أبو الشهيد

[فولان بن علان]

كلت يده من الطرق على حواف صفيحة الجبنة

استراح قليلا ثم عاد يجمع العزم ويطرق بقوة أكثر زادت كلله

بالكاد أحدث فتحة فاحت منها رائحة الجبنة القديمة

حدثته نفسه ...عجزت يا عبده ؟ّ! انكسر ظهرك بغياب علي ..

....

حنانه على والده فياض.. يختلف عن إخوته الذين لم يتحملوا العمل بالدكان

قضى على الجبهة سبع سنوات .. نجاه الله من حرب 67

لا يخلو بيت من بيوت الجيران إلا ولهم غائب أو من عائد عاد بعقل غير الذي ذهب به

أهوال الانسحاب كما يحكيها تثير الحنق والشفقة

كان يردد دوما وكأنه يدفع عنه الاتهام... والله العظيم لم نحارب

......

انتعش الدكان بعودته

أخيرا انتهت فترة تجنيده والتي ظن أن ليس لها نهاية

اكتملت الرفوف ..وتنوعت البضائع ..امتلأ المخزن

في الركن الداخلي ترصصت صفائح الجبنة الجديدة والتي ستترك لتتعتق

كان لديه حس استثماري فضلا عن دأبه ورحابة تعامله مع الزبائن

......

عم عبده ظن أنه قد آن الأوان لعقد هدنة مع الشقاء

يستطيع الاعتماد عليه في ادارة الدكان وبكفاءة تزيد عليه

الآن يخلد إلى متعة المكوث في المسجد بعد الصلاة

حتى رفعه لآذان الفجر الذي داوم عليه سنين طويلة دون انقطاع

بدى أكثر روية وأندى صوتا

.......

يكاد حلم خطيبته بالجلوس على الكوشة قريب المنال

صبرت طوال سنين رباطه على الجبهة

ارتفعت جدران الشقة فوق الدور العلوي للبيت

اقترب تمام البدر

قبل اكتمال سقف الشقة جاء الداعي إلى الاستدعاء للجبهة

......

عبرنا

عم عبده يقترب من الشاشة عندما يري الجنود العبور ويشير إلى أحدهم

هذا هو علي .. ويشير إلى صدره... ابني

انتهت الحرب وعاد العائدون عودة غير عودة الحرب السابقة

لم يعد علي رغم مرور عام

كشوف الشهداء الأولية خالية من اسمه

لعله أسير..ازداد الأمل في بقائه

الأخبار المتطايرة متناقضة... المؤكد أنه عبر مع من عبروا

....

رفع عم عبده المطرقة وتهاوى على الصفيحة التي استعصى فتحها مستجمعا شقاء الأيام

انفرج الغطاء بحوافه المشرشرة

سمع نداء عليه رفع رأسه فرأى زي ميري وورقة

هنيئا لك يا أبا الشهيد

تساقطت قطرات من دمه على الورقة فزينت أطرافها

جرحت الشرشرة يده دون أن يدري

أما الحدث فقد جرح وجوده

.......

انطوت الأيام واندمل الجرح على ما فيه

عندما هاجمته نوبات التشنج فاعتصرته

قال الطبيب انها جرثومة التيتانوس التي كمنت في جرح قديم

استقوت على الجسد الذي تضعضعت مناعته

نوبة التشنج الأولى أصابت عضلات فمه

أتته وهو يرفع أذان الفجرالذي استكمله بجهاد انهكه

بعد أذان الفجر لليوم التالي نعي للناس وبكاه الناعي

في نفس الميكروفون الذي تعود صوته

ذهب أبو الشهيد

وبقيت قطرات دمه تزين شهادة الاستشهاد

[dr gml]

اخى فولان

لقلمك عبق مصرى اصيل

يكشف انه كم من جراح اندملت تخبئ جراحا أعمق

وكم من بشر كتب عليهم الشقاء والجهاد

ولكن تبقى القيمة المعنوية

أعظم وأرقى

لك تحيتى وتقديرى

[دكتور ش ع م]

شهيدان..

أحدهما يموت علي تراب الجبهة

و الآخر يموت ضحية للقمة العيش

وجرح يندمل.. و آخر ينزف

حلقات متراكبة لدورة حياة لا تنتهي

ولكن يبقي الطموح في غد أفضل سيد المشاعر.

و أنا أضم صوتي لأخي جمال:

أنت كاتب ملهم أخي فلان و يكفي أن أقول لك بأن كلماتك

و خبراتك و أصالة قلمك قريبة جدا مني

أنت ببساطة تقرئنا أنفسنا و مشاعرنا و تواريخ عشنا كثيرا منها أو فصولا أشبه بفصولها

دمت مبدعا و متميزا

شريف

[فولان بن علان]

اخى فولان

لقلمك عبق مصرى اصيل

يكشف انه كم من جراح اندملت تخبئ جراحا أعمق

وكم من بشر كتب عليهم الشقاء والجهاد

ولكن تبقى القيمة المعنوية

أعظم وأرقى

لك تحيتى وتقديرى

لم أرى هذا التعليق إلا الآن

إنها فرصة لأبدي لك إلى أي مدى أنت وحشتني أخي العزيز

سلام عليك أينما كنت

[فولان بن علان]

شهيدان..

أحدهما يموت علي تراب الجبهة

و الآخر يموت ضحية للقمة العيش

وجرح يندمل.. و آخر ينزف

حلقات متراكبة لدورة حياة لا تنتهي

ولكن يبقي الطموح في غد أفضل سيد المشاعر.

و أنا أضم صوتي لأخي جمال:

أنت كاتب ملهم أخي فلان و يكفي أن أقول لك بأن كلماتك

و خبراتك و أصالة قلمك قريبة جدا مني

أنت ببساطة تقرئنا أنفسنا و مشاعرنا و تواريخ عشنا كثيرا منها أو فصولا أشبه بفصولها

دمت مبدعا و متميزا

شريف

لا ادري كيف اجتمعت هذه الكوكبةالجميلة يوما ما

ولا أستطيع تقبل غيابكم

دكتور شريف أنت وتوأمك دكتور جمال

لا أطال غيابكم