اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

عامان على مجزرة القادة الكبار في نابلس


Recommended Posts

استشهد الجمالان فقال الشعب

(خيارنا المقاومة و لن يفلت من ردّ القسام الجبناء)

jamal.m.jpg

نابلس - تقرير خاص :

أسماءٌ نقشها التاريخ في صفحات المجد المكتوب بالمداد القاني ، و رسمتها الذاكرة بصورة وجعٍ عمره عامان لتحفظها الأجيال في ذاكرتها التي ما زالت تستوعب قصص الوفاء للأرض و الشهداء ، و تورثها مع الحقد الذي يرضعه الأطفال من الثكالى على الغاصبين جيلاً بعد جيل .. في انتظار اليوم الذي يزيلون فيه رجساً يدعى (إسرائيل) .

"جمال سليم ، جمال منصور ، عمر منصور ، محمد البيشاوي ، فهيم دوابشة ، عثمان قطناني ، صلاح دروزة ، أشرف و بلال أبو خضر" ... أسماء تتوشّح ثياب العز التي لا ينسجها الرصاص و تكتحل من سمرة الأرض المجبولة برائحة البارود منذ حمل عز الدين القسام البندقية و أطلق صرخته في أحراش يعبد صائحاً : "موتوا شهداء" .

الثلاثاء الحمراء :

ما كان الشهيدان جمال منصور و جمال سليم يعلمان أثناء إعدادهم لمؤتمر صحافي يوم الثلاثاء 31/7/2003 أن التاريخ سيعود في لحظات لأكثر من ستة عقود إلى نفس اليوم الذي سقط فيه الشهداء محمد جمجوم و فؤاد حجازي و عطا الزير في توافق غريب يشير إلى امتداد التضحية أعواماً طويلة كلما سقط فيها شهيد ولد مجاهد جديد و الثابت الوحيد أن المقاومة تستمر و تتواصل و تتغذّى بالدماء حتى يرحل الغاصبون .

ففي تمام الساعة (1.45) من ذلك اليوم كان مدير المركز الفلسطيني للدراسات و الإعلام (فهيم دوابشة) قد فرغ من إعداد مستلزمات المؤتمر الصحافي الذي عقده الشهيدان سليم و منصور في المركز للإدلاء بتصريحات تتعلّق بموقف القادة السياسيين في حماس من اعتقال السلطة الفلسطينية للعميل المدبر لجريمة اغتيال الشهيد صلاح الدين دروزة قبل أسبوع واحد .

و خلال تلك اللحظات كان الصحافيان الحران محمد البيشاوي و عثمان قطناني أول الواصلين لحضور المؤتمر و اجتمع شمل الخمسة مع الحارس الأمين للشيخين عمر منصور في مكتب أبي بكر ، ستة رجال التقوا و هم يعلمون أن للحرية ثمن و أن الجهاد بذرة تروى بدماء الشهداء ، التقى القادة السياسيين مع الأحرار الصحافيين في وقتٍ كانت فيه منظومة أخرى تستعد لتنفيذ جريمة تستهدفهم ، منظومة من مثلث حاقد يقبع في زواياه الثلاث عملاء مجرمون ، و أباتشي صليبية أمريكية و وحدة إرهاب صهيونية أطلقت صواريخ حقدها تجاه المكتب لترتفع أرواح الشهداء الستة إلى بارئها مع طائرين من طيور الجنة (أشرف و بلال أبو خضر) الذين سقطا بذنبٍ اقترفاه حين كانا يتمشيان قرب المركز فطالتهما الشظايا و فتّتت أجسادهم الغضّة .

و مع إصابة هذه الصواريخ أجساد القادة "الجمالين" و من معهما و إزهاقها أرواح المجاهدين الستة كانت هذه الصواريخ تهزّ كيان كلّ فلسطيني في الوطن و الشتات ، لم تخسر (حماس) قادتها بل فقد الشعب الفلسطيني رموزاً كبيرة طالما أحبّها و ساندها و آزرها و هي تنتقل من محنة لأخرى بين سجن و إبعاد عدوّ حاقد و ظلم و اضطهاد قريبٍ جاهل في سبيل الحفاظ على ثوابت باتت لدى الفلسطيني أغلى من الدم و أقدس من الروح .

و ما إن انتشر نبأ قصف المركز حتى اندفع المواطنون و أهالي نابلس من كل حدبٍ و صوب ليضج المشهد بآلاف الباكين في لحظات مع خروج بقايا كلّ شهيد تناثرت معالم جسده تناثراً ، و تعالت الأصوات بالتكبير و صيحات تطالب بالانتقام و قبضات ترتفع لتعلن البقاء على عهد الشهداء .

و في اليوم التالي كانت زفة الشهادة التي خرجت فيها نابلس عن بكرة أبيها مع من استطاع الحضور من المناطق الأخرى رغم الحصار و انطلقت أمواج البشر من أمام مستشفى رفيديا بعد أن دقّت الساعة دقات عشر في مسيرة تذكّر بالفتح الأكبر ، و تدافع الناس لحمل بقايا و أشلاء الشهداء و اختلطت الرايات الراسخة في الأرض بظلال البنادق التي حجبت شمس السماء لتبقى تحت ظلال السيوف ينعم في مقامها الشهداء .

و إلى الأرض الأمينة التي لا تعرف الخور و الهزيمة أسلمت الألوف جثامين الشهداء ، ليحتضنهم التراب كما احتضنوه أعواماً و أعواماً .. نفس التراب الذي لا زال يلفظ بذور الهزيمة و يرفض أن يُسقى إلاّ بدماء الشهداء ، أسلمتهم الألوف للتراب الذي لا يغلق حكاية من عاش لأجله بل يفتح سيرة حياتهم ليقرأها الأحياء .

صلاح الدين دروزة ... بدمائه فتح الطريق :

ولد الشهيد صلاح الدين نور رضا الدين بتاريخ 28/5/1964 في مدينة نابلس لأسرة معروفة بالتديّن و التقى و الصلاح ، فوالده نور الدين دروزة هو أحد الوجوه الإسلامية المعروفة في نابلس و أحد الدعاة الذين اشتعل الرأس فيهم شيباً لهموم الأمة و معاناتها ، و ما إن أنهى صلاح دراسته في مدارس نابلس حتى التحق بكلية العلوم و التكنولوجيا (أبو ديس) في جامعة القدس لدراسة علم الأحياء و هناك أسس في العام 1984 الكتلة الإسلامية و كان أميرها ، و بعد تخرّجه في العام 1986 تزوّج صلاح الدين من مقدسية و رزق منها بستة أبناء هم : إباء و نور الدين و آلاء و عز الدين و أسماء و محيي الدين .

بدأت رحلة الشهيد صلاح مع الاحتلال في العام 1989 حين اعتقل إدارياً في سجن النقب ، ثم في العام 1990 حين اعتقل و تنقّل بين عدة سجون صهيونية قبل أن يبعد مع 415 قائداً في حماس و الجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور في جنوب لبنان بعد الضربات المؤلمة المتوالية التي وجّهتها كتائب الشهيد عز الدين القسام للصهاينة و على رأسها اختطاف الجندي (نسيم طوليدانو) و تصفيته نتيجة تعنّت الصهاينة و رفضهم إطلاق سراح أسرى فلسطينيين مقابل إخلاء سبيله .

و بعد عودة أبي النور من مرج الزهور اعتقل في العام 1994 لـ (27) شهراً بتهمة عضويته في الخلية القسامية التي اختطفت الجندي الصهيوني (نخشون فاكسمان) لنفس الغرض .

و خلال مسيرته الاعتقالية عرف أبو النور بسيرةٍ اعتقالية مشرّفة فقد كان ممثلاً للأسرى أمام إدارات السجون و ذا مواقف صلبة يسعى دوماً لانتزاع الإنجازات و تحصيل المكاسب للحركة الاعتقالية ساعده في ذلك إيمانه العميق بقضيته و قضية الأسرى و قوة الشخصية التي كان يمتلك و إتقانه الشديد للغة العبرية ، كما عرف بتحدّيه للسجانين في أقبية التحقيق و عناده الشديد أمام أساليب بطشهم و إغرائهم على السواء .

و في مرحلة أوسلو اعتقل أبو النور في سجون السلطة الفلسطينية مرتين ، و رغم قيامه بدور كبير و مميز في العمل الميداني و الجهادي في الانتفاضة الأولى و الثانية ، كان صلاح من الوجوه السياسية المعروفة في حماس ، فكان ممثل الحركة في لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة نابلس ، و عرف بمواقفه التوفيقية و التجميعية مما جعله محل إجماع و قبول من الجميع .

و في ذروة عنفوانه و عمله الجهادي و بتاريخ 25/7/2001 هاجمت طائرات الأباتشي الصهيونية سيارة الشهيد صلاح و أطلقت خمسة صواريخ باتجاهها لتتركه أشلاء ، حيث يقول والده إن جثة الشهيد صلاح قد تمزّقت و لم يبقَ منها إلا قدميه و حذاؤ .

رحل صلاح ، و خرجت في وداعه الألوف ، و حمله أبطال القسام على الأكتاف في إحدى أكبر مظاهر الغضب في عاصمة جبل النار و قبل أن يضم إلى التراب تعاقب على وداعه من طلبوا اللحاق به بصدق و كانت العبرات تختنق في حناجر المجتمعين و هم يستمعون إلى دعاء الشيخ جمال منصور بأن يكتب الله لجسده بكلّ ذرة فيه من الشهادة نصيب .

و لم تكتمل حكاية الشهيد صلاح باستشهاده و رحيله عن الحياة ، فبعد أقل من عام على ذلك الرحيل و بتاريخ 30/6/2002 كانت عائلة دروزة على موعد مع وداعٍ جديد و فراق فارس جديد و قائد قسامي طالما أبلى في ميدان البطولة والشرف خير بلاء ، فقد زفّت إليهم الأنباء في ذلك اليوم استشهاد ابنهم الثاني "عماد الدين دروزة" برفقة صديقه و رفيق دربه مهندس القسام الرابع و رجل عمليات الرد الأول "مهند الطاهر" خلال اشتباك مسلح في منطقة المساكن الشعبية شرق نابلس .

و لا تتوقف تضحية آل دروزة عند ذلك الحد ، إذ أن للشهيدين صلاح و عماد شقيقان آخران هما ضياء الدين و يمضي الآن حكماً بالسجن مدة خمسة أعوام بتهمة عضويته في كتائب الشهيد عز الدين القسام أيضاً و الرابع بهاء الدين الذي مازال يعاني من تمديد اعتقاله إدارياً لأكثر من عام .

الشهيد القائد الشيخ جمال سليم الداموني ... كل الناس يموتون و قلةٌ منهم يستشهدون :[/color]

كان يعشق الجهاد فكنّى نفسه أبا مجاهد ، و عشق الشهادة فكتب رسالة الماجستير عن أحكام الشهيد . ولد الشهيد الشيخ القائد السياسي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" جمال سليم أحمد إبراهيم الداموني في نابلس بتاريخ 2/2/1958 لأسرة تنحدر من قرية الدامون قرب عكا ، فلم يكن غريباً أن يحمل في قلبه همّ اللاجئين و في عنقه أمانة الدفاع عن قضيتهم و أرضهم و في روحه حب فلسطين التاريخية التي لا تعترف بقرارات التقسيم و في جيبه مفاتيح البيت الذي لم يزره قط .

و كبقية اللاجئين الفلسطينيين درس الشيخ جمال سليم في مدارس وكالة الغوث في نابلس ثم التحق بالجامعة الأردنية و تخرّج منها حاملاً لشهادة البكالوريوس في أصول الدين من كلية الشريعة حيث تتلمذ على أيدي علماءٍ أفاضل و أعلامٍ كبار من الدعاة العاملين العالمين المخلصين و الشهداء أمثال د. عبد الله عزام و مصطفى الزرقا و أحمد نوفل .

عاد الشيخ جمال سليم إلى وطنه فلسطين بعد تخرّجه و تزوّج في نفس العام من ابنة خاله و رزق منها بستة أبناء هم : مجاهد و آيات و معتصم و ضحى و صالح و محمد .

و للشهيد الشيخ جمال سليم بصمات و آثار واضحة المعالم على العمل الإسلامي في فلسطين ، فبعد عودته إلى أرض الوطن عمل في مجالات الدعوة و الإرشاد و الإصلاح و التوعية و التوجيه ، فكان من الأعضاء المؤسسين لرابطة علماء فلسطين التي جهرت بالصواب عند طوفان الباطل و حملت على عاتقها مقاومة الظلم و الطغيان بنشر العلم و الفضيلة و الإيمان إضافة إلى كونه أمين سر لجنة التوعية الإسلامية و له فضل كبير في تربية الأجيال التربية الإيمانية السليمة من خلال عمله كمدرس في المدرسة الإسلامية و نائباً لرئيسها .

و كان الشيخ أحد الوعّاظ الناشطين و المفكّرين السياسيين البارزين على مستوى الضفة الغبية و هو الناطق الإعلامي لوفد حماس في حوار القاهرة مع السلطة الفلسطينية في العام 1996 إضافة إلى كونه ممثلها في الكثير من اللقاءات و ورش العمل الوطني و المحاضرات و الندوات السياسية ، كما كان له دور بارز كمنسق لعمل لجنة التنسيق الفصائلي في نابلس .

بدأت رحلة الشهيد مع أذى المحتل في فترة مبكرة حيث اعتقل لأول مرة في سجون الصهاينة في العام 1975 لمدة (9) أشهر . و مع اندلاع الانتفاضة المباركة الأولى كان أبو مجاهد أحد قادتها و موجهّيها ضمن أعضاء مكتب الشمال حيث اعتقل لمدة (6) أشهر في العام 1989 و (9) أشهر في العام 1990 قبل أن يبعده الصهاينة إلى مرج الزهور في العام 1992 . و بعد رحلة الإبعاد اعتقل أبو مجاهد مجدّداً لدى الصهاينة في العام 1994 لمدة (5) أشهر كما اعتقل في سجون السلطة لشهرين نهاية العام 1995 .

عرف الشهيد جمال سليم بتواضعه و بساطة تعامله مع الناس الذين كان يحب تيسير الأمور عليهم ، و التحق بجامعة النجاح الوطنية ببرنامج الدراسات العليا في الشريعة الإسلامية حيث تخرّج منها في العام 1996 و كانت رسالته بعنوان أحكام الشهيد .

قال في وداع أخيه و رفيق دربه الشهيد صلاح دروزة : "كيفَ لميتٍ مثْلي أن يبكي حياً مثلك" ، فكانت له الحياة الحقيقية في ثوب الشهادة حين رحل مع من أحب في مجزرة الكبار في نابلس بعد أقل من أسبوع على رحيل القائد صلاح دروزة .

و لنترك أم مجاهد لتحدّثنا عن رحلة إبعاد الشيخ جمال سليم إلى مرج الزهور و هي تقول : "ليس هناك أصعب من أن يقتلع الإنسان من بين أهله و من وطنه ، و الموت أسهل عليه من البعد عنه" ، و تضيف : "لقد حدّد المبعدون موقفهم منذ أن استقروا في الخيام و اختاروا الصمود و الثبات بعد التوكل على الله كسبيلٍ للعودة" .

و ترد أم مجاهد سبب الإبعاد إلى إيمان المبعدين و رباطهم و هي تقول : "الثمن الذي يدفعه كلّ إنسان مسلم ضريبة التزامه بتعاليم دينه ، و هم قد قهروا المحتلين بصبرهم و ثباتهم و قد نقلوا للعالم صورة مشرقة عن الشعب المسلم في فلسطين إذ رغم معاناتهم و صعوبة ظروفهم أنشأوا دويلة قائمة على الحب و التعاون و المؤاخاة فمنهم الطبيب و منهم المعلم و منهم المهندس و لم يشغلهم ذلك عن التفكير في العودة إلى أرض الوطن و القيام بكلّ ما يمكن فعله لذلك كانت المسيرات مثل مسيرة الأكفان و مسيرة الاعتصام و أكملوا دراستهم و أتموا حفظ القرآن و كانوا بصمودهم و ثباتهم مثالاً رائعاً دفع بعض الصحافيين لاعتناق الإسلام" .

لقد حافظوا على المكان و الأرض التي نزلوا بها و اعتبروها أرضاً مضيفة لا مكاناً لهم ، فلم يأخذوا منها شيئاً إلاّ بثمنه بل لقد ساعدوا المزارعين في الحصاد و قطف الزيتون ، كما استطاع أبو مجاهد مواصلة دراسته في مرج الزهور و كان دائماً مع رفيق دربه الشيخ جمال منصور و أجمل الروايات أن ولديه مجاهد و آيات قد تمكّنا من زيارته و هو في مرج الزهور ، و هذه سابقة لم تحدث لأيٍ من المبعدين الذين أجهشوا بالبكاء لتأثرهم بالموقف .

الشهيد القائد "جمال منصور" .. جيش في رجلٍ واحد :

لم يعرف تاريخ الثورة الفلسطينية الممتد رجلاً حباه الله ما وهب أبا بكر من ميّزات ، فهذا الشهيد الشيخ له من اسمه "جمال منصور" كل نصيب . ولد أبو بكر في مخيم بلاطة للاجئين قرب نابلس في 25/2/1962 لأسرة تعود أصولها إلى قرية (سلمة) قرب يافا حيث نزحت تلك الأسرة مع آلاف الطيور المهاجرة إلى خيام اللاجئين خلال النكبة .

أنهى الشيخ جمال دراسته في مدارس المخيم و مدينة نابلس ثم التحق بجامعة النجاح الوطنية في العام 1982 حيث قاد الكتلة الإسلامية و نقلها لتصبح أقوى جسد طلابي على الخارطة الطلابية في جامعة النجاح التي كانت تضج بالمناهج الفكرية و الرايات المختلفة في ذلك الحين .

و تخرّج الشيخ من الجامعة حاملاً لشهادة البكالوريوس في المحاسبة و العلوم الإدارية قبل أن يلتحق بجامعة النجاح الوطنية مجدّداً ليحصل على شهادة الماجستير في العلوم السياسية لكن الشهادة الربانية كانت إليه أقرب .

تزوّج الشهيد جمال منصور في العام 1986 و رزق بخمسة أبناء هم : ابتهال و بيان و بكر و أمان و بدر . ساهم الشيخ المجاهد الشهيد جمال منصور خلال رحلة حياته و مسيرته الجهادية و العملية بإرساء الكثير من دعائم و ركائز الحركة الإسلامية و الوطنية و لاقى في سبيل تحقيق ذلك الكثير من البلاء و المحن ، فالشيخ جمال منصور هو مؤسس فرع لجنة الإغاثة الإسلامية في محافظة نابلس و مديره و هو أحد أهم الصحافيين العاملين في مكتب نابلس للصحافة الذي أغلقته القوات الصهيونية بعد اعتقاله .

كما أسس الشيخ الشهيد جمال منصور مكتباً للأبحاث و الدراسات قامت السلطة الفلسطينية بإغلاقه ، و هو أحد أبرز و أهم الوجوه الإسلامية و قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس في فلسطين و أحد المبادرين الدائمين لإطلاق المشاريع التنموية و التطويرية و هو مؤسس المركز الفلسطيني للدراسات و الإعلام و بقي مديراً له حتى استشهد خلال قصفه .

لقد عرفت فلسطين من شمالها إلى جنوبها أبا بكر ، عرفته بصوته الهادر داعياً للانتفاضة و الثورة و عرفته بفكره المشرق و دعواته البناّءة و إدارته الناجحة للانتفاضة الأولى و الثانية .. عرفته و هو يرتدي كفنه في مرج الزهور و يقود مسيرة الخالدين في ثيابهم البيضاء تحت عنوان "عودة أو جنة في الخالدين" ، عرفت صوته في أقبية التحقيق و نور عينيه يشعل عتمة زنازين المحتل عزماً و إرادة ، عرفته بصبره على البلاء في سجون ذوي القربى ، عرفته و هو أول الموقّعين على وثيقة الدم التي تحمي حقوق اللاجئين و تطالب بعودتهم ، عرفته الابن الوفي ليافا و عكا و حيفا ، يلعن كلّ المؤمنين بخيارات التعويض و الحلول البديلة عن العودة للاجئين ، عرفته فلسطين طفلاً في مخيماتها و فارساً في ميادينها و قائداً بين رجالها ، عرفته و هو يدعو الله بصدق و إخلاص أن يكتب الشهادة لجسده بكل جزءٍ فيه ... عرفته فلسطين و أهلها .. و بكاه زيتونها و ترابها ...

أما حياة الشيخ الشهيد فقد لقي فيها الكثير من البلاء و المحن و هو الذي ما وهن العظم منه و لا أصابه القنوط و الضعف فيما لاقى بل كان بحق خير خلف لخير سلف و هو يرفع شعاره الخالد :

ولست أبالي حين أقتل مسلماً

على أي جنبٍ كان في الله مصرعي

فقد اعتقل الشيخ جمال ثلاث مرات خلال دراسته الجامعية لنشاطه الكبير في الكتلة الإسلامية و لدوره في العمل الإسلامي ، ثم اعتقل إدارياً لمدة عام واحد (88 - 89) أمضاه في سجن النقب و ما لبث أن أفرِج عنه حتى اعتقل إدارياً مرة أخرى في العام 1986 لمدة 6 أشهر جديدة في سجن النقب .

و بعد أقل من شهر واحد من الإفراج عنه أعيد اعتقال أبا بكر 6 أشهر جديدة في سجن النقب ، و في مطلع العام 1991 أعيد أيضاً للاعتقال الإداري في سجن النقب مدة 6 أشهر أخرى قبل أن يبعده الصهاينة إلى مرج الزهور برفقة صحبه الذين حوّلوا الهضبة الجرداء إلى دار علم و محضن فكر و منبر دعوة نقلوا من خلالها للعالم الصورة الحقيقية عن فكر حماس و تاريخها و ارتباطها العقدي بالأرض و الإنسان ، و شرحوا للوفود الزائرة من كلّ بقاع الأرض معنى المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون .

بقي الشيخ جمال و رفاقه في مرج الزهور ما يقارب العام لا يبرحون الخيام و يحتضنون الحدود ، فهو ابن النكبة و يعلم أن الذوبان في المجتمع يعني إفناء قضية و إلقائها في زاوية مهملة على رفوف الهيئات الدولية العاجزة ، و يحوّل حق العودة إلى بطاقة تموين .

بقي الشيخ في مخيّمه ينظّم مع رفاقه فعاليات العودة حتى أنعم الله بها عليهم عطاءً غير مجذوذ . و بعد عودة الشيخ و رفاقه إلى أرض الوطن أعيد اعتقال الشيخ في العام 1995 و خضع للتحقيق في سجون الاحتلال لما يزيد على مائة يوم ثم أفرج عنه بعد أن عجزت سياط الجلاد على انتزاع حرفٍ واحد من لسانه الذي أقسم أن لا ينطق بعد الألم إلا بالبلسم .

رحلة طويلة من السجون و العذاب أهم ما ميّز الشيخ جمال خلالها صمته الدامي الذي كان يكلّف جسده الكثير من العناء و التعب رافضاً الخضوع لجلاد أو الاعتراف في أقبية التعذيب و حاثّاً جميع من يلتقيهم في الزنازين على الصمود و عدم الوقوع في حبائل الشاباك و محذّراً من الخونة و المندسين . و الغريب أنه كان يشعر بلذة الجرح في نظرة الانكسار التي يحصل عليها من المحقّق العاجز عن أخذ كلمة واحدة من لسانه .

أما عن رحلته مع السلطة الفلسطينية و سجونها فقد اعتقل في العام 1996 لدى السلطة و مكث في سجن نابلس (83) يوماً حضر بعدها ياسر عرفات و أخرجه من المعتقل ، قبل أن يعتقل مرة جديدة لأكثر من ثلاثة أعوام في سجن الجنيد حرّرته بعدها الانتفاضة كما حرّرت الشعب الفلسطيني من قيود الاتفاقات .

جمال منصور ... ألم الغربة و وجع القيد و رائحة الزنزانة و بسمة الانتصار التي بقيَ يرقبها بنفس المطمئن الواثق بحتمية إحدى الحسنيين و كانت الشهادة التي نالها خلال قصف المركز الفلسطيني للدراسات و الإعلام لتحقّق دعائه و رجائه أن يكتب لكلّ ذرة في جسده من الشهادة نصيب .

أما زوجة الشهيد جمال منصور أم بكر فتصف حالها و أسرتها بعد استشهاده بالقول : "رغم الفراغ الكبير الذي تركه استشهاد زوجي البطل فإنني أشعر بالفخر و الاعتزاز ، و أن الله سبحانه و تعالى اختاره شهيداً . فأحمد الله تعالى أن اختار زوجي شهيداً ليفتح لنا طريقاً إلى الجنة ؛ حيث إن الشهيد يشفع لسبعين من أهله و أقاربه ، و قد نجح أبو بكر في مدرسته في تعليم الزوجة و الابنة و الولد التربية الصحيحة ، و أسأل الله أن يعينني على السير على دربه و تربية أطفالي الخمسة على طريق والدهم و البقاء على عهده" ..

و تضيف قائلة : "إنه على المرأة المسلمة أن ترضى بما قدّر الله سبحانه لها ، و عليها أن تصبر و تحتسب ، و أن تدعو الله سبحانه و تعالى و تقول : "اللهم آجرني في مصيبتي و اخلفني خيراً منها" . فقدر الله نافذ و لا راد لقضائه ، و الله سبحانه هو الذي أعطى و هو الذي أخذ ، و عليها أن تحمد الله أن زوجها أو ابنها أو أخاها هو من بين الناس الذين اصطفاهم الله بالشهادة حيث قال سبحانه (و يتخذ منكم شهداء)" .

و حول الدور الذي كان يشغله أبو بكر في بيته تابعت زوجته : "لقد كان أبو بكر و سيبقى - إن شاء الله - كلّ شيء في حياتي ، لقد فقدت الزوج الوفي ، و فقدت الأب الغالي و الأم الحنون … لقد فقدت شريك عمري و رفيق دربي في السراء و الضراء ، لقد فقدت الصديق الصدوق .. أعتبر أنني فقدت الجمال و الحنان باستشهاده في الدنيا ، و لكني أسأل الله أن يعوّضني في أولادي خيراً ، و أن يلحقني و صغاري بزوجي الغالي في جنات الخلد ، و أن يعينني على تعويض أولادي ما فقدوه باستشهاد والدهم ؛ حيث إنه كان يتفنّن في أساليب إدخال السعادة إلى قلوبنا جميعاً . فقد كان الفرحة و النسمة بالنسبة لهم ، و قد كان بالنسبة لنا جميعاً القدوة ، و قدوته يستمدها من الرسول فهيم دوابشة .. قرآن يدبّ على الأرض :

أبو إبراهيم .. يصفه أصدقاؤه و من عرفه بالمصحف الذي يدبّ على الأرض ، فمن ينظر في وجهه يستشعر معنى الهداية و يشعر بالطمأنينة و يرى نور الرحمن الذي يهبه لعباده الصالحين إشراقاً في وجوههم .

ولد الشهيد فهيم إبراهيم دوابشة في قرية دوما قرب نابلس في 20/11/1969 و درس في مدارسها قبل أن يلتحق بجامعة النجاح الوطنية ليحصل على شهادة البكالوريوس من كلية الشريعة في قسم أصول الدين .

و خلال دراسته في الجامعة عرف فهيم بروح وثّابة و همّة عالية ، فقد كان من العاملين في المواقع المتقدّمة في صفوف الكتلة الإسلامية إلى جانب الأسرى القسّاميين عبد الناصر عطا الله و زاهر جبارين و محمد صبحة ، كما عرف عنه دماثة خلقه و روحه المرحة و ولعه الشديد بالأعمال الفنية ، فقد كان كاتباً مبدعاً و متحدثاً لبقاً و ممثل مسرح بارع ، كما أبدع في صنع المجسّمات اليدوية الفنية التي تخدم في شكلها و مضمونها ما كان يؤمن به من قضايا و كأن تربيته الإسلامية الصالحة قد دفعته لتمثل الآية الكريمة (قل إن صلاتي و نسكي و محياي و مماتي لله ربّ العالمين)" .

و كبقية شهداء المجزرة عانى فهيم من الاعتقال في سجون الاحتلال ثلاث مرات قبل أن يتزوّج من مقدسية و يرزق منها بطفلين هما : إبراهيم الخليل و مجد القسام ، و اعتقل كذلك ثلاث مرات في سجون السلطة كانت آخرها تلك التي أنهتها الانتفاضة .

عمل فهيم في مجالات كثيرة فبين إدارة لمشغل الروائع لإنتاج التحف الفنية ذات الصبغة الإسلامية و بين عمله كمدرس و مربٍّ للأجيال في المدرسة الإسلامية و إدارته للمركز الفلسطيني للدراسات و الإعلام تكتمل حكاية "أبي إبراهيم" التي أعلنت خاتمتها في 31/7/2001 برفقة من أحبّ في الدنيا .

محمد البيشاوي .. شمعة أنارت خيام اللاجئين :

ولد الشهيد محمد عبد الكريم خليل البيشاوي في قرية بيت دجن شرق نابلس في 17/9/1974 لأسرة تعود جذورها إلى يافا ثم انتقل برفقة أسرته للعيش في مخيم بلاطة .

بدأت اهتمامات محمد الصحافية و السياسية بالتبلور و قدراته في هذا المجال بالنمو خلال اعتقاله في سجون الاحتلال حيث أمضى عامين و نصف العام أبدع خلالها في عمل اللجنة الإعلامية التابعة لتنظيم حماس داخل معتقل مجدّو ، فكان يعدّ التعميمات و يصدر الدوريات الثقافية و مجلات الحائط مؤسساً بذلك لعمل إعلامي و ثقافي و سياسي مميّز تنعم بفضله اليوم أوساط الأسرى و المعتقلين في سجن مجدّو .

و بعد خروجه من المعتقل حافظ محمد على مساحة ودّ كبيرة لإخوانه داخل المعتقل في نفسه ، فقد عرف بحبه الشديد لمراسلتهم بالمجلات و الصحف و على نفقته الشخصية كما عرف بعلاقة وطيدة جمعته و الشهيدين القساميين أحمد مرشود و محمود المدني .

بعد خروجه من السجن التحق البيشاوي المعروف "بأبي مؤمن" بجامعة النجاح الوطنية لدراسة الصحافة فيها حيث أسس اللجنة الإعلامية التي تعدّ إحدى أهم و أميز لجان الكتلة الإسلامية ، و رغم قسوة ظروفه المتمثلة في كونه يتيم الوالدين لم تكن ابتسامته الناعمة تفارق شفتيه مما دفع بطلبة قسم الصحافة لانتخابه رئيساً لنادي القسم إضافة لكونه أحد أعضاء المؤتمر العام لمجلس الطلبة الذي كان يرأسه الشهيد القسامي "قيس عدوان" ، و خلال دراسته نجح محمد في الاعتماد على نفسه و شقّ طريقه في أوساط الصحافيين ، فقد كان مصوّراً لصحيفة الحياة الجديدة و مراسلاً لموقع "إسلام أون لاين" في قطر و لصحيفة صوت الحق و الحرية الصادرة عن الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 1948 .

و أرسى محمد في جامعة النجاح الوطنية قواعد عمل إعلامي مؤسسي قوي و ممنهج من خلال إشرافه و تنظيمه للكثير من الحوارات و اللقاءات و الندوات و الفعاليات الإعلامية الخاصة بالوضع الفلسطيني العام و الطلابي خصوصاً و لم يكن اسمه يغيب عن المجلات و النشرات الصادرة داخل الجامعة إلى أن صنع الحدث بدلاً من كتابته يوم أن ارتقى شهيداً أثناء تغطيته المؤتمر الصحافي الذي عقدته القيادة السياسية لحركة حماس في المركز الفلسطيني للدراسات و الإعلام يوم الثلاثاء الحمراء في 31/7/2001 .

عثمان قطناني .. "خذ منا يا رب ما شئت لترضى" :

كلمات حفظها كلّ من عرف الشهيد عثمان "أبو طلحة" ، كان يردّدها عند وداع كلّ من أحب من الشهداء ، و كأنه يهدي أرواح إخوانه إلى خالقهم توطئةً لليوم الذي تلتحق روحه فيهم .

عثمان عبد القادر حسن قطناني ، أحد شواهد الزمان على ظلم اللئام و شواخص التاريخ الشاهدة على قضية اللجوء في أرض الوطن . ولد الشهيد عثمان في مخيم عسكر قرب نابلس في 16/3/1977 و تعود أصوله لقرية يازور قرب يافا الدامعة على فراق أسراب النورس التي شردها الغربان عن أعشاشها ، أتم دراسته في مدارس نابلس و قد عرف خلالها بقدرات كبيرة جعلته قائداً للحركة الطلابية الإسلامية في كلّ مراحل دراسته قبل أن يلتحق بكلية "فلسطين المسلمة" - مجمع النجاح – و يحصل منها على دبلوم برمجة الحاسوب ، و بعد تخرّجه من النجاح عمل عثمان في مكتب نابلس للصحافة لما كان يمتلك من قدرات صحافية كبيرة و إمكانات عالية و فن كتابة خلاق و مبدع .

اعتقل عثمان مرتين في سجون الاحتلال و ثلاث مرات في سجون السلطة ، و استشهد عثمان مع زميله الصحافي محمد البيشاوي في مجزرة الكبار في نابلس في 31/7/2001 .

عمر منصور .. استشهد قبل أن يرى أول أبنائه :

ولد الشهيد عمر منصور سعيد منصور في مدينة نابلس في العام 1970 و بعد أن أنهى دراسته الثانوية توجّه لدراسة الشريعة في جامعة النجاح الوطنية و لكن سجون الاحتلال حالت بينه و بين إكمال دراسته .

و قد عرف خلال دراسته في الجامعة بنشاطه الكبير في صفوف الكتلة الإسلامية إضافة إلى نشاطه في صفوف حركة المقاومة الإسلامية حماس في مدينة نابلس .

بعد خروجه من السجن احترف عمر مهنة تجليس السيارات إضافة إلى مزاولته هواية أبدع المعتقلون في مجالها و هي صنع مجسمات قبة الصخرة المشرفة التي ترمز إلى تجذّرها و رسوخها في عقيدة جيلٍ قبِل الموت و نذر روحه فداءً لترابها عوضاً على أن يراها تدنس بأقدام الطغاة و شذّاذ الآفاق .

و عرف الشهيد عمر بدماثة خلقه و حيائه و تواضعه بين إخوانه ما جعله محبوباً لديهم غير أنه كان يُعرف أكثر بحبه للشهادة ، و تحيّن الفرصة للحصول عليها و هو ما يفسّر جرأته الكبيرة خلال المواجهات التي كانت تشهدها جبل النار مع المحتلين .

و قد بلغ عشق الشهادة بعمر مبلغاً دفعه أن يرجو والدته أن تدعوَ له و هي عند أستار الكعبة أن يظفر بها قائلاً في وداعها للحج : "طلبي الوحيد يا أمي أن تدعي لي بالشهادة عند الكعبة" .

و في انتظار الشهادة مكث عمر ثلاث سنوات في سجن الجنيد أسيراً سياسياً لدى السلطة الفلسطينية قبل أن تحرّره الانتفاضة و تفكّ قيده حيث أصبح حارساً لابن عمه الشيخ الشهيد جمال منصور ليرافقه في قصور الجنة كما رافقه في الدنيا و استشهد قبل أن تضع زوجته مولودهما الأول .. فهنيئاً لك الشهادة يا عمر ..

بلال و أشرف أبو خضر .. طفلان في حواصل طيورٍ خضراء :

ولد الشهيدان بلال و أشرف في أكناف أسرة مكوّنة من الوالدين إضافة إليهما و قد امتازا بالذكاء و اليقظة البالغة و حسن الخلق ، أشرف ولد بتاريخ 13/11/1991 في قرية الجديدة قرب جنين بينما ولد بلال بتاريخ 7/5/1995 .

و رغم حداثة سنهما فقد كانا مثل جميع أطفال فلسطين يهتفان للشهداء و يتحدثان بعيون بريئة عن الشهادة و أمنيتهما أن يستشهدا حتى كان لهم ذلك بعد إصابتهما بشظايا الصواريخ التي أصابت المركز الفلسطيني للدراسات و الإعلام في 31/7/2001 بينما كانا في زيارة أقارب لهما في نابلس .

حماس .. "مدرسة الرد و صانعة الانتقام" :

بعد ارتكاب المجزرة الصهيونية بحق قادة حماس و مجاهديها أصدرت الحركة بياناً أعلنت فيه أن ردّها لن يطول و لن يكون كالمعتاد . و بينما رفضت حماس فتح بيت للتعزية بشهداء المجزرة في انتظار الثأر كان المجتمع الصهيوني يعيش أسوأ أيام حياته ، فهو يعلم أن القسام يرقب موعد الانفجار و أن الصهاينة لا أمل لهم بالنجاة من العمليات النوعية القادمة ضمن مسلسل الرد الذي أبدعته حماس ، أما الشعب الفلسطيني فقد كان بأكمله يتساءل عن موعد الانتقام الذي يشفي الصدور و يلقّن المحتل درساً بأن دماء الشهداء مسمومة لا ينجو من يشرب منها و لحومهم مرّة هيهات أن تنالها البغاث .

بدايات الرد كانت في منطقة نابلس و محيطها و بسواعد أبطال القسام على الشوارع الالتفافية يوم سقط الشهيد فراس عبد الحق في 2/8/2001 ، قبل أن يتبعه أشرف السيد و يفجّر سيارته المفخّخة على حاجز الحمرا موقعاً قتيلاً صهيونياً واحداً و جارحاً اثنين إلى أن جاء الموعد المنتظر .

ففي تاريخ 11/8/2001 نفّذ الاستشهادي عز الدين المصري أقوى ردود الحركة على استشهاد قادتها و أساتذتها حين فجّر حزامه الناسف في مطعم (سبارو) ليجعل من القدس موعداً منتظراً .. و كابوساً يطارد المحتلين كالقدر .

أوقعت عملية سبارو 21 قتيلاً صهيونياً و هزّت أمن كيانهم المسخ و أجبرته على الاعتراف بفشله في حربٍ يواجه فيها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه . لقد صدقت حماس و أوفى بعهدها القسام فقد كانت دماء قادتها الشهداء لعنة تطارد المحتل أينما حلّ و ارتحل إلى أن يرحل عن هذه الديار .. و كانت شعلة تتقد و تشتعل لتنير ليل الأرض الظمأى لأرواحهم بعد عامين على الرحيل .

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

مهرجان حاشد في الذكرى الثانية لاستشهاد قادة حركة حماس جمال منصور وجمال سليم في نابلس.. لمشاهدة بقية الصور

1212120.JPG

لمطالعة مزيد من الصور:

http://80.240.104.13/arabic/palestoday/int...45/photo345.htm

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...