هل مستقبل مصر هو مع الطاقة الشمسية

[أحمد سيف]

هل تعلم أن 100000 كم مربع من مساحة الصحراء الأفريقية قادرة على تزويد العالم بأكمله بحاجته من الكهرباء باستخدام التقنيات الحالية لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية؟ هذا الرقم أوردته مجلة تايم الأمريكية في أحد الموضوعات بعددها الأخير، والموضوع كان يناقش كيفية سد حاجة القارة الأوروبية من الطاقة المستوردة من منطقة شمال أفريقيا.

هذا الرقم يعادل 10% فقط من مساحة مصر، الأمر الذي يبين لنا الثروة الهائلة التي تنعم بها بلادنا ويدعونا للتفكير في طرق لاستخدامها من أجل تحسين نوعية حياتنا

الفكرة بسيطة ومجربه ... مجموعة من المرايا تعكس أشعة الشمس وتركزها على مواسير تمر بها المياه التي تتحول الى بخار يشغل توربينات متصلة بمولدات كهربائية

التقنية اسمها CSP أي الطاقة الشمسية الحرارية المركزة ، وهي تستخدم على نطاق تجاري منذ ثمانينيات القرن الماضي لإنتاج الكهرباء في مناطق عديدة

بالطبع هناك تقنية أخرى لتوليد الكهرباء مباشرة من أشعة الشمس اسمها PV (فوتوفولتايك)، ولكن تقنية CSP لها مميزات تجعلها أكثر ملائمة لأوضاعنا منها:

- البساطة التقنية والقدرة على إنتاج المكونات محليا

- أكثر كفاءة وخصوصا في درجات الحرارة المرتفعة

- تكلفة توليد أقل لكل ميجاوات ساعة، ويمكن أن تنافس محطات التوليد العاملة بالمازوت في حالات معينة.

- بعكس الألواح الشمسية PV التي تولد تيار مستمر فإن هذه التقنية تعمل بنفس مبدأ المحطات الحالية (بخار يدور توربينات) وتولد تيار متردد شبيه بالذي نستخدمه حاليا

- البخار بعد مروره في التوربينات يمكن استخدامه لتحلية مياه البحر

- يمكن تخزين البخار أو الحرارة باستخدام أساليب غير مكلفة بالمقارنة مع الحاجة لبطاريات كبيرة في حالة ال PV

- التلوث الناتج عن هذه التقنية قليل جدا بالمقارنة مع الوسائل التقليدية لإنتاج الكهرباء

- أخيرا وليس آخرا فإن محطات توليد الكهرباء باستخدام هذه التقنية تكون عادة كبيرة الأمر الذي يجعلها ملائمة لشبكة النقل والتوزيع المركزية التي نستخدمها حاليا

منذ أيام قليلة حضرت معرض لتقنيات توليد الطاقة البديلة وشاهدت التطور الكبير الحاصل في هذا المجال وكيف أن هذه التقنيات تصبح أعلى كفاءة وأقل تكلفة بوتيرة سريعة،

لكن للأسف الشديد لم أجد شركة مصرية واحدة تعمل في هذا المجال، وحسب علمي أيضا فإن كليات الهندسة في مصر لا تولي الاهتمام المطلوب لتخريج مهندسين مؤهلين للعمل في مجال الطاقة البديلة، رغم أن العالم كله يتجه اليها خصوصا بعد وصول أوباما وفريقه الجديد الى السلطة في أمريكا

نحن الآن أحوج ما نكون للتركيز على تطوير هذه التقنية محليا واستغلالها لتنمية مجتمعات جديدة في مصر لتخفيف التكدس السكاني حول وادي النيل، والمكان الأمثل لذلك هو جنوب مصر لاسيما المناطق الساحلية الممتدة من حلايب وحتى السويس بالإضافة الي سيناء، وذلك لارتفاع نسبة الإشعاع الشمسي وتوفر مياه البحر، وذلك يمكن أن يحقق الفوائد التالية:

- توفير فرص عمل لأبناء جنوب مصر سواء في محطات توليد الكهرباء أو في المصانع التي ستنتج مكوناتها أو التي ستستخدم الطاقة الكهربائية المنتجه.

- تخفيف الضغط على مواردنا النفطية والغازية المتناقصة وتوفيرها للأجيال القادمة لاستخدامها في صناعات مفيدة بدل تصديرها أو إحراقها

- تحلية كميات كبيرة من المياه تكفي لسد حاجة المجتمعات المحلية وزيادة أعدادها بدل الاعتماد المفرط على مياه النيل

- في حالة وجود طاقة كهربائية فائضة يمكن بسهولة تصديرها الى دول أوروبا أو الدول المجاورة لتكون مصدرا إضافيا للدخل

- تخفيف التلوث الذي تتسبب به محطات توليد الكهرباء العاملة بالوقود الإحفوري

- وأخيرا إتاحة الفرصة للمصريين للتعامل مع التقنيات الحديثة في مجال الطاقة والتدرب على استخدامها حتى لا تظل مصر متخلفة عن العالم في هذا المجال

نحن لدينا كل ما يلزم لنكون دولة رائدة في مجال الطاقة النظيفة ويمكن أن نصبح من أغنى الدول في المنطقة إذا أحسنا استغلالها.

في انتظار آرائكم ومقترحاتكم

[م بـدران]

عرض وافي أستاذ/بشمهندس أحمد سيف

لقد قمت بوضع مشروع هنا من حوالي شهر وكان بعنوان

إنارة الطرق الصحراوي بالطاقة الشمسيه

وانا من المهتمين بشده لدخول مصر عصر الإعتماد على الطاقات البديله النظيفه وفتح مجالات البحوث العلميه في هذا الشأن

سواء على مستوى الجامعات ومراكز البحوث العلمية ..

وبالإضافه للتقنيات التي أسردتها مثل PV والـ CSP فهناك تقنيات جديده تعتمد على تقنية النانو تكنولوجي وستكون رخيصه

وسهل توفرها خلال الخمس سنوات القادمه واتمنى أن تدعم الشركات الإستثماريه مثل تلك الأبحاث ..

وشكرا على الموضوع