اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

حملة إعلامية مبرمجة على الجهاد في فلسطين


Recommended Posts

منذ أن قرر رأس الحكم في أمريكا أن "حماس" عدو للسلام يجب بتره من على سطح البسيطة ..

وان صديقه الغالي "شارون" هو رجل سلام .. وأنه قد ادى ما عليه من اجل السلام ..

انبرت أقلام عربية "رنانة" في حملة غريبة غاية في الوضوح غرضها المساس بالصورة النقية التي فرضتها حركات المقاومة في فلسطين طوال العقدين المنصرمين ..

وفيما فشل شارون في القضاء على ثورة الشعب الفلسطيني المتمثلة بانتفاضته الجماهيرية والعمل الجهادي المتواصل لكافة حركات المقاومة الفلسطينية ..

نجد أن ما يكتب هنا وهناك من تلميح وتصريح .. وهذا الحشد من التلفيقات المحترفة التي تصب في خانة تشويه الصورة بل وقلبها في عيون العامة من الناس .. وهم بالفطرة الحليف الدائم لكل ما هو شريف في هذا العالم ..

والحمد لله الذي سخر الشرفاء من الكتاب في هذه الأمة ليتصدوا لهذه الحملات الظالمة والمشبوهة ..

المقاومة الفلسطينية تواجه منطق الاستسلام

محمود عبد الغفار/كاتب مصري

صحيفة الراية القطرية 26/6/2003

يدهش المرء من تعليقات بعض الكتاب على ما يجري حالياً على الساحة الفلسطينية بما لا يخدم الموقف العربي عموماً، بل ربما يسهم في زيادة ارتباكه وتكريس هشاشته في تعامله مع حكومة إسرائيلية سفاكة للدماء لا تعبأ بما يقال عن إحلال السلام بالمنطقة، وتحظى بعلاقة استراتيجية مع القوة الكبرى والتي تقدم لها دعماً عسكرياً وسياسياً لا محدوداً.

أحد نماذج هذه التعليقات وردت بمقال للدكتور محمد السيد سعيد بصحيفة الأهرام عدد 16/6 بعنوان حماس والسياسة والسلطة إذ حمل فيه بشدة على برنامجها السياسي الذي لا يتسق مع الواقع الذي يعترف به العالم، وذلك لأنها لا تفرق في عملياتها بين الأراضي المحتلة في عام 1967 عن تلك التي احتلت عامي 1947 و1948.

وبرأي د. سعيد أن عمليات حماس لا تأتي في إطار استراتيجية متبلورة أو نظرية منطقية أو رؤية، وأن الحركة لا تهدف إلى وراثة حركة فتح كما يشيع البعض أو تحرير كامل التراب الفلسطيني، إنما هدفها هو الحيلولة دون استقرار الظلم أو تبلوره في أي وضعية قانونية.

ولكن ما يؤخذ على مقال الكاتب أنه قام بعرض موقف حماس من السلطة ومسار التسوية دون أن يتطرق للظرف الراهن بشأن تعاطي الحركة - والفصائل الأخرى - مع حكومة أرييل شارون الدموية، ودون أن يقدم رؤية منطقية لحل الصراع باستثناء أنه دعا من يرون أنه من الممكن حل الصراع دون تضحية بالحد الأدنى إلى التقدم بالمبادرة الإيجابية لكسب حماس والشعب الفلسطيني كله.

ولا أدري سبباً لإغفال الكاتب أو تناسيه لحقيقة أن الإسرائيليين هم الذين يريدون أن يسقون الفلسطينيين - والعرب من ورائهم - كأس الهزيمة والاستسلام خاصة بعد احتلال العراق بفرض شروط التسوية بما يلبي الأمن القومي الإسرائيلي المدعوم أميركياً، وهو أمر معد سلفاً لكنه تكرس بعد الاحتلال الأميركي للعراق المدعوم إسرائيلياً.

ولو عاد د. سعيد بالذاكرة إلى الوراء قليلاً لاسترجع أن حماس وفصائل المقاومة بشكل عام لم يكن لها دخل في إفشال مفاوضات كامب ديفيد الثانية (يونيو 2000) بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أيهود باراك والتي اقتربت من الوصول إلى تسوية. لكن السلطة الفلسطينية هي التي رفضت قبول هذه التسوية لأنها لم تستطع قبول دور المهزوم المنكسر أمام المنتصر خاصة إذا تعلق الأمر بتقديم تنازل في قضية القدس والمسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين وهو ما يعتبر قبولاً بالاستسلام والظلم ولا علاقة له بالحد الأدنى من العدل.

الأمر الثاني الجدير بالاسترجاع هو أن حماس أو فصائل المقاومة لم تكن مسؤولة عن تفجير الوضع في فلسطين بل قام شارون زعيم المعارضة اليمينية بحماية ودعم من حكومة باراك اليسارية عامداً متعمداً بتدنيس الحرم القدسي بقدميه في اعتداء قصد منه تمرير إهانة معنوية للعرب والمسلمين بعد فشل التسوية، والتأكيد على النهج الإسرائيلي الصهيوني (يمينيون ويساريون) من تسوية ملف القدس طبقاً لما أعلنوه جميعاً بأن القدس الموحدة عاصمة أبدية لإسرائيل.

ورداً على ذلك - وليس قبلها - اندلعت انتفاضة الأقصى عفوياً من الفلسطينيين الأحرار الرافضين للاستسلام والقبول بالهزيمة، ودفاعاً عن الأرض والكرامة ومقدسات المسلمين، وكان طبيعيا أن تتقدم القوى الوطنية الصفوف لقيادة مسيرة المقاومة لانتزاع الحق المسلوب اتساقاً مع الشرائع السماوية وميثاق الأمم المتحدة. ولذلك كانت الانتفاضة محل إشادة من الحكومة العربية الإسلامية ودول أخرى في حين توالت الإدانات والاستنكار على الموقف الإسرائيلي بل وعلى نظيره الأميركي المؤيد له.

ولأن الإسرائيليين علموا أنها انتفاضة لاستعادة حقوق مغتصبة يرفضون إعادتها لأصحابها خاصة ما يتعلق بالقدس وإعادة اللاجئين لأراضيهم وإخلاء المستوطنات فقد استبدلوا شارون بباراك نظراً لتاريخ الأول الأكثر دموية وتطرفاً مع الفلسطينيين والعرب

وأثبت شارون لشعبه - الذي أعاد انتخابه قبل نحو ستة أشهر بنسبة اقتربت من 70% - أنه جدير بالثقة فحول الأراضي الفلسطينية إلى بحيرات من الدماء وتلال من ركام المنازل وتجريف الأراضي، وأكد أنه وفيّ لما يسمونه بالثوابت فشدد على الموقف الإسرائيلي من القدس وعدم هدم المستوطنات بل لهم الحق في توسيعها ورفض إعادة اللاجئين لأراضي 48، ووضع هذه الأمور ضمن أخرى شروطاً سلمها لواشنطن لقبول خطة خريطة الطريق المطروحة حالياً كإطار جديد للتسوية.

ولم يكتف شارون بذلك فقط بل سعى إلى تفجير البيت الفلسطيني من الداخل عبر تنفيذ عمليات اغتيال ضد قيادات المقاومة أثناء محادثات الفصائل الفلسطينية للوصول إلى هدنة لتمهيد الطريق أمام محادثات التسوية، كما حدث في حوار القاهرة برعاية مصرية قبل نحو خمسة أشهر باغتيال الشيخ صلاح شحادة قائد كتائب القسام الجناح العسكري لحماس، أو ما حدث قبل أيام من محاولة اغتيال د. عبد العزيز الرنتيسي الرجل الثاني في حماس ثم اغتيال قائد القسام في الخليل لإفشال الحوار الدائر مع حكومة محمود عباس.

ولم يكن هذا التصرف الشاروني إلا اتساقاً مع منطق الإسرائيليين في فرض الاستسلام إذ شددت الحكومة الإسرائيلية أيضاً بدعم أميركي على ضرورة وصف المقاومة بالإرهاب ونزع سلاح المقاومة وتفكيك البنية التحتية لها، ورفضهم لأي حوار معها.

ولذلك لم يكن مستغرباً أن يكون الموقف المصري هو الرفض للمنطق الإسرائيلي الفاسد، بل أكدت المخابرات المصرية خلال وساطتها في الحوار في القاهرة وغزة على شرعية المقاومة وعدم وصفها بالإرهاب كأساسين للحوار، وهو موقف مشرف لا ريب ويستحق الثناء.

أما عن حماس فقد شددت - كغيرها من الفصائل - على الحفاظ على البيت الفلسطيني موحداً وأن الاقتتال الداخلي خط أحمر لا يجوز الاقتراب منه، وكررت استعدادها لقبول الهدنة مقابل وقف "إسرائيل" للاغتيالات ووقف أشكال العدوان على الشعب الفلسطيني وإطلاق سراح الأسرى، بل وذهبت من قبل إلى قبولها لإقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 استجابة لموقف السلطة والدول العربية والمجتمع الدولي في الظرف الراهن.

ومع ذلك لا يوجد أي مانع سياسي أو استراتيجي يحظر على حماس - أو غيرها - أن تعلن بين الفينة والأخرى أن أرض فلسطين من البحر إلى النهر وقف لا يمكن التنازل عنه. ففضلاً عن أن ذلك حقيقة تاريخية والتزام ديني لا يمكن لأحد أن يطالب بإسقاطه من الذاكرة، فإن حركة حماس تيار معارض من حقه تبني الموقف السياسي الملائم له ما لم يفرضه على أحد، مثلما هناك تيار إسرائيلي غير قليل ينادي بطرد الفلسطينيين من أرضهم في فلسطين لأنهم ببساطة يعتقدون زوراً وبهتانا أنها موطن اليهود رغم أنه الباطل بعينه.

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...