انتفاضة الأسيرات الفلسطينيات

[أسامة الكباريتي]

فلسطين.. انتفاضة الأسيرات على أوضاعهن المأساوية

غزة- ياسر البنا – إسلام أون لاين.نت/ 10-7-2003

جنود الاحتلال يمنعون ناشطات سلام غربيات من التظاهر للمطالبة بالإفراج عن الأسرى

شكرا للغريبات بعدما نامت القريبات

طالب محمد بركة العضو العربي في الكنيست وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي تساحي هَنجبي بتشكيل لجنة تحقيق لتقصي الحقائق حول سياسة الاعتداء والتنكيل التي تتبناها سلطات سجن الرملة للنساء "نفيه ترتسا" ضد الأسيرات الفلسطينيات اللاتي أبدين احتجاجهن على تلك الممارسات، وعلى أوضاعهن المأساوية القاسية.

وأشار بركة الذي يرأس كتلة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" الخميس 10-7-2003 إلى أن "آخر حوادث الاعتداء وقعت الأربعاء 9-7-2003؛ مما أسفر عن إصابة 8 معتقلات بجراح خطيرة، وأصيبت أخريات بإصابات متوسطة".

وأوضحت من جانبها فاتن العصيبي محامية وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية أن "قوة عسكرية إسرائيلية اقتحمت ساحة السجن، واعتدت على الأسيرات بالضرب، وذلك أثناء اعتصامهن احتجاجا على عزل بعضهن في الزنازين الانفرادية".

وأشارت العصيبي إلى أن سلطات السجن استخدمت خراطيم المياه لتفريق المعتصمات، وأكدت أن 70 جنديا شاركوا في الاقتحام، وضربوا الأسيرات، وجروهن إلى داخل الغرف، وأطلقوا الغاز عليهن في الغرف التي لا تتعدى مساحة الواحدة 4 أمتار مربعة؛ مما أدى إلى اختناقات وإصابات مباشرة.

وأكدت الأسيرات أن أفراد القوة الخاصة اعتدوا على الأسيرة عطاف عليان من بيت لحم، وفتح الجنود فمها، ورشوا الغاز بداخله، ثم تم اقتيادها إلى جهة مجهولة، ولا تتوفر حتى الآن معلومات حول وضعها الصحي، وقامت إدارة السجن بعزل الأسيرة أريج الشحري التي تعاني من وضع صحي سيئ.

قاصرات وطالبات

وأوضحت وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية في بيان لها الأربعاء 10-7-2003 أن 37 أسيرة بقين معتصمات في ساحة السجن، ورفضن العودة إلى الغرف، ويضم السجن 75 معتقلة هن كل الأسيرات في إسرائيل، بينهن عدد من القاصرات والطالبات اللاتي لا تسمح لهن سلطات السجن بمواصلة دراستهن، وذلك وفق آخر إحصاء نشره نادي الأسير في الثلاثاء 8-7-2003.

وأوضحت الوزارة أن عددا من الأسيرات الثماني اللاتي أصبن بجروح خطيرة نقلن إلى المستشفى، منهن قاهرة السعدي، ونورا أبو حجلة، وبهيسة السعدي، ومنى حمايرة، وتغريد السعدي، ولينا جربونة، وعبيدة أبو عيشة، وأريج الشحري، مشيرة إلى أن من بين المصابات بجراح متوسطة ريما فراحنة، وديما كلباني، وكفاح كعابنة، وأسماء دخل الله، ودعاء الجيوسي، وغادة الطيطي، وسناء شحادة.

الأسيرة عطاف عليان لم تسلم من التنكيل

وتأتي هذه الأحداث امتدادا لما جرى الإثنين 7-7-2003 في نفس السجن؛ حيث انتفضت الأسيرات احتجاجا على أوضاعهن المأساوية القاسية، وعلى تلاعب إسرائيل بقضايا الأسرى والمعايير التي حددتها لإطلاق سراح بعضهم، ورفضت الأسيرات العودة إلى غرف الاعتقال الضيقة، وأعلنّ الاعتصام في ساحة السجن، فهاجمتهن قوات كبيرة من السجانين والسجانات، وأجبروهن على دخول الغرف بالقوة.

مطالب الأسيرات

وقال محامي مؤسسة الضمير لرعاية السجين وحقوق الإنسان: إن الأسيرات قدمن إلى إدارة السجن مجموعة من المطالب الحياتية والمعيشية تضمن لهن حقوقهن، وهددن بإعلان الإضراب المفتوح عن الطعام؛ احتجاجا على أوضاعهن. لكن سلطات السجن ترفض التجاوب مع هذه المطالب.

ومن هذه المطالب اعتراف الإدارة باللجنة الاعتقالية للأسيرات، وتوحيدهن في قسم واحد بدل عزلهن في قسمين منفصلين، وضرورة معالجة الحالات المرضية المزمنة، إضافة إلى مطالبتهن بإعداد الطعام بأنفسهن، ووقف التفتيش العاري أثتاء الذهاب والعودة إلى المحكمة، والسماح بوصول الملابس والمتعلقات للأسيرات، وهناك من بين المعتقلات من لم يصل لهن ملابس منذ أكثر من عامين.

وطالبت الأسيرات كذلك بالسماح للأقارب من الدرجة الثانية بالزيارة، خاصة لحملة الهوية الزرقاء للأسيرات من الضفة الغربية، ومد فترة زيارة الأهل، إلى جانب زيارات غرف ما بين الأسيرات، والسماح بمراسلة الإخوة والأقارب في السجون الأخرى، وتحسين ساحة النزهة اليومية، والمطالبة أيضا بالتعامل الموحد مع الأسيرات من قبل إدارة المعتقل.