disappointed بتاريخ: 4 أغسطس 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 4 أغسطس 2003 البوفيه المفتوح كما نعلم جميعا هو أحد أنماط تقديم الطعام فى الفنادق وبعض المطاعم , وقد لجأت اليه بعض المطاعم خلال العقد الأخير من أجل تنشيط حركة الرواج بها وكما نعلم فان فكرة البوفيه المفتوح تقوم بالأساس على تحديد سعر ثابت مقطوع وشامل وغير خاضع للزياده أو لاضافة أى ضرائب أو رسوم خدمات عليه فى مقابل أن يقوم مرتاد المطعم بتناول ما يحلو له من الأصناف المقدّمه فى هذا البوفيه المفتوح وقد تلاحظ بعض المطاعم أن هناك ركودا فى فترات معيّنه من اليوم (كالفترة مابين الرابعه والثامنه مساءا على سبيل المثال باعتبارها ليست فترة غذاء أو فترة عشاء) فتقوم بمحاولة تنشيط حركة الزبائن فى هذه الفترة عن طريق تقديم عروض للبوفيه المفتوح مقابل مبلغ ثابت شامل ومقطوع يكون فى الحدود التى تحفّز الزبائن على اغتنام هذه العروض وكما هو الحال فى أى علاقة ثنائيّه فى مجال خدمات الطعام (بين مقدّم الخدمة والمستهلك) فان نجاح هذه العلاقة ورضاء كلا الطرفين عن جدواها له يعتمد بالأساس على التزام كلا الطرفين بالتعامل الواعى مع مفهوم هذه الخدمه , فاذا كان الشعار المعتاد لحملات البوفيه المفتوح الترويجيّه هو :" تناول كل ما يمكنك تناوله" فان على مقدّم الخدمة أن لايحوّل الشعار الى :"تناول الكمّيه التى سنقوم بتقديمها لك فقط " بينما على الزبون من جهة أخرى أن يلتزم بألاّ يحوّل ذلك الشعار الى :"دعونى أتناول كل ما يمكننى أو حتّى ما لايمكننى تناوله" وبطبيعة الحال فان استشفاف الثقافة والمفاهيم والسلوكيّات الرائجة فى مجتمع ما قد يتأتى عند متابعة ما يحدث فى هذا المجتمع داخل المطعم بين طرفى العلاقة الثنائيّه (المطعم والزبون) , ومتابعة الأحداث والمواقف التى تفرز على هامش مفهوم هذا النوع من العروض الترويجيّه , ولهذا فاننا نرى فى المجتمعات التى قطعت شوطا كبيرا فى التحضّر والنضوج الفكرى علاقة ثنائية ناجحة بين المطعم والزبون على هامش هذه العروض , حيث يلتزم المطعم بتوفير كمّيات الطعام المناسبه و رفع الأوانى الفارغه لاستبدالها بأخرى مليئه بحيث تظل أوانى الطعام ممتلئه حتى الدقيقة الأخيرة من الوقت المحدد لسريان عرض البوفيه المفتوح , بينما يقوم الزبون بجلب كمّيات الطعام التى تتناسب مع احتياجه فقط الى مائدته بحيث لا يغلو أو يبالغ أو يسيئ استغلال مثل هذه العروض أما عن البوفيه المفتوح فى مجتمعنا فقد أصيب مفهومه فى مقتل مع الأسف حيث دأب طرفى العلاقه على محاولة استغلال الآخر , فالمطعم لا يلتزم باعادة ملئ الأوانى التى يفرغ منها الطعام و يقوم بوضع عيّنات وكمّيات قليله من الطعام والذى يكون فى الغالب من نوعيّة سيّئة أو بارده أو "بايته" من التى لايريد تقديمها للزبائن "المحترمين"-على حد تصوّر القائمين على المطعم- والذين يرتادون المطعم فى الأوقات العاديّه ولا يتهافتون على فترات عروض البوفيه المفتوح –كهؤلاء الزبائن الحثاله حسب تصوّر القائمين على المطعم-.......ومن ناحية أخرى فان الزبون يتعامل مع العرض وكأنه سيقوم بالانتقام من المطعم وتخليص القديم والجديد على جتّة بوفيه ذلك المطعم , ويقوم باسائة استغلال العرض وتبديد كمّيات كبيرة من الطعام حين يقوم بملئ أطباقه بكمّيات كبيرة تفوق قدرة معدته على الاستيعاب لتجد أغلب هذه الكمّيات طريقها الى قمامة المطعم وسط حسرة "شيف" المطعم والسؤال لأعضاء المنتدى هو : هل ترى أن سلوكيّات مجتمعنا السائدة الحاليّه (سواءا من جانب مقدّم الخدمه "المطعم" أو المستهلك "الزبون") قادرة على انجاح تلك العلاقة الثنائية بين المطعم والزبون بحيث يخرج كلاهما من تجربة هذه العروض وهو سعيد بها وراضيا عنها؟؟!!! وهل يمكن لكليهما ان يكونا من الرابحين فى هكذا علاقات وتعاملات تعتمد بالأساس على السلوكيّات الراقيه والمتحضّره والمفاهيم الناضجه والواعيه؟؟؟!!!! أتذكّر أنه كان لى مقال ساخر بعنوان " الأوبن بوفيه....وثقافة الأبونيه" , وقد كنت على وشك أن أنشره للتعبير عن ماورد فى كلماتى عاليه , ولكننى فضّلت أن تكون كلماتى عاليه كمقدمة موجزة وملخّصة ومركّزة لما ورد فى المقال الساخر التزاما منّى بالاعلان الذى نشره السيّد الأدفايزور اليوم والخاص بعناوين المواضيع وحجمها....وأنتهز هذه الفرصة لأقترح تخصيص باب فى المنتدى يقوم فيه الأعضاء من ذوى ملكة الكتابة بنشر مقالاتهم المطوّله تحت العناوين الصحفيّه التى يرغبونها طالما كانت هذه النوعيّه من الكتابات غير ملائمة لطبيعة النشر على منتديات الانترنت من وجهة نظر السيّد الفاضل الأدفايزوروالتى يقول السيّد الأدفايزور انها يجب ان تكون سريعه ومركّزه وموجزه وبعيده عن القوالب الصحفيّه......وأقترح أن يكون اسم الباب "سنه أولى صحافه"..... وربّما خرّج المنتدى بعد هذه الــ"سنه أولى صحافه" دفعات متميّزه من الصحفيين , وربّما نجح منتدى محاورات المصريين من خلال هذا الباب فى اكتشاف كتّاب صحفيين متميّزين من بين مرتادى المنتدى وتقديمهم الى عالم الصحافه من خلال المتابعة اللصيقة والفاحصه التى يحظى بها المنتدى من الصحفيين والاعلاميين بعد ان أظهر تميّزه بكوكبة أعضائه الذين يمثّلون خيرة عقول شباب وبنات ورجال ونساء البلد وبعد أن أثبت جدارته واستحقاقه فى أن يلفت الأنظار اليه بما يحتويه من فكر ثرى و عقول خلاّقه , ولا أخفى سرّا عندما أقول أن العروض التى أتت للعبد لله من بعض دور النشر لتجميع بعض مقالاتى الساخره ونشرها فى كتاب يطرح فى الأسواق لم تأتى الاّ من خلال رسائل شخصيّه على الايميل الخاص بى عن طريق بعض القائمين على دور النشر هذه والذين تعرّفوا على كتاباتى من خلال متابعتهم لمنتدى محاورات المصريين , وهو ما جعلنى أؤمن بأن المنتدى قد أصبح نافذة يتعرّف من خلالها مجتمعنا على أفكار و ملكات الأعضاء , ناهيك عن كون المنتدى هو الرئة التى يتنفّس بها كل عضو يمتلك ملكة معيّنة ويسعى الى أن يقوم بايصالها الى من يمكن أن يقدّرها ويجد متعة خاصة فى مطالعتها <span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' /> رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
disappointed بتاريخ: 4 أغسطس 2003 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 4 أغسطس 2003 الأوبن بوفيه.....وثقافة الأبونيه "الأبونيه" هو أحد مفاهيم ومفاتيح ثقافة الشعب المصرى , ولطالما تمحورت حياة قطاعات كبيره من أفراد المجتمع المصرى حول تلك البطاقة المسمّاه بالــ"أبونيه" عندما يتعلّق الأمر بوسيلة التنقّل والمواصلات التى تستخدمها هذه القطاعات فى حياتها اليوميّه. وفكرة "الأبونيه" البسيطه هى كما نعلم أن يقوم الفرد بدفع مبلغ مقطوع وثابت وفى حدود ميسّره ومعقوله من أجل اصدار بطاقة تتيح له استخدام احدى وسائل المواصلات لعدد مفتوح