.. القصص التوراتية والقرآنية ..

[Mohd Hafez]

في موضوع شطحات تاريخية ولكن منطقية .. توجدت عدة أمور ثانوية ليس لها علاقة مباشرة بذاك الموضوع إلا أنها تحتوي على بعض الأمور المحيرة التي تحتاج للنقاش وخاصة مع أخوانا المسيحيين .. طالما أنه لا يوجد يهودي بيننا .. فعلي سبيل المثال وليس الحصر .. تتحدث التوارة عن سيدة أسمها " مريم النبية " أخت سيدنا موسي والتي راقبته عندما كان طفل وليدا بعدما رمته أمته في اليم .. وتتحدث التوارة وتلقبها بلقب " يا مريم يا أخت هارون " تماما مثلما تحدث القرآن عن ستنا مريم العذراء عليها السلام مقلبا أيها " يا مريم يا أخت هارون " وكلاهما .. سواء التوارة أو القرآن .. لم يقل " يا مريم يا أخت موسي " مع العلم بأن سيدنا موسي يعتبر مرجعا أهم من سيدنا هارون .. ثانيا

ما علاقة " ستنا مريم العذرا " بمريم النبيه "

ما أوجه التشابه بينهما ..

قالوا يمريم لقد جئت شيئا فريا , يأخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا

ترنيمة مريم

20عِنْدَئِذٍ أَخَذَتْ مَرْيَمُ النَّبِيَّةُ أُخْتُ هَرُونَ، الدُّفَّ بِيَدِهَا، فَتَبِعَهَا جَمِيعُ النِّسَاءِ بالدُّفِّ وَالرَّقْصِ. 21فَكَانَتْ مَرْيَمُ تُجَاوِبُهُنَّ: «رَنِّمُوا لِلرَّبِّ لأَنَّهُ قَدْ تَمَجَّدَ جِدّاً. الْفَرَسَ وَرَاكِبَهُ قَدْ طَرَحَهُمَا فِي الْبَحْرِ».

[Mohd Hafez]

ومرة أخرى . علاقة سيدنا سليمان بالهدهد . فنحن كمسلمين نؤمن بأن الهدهد في قصة سيدنا سليمان عبارة عن طائر سافر من القدس بفلسطين إلي مملكة سبأ باليمن حيث أكتشف أن أهل سبأ يسجدون لغير الله ثم أخبر هذا الأمر لسيدنا سليمان

وتفقد الطير فقال مالي لا أري الهدهد أم كان من الغائبين

أي أن الهدهد من الطير .. بينما في التوراة .. نري وجود علاقة بين سليمان وأحد قواد العسكريين أسمه " هدد ". فالتوراة لم تتحدث تقريبا عن معجزة سيدنا سليمان وقدراته في تسخير الطير والحيوان والجن والريح له كما جاء في القرآن الكريم .. ولكنه ذكرت وجود علاقة بينه وبين ذاك " الهدد . حيث ذكر الآتي:

وأقام الرب خصما لسليمان هدد الأدومي كان من نسل الملك في أدوم

أن هدد هرب ورجال أدميون من عبيد أبيه معه إلي مصر .. وأقاموا في مدين وأتوا إلي فاران وأخذوا رجالا من فاران وأتوا إلي مصر. إلي فرعون ملك مصر فأعطاه بيتا وعين له طعاما وأعطاه أرضا .فوجد هدد نعمة في عيني فرعون جدا وزوجه أخت أمراته أخت تحفنيس الملكة . فولدت له أخت تحفنيس جنوبث وفطته في وسط بيت فرعون .

أي أن هدد هذا كان عدو لسيدنا سليمان وأنه ناسب فرعون مصر مع العلم أن أبنة فرعون مصر نفسه كانت زوجة لسيدنا سليمان .

ويلاحظ هنا في التوارة .. أنه كلما وقع أحد من أبناء إسرائيل في مشكلة أو ورطة أو أزمة مالية أو جفاف في بلده .. فلا يجد غير مصر ينحدر إليها .. وبمجرد أن تطأ قدمه أرض مصر . يجد فرعون مصر الملك واقف منتظره .. ليعطيه أحد من بناته أو يعطيه كنوز من ذهب وفضة وأغنام وماشية .. وكأن فرعون ملك مصر هذا ليس له عمل غير أستقبال أبناء بني إسرائيل والتنعم عليهم ..

ثالثا وهذا الأهم .. أنه وعلى الرغم من لعب دور مصر كدولة أو كفرعون مصر دورا هاما وحيويا في جميع القصص التواراتية .. إلا أننا لا نري أي دليل في الآثار القبطية القديمة تدل على وجود بني إسرائيل بأرض إيجيبت ..

[Mohd Hafez]

بسم الله الرحمن الرحيم

قصة مقابلة سيدنا إبراهيم للملائكة الذين بشروه بميلاد سيدنا إسحاق .. ثم أبلغوه بأنهم جاءوا خصيصا لتدمير قرية سادوم .. قرية قوم لوط .. يذكر القرآن هذه القصة بالتفصيل في سورة هود الآية 70 فيقول سبحانه وتعالي :

(( فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجدلنا في قوم لوط - إن إبراهيم لحليم أواه منيب - يإبراهيم أعرض عن هذا إنه قد جاء أمر ربك وأنهم ءاتيهم عذاب غير مردود )) صدق الله العظيم .. ومن هنا يتبين أن سيدنا إبراهيم قد جادل الله فيما يخص مصير قوم لوط .. وتذكر التوارة أسلوب المجادلة كالآتي:

شفاعة إبراهيم

23فَاقْتَرَبَ إِبْرَاهِيمُ وَقَالَ: «أَتُهْلِكُ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ؟ 24لَوْ وُجِدَ فِي الْمَدِينَةِ خَمْسُونَ بَارّاً، فَهَلْ تُدَمِّرُهَا وَلاَ تَصْفَحُ عَنْهَا مِنْ أَجْلِ الْخَمْسِينَ بَارّاً الَّذِينَ فِيهَا؟ 25تَنَزَّهْتَ عَنْ أَنْ تُهْلِكَ الْبَارَّ مَعَ الأَثِيمِ، فَيَكُونُ الْبَارُّ كَالأَثِيمِ؛ حَاشَا لَكَ. أَدَيَّانُ الأَرْضِ كُلِّهَا لاَ يُجْرِي عَدْلاً؟» 26فَقَالَ الرَّبُّ: «إِنْ وَجَدْتُ فِي سَدُومَ خَمْسِينَ بَارّاً فَإِنَّنِي أَصْفَحُ عَنِ الْمَكَانِ كُلِّهِ مِنْ أَجْلِهِمْ». 27فَأَجَابَ إِبْرَاهِيمُ: «هَا أَنَا قَدْ أَخَذْتُ فِي مُخَاطَبَةِ الْمَوْلَى، مَعَ أَنَّنِي لَسْتُ سِوَى تُرَابٍ وَرَمَادٍ. 28مَاذَا لَوْ نَقَصَ الْخَمْسُونَ بَارّاً خَمْسَةً؟ أَفَتُهْلِكُ الْمَدِينَةَ كُلَّهَا مِنْ أَجْلِ الْخَمْسَةِ؟» فَأَجَابَهُ: «إِنْ وَجَدْتُ خَمْسَةً وَأَرْبَعِينَ بَارّاً لاَ أُهْلِكُهَا». 29فَخَاطَبَهُ إِبْرَاهِيمُ ثَانِيَةً: «وَمَاذَا لَوْ وُجِدَ هُنَاكَ أَرْبَعُونَ بَارّاً فَقَطْ؟». فَأَجَابَهُ: «لاَ أُهْلِكُهَا مِنْ أَجْلِ الأَرْبَعِينَ». 30وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «لاَ يَغْضَبِ الْمَوْلَى، بَلْ دَعْنِي أَتَكَلَّمُ. مَاذَا لَوْ وُجِدَ هُنَاكَ ثَلاَثُونَ بَارّاً؟». فَأَجَابَهُ: «لاَ أُهْلِكُهَا إِنْ وَجَدْتُ ثَلاَثِينَ». 31وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «هَا أَنَا قَدِ اسْتَرْسَلْتُ فِي الْكَلاَمِ أَمَامَ الْمَوْلَى، فَمَاذَا لَوْ وَجَدْتَ هُنَاكَ عِشْرِينَ بَارّاً؟» فَقَالَ: «لاَ أُهْلِكُهَا مِنْ أَجْلِ الْعِشْرِينَ». 32وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: «لاَ يَغْضَبِ الْمَوْلَى، فَأَتَكَلَّمَ مَرَّةً أُخْرَى: مَاذَا لَوْ وُجِدَ هُنَاكَ عَشَرَةٌ؟». فَأَجَابَهُ الرَّبُّ: «لاَ أُهْلِكُهَا مِنْ أَجْلِ الْعَشَرَةِ». 33وَعِنْدَمَا فَرَغَ الرَّبُّ مِنْ مُحَادَثَةِ إِبْرَاهِيمَ مَضَى، وَرَجَعَ إِبْرَاهِيمُ إِلَى مَكَانِهِ.

المدقق في النص التوارتي .. يتبين له كيف أن سيدنا إبراهيم قد طلب من الله أن يرحم قوم لوط .. لو وجد فيها 50 رجل باراثم جادل وطلب أن يرحمهم من أجل 40 بارا .. ثم جادل مرة أخرى وطالب أن يرحمهم من أجل ثلاثين بارا .. ثم جادل مرة أخرى ليرحمهم من أجل عشرون بارا .. ثم جادل مرة أخرى ةطلب أن يرحمهم من أجل .. عشرة رجل بار ..

إلا يذكرنا تركيب النص التواراتي هذا .. من حيث أن الحوار كونه بين نبي أو رسول وبين الله في ظل وجود الملائكة .. ألا يذكرنا هذا الحوار .. بحوار أخر بين نبي والله في وجود الملائكة .. وكيف جادل النبي مع الله بنفس أسلوب سيدنا إبراهيم ..