اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

عدد الطلبة أكثر من الصراصير!


Recommended Posts

يا بيه.. عدد الطلبة أكثر من الصراصير!

بقلم: صلاح منتصر

بتاريخ 18 مارس 1986 كتبت لي هذا الخطاب وارسلته إلي.. وربما لانها لم تكتب اسمها أو عنوانها فلم انشره في وقتها.. ولكنني احتفظت به.. وفي الأيام الأخيرة وكنت اعيد ترتيب أوراقي القديمة عثرت عليه واخرجته.. لقد مضت 17 سنة كاملة عليه لابد أن أمورا كثيرة قد تغيرت بالنسبة لصاحبة الخطاب وهي طبيبة شابة ذكرت ان سنها في ذلك الوقت 27 سنة أي أنها اليوم تجاوزت الرابعة والاربعين..

لفت نظري في الخطاب الاحساس الادبي الرفيع الذي نسجت به رسالتها.. والمرارة الشديدة التي تبلغ حد اليأس لطبيبة شابة اقتحمت كلية الطب بأعلي مجموع في ذلك الوقت ثم تخرجت بأمل ان تنطلق بجناحين يرفرفان بالفرحة والأمل.. لكن الذي تتحدث عنه ليست فيه بسمة فرحة، ولا زهرة أمل.. تري أين هي الآن؟ احيانا أشعر أن امرا حزينا حدث لها.. ومع ذلك يبقي الأمل أن تقرأ رسالتها التي بعثتها من 17 سنة منشورة فتعيد من انقطع وتكتب لي لتحكي عما جري.. ثم اترك المكان لرسالتها..

*****

سيدي الفاضل.. من السهل أن أكتب لك.. من الصعب أن تقرأ لي.. من المستحيل أن تنشر لي.. لكني مع ذلك مصممة علي أن أقول لك ما بقلبي المعذب، وما بقلبي المرهق، وما بجسدي المكدود. أعرف أن هموم بلدي كثيرة.. ولكن قد يفوق هم فرد واحد هموم أمة كاملة.. وهذا هو شعوري الآن.. وللعلم فأنا اكتب لسيادتك بعد تناولي نوعين من الاقراص المهدئة التي وصفها أحد اساتذتي بكلية الطب إلي جانب حقن للتهدئة النفسية اذ أن استاذي شخص حالتي: ارهاق ذهني.. اكتئاب.. الشعور بالاحباط العملي والعلمي. سألني الأستاذ: أين تعملين يا دكتورة؟ اجبت ودموعي تغمر وجهي: في ريف مصر السحيق.. سألني هل انت راضية عن عملك؟ قلت: الحمدلله الذي لا يجحمد علي مكروه سواه.. سألني بم تشعرين وانت طبيبة في الريف.. أجبت بالاحباط.. بالقهر.. بضياع الأمل والهدف! وهكذا كتب لي الطبيب الاستاذ روشتة بأدوية مهدئة اتناولها لأول مرة.. والسبب بلدي المحبوب.. أقصد نظام بلدي المحبوب.. تسألني كيف؟ سأذكر لك بعض ما يعانيه الطبيب الشاب في مصر بعد دراسة للطب شاقة ومدمرة.. تخيل نفسك حاصلا علي 95.5 % في الثانوية العامة مثلي، ثم فوجئت بأعجب المناهج وأشقها في السنوات الأولي بكلية الطب. اذكر يا سيدي أنه كان مطلوبا مني ومنا في أول عام لنا في دراسة الطب تشريح 'الصرصار'. واصبت بالاشمئزاز والقرف والغثيان بل والاكتئاب.. ثم قررت ألا أجشرٌح هذا الصرصار ولو كانت النتيجة رسوبا في امتحان العملي.. وجاء وقت الامتحان. وسمعت رئيس اللجنة يطلب من عامل المعمل احضار الصراصير لنشرحها في الامتحان.. ولكن العامل ذهب وجاء خاوي اليدين ليقول لرئيس اللجنة: يا بيه عدد الطلاب أكثر من عدد الصراصير!!.