من المرّات خلال الفترة الزمنيّه التى يكون فيها هذا الأبونيه ساريا. وبما أنه كلّما ارتفع المستوى الفكرى والحضارى للمجتمع وكلّما ارتقى هذا المجتمع عن طريق الارتقاء بنوعيّة وحدة بناؤه (وهى الفرد) كلّما ازداد نضج المفهوم الصحيح لكثير من نواحى الحياة فى عقول أفراد هذا المجتمع , واذا قمنا بمحاولة تطبيق ذلك على مفهوم "الأبونيه" فاننا سنجد أن أفراد المجتمعات التى قطعت شوطا كبيرا فى الارتقاء الفكرى والحضارى ينظرون اليه على أنه رخصة مفتوحة تمكّنهم من استخدام وسيلة المواصلات عندما يحتاجون الى استخدامها , وعلى النقيض فاننا نرى فى مجتمعنا عدد لا يستهان به من الشباب يقومون بالتعامل مع "الأبونيه" على أنه رخصة مفنوحة تمكّنهم من استخدام وسيلة المواصلات "عمّال على بطّال" كنوع من قطع الوقت وقتل الفراغ والتسكّع والصياعة خاصّة عندما يمتزج ذلك بهواية الحملقة فى أجساد الفتيات و مفاتن النساء أو هواية الاستظراف والتريقه على خلق الله وانتقادهم فى وقاحة علنيّه ,أو هواية اظهار المواهب الدفينه من غناء ودندنه و ملكات التطبيل والنقر على الواحده ونصف , بينما نجد بعضهم يصر على اظهار الكم الكبير من النكات البذيئة التى يحفظها والتى غالبا ما يلقيها على خلفية صاخبة من الضحكات المسرسعه والمفتعله والصارخه من جانب أصدقائه المتسكّعين كحالاته والتى لا أجد هدفا لها سوى جلب الانتباه وتفريغ الشحنات النفسيّه المكبوته داخلهم تحت ضغوط البطالة والضياع والفقر والمستقبل الضبابى والتى تفرز نوعا من انعدام القيم وتحدّى المجتمع والعدائيّه تجاهه . ويمتد المفهوم الخاطئ لثقافة "الأبونيه" ليشمل الاستغلال السيّئ والغير رشيد للخدمات التى تقدّمها قطاعات خدميّة أخرى بأسلوب السعر المقطوع الثابت – غير المواصلات- , فلطالما كان التأمين الصحّى الحكومى أحد مظاهر ثقافة "الأبونيه" فى مصر , فالمؤمّن عليه – والذى يتم اقتطاع مبلغ ثابت من راتبه فى مقابل التأمين الصحّى عليه- يلجأ فى كثير من الأحيان الى اسائة استخدام "الأبونيه" الطبّى الخاص به...ولم لا؟؟؟ (هوّه انا مش دافع فلوس والاّ ايييييييه؟؟؟!!!!!) فترى أحدهم وهو يرغب فى الحصول على عقار السكّر أو الضغط الذى تتعاطاه الست الحاجّه والدته – والغير مؤمّن عليها- على حساب "أبونيه"التأمين الصحّى الخاص به , وآخر يتّخذ من "أبونيه" التأمين الصحّى الخاص به وسيلة للتسكّع والالتصاق كالتوأم السيامى بمستشفى التأمين الصحّى التى يتبع لها من أجل مغازلة الممرّضات و الرذاله والاستظراف على السكرتيرات , بينما أحدهم يتّخذ من "أبونيه" التأمين الصحّى الخاص به ذريعة من أجل التهرّب من عمله والزوغان منه...(و...و...و....رايح فين....على المستشفى؟؟.....وجاى منين؟؟؟......من المستشفى...... وكنت فين؟؟؟..فى المستشفى)....فى حين تجد أحدهم وهو يتعامل مع "أبونيه" التأمين الصحّى الخاص به من باب "الاستخسار" والبطر والتبذير واستخدام "الأبونيه" من أجل استخدامه وليس لأنه فى حاجة حقيقيّة الى استخدامه , فتجده وقد أضاع يوما كاملا فى التسكّع بمستشفى التأمين الصحّى لأن "البيه" يشكو من أعراض تافهة ويتجاهلها الكثيرين كأن يقول لك أنه يشكو من صداع خفيف كان يمكنه تناول قرصين أسبرين مع كوب شاى حتّى يتخلّص منه بدلا من استغلال "الأبونيه" حتّى الثماله ليخرج من المستشفى بعد ثلاثة ساعات داخلها وهو يحمل فى يده شريط الأسبرين الذى كان عليه استخدامه ببساطة منذ البدايه, بينما تتجلّى ثقافة "الأبونيه" فى ذلك المؤمن عليه والذى يدخل الى الصيدلية التابعة للتأمين الصحّى فى يوم خميس وهو يحمل روشتّة فى يده ويطلب من الصيدلى صرف مستحضرات أخرى غير الموصوفة وفى حدود نفس الثمن كأن يطلب الحصول على قرص فياجرا له وصبغة شعر مع صباعين روج للمدام – حتّى يتمكّن من تفييش الهوامش فى هذه الليلة المفترجة-بدلا من الأدوية التى تم تدوينها بالروشتة.... وتكتمل منظومة ثقافة"الأبونيه" الفاسده عندما يتواطئ معه الصيدلى ويقوم بتنفيذ طلبات صاحب "الأبونيه" وآهو كلّه على حساب "الأبونيه" وأبو بلاش كثّر منّه. ولعل ثقافة"الأبونيه" الفاسدة كانت ولازالت وستظل العائق الرئيسى أمام انتشار وازدهار قطاع التأمين الصحّى الخاص بمصر نظرا للخسائر الأسطوريّة التى تنتظر شركات التأمين الطبّى الخاص فى مصر فى ظل هذا المفهوم المغلوط والفاسد لكيفيّة استفادة المؤمّن عليه من الخدمات التى تتاح له بموجب القسط التامينى الذى سيدفعه , فاذا بثقافة الأبونيه تحوّل بطاقة التأمين (الأبونيه) الى سيف بتّار وكرباج لا يعرف الرحمة او الهوادة فى يد صاحب "الأبونيه" لينهال بهما على جسد شركة التامين التى أصدرت له "الأبونيه" ممزّقا مواردها شر ممزّق بعد ان ترسّخ فى وعيه أنه اذا كانت حدود التغطية السنويّة التى يتيح "الأبونيه" علاجه من الأمراض فى اطارها تصل الى خمسين ألف جنيه سنويّا فان صاحب"الأبونيه" يظل دائما مقتنعا تمام الاقتناع أنه من الواجب عليه أن يقوم بــ"فرقعة" هذا المبلغ كما يحلو له دون أن يستطيع أحد أن يقنعه أن هذا الميلغ لا ينبغى صرفه الاّ اذا أصيب بمرض عضال يستوجب مصاريف علاجيّه كبيره , ودون أن يستطيع أحد أن يجعله يتفهّم أنه من الواجب أن لايكون من حقّه تحميل من أصدر له هذا "الأبونيه" ملّيم أحمر طالما كان "زى البغل" وصحّته بمب وقادرة على هدم الجبال , وهو شيئ منتظر على أيّة حال طالما لم تكن مفاهيم صاحب "الأبونيه" مرتكزة على فكر ناضج ووعى حقيقى بأن الفائض من الحد الأقصى للتغطية التأمينية لــ"بغل" مثله ستصب فى النهاية فى خانة توفير نفقات علاج من يأن تحت وطأة الفشل الكلوى أو هبوط القلب أو من أكل داء السكّر قدميه. ولأننى لم أكن على دراية كاملة ووعى حقيقى بتغلغل ثقافة الأبونيه فى جذور مفاهيم مجتمعنا فقد أقدمت فى خطوة متهوّرة ورعناء على محاولة اطلاق مشروع طبّى خاص يعتمد على اصدار أنواع مختلفه من الأبونيهات تتيح لحامليها من مرضى السكّر والضغط الحصول على خدمات طبّيه معيّنه –عند الحاجه اليها- كذلك الــ"أبونيه"على سبيل المثال الذى يتيح لمريض ارتفاع ضغط الدم قياس ضغطه لعدد مفتوح من المرّات –عند شعوره بأى اعراض لارتفاع الضغط- فى مقابل مبلغ مقطوع وثابت , فاذا بالتجربة تنقلب الى كابوس عندما تحوّل عدد لا يمكن اغفاله من حاملى "الأبونيه" الى وجوه دائمة الاقامة بالمراكز الطبّيه التى تم اطلاق الفكرة بها , لتجد أن بعضهم يقيس الضغط قبل الأكل وبعده , وكلّما مر بجانب المركز الطبّى وهو فى طريقه لشراء رغيفين عيش أو سيجارتين فرط , ولم لا قياس الضغط أيضا قبل وبعد تدخين السيجارة الكليوباترا لمقارنة قراءات ضغط دمه بتلك التى قام بقياسها فى اليوم السابق (قبل وبعد تدخين سيجارة بلمونت) لمعرفة أى من نوعى السجائر هو الأكثر ملائمة لصحّة سعادته...... ولعل حماتى كانت الأكثر اصابة لكبد حقيقة الأمر عندما قالت لى وهى تتابع مصارعة المحترفين التى تعشقها :" شوف كل ما المصارع بيتزنق بيمسك فى الحبال ازّاى؟؟!!! آهو الأبونيه اللى انت مطلّعه ده عامل زى حبال حلبة المصارعه...كل ما تلاقى واحد لازق فى المركز الطبّى وقايم قاعد نايم فيه , لو سألته بتعمل ايه هنا طول الوقت...حتلاقيه مسك الحبال وقال لك: اييييييه.....أبونيييييييه" وعلى مايبدو فان أكثر انعكاسات ثقافة الأبونيه اخجالا هو عندما يتم تطبيق مفهوم "الأبونيه" فى المطاعم من خلال نظام البوفيه المفتوح والذى حوّل متابعة ما يجرى على هامش الأوبن بوفيه الى شيئ يندى له الجبين....ففى حين أنه من المفترض ان يقوم الزبون بتناول كل ما يستطيع تناوله فانه تحوّل الى محاولة التهام كل ما يتاح له التهامه حتّى ولو كانت الكمّية التى يلتهمها أكبر من طاقة معدته ليطبق الطعام على مراوح قلبه ويقوم بكتم نفسه ليتحوّل الزبون فى نهاية "وصلة الأوبن بوفيه" الى كائن لاهث الأنفاس متحشرج الكلمات جاحظ النظرات وكأنه على وشك توديع الحياة بعد ان أصبح فى حاجة الى من يضعه على كرسى متحرّك لمغادرة صالة الطعام (والغريب أنه عندما يغادر صالة الطعام وهو فى هذه الحالة المزرية من التشبّع الغذائى المفرط فانه لا يقوم بانزال عينيه من على أوانى الطعام اثناء مغادرته وكأنه يودّعها بنظرات الهيام والشوق التى يودّع بها العاشق محبوبته) وفى العادة فان الهجوم الكبير على أوانى الطعام يكون من خلال هرج ومرج كبيرين وكأن يوم الحشر قد أصبح موقعه صالة الطعام التى تروّج لنفسها عن طريق الأوبن بوفيه....ففى هكذا لحظات تاريخيّه فى حياة الأكّيله فان كل زبون يجرى فى اتّجاه أوانى الطعام وهو لايلوى على شيئ....فتجد هذا يدفع ذاك , وهذه تقوم باعطاء كتف قانونى لتلك , ناهيك عن اكتشافك لأن أحدهم قد غرق طرف قميصه المتدلّى خارج بنطلونه فى الصلصه وسلطة الطحينه أثناء انبطاحه فوق المناضد التى يوضع فوقها اوانى الطعام بعد أن ألقى بنفسه فى "الحلل" كمن يقفز من المنط فى حمّام السّباحه , وآخر وقد تلطّخ قميصه من الخلف بالكريم شانتيه من جرّاء التصاق زبون آخر يحمل طبق الحلويّات الخاص به بظهره أثناء التدافع على الفخذه الضانى (فهناك زبائن ناصحين يقومون بالعدو أوّلا فى اتّجاه الحلويّات للعب منها عبّا ثم الاندفاع للمشاركة فى معركة الأوانى المستطرقه...قصدى المغلقه... على مناضد البوفيه الرئيسيّه) ولا يخلو الأمر من طرافة ومواقف كوميديّه , فاذا أسعدك الحظ ووجدّت لنفسك ممرّا آمنا يكسبك موطئ قدم على منصّة التتويج أمام "حلل" الجمبرى فانّك واذ تمسك بالمغرفه وتهم بوضعها فى الحلّه لتضع فى طبقك ماتريد فانّك قد تكتشف أن المغرفة لا تتحرّك وكأنها مربوطة بسلسلة حديدية الى عامود نور , وعندما تحاول تبيّن الأمر تكتشف أن أحدهم ممسكا بيد من الفولاذ بالمغرفة التى هى بالفعل فى يدك ويقوم بالشعلقة باستماتة بها , وعندما تنظر له نظرة استياء من فوق نظّارتك فانّه يعاجلك بابتسامة صفراء لا تخلو من التناحه ليتبعها بقوله : " أنا بس عايز أغرف حاجه" وكأنك كنت ممسكا بالمغرفة كنوع من أنواع التفاؤل وليس لكى تقوم أنت أيضا بغرف "حاجه" ويزداد الطين بلّه عندما يكون من بختك أن تدفعك "زبونه" وتقوم بالقاء نفسها وحشر جسدها بينك وبين المنضده لتجد نفسك واقعا تحت تأثير تكتيك "حزام التابو" فتصيبك شحنة كهربائية تدفعك للخلف تاركا مكانك لها خوفا من أن تتّهمك بأنك كنت تحاول الاحتكاك بها , وتسوء الأمور أكثر عندما تدعو هذه الزبونه زوجها وأطفالها – وأحيانا أصدقائهم- للتسلل تحت غطاء جسدها أمام المنضده لتكتشف بقدرة قادر أنك قد أصبحت بصورة مفاجئة خارج الكادر بعد أن وجدّت نفسك وقد تقهقرت امّا الى باب المطعم الخارجى أو الى باب الحمّام. واذا كنت ممّن يحترمون أنفسهم فانّك تقرّر فى الأغلب الجلوس على منضدتك فى احترام لحين انقشاع غبار المعركه بحيث تتمكّن بعد ذلك من وضع طعامك فى طبقك بعيدا عن الزحام وحفاظا على ملابسك من البهدلة وقلّة القيمه وشظايا الطعام الطائشه المنطلقه أثناء اختلاط الحابل بالنابل ....... فتجلس..... وتجلس..... و....... تجلس...... وتنتظر..... و تنتظر... و..... تنتظر.... ومعركة الأوبن بوفيه تظل على احتدامها.......وحرب البوفيه المفتوح لا تزال مستعرة , وأنت تتسائل فى دهشة علام هذا التدافع طالما كان البوفيه مفتوح وسينال كل زبون مراده فى النهايه....ثم......وعندما يهدأ الجو....ويبدأ غبار ساحة الوغى فى الانقشاع... وتنزاح الأجساد التى كانت قد كبست على أنفاس الحلل , تقوم من على الكرسى, وتخطو (واثق الخطوة تمشى ملكا)فى أناة تجاه أوانى الطعام المصطفّه على مناضد الأوبن بوفيه....وتقترب......و.....تقترب أكثر.......لتكتشف أنه لا يوجد سوى الخواااااء...وأن أوانى الطعام فارغة بالكامل بعد أن أتت جحافل الزبائن عليها ......فتظل منتظرا فى خجل لمدة خمس دقائق بجانب مناضد البوفيه المفتوح وأنت تلقى نظر شاخصة على مناضد الحلويّات التى تم نسفها هى الأخرى...ثم ...تستجمع شجاعتك لتسأل أحد العاملين بصالة الطعام فى برائة عمّا اذا كانوا سيقومون باعادة ملئ هذه الأوانى الفارغه فاذا بك تذوب خجلا أمام تلك النظرة الناريّه التى يرمقك بها دون أن يرد عليك قبل أن يعطيك ظهره وينصرف وهو يهزّ رأسه محتقرا زبائن المحل فى شخصك.... وتظل متجمّدا فى مكانك لفترة...ثم تستجمع شجاعتك مرّة أخرى لتسأل نفس الرجل نفس السؤال...لينطق فى هذه المرّه موبّخا ايّاك بقوله : "انتم لسّه ليكم عين تطلبوا تأكلوا حاجه ثانيه؟؟" وهنا....... تسلّم بالأمر الواقع..... وتتقمّص دور منقّبى ومستكشفى الذهب فى الغرب الأمريكى القديم.... وتظل تحوم حول البوفيه المفتوح حتّى تكتشف بعض السلطات المنسيّه وكسرات خبز مدفونه وسط انقاض المعركه...فتقوم بلملمتها فى طبق , وتنزوى بها على منضدتك , وتتناولها بعد أن زال عجبك من سبب هذا التدافع الهستيرى على أوانى الطعام اذ أن مجتمعاتنا طالما أصيبت بعقدة "يالاّ قبل ما يخلص" والتى حفرتها بوجدانها طوابير الجمعيّه و رسّختها طوابير العيش , ورغم أن منظر صالة الطعام الفاخرة كان يوحى بأنه لابد من التخلّص من هواجس هذه العقدة الاّ أن ذلك السلوك التدافعى التزاحمى المقيت والمخجل ما يلبث أن يكشف لك أنه كان نتاج تردّى السلوك العام للزبائن بقدر ما كان نتاج تردّى فى نوعية الخدمة التى يقدّمها المطعم بتقاعسه عن الالتزام بواجباته تجاه زبائنه فاذا به يفشل فى أن يبعث داخلهم شعورا بالطمانينة بأنه اذا فرغت الأوانى فسيتم اعادة ملئها , وبهذا فانّك تجد نفسك أمام طرفى نزاع كلاهما كان مذنبا وفى ظل ظروفك الغذائيّه السيّئه التى تمر بها فى هذا الأوبن بوفيه بعد أن فشلت فى الحصول على أكثر من كسرة خبز وبعض السلطات , فانّ فكّك يتدلّى ليسقط فى حجرك من الاستياء و الحسره على سلوكيّات الزبائن عندما تجد أحدهم وقد بدأ فى اعداد سندوتشات ليضعها فى كيس نايلون أخرجه من جيب بنطلونه بعد أن فشل فى الاجهاز على أطنان الطعام التى حشدها فى طبقه الذى أصبح هرمى الشكل فى دلالة على اعتزازه بحضارة المسلاّت, واذا كان قد غرف فى طبقه ما يفوق طاقته بكثير فانه الآن يحاول الافلات ببعض السندوتشات ليجهز عليها بعد أن تتخلّص معدته من الحمل الثقيل الذى تنوء به.....وتكتشف أنك قد نسيت نفسك وأطلت الحملقه فى هذا الزبون لدرجة أنه قد لاحظ ذلك......واذا به يتحفّز اليك ويصوّب سهام نظراته الوقحة اليك ردّا على نظرات استيائك......ويفتح فمه ليرد بكلمات ناريّه على نظراتك...ولكنّه قبل أن ينطق بالكلمات التى يعيق خروجها الطعام المكتظ بفمه فانّك تساعده وتأخذ كلماته من على طرف لسانه لتقول له: "ماتتعبش نفسك......عارف والله ........ اييييييييييييه.....أبونييييييييييييه" <span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' /> رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Faro بتاريخ: 4 أغسطس 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 4 أغسطس 2003 الأخ محبط الطفاسة تجدها فى جميع بلاد العالم وهذه خبرتي ... حتى فى الأفراح التى دعوت لها فى مصر. هنا فى أوروبا وفى أغلب الحالات يكون طعام البوفيه المفتوح طعاما باردا و مكشوف أى غير مغطى و هنا تكمن الكارثة - التسمم المعوي - حيث أن الجو المحيط بهذه الأطعمة أصيب بالتلوث بسبب العدد المهول من الحاضرين ... لذا فأنا أتجنب البوفيه المفتوح البارد والسلاطات. لقد سمعت من الأصدقاء الأوروبيون الكثير من المدح الإيجابي عن البوفيه المفتوح فى المدن السياحية فى مصر, ولكن إذا أراد أى مطعم فى القاهرة تنفيذ هذه الفكرة فستكون الخسارة من نصيبه حيث أن مكسب المطعم الأروبي يعتمد على المشروبات وليس الطعام. أما موضوع ذمة صاحب المطعم فى أوروبا فهي فى أغلب الحالات لا تختلف عن ذمة المصري, وأيضا موضوع إستغلال التأمين الصحي فلايوجد أى إختلاف بين الأوروبي والمصري. الدين لله, المحبة سلام والتعصب خراب الحياة فيلم لا يعاد عرضه رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Mohd Hafez بتاريخ: 5 أغسطس 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 5 أغسطس 2003 سواء أستخدام البوفيه المفتوح أو المفضوح وكذلك الأبونية يعكس بحق قدر العدل الإجتماعي في المجتمع .. فلو كل فرد في المجتمع مقتنع تماما بأن الأخريين سيحترمون حقه العادل في الطعام وغيره .. ما تسرع ونهب .. بينما عندما تكون فكرة الظلم والطغيان قابعة في عقله الباطن .. ويدرك تماما أن الأخرين سيظلمونه تماما وأنه لا أمان في التعامل معهم .. سيحاول أن ينهب أكبر قدر ممكن من الغذاء. والدليل على ذلك .. تجربة عملية بسيطة جدا .. أعزم واحد مصري من أفراد الطبقة المتوسطة في حفل فرح بفندق خمس نجوم .. مع بوفيه مفتوح .. ستراه يتصرف كما تصرف عادل إمام في فيلم اللعب مع الكبار .. ثم أعزمه مرة أخرى في حفل فرح بفندق أخر بسنغافورة أو ماليزيا على سبيل المثال .. ستراه يختلف تماما .. فالطعام على المائدة كثير .. والفندق يملئ الفارغ طول الوقت .. وسيري أن المعازيم سيتجهون للطعام ببطء شديد وكأنه أمر غير ذي بال .. لن يتركوا الغناء أو اللقاءات التي تعقد على جانب الحفل من أجل ملئ البطون .. ستجد نفس الفرد تقمص نفس الطباع .. ونفسه إنسددت على الطعام .. وكأن الطعام غير موجود .. ولكنه يشعر تماما أن بعد نهاية لقائه مع فلان أو علان سيجد طعام متوافر إذا {غب في الطعام .. فالموضوع بالكامل هو مقدار ما يشعر به الفرد حقيقا من من العدالة الإجتماعية. ... كيف تصبح مصر نمرا اقتصاديا... ... المنفذ الحقيقي لأحداث سبتمبر ... ... مطالب مواطن مصري.... رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
فــيــروز بتاريخ: 5 أغسطس 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 5 أغسطس 2003 تعقيبا على كلام ايجبت خمسه اظن انى سمعت لفظ قد يصف هذا الموقف و ثقافة الابونيه وصفا جيدا الا وهو اخلاق الزحام فالجميع خائف ان تفوته اللذه و ينتهى الطعام قبل ان يغرف منه ما يشاء فيتدافع نحو الطعام -او ايا كانت الخدمه محل النقاش- لياخذ منها ما تتيحه له الظروف وليذهب الباقون الى الجحيم حتى ان البعض قبل ذهابه الى فرح فيه بوفيه مفتوح مثلا يعد نفسه ولا ياكل قبلها بخمسة ايام مثلا فيبدو فى الفرح مثل الخارجين من مجاعه لم يمر بها الصوماليون انفسهم !! وانا شخصيا فى هذه المواقف احترم نفسى و لا اقترب من البوفيه فى اى فرح احضره .. وحتى هذا الموقف المتعالى -وش واحده طالعه فيها- لا يمر بسلام .. فالاصدقاء ينظرون لهذا الموقف على انه موقف عبيط ولابد ان اجرى على البوفيه لآخذ نصيبى و حين يصل الموضوع الى درجة الاصرار اعدهم بالذهاب معهم وما ان يبدا البوفيه حتى اذهب للاختباء فى حمام السيدات .. وده اهدا مكان ممكن الواحد يقعد فيه وقت البوفيه .. وحين اعود لا اسلم من نظرات شامته !! كأنها تقول لى راحت عليكى يا هبله !! والصراحه حين اذهب لفندق مثلا ويكون البوفيه مفتوح باكتئب .. لانى باحس بحرج فظيع جدا و انا باخد الاكل لانى باحس ان كل الناس بدءا من الشيف بتبص لى هاخد ايه !! واذكر ان مره كان عندى شغل فى اسكندريه و اضطريت للمبيت فى فندق و اما جيت افطر ولقيت البوفيه مفتوح اكتفيت بالجبن و الشاى .. و اما الموقف تكرر لقيت المضيفه مدموازيل ظريفه كده جايه تسالنى انا ليه ماطلبتش فول و بيض و كل الحاجات اللى الشيف واقف ياخد طلبات بيها !! و الالطف ان الراجل حس بالاهانه لانى تجاهلت خدماته بس انا احرجت اقول لها انى مكسوفه اطلب طلب معين فاكتفيت بالجبن الموجوده بالفعل .. من الآخر كده انا باكره البوفيه المفتوح ده .. خصوصا لانه فى الغالب كما قال الاخ محبط لا يعاد ملؤه مره اخرى ويا ويلك يا سواد ليلك لو رحله كلها بوفيه مفتوح يبقى هتموت من الجوع اذا كنت من انصار استنى للآخر زيى "أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونٌَ" صدق الله العظيم ----------------------------------- قال الصمت: الحقائق الأكيده لا تحتاج إلى البلاغه الحصان العائد بعد مصرع فارسه يقول لنا كل شئ دون أن يقول أى شئ مريد البرغوثى رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
disappointed بتاريخ: 28 يوليو 2004 كاتب الموضوع تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 28 يوليو 2004 ففى حين أنه من المفترض ان يقوم الزبون بتناول كل ما يستطيع تناوله فانه تحوّل الى محاولة التهام كل ما يتاح له التهامه حتّى ولو كانت الكمّية التى يلتهمها أكبر من طاقة معدته <span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' /> رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان