السرطان...هل لابد ان يعود recurrent؟

[stavro]

الى الدكاترة الافاضل ،

هل الإصابة بالسرطان تعنى إن المرض سيعود بشكل أو بأخر حتى بعد العلاج منه واستئصاله فى مرحلة مبكرة قبل إنتشاره فى الجسم أو وصوله للغدد الليمفاوية؟

سمعت هدا الرأى من احد الدكاترة الدى أشار بأن المشكلة فى طبيعة خلايا الجسم التى تغيرت واصبحت قابلة للتكاثر غير المحكوم وتكوين cancers.

[disappointed]

تقوم أنسجة الجسم يوميّا (فى الوضع الاعتيادى)بتخليق مئات الآلاف بل الملايين من الخلايا الغير اعتياديّه Atypical Cells والتى تحمل فى صفاتها مايطلق عليه بالملامح السرطانيّه للخلايا من ناحية شكل النواة وحجمها وحجم الخلايا والأحماض النووية التى بداخلها وعقد الصبغات بها...الخ الخ الخ (Malignant features)

ويقوم الجهاز المناعى فى الأحوال العاديّه أيضا باطلاق بعض الخلايا العملاقه التى تسمّى Macrophages لابتلاع تلك الخلايا الغير طبيعيّه أوّلا بأول وتفكيك مكوناتها والتخلّص منها نهائيّا (تماما كما تمر سيّارة القمامة الكبيرة فى الحى لتقوم بتفريغ صناديق القمامة بداخلها والتخلّص منها لضمان نظافة الحى)

وبناءا على هذا المثال الذى سقته للتقريب فان الحى يكون عرضة للاتّساخ (كما يكون الانسان عرضة للاصابة بالسرطان) عندما تتكاثر المخلّفات والقمامة به دون أن يتم رفعها ( كما تتكاثر تلك الخلايا الغير طبيعية فى جسم الانسان دون أن يتم التخلّص منها)...

وقد يكون ذلك بسبب تأخّر وصول سيّارات القمامة للحى وعدم انتظام مرورها به ( كما يحدث للــــMacrophages فى جسم الانسان عندما تفشل فى تأدية وظيفتها امّا كلّيا أو جزئيّا أو حتّى فى صورة بطئ تلبيتها , وهو مايحدث بالطبع نتيجة خلل فى الجهاز المناعى)

أو

نتيجة دخول شخص مسئول الى مجلس الحى يؤدّى الى فساد ادارة العمل و عدم انتظام آليّات العمل بالحى (كدخول فيروسات الى جسم الانسان تؤدّى الى خلل فى الجهاز المناعى....كما يحدث على سبيل المثال مع فيروس الايدز الذى يقوم بلخبطة الجهاز المناعى وتثبيطه مما يجعل الايدز متزامنا مع بعض انواع السرطانات التى يعد من أشهرها الورم الخبيث المعروف باسم الــCaposi Sarcoma)

أو

قد يكون سبب الخلل الحادث لرفع قمامة الحى يتمثّل فى طبيعة قاطنى الحى أنفسهم (طبيعة الخلايا) والتى تؤدّى الى زيادة حجم قمامتهم عن المعدّل الطبيعى الذى يمكن لسيّارات القمامة التعامل معه (أى زيادة نشاط الخلايا فى انتاج الخلايا الغير الطبيعية والمسرطنه....أى الاستعداد المسبق للانتاج الزائد للخلايا المعيوبه... أى الاستعداد الوراثى والجينى للاصابة بالسرطان وهو الشيئ الذى يجعل الاصابة بالسرطان تتكاثر فى عائلات دون غيرها كأن ترى فلان عنده سرطان قولونى وعمته عندها سرطان بالمبايض وجدّته عندها سرطان بالثدى...وعلى ذكر سرطان الثدى فهو الأكثر انتشارا فى عائلات دون غيرها)

أو

قد يكون سبب الخلل المؤدّى الى تراكم القمامة فى الحى (أى الى تراكم الخلايا المسرطنه) قيام أهل الحى باستهلاك مواد تترك مخلّفات امّا كريهة الرائحة أو كبيرة الحجم (كقيام الانسان باستهلاك واستعمال مواد مسرطنه فى غذائه وشرابه كالألوان والنكهات ومكسبات الطعم الصناعيه أو استعمال مياه الشرب من خزّانات مطليّه من الداخل بالرصاص أو شرب الكحولّيات بكثره أو التدخين...الخ الخ الخ)

وبناءا على هذا المثال المبسّط فان الاستعداد الوراثى يمكن تفسيره بأنه حالة استعداد استمراريّه لتكوين خلايا مسرطنه فى الجسم تؤدّى الى حدوث انواع مختلفه من السرطان لعدم قدرة الجسم على التخلّص منها كما يحدث فى الأحوال العاديّه... وعليه فاذا تم استئصال سرطان ثدى فى امرأة بالكامل ودون وجود بقايا له فى الغدد الليمفاوية وبصورة مبكّرة قبل ذهاب خلايا مسرطنه من الثدى وانتشارها الى الكبد أو العظام مثلا...فان هذه السيّده (خاصة فى ظل وجود تاريخ عائلى ايجابى لانتشار السرطان بالعائله) عرضة أكثر من غيرها للاصابة بنوع آخر من السرطان فى عضو آخر من الجسم قد لايكون له علاقة بالثدى... وكل هذا يندرج تحت بند نظريّات الاحتماليّات المستنبطة من دراسات وتحليلات احصائيّه (أى أنها ليست سيناريوهات مؤكّدة الحدوث ولكنّها تظل السيناريوهات الأقرب والأكثر قابلية للحدوث وتظل مرجّحه فى هؤلاء المرضى أكثر من غيرهم)

[stavro]

شكرا جزيلا على الرد الوافى