهد التجاوزات اللي عاملها ، راح الراجل جاي في وضح النهار وضرب عليهم نار من مسدسه وطردهم شر طرده في منظر يذكرك بأحمس طارد الهكسوس وكويس اللي ما قتلش منهم حد .. وما حدش أخد معاه حق ولا باطل والرجل حي يرزق وبأشتري من عنده جاتوه وبسبوسة وكنافة محشية جنان ...

وبسم الله يا ريس .. حاجة على ما قُسم كده عشان تعرف تبلع النسكافية ..

- مجموعة شباب واقفين في الشارع بالليل .. عدت عربية شرطة قالوا نتسلى عليهم أخدوهم القسم تحت مُسمى قانون الطواريء .. وقعدوا يشتغلوهم ويبهدلوهم .. ولد منهم أتصل بوالده وأبوه جه ومسك ظابط الشرطة ضربه وعجنه داخل القسم - هذا المشهد حدث بالفعل في بر مصر وأمام شهود مؤكدين - وده ليه ؟ لإنه طلع عقيد في الشرطة العسكرية وهدد الظابط بإنه هاينفيه وينقله الصعيد ..

ولا مؤخذه يا ريس هانقدم لحضرتك النسكافيه من غير سكر .. أصل بعثت الواد إبني يشتري كيس سكر من عند البقال ...

وخد من ده ملايين القصص عن الإنفلات والمهازل اللي في الشارع المصري المتفجر اللي ليس عليه أي رقيب ...

يُتبع

الأحـــرار يؤمنون بمن معه الحق ..

و العبيــد يؤمنون بمن معه القوة ..

فلا تعجب من دفاع الأحرار عن الضحية دائماً ..

و دفاع العبيد عن الجلاد دائماً

رابط هذا التعليق
شارك

:lol: :lol: :wub: :lol: :D

دى بسيطه اوى ياعم السيد

انا فى اجازتى الى فاتت كانت اخت مراتى بتجهز لبناتها وكنت فى زيارة لاخويا بالقاهرة

قالت فرصة ...... آجى معاك فى العربية بالمرة نزور اهل مصر ونشترى شوية حاجات للبنات من هناك

وفعلا بعد وصولنا بالسلامة وبعد المداولات بين الحريم استقر الرأى إن انسب وارخص مكان هو سوق غزة الى اتنقل لمكان قريب من شادر السمك القديم .. انا مش خبير اوى

وفعلاً رحنا هناك ... حماتى (اخت مراتى) وبناتها (2 جامعيات) وانا وزجتى واخويا وزجتة ...... رايحين نتفرج ونشترى حسب الاصول ..........................

لاقينا انه اذا دخلت لازم تشترى ومافيش فرجة ولاسؤال .... إشتري وانت ساكت وأللااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

حماتى مسكت بطانية وسألت ايه نوعها ......... قال مانترول يامدام

انا اندهشت مانترول فى مصر وبالسعر ده دحنا بنتخم بره فى الاسعار

مسكت البطانية وبتفرج عليها التشطيب لايدل على الماركة ؟؟؟؟؟؟؟

لوسمحت ؟ ... دا أنا بسأل البياع (شاب فى الثلاثينات) فيم الماركة .. العلامة التجارية

قال ...... خلاص احنا مابنبعش حاجة واتفضل امشى من هنا ....... بكل ... بجاحة

قلت هو الخسران ومشينا من عنده لمحلات اخرى ..........

فوجئت انه ارسل ورانا شابين او ثلاثة من الى كانوا معاه بالمحل .........

وبدأت قلة الادب ........ وتحديف الكلام عليا انا واخويا والبنات والحريم ...........

طبعاً ده لو بره كان يكفى الاتصال بالشرطة ......... وكل واحد ياخد حقة .......

لكن فى مصر ام الدنيا ..............!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

كلام واحتكاك مثير .. وكلام جارح بحق الحريم والبنات ...........

ضربتها فى دماغى لو رديت عليهم يمكن تطور الامر ودى عصابة ....... ولن تستطيع

ان تفعل شيئ معاهم وهاتـتـبهدل انت والى معاك ....... ساعتها تركت السوق ..ومشيت

مؤثرا السلامة لى وللجميع ولكنى مهان فى بلدى ........؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

على النقيض .................... فى الغربة

اولادى معتادين على الصلاة بالمسجد وانا بالعمل طول النهار

وفى يوم جائنى اتصال من البيت من الاولاد بأنهم وهم راجعين تعرض لهم بعض الاولاد

بالشارع وضربوهم ...... وقالوا انهم راكبين عجل وبيلفوا بالشارع ..........

ساعتها نزلت من العمل ورحت جارى على المنطقة وفعلا وجدت الاولاد اصحاب العجل بالشارع ............ قمت مسكت تقريبا ثلاثة عجلات منهم .......... اتجمع الناس

انا اجنبى ودول ولاد البلد ............. لم يتطاول احد ولكن تدخل الناس كى اترك العجل

لكنى اصريت واتصلت بالشرطة ..........!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ان بعض الاولاد ضربى اولادى وانا الآن ماسك عجلهم بالشارع ولازم تيجى دورية

وفعلا بعد 10 دقائق وصلت عربية النجدة !!!!!!!!!!!!!!!!!!

انا طبعاً سامحت الاولاد ولكن بعد وصول الشرطة .................

فى مصر لو ادنت ......... هتاكل علقة ماخدهاش حمار فى مطلع

ومافيش حد هايسأل عنك

وعمار يا مصر

لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه...... صدق رسول الله ص

رابط هذا التعليق
شارك

كتبت هذا المقال منذ حوالى ثلاثة أشهر فى باب " موضوعات خفيفة" تحت عنوان:

"إبتسم من فضلك..... غصبا عنك"

و لما كان موضوع المقال يتمشى مع ما هو منشور على هذه الصفحات, فقد رأيت أن أعيد نشر المقال هنا بدلا من رفعه, و تجنبا للإزدواج:

إبتسم من فضلك, غصبا عنك.

لعلكم سمعتم عما يسمى " الصدمة الحضارية", و لقد تعودت عليها فى كل مرة أزور فيها بلدى الحبيب, و لقد ظننت أننى سوف يكون لدى مناعة ضد هذه الصدمة لتكرار حضورى إلى مصر, و تكرار إصابتى بهذه الصدمة, و لكن ظنى خاب, و نجحت الصدمة فى إختراق مناعتى.

نصحتنى زوجتى الطبيبة بأخذ الأمور ببساطة, حتى لا يرتفع ضغط دمى, و أصبح منافسا لحبيبى إخناتون المنتدى , الذى تلاحقه هموم مصر فى كل مكان, و لا يكاد يتخلص من هم, حتى يكرمه الله بهم آخر.

و أحذا بنصيحة زوجتى, قررت أن أكتب لكم إنطباعى عن زيارتى الحالية إلى المحروسة.

و نظرا لأنه من الصعب أن أكتب عن كل الأمور" الظريفة" التى " عانيت" منها, فسوف أذكر لكم مغامرة " شيقة" شاركتنى فيها زوجتى, و استمتعنا بها إستمتاعا يفوق الوصف.

بدأت المغامرة فى منطقة المهندسين, حيث أقيم عند شقيقتى فى شقتها بعمارة فى شارع جامعة الدول العربية كلما زرت القاهرة.

إن أول زيارة لى للعمارة التى تقم بها شقيقتى عندما زرت مصر لأول مرة منذ هجرتى كانت فى عام 1982, و كان ذلك بعد 14 عاما فى الغربة.

و بعد الترحيب, و التعرف على زوجتى, و العناق, و القبل, و الشربات, و عصير المنجة, و عصير الجوافة, و الحلويات الشرقية المنقوعة فى العسل, و السكر, و القشدة, و بعد المحمر و المشمر, و بعد أكواب الشاى السادة, و بالسكر, و القهوة التركى, و بعد إنصراف الأقارب, بعد كل هذا, لاحظت أن الزمن قد سرقنا, و أن الفجر قد لاح, فقررنا أن نأخذ قسطا من الراحة, و لكن ظنى خاب.

تذكروا أنى ما زلت أتكلم عن زيارتى الأولى لمصر, و التى مضى عليها حوالى 23 عاما, و أن الماضى لا ينفصل عن الحاضر و المستقبل, و أن الأعمار بيد الله.

دخلت عندئذ المطبخ لكى أشرب كوب ماء مثلج من الثلاجة, و رفعت الكوب إلى شفتى, و قبل أن ينزلق الماء إلى حلقى, سمعت صوتا يشبه صوت إنفجار قنبلة يدوية صغير العيار,و جاء الصوت من شباك المطبخ الذى يطل على المنور, و تلى الأنفجار إنفجار آخر بعبوة أقل, ثم رأيت بعد ذلك ما يشبه أمطارا تهطل, ثم ساد السكون.

أسرعت إلى حجرة شقيقتى التى كانت ما زالت مستيقظة, و كنت أظن أنى سأرى نظرات جزع على وجهها, و لكن بدلا من ذلك, رأيت إبتسامة رقيقة, بدت كأنها إعتذار عن شيئ إرتكبته.

و أخيرا خرجت الكلمات من فمى, و قلت بتلجلج:

أء, إيه, إيه... ده....؟

هنا تحولت إبتسامة أختى إلى ضحكة, كما لو كنت قد حكيت نكنة ظريفة, و انتظرت الشرح, الذى جاء كالآتى:

السادة الأفاضل, أبناء العز, الذين يسكنون فى عمارة فاخرة, تطل على سور ملعب الزمالك

" ليس هذا ذما أو مدحا فى النادى, بل معلومة جغرافية"

هؤلاء السادة و السيدات أعطاهم الله مالا وفيرا أتاح لهم توظيف شغالات, يقمن بتنظيف شققهم, و إعداد الطعام لهم, و أشياء أخرى.

و قد ترك السادة و السيدات الأفاضل للشغلات حرية إختيار أفضل و أسرع الطرق للتخلص من "القمامة أو الزبالة بالعامية" فقد قررت هاته الشغلات أن أفضل وسائل حماية البيئة هى إلقاء أكياس الزبالة فى منور العمارة, حتى يمكن توفير غذاء للقطط و الصراصير التى قررت أن تسكن فى مكان لا يسكنه سوى الأكابر, و بدون مقابل.

و حتى لا تنفجر شرايين مخى, سحبتنى زوجتى من يدى, و أدخلتى غرفة النوم, قائلة:

"أنت لست مبعوث العناية الآلهية, و نحن مجرد زوار, فإذا كان هذا هو نمط الحياة هنا, و إذا كان الجميع سعداء بهذه الأوضاع, فلا داعى لتغيير الأوضاع, و لخبطة حياة الناس, و خاصة , أننا مجرد زوار دخلاء"

و رغم أنى زرت مصر منذ تلك الزيارة أكثر من عشر مرات, فإن الأمور و الأحداث التى دارت بين حيطان هذه العمارة لم تتوقف عن إثارتى, و رغم تهديدى بعدم العودة إلى العمارة, أو البلد كلها, كنت دائما أضعف, و أرضى بالواقع المر.

أما اليوم, فقد كانت المغامرة خارج العمارة:

قررنا الخروج للتمشية, و كنت أعلم أن هذه التمشية ستكون ممتعة, و فعلا كانت ممتعة إلى درجة الغيظ.

ما كدنا نخرج من العمارة, و نسير على ما يسمى بالرصيف, أبتدأت السماء تمطر بدون إنذار, و لكنى لاحظت أن المطر كان مركزا على شخص واحد, وهو أنا, و نظرت إلى السماء, و لكنى لم أرى سحاب, بل رأيت سيدة تغسل زجاج شباك , و تقوم بالقاء الماء لإزالة الصابون, و حمدت الله على تواجد الصابون, الذى بلا شك قد عقم المياة التى يقال أنها لا تصلح للشرب.

و بكل سماحة, تجاهلت هذه اللفتة الكريمة من هذه السيدة, و تابعنا السير, و فى مدخل العمارة المجاورة, رأيت باب جراج أسفل العمارة, و كان المدخل إلى هذا الباب ينحدر من الطريق تدريجيا لكى يصل إلى مستوى بدروم أسفل من مستوى الشارع, و على جانبى المدخل, بنى أصحاب العمارة سورا "صغنونا" , صعدناه, ثم هبطنا حوالى نصف متر, لكى نسير على أرض المدخل, ثم صعدنا نصف متر لكى نصل إلى مستوى الرصيف, ثم صعدنا الجانب الآخر من السور" الصغنون", و أخير حمدنا الله لتواجنا على مستوى الرصيف مرة أخرى.

لكن سعادتنا لم تستمر طويلا, فقد قرر بعض سكان العمارة الأخرى المجاورة, أن يركنوا سياراتهم فى مدخل الجاراج, و إضطررنا إلى النزول إلى عرض الشارع, و لكن أقدامنا إنغرست فى كم من الطوب و الرمل المتخلف من عمليات توسيع البلكونات, و إزالة الحوائط بين الحجرات, حتى يستمتع أصحاب الشقق بمساحات واسعة, مريحة لأعصابهم, على حساب أعصاب العبد لله و السدة حرمه, و بقية المارة بالطريق.

و تكرر هذا المشهد عند المرور أمام كل عمارة فى الشارع, و عند الوصول إلى أحد الشوارع الفرعية, لم نتمكن من العبور مباشرة, حيث أن السيارات الراكنة أغلقت الرصيف , و اضطررنا إلى السير فى الشارع المجاور, إلى أن وجدنا فجوة بين السيارات, مكنتا من العبور إلى الجانب الآخر.

وخلال هذه المغامرة الشيقة, لم تفارق وجهى إبتسامة بلهاء حاولت بها أن أقنع زوجتى بأنى آخذ الأمور ببساطة, و أنه لا داعى لرفع ضغط الدم.

وصلنا إلى تقاطع الشارع مع الشارع المؤدى إلى العجوزة, و وجدت على الناصية ثلاثة عساكر مرور يتجاذبون الحديث, و بدخنون السجاير, و توقفت كما علمونا فى بلاد الفرنجة, لكى نستطلع ما إذا كانت هناك إشارة عبور للمشاة, خاصة و أن الشارع كان مرسوما عليه الخطوط البيضاء التى تقول دوليا " عبور المشاة".

لم أرى أضواء خضراء أو حمراء أو برتقالى للعبور, و فهمت أننا متى عبرنا الطريق فوق هذه الخطوط البيضاء, فإن عبورنا سيكون آمنا, و لكنى كدت أن أفقد حياتى ثمنا لهذه الحماقة, فبينما كنا فى وسط الشارع, جاءت سيارة من الطريق المقابل, مسرعة كما لو كان يطاردها شيطان, و لم يتوقف السائق, بل إستمر فى الإندفاع كما لو كانت مهمته فى الحياة هى القضاء على هؤلاء الجهلة الذين لا يفهمون آداب المرور فى شوارع القاهرة. و قفزت قفزة بهلوانية, أنقذت حياتى, أما زوجتى, فقد كانت أذكى منى, و قررت عدم العبور, إلا فى اليوم التالى, عندما تكون القاهرة فى أجازة.

و لكن ما قاله السائق المهذب بعد أن أسرع مبتعدا يستحق الذكر, و التقدير, حيث أنه صاح غاضبا:

"ما تخدوا بالكم يا بهايم"

و سألتنى زوجتى عن ترجمة ما قاله السائق, فقلت لها بهدوء:

"أعتقد أنه يتفق معك فى الرأى"

كان بودى أن أكمل لكم سرد سعادتى بنزهتنا الصباحية الجميلة, ولكنى أعتقد أن كثيرا من السعادة يفسد الأخلاق.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

سي السيد

طب ايه رأيك في فكرة ظريفة بس تحت التطوير ... هدي الموظف/الموظفة رشوة ... بس مزورة

يعني 10 أو 20 جنيه مزورة - ممكن مطبوعة على طابعة ألوان ... و عادة مش هيبحلق فيها عشان يعرف إذا كانت سليمة و اللا لأ. و بعدين أبقى أفكر في آلية أعرفه بيها إنها مزورة ... ايه رأيك؟

كل لحظة إبطاء في نيل المعتدين جزاءهم ... خطوة نحو كفر المجتمع بالعدالة، ودرجة على سلم إيمانه بشريعة الغاب

رابط هذا التعليق
شارك

سي السيد

طب ايه رأيك في فكرة ظريفة بس تحت التطوير ... هدي الموظف/الموظفة رشوة ... بس مزورة

يعني 10 أو 20 جنيه مزورة - ممكن مطبوعة على طابعة ألوان ... و عادة مش هيبحلق فيها عشان يعرف إذا كانت سليمة  و اللا لأ. و بعدين أبقى أفكر في آلية أعرفه بيها إنها مزورة ... ايه رأيك؟

أولاً : فكرت غلط عن الرشوى يا شوشنك ... وبما إنك قد أستبقت الأحداث فدعني أُحدثك عن أخر الصيحات في عالم الرشاوى المصرية :

- كان زمان لما موظف ييجي يطلب رشوى بيبقى مكسوف وبيتلفت حواليه ويكلمك بصوت واطي ويفتح الدرج على إستحياء .. وأعرف منهم ناس وخصوصاً اللي شغالين في الأحياء لمنح تراخيص البناء كانوا بيشتغلوا شغل العصابات بجد .. يعني ممنوع ياخد رشوى في المكتب .. إنما بيبعت واحد من اللي شغالين معاه يقعد على أقرب قهوة وييجي دافع الرشوى يسلم البضاعة هناك ... إنما في أوخر عصر مبارك المبارك تم وضع قواعد منظمة لتلك العملية .. وكله بقى على المكشوف وتسمع الآن من طالب الرشوى الكلام بمنتهى الصراحة ويبرر ذلك بإن الجميع بياكلوا .. يبقى إشمعنى هو ؟ ويزيدك من الشعر بيت ويقولك .. إوعى تفتكر إن أنا هنا لوحدي .. لأ ده معايا كثير بيقسموني فيها ..

فبالتالي موضوع مزورة دي هاياخد باله منها قوي وممكن تلبس قضية ترويج عملة مزورة وتتهبد فيها 15 سنة .. وهو تطلع صورته في الجرايد بصفته بطل قومي ومن أبطال حرب التحرير ..

- أحد أصدقائي لسه بيحكي لي عن واقعة ظريفة جداً من وقائع عصر مبارك ( عايزين نعمل مجلة إسمها الوقائع ونضم لها كل القصص والحكايات دي التي لا تنتهي عن عصر مبارك الميمون ) فهو كان نازل مصر بعربيته ولازم وهو راجع يروح المرور ويجيب حاجة إسمها " بيان مخالفات " فراح لقى الدنيا زحمة وكله بيضرب في كله .. ففي عسكري من اللي شغالين في المرور شافه وقاله أي خدمة يا بيه .. فسألة هو بيان المخالفات بكام .. فقال له ده ثمنة 13.5 ج فأعطاهم له وفوقيهم 5 ج .. وبالفعل الواد راح زي الفريرة وجاب له البيان .. فصديقي شك إن البتاع ده بفلوس لإن البيان لا عليه سعر ولا دمغه ولا حاجة أبداً .. فسأل ناس هناك قالوا له لأ ده مجاني .. المهم راح للولد وقال له بكل هدؤ كده ومن غير شوشرة هات الفلوس .. فالواد بكل بساطة قال له ولا يهمك إتفضل فلوسك ... وطلع من جيبة كوم فلوس توصل لها عدة مئات ( حصيلة يوم واحد فقط ) وصديقي صمم يروح يشتكية لمديره اللي هو برتبة رائد .. فيقوم حامي الحمى يرد عليه بكل بساطة ويقول له " يا عم دول عيال غلابه وبياكلوا عيش .. سيبهم يسترزقوا "

أيوه الواحد بيقى مشارك في العملية لما يدفع رشوى ... إنما لما الواحد يكون وقته قصير وبيروح لناس بيرقراطيين يطلعوا عينه وممكن يقضي أجازته كلها عشان يطلع ورقة واحده بس وممكن لأ كمان .. يبقى إيه الحل ؟

الأحـــرار يؤمنون بمن معه الحق ..

و العبيــد يؤمنون بمن معه القوة ..

فلا تعجب من دفاع الأحرار عن الضحية دائماً ..

و دفاع العبيد عن الجلاد دائماً

رابط هذا التعليق
شارك

على سيرة الرشوة ..

لي أصدقاء أوروبيين جاءوا إلى مصر الشهر الماضي .. وبما أني كنت موجود في القاهرة فتقابلت معهم ..

كانوا وللحق مبسوطين وسعداء جداً بما رأوه من آثار في مصر . . وكان الفندق رائعاً .. كان فندق خمس نجوم ..

ولكن أحدهم سألني على إستحياء .. أو أنه يعطيني طرف خبر على إستحياء ..

قال لي رجال الشرطة في مصر فاسدون corrupted !!!!!!

قلت له .. لماذا .. كيف ..؟؟؟

قال لي كل يوم في الصباح .. المرشد الموجود معنا في الأتوبيس . يجمع منا كل واحد مايعادل خمسة يورو .. ليعطيهم لرجال الشرطة الموجودون على بوابات المناطق الأثرية ليسهلوا مرورنا ....

الحقيقة لم أعلق كثيراً .. وقلت .. لا أعرف .. ربما .. أو ربما هذا المرشد يأخذهم لنفسه ..

فقال لي أحدهم .. لا أعتقد أنه يأخذهم لنفسه .. فرجال الشرطة يحصلون على أموال بغير حق .. وأنا رأيتهم بنفسي ..

قلت له .. كيف ؟؟

قال لي إحدى السائحات طلبت من أحد الجنود عند الأهرام التصوير معه .. فوافق على الفور .. وبعد أن تم التصوير .. قال لها give me Euro... فأعطته واحد يورو فقال لها NO... Five Euro ..

وصمم إلا أن يحصل منها على خمسة يورو .. وقد كان ......

شعرت أنني أريد أن أردد لهم عبارة محمود ياسين ..

هي دي مصر يا....... هبله ..

في القصص الرومانسية القديمة .. يكتب المحب رسالة حب .. ويضعها في زجاجة .. ويرمي الزجاجة في البحر .. لا يهم من سيقرأها .. لا يهم هل ستصل إلي حبيبته أم لا .. بل كل المهم .. أنه يحبها ..
وتاني .. تاني .. تاني ..
بنحبك يامصر .. ...

 

1191_194557_1263789736.jpg


‎"إعلم أنك إذا أنزلت نفسك دون المنزلة التي تستحقها ، لن يرفعك الناس إليها ، بل أغلب الظن أنهم يدفعونك عما هو دونها أيضا ويزحزحونك إلى ماهو وراءها لأن التزاحم على طيبات الحياة شديد"

(من أقوال المازني في كتب حصاد الهشيم)
 

رابط هذا التعليق
شارك

ولكن .. وللحق هناك أشياء أعجبتني ....

أعجبني تطوير الطريق من الغردقة للقاهرة ..

فالطريق فيما سبق كان عبارة عن رحلة معاناة .. ومخاطرة غير محسوبة ..

كنت عندما تقود السيارة على هذا الطريق فإنك كمن يلعب أتاري ...

كان الطريق عبارة عن رايح جاي مع بعض .. حارة رايح وحارة جاي ..

وخلاص ..

يسير عليه أتوبيسات السياحة .. وسيارات الأجرة , وسيارات النقل .. كله ..

أما الآن فقد أصصبح طريقاً مزدوجا .. عدا 70 كيلو من منطقة الزعفرانة إلى العين السخنة نظراً للطبيعة الجغرافية للمنطقة .. فهناك ناحية بها جبال والأخرى بحر .. وقرى سياحية منشأة بالفعل ..

أما الطريق من ميناء العين السخنة وحتى القاهرة .. فكان فيما سبق طريق مأساوي ... يسمى بطريق القطامية ... وكان غالب السيارات التي تسير عليه هي سيارات نقل محملة بالأحجار والرمال آتية من المحاجر .. ويسيرون بسرعات عالية دون رادع .. وعلى هذا الطريق مات المئات من المصريين والأجانب في حوادث بشعة ..

أما الآن فقد أصبح الطريق مزدوج .. وكل إتجاه به 3 حارات للسيارات .. والسرعة المقررة علية بحد أقصى هي 120 كم / ساعة وهي أعلى سرعة في مصر يسمح بالقيادة بها ..

رسوم عبور الطريق 5 جنيهات ...

الطريق توجد عليه محاولات لتجميله بزرع الأشجار والنخيل على جانبيه وفي المنتصف ..

سعدت جداً بهذا الطريق ..

في القصص الرومانسية القديمة .. يكتب المحب رسالة حب .. ويضعها في زجاجة .. ويرمي الزجاجة في البحر .. لا يهم من سيقرأها .. لا يهم هل ستصل إلي حبيبته أم لا .. بل كل المهم .. أنه يحبها ..
وتاني .. تاني .. تاني ..
بنحبك يامصر .. ...

 

1191_194557_1263789736.jpg


‎"إعلم أنك إذا أنزلت نفسك دون المنزلة التي تستحقها ، لن يرفعك الناس إليها ، بل أغلب الظن أنهم يدفعونك عما هو دونها أيضا ويزحزحونك إلى ماهو وراءها لأن التزاحم على طيبات الحياة شديد"

(من أقوال المازني في كتب حصاد الهشيم)
 

رابط هذا التعليق
شارك

المدن الجيدية في مصر ...

وخاصة المجاورة في القاهرة ..

زايد .. أكتوبر .. القاهرة الجديدة ... العبور ...

بها حركة عمرانية كبيرة ..

تلك المدن منشأة على أصول صحيحة ..

هناك تطور من عام لعام ..

في القصص الرومانسية القديمة .. يكتب المحب رسالة حب .. ويضعها في زجاجة .. ويرمي الزجاجة في البحر .. لا يهم من سيقرأها .. لا يهم هل ستصل إلي حبيبته أم لا .. بل كل المهم .. أنه يحبها ..
وتاني .. تاني .. تاني ..
بنحبك يامصر .. ...

 

1191_194557_1263789736.jpg


‎"إعلم أنك إذا أنزلت نفسك دون المنزلة التي تستحقها ، لن يرفعك الناس إليها ، بل أغلب الظن أنهم يدفعونك عما هو دونها أيضا ويزحزحونك إلى ماهو وراءها لأن التزاحم على طيبات الحياة شديد"

(من أقوال المازني في كتب حصاد الهشيم)
 

رابط هذا التعليق
شارك

كل واحد عمال ينتقد فى مصر الغلبانة قاعد يلم فى الريلات و الدولارات و ينزل فى الصيف ينتقد و يمشى

طب مش هيا ده ابلد الى ربيتك و علمتك حتى اصبحت فرخة بكشك تتكالب عليك الدول العربية و الاجنبية

طب عملت ايه علشان مصر تبرعت بأيه لبناء مستشفى او جامع او مدرسة او بيت ايتام او ساعدت كام عائلة فقيرة، ساعدت كام عائلة من اهلك الاتمام زواج اولادهم؟

على الاقل الناس فى مصر اسوياء يعنى هنا الناس اما رجال او نساء اما متزوجين او ارامل او مطلقين.

طبعا انت عارف ان فى بعض الدول يأكل الرجال البذور و يتم اغتصاب الخادمات الفليبينيات

و فى الغرب الكل يعيش مع النساء فى الحرام او مع واحد من نفس جنسه يعنى مثلى

طبعا مصر بها بعض الظواهر الشاذة و لكنها أقلية و ليست اغلبية

الى مش عاجبه مصر يروح يصييف فى بلد ثانى

رابط هذا التعليق
شارك

طبعاً أسلوب غير مقبول في التحاور يا أخ جمال ..

يعني لو قلنا إن مصر هي أم الدنيا وإن إحنا عايشين فيها في رفاهية والمواصلات رايقة والعيش كبير والناس بقت تنتحر من كثر البذخ والحلاوه اللي عايشين فيها ... فده يرضيك ؟

يا أخي الكريم إنتقادنا لبلدنا ينبع من رغبة صادقة في التغيير .. وأتحدى أي حد يقول عكس الكلام والحقائق اللي ذكرها الأخوة المغتربين ..

طب عملت ايه علشان مصر تبرعت بأيه لبناء مستشفى او جامع او مدرسة او بيت ايتام او ساعدت كام عائلة فقيرة، ساعدت كام عائلة من اهلك الاتمام زواج اولادهم؟

مش المطلوب من أي مغترب إنه يقدم كشف حساب أو إقرار ذمة مالية للناس وبقول هو عمل إيه لبلده أو لأهله لإن الموضوع كده هيدخل في منحنى الرياء والسُمعه .. زي ما هو مش من حق أي حد إنه يمسك ميزان ويحاسب الآخرين ...

على الاقل الناس فى مصر اسوياء يعنى هنا الناس اما رجال او نساء اما متزوجين او ارامل او مطلقين.

ده مين قال الإكلام ده وإمتى ؟

طب وتنظيمات الشواذ اللي بيعلنوا عنها كل فترة .. دي مش في مصر برضوا ولا في جزر الموز ؟

هو أحنا هاندفن رأسنا في الرمل زي بعض دول الخليج ونقول بلاش ننشر غسيلنا القذر أمام الناس ونتمادى في مزيد من التخلف .. أم إن كشف تلك الحقائق هو أول طُرق علاجها .. وهل من العيب إن يبقى في مجتمع من كذا مليون بني آدم يبقى فيهم بضع مئات ليسوا أسوياء ؟

أبداً فمنذ أن خلق الله الأرض ومن عليها وكل مجتمع فيه الصالح وفيه الضال .. ودور الصالحين في مجتمعاتهم إنهم يحاولوا يصلحوا الأخطاء ..

الأحـــرار يؤمنون بمن معه الحق ..

و العبيــد يؤمنون بمن معه القوة ..

فلا تعجب من دفاع الأحرار عن الضحية دائماً ..

و دفاع العبيد عن الجلاد دائماً

رابط هذا التعليق
شارك

عربة بحمار .....

لازال في شوارع القاهرة ترى عربة يجرها حمار تسير في الشارع ..

عربة يجرها حمار ويقودها صبي ..

هذه العربة تحمل عبوة كبيرة عليها .. والصبي قائد تلك العربة يقف بها عند صناديق الزبالة ليقوم بفرز الزبالة في الصندوق وأخذ مايناسبه منه ...

هذا المشهد شاهدته في كل مناطق القاهرة .. يومياً وفي كل أوقات اليوم .. صباحاً .. ظهراً .. عصراً .. أو ليلاً ..

عربة يجرها حمال .. وينادي قائدها بميكروفون صغير ..

روبابيكيا ..

عربة يجرها حمار تنقل الأشياء ..

عربة يجرها حمار .. ويباع عليها الخضار والفاكهة ..

عربة يجرها حمار .. تجر سيارة صغيرة عطلانة .. ليذهب بها إلى أقرب ورشة ...

عربة يجرها حمار ...

تسير ببطء شديد ..

في أي مكان وفي أي وقت ..

تخلق زحاماً .. وتشويهاً ..

تمر من أمام رجال الشرطة ..

ولا حياة لمن تنادي ...

في القصص الرومانسية القديمة .. يكتب المحب رسالة حب .. ويضعها في زجاجة .. ويرمي الزجاجة في البحر .. لا يهم من سيقرأها .. لا يهم هل ستصل إلي حبيبته أم لا .. بل كل المهم .. أنه يحبها ..
وتاني .. تاني .. تاني ..
بنحبك يامصر .. ...

 

1191_194557_1263789736.jpg


‎"إعلم أنك إذا أنزلت نفسك دون المنزلة التي تستحقها ، لن يرفعك الناس إليها ، بل أغلب الظن أنهم يدفعونك عما هو دونها أيضا ويزحزحونك إلى ماهو وراءها لأن التزاحم على طيبات الحياة شديد"

(من أقوال المازني في كتب حصاد الهشيم)
 

رابط هذا التعليق
شارك

مصر 80 مليون بني أدم .....قوي بشرية كبيرة يعني طاقة...

مياه عذبة موجودة .... جو معتدل و الحمد لله .. عقول ذكية فيه و كتير اوي بعضها يقترب من حد العبقرية بس مدفونة في وحل الروتين و الاحقاد ....

استقرار سياسي داخلي و خارجي الي حد ما ....

وسائل اتصال مع العالم الخارجي بكل الوسائل ...

ومع ذلك نحن اكثر الدول في المنطقة فقرا و تخلف !!!

من 500 جامعة علي مستوي العالم تدرجوا في قائمة التفوق مصر خارج هذه القائمة و تتصدر قائمة التخلف ...

كثافة سكانية عاليه من الممكن ان تتحول الي طاقة بشرية تزرع و تنظف و تبني و تنتج الي الحد الذي يجعل مصر نمر اقتصادي يسيطر علي الآسواق العربية علي الآقل و الاسواق العربية فتحه نص بيوت الصين !!!

عقول علميه في منتهي الذكاء و الخطورة فضلت الهجرة من مصر و اعطاء كل طاقتها الي دول اخري ... لهم بعض الحق !

انا عندي حلم ....

كما قال مارتن لوثر كينج

انا عندي حلم .,..

عن بلدي ....اتمني ان اراها في مكانها الصحيح ...متطورة, نظيفة ,منتجة , ذكيه ....الخ

لكن.....بعد ان نعود الي ارض الواقع الذي فيه يد تبني و 100000 يد تهد وراك

الذي اصبح النفاق و الكذب و التدليس و الغرور و التعالي و انعدام الرحمة و الضمير

هما سيد الموقف ...

اتحدث الي نفسي بكلمات غير مسموعة .....و دموع تلمع في عيني ...مع رجفة خفيفة في يدي اليسري و افكر .....

تركنا طريق الجنة ....و ذهبنا الي طريق الجحيم بكامل اردتنا .

حسبي الله و نعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 4 أسابيع...

اكلمك عن أخر زيارتين لي لمصر الغالية

وكل زيارة لها ملاحظة اتمني ان يقرأها احد المسئولين أو المقربون من المسئولين حتي ليتم علاجها

الملاحظة الاولي وهي في مطار القاهرة الدولي وفي طريقي للعودة للخارج ومعي الزوجة والاطفال واراد ابني الصغير الذهاب للتواليت وطبعا مش حقول لازم يحطوا ورق تواليت ونتفشخر فيها قوي لاننا في مصر اصلا مش بنستخدمه وده افضل في رأيي...لأن الاغتسال اطهر وطبيعي الاجانب ما بيدخلوش الحمام في مصر الا لما بيكون معاهم ورق التواليت الخاص بيهم حسب ماتعودوا ولكن ملاحظتي هي انني مشيت مع ابني للتواليت ولكني لم اجد غير (حمام بلدي) يعني من غير (قاعدة تواليت) وقلت ادخل اللي جنبه وللأسف كان شبهه وحاولت اساعد ابني الصغير اللي عمره لم يتعد سنتين ونص ان ينجز مهمته حسب التوفر وكان موقف في منتهي الصعوبة

لن اتكلم عن الست اللي واقفة علي الباب عايزة حسنة وهي اساسا موظفة وبتدفع ضرائب ولكن الدولة جعلتها متسولة علي ابواب الحمامات

ولن اتكلم عن مستوي النظافة في هذه الحمامات ولكن علي الاقل (حمام عادي بقاعدة ) ده مطار القاهرة الدولي ياناس والعالم كله بيشوفه وبيستخدمه من جنسيات الارض كلها....ازاي عاوزينهم يستخدموا حمام بلدي بالذمة ده كلام ده انا المصري اللي عشت عمري معظمه في مصر والله لا اعرف كيف استخدمه وحنطلب من الاجانب ان يستخدموه (مليون علامة تعجب!!!)

الملاحظة التانية عند مغادرتي لمصر الرحلة اللي قبلها من مطار الاسكندرية ...المهم ان الكمبيوتر كان بايظ والموظفة قالتلي معلش حنديلك البوردينج باص لاتجاه واحد بس وانت تتصرف من هناك لتكمل رحلتك التانية فسألتها انتوا عندكم كام كمبيوتر فقالت لي اتنين وطبعا الاجابة اذهلتني ازاي مطار (هو مش دولي بس مطار والسلام) فيه اتنين كمبيوتر بس هو انتوا مش بتحصلوا فلوس من الطيارات اللي بتقف عندكم يعني ضرايب زي كل مطارات العالم لأداء الخدمات والنظافة وخلافة طب ليه ماتجددوش انظمة التشغيل

#####

انا مش بتكلم عن الفساد ولا اللي بينهبوا البلد بس كده كتير قوي ازاي معندناش ميزانية بسيطة جدا لعمل حمامات عليها القيمة في اكبر مطار في الجمهورية كلها ويعتبر واجهة للمسافر الاجنبي قبل ان يودع مصر لبلده وازاي مش بنجدد مطار بحته كمبيوتر حتي ولو مستعمل يساعد المسافرين علي التوجة الي محطتهم الاخيرة دون تعب أو عناء

أننـا ندفع ثمـن غالـي لسلبـيـتـنا وسكوتنـا والثمن قـابـل للارتفــاع الى أن تتعـدى تكلفـة السـكوت والخنـوع تكلفـة التغـيير وقتهـا فقـط قـد يحـدث التغـيـيـر

رابط هذا التعليق
شارك

أستاذي العزيز الأفوكاتو

بعد التحية والسلام ،،،

مُرسل لكم مبلغ 100 $ من الأخ ياسر وهو قيمة إشتراك عضوية في حزب التواليتات العالمي ( رمز السيفون ) .

مرحباً بالرفيق ياسر عضو عامل في حزب التواليتات .

الأحـــرار يؤمنون بمن معه الحق ..

و العبيــد يؤمنون بمن معه القوة ..

فلا تعجب من دفاع الأحرار عن الضحية دائماً ..

و دفاع العبيد عن الجلاد دائماً

رابط هذا التعليق
شارك

ايه ده ...هو انتوا عملتوا حزب للتواليتات في المنتدي من ورايا ؟؟؟

طب الف مبروك يابو السيد ونتمني لك الحصول علي مقاعد كتير في الانتخابات البرلمانية الجاية

بصراحة كنا محتاجين الحزب ده ....اهو برضه يفك زنقة

ورمضان كريم

أننـا ندفع ثمـن غالـي لسلبـيـتـنا وسكوتنـا والثمن قـابـل للارتفــاع الى أن تتعـدى تكلفـة السـكوت والخنـوع تكلفـة التغـيير وقتهـا فقـط قـد يحـدث التغـيـيـر

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 شهور...

كتبت هذا الموضوع فى باب موضوعات خفيفة, أثناء زيارتى لمصر فى منتصف هذا العام:

إبتسم من فضلك, غصبا عنك.

لعلكم سمعتم عما يسمى " الصدمة الحضارية", و لقد تعودت عليها فى كل مرة أزور فيها بلدى الحبيب, و لقد ظننت أننى سوف يكون لدى مناعة ضد هذه الصدمة لتكرار حضورى إلى مصر, و تكرار إصابتى بهذه الصدمة, و لكن ظنى خاب, و نجحت الصدمة فى إختراق مناعتى.

نصحتنى زوجتى الطبيبة بأخذ الأمور ببساطة, حتى لا يرتفع ضغط دمى, و أصبح منافسا لحبيبى إخناتون المنتدى , الذى تلاحقه هموم مصر فى كل مكان, و لا يكاد يتخلص من هم, حتى يكرمه الله بهم آخر.

و أحذا بنصيحة زوجتى, قررت أن أكتب لكم إنطباعى عن زيارتى الحالية إلى المحروسة.

و نظرا لأنه من الصعب أن أكتب عن كل الأمور" الظريفة" التى " عانيت" منها, فسوف أذكر لكم مغامرة " شيقة" شاركتنى فيها زوجتى, و استمتعنا بها إستمتاعا يفوق الوصف.

بدأت المغامرة فى منطقة المهندسين, حيث أقيم عند شقيقتى فى شقتها بعمارة فى شارع جامعة الدول العربية كلما زرت القاهرة.

إن أول زيارة لى للعمارة التى تقم بها شقيقتى عندما زرت مصر لأول مرة منذ هجرتى كانت فى عام 1982, و كان ذلك بعد 14 عاما فى الغربة.

و بعد الترحيب, و التعرف على زوجتى, و العناق, و القبل, و الشربات, و عصير المنجة, و عصير الجوافة, و الحلويات الشرقية المنقوعة فى العسل, و السكر, و القشدة, و بعد المحمر و المشمر, و بعد أكواب الشاى السادة, و بالسكر, و القهوة التركى, و بعد إنصراف الأقارب, بعد كل هذا, لاحظت أن الزمن قد سرقنا, و أن الفجر قد لاح, فقررنا أن نأخذ قسطا من الراحة, و لكن ظنى خاب.

تذكروا أنى ما زلت أتكلم عن زيارتى الأولى لمصر, و التى مضى عليها حوالى 23 عاما, و أن الماضى لا ينفصل عن الحاضر و المستقبل, و أن الأعمار بيد الله.

دخلت عندئذ المطبخ لكى أشرب كوب ماء مثلج من الثلاجة, و رفعت الكوب إلى شفتى, و قبل أن ينزلق الماء إلى حلقى, سمعت صوتا يشبه صوت إنفجار قنبلة يدوية صغير العيار,و جاء الصوت من شباك المطبخ الذى يطل على المنور, و تلى الأنفجار إنفجار آخر بعبوة أقل, ثم رأيت بعد ذلك ما يشبه أمطارا تهطل, ثم ساد السكون.

أسرعت إلى حجرة شقيقتى التى كانت ما زالت مستيقظة, و كنت أظن أنى سأرى نظرات جزع على وجهها, و لكن بدلا من ذلك, رأيت إبتسامة رقيقة, بدت كأنها إعتذار عن شيئ إرتكبته.

و أخيرا خرجت الكلمات من فمى, و قلت بتلجلج:

أء, إيه, إيه... ده....؟

هنا تحولت إبتسامة أختى إلى ضحكة, كما لو كنت قد حكيت نكنة ظريفة, و انتظرت الشرح, الذى جاء كالآتى:

السادة الأفاضل, أبناء العز, الذين يسكنون فى عمارة فاخرة, تطل على سور ملعب الزمالك

" ليس هذا ذما أو مدحا فى النادى, بل معلومة جغرافية"

هؤلاء السادة و السيدات أعطاهم الله مالا وفيرا أتاح لهم توظيف شغالات, يقمن بتنظيف شققهم, و إعداد الطعام لهم, و أشياء أخرى.

و قد ترك السادة و السيدات الأفاضل للشغلات حرية إختيار أفضل و أسرع الطرق للتخلص من "القمامة أو الزبالة بالعامية" فقد قررت هاته الشغلات أن أفضل وسائل حماية البيئة هى إلقاء أكياس الزبالة فى منور العمارة, حتى يمكن توفير غذاء للقطط و الصراصير التى قررت أن تسكن فى مكان لا يسكنه سوى الأكابر, و بدون مقابل.

و حتى لا تنفجر شرايين مخى, سحبتنى زوجتى من يدى, و أدخلتى غرفة النوم, قائلة:

"أنت لست مبعوث العناية الآلهية, و نحن مجرد زوار, فإذا كان هذا هو نمط الحياة هنا, و إذا كان الجميع سعداء بهذه الأوضاع, فلا داعى لتغيير الأوضاع, و لخبطة حياة الناس, و خاصة , أننا مجرد زوار دخلاء"

و رغم أنى زرت مصر منذ تلك الزيارة أكثر من عشر مرات, فإن الأمور و الأحداث التى دارت بين حيطان هذه العمارة لم تتوقف عن إثارتى, و رغم تهديدى بعدم العودة إلى العمارة, أو البلد كلها, كنت دائما أضعف, و أرضى بالواقع المر.

أما اليوم, فقد كانت المغامرة خارج العمارة:

قررنا الخروج للتمشية, و كنت أعلم أن هذه التمشية ستكون ممتعة, و فعلا كانت ممتعة إلى درجة الغيظ.

ما كدنا نخرج من العمارة, و نسير على ما يسمى بالرصيف, أبتدأت السماء تمطر بدون إنذار, و لكنى لاحظت أن المطر كان مركزا على شخص واحد, وهو أنا, و نظرت إلى السماء, و لكنى لم أرى سحاب, بل رأيت سيدة تغسل زجاج شباك , و تقوم بالقاء الماء لإزالة الصابون, و حمدت الله على تواجد الصابون, الذى بلا شك قد عقم المياة التى يقال أنها لا تصلح للشرب.

و بكل سماحة, تجاهلت هذه اللفتة الكريمة من هذه السيدة, و تابعنا السير, و فى مدخل العمارة المجاورة, رأيت باب جراج أسفل العمارة, و كان المدخل إلى هذا الباب ينحدر من الطريق تدريجيا لكى يصل إلى مستوى بدروم أسفل من مستوى الشارع, و على جانبى المدخل, بنى أصحاب العمارة سورا "صغنونا" , صعدناه, ثم هبطنا حوالى نصف متر, لكى نسير على أرض المدخل, ثم صعدنا نصف متر لكى نصل إلى مستوى الرصيف, ثم صعدنا الجانب الآخر من السور" الصغنون", و أخير حمدنا الله لتواجنا على مستوى الرصيف مرة أخرى.

لكن سعادتنا لم تستمر طويلا, فقد قرر بعض سكان العمارة الأخرى المجاورة, أن يركنوا سياراتهم فى مدخل الجاراج, و إضطررنا إلى النزول إلى عرض الشارع, و لكن أقدامنا إنغرست فى كم من الطوب و الرمل المتخلف من عمليات توسيع البلكونات, و إزالة الحوائط بين الحجرات, حتى يستمتع أصحاب الشقق بمساحات واسعة, مريحة لأعصابهم, على حساب أعصاب العبد لله و السدة حرمه, و بقية المارة بالطريق.

و تكرر هذا المشهد عند المرور أمام كل عمارة فى الشارع, و عند الوصول إلى أحد الشوارع الفرعية, لم نتمكن من العبور مباشرة, حيث أن السيارات الراكنة أغلقت الرصيف , و اضطررنا إلى السير فى الشارع المجاور, إلى أن وجدنا فجوة بين السيارات, مكنتا من العبور إلى الجانب الآخر.

وخلال هذه المغامرة الشيقة, لم تفارق وجهى إبتسامة بلهاء حاولت بها أن أقنع زوجتى بأنى آخذ الأمور ببساطة, و أنه لا داعى لرفع ضغط الدم.

وصلنا إلى تقاطع الشارع مع الشارع المؤدى إلى العجوزة, و وجدت على الناصية ثلاثة عساكر مرور يتجاذبون الحديث, و بدخنون السجاير, و توقفت كما علمونا فى بلاد الفرنجة, لكى نستطلع ما إذا كانت هناك إشارة عبور للمشاة, خاصة و أن الشارع كان مرسوما عليه الخطوط البيضاء التى تقول دوليا " عبور المشاة".

لم أرى أضواء خضراء أو حمراء أو برتقالى للعبور, و فهمت أننا متى عبرنا الطريق فوق هذه الخطوط البيضاء, فإن عبورنا سيكون آمنا, و لكنى كدت أن أفقد حياتى ثمنا لهذه الحماقة, فبينما كنا فى وسط الشارع, جاءت سيارة من الطريق المقابل, مسرعة كما لو كان يطاردها شيطان, و لم يتوقف السائق, بل إستمر فى الإندفاع كما لو كانت مهمته فى الحياة هى القضاء على هؤلاء الجهلة الذين لا يفهمون آداب المرور فى شوارع القاهرة. و قفزت قفزة بهلوانية, أنقذت حياتى, أما زوجتى, فقد كانت أذكى منى, و قررت عدم العبور, إلا فى اليوم التالى, عندما تكون القاهرة فى أجازة.

و لكن ما قاله السائق المهذب بعد أن أسرع مبتعدا يستحق الذكر, و التقدير, حيث أنه صاح غاضبا:

"ما تخدوا بالكم يا بهايم"

و سألتنى زوجتى عن ترجمة ما قاله السائق, فقلت لها بهدوء:

"أعتقد أنه يتفق معك فى الرأى"

كان بودى أن أكمل لكم سرد سعادتى بنزهتنا الصباحية الجميلة, ولكنى أعتقد أن كثيرا من السعادة يفسد الأخلاق.

و أراكم قريبا.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

و كتبت هذا الموضوع فور عودتى إلى إنجلترا

أخى العزيز حلاوة,

كان فتح موضوع التواليتات " فى أستراليا" رد فعل لزيارتى الأخيرة لمصر, و خاصة الساعات الأخيرة التى قضيناها فى مطار القاهرة الدولى.

و فور عودتى إلى بريطانيا, كتبت موضوع فى باب" موضوعات خفيفة" عن تجربتى المحزنة فى المطار,

و إليك نص المقال:

حتى أنت يا مطار القاهرة الدولى

يقول خبراء علم الإجتماع أن مقدار حضارة شعب يمكن قياسها بمدى نظافة دورات مياهه.

و فى الماضى, كانت شوارع مصر مملوءة بالمراحيض العامة, التى كانت نظيفة, و مجانية.

و عندما حاولت قياس مدى حضارتنا و تقدمنا حاليا, مستعملا المعيار المشار إليه أعلاه, وجدت نفسى فى حالة توهان, فلم تختفى فقط النظافة من دورات المياة, بل إختفت دورات المياة أصلا, و أصبحت كالطبيب الذى يحاول تشخيص مرض شخص ميت أصلا.

كل من ساقر إلى الغردقة, أو طريق مصر القاهرة الصحراوى, يعلم جيدا ما آلت إليه حالة الإستراحات,( و دورات مياهها الأهلية , نظرا لعدم وجود دورات مياة حكومية) و التى يدعى أصحابها أنها مطاعم و إستراحات فاخرة, بل يدعى البعض أن جزءا منها مجهزا تجهيزا فاخرا اللعائلات.

هذا التجهيز ليس سوى محاولة بدائية لإيهام الزوار أنهم سوف يزورون دورة مياة 5 نجوم, و لكن هذا التجهيز لم يتعدى إعداد كشكين خشبيين فى مؤخرة المطعم, أو فوق سطحه, لكى يكونا دورتى مياة, أحداهما للنساء, و الأخرى للرجال( وهم يشكرون على هذه اللفتة الكريمة)

و لإفضاء الشرعية و الأهمية على هذه " التولتات" المتواضعة, يجلس شاب على مكتب صغير متهالك , بين بابى الكشكين, مانحا " صكوك الإقراج ", و قيمتها جنيه أو أكثر, حسب نظافة المكان, وهذه الصكوك على شكل إيصال, ربما لكى تطالب خصما من الضرائب إذا كان الله مسهلها معك.

و لكن, الشهادة لله, فإن الموظف يناولك قبل دخولك, و أحيانا بعد الإنتهاء, بعض ورقات من ورق التواليت, من اللفة التى تجلس باحترام و تقديس على مكتبه بجانب دفتر الإيصالات .

ليست هذه هى أول مرة أغادر فيها مصر من قاعة الرحيل رقم 2, بمطار القاهرة الدولى, و لكنها المرة الأولى التى زرت فيها دورة المياة اليتيمة, و يا ليتنى ما زرتها.

بعد أن إنتهينا من إجراءات الجوازات, و الأمن, و خلافه, صعدنا إلى قاعة الخروج, التى تشبه حوائطها حماما كبيرا مكسى بالقيشاتى الأبيض, أو مشرحة كبيرة فى بلد تعشق البلاط البارد, كديكور لأهم مرفق فيها.

فى هذه القاعة, وجدنا ما يسمونه" سوق القاهرة الدولى المعفى من الجمارك"

و لن أتحدث عن البضائع المعروضة فيه, و لن أتعرض للبوفيه الأوحد و أقارنه بمطارات دول من الدرجة العاشرة,

لن أفعل ذلك, لأن كل هذا لم يعد له جدوى , فالمسئولون صم بكم, لا يرون.

بحثنا عن دورة المياة, و قيل لنا أن هناك دورة مياة واحدة فى هذا الطابق الذى يتضمن 10 بوابات مغادرة, أمام كل منها بضعة كراسى حديدية مثل التى نراها فى بعض محطات الأتوبيس.

و لما لم يكن فى وسعنا أن نختار, فقد قررنا أن نشارك فى كل ما يشارك فيه الشعب المصرى, أى قبول الواقع المر. و قررنا زيارة دورة المياة "الدرجة الثالثة" , و الوحيدة المتاحة مهما كان جاهك.و التى تقع على مسافة متر واحد من إستراحة " كبار الزوار" التى لا أستطيع أن أخمن إذا كان بها دورة مياة.

وجدت مدخل الدورة يتكون من بابين متقابلين, تقع بينهما مساحة مستطيلة 40 سنتيمنررx 180 سنتيمتر, و مكتوب على حائط هذا المستطيل يافطتين, أحداهما" رجال" , و الأخرى " سيدات"

لم أستطع فى البداية معرفة أيهما كانت للرجال, و أيهما للسيدات, لأن الساحة الضيقة المستطيلة التى كانت تقع مباشرة بين البابين المتقابلين, كانت تحتلها سيدتين من الحجم " المميز" , ترتديان ملابس زرقاء, و عليها شرائط رمادية فى أجزاء مختلفة من اليونيفورم, و تجلسان على مقعدين خشبيين لونهما أزرق تمشيا مع لون ردائهما. و كان الكرسيين مصنوعان من قرص مستدير, مثبت على أربعة أرجل, مثل الكراسى التى تستعملها مقاهى القرى و النجوع. و كان إرتفاع كل كرسى لا يزيد عن 40 سنتيمتر,

كانت هاتان السيدتان تشاركان الحديث مع عامل نظافة آخر, يقف مباشرة أمام باب مرحـــــــــــــاض " الرجال", ساندا يديه على إطار الباب, ممدا إحدى رجليه إلى الأمام, مرتديا عفريتة زرقاء شكلها غريب, و على الأذرع و أرجل اليونيفورم, كانت هناك شرائط رمادية عريضة, لآ أدرى سببا فى وجودها, و لكن لأن كل رجال النظافة يرتدونها, تيقنت أنه الزى الرسمى لهذا السيرك. فقد كانت تشبه كثيرا الملابس التى يرتديها البلياتشوهات,

إضطرت إحدى العاملات لتحريك جسمها " المدعم" حتى تتمكن زوجتى من من الدخول إلى دورة مياة " السيدات"

أما أنا, فلم أكن حسن الحظ, حيث كان الشاب عامل النظافة مستغرقا فى حديث شيق مع العاملتين الأخريين, لدرجة أنه لم يلحظ محاولتى المهذبة لدخول دورة المياة.

