أسامة الكباريتي بتاريخ: 29 يونيو 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 29 يونيو 2003 ظواهر عنصرية (إسرائيلية) تطل برأسها بلال الحسن الشرق الأوسط 29/6/2003 : تفاجئنا (إسرائيل) دائماً بمدى التطرّف العنصري الكامن في داخلها. وتفاجئنا الولايات المتحدة الأميركية دائماً، في مدى العمى السياسي الكامن في داخل مؤسساتها، بحيث تكون مستعدة دائماً لدعم التطرف (الإسرائيلي) ، و التغاضي عن حقوق الفلسطينيين والعرب . في الأسبوع الماضي، ومن دون حديثٍ عن القتل والتدمير والاغتيالات، وقعت في (إسرائيل) ثلاثة أحداث مترابطة : الحدث الأول جاء من الحاخامات . من رجال دين متطرفين ، يعملون منذ العام 1993 تحت اسم «اتحاد الحاخامين من أجل شعب إسرائيل وأرض إسرائيل» . عقد 500 حاخام منهم (2003/6/23) اجتماعاً طارئاً في مدينة القدس ، و أعلنوا المواقف التالية ، و بلغة عنصرية خاصة بهم ، تقول : • حول «خريطة الطريق» : نعلن رفضنا القاطع لتطبيق خارطة الطريق . إن الحكومة "الإسرائيلية" لا تملك أي تفويض بالإعلان عن قيام دولة أجنبية (أي دولة فلسطينية) و التخلي عن أجزاء من دولة "إسرائيل" للأغيار ، و إن كلّ ما تفعله الحكومة في هذا الصدد يعتبر باطلاً باسم إله "إسرائيل" ، و باسم الشعب "الإسرائيلي" . • حول إخلاء البؤر الاستيطانية قالوا : إنه لأمر رهيب ، سيقود إلى اقتلاع مستوطنات مزدهرة و تسليم أراضيها للعدو (أي العدو الفلسطيني) . إن التوراة تمنع الحكومة بشكلٍ واضح و مطلق من إخلاء بؤرة أو مستوطنة ، و ندعو إلى العمل بتفانٍ من أجل منع إخلاء البؤر الاستيطانية ، و إعادة إقامة و توطين كلّ بؤرة يتم تفكيكها . الحدث الثاني جاء من جهة سرية لم تعلن عن نفسها ، قامت بتوزيع بطاقات عنصرية في الأحياء اليهودية في القدس ، تدعو فيها للتجنّد في حملة لتهويد القدس و محاربة الوجود العربي فيها . تقول البطاقة العنصرية «بلدية القدس و دولة (إسرائيل) ، تبذلان كلّ ما في وسعهما لضمان غالبية يهودية في القدس . إضافة إلى منع البناء و هدم المنازل و منع توسّع الأحياء العربية في شرق القدس . يجب على السكان اليهود في القدس الانضمام إلى الجهود القومية التالية : • أظهروا يقظتكم و أبلغونا عن منازل عربية يمكن شراؤها أو اجتياحها أو هدمها . • أبلغونا عن أصحاب البيوت العرب في الأحياء اليهودية في القدس . • أبلغونا بآرائكم حول سبل حفاظنا على الغالبية اليهودية في قدسنا . و تحمل البطاقة عنواناً لصندوق بريد في القدس ، و تعهّداً بتحويل البطاقات إلى أصحاب القرار في بلدية القدس» . الحدث الثالث جاء من جهة رسمية . من الحكومة (الإسرائيلية) نفسها ، من إيهود أولمرت نائب رئيس الحكومة و وزير الصناعة و التجارة ، الذي تحدّث للإذاعة (الإسرائيلية) عن الهدنة التي تسعى السلطة الفلسطينية و الوساطة المصرية إلى إقناع الفصائل الفدائية بها ، فقال : إن (إسرائيل) لا يهمّها ما إذا كان الفلسطينيون قد قرّروا وقف النار أو لا . هذا لن يؤثّر على سياسة الاغتيالات (الإسرائيلية) التي تستهدف «القنابل الموقوتة» ، و سنواصلها دفاعاً عن النفس . إن المهم في هذه المواقف الثلاثة ، ليس أنها معادية للفلسطينيين و العرب ، بل المهم هو ما تكشّف عنه من نزعة عنصرية آخذة بالنمو و الازدياد داخل المجتمع (الإسرائيلي) ، من دون أن يلتفت إليها من يعنيهم الأمر ، أولئك الذين يتحدّثون عن حقوق الإنسان أو عن نزعة «الإرهاب» لدى الفلسطينيين . و قد مضى الزمن الذي كان يمكن فيه الحديث عن هذه النزعة على أنها مجرد ظاهرة هامشية ، يستطيع المجتمع (الإسرائيلي) أن يتغلّب عليها ، فمواقف القادة (الإسرائيليين) و تصريحاتهم تصبّ في الاتجاه نفسه ، كلّ ما في الأمر أنهم يريدون من هذه النزعة العنصرية أن تكون مطواعة لهم ، و أن تعمل حسب تكتيكهم السياسي ، بينما بدأ أصحاب هذه النزعة يعملون حسب هواهم ، و حسب تكتيكٍ يرونه مناسباً لهم أكثر . و ليس أدلّ على ذلك مما يكتبه (الإسرائيليون) أنفسهم عن هذا الخطر النامي في داخل مجتمعهم . يكتب إيتان هابر («يديعوت أحرونوت» 2003/6/20) فيقول : «لا يمكن الاستهانة ، و لا نستهين بهذه المجموعة من الحاخامات ... إنهم يثقلون أكثر و أكثر على كاهل الجمهور ، عبر اتخاذهم لقراراتٍ يمكنها أن تهزّ أركان مؤسسات بأكملها» . و لكن هذا الخطر العنصري الذي ينمو داخل (إسرائيل) ، و الذي يحذّر منه كتّاب (إسرائيل) ، لا يلقى سوى التشجيع و المباركة من المؤسسات الكبرى ، المؤسسات الصانعة للقرار و التشريع في المجتمع الأميركي . فبدلاً من مواجهة هذه التيارات و رفض عنصريّتها ، نجد مجلس النواب الأميركي يتجنّد لتشجيع القتل (الإسرائيلي) ، فنراه يصدر تشريعاً يدافع عن عمليات الاغتيال (الإسرائيلية) ، و يسمّيه «حق الدفاع عن النفس» . و الغريب أن هذا التشريع صدر بموافقة 399 نائباً أميركياً ، و لم يعارِضه سوى خمسة نواب . فلماذا هذا الاحتشاد الأميركي ، و داخل مؤسسة دستورية ، وراء تبرير عمليات قتل تمارسها (إسرائيل) ؟ ما هي الرسالة التي يحملها هذا التشريع الأميركي للمواطن الفلسطيني ؟ ألم يلاحظ المشرّعون الأميركيون أن تشريعهم هذا صدر في اليوم نفسه الذي نفّذت فيه (إسرائيل) عملية اغتيال ضد مواطن فلسطيني ، أخطأته و لكنها قتلت رجلاً و امرأة و أصابت 15 مواطناً مدنياً آخر وجدوا صدفة في المكان ؟ إذا كانوا يؤيّدون اغتيال ناشطٍ من حماس ، فهل هم مع قتل المدنيين أيضاً ؟ التشريع الأميركي يقول نعم . لقد حصلت صحوة ضمير أميركية يوم محاولة اغتيال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي ، فبادر الرئيس جورج بوش إلى انتقاد المحاولة برقّة ، معتبراً أنها لا تساعد على توفير الأمن لـ (إسرائيل) . و لكن هذه الصحوة لم تستمر سوى يومين ، ووجه بعدها الرئيس بوش بحملة من اللوبي اليهودي و أنصاره ، فتراجع بسرعة عن موقفه (باعتبار أنه لا يخدم مصلحته الانتخابية) ، و بدأ بشنّ حملة مركزة على «حركة حماس و الجهاد الإسلامي و الجهات الأخرى» ، معتبراً أنها هي سبب المشكلة ، و متجاهلاً بشكلٍ كلّي الاحتلال (الإسرائيلي) و كلّ ما يمارسه من أعمال عنفٍ و قتل و تدمير . و تلاقى موقف بوش بشكلٍ كاملٍ مع الموقف (الإسرائيلي) ، و مع موقف حكومة شارون بالذات ، التي ترفض تنفيذ خارطة الطريق ، و ترفض هدنة يبادر إليها الفلسطينيون ، و تتطلع إلى أحد هدفين ; حرب أهلية فلسطينية تندلع حين تبادر السلطة الفلسطينية إلى ضرب الفصائل الفدائية بالقوة ، أو إلى إعلان استسلام فلسطيني كامل لقوة الجيش (الإسرائيلي) ، تبدأ بعده مفاوضات الإملاء و الإذعان . يقول الصحافي (الإسرائيلي) يوسي أولمرت (يديعوت أحرونوت) شارحاً تأثير اللوبي اليهودي على مواقف الرئيس الأميركي بقوله : «لـ (إسرائيل) مخزون كبير من التأييد داخل الإدارة ، و في المحافل المؤثرة عليها من الخارج ، و لا سيما في الحزب الجمهوري الحاكم» . و يضيف : «لدينا ما يكفي من الحلفاء في الولايات المتحدة الأميركية ممن يدركون بأن الهدنة مدار البحث هي كارثة من ناحيتنا ، و محظور السماح لها بالتحقّق» . و تطبيقاً لهذا التلاقي بين بوش و شارون ضد المواجهة الفلسطينية للاحتلال ، بادر بوش إلى استغلال القمة الأميركية ـ الأوروبية التي يستضيفها في واشنطن ، للضغط على أوروبا من أجل تلخيص الموضوع كله بضرورة شنّ حربٍ على حركة حماس . و لأوروبا موقف وسط يدين حماس «العسكرية» و يدرجها في القائمة الأوروبية لـ (الإرهاب) ، و يقبل التعامل مع حماس «السياسية» ، و مع ذلك فإن بوش لم يقبل هذه المعادلة ، و طلب من أوروبا تجميد الأرصدة التابعة لحركة حماس في بنوك الاتحاد الأوروبي ، و تبنّي قائمة بأسماء مسؤولي حماس الذين لن تمنح لهم تأشيرات سفر . و لكن أوروبا رفضت هذه المطالب قائلة : «إن حماس لديها وظائف سياسية تقوم بها ، بالإضافة إلى جناحها العسكري» . و قالت فرنسا : «إن تهميش حماس قد يأتي بنتائج عكسية في إطار المحاولات لتحريك عملية السلام و خارطة الطريق» . أما بوش فقد أصرّ على موقفه قائلاً للأوروبيين : «إن تحقيق تقدّم نحو السلام لن يكون ممكناً إلا في حال بذلت كافة الأطراف جهدها لإلحاق الهزيمة بأعداء السلام، من أمثال حماس وغيرها من الجماعات (الإرهابية)» . ولكن هل سمع الرئيس بوش أقوال الحاخامات (الإسرائيليين)؟ هل اطلع على البطاقات العنصرية التي تدعو إلى التهجير العرقي في مدينة القدس ؟ هل سمع المسؤولين (الإسرائيليين) وهم يعلنون رفضهم لأي هدنة عسكرية؟ و يتحوّل السؤال إلى كارثة حين نعرف أنه سمع و اطلع ثم قرّر أن ينحاز إلى جانب شارون . إذ كلّ شيء مبرّر من أجل أن يعاد انتخاب الرئيس . يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان