اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

القادم صعب و النصر حتمي و ما أحوجنا إلى الصبر - الرنتيسي


Recommended Posts

القادم صعب و النصر حتمي و ما أحوجنا إلى الصبر

بقلم : الدكتور عبد العزيز الرنتيسي

نحن اليوم على أعتاب مرحلة صعبة ، و هذا أمر طبيعي جداً ، فكلما ضاق الخناق على "شارون" كلما تفنّن في أساليب الإرهاب ، و كأني اليوم بالحبل يلتف على عنق أطماعه و أحلامه السياسية ، فربما كان يتمنى أن يتوّج حياته التي أمضاها في خدمة المشروع الصهيوني بإنجاز صهيوني كبير و فريد ، و لا أقصد بذلك أن يصل كما يظن البعض إلى إبرام اتفاقية سلام مع الفلسطينيين ، فهذا أمر لا يفكّر به صاحب التاريخ الإرهابي الحافل بالمجازر و الاغتيالات ، و لكن الإنجاز الكبير في نظر "شارون" أن يقوم بإكراه الفلسطينيين على القبول بالوطن البديل الذي من وجهة نظره سيكون وطناً مؤقتاً سرعان ما تغتصبه و تبتلعه دولة الغصب و العدوان الصهيونية ليعود الشعب الفلسطيني يبحث من جديد عن وطن ، و أعني بالوطن البديل المملكة الأردنية الهاشمية ، لكي تصبح فلسطين من بحرها إلى نهرها دولة يهودية خالصة تعد نفسها لقفزات توسعية جديدة .

هذا الحلم لا زال يراود "شارون" و "نتنياهو" ، فالأخير يقول في كتابه "مكان بين الأمم" و ذلك في الصفحة 162من الترجمة العربية "و تمتد الأردن على أربعة أخماس المنطقة التي خصصتها عصبة الأمم وطناً قومياً لليهود" ، و يقول أيضاً في الصفحة 163 : "إنهم لا يكتفون بوجود دولة فلسطينية شرق الأردن التي تسيطر على معظم أراضي أرض (إسرائيل) و فيها أغلبية فلسطينية حاسمة" ، و يعني بذلك أن الفلسطينيين عندما يطالبون بدولة في الضفة و القطاع كما تفعل السلطة بأن عليهم ألا يطالبوا بذلك و يكتفوا بدولتهم شرقي النهر ، إذن هكذا ينظرون إلى الأردن أنها أرض (إسرائيلية) محتلة من قبل الفلسطينيين ، و ذلك فإقامة دولة فلسطينية من وجهة نظرهم يجب أن تكون شرقي النهر و ليس غربيه ، و بما أن هذه الدولة كما يراها نتنياهو تقوم على أرض (إسرائيلية) محتلة من قبل العرب فإذن هي دولة مؤقتة ، فما أن يتمكّن اليهود من تحرير أرضهم المزعومة في الأردن ستزول تلك الدولة الفلسطينية ليبدأ الصراع من جديد و نحن في وضع أسوأ نبحث من جديد عن وطن .

هذا الحلم كان يداعب شارون أيضاً و هو يتحدث عن الدولة اليهودية في قمة العقبة فيقول "بصفتي رئيس وزراء (إسرائيل) مهد الشعب اليهودي" ، و من هذا القول يفهم أنه لا مكان للفلسطينيين في وطنهم فلسطين لأنها مهد الشعب اليهودي كما يؤمن "شارون" ، و عندما زلّ لسان "شارون" و نطق بكلمة الاحتلال فنهشته الأقلام الصهيونية إذا به يقول في اليوم التالي إنه لم يقل إن الأرض محتلة فهذه أرض (إسرائيل) المحررة متحدثاً عن الضفة الغربية و قطاع غزة .

و أمام هذه الأحلام و المطامع الصهيونية نكون أمام تحدٍّ كبير ، فإما أن نتشبث بأرضنا و مقدساتنا و هذا لا أشك أن له ثمناً من دمائنا و راحتنا و استقرارنا و أموالنا ، و إما أن نتنازل عن كلّ شيء تحت وطأة الإرهاب الصهيوني و الضغوط الدولية ، و لا أعتقد أن هناك من يقبل بالتسليم بما يريده الصهاينة الذين وضعوا لأنفسهم خطوطاً حمراء أملاً في تحقيق مشروعهم الصهيوني كما ذكرنا ، فلا يتوقع أحد أن يقبل "شارون" بما لم يقبل به "باراك" زعيم حزب العمل في "كامب ديفيد" ، و لن يقبل الشعب الفلسطيني اليوم بما رفضه أمس و دفع من أجل رفضه ذاك ثمناً باهظاً آلاف الشهداء ، و عشرات الآلاف من المعتقلين و الجرحى ، و دمّرت حياته و بنيته التحتية و هو شامخ شموخ جبل النار يهتف بصوت عالٍ الموت و لا العار .

و أما الموقف الأمريكي البائس ، ففي أفضل صوره يقف صامتاً إزاء الجرائم الشارونية التي فاقت كلّ تصور ، و أما في أتعس صوره فنراه يقف مشجّعاً للإرهاب الصهيوني ، و محرّضاً على المزيد من سفك الدماء ، و مباركاً كلّ أشكال الإرهاب الذي يمارس ضد شعبنا الأعزل في فلسطين ، يضاف إلى ذلك ما تقوم به أمريكا من تحريض سافر للعالم بأسره ضد مقاومتنا المشروعة ، لقد كتب الكثير عن الموقف الأمريكي من قضية فلسطين ، و من الصراع القائم بين احتلال يريد أن يثبت جذوره ، و بين مقاومة فلسطينية مشروعة تبحث عن الحرية و الاستقلال ، و لقد توافقت الآراء في قراءة الموقف الأمريكي المنحاز تماماً لصالح العدوان و الاحتلال و الذي يصل إلى درجة قلب الحقائق و طمسها بطريقة مكشوفة ، فعندما يتحدّث "كولن باول" عن العوامل التي عكّرت أجواء السلام التي طفحت من قمة العقبة كما يزعم فيذكر عملية القدس التي نفّذتها كتائب عز الدين القسام و يتجاهل بطريقة تدعو إلى الأسى ما قام به "شارون" من اغتيالات في طولكرم و غزة ، تلك الاغتيالات التي كانت السبب المباشر لتلك العملية البطولية الرادعة و التي كان لا بدّ منها لوقف شلال الدم الفلسطيني النازف على يد شارون و العصابات الصهيونية ، و لكن أمريكا ستبقى دائماً على موقفها الداعم و المبارك للممارسات الإرهابية الصهيونية ، و السبب في الموقف الأمريكي التوافق الأمريكي الصهيوني على المعتقدات التوراتية التي تتحكم في التصرفات الصهيونية ، كما أن هناك نزعة صليبية خطيرة لدى قادة البيت الأبيض تجعلهم دائماً في الخندق المعادي لأمتنا العربية و الإسلامية .

في ظلّ تلك المطامع الصهيونية و الدعم الأمريكي لتلك المطامع و ما تؤدّي إليه من ممارسات إرهابية صهيونية نستطيع الجزم بأننا أمام مرحلة صعبة ، مرحلة سيقدِم فيها الصهاينة على سفك المزيد من الدماء ، و تدمير المزيد من حياتنا اليومية بكافة صورها ، سيلقي "شارون" بكل ما لديه من أعمال إرهابية ، و لكن النتائج تحدّدها إرادة الشعب الفلسطيني و التي يمكننا أن نراهن عليها فثقتنا بها كبيرة جداً ، و كذلك تحدّدها إرادة المقاومة و استعدادها و جاهزيتها و هذه أيضاً ظني بها أنها لا تنهزم بإذن الله ، و أعتقد أنها قادرة على تجاوز العقبات التي تخلقها أمريكا لعرقلتها ، و هذا يعني أننا في المرحلة القادمة لن نعاني وحدنا فهل يفهم ذلك "شارون" ؟ أنا لا أعتقد أن من تمرّس على الإرهاب و غرّر به تاريخه الإجرامي يمكنه أن يفهم تلك الحقيقة ، و هنا سيبقى الصراع حتى يكون النصر ، فما أحوجنا إلى الصبر .

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...