اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

فلتتسع صدورنا .. ولنتبين أمورنا


Recommended Posts

فلتتسع صدورنا .. ولنتبين أمورنا

يضيق صدر البعض منا بما نسمعه من لوم ونقد موجه إلى دور الحكومة المصرية. لكني أعذر أي عربي أو مسلم يغضب من النظم العربية كافة ومن دور الحكومة المصرية خاصة نظراً لوضع مصر الخاص. كما لا أجد حرجاً وأنا مصري في أن أنتقد أي نظام عربي يقصر في حقوق الأمة أو يعين أعدائنا علينا. هل يؤلمني ذلك؟ ذلك مؤلم بالطبع، مؤلم لعلمي بأن الغضب في محله وأن مواقفنا الرسمية تجاوزت حدود الخجل. وحديثي هنا يدور على موقف مصر خاصة، ولن أجادل من ينتقد البعد الديني في كلماتي التالية، فأنا لن أقلل من شأن ما أدين به ربي بالخوض في تبريره أو الدفاع عنه.

لقد قدر الله أن يضع مصراً موضعاً خاصاً تمتحن به وكانت بسببه أولى من غيرها بالمسائلة، فكيف ذلك؟

أولاً، وضع الله مصراً على حدود غزة فأصبح في ذمة مصر وذمتنا كمصريين واجب النصرة والمساندة قبل غيرنا، وذلك ببذل ما في وسعنا، فإن استنفذنا كل ما في الوسع فقد أعذرنا، وإلا تظل مصر مقصرة ويصبح كل مصري يرضى بهذا التقصير مشاركاً فيه. لا مجال هنا للتذكير المتكرر بما بذلته مصر من قبل -على فرض أن كل ما ندعي أننا بذلناه كان حقاً- فما في ذمتنا من واجب لا يسقط بالتقادم، في حين أن كل ما بذلناه في الماضي يسقط بالمنّ والأذى. فلنكف عن المنّ الذي يبطل العمل ولا يعفي من واجب.

وقد قدر الله لمصر أن تكون في موقع مؤثر بسبب الجغرافيا وإمكاناتها البشرية ومواردها وقدراتها الحالية والكامنة والمهدرة وكلها نِعم من الله سيُسأل عنها الحاكم والمحكوم. كل ذلك قد وهبه الله لنا ليرى ماذا نحن فاعلون ((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون...))، ماذا نقول في هذه الآية من سورة التوبة، وقد ذكرَنا الله بأنه تعالى قد جعل من المؤمنين من يشهد على أعمال البعض الآخر. لماذا إذن هذه الشدة والعصبية في مواجهة اللوم والنقد. أليست الملحمة الجارية الآن في غزة من الخطورة والجلالة بما يستدعي منا التجرد من كل ألوان التعصب ويستوجب منا مراجعة النفس وإصلاح عملنا وأقوالنا ؟

فما بال والأمر لا يقتصر على التقصير. لقد قرأت في أحد التعليقات أن سبب الحملة على الدور المصري هو الخطأ الذي وقع فيه وزير الخارجية أحمد أبو الغيط لما فاته أن يرد على التهديد الوقح الذي أصدرته وزيرة خارجية إسرائيل أثناء استضافته لها في قلب عاصمتنا. لكن هذا ليس صحيحاً، فموقف مصر المعيب سبق إعلان الحرب على فلسطين من قلب القاهرة على لسان ضيفة الحكومة المصرية؟ أليست مصر مشاركة في إحكام الحصار على غزة منذ بدايته، أليست هذه إعانة على الملأ لإسرائيل على أهل غزة، أم نسينا ذلك؟

وهل نسينا المعلقين على الحدود يريدون العودة إلى ديارهم من عائلات ونساء وشيوخ، لا نمنعهم فقط من العودة إلى غزة (لا أعلم أين ذهبت حجة الترانسفير حين نفعل ذلك!) لكننا أيضاً نسيء معاملتهم فيتركون في ظروف غير إنسانية لا اعتبار فيها لمرض المريض أو ضعف الرضيع أو حرمة امرأة؟ وكيف بالمحصورين داخل غزة يريدون العودة إلى وظائفهم وأعمالهم أو اللحاق بأسرهم في بلاد أخرى بعد زيارة أهاليهم في غزة ونحن نقطع السبل بينهم وبين مصادر أرزاقهم ونقطع أوصال الأسر والعائلات؟ لصالح من نضع هذه الضغوط الإنسانية على هذا الشعب الجريح؟

ألا تمنع الحكومة المصرية الإمدادات الحيوية عن أهل غزة وتحرمهم مقومات الحياة فضلاً عن مقومات الصمود في نفس الوقت الذي نمد فيه إسرائيل بالبترول والغاز المدعمين وكأننا نخفف من أعباء المستوطن الإسرائيلي ونتطوع بتخفيض نفقات القصف والترويع الذي يُصبّ على إخواننا صبًّا. من منا يجهل ذلك وغير ذلك من مواقف سياسية وإنسانية مخجلة تحاول حكوماتنا مداراتها بورقة توت كل حين وآخر بأن تفتح المعبر لبضع ساعات إذا اشتد الضغط الشعبي أو السياسي، وما هي إلا ورقات توت لا تستر عورة ولا تصلح عيباً.

هذا كله وغيره يجري منذ سنين ولا يزال، فلا نقول إذن أن انقلاب الرأي العام العربي والإسلامي على الدور المصري هو رد فعل لخطأ أبو الغيط حين أخفق في الرد على ليفني أو تقاعس عن التعقيب بوضوح على إعلان الحرب بإنذار شديد لا يترك مجالاً للشك بأنه سيكون لمصر موقفاً إذا حدث أي اعتداء على غزة وأنها ستحمل إسرائيل مسؤولية أي تهور وأن مصر لن تخذل الشعب الفلسطيني في حالة إقدام إسرائيل على هذه العدوان، فهذا الإخفاق العجيب الذي جعل مصر تبدو متواطئة مع العدوان –بل ومباركة له- لم يكن أول خطأ وإنما كان حلقة من مسلسل متواصل من مواقف سيئة سبقت الحرب التي تشن على إخواننا في غزة .. وكأنها مهدت لها.

ثم بعد أن بدأ العدوان على إخواننا، لم تسمع إسرائيل من مصر ما يدل على موقف واضح أو ينذر إسرائيل بثمن سياسي واقتصادي –على أقل تقدير- لاستمرار العدوان. فلا سحب للسفراء ولا حتى خفض لمستوى التمثيل الدبلوماسي ولا تجميد لمعاملات تجارية أو اقتصادية، لا شيء !

وما يؤلم أكثر هو استمرار تضييق الخناق على غزة حتى بعد العدوان. وغلق حدودنا في وجه الهاربين من الموت، وهو موقف يكاد يكون غير مسبوق لا لدولة كبيرة ولا صغيرة إن كانت مجاورة لمنطقة نزاع، فهو موقف يعبر عن انعدام كامل لمشاعر الإنسانية حتى لو لم يكن هؤلاء أهلنا وعشيرتنا. أما عن منع الدواء والطواقم الطبية من دخول غزة، فلا يوصف إلا بكلمة واحدة .. نذالة.

فإن كنت أنا والكثير من المصريين نشعر بالغضب إزاء سياسات حكومتنا، كيف لا أتفهم أن يغضب غيري لنفس الأمر الذي أغضبني والقضية واحدة تهمنا وتؤلمنا جميعاً؟ فلنجرد أنفسنا من الرؤية المبنية على العصبيات. ولنصوب اهتمامنا إلى صميم القضية ولا نستدرج إلى النزاعات الجانبية. إن إخواننا يضحون تضحيات هائلة وهم ثابتون لا يتنازلون عن عقيدة ولا يقايضون على مبدأ، فلا أقل من أن نرقى إلى مستوى الحدث وعظمته، وكل واحد منا يملك على أقل تقدير أن يؤيدهم بقلبه ولسانه فينكر ما يستحق الإنكار ويتبرأ منه، ويؤيد ويدعو إلى كل ما يمكن أن يدعمهم، وهذا أضعف الإيمان.

تم تعديل بواسطة علاء زين الدين

أيام الصَّـبر:

http://ayamalsabr.blogspot.com/

رابط هذا التعليق
شارك

فإن كنت أنا والكثير من المصريين نشعر بالغضب إزاء سياسات حكومتنا، كيف لا أتفهم أن يغضب غيري لنفس الأمر الذي أغضبني والقضية واحدة تهمنا وتؤلمنا جميعاً؟ فلنجرد أنفسنا من الرؤية المبنية على العصبيات. ولنصوب اهتمامنا إلى صميم القضية ولا نستدرج إلى النزاعات الجانبية. إن إخواننا يضحون تضحيات هائلة وهم ثابتون لا يتنازلون عن عقيدة ولا يقايضون على مبدأ، فلا أقل من أن نرقى إلى مستوى الحدث وعظمته، وكل واحد منا يملك على أقل تقدير أن يؤيدهم بقلبه ولسانه فينكر ما يستحق الإنكار ويتبرأ منه، ويؤيد ويدعو إلى كل ما يمكن أن يدعمهم، وهذا أضعف الإيمان.

بارك الله فيك يا علاء محق فيما تقول والكثيرون بحمد الله اهتموا بقضية المسلمين جميعا وترفعوا عن الأفعال التي لا تفيد

وأرى أن من لم يجعل قضية فلسطين قضيته يشك في انتمائه الإسلامي والعربي والوطني

هل يمكن أن أكتب كلاما مثاليا 

أو أن اصل لمثالية كلامي 

ولا يوجد كلام مثالي 

ولا مثالية لمتكلم

 

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
  • الموضوعات المشابهه

    • 12
      لماذا اصبحنا حساسين جدا . انا بتكلم عننا كمسيحيين كل حاجة بتحصل بنزعل منها من بعد 25 يناير قلنا الصدور والعقول والافكار الجديدة هتظهر وهنعيش زمن تانى لكن للاسف الموضوع انقلب علينا والكل بيلطش فينا ولو اتكلمنا بنلاقى مليون كلمة نازلة علينا زى ميكون مش منحقنا نتكلم ولا ندافع ولا نقول اللى فى خاطرنا لية دائما كلامنا ثقيل على الكل نفسى اعرف احنا بنعامل بعض عن حب ولا غصبانية هل نفوسنا سودة من ناحية بعض ولا بنحب بعض انا عن نفسى تاية ومش عارف حبيبى من عدوى الواحد بيمشى فى الشارع حاسس انة ت
×
×
  • أضف...