اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

مصير ج م الذي أصبح حاكما فعليا لمصر


ggamal

Recommended Posts

مصير جمال مبارك الذي أصبح حاكما فعليا لمصر

2003/07/12

النتائج السلبية لزيارة أمريكا تقلل من فرص التوريث!

محمد عبدالحكم دياب

شاءت الظروف أن أكون في القاهرة في نفس الفترة التي غادرها جمال مبارك، قبل أسابيع قليلة، علي رأس وفد للزيارة الثانية للولايات المتحدة الأمريكية، خلال هذا العام، وقد وصفت هذه الزيارة، من المتابعين للشأن العام، من كافة ألوان الطيف السياسي، بأنها عمل من أعمال العلاقات العامة والترويج، الذي تسعي إليه أسرة الرئيس، من أجل الحصول علي التزكية الأمريكية المطلوبة لصلاحية جمال مبارك لحكم مصر، فيما بعد غياب الرئيس مبارك، سواء كان ذلك بالتنحي، أو لأي سبب آخر، وهذا صب في غير مصلحة ابن الرئيس، المتطلع إلي حسم هذه القضية بسرعة. وسادت أوساط عديدة، رسمية وشعبية، حالة من الرفض الشديد لطلب هذه التزكية من غير ذي صفة كما يقول رجال القانون.. علي اعتبار أن طموحا يسلك هذه الطرق، هو طموح غير مشروع، فمن يطلب التزكية من عدو بلاده وأمته لا يصلح لتولي أي مسؤولية فيها، وليس جديرا بأن ينتمي لوطن عظيم، وشعب مكافح، يلاقي الويلات في سبيل الحصول علي لقمة عيش شريفة.

هذا دفعني إلي متابعة الموقف من جديد، بعد أن كنت قد تصورت أنني أدليت بدلوي في بئر التوريث ، الشغل الشاغل للرئيس وحرمه، ومن يدورون في فلكهما، وبعد أن أيقنت أن ما أكتبه، بعد ذلك، لن يكون إلا تكرارا، لن يضيف جديدا.. لكن ما عشته وشاهدته في زيارتي للقاهرة، ومتابعاتي لنتائج زيارة ابن الرئيس للولايات المتحدة، أغراني، وتحول إلي حافز علي تناول الموضوع، مرة أخري، لمستجدات أضافتها هذه الزيارة إلي تعقيدات الموقف، المعقد أصلا، وأهمها الدلالات، التي عكست حرص الرئيس مبارك وأسرته في الاعتماد علي جماعات الضغط الأمريكية لصالح عملية التوريث، وهي من العمليات التي تقلق بال الرئيس مبارك، والسيدة حرمه.

وكانت الصيغة المعتمدة، من جانب من يعنيهم الأمر، أن يعتمد الوفد علي نشاط العلاقات العامة والترويج ، وهو نشاط أقرب إلي النشاط التجاري منه إلي النشاط السياسي، فالتجارة تعتمد علي التسويق والبيع والربح، والسياسة تعتمد علي المصالح والمواءمة بينها، وقام نشاط الوفد علي ترويج مقولة أن ابن الرئيس يمثل جيلا جديدا قادرا علي الاصلاح، وفق المنظور المطلوب أمريكيا، وعبر تشكيل الوفد عن هذا، وكانت الأهمية فيه تعتمد علي قدرة كل عضو علي بيع السلعة التي يحملها إلي الأوساط الأمريكية، فأحمد عز، كبير محتكري الحديد في مصر، صاحب مصالح كبري مع رجال أعمال أمريكيين، مكنته من اعفاء الحديد المصري من رسوم الاغراق الأمريكية وزيادة وارداته الي السوق هناك، وهو الذي استحوذ علي اعجاب هذه الأوساط، وليس جمال مبارك، كما ادعت مجلة روز اليوسف ، في عددها قبل الأخير. ومصدر الاعجاب هو رئاسته للجنة الموازنة بمجلس الشعب، التي تجعل منه رجلا مناسبا لاعادة صياغة وهيكلة الاقتصاد المصري، وضبطه علي البوصلة الأمريكية الصهيونية.

ثم عضو الوفد، حسام بدراوي، مالك أكبر احتكارات العلاج والمستشفيات والصحة، وصاحب فكرة العلاج الاستثماري ، أي تحويل المرض والموت إلي سلعة للتربح، وليس خدمة من حق المواطن، وهو ما أدي إلي حرمان قطاعات عريضة من غير القادرين من الرعاية الصحية المناسبة، وهو في نفس الوقت رئيس للجنة التعليم في مجلس الشعب، يعمل علي الغاء ما بقي من مجانية في التعليم، ويري أن التعليم يجب أن يبقي امتيازا للأغنياء والقادرين، وهو متحمس للنصائح الأمريكية لتغيير مناهج التعليم والتربية والثقافة للمصريين، وباقي أعضاء الوفد تولوا تقديم الجرعة السياسية والأيديولوجية اللازمة لمهمة الوفد.

فأسامة الباز، مستشار الرئيس السياسي، لم يخرج دوره عن دور الناطق الرسمي. وعبد المنعم سعيد، رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية بالاهرام، تولي التنظير والتبرير المطلوب، بحماسه الشديد لأمركة وصهينة الحياة السياسية المصرية، بجانب أن أسامة الغزالي حرب، رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية، التي تصدر عن الأهرام، وهو من بدأ شبابه ناصريا، ثم تحول إلي الماركسية، ثم إلي الرأسمالية بنموذجها الأمريكي، كان وجوده لتأكيد التوجهات التي يتبناها المتأمركون المصريون في دوائر السلطة، وبين المثقفين، بالاضافة إلي أنه يكشف الوزن المعطي لمؤسسة الأهرام، النشطة في العلاقات العامة، والترويج لجمال مبارك داخليا وخارجيا. أما يوسف بطرس غالي، فوجوده كان لتيسير التعامل بمنطق الصفقات، بوضع الضمانات الاقتصادية، في حالة ما تم الحصول علي التزكية الأمريكية لمبدأ التوريث ، وجاء وجود مني ذو الفقار، المحامية الدولية المعروفة، لتسويق وضع المرأة المصرية إلي الأوساط الأمريكية، وقد بالغت في هذا كثيرا، وهي تلقي محاضرتها، وذكرت معلومات لا علاقة لها بالمرأة المصرية، لم تتطرق، مثلا، إلي تراجع دور المرأة المصرية، وحرمان الحزب الحاكم لها، وقصر النشاط النسوي علي حرم الرئيس، رغم النص الدستوري علي المساواة بين الرجل والمرأة، في الحقوق والواجبات، ولم تتطرق إلي حرمان أبناء المرأة المصرية، المتزوجة من غير المصري، من حق حمل جنسيتها، أسوة بالحق المكفول للرجل متي تزوج بغير المصرية.

أما طاهر حلمي، رئيس الغرفة التجارية الأمريكية بالقاهرة، فقد استكمل الوجه غير الرسمي في الوفد، وعكس عدم ممانعة رموز الغرفة الأمريكية علي عملية التسويق التي يقوم بها الوفد، وتزكية جمال مبارك رئيسا قادما للبلاد، وطاهر حلمي بما يحمل من صفات أخري، كأهم ممول لجمعية المستقبل ، التي يرأسها جمال مبارك، وكمنشئ للمركز المصري للدراسات الاقتصادية، المسؤول عن وضع دراسات تطوير الحزب الحاكم، ومعد برامج عمل لجنة السياسات التي تتولي حكم مصر فعليا، وهو مركز ضم جمال مبارك عضوا في مجلس ادارته، إلي أن تحول ملكا خالصا له.. يديره، ويحدد توجهاته، بجانب أن طاهر حلمي وكيل لأكبر شركة قانونية أمريكية في مصر، وهي شركة بيكر أند ماكنزي للمحاماة والاستشارات القانونية والسمسرة، ومقرها الرئيسي في شيكاغو، ونفوذها الكبير فيها جعلت الوفد يبدأ زيارته من هناك، وتأكيدا لطبيعة هذا الوفد، فإن اللقاءات السياسية، التي تمت في اليوم الأخير للزيارة، مع ديك تشيني، نائب الرئيس الأمريكي، وكولن باول، وزير الخارجية، اقتصرت علي جمال مبارك، وأسامة الباز، ومعهما السفير المصري في واشنطن، نبيل فهمي فقط.

وصبت التصريحات التي صاحبت وتلت مهمة الوفد، في الولايات المتحدة، في غير صالح المهمة، فعندما يصف جمال مبارك نفسه بأنه يمثل الجيل الجديد الذي يقود الاصلاح في مصر، نجد أنها صفة غير حقيقية، فهو ليس هكذا، فالجيل الجديد، أو الشاب، بالمعني السياسي، لا ينحو هذا المنحي ليستمد شرعيته من خارج بلاده، فمفهوم الشباب بالمعني السياسي الاجتماعي لا ينطبق عليه.. فالشاب، في العمل العام، هو من دعكته وصقلته المعارك السياسية، والنقابية، والاجتماعية، والفكرية، وجمال مبارك ليس من الجيل الجديد، أو شابا بهذا المعني.. فهو نبت قيم وأفكار، ما زالت متحكمة في أسرته حتي الآن، فالشاب الناجح لديها، هو من يكره العمل العام، ويبتعد عن السياسة، أو أي نشاط يحمله أي قدر من المخاطرة، وهكذا كان والده طوال حياته، حتي قيض له القدر أنور السادات فاختاره نائبا له، ولولا ذلك لظل قابعا في بيته، يحصل علي معاشه، يتردد علي النادي، يلعب الاسكواش، لعبته المفضلة. والشاب الناجح، في نظرها، هو من يحمل الشهادة العليا، خاصة من الجامعة الأمريكية، ولا يهم كيف حصل عليها، فكل شيء بثمن، حتي لو كان العلم، وهو من يلعب بالمال، حسب التعبير الشعبي يلعب بالفلوس لعب ، وعليه ألا يختلط إلا بأولاد الناس المدللين، المرفهين، المترفين، بطراوتهم واستعلائهم علي من يكد ويعمل ويكسب بعرق الجبين.

والمرة الوحيدة التي تظاهر فيها جمال مبارك، كانت تلك المظاهرة التفصيل ، التي صممت خصيصا له، وبانت وكأنه يتظاهر ضد نفسه، وضد توجهات جماعته وحزبه، قبل غزو العراق، تحت الضغط الشعبي. ومثل هذا النموذج من الصعب أن يعبر عن شباب مصر.. دخل من الباب الغلط ، والانتساب إلي الشباب هو من باب الوجاهة، والحرص علي المغانم، التي يجلبها الحكم في الواقع المصري الراهن، فهو لم يكن يوما عضوا في أي منظمة شبابية، أو طلابية، أو نقابية أو حزبية، والسن وحده ليس محددا لصفة الشاب، لهذا لم استغرب الاجماع الذي شعرت به في لقاءاتي مع نماذج من شباب مصر، من كل التيارات، بلا استثناء، ومن كل المشارب الاجتماعية كافة، علي عدم تمثيل جمال مبارك لهم، ومثل هذا الاجماع لا ينفع فيه لا نفوذ الأب، بصفته رئيسا للدولة، ولا اصرار الأم، بصفتها أهم مركز قوة في البلاد، ولا انتهازية عدد من رجال الأعمال يحمون مصالحهم بالتشيع له.

والرئيس مبارك وهو يعمل علي تنصيب إبنه حاكما لمصر من واشنطن، أثار الامتعاض والسخط، خاصة أن كل المؤشرات تقول بأن جمال مبارك هو الحاكم الفعلي للبلاد الآن، فما هي الحاجة إلي التزكية الأمريكية ؟، وهل خوفه علي ابنه من الأمريكان، يقلل من المخاطر المتوقعة ضده في الداخل، ويري مراقبون أن الرئيس بتصرفاته هذه يزيد من المخاطر الداخلية علي ابنه، واعتبرت هذه التصرفات استفزازا لقوي سياسية وعسكرية وأمنية واجتماعية عديدة، وهناك من قال: ليتوجه الرئيس مبارك للأمريكان، لكن القول الفصل هو للشعب، وحتي لو نجحت خطة الرئيس في توريث ابنه، فلن يكون معبرا عن أحد.. وأن حكمه سيكون أشبه بحكم المماليك الغرباء، الحكم لديهم مغنم، والسياسة عندهم نهب، والولاية سرقة، ومثل هذا الحكم سيكون أشد خطرا علي الأجيال الجديدة من أي خطر آخر.

وجمال مبارك، بالمنطق السياسي والوطني لا يمثل جيلا، إنما هو نتوء في جدار جيل الشباب المصري المحروم من كل شيء تقريبا، لا يشارك في السياسة، وتنهشه البطالة. ويعاني التهميش بعد عودة الباشوات، ومجتمع النصف في المئة، وبعد تشريعات ظالمة تصيغ العلاقات الاجتماعية والاقتصادية، وتعيدها إلي ما كانت عليه في زمن الاقطاع والاحتلال والملكية، مجتمع تتركز فيه الثروة، في يد قلة تضم جمال مبارك، مهمتها حرمان الأغلبية، مهما كان جهدها ودورها، في خدمة المجتمع والدولة، وجمال مبارك وهو يحكم يجمل استبداد والده بنشاط العلاقات العامة والترويج، تغطية علي الاحتكار الكامل للثروة والسلطة والنفوذ.

جمال مبارك، الذي يحكم مصر الآن، دون منازع، لم يضبط متلبسا في يوم ما، مؤيدا للقضية الفلسطينية، ولا مستنكرا للحصار المضروب حول الأمة، ولا رافضا غزو بلد شقيق كالعراق.. لم يعرف عنه أنه يعي هوية مصر العربية، إنه يعادي كل من يعادي أمريكا ودوائرها.. والمعضلة الكبري هي في طريقة حكم جمال مبارك لمصر، إنها طريقة أشبه بنظام الامتياز، الممنوح من حكومة، أو شركة كبري، لشخص أو شركة أصغر، والذي تأخذ به المؤسسات الأمريكية والغربية، والمعروف في اللغة الانكليزية بنظام الفرانشايز Franchise، وهذا حديث يطول يحتاج إلي فرصة أخري.

9

http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=20...7/07-12/a35.htm

تم اصلاح الوصلة

الطفشان

رابط هذا التعليق
شارك

أثناء وجودي في مصر في الإجازة الأخيرة إلتقيت بصديق قديم صحفي وثيق الصلة بأعماق المأساة الملهاة ... وسألته مباشرة : هل تعتقد إنه سيكون الرئيس القادم فعلا؟؟؟؟ فأجابني ضاحكا بمنتهى المرارة : يا حيبيبي أومال مين اللي بيحكم دلوقتي بالفعل؟؟؟؟؟ ده بيعطى محاضرات في كلية القادة الأركان ( حاجة زي كده .. مش عارف إسمها إيه بالظبط ) وبيرأس مؤتمرات وإجتماعات بيحضرها رئيس الوزراء ورئيس مجلس الشعب والوزراء وهم تحت إدارته مباشرة ... وقد قام بتوبيخ علني لفتحي سرور على تأخره خمس دقائق على أحد الإجتماعات التي كان يرأسها سيادته ( المحروس من العين )...

وعندما أبديت دهشتي .... قال لي صديقي ( وهو يضحك كما لوكان يبكي ) .... كل سنة وأنت طيب يا باشا ...

شوف موضوع تاني نتكلم فيه .

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...