salatino بتاريخ: 26 يوليو 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 26 يوليو 2003 عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبرا فمات إلا مات ميتة جاهلية. عادة ما يستخدم هذا الحديث لتبرير الاستكانة للظلم و الطغيان، و لدفع الناس إلى اتباع النظام القائم بغض النظر عن مشروعيته و عدالته. و لتحليل هذا المنطق المعوج المخالف لصريح القرآن -الذى يدعو إلى العدل المطلق و اتباع الحق و الحق فقط- ابدأ بمفهوم الجماعة، ذلك السيف المسلط من قبل محتكرى الحقيقة و فقهاء السلطان لارهاب الناس و قهرهم على الخضوع للظلمة المفسدين، فهل هناك مسلم يود ميتة الجاهلية؟! هل الجماعة تعنى النظام القائم أو الأغلبية؟ ينسب إلىالصحابىالجليل ابن مسعود قوله: الجماعة ما وافق الشرع (أو الحق) ولو كان رجلا واحدا و ينسب إلى الإمام على قوله: الجماعة مجامعة أهل الحق و إن قلوا و الفرقة متابعة أهل الباطل و إن كثروا ويتفق ذلك مع ما ذكره ابن القيم الجوزية فى إغاثة اللهفان و إعلام الموقعين حيث اعتبر الإمام أحمد بن حنبل وحده ممثلا للجماعة فى محنة خلق القرآن لثبوته -رحمه الله- على ما أداه إليه اجتهاده أنه الحق والقرآن ملئ بالآيات التي تذكر أن الكثرية قد تخطأ و تضل: و إن تطع أكثر من فى الأرض يضلوك عن سبيل الله -- والله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون -- بل أكثرهم لا يؤمنون -- و لكن أكثرهم لا يعلمون -- ولا تجد أكثرهم شاكرين إذن فالجماعة هم أهل الحق و الرشاد و إن قلوا. و ليست الجماعة اتباع للقطيع -أعزكم الله- أو رضوخ لنظام قائم لمجرد أنه قائم لفهم الجزء الأول من الحديث نحتاج إلى حديث آخر. فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة. هذا الحديث ينص صراحة على أن الشيئ الذى قد "يكرهه" الإنسان من أميره لا يعنى على الإطلاق الظلم - و هذا محرم إطلاقا "و لا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار" - أو أى معصية - فعند المعصية "لا سمع و لا طاعة". إذن ما الذى قد "يكرهه" المسلم أو المسلمة من أميره و رغم ذلك يطعه أو تطعه؟ أنها الأمور التى لا تتعارض مع قطعيات الكتاب و السنة، و تقبل عدة تأويلات سائغة، أو حتى الأمور التنظيمية التى تستند إلى مفهوم المصالح المرسلة. فمثلا يجب طاعة القائد أثناء المعركة، حتى و لو لم يستسغ الجندى الفكرة، لأنه إذا قام كل جندى و جندية بتنفيذ ما يرى و يحب دون اعتبار للخطة الموضوعة، فالهزيمة محققة إن الوحى لا يتعارض. و النبي -صلى الله عليه و سلم- لا ينطق عن الهوى. فلكل حديث معنى و رسالة، و يفسر بحيث لا تتصادم النصوص و لا تتناقض. أليس الرسول الكريم هو القائل فى أحاديث أخر: لا طاعة فى معصية، و إنما الطاعة فى المعروف، فكيف إذن يفسر البعض الحديث الأول على أنه طاعة مطلقة (و تراهم يضيفون قائلين: إن الوزر على الأمير)؟؟ لقد جاء فى سورة الممتحنة يأيها النبى إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على ألا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن و لا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن و أرجلهن و لا يعصينك فى معروف و هل النبى - صلى الله عليه وسلم- سيأمر بشيئ غير المعروف؟ أحسب -والله سبحانه و تعالى أعلم- أن "فى معروف" تأكيد بليغ لمفهوم أن كمال العبودية لله - جل و علا- يتأتى عندما تكون طاعة البشر للبشر وفقا لأوامر الله و نواهيه. أما الأمر بما يخالف مرادات الرحمن فليس له إلا أن يعصى فى ضوء ما سبق نستطيع أن نفهم ماذا تعنى "طاعة الوالدين" و "طاعة أولى الأمر" و "طاعة الزوج". كل هذه الطاعات هى فيما وافق الكتاب و السنة. أما الأمر بأى معصية أيا كانت فتسقط الطاعة. فنحن مسلمون موحدون، مصدر عزتنا و كرامتنا العبودية لله، فإن من يسجد لله مخلصا له الدين لا يخضع أبدا لسواه إلا فى المعروف. و هذا فى حالة الوالدين -مثلا- لا يتعارض مع البر بهما و الإحسان إليهما فهذان مطلوبان حتى و إن جاهدا الإنسان على الإشراك بالله العظيم و الآن إلى "طاعة الزوج"...و ابدأ الكلام بالحديث عن القوامة. يقول الله-عز و جل- فى كتابه الحكيم: الرجال قوامون على النساء بمافضل الله بعضهم على بعض و بما أنفقوا من أموالهم. ماذا تعنى كلمة "قوام"؟ هى صيغة مبالغة على وزن فعال (بتشديد العين) و اسم الفاعل: قائم. أى أن القوام هو كثير القيام. و الكلمة ليس فيها ما يفيد أفضلية الرجل على المرأة دينيا و أخلاقيا. فهى استخدمت فى قوله تعالى: يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله، أى ابتغوا فى كل قيامكم الحق و رضا الله و ليس لأجل الناس أو السمعة، و فى قوله تعالى: يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط، أى ليكن قيامكم و مسعاكم للعدل إذن آية القوامة تعنى أن الرجال كثيرو القيام على النساء، ساعون فى أمورهن، ضاربون فى الأرض لكفالة أسرهم. القوامة مسئولية، و مهمة شاقة كما قال العلى القدير: فلا يخرجنكما (و الخطاب لآدم و زوجه) من الجنة فتشقى ( و هنا الخطاب يتحول إلى آدم- عليه السلام). و المسئولية تكليف -لا تشريف- يحاسب عنه العبد يوم القيامة أمام خالقه. هنا الآية ترسم تقسيما للأدوار فى المجتمع المسلم، تقسيما لا يعنى علوية أو دونية، و إنما يعنى تكاملية أرادها الخالق العظيم الذى هو أدرى بمن خلق "ألا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير". فللمرأة أدوار مختلفة - مختلفة و لكن ليست أقل فى الشأن- أهمها- من وجهة نظرى- هى الأمومة و تنشئة الطفل. و على عكس ما يعتقد بعض متحجرى الفكر، فالأمومة الحقة تحتاج إلى نساء متعلمات تعليما راقيا للقيام بأسمى المهمات فى المجتمع، بل تعليما مستمرا تجعل المرأة واعية بكل محدثات عصرها. (و بالطبع ليس هذا الدور الوحيد، فهناك من لم يتزوجن أو يرزقن بأطفال أو انتهين من تربية أبنائهن، و هناك من رزقهن الله القدرة على القيام بالكثير من الأعمال على خير وجه، و هناك من تضطرهن الظروف ليقمن بالسعى وراء الرزق) الخلاصة أن الآية لا ترسم صورة لمجتمع من النساء خاضعات لأسيادهن من الرجال. و على الرجال -بدلا من الشعور بالعلوية و الفوقية- أن يرتعدوا خوفا يوم يلقون خالقهم و يسئلهم عن ما حملوا من مسئوليات - و كلهم آتيه يوم القيامة فردا، صدق الله العظيم للأسف الشديد نجد حتى من علماء الدين المفترض معرفتهم بالشريعة و مقاصدها من يفترضون النساء عبيدا للرجال و نزواتهم إلى درجة الطاعة فى المنكر. فعلى سبيل المثال، الفتوى التى توجب على المرأة طاعة زوجها إذا حرم عليها - ليس فقط زيارة- و إنما الاتصال بأهلها. سبحان الله. قطع الرحم كبيرة من الكبائر فهل تجوز فيه أى طاعة. أليس المبدأ الإسلامى أن "لا طاعة للمخلوق فى معصية الخالق". ثم تبلغ العبثية ذروتها فى الفتوى عندما تقول أن الرجل يحق له ذلك إذا خاف أن أهل زوجته يقلبونها عليه، و إذا كان متعسفا فتجب طاعته و الإثم عليه. أليس كل فرد محاسب عن أفعاله؟ منذ متى يرضى المسلم بالكبائر لأن غيره سيحمل الوزر؟ إنه من المنطقى أن يكون للرجل الكلمة فى الشئون المادية مثلا باعتباره من يجد و يجتهد ليعول أسرته (و كان يفعل ذلك فعلا). و لكن ما الذى يجعل الرجل متفوقا دينيا و خلقيا ليأمر زوجته فتلبى بلا نقاش و لا تفكير؟؟ إن الواقع يقول أن الكثير من النساء أفضل خلقيا و/أو دينيا من أزواجهن. زوجة كاتب هذه السطور مثلا ضحت بوظيفتها و بالكثير لتلحق به فى الغربة، بينما هو لم يقدم أى تضحية حقيقية، فهل يمكن اعتباره أفضل قيميا ليأمر و ينهى؟؟ هل يمكن إذا غضب من زوجته أن تلعنها الملائكة حتى يزول غضبه، بينما هو لا يلعنه أحد إذا ظلم و افترى؟؟ ءأله على الأرض؟ تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا إن الإسلام -كما قال ربعي بن عامر لرستم كبير الفرس- جاء ليخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد. بمعنى آخر أنه جاء ليحرر البشر نساءا و رجالا من الخضوع للبشر، و ليبين للناس أن الطاعة فى المعروف، أما إذا أمر الإنسان بمعصية - من أميره أو من والديه أو من زوجه - فلا سمع و لا طاعة رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Farida بتاريخ: 26 يوليو 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 26 يوليو 2003 الستاذ سلاطينو الله يفتح عليكم .... احيك هذا هو رايي انا أيضا لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق و مشكلتنا الأساسيه ليست فى ان نشكك فى صحة الأحاديث و لكن فى ان هناك من يفسر الاحاديث تبعا لهواه و دون ان يتمعن فى قرأه القران و اعتقد ان هذه كانت قضية الشيخ الغزالى رحمه الله فى ان هناك من تتكون ثقافته الدينيه من كتب تفسير الأحاديث و كتب سيرة الصحابه و كتب تفسير تقسير الأحاديث و يكتفى بهذا دون ان يتعرف على القران العظيم كأول مصدر للإسلام و ترتيبه للأولويات فى حياة المسلم ثم بعد ذلك تاتى الأحاديث لتفسر اوامره و نواهيه دون ان تتعارض معه .... شكرا مرة اخرى *اللهم انى اشكو اليك ضعف قوتى و قلة حيلتى و هوانى على الناس *اللهم و لى امورنا خيارنا و لا تول امورنا شرارنا * الساكت عن الحق شيطان أخرس * الشعوب تستحق حكامها رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
salatino بتاريخ: 1 أغسطس 2003 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 1 أغسطس 2003 جزاك الله خيرا يا سيدتى رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان