اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

الجنتلمان !!


فــيــروز

Recommended Posts

فهد الأحمدي - جريدة الرياض

كان لدي صديق في امريكا يتنقل بكثرة بين سكن واخر. وكان كلما استقر في شقة جديدة يتصل بشركة الهاتف (ويعطيهم اسماً مزوراً) ويطلب ايصال الخدمة اليه. وحين تسري الحرارة في الهاتف يتحدث به لاشهر حتى تنفصل الخدمة لعدم التسديد.. وبعد يومين يعاود الاتصال بنفس الشركة (كساكن جديد وباسم مختلف) فتعود الحرارة حتى تنقطع لنفس السبب.. وذات يوم دخلت شقته ولم يكن موجوداً فرأيت اخر فاتورة فحاولت قراءة الاسم عليها.. غير ان الاسم الجديد كان صعباً ومعقداً بحيث لم استطع قراءته من كل الجهات وكان تحديداً (Wallaah maadfaa) واثناء محاولتي حل احجية الاسم دخل المنزل فبادرته بالسؤال: ماهذا الاسم الذي اعطيته لشركة الهاتف!؟ ابتسم بخبث وقال: هل قرأته؟ قلت: حاولت ولم انجح. قال: اخبرتهم ان اسمي "والله ما ادفع" ومع هذا شبكوا لي الحرارة مجدداً!! .

هذه القصة تعد نموذجاً لتعامل الشركات هناك على اساس الثقة العمياء بالمواطن؛ وهذا الامر لم نفهمه حينها وكنا نعتبره غباء امريكياً صرفاً (اذا كيف لايطلبون اوراقاً رسمية او يتثبتون من هوية المستخدم الجديد!؟).. ومالم ندركه وقتها انهم يتعاملون مع عامة الناس على انهم شرفاء لايسرقون ولايخدعون ولا يستغلون ثقة الغير. فالقوانين هناك وضعت على اساس التعامل مع " المواطن الجنتلمان" و ان معظم الناس شرفاء لايلجأون للغش والتلاعب.. صحيح ان هناك افراداً يستغلون حسن النية التي بنيت عليها تلك الانظمة، ولكنهم مهما كثروا يعدون (حالات استثنائية) لايجوز تعطيل مصالح الناس من اجلهم او زيادة تعقيد الاجراءات بسببهم.. وهي على اي حال حالات شاذة تحسب ضمن "الخسائر المتوقعة" وتحول ملفاتهم للبوليس بشكل دوري! ..وعلى العكس من ذلك توضع القوانين في الدول النامية على اساس "المواطن الحرامي" وانه محتال حتى تثبت براءته؛ لهذا السبب يتم تكبيل المراجع البسيط بشتى انواع التعهدات والغرامات والتواقيع واحضار كم هائل من "الشهود" و"الكفالات" وعناوين الاقرباء والجيران...!!! والمشكلة اننا بهذه الطريقة - وبصرف النظر عن الجانب الاخلاقي - نزيد من تعقيد الاجراءات ونحد من ازدهار الاعمال وتطور الخدمات (فشركات الهاتف مثلا لو حملت هم صديقي وامثاله لما عملت على الاطلاق)!!؟

وكي تكون المقارنة اكثر وضوحاً سأخبركم بموقفين متناقضين تعرضت لهما شخصياً؛ الموقف الاول حين انتهيت من دراسة اللغة في انجلترا وفقدت الشهادة التي اعطيت لي. اذكر حينها انني ذهبت لمدير المعهد لعرض مشكلتي (وكان يهودياً يدعى مارك ليندا).. ولان سكرتيرته لم تكن موجودة قام بنفسه الى مكتبها وسحب شهادة فارغة من كرتونة الشهادات وملأ الخانات المطلوبة ثم وضع الاختام عليها وسلمها لي (خلال دقيقتين فقط) وقال بابتسامة عريضة "اي خدمة؟".. حينها تذكرت بحرقة كيف فقدت في السعودية استمارة الثانوية وعجزي عن استخراج بديل لها؛ فقد راجعت ادارة التعليم فطلبوا مني احضار: اعلان في جريدة، وشهود، وتعهد، وغرامة، ومراجعة المدرسة ومراجعة الوزارة بالرياض.. وحين استكملت كل ذلك اتت الطامة الكبرى: فقد طلبوا احضار افادة من الدفاع المدني او الشرطة او المباحث بأنني فقدت الاستمارة. حينها غلى الدم في عروقي وقلت للموظف: اتق الله يارجل ما دخل الدفاع المدني او المباحث في استمارة الثانوية. قال وعلامات التشفي في عينيه: لابد من شهادة رسمية بأن منزلكم احترق او انسرق او تعرض للاقتحام وعلى اثره اختفت الاستمارة. حينها رميت الاوراق بوجهه وغادرت المكتب بغير رجعة! القضية باختصار؛ لنضع انظمتنا على اساس "الرجل الجنتلمان" والحالات الاستثنائية تحول للاجهزة الامنية.. فبطريقتنا هذه يضطر المواطن فعلاً الى الكذب والخداع!

"أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونٌَ"

صدق الله العظيم

-----------------------------------

قال الصمت:

الحقائق الأكيده لا تحتاج إلى البلاغه

الحصان العائد بعد مصرع فارسه

يقول لنا كل شئ

دون أن يقول أى شئ

tiptoe.gif

مريد البرغوثى

رابط هذا التعليق
شارك

انهم يتعاملون مع عامة الناس على انهم شرفاء لايسرقون ولايخدعون ولا يستغلون ثقة الغير. 

فالقوانين هناك وضعت على اساس التعامل مع " المواطن الجنتلمان" و ان معظم الناس شرفاء لايلجأون للغش والتلاعب.. صحيح ان هناك افراداً يستغلون حسن النية التي بنيت عليها تلك الانظمة، ولكنهم مهما كثروا يعدون (حالات استثنائية) لايجوز تعطيل مصالح الناس من اجلهم او زيادة تعقيد الاجراءات بسببهم.. وهي على اي حال حالات شاذة تحسب ضمن "الخسائر المتوقعة" وتحول ملفاتهم للبوليس بشكل دوري! ..

وعلى العكس من ذلك توضع القوانين في الدول النامية على اساس "المواطن الحرامي" وانه محتال حتى تثبت براءته

هذا هو الفرق الاساسي بين مجتمعاتنا و مجتمعاتهم

و هو اول فرق لمسته عندما جئت هنا

و هو افتراض حسن النية في الناس، الى ان يظهر العكس

و حتى لو ظهر، لا يعاقب الكل لخطأ القلة

و لو نظرنا الى الشريعة الاسلامية نجد ان هذا الاصل متأصل فيها

و هو افتراض البراءة و الصدق في الناس، الا لو تيقن العكس

و اليقين لا يزال بمجرد الشك

و لا يتحمل قوم ذنب اخرين

فالمسئولية فردية

الشعب اراد الحياة و القيد انكسر

رابط هذا التعليق
شارك

طيب ما إنت وضّحتى السبب أهه

قال وعلامات التشفي في عينيه:
يعنى نظام حقد وغل من ناس معقّدين . ربنا يسهلها من عنده .

أنصر أخاك ظالما أو مظلوما

رابط هذا التعليق
شارك

ياجماعة الخير .....ويافيروز هانم ...

اللى بيحصل مش مجرد ثقة عامية او مجرد تكتيك جيد علشان يلموا زباين ...او حتى عملية انسانية ..

هى عملية تنظيم وحسن ادارة فى كل شىء ...تؤدى بعدها الى انتاج اوفر وخدمة جيدة ...

يعنى لما واحد يتصل من الشارع او من عند الجيران ويقول لهم لو

سمحتوا انا ساكن فى المكان الفلانى وتعالوا ركبوا خط جديد و...ADSL مثلا يعنى ...

هو الخط ده حايتركب فى الشارع ؟؟؟؟؟؟

هذا الشخص الحرامى اللى ملهوش اسم تانى ......ممكن يكون كلن مأجر الشقة وللأسف الفاتورة حاتتدفع حاتتدفع ......بس صاحب الشقة ...الغلبان ...هو اللى حايدفعها ...لأنه سكن واحد بدون اخذ ضمانات كافية .....وهذا قليلا ما يحدث..

آه...صح....فى سرعة فى اتمام اى اجراءات ....ومن سنين طويلة وخصوصا بالتعامل مع الكمبيوتر ......مجرد ان تقول رقم ال بطاقة ..خلاص....عرفوا كل حاجة عن حياتك ..//حتى اكلتوا ايه انهاردة //..

اقصد ان اقول ان الثقة لم تاتى من فراغ ...

اما حكاية ان احنا اساسا كنا كدة .........صح.......زمان كانوا يقولوا ان التعامل بين التجار كان يتم عن طريق اعطاء كلمة ..

انا عطيتك كلمة ...البضاعة دى لك ...ولن اعطيها لاى شخص آخر حتى لو عرض عليه الضعف....

مفروض انى عشت اغلب عمرى هنا ......وادافع اكتر عن هنا .خصوصا انى والحمدلله لاينقصنى شىء........

بس بصراحة ....اسألوا ؟؟؟ هل الالتزام نابع من المواطن فقط لانه جنتلمان ؟؟؟؟

ام لأن النظام يجبره على ذلك؟؟؟؟

ثم تعود ؟؟

سلامى.

(وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)

[النساء : 93]

رابط هذا التعليق
شارك

كتب الطفشان

و لو نظرنا الى الشريعة الاسلامية نجد ان هذا الاصل متأصل فيها 

و هو افتراض البراءة و الصدق في الناس، الا لو تيقن العكس 

و اليقين لا يزال بمجرد الشك 

و لا يتحمل قوم ذنب اخرين 

فالمسئولية فردية

فعلا

المفروض المواطن بريئ وشريف الى أن يحدث عكس ذلك

والله أمرنا بصراحة أن لا نزر وازرة وزر أخرى

ولكننا نعمل بعكس الدين وحولنا حياة الناس الى جحيم بسبب عقدة الشك فى كل الناس حتى أجبرنا الشريف الى التلأم والمكر حتى يتحصن ضد التعقيد والشك وظهرت أفكار جديدة ودخيلة على مجتمعنا وصار الشريف يعنى الرجل الأبله والصادق هو قفل مسوجر وهكذا انتقلت الأخلاق الحميدة الى رفوف النسيان

كانت والدتى رحمها الله تملك بيتا صغيرا وكانت تنتظر وراء الستار ووالدى يقوم بتأجير الشقق ومقابلة السكان كما كان يتعاقد مع المقاول لاستكمال بعض الأعمال دون ظهورا للوالدة

وكانت عندما يتعاقد بمبلغ غير مناسب تخبره أن هذا المبلغ قليل جدا فى حالة الايجار أو كثير جدا للمقاول

فكان رحمه الله يقطب وجهه ويقول أنا أعطيت كلمة ولا يمكن أن أرجع فيها

هكذا كانت الرجال بمعنى الكلمة اذا وعد لا يخلف دون أوراقا أو كتابة

واذا قال لا ينكر ويتهرب دون شهودا أو يمينا

نحن الآن فى زمن شهود القهاوى بجوار المحاكم والجاهزين لتلقين الشهادة وتسميعها كما هى أمام القاضى لكل من يدفع

رحم الله أيام زمان وأهل زمان

مصر أكبر من نظام الحكم الفردى الديكتاتورى الإستبدادى

الذى فرضه علينا عسكر حركة يوليو فى الخمسينات

وصار نظاما لحكم مصر

برنامج الرئيس الإنتخابى لإسكان فقراء الشباب ..

سرقه مسؤولون وزارة الإسكان مع المقاولين ..!

رابط هذا التعليق
شارك

Salwa كتبت:

اسألوا ؟؟؟ هل الالتزام نابع من المواطن فقط لانه جنتلمان ؟؟؟؟ 

ام لأن النظام يجبره على ذلك؟؟؟؟ 

ثم تعود ؟؟

بصراحة و احقاقا للحق، انت محقة فيما وصلت الية خاصة تلك المقطوعة:

ام لأن النظام يجبره على ذلك؟؟؟؟ 

ثم تعود ؟؟

بس بينى و بينك دى فعلا حاجة تحير؟؟

لأن هذا "النظام" الذى تتحدثى عنه لم يأتى من فراغ؟

و لم يستوردة، اذن من هم صانعو هذا النظام؟؟!!

انا أزعم ان صانعية هم كانوا هم أيضا ربما "جنتلمان"!!

و الأهم بالنسبة لى: انه سواء كان اسمه "نظام" او "تربية" او ...او..او

ماهى المحصلة النهائية؟؟؟

هم :

يتعاملون مع عامة الناس على انهم شرفاء لايسرقون ولايخدعون ولا يستغلون ثقة الغير. فالقوانين هناك وضعت على اساس التعامل مع " المواطن الجنتلمان" و ان معظم الناس شرفاء لايلجأون للغش والتلاعب..

و نحن:

على العكس من ذلك توضع القوانين في الدول النامية على اساس "المواطن الحرامي" وانه محتال حتى تثبت براءته

على اننى مع احترامى للجميع هذا "النظام" الذى تتحدثى عنه، يمثل الكثير و الكثير جدا من التجارب، القيم، المبادئ، و بالطبع اشياء اخرى عديدة احتفظ بها لنفسى....

... أن واحدة من آساليب النُظم الديكتاتورية هى :

liberte_dexpression-28365515.jpg

وهى بكل أسف كانت ومازالت مٌنتشرة ومُستخدمة في بلدنا الحبيب وعلى كافة المستويات بلا إستثناء !

رابط هذا التعليق
شارك

هو الخط ده حايتركب فى الشارع ؟؟؟؟؟؟

هذا الشخص الحرامى اللى ملهوش اسم تانى ......ممكن يكون كلن مأجر الشقة وللأسف الفاتورة حاتتدفع حاتتدفع ......بس صاحب الشقة ...الغلبان ...هو اللى حايدفعها ...لأنه سكن واحد بدون اخذ ضمانات كافية .....وهذا قليلا ما يحدث..

هذا لا يحدث هنا في امريكا

فالمسئولية على الساكن فقط

و ليس مالك العقار

(لا تزر وازرة وزر اخرى)

الشعب اراد الحياة و القيد انكسر

رابط هذا التعليق
شارك

اسألوا ؟؟؟ 

هل الالتزام نابع من المواطن فقط لانه جنتلمان ؟؟؟؟

ام لأن النظام يجبره على ذلك؟؟؟؟

ثم تعود ؟؟

هي حلقات متصلة معتمدة على بعض

النظام موجود

و بالتالي ينشأ الناس فيه و يتعودوا عليه

و يجعلوا له استمرارية مستقبلا

و بالتالي النظام نابع من الناس، و الناس تستمر في النظام

حاجة زي البيضة الاول او الفرخة

مش مهم مين اللي جه الاول

المهم ان التغيير يحصل و ييجي النظام بطريقة ما

و بعدين استمراريته سهلة نسبيا

(زي النظام في مترو الانفاق مثلا)

الشعب اراد الحياة و القيد انكسر

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 4
      مدكور ابو العز من مواليد 13 مارس عام 1918 بنى غالب من كفر سعد من دمياط وهو قائد القوات الجوية بعد نكسة 1967 ومحافظ اسوان الاسبق عام 1964 ومستشار رئيس الجمهورية لشئون الطيران عام 1968 ومن ابرز انجازاته استرداد كرامة القوات الجوية بعد هزيمة يونيو وواحد من ابرز القادة العسكرية وشغل مواقع قيادية هامة بالقوات المسلحة قيادة وعمل مديرا للكلية الجوية وتخرج على يدية عشرات الطيارين وتولى مهمة قيادة القوات الجوية فى فترة احلك من الفترات عقب نكسة 1967 ولكن الظروف لم تساعدة ليقدم كل مالدية من خبرة وعلم لقبوة
×
×
  • أضف...