اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

الأزهر يصحو متأخراً


amir

Recommended Posts

قرار خطير اتخذه الازهر، ربما يكون هو الاخطر في تاريخ هذه المؤسسة الدينية والعلمية العريقة، وستكون له نتائج كبيرة ليست اقل خطرا.

والقرار الذي صدر قبل يومين، ونرجو ان لا يمر مرور الكرام، ينص على عدم مصادرة الكتب التي تخالف الشريعة الاسلامية والاكتفاء فقط بالرد على ما تتضمنه من انحرافات وافكار لا تتفق مع العقيدة الاسلامية.

ومن حيثيات القرار، ان مصادرة الكتب تزيد من شهرتها، وتعمل على انتشارها، وهو شيء صحيح بالطبع، وان بعض المؤلفين يتعمدون تضمين كتبهم بعض القضايا الجدلية والمخالفات الشرعية حتى يتم ترويجها، والحصول على دعاية مجانية لهم ولمؤلفاتهم، اضافة الى ان بعض الكتب التي صدرت واتخذت قرارات بحجبها كانت تباع في الاسواق وباسعار خيالية.

وكل هذا صحيح ايضا. لكن نرجو ان يكون الدافع وراء هذا القرار الجريء شيئا اعمق بكثير يتعلق بمنهج التفكير ذاته، ويشكل اعادة نظر شجاعة في عمل وآليات «ذهنية التحريم» ذاتها، كما يسميها صادق جلال العظم، ان جوهر القضية يكمن هنا. فالاصل، كما قال الدكتور عبد المعطي بيومي، وكيل اللجنة الدينية في مجلس الشعب المصري، هو الاباحة وعدم المصادرة «الا اذا توفرت حجج قوية جدا حتى يتم العدول عن الاصل، وهو الاباحة، الى المنع والمصادرة».

وهذه «الحجج القوية جدا» ـ التي سيختلف فيها المختلفون ـ لم تكن متوفرة دائما في قرارات المنع التي اصدرها الازهر طوال تاريخه. فقبل حوالي قرن تقريبا منع الازهر كتاب «اصول الحكم» للشيخ علي عبد الرازق، وفصله عن هيئة تدريسه. ولم يخسر في هذه المعركة المبكرة، واولى المواجهات الكبرى بين ذهنية الانفتاح والاجتهاد والمساءلة وبالتالي التنوير وبين ذهنية التحريم، سوى الازهر نفسه ومعه علم الدين الذي لا يزال يحبو عندنا نتيجة اللجوء الى الاسلوب الاسهل: المنع، وتغليب المصادرة على مبدأ الاحالة.

لقد بقي «اصول الحكم» مقروءا على نطاق واسع رغم منعه، واعيد طبعه عشرات المرات، وأعده كثيرون من اهم الكتب الفكرية والعلمية والدينية العربية التي صدرت في القرن العشرين.

وبعده منع الازهر عشرات الكتب، ومن اشهرها «اولاد حارتنا» لنجيب محفوظ.

ولن ننسى هنا محاولة التدخل حتى في الحياة الشخصية لنوال السعداوي ونصر حامد أبو زيد (الذي قرر ان يعود الى القاهرة اخيرا بعد نفيه الاجباري الى هولندا)، وليس كتبهما فقط.

وبموازاة ذلك، واضعف آلاف مرة، تفننت الرقابات العربية، ولا تزال، في وأد ومصادرة الآلاف من الكتب ولم تحتج، مثل الازهر، الى «حجج قوية جدا»، وانما الى مجرد يافطات عريضة لا احد يعرف ماذا تعني، ولا احد يعرف كيف يحددها، واولهم مبتكروها، تحت اسم الامن الوطني القومي، والمصلحة الوطنية، وحماية الدين والاخلاق، حتى اصبحت هذه الامة، بحق، امة الوأد الفكري.

وحين توأد امة فكريا، فلن تحصل سوى انسدادات سرعان ما تتفجر تخلفا وعنفا وتطرفا وارهابا.

هل انتجت محاكم التفتيش غير ذلك؟ وهل تقدمت اوروبا بغير فتح هذه الانسدادات فكريا اولا، حتى تعافى جسدها التعليمي والثقافي والاجتماعي؟

خطوة الازهر تفيد اننا بدأنا نتعلم الدرس، بل نحاول ان نأخذ مرة اخرى بالاسباب التي ازدهرت على اساسها حضارة عربية واسلامية كانت عريقة يوما ما لا لشيء سوى انها قدمت مبدأ الاباحة على مبدأ التحريم، وكرست ذهنية الانفتاح على اخلاقية الانغلاق، ومقارعة الحجة بالحجة.

لا خوف على الدين او الاخلاق، وعلى اي سلطة ايضا، حين يتكرس مبدأ الاحالة، والرد على كتاب بكتاب مثله يحاججه بالمنطق، ويكشف ما يأخذه عليه، فالرد على الكلمة بكلمة مثلها، فالمعرفة وحدها كانت طوال التاريخ الانساني، وفي عصور الاسلام الاولى، هي السلاح الوحيد وليس السيف.. هي التي تحصن الناس ونفوسهم وعقولهم، وليس قرارات المنع التي لا تثير سوى فضولهم، والتي لا تلجأ اليها سوى السلطات الخائفة، روحية كانت أو دنيوية.

هل سيتخذ الرقيب العربي، اذا كان واثقا من صلابة الارض التي يقف عليها، قرارا شجاعا مثل قرار الازهر، ويغلب، للمرة الاولى في تاريخنا المنكوب، مبدأ الاحالة بدل المصادرة؟

حين يتحقق ذلك، سنستطيع ان نقول اننا خطونا الخطوة الاولى على طريق التنوير الذي يبدو لحد الآن انه مسدود.. مسدود.

http://www.asharqalawsat.com/

يا وطنى : كل العصافير لها منازل

الا العصافير التى تحترف الحريه

فهى تموت خارج الأوطان

ـ نزار قبانى ـ

103.gif

رابط هذا التعليق
شارك

أسمحوا لى أن أحيى المسئولين الذين أتخذوا هذا القرار الذى كنا ننتظره منذ مده طويله .

فسياسة التحريم و المصادره ينتج عنهاأنغلاق فكرى سرعان ما تتفجر تخلفا وعنفا وتطرفا وارهابا.

هل انتجت محاكم التفتيش غير ذلك؟ وهل تقدمت اوروبا بغير فتح هذه الانسدادات فكريا اولا، حتى تعافى جسدها التعليمي والثقافي والاجتماعي؟

خطوة الازهر تفيد اننا بدأنا نتعلم الدرس، بل نحاول ان نأخذ مرة اخرى بالاسباب التي ازدهرت على اساسها حضارة عربية واسلامية كانت عريقة يوما ما لا لشيء سوى انها قدمت مبدأ الاباحة على مبدأ التحريم، وكرست ذهنية الانفتاح على اخلاقية الانغلاق، ومقارعة الحجة بالحجة.

لا خوف على الدين او الاخلاق، وعلى اي سلطة ايضا، حين يتكرس مبدأ الاحالة، والرد على كتاب بكتاب مثله يحاججه بالمنطق، ويكشف ما يأخذه عليه، فالرد على الكلمة بكلمة مثلها، فالمعرفة وحدها كانت طوال التاريخ الانساني، وفي عصور الاسلام الاولى، هي السلاح الوحيد وليس السيف.. هي التي تحصن الناس ونفوسهم وعقولهم، وليس قرارات المنع التي لا تثير سوى فضولهم، والتي لا تلجأ اليها سوى السلطات الخائفة، روحية كانت أو دنيوية.

يا وطنى : كل العصافير لها منازل

الا العصافير التى تحترف الحريه

فهى تموت خارج الأوطان

ـ نزار قبانى ـ

103.gif

رابط هذا التعليق
شارك

لم أتمالك نفسي من الضحك عندما قرأت الخبر لأول مرة...

الآن فقط اتخذ الأزهر قرار عدم المنع...و أنا أتعجب:كيف سيقارع الأزهر الحجة بالحجة و المنطق بالمنطق بعد أن أصبح في أسوأ عهوده منذ العهد المملوكي؟...بعد أن أصبح على رأسه شخص لا نعرف من هو بالضبط؟ مخبر أم مفكر أم إداري أم موظف؟...

الأفكار المتطرفة و الشاذة صارت أقوى بكثير...كتب التطرف و معها كتب التطرف الشيعي التكفيري أصبحت على الأرصفة...و الفكر العلماني المتطرف أصبح له نفوذ أقوى في وسائل الإعلام...أما الفكر الصوفي المتخلف الورائي أصبحت هناك صحيفة أسبوعية ليبرالية تروج له...كل هذا و لا يزال مسئولوا الأزهر و علماؤه-إن كان لا يزال في الأزهر علماء أساسا-متصورون على قدرتهم على الرد و الوقوف في وجه مؤسسات إعلامية تروج للفكر الشاذ و المتطرف على كافة ألوانه...كيف؟ في صفحتين "متزخنقين" في جريدة صوت الأزهر...جنبا إلى جنب مع التفسير التي توزعه الجريدة للشيخ سيد طنطاوي؟ أم في كتاب من سلسلة مجهولة مثل البصائر أو الذخائر أو الحوافر؟

إن المتطرفين على كل شكل و لون لا يحلمون بأفضل من هذا الوضع...و بشخصيات في المؤسسة الدينية الرسمية في جعجعة سيد طنطاوي و تفزلك محمود حمدي زقزوق وفي اشتياق عبد المعطي بيومي للشهرة و للأضواء...

إن المتطرفين على كل شكل ولون لا يحلمون بأفضل من هذا المناخ الذي يتيح لأفكارهم أكبر قدر من الانتشار في الوقت الذي طلقت فيه القاعدة العريضة من الشباب المصري المؤسسة الدينية المصرية طلقة بائنة بالثلاثة!

إن المتطرفين على كل شكل ولون هم الرابح الأول...

و الوحيد...

خلص الكلام

Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...