وهل تعرض المتهمان في حادث أتوبيسي الصعيد للتعذيب؟

[Sherief AbdelWahab]

إكليشيه صار يستخدم عندما يتم القبض على أي متهم في أي قضية من أي نوع .. حتى أنني صرت أتوقعه حتى في قضية شديدة المأساوية مثل أتوبيسي الصعيد اللذان تصادما قبل أيام.. وأصدر النائب العام قراراً بإحالة المتهمين سائقي الأتوبيس إلى محاكمة عاجلة يوم الأحد القادم أمام محكمة الجنايات المختصة..

أولاً.. بأي منطق في عالم اليوم وأمس وغداً يصبح سائقا مركبتين يتصادمان في أي مكان أبرياء من تهمة التصادم ولا يتحملان أدنى مسئولية عنه، خاصةً في ظل عدم وجود مشاكل جوية أو ظروف تعوق القيادة على طريق تسير عليه السيارات والمقطورات -بأمر كبار النافذين في مقلة الشعب المنبطحة- ليلاً ونهاراً؟ بمنطق شعبولة أم بمنطق الليمبي؟ وإذا لم يكن السائقان أو أحدهما على الأقل متحملاً للمسئولية فمن يكون الفاعل إذن؟ عباس زلاؤطة أم عم شنكلييح بتاع المراجيح؟ md2:

أدنى معرفة بالقانون تقول أن مثل هذه الأفعال تندرج- على الأقل- تحت بند القتل الخطأ .. أي أن هناك مسئولية جنائية ما ستقع على السائقين ، أو سائق من الاثنين على الأقل سيعاقب عليها إن أدانته المحكمة.. طبعاً فيه ناس مش عاجبها دة وبتعتقد إن أي حادثة أو جريمة قتل هي قضاء وقدر..

ثانياً.. هل - وبفضل مجهودات "إياهم" من الناشطين وصحف المال السياسي مجهولة النسب والتمويل- أصبح التعذيب وسيلة للتسبيق على إجراءات القضاء وإخراج أناس قد يكونوا وبنسبة كبيرة مذنبين ، يجمع حولهم "إياهم" الميديا وينصبون الحملات الشعبية للتعاطف معهم ، ويحتفلون ببراءتهم كانتصار "لهم" على أجهزة الأمن؟

ألا يُخشَى أن تصبح تلك لعبة لقطاع الطرق والمغتصبين والبلطجية للهرب من العقاب؟

ثالثاً.. بما أن التعذيب قد تذكره "إياهم" وآخرون فجأة ، كما لو لم يكن يحدث في عهود وزراء الداخلية السابقين (لك أن تتخيل أن "رءوف المناوي" الرجل الثاني في الداخلية إبان عهد "حسن الألفي" يلمح إلى وجود تعذيب في قضية مقتل ابنة "ليلى غفران"!).. وحتى مع كثرة الوقائع المضبوطة أو المسلط عليها الضوء أو ... أو ...هل يتعرض "كل" متهم في "كل" قضية للتعذيب أو للضغط عليه حتى ولو لم يكن هناك متهم -طبقاً للحد الأدنى من القوى العقلية- غيره؟

خلص الكلام