أسامة الكباريتي بتاريخ: 4 يوليو 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 4 يوليو 2003 أبو الريح الفلسطيني يسابق ريح الاستيطان و يتحدّى الصخر الأزرق باستصلاح ألف دونم جبلية "أرضي عنواني حياتي و بقائي" فلسطين – خاص : عندما تصافح يداه تلمس فيها أخاديد الأرض المليئة بالأشواك تنغرس في أطراف أصابعك لتسحب يدك و كأنها أصابتها صعقة مكهربة ، و تتوجه عيناك إلى وجهه الأسمر لتلمح تعاريج الوطن و تلاله الجبلية و قد ارتسمت على جبينه في منظومة رائعة تنحدر منها حبات العرق التي تشحن العزائم و تبدو خلفها ملامح الإصرار على المواصلة لإنقاذ حوالي ألف دونم كانت فريسة سهلة للاستيطان و جرافات الخراب لكنها أضحت بجهود متواصلة ريحانة بين آلاف الأشواك ، إنه أحمد عبد الرحمن جمعة - 54 عاماً - من بيت ليد قضاء طولكرم و المعروف بلقب أبو الريح . و جهود أبو الريح المتميزة أضحت مادة صحافية و قدوة يحتذى بها للمزارعين الفلسطينيين الراغبين في إنقاذ ما تبقّى من الأرض الفلسطينية التي تحاصرها مستوطنة "حيفتس" قرب القرية بالإضافة لحصار الجبال و الأشواك فبدت واحة غناء بين جبال و تلال صخرية قاحلة إلا من الأشواك و النباتات البرية و القاسية . وادي العقدة و البداية : كانت بداية الشرارة المتوقدة بالعمل في عام 90 بعد عودة أبو الريح من الكويت حيث قضى 21 عاماً متواصلة من العمل و الكد دون جدوى ليجد نفسه لا يملك أدنى من مقومات الاستمرار في الحياة فيقرّر التوجه نحو الأرض يرضع منها و يرتشف من بحر عطائها و اتفق مع أحد أصحاب الأراضي لاستصلاح أرضه التي يبلغ طولها ألف متر و عرضها 650 متراً و تدعى وادي العقدة و الذي له من اسمه نصيب و هو عبارة عن قطعة من جبل لم يزرع من قبل أو فكر أحد بزراعته على طريقة نظام المزارعين ، فأكب أبو الريح مع أبنائه على الجبل يعملان الفؤوس و النار فيها كخطوة أولى . و تقدّمت في خطوة ثانية لزراعة 2400 شجرة زيتون في الوادي رغم أنها كانت مصادرة من اليهود - يقول أبو الريح- و وزّعت عدداً من الكلاب في محيط الأرض المزروعة لحراستها من الغرباء و الغزلان . و تابعت أعمال حضانة الأرض - يضيف أبو الريح- و انفقت على استصلاح قطعة أرض أخرى تدعى خلة هلال تزيد مساحتها عن 60 دونماً زرعتها باللوز و الزيتون و الخوخ ثم واد يونس القطعة الثالثة و أودعت فيها 550 شتلة زيتون . البئر و الصخر الأزرق : و يشير أبو الريح إلى قيامه بعمل مصاطب ترابية بعد اقتلاع الأشواك و قلب الأرض و حفر بئر للمياه بحجم 200 متر مكعب و التي لاقى فيها معاناة قاسية و شديدة استمرت خمسة شهور حيث إن البئر حجارته من نوع الأزرق الصلب العصي على التحطيم و عمل على التخلص منها بواسطة الأخشاب و الأشواك و إطارات الكاوتشوك ليستطيع في النهاية من إتمام حفر البئر الوحيدة في المنطقة و التي تخدم غيره من المزارعين أيضاً .. 400 متر عن المستوطنة : و تعتبر أبرز الصعوبات أمام أبو الريح هو وقوع خلة هلال على طريق مستوطنة "عناب" و لا تبعد عن المستوطنة سوى 400 متراً حيث عمد المستوطنون مرات عديدة لاقتلاع أشجار الزيتون و تمكنوا من اقتلاع مائة شجرة زيتون و 400 أخرى لمزارعين آخرين . و فيما تشكّل الحشائش و الأشواك في الأرض و الأراضي المجاورة خطورة على المزروعات ... "و ما يدريني ماذا سيحصل لو قام مستوطن بإشعال النار فيها لتحرق الأرض و تعب سنوات طويلة و جهود مضنية" ، يقول أبو الريح .. و يتابع أبو الريح : "أرض بعيدة و أصل إليها عبر ركوب الحمير و البغال و تمكّنت من إقامة "معرش" أنام فيه و الأرض بحاجة إلى سياج دائم و شق طرق زراعية لتسهل الوصول إليها لتسويق المحاصيل بعد قطفها" .. طموحات و لكن :[/ و يطمح أبو الريح للحصول على ماتور و أدوية خاصة لإزالة الأعشاب الكثيفة التي لا يمكن حرثها مع ولديه ريحان و إبراهيم دون المساعدة فيما تتبلور جهود نشطة لتقديم المساعدات لأبي الريح عبر الصحافيين و لجان الإغاثة و العمل الطوعي . و يعلن أبو الريح عزمه الاستمرار في طريق الاستصلاح المتواصلة و يؤكّد تصميمه على أكل العشب كنوعٍ من الإصرار على التحدّي و عدم ترك الأرض و يقول إن الأرض عنوان الحياة و البقاء .. يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان