أسامة الكباريتي بتاريخ: 28 يونيو 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 28 يونيو 2003 دولة يهودية مفعمة بالنشاط د. عبد الوهاب المسيري مفكر - مؤلف الموسوعة الصهيونية صحيفة الاتحاد الإماراتية 28/6/2003 في دراستنا للخطاب الصهيوني المراوغ بينا أن البحث عن مرجعية هذا الخطاب هو واحد من أهم آليات فك شفرته، فالمرجعية هي التي تحدد المعنى الدقيق والمحدد للمفردات والعبارات كما تكشف المفاهيم الكامنة. ولنحاول أن نطبق هذه الآلية على خطابي الرئيس بوش وأرييل شارون خلال قمة العقبة. فقد بدأ خطاب الرئيس بوش بتأكيد التحالف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والدولة الصهيونية (إن الصداقة التي جمعت بين بلدينا بدأت منذ نشأة "إسرائيل")، أي أن كل ما سيأتي بعد ذلك لابد وأن ينظر إليه في هذا الإطار. ولذا أكد بوش أن القضية الأساسية هي قضية أمن "إسرائيل"، وهو بهذا يتبنى الخطاب الإسرائيلي تماماً، بل يمكن القول إنه لم يكتف بذلك بل تبنى الخطاب الصهيوني، إذ عرّف هذا الأمن بأنه أمن "إسرائيل" كدولة يهودية مفعمة بالنشاط، أي أنه عرف مرجعيته بأنها مرجعية صهيونية، وهذا يعني أن الدولة الصهيونية ليست دولة مواطنيها وإنما دولة كل يهود العالم، مما يجعلها بالضرورة دولة توسعية، فضلاً عن أن هذا المفهوم يهمش سكان الدولة من الفلسطينيين، ويحولهم إلى مواطنين من الدرجة الثانية. ولعل هذا يفسر عبارة مفعمة بالنشاط وهي عبارة مبهمة تثير القلق، فكلمة نشاط كلمة عامه للغاية ولها دلالات عدة، فإذا كان النشاط صهيونياً فهل المقصود هنا المزيد من الهجرة الاستيطانية من الخارج والمزيد من المستوطنات والتوسع؟ وحينما تعرض بوش لموضوع المستوطنات وإزالتها لم يشر إلا إلى المستوطنات العشوائية، أما المستوطنات التي أُقيمت بتخطيط صهيوني، حسب القانون الصهيوني وفي الإطار التوسعي العنصري الصهيوني، فلم يأت على ذكرها بخير أو شر، ولزم الصمت تماماً حيالها. وقضية المستوطنات حسب تصور بوش لابد أن تتم مناقشتها وهذا تأكيد مغلف بأن الأرض الفلسطينية ليست أرضاً محتلة (occupied بل هي أرض متنازع عليهاdisputed) ، أي أن بوش مرة أخرى تبنى الموقف الصهيوني تماماً. ثم أكد بوش أن وجود القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية ليس احتلالاً، حينما أشار إلى جرائم الإرهاب وكل أنواع العنف والإرهاب والمجموعات الإرهابية وضرورة تخليص المناطق الفلسطينية من الإرهاب، وهو بذلك يؤكد أن ما يقوم به الفلسطينيون ليس مقاومه للاحتلال، وإنما شكل من أشكال العنف والإرهاب. ولأن بوش تبنى الموقف الصهيوني كاملاً، فإننا نجد المفردات والمفاهيم نفسها تقريباً في خطاب شارون، ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي قام باستخدامها بشكل أكثر تبلوراً وأقل صقلاً. يبدأ شارون خطابه بتأكيد أن "إسرائيل" هي مهد الشعب اليهودي، أي أن نقطة انطلاقه صهيونية تماماً، ففلسطين هي "إسرائيل"، والجماعات اليهودية في العالم هي الشعب اليهودي، وهي عبارات تهمش الشعب الفلسطيني تماماً، بل وتغيبه. وانطلاقاً من هذا المنظور تصبح القضية هي أمن "إسرائيل" (مسؤوليتي الكبرى هي أمن الشعب الإسرائيلي ودولة إسرائيل). ثم يشير شارون إلى المقاومة باعتبارها نوعاً من أنواع الإرهاب، شأنه في هذا شأن بوش والخطاب الغربي بشكل عام. بل ويؤكد شارون أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام بدون إزالة الإرهاب والعنف والتحريض من كل الأشكال، أي أن المقاومة المسلحة إرهاب، وكذلك التحريض على المقاومة أو الدعوة إليها. وهذه العبارة هي الأخرى فضفاضة إلى أبعد الحدود، فمن الممكن وصف أي تصريحٍ أو تلميحٍ يصدر عن أية جهات فلسطينية أو عربية بأنه نوع من التحريض، بل ويمكن أن يُدرج تحت هذا الوصف أي انتقادٍ لسياسة الدولة الصهيونية أو لمسلك قواتها. وحينما جاء ذكر المستوطنات، وضح شارون المرجعية التي يدور في إطارها، فقد أكد أولاً أن إزالة المستوطنات تتم في إطار القانون الإسرائيلي فمجتمع "إسرائيل" هو مجتمع يحكمه القانون (الصهيوني)، لذلك سوف نبدأ وفوراً في إزالة المباني غير المشرع بها (من قبل الحكومة الصهيونية) والبؤر السكانية غير المرخص لها، فإسرائيل هي صاحبة الحق وبالتالي لا يسري على المستوطنات سوى القانون الصهيوني، الذي يصدر عن فكرة أن فلسطين هي "إسرائيل"، أرض بلا شعب! أما بخصوص الدولة الفلسطينية فقد حرص شارون على أن يبين أن الفلسطينيين سيحكمون أنفسهم في دولتهم، وليس في وطنهم ولا في أرضهم، فالسيادة الفلسطينية ليست على الأرض وإنما على الفلسطينيين، حيث قال: إن من مصلحة "إسرائيل" ألا تحكم الفلسطينيين، بل أن يحكم الفلسطينيون أنفسهم في دولتهم الخاصة بهم. وتوضح هذه التصريحات، سواء من جانب بوش و شارون، أن المرجعية النهائية هي دائماً الأمن الإسرائيلي ومصلحة "إسرائيل"، كما أُضيفت إليها هذه المرة مرجعية أخرى تتمثل في أمن "إسرائيل" الديموغرافي، فوجود الفلسطينيين ككتلة بشرية ضخمة يهدد هوية الدولة اليهودية، مما يجعل من الضروري التخلص منهم أو تهميش وجودهم حتى يمكن استمرار ذلك الطابع اليهودي المزعوم للدولة الصهيونية. هذه هي بعض المرجعيات الحقيقية لما يُسمى خريطة الطريق، فهل يفسر هذا تعثر عملية السلام؟ يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان