اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

قصة إستشهاد كساب وإبراهيم شراب أمام أعين والدهم


alsaher

Recommended Posts

في يوم السبت 17 يناير وفي ساعات الفجر

كنت قابعا أمام التلفاز أتابع مستجدات العدوان لحظة بلحظة , وممسكا بهاتفي

سمعت مناشده محمد شراب , يناشد على الجزيرة وعلى العربية وعلى القنوات أن إبنه مصاب ينزف منذ ساعات طويله

لا أدري لماذا لم يكن ببالي أنه جارنا محمد شراب

وأن إبنيه كساب وإبراهيم , هم نفسهم الذين شربنا الشاي سوية وضحكنا وتسامرنا يوما ما

حين وصلني الخبر اليقين , تذكرت صوت الأب الجريح الذي مات ألف مرة في تلك الليلة , تيقنت أنني لن أراهم مجددا , وانهم قضوا إلى ربهم شهداء بإذن الله

إليكم القصة بقلم الوالد الجريح نفسه , محمد شراب

بسم الله الرحمن الرحيم

الجمعة ...كما نعرف , بالنسبة للمسلمين هو يوم لله..بدأت أنا وأبنائي ...

كساب " خريج من كلية الهندسة, قسم العمارة بالجامعة الإسلامية" وإبراهيم " سنة أولى كلية التجارة بجامعة الأزهر" ، يوما جميلا دافئا.. استيقظت من النوم في الصباح كعادتي, قمت بالأعمال الضرورية ومن ثم استيقظ الأبناء, وكلفتهم ببعض الأمور مقررا أننا بإذن الله متوجهون إلى المدينة والعائلة, قبل انتهاء فترة وقف النار التي يعلمنا بها الجيش الإسرائيلي الذي كان قد اجتاح منطقة الفخاري والتي تقع مزرعتي الخاصة بأطرافها.

وقد كان, وبعد صلاة الظهر أخذنا من الطلبات ما يلزم للبيت وتحركنا بالسيارة, وعلى مبعدة 400" متر", اجتزنا طريقا مقطوعا بفعل مجنزرات وآليات ثقيلة, كانت قد طوقت المكان الليلة الماضية, وتمكنا بالرغم من الحفر من العبور على مسافة " 700 متر" أخرى, ووجدنا طريقا اجتازته الآليات الثقيلة وظاهر الأمر انه كان أكثر وعورة من الطريق السابق, ولكن كانت مركبتي"جيب لاند روفر" قد ساعدتني في اجتياز الطريق, فقد قلت لأولادي"سوف أعبر هذا المطب الذي يشبه الحاجز الترابي" وعقبت أيضا"أنا لا أقود سيارة سوبارو" وسميت الله مستعينا به.

كنت حريصا في الطريق أن أسير حسب الترتيب, أو هكذا شاءت الأقدار, من طريق مسجد العمور"الرضا", مرورا بالدوار"محول الكهرباء" متقدما بطريق مستقيم, على أن أعبر من طريق فرعي أو أحد الأزقة والتي أعرفها جيدا, فوجئت من منظر الأرض الخالي وأنا أنظر على يساري وإذ بساترين ترابيين, أحدهما ترقد بداخله دبابة ثقيلة! كانت مفاجأة غير متوقعة, رفعت يدي كالذي يريد أن يقول السلام عليكم, ولم يعترضوني, واصلت المسير 50 مترا أخرى, وإذا بطلقات من بنادق رشاشة تنطلق باتجاهي, قلت لأولادي على الفور "انحنوا إلى الأسفل", تواصل الضرب بالرصاص علينا, وكنت أظنه للتحذير, لكنني صعقت بمن ينادي : " إنزل يا بان الشر.......... " فقلت لأولادي : " انحنوا وانزلوا من السيارة وانبطحوا على الأرض" انحنيت إلى الأسفل..لم أر كساب وقد كان يجلس بجواري, لم أعرف كيف نزل..أو كيف تصرف! إنما إبراهيم وقد كان يجلس بالمقعد الخلفي فقد فتح الباب وهو سليم لم يصبه أذى, ونزل من السيارة , فإذا به يصرخ"أصبت" نظرت إليه حيث أصيب في ساقه أسفل الركبة, فقلت"بسيطة, إصابة غير قاتلة"

صرخ بي الجنود أن "إنزل من السيارة!!" واطلقوا الرصاص ناحية المركبة حيث كنت, بحيث لم استطع النزول من المركبة من شدة الرصاص شعرت بدم حار ينزف من يدي اليسرى, بحثت عن مكان الإصابة في ملابسي , وشعرت بها أعلى الذراع الأيسر فوق المرفق, قفزت من فوق المقعد المجاور, فتحت الباب, نزلت منه, وانبطحت, وكان اطلاق النار مازال مستمرا.

كان إبراهيم يصرخ " أصبت,إسعاف , أنا مصاب!! " سمعت الجندي يقول له

" اسكت أحسن ما أطخك!! "

قلت لإبراهيم أن يصمت, ويزحف نحو الجدار ومن ثم قال لي " يا أبويا اتصل بالإسعاف " فأجبته بأني لا أعرف الرقم, وعندما أخبرني بأنه "101" قلت له

" اتصل أنت فيدي مصابة " اتصل وصرخ عليه الجندي مرة أخرى " لاتتكلم وإلا أطخك!!إرم التيليفون " رمى إبراهيم التيليفون وجلس وهو ينزف..

صرخت..ناديت على الجنود "عندي مصاب بنزف, وأنا مصاب وأنزف, أحضروا لنا مسعف أو ضماد أو أي إسعاف " فقالوا " اسكت أو كلم أمبيولانص" اتصلت بالإسعاف الذي أخبرني بإنه لا يستطيع الحضور, ولكن الصليب الأحمر فقط هو الذي يستطيع ذلك من خلال التنسيق مع قيادة الجيش, التي ترفض الإذن لهم بالمرور.

الوقت يمر, وولدي ينزف, وكساب نائم على بطنه ولا ادري ما حاله حي هو او ميت, حاولت الزحف باتجاهه, فخاطبني احد الجنود بأن لا أتحرك وأطلق رصاصة تحذير.

كان إبراهيم ينزف, ولا إسعاف ولا مسعف يبدو قادما, وكان الجنود يحتلون منزلا يبعد عنا قرابة 40 متر على الأكثر, أراهم رأي العين ويروني, أسمعهم ويسمعوني , لذلك ناديت " الولد ينزف حرام عليكم ابعتوا مسعف يقدم له أي شيء " وفي الوقت ذاته اتصلت بالإسعاف أكثر من 20 مرة لدرجة أنهم قالوا ما باليد حيلة, سوف نحيل مسألتك إلى الإعلام, تقدم الوقت وأقترب الغروب, وبدأت أنا وولدي النازفين, _وكلانا ملقي على الأرض_ نستشعر برودة طقس يناير, أحسست وكأني في سباق مع الوقت وكان ولدي الصغير كل خمسة دقائق يناديني ويرجوني "اتصل يا والدي على 101" واتصل بناء على صرخاته ومناجاته ورجائه, ولا جدوى, فقد أفادوني بأنهم يقدرون صعوبة حالتي, وطلبوا مني أن أبقي هاتفي الخلوي مفتوحا, كي تتصل بي وسائل الإعلام والإذاعات المحلية كي أشرح الحالة وأوجه مناشدة, لعل الجميع يسمع ويتجاوب, حل الظلام ولا مجيب سوى رنات الهاتف من كل مكان,,من إذاعة محلية أو قناة فضائية, أو منظمة حقوقية, وجهات أخرى.

تجرأت وزحفت باتجاه ولدي الكبير عندما رأيت بعض القطط تحوم حوله, نهرني أحد الجنود ونادى علىً بلغة عربية " إرجع مكانك سوف أطخك " أجبت حينها

" أفعل وطخ إن شئت " وصلت إلى كساب حيث كان نائما ووجهه إلى الأرض, بحثت عن إصابته, وتأكدت حينها من موته وتصلب جسده, قلبته على ظهره وغطيت وجهه بالجاكيت الخاص به, كان ملقيا على بعد متر واحد من الجيب, قلت في نفسي " مات كساب وبقي إبراهيم أو عباس كما اعتدنا أن نناديه " عدت فسألني إبراهيم " كيف أخي كساب يا والدي هل ما زال حيا؟" فأجبته"استشهد كساب وبقي الدور علينا"

"راضي عنه يا ابويا " هكذا سألني ابني الصغير فأجبته " كيف لا أرضى على ولدي الميت الشهيد الذي قتله عدو الله ظلما " فعاد يطلب مني أن اتصل على 101 , فقلت له "سوف اطلبهم وتكلم أنت معهم لعلهم يهتمون" لكنه أخبرني بأنه غير قادر على الحديث, فاتصلت واتصلت واتصلت وكل مرة يخبرونني بأنها آخر مرة, قلت لهم "أنا استجدي بكم وأنتم لا تحترمون الإنسان ولا الإنسانية" كانوا يجيبون بلغة الضعيف والمستكين , ويقسمون الأيمان..لا أصدق أو أصدق فالأمر سيان, وهذا ابني الصغير يسألني"راضي يا ابويا عني" ويعود فيسألني مرة أخرى"راضي يا ابويا عني" وأجيبه ذات الإجابة.

"أنا أشعر بالبرد, والظلام خيم واحنا بالشارع, وانا مصاب وأنت مصاب"يقول ولدي"أشعر بقرب النهاية" وقلت له"لا يا ولدي الساق وأسفل الركبة ليست إصابة قاتلة" فسألني عن إصابتي وأجبته بأني في أحسن حال بدليل أني معك حتى الآن.

كنت اسأله إذا كان يشعر بالبرد بين الفينة والأخرى وأجابني بأن نعم , فألبسته الجاكيت الملوث بدمائي, وأسندت ظهري إلى الحائط, ومدددت قدماي ووضعت رأسه على فخذي كي يكون أقرب مني ويستشعر بعض الدفيء, لكنه كان ينفض عندما قال لي" يا والدي أنت من البرد أكثر..خذني إلى الجيب ربما أشعر ببعض الدفيء بداخله" كنا أمام مقدمة السيارة الملتصقة بالجدار الاسمنتي, قلت له"قف على ساقك السليمة وسوف أساعدك" وما كدنا نتحرك حتى صاح بنا أحد الجنود"ابتعد سوف اطلق عليك النار"ولم اعره اهتماما هذه المرة , صرخت بكل اللغات التي أعرفها"ائتوني بمسعف,ائتوني بطابية, ائتوني بما اربط به ساق الجريح, ائتوني يا متحضرون بأي مساعدة" وتلقيت إجابة واحدة"إطلب الأمبيولانص" شعرت وكأن هذا إذن باستخدام هاتفي الخليوي,

عم الظلام وازداد البرد, وكنت أعاني من شدة هذا البرد, وكان ولدي جسده يهتز وينتفض من شدة البرد والنزيف, كنت أصغي إلى أصوات أي آلية ولم أكن أسمع سوى أصوات جنازير الدبابات, أو البلدزورات التي تهدم بيوت الناس وأشجارهم في المنطقة, ألقيت بكيس الغسيل الغير نظيف إلى ولدي وقلت له"توسد هذا يا ولدي" وكنت قد أخرجت بعض الملابس أدثر جسده وساقه بها , كنت انا وهو بداخل السيارة, حيث كنت بالمقعد الخلفي وهو بالمقعد الأمامي, أسندت رأسي على مقعده ويداي تربتان على ظهره, وأفرك بأصابعي على جسده المرتعش, كنت أسأله كل خمس دقائق "هل تشكو من برد أو ألم" وما كان يجيبني إلا"إطلب الإسعاف أو 101"

كنت في حالة سيئة, ولم أكن للحظة أخشى على نفسي, على الرغم من إصابتي وشعوري بالدم النازف وقد بلل كامل ما ألبس حتى بدا يسيل من كف اليد, كل ذلك سواء لزوجة الدم السائل أو المتجلط لم يسببا لي أي خوف على نفسي, كنت متاكدا أنني سوف ......... ولدي الذي مازلت أتلمسه وأكلمه , ولم أكن أعرف مدى خطورة إصابته والذي كنت أعرفه أنها أسفل الركبة وهي أيضا ليست بالإصابة القاتلة.