و قلت على إستحياء" تسمح من فضلك؟", و فجأة تذكر السيد" مسئول النظافة" أنه معين ليقوم بالتنظيف, و ليس للدردشة, و تكرم علّى بالتنحى جانبا لكى يعطينى الإحساس بأن وجودى مرحب به, " بشروط".

لم أجد مبولة, و هذا هو كل ما كنت أطمع فى وجوده فى هذا المكان " الدولى", و لكنى وجدت مرحاض, أخنى عليه الدهر و أكل, و شرب أيضا, و عندما رفعت مقعد المرحاض, تهالك وسقط على الأرض, محدثا دويا ذكرنى بالسيارات المفخخة.

و كان بجانب حوض المرحاض علبة بلاستيك حمراء, رأيت مثلها فى الأسواق التى تبيع الآيس كريم كبير الحجم, و كانت خالية, و لكنى بذكائى الخارق , تمكنت من الإستنتاج أنها سلة مهملات, و لكن, و الحق يقال,كانت خالية من أى مهملات.

و قبل أن أتجرأ و أدنس المكان بوجودى, الغير متوقع, نظرت إلى مكان ورق التواليت, و لكن صندوقها كان خاليا, و كأنه مضرب عن العمل.

خرجت من المرحاض ممتعضا, و رأيت عامل النظافة يهرول فى إتجاهى, فسألته:

" لماذا لا يوجد بالمرحاض ورق تواليت"

و لكن بقدرة قادر, ظهرت فى يده لفة ورق تواليت كبيرة, و دخل المرحاض, ووضعها فى المكان المخصص لها, ثم شد السافون, و أنا أقول له: "لا تتعب نفسك, فأنا لست جدير بالتواجد فى مثل هذه المراحيض الفاخرة".

و تركت دورة المياة وهو يشيعنى بتظرات غيظ مأمور الضرائب الذى يتظر إلى ممول يحاول التهرب من الضرائب المستحقة للدولة.

و عندما خرجت زوجتى من دورة المياة, لم أكن فى حاجة لكى أسألها عما حدث لها, فقد كان وجهها يشع لونا أحمر, ليس لأن صحتها جيدة, و لكن لأن حمرة الخجل إختفت من وجوه المسئولين, عن المطار, و أنتقلت هذه الحمرة إلى وجهى, ووجه زوجتى, ليس خجلا, بل غضبا.

و عندما هدأنا قليلا, قالت زوجتى:" ألا يوجد مكان آخر أغلى من جنيه مصرى يمكن أن يحس فيه الإنسان بآدميته؟"

و عادت حمرة الخجل إلى وجهى, ثم حلت بعدها حمرة الغضب لما رأيته بعد ذلك.

ذهبنا إلى مقر القاعة "7 مغادرة ", لنستقل الظائرة الذاهبة إلى إستانبول, و جلسنا على مقاعد حديدية مثل التى يجلس عليها " عم عبده" بواب العمارة التى تسكن فيها شقيقتى بالمهندسين, و قلت و أنا أجلس: " رضينا بالبلاء", و سكت.

و لكن البلاء لم يرضى بنا, فقد شممنا رائحة دخان سجائرقوية, تأتى من المنطقة التى يقع فيها منتصف الدائرة المودية إلى بوابات قاعات الخروج, و قمت من على مقعدى " المريح", لأتحرى عنن سبب تواجد دخان سجائر فى منطقة " ممنوع التدخين قطعيا".

كان جالسا هنك على حافة شباك حجرة المنتصف, شابان من عمال النظافة, لاحظت فيهما الآتى:

1- كانا حافيا الأقدام

2- يرتديان زى عمال النظافة ( البلياتشو)

3- يمسك كل منهما بسيجارة مشتعلة يخرج منها و من أنفهما دخان كثيف.

4- كانا مشغولين فى حديث عائلى خاص, بعض ألفاظه تجرح مشاعر من هم ليسوا من أفراد عائلتهم.

رجعت إلى المقعد, و سألتنى زوجتى: ماذا هناك؟

و نظرت إليها بغباء إعتادت عليه عندما أكذب, , و قلت:

لا.. مافيش حاجة... واحد كان بيدخن, و لكن رجال الأمن منعوه.

ملحوظة: كانت المسودة الأصلية تحتوى إحصائيات عن عدد التواليتات فى مطارات بلاد تتشابه ظروفها مع ظروف مصر, مثل تركيا, و المغرب, و وصف لدورات مياة هذه الدول, و لكنى لم أرغب فى التنكيد على القراء بذكر تفاصيل تجعل حمرة الغضب تنتقل منى إليهم.

لقائى معكم فى مقالى الأخير عن " مصرع القانون فى الشارع المصرى", و ذلك حتى أتفرغ لمقالاتى عن الرحلات التى قد تستمر لمدة طويلة, و كان الله فى عونكم.

أعز الولد ولد الولد

إهداء إلى حفيدى آدم:

IMG.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة

  • الموضوعات المشابهه

    • 0
      أما وقد اجتزنا شهر رمضان فى رحلتنا الميمونة مع الدراما التليفزيونية فإن مفاجآت سارة تطل علينا ربما تمثل اعتعرض المقال كاملاً
    • 2
      السلام عليكم حد يعرف فرع راجحى فجدة يكون موظفينه كويسين وسهلين فالتعامل ,, غلبت افتح حساب لازم خطاب تعريف مالكفيل ( صعب اجيبه حاليا ) وناس قالولى تلاكيك وخلاص وجرب فرع تانى!!!!!!! او حد رائيه بنك تانى افضل يكون عنده نفس المميزات ومنتشر زى الراجحى..
    • 2
      هل يمكن عمل إستقدام بعد تغيير المهنه؟؟؟؟؟ سمعت أنه لايمكن عمل إستقدام لوجود المسمى الأصلى بالتأشيرة بجواز السفر هل الكلام دة صحيح ولا يوجد حل للموضوع دة وما هى البدايه والتكلفه لأم و3 أولاد برجااااء الإفادة يا إخوة الخير
    • 2
      انتهيت للتو من قراءة مقدمة كتاب البرادعي الجديدعصرالخداع وهذا هو انطباعي المبدئي يبدأ الكتاب بمشهد في احد مطاعم بغداد بين البرادعي وهانز بليكس -مفتش الوكالة - لو تذكرونه - ومسئولين عراقيين احدهما مستشار صدام للشئون العلميه وهو عراقي يحمل الدكتوراه في الفيزياء ويتحدث الانجليزية كأهلها والاهم انه لم يكن عضوا في حزب البعث علي غير المعتاد في عراق صدام المهم ان ذلك المستشار كان واضحا جدا في كلامه مع البرادعي وبليكس قال بوضوح لهما ..كلاكما يعرف ان المشكلة ليست في حيازة الاسلحة النووية او محاول
    • 4
      السلام عليكم و رحمة الله و بركاته, شكراً جزيلا لكم على استضافتكم لي في هذا المنتدى الرائع. في الواقع, إن حبي لمصر و شغفي بها دفعني لأن أعد مشروع التخرج الخاص بي عنها خصيصا و بالأخص عن مغتربيها الذين عشت معهم و اختلطت بهم و أحببتهم, نعم, أنا لست مصرية. أنا فلسطينية مقيمة في دبي و أدرس الصحافة و الإعلام في الجامعة الأمريكية بدبي, و أنا على أبواب التخرج. و هذا شرح مبسط عن فكرة برنامجي الذي سأقوم ببدء بتصويره قريباً. برنامج اجتماعي سياسي ترفيهي عن المغتربين العرب و تطلعاتهم لأوطانهم الكثير منا
×
×
  • أضف...