بحلول الساعة الثامنة تلقيت اتصالات من إذاعات محلية, وجهات ادعت أنها من أجل حقوق الإنسان, وكان ندائي للجميع"انقذونا نحن خلف موقع دبابات وأمامي مجموعة من القناصين, بإمكانهم تقديم العون لنا, ولكنهم لم يقدموا لنا سوى القتل والرعب, ومناشدتي لكل من خاطبني بالهاتف,,,المساعدة في نقل الجريح النازف, ناشدتهم...ربما خلال ساعة أو أقل لن تكونوا قادرين على مخاطبتي لأني لن أكون حيا...

بدأت يدي ترتعش وشعرت بالخدر في يدي اليسرى في أطراف الكف والأصابع, وجاءتني الاتصالات,, نحن إذاعة كذا وإذاعة كذا , وأنا من المؤسسة , وأنا من الجهة.., وسوف تتحدث الآن مباشرة إلى محطة تمكنك من توجيه نداء, وسوف,,وسوف,,تعبت!!أريد قبل فوات الأوان مسعفين ولا شيء سوى ذلك.

جاءت الساعة العاشرة,,الليل والبرد , والميت الملقى في الشارع, والجريح النازف, وأنا واليهودي المتحرش والمتحفز على بندقيته الجاهزة للإجهاز على الأحياء في أي لحظة او عندما يريد أن يشبع غريزته في القتل , أعرف ذلك وصرخت بهم"الموت الآن أصبح الراحة الكبرى" ناديت وبصوت حزين مرتجف ومسموع " يا تساهال إذا كنتم متحضرون او من فصيلة أبناء آدم أو أحفاد إبراهيم ..إن إبراهيم ولدي يموت وقتلتم ولدي كساب , وأمري مرهون بأيديكم إما أن تفعلوا شيئا أو أريحونا" وكنت أسمع إجابة واحدة " خلي الأمبيولانص تجي تاخدكم"

لقد أيقنت أن النهاية قد اقتربت, وهاتفي الذي اتصل به أو أجيب به على الإتصالات فرغت بطاريته وقد تقطعت بي أسباب التواصل, كنت قد قلت أثناء مكالمتي للجهات الحقوقية أو التي اهتمت بالأمر بعد ان ابلغوا من قبل الإسعاف"بيني وبين أكبر مستشفى في قطاع غزة أقل من 1000 متر أي كيلو متر واحد وجبروت الجنود وجبروت اسرائيل يأبى إلا القتل العمد...."

مع انتصاف الليل اتصلت بي قناة الجزيرة من الدوحة وطلبوا مني توجيه مناشدتي, كان إبراهيم يتنفس في هذه الأثناء, وعندما انهيت مناشدتي لم أعد أسمع صوت تنفسه, ظننت انه قد غفى أو نام, وناديت عليه اسأله كالعادة إن كان يشعر بالبرد!!ولم يجب..وضعت يدي على جبهته وكانت دافئة,,ومن ثم وضعت كفي بمواجهة فمه ولم أشعر بنفسه , وكانت منطقة,,,,, باردة, أيقنت أنه قضى..ذهب إبراهيم..ذهب عباس يا ولداه ...ذهب الاثنان ..الأول ملقي في الطريق والثاني على مقعد السيارة الأمامي ,

اتصل بي كثير من الأفراد والإذاعات والمؤسسات , فقلت لهم جميعا " أنا وما أنا بخير من أبناء, إن حقوقنا للانسان هنا غير موجودة, البرد سوف أموت من البرد وما عاد يهمني الموت في حد ذاته لأنني لست أفضل من أبنائي الذين ماتوا أمامي , إن الألم الذي أعانيه أقسى من الموت بحد ذاته..أموت وأستريح"

صرخت في الجنود, وكانوا قد نزلوا من المنزل الذي يحتلونه , كانوا قرابة الثلاثين جندي بكامل عتادهم, غابوا حوالي الساعة وعادوا , ومن ثم صرخت

" لماذا تبقون عليً؟؟أجهزوا علي, أريحوني هيا, مجرد طلقة لن تكلفكم سوى ضغطة واحدة على الزناد..إفعلها يا جبان " لم يعرني أحدهم اهتماما, ولم يعد يعنيهم ما أقول وقد فعلوا ما فعلوا وعلى مرأى منهم جثث أبنائي, فأيقنوا أنهم قد حققوا الهدف..قتلوا أبنائي!!قتلوا الشباب..قتلوا الوطن..

أعود للمشهد .. في تلك الساعات ربما الأولى من صباح السبت 17/1/ 2009م لم أعد أطلب المسعفين ولم أعد أتعجل( 101 ) أو غيره.

بل كنت أتعجل اللحاق بأولادي سواء بسبب النزف أو بسبب أو من البرد، لست أكرم ولا أخير من أولادي وما عدت أتصل بأحد ولكني كنت فقط مستقبل وأجيب على الذين يتصلون بي لا أريد إسعاف كنت أنادي لا أريد إسعافات أريد فقط نقل جثث الموتى أريد فقط القصاص من الذين قتلوا أبنائي.

ظلام كبير كنت أقول حقا وأعرف أنه لا مقدم ولا مؤخر إنما لأنني ربما كنت أهذي ، فلا عتب على من فقد ولديه بين يديه، جلست مع نفسي أسند رأسي على ظهر المقعد الذي أجلست عليه ولدي إبراهيم أنادي على إبراهيم وإبراهيم لا يجيب أعلم انه لن يجيب أعلم أن إبراهيم ذهب ولن يعود، إذن وحيث ما زلت لم أغِب عن الوعي رأيت أن الأفضل أن أرتب الخطوات وكيف حصل ما حصل قلت:

1-خرجت في وقت أعلن فيه أن هدنة ووقف لإطلاق النار .

2-كنت في سيارة مدنية ركابها من المدنيين .

3-كنت أقود بسرعة لا تتعدى 30 كلم/ساعة .

4-مررت عن موقع ترقد فيه دبابة ولم يطلب مني العودة أو تعترضني .

5-على مبعدة بسيطة من موقع الدبابة أطلقت نحوي في ضرب مركز ومباشر بداية نحو السائق ولم أفطن إلى أن ما يطلق عليَّ هو الرصاص إلا بعد أن اخترقت رصاصات الزجاج .

6-طلبت من أبنائي الانحناء للأسف واستمر الضرب من أعلى من على سقف السيارة وباتجاه الركاب الغرض هو القتل وإذن .

7-طلبت الجنود الذين كانوا يضربون النار من أكثر من موقع من على الأرض ومن شبابيك الطابق فوق الأرضي ومن على السطح ومن أكثر من اتجاه طلب الجنود منا وبلغة عربية مكسرة أن ننزل من السيارة مع السباب الفاحش .

8-استمر الضرب على من نزل من السيارة وضرب مباشرة من الصدر ولدي كساب طالما نزل .

9-الأهم أننا لم نُنذَر ولم نُحذّر أعني" أن يقول لنا أحدهم ممنوع ".. أو يطلق على العجلات بعض الطلقات لإيقاف السيارة أو في الهواء لنعرف أن هناك منع للمرور في شارع عمومي مسفلت ونعبر من الشوارع الرئيسية الموجودة في المنطقة .

10-كان الضرب الناري بقصد القتل والدليل أن عدد الطلقات التي وجهت إلى السائق عبر الزجاج الأمامي عددها يزيد على العشرين رصاصة والتي أطلقت من مستوى أعلى من مكان الضرب إلى سقف السيارة .

11-السائق وهو أبو الشباب أصيب إصابة سطحية والأبناء قتلوا , ولم يتوقف الضرب إلا بعد أن أيقنوا أنهم قتلوا واحداً على الفور وأصابوا الآخر والسائق معاً .

12-وَرَدني من خلال أحد الشهود الذين كانوا محتجَزين في البيت الذي كان الجيش الإسرائيلي ينصب فيه كميناً أنه فهم لغة الضابط "العبرية " أثناء حديثه مع الجنود أنهم يعرفون أنها سيارة مدنية ومع ذلك صدر الأمر من الضابط إلى الجنود بتصفية ركاب السيارة .

13-كان بالوحدة المتخفية داخل البيت طبيبان طلبا من الضابط أن يسعفا المصابين إلا أن الضابط رفض بدعوى أنهم لا يريدون أن يتحملوا المسؤولية حين يُكتشف أن الأمر لا يتعلق بمحاربين إنما قتل للمدنيين و ذلك يسبب حرجاً لمؤسستهم الحضارية.

- الضابط قال للطبيب: دعهم ما داموا غير مسلحين وسوف نبرر ما فعلنا بأننا نجهل الأمر.

... من أين لي هذه المعلومات الأخيرة

- ليقرأ كل من يعنيه الأمر.

كان العامل الذي يعمل عندي أحد المحتجزين تحفظيا كرهائن في المنزل الذي يحتمي به الجنود ضمن حوالي 40 شخص من رجل وامرأة محصورون في غرفة واحدة وكان من بين المحجوزين شخص (أعرف اسمه) ويفهم العبرية و هو الشاهد الذي سبق الحديث عنه و هو نفسه الذي أخبر العامل بما جرى من حديث ، ثم نقل لي العامل مجريات الحوار بين الأطباء والضابط لاحقا عندما أُخلي سبيله.

لقد نُقل إليّ أن الضابط رفض القيام بأية عملية إسعاف، لعدم الرغبة في تحمل المسؤولية حالما تُكتشف أن المسألة ليست عملية ضمن عمليات الحروب.

الأهم – القيادة العسكرية في إسرائيل؛ لماذا رفضت التصريح أو عمل تنسيق عبر الصليب الأحمر لأية إسعافات منذ الساعات الأولى بنقل المصابين.

وقد كان الجيش الإسرائيلي من خلال الاتصالات والمناشدات يعلم و يرى ويشاهد كل شيء، ذلك هو السؤال، ذلك هو مفتاح الحل إذا ما رغب أحد في الدنيا كلها بالحل ...

مجريات هذه الأحداث جرت ما بين الساعة الواحدة ظهرا يوم الجمعة 16 يناير 2009 ، حتى وصول سيارة الإسعاف في اليوم التالي السبت الساعة الحادية عشر صباحا.

تم تعديل بواسطة alsaher

رباه إن لم اكن أهلا لبلوغ رحمتك *** فإن رحمتك أهلا لتبلغني

لأنها وسعت كلّ شيء

رابط هذا التعليق
شارك

هم يقتلونا لنذهب الي الجنة شهداء و نحن نقتلهم ليذهبوا الي النار (مغضوبا عليهم) !!!

هل نتساوي بهم ؟؟

الحمد لله رب العالمين علي نعمة الاسلام و يا رب تقبل شهدائنا و طوبى لهم رحمة الله و النجاة من عذاب القبر .

تم تعديل بواسطة Amr Radwan

"إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ"

قال صلى الله عليه وسلم : من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر عن معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ... رواه مسلم

رابط هذا التعليق
شارك

يعتصرني الالم امام ماحدث من اهوال في غزة ..يعتصرني الوجع امام العجز عن رد الفعل و الانتقام لكل شهيد من هؤلاء المجرمين وتفقد كل كلمة معناها ما لم يشعر كل مجرم من هؤلاء الخنازير والقردة بجبروت الالم فيألم كما نألم و يقتل كما نقتل و يعذب كما نعذب ...يا رجال المقاومة ويا ايها المرابطون عند القدس الشريف ..نعرف انكم ستنتقمون عاجلا ام اجلا فلا تأخذكم رأفة ولا رحمة بكل خنزير منهم ..اقتلوهم اطعنوهم.. فجروهم .انسفوهم حيثما تمكنتم من الوصول اليهم ..في كل مكان و في كل زمان اذا قابلك صهيوني قرد لا تأ خذك الرأفة به اطعنه ...اقتله ...

تم تعديل بواسطة نصير
رابط هذا التعليق
شارك

سأخرج عن الموضوع قليلاً ليت كل من له أب أو أم أن يقبل يديه الآن.

يال لهذا الرجل الجبل والله أني لأشفق عليه.

ضاع أملي حياته أمام عينيه عزائنا ان يتقبلهما الله من الشهداء ويشفعون له ولأسرته.

اللهم آمين.

تم تعديل بواسطة الجدار

gilmour.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

لا أجد أي كلمات أقولها تعبر عن ألمي لما أصابه..وحزني على ولديه..و غضبي من الصهاينة..وحنقي على حكامنا وقادة العالم..وجنوني من عجزنا...

اللهم احشرنا معهم.. مع الشهداء..

أكتفي بهذا القدر..

رابط هذا التعليق
شارك

حكايا كهذه مازلت أجدنى أتسمر عندها أكثر من قراءة صفحات التاريخ فى الكتب .

هنا هو التاريخ ..

هنا ذات الحكايه تتكرر على مدار التاريخ .

هنا حكايات الشهداء وصفات العدو ..

هنا فى هذه القصة وسواها أقرأ التاريخ حيا .. بأحداث دافئة دفء دم الشهداء.

هو الغضب .. ومن منا لن يشعره.

هو الم يعتصر القلب ويسحقه بجنون وانت مجرد قارئ لواحده .. واحده فقط من حكايات ومجازر من هذا النوع الهمجى اللآدمى.

للشهداء بأذن الله جنه الخلد.

وللوالد والأهل الصبر والسلوان .. ولا عزاء يمكن ان يخفف لوعة قلوبهم المحترقه مما حدث .

اللهم صبر اخواننا فى غزة على مُصابهم .. اسكن شهدائهم جنه عرضها السموات والأرض .. ابدلهم دار خير ا من ديار الدنيا.

لولا

طائره ورقيه

رياح شديده

خيط قصير

الطائره ليست بين السماء ولا الأرض

..هذه انا!!

لولا

رابط هذا التعليق
شارك

حسبنا الله ونعم الوكيل

أقول للوالد :

لا تحزن هم أحسن حالا منا بفضل الله

(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ)

أما الجبناء المجرمين فحالهم لا يكون بحال إن شاء الله

{وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء }

صبرا أهل غزة

عسى الكرب الذي أمسيتم فيه أن يكون وراءه فرج قريب

هل يمكن أن أكتب كلاما مثاليا 

أو أن اصل لمثالية كلامي 

ولا يوجد كلام مثالي 

ولا مثالية لمتكلم

 

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 شهور...

اللهم أرنا الحق حقا و ارزقنا اتباعه

و أرنا الباطل باطلا و ارزقنا اجتنابه

آمين آمين آمين

رابط هذا التعليق
شارك

يا أمى الحنونه يا امي لا تبكي علينا لازم نتحمل يا أمي الله بالعونا

مهمـــــاطـــــــــــــــال الزمـــــــن و دار و عنـــي قالـــوا غـــريب الـــدار

شــــــدة و لازم بـكـــــــــرة تـــــــــــزول و بعـــده بيطلـــع ألــــف نهـــار

لا بـــــد الغــــــــــايب مــــــا يعـــــــــود و الأرض تــــــــــــزهر نــــــــــوار

بالــــــــدم نضحــــــــي وبنجـــــــــــود و مـــا نفــــرط بتـــرابه يا أمــي

مـــع الــــــــريح الطــــــــاير نمشـــــي نمشي ونتسابق على الموت

و للشهـــــــادة نظــــــــل نغنـــــــــــي و بالبـــــــارود نـــدب الصـــــوت

يــــا وطـــــــــن فيــــــك تولعنــــــــــــــا و تشهـــــد الحجـــارة و البيوت

بتــــــــــــــــرابك والله انــــزرعنـــــــــــــا و ميـــن اللـــي يفرقنــا يا أمي

يا أمــي اشتـــــدي و لا تهـــــــــــوني هـــــذا هــوقـــــدر الأحــــــــرار

مــن لـــــــــــــحمـــي ومــن دم ولادي ومــن عظمــي بتشـــب النــار

لا بـــــد تــــــــــذوب الزنزانــــــــــــــــــ ة و يكبـــر فيهـــــا شجـــــر الغــار

و الأرض تزغـــــــــــــرد فرحــــــــــــــانة تتـــلاقى بعشاقهــــــا يا أمــي

يا أمي

http://www.youtube.com/watch?v=TouM7GmFCxI

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 شهور...

أخ لو تعرفوا كساب عن قرب لتبكوا كما ابكي أنا الان وكما بكيته رحمك الله يا كساب كنت نموذج للشاب الخلوق المعطاء

رحمك الله يا يعرب يا نبراس وهي اسماءك التي كنت تحبها .

هل بعد هذا الجرم جرم

http://palmoon.freeweb7.com/index4.php

وهل الحقيقة تخفى

http://palmoon.freeweb7.com

id1.jpg

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...