ورغم أن الجملة التي قالها العامل بطريقة عفوية قد اعفتني من العمل الذي كان يمكن أن ارسب بسببه إلا أنها كانت كالرصاصة إلي نظام التعليم الطبي في مصر حيث الاهتمام بالكم لا بالكيف، وحيث علمونا ونحن الوف نملأ المدرجات فلا نري وجه الاستاذ احيانا ولا وجه المريض في أغلب الاحيان!.

كيف لا يصرخ عاقل في مصر بوقف هذا الجنون في قبول كل هذه الاعداد من الطلاب؟ والنتيجة ان خريج الطب لا يمكن أن يرضي عن مستواه بعد التخرج.. بل يشعر بالعجز والاحباط والفشل.. ومن عجب يا سيدي أن الكفاح لم يعد يؤتي ثماره.. فوالدي المكافح لم يستطع مساعدتي أثناء دراستي للطب بدروس خصوصية لا يستطيع ان يسدد من أجلها الوف الجنيهات.. الدروس الخصوصية يمكن أن تساعد طالب الطب في الحصول علي أعلي التقديرات وبالتالي يتخصص كيفماء شاء.. أما أنا فقد حصلت علي البكالوريوس بتقدير جيد، وبمجموع متواضع، لكني حصلت في 'الأطفال' علي 'جيد جدا' لكن وزارة الصحة الموقرة تعاقبني، فتحرمني وتحرم المئات وربما الالوف من التخصص المحبب بحجة المجموع المتواضع.. فما ذنبي؟

لقد كافحت في هذه الكلية المرهقة وكافح معي والدي.. وها أنا ألقي في الريف.. في آبار لا ارتوي منها علما.. بينما الوساطة والمحسوبية تتيح لبعض الحاصلين علي 'مقبول' احسن التخصصات.

إن الوزير يتحدث عن الغاء الاستثناءات (مداخلة: كان وزير الصحة في ذلك الوقت الدكتور حلمي الحديدي) تحت يدي عشرات الامثلة للاستثناءات.. ان شعوري بالاحباط وخيبة الأمل لا حدود له.. ربما يظل بقائي في الريف سنوات.. ربما أنقل لأجلس علي مكتب في الصحة 'المدرسية' مثلا لأصبح موظفة ب ..... ربما أموت قبل أن أشعر بكياني كدكتورة.. آه نسيت أن أقول لك إن مرتب الدكتور بعد التخرج مباشرة 50 جنيها.. وبعد عام يرتفع الي 64 جنيها.. وبعد الاعداد للتخصص يصل الي 65 جنيها.. إلا انه في نفس الوقت الذي يتخصص فيه يخصم من مرتبه السابق 15 جنيها 'بدل العيادة'.. أي يعود المرتب للاخصائي لحوالي خمسين جنيها لان الوزارة تظن أن أي طبيب فتح عيادة لابد أن الله سيفتح عليه بألوف الجنيهات شهريا كما هو الحال بالنسبة للانفتاحيين.

لقد عرفت ضمن ما عرفت ان الطب تجارة وشطارة، وانه مطلوب مني اسلوب بهلواني لاقناع الناس بعبقريتي في شفاء الامراض، وان النجاح في سوق الطب يحتاج إلي ارادة كسب المال.. ولكني واعترف بذلك فشلت في تكوين هذه الارادة لجمع المال.. والنتيجة انني لا استطيع شراء ثوب لائق من مرتبي.. أجد صعوبة بالغة في شراء مرجع أو كتاب من مرتبي المخجل '65 جنيها'. لم تتح لي فرصة العمل بعيادة لاسباب عديدة.. لا املك المال أصلا لفتح عيادة.. كل شيء امامي مجهول ومظلم.. المستقبل العلمي والعملي.. أشعر باليأس القاتل.. حتي الزواج لم يعد في نظري موضوعا ذا أهمية وأنا في السابعة والعشرين من عمري.. ان الوزارة.. وزارة الصحة تعاقبنا بشرفنا في المهنة.. تذلنا بحرماننا من الوساطة.. تجازينا بكفاحنا أثناء الدراسة وحتي الان.. تصفعنا ب 65 جنيها أول كل شهر وتطالبنا بالانسانية والرحمة والعطاء.. وتقوم بعمل الرحلات هي والنقابة باضعاف مرتباتنا.. انها وزارة الاقوياء لا الضعفاء البسطاء امثالي.. انه الظلم المبين هذا الذي اشعره ويشعر به كل طبيب 'شاب' بمعني ابيض شعر رأسه.. لقد قتلوا فينا الأمل.. ناهيك يا سيدي عن عذابنا حين نبدأ مشوار الاستذكار للدراسات العليا.. ان اساتذة الجامعة الاطباء يعاملوننا نحن أطباء وزارة الصحة معاملة احتقارية.. انهم يتهموننا بالجهل وانعدام الحصيلة العلمية، والنتيجة انهم يؤكدون علي رسوب طبيب الماجستير التابع لوزارة الصحة مرة واثنتين وثلاثا والي ما شاء الله.. بل ان بعض الاساتذة لا يرحم طبيبة لديها أبناء لابد انهم يستغرقون اغلب وقتها.. اقول لا يرحمونها بل يعذبونها بتكرار الرسوب وبالتحقير المستمر للمستوي العلمي مع العلم ان طبيب الجامعة يلقي كل ما يرجوه من المستوي العلمي لاتصاله بالاساتذة.. ومع هذا فقد يفوقه طبيب آخر في وزارة الصحة ولكن طبيب الوزارة لا يلقي تشجيع السادة الاساتذة في كليات الطب بل قد يرسب مرات عديدة ظلما وتعسفا..

سيدي.. ان ألمي بلا حدود.. كيف يطالبونني بتخفيف آلام المرضي؟ افكر في ترك مهنة الطب رغم حبي لها.. لا أدري لم أصلح.. لقد قتلت هذه المهنة بما فيها من عناء لا ذنب لي فيه كل المعاني المتفائلة، وكادت تقتل حبي للشعر والادب والخيال.. هل لديك يا سيدي ما يعينني علي عنائي في مهنة الطب؟ هل لديك اقتراح بخصوص المرتب اياه والذي لا يكفي لشراء فستان؟ هل لديك ما يفيدني أكثر من الحبوب المهدئة؟ معلهش دوشتك.. آسفة جدا.. وآسفة أيضا لعدم ذكر اسمي..

هذا هو الخطاب الذي تلقيته من 17 سنة ولم تشطب فيه كاتبته كلمة.. تري أين هي؟ ماذا فعلت بها السنون.. هل خرجت من بئرها التي لا تروي علما ولا أملا؟ هل مازالت تشكو؟ هل أصبحت لها عيادة ونسيت الكتابة؟ ثم الزاحفون الجدد إلي اعماق الريف والمستشفيات والمصحات.. هل تغيرت الدنيا عما كانت قبل 16 سنة؟ هل أصبحت الحياة لونها بمبي والدراسة أكثر فائدة والمرتب يشتري البدلة والفستان ويعوض الاب الذي روي بعرقه أحلام أولاده وبناته؟ عشرات الاسئلة فهل من مجيب؟!.

http://www.akhbarelyom.org/akhbarelyom/iss.../3066/1207.html

لا

==================================

كل شيىء لابد ان يكون بسيط ولكن ليس ابسط....من اقوال اينشتين

رابط هذا التعليق
شارك

على أيامنا كانوا بيطلبوا مننا نشرح عين النملة وكان معظم النمل في المعمل أحول فكنا بنتعب أوي عشان نظبط زوايا العجل ..... قصدي زوايا عيون النمل ..

ولما كنا في إمتحان أول سنة .... طلبوا مننا تشريح أذن الناموسة الأفريقية الإستوائية .

ممنوع الرجوع للوراء

رابط هذا التعليق
شارك

طلبوا مننا تشريح أذن الناموسة الأفريقية الإستوائية
.

واما هى الناموسه عندها ودن امال مش بتمشى ليه اما نقول لها هش !!

الصراحه الموضوع ده من ساعة ما قراته وانا حاسه باكتئاب .. الحمد لله انى لم ادخل كلية الطب .. الصراحه التعليم دلوقت ممكن نحس انه زى ما كان قبل الثوره رغم انى لم اعش هذه الفتره لكن مما رايته فى الافلام و خصوصا فيلم رد قلبى اقدر اقول انه بعض المهن الآن صار من الافضل ان يرحم الفقراء و متوسطى الدخل انفسهم من الالتحاق بها حتى لا يصابوا بهذا التشتت و الحسره التى اصيبت بها هذه الطبيبه التى كانت شابه .. وزمان قال الامير : على ابن الجناينى بقى ظابط يا انجى !!

"أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونٌَ"

صدق الله العظيم

-----------------------------------

قال الصمت:

الحقائق الأكيده لا تحتاج إلى البلاغه

الحصان العائد بعد مصرع فارسه

يقول لنا كل شئ

دون أن يقول أى شئ

tiptoe.gif

مريد البرغوثى

رابط هذا التعليق
شارك

واما هى الناموسه عندها ودن امال مش بتمشى ليه اما نقول لها هش !!

لأنها مابتعرفشي عربي ... انتي نسيتي إنها أفريقية إستوائية؟؟؟؟؟؟

يعني بتفهم لغة السواحيلي أو الماو ماو .

أما بالنسبة لموضوع التعليم ومخرجاته في الزمن الحالي فأعتقد بأنه كله مجرد تضييع وقت وجهد عالفاضي بدون محصلة حقيقية تفيد المجتمع وتتحول السنوات العجاف إلى مجرد رقعة من الورق يتم بروزتها وتعليقها على الحائط لزوم الشيء يعني .

والعبرة بالخبرات العملية الحقيقية في سوق العمل مع التمسك بمسايرة العصر من لغات وكمبيوتر وتكنولوجيا متنوعة ومتابعة مستمرة لأحدث التطورات كل في مجاله .

ممنوع الرجوع للوراء

رابط هذا التعليق
شارك

انتي نسيتي إنها أفريقية إستوائية؟؟؟؟؟؟

لا والله انا كنت عارفه انك هتقول كده بس قلت دى زمانها خدت الجنسيه و بقت لبلب فى العربى و هتفهمها وهى طايره icon_lol.gif بالمناسبه هى اللغه اسمها سواحيلى ولا سواهيلى زى ما بيقولوها الاجانب icon_biggrin.gif معلش اصلها حبكت معايا استظراف ارجو انك تستحملنى icon_redface.gif

طيب وحتى ينصلح النظام التعليمى الحالى هل نتوقف عن التعلم؟ حتى مع علمنا ان ما نتلقاه من علوم كان ممكن نتعلمها بصوره افضل واننا كان ممكن نؤدى بصوره احسن؟

"أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونٌَ"

صدق الله العظيم

-----------------------------------

قال الصمت:

الحقائق الأكيده لا تحتاج إلى البلاغه

الحصان العائد بعد مصرع فارسه

يقول لنا كل شئ

دون أن يقول أى شئ

tiptoe.gif

مريد البرغوثى

رابط هذا التعليق
شارك

الاخوه الاعزاء ، والله الكلام المكتوب في الرساله دي صح فعلا تمام.

الطلاب عددهم اكتر من الصراصير ، والواسطه بتلعب لعب كبير فعلا.

ولكن ارجع واقول انه لايصح إلا الصحيح ، الواسطه قد تخدمك بعض الوقت ولكن ليس كل الوقت ، وعندما تذهب الواسطه ينكشف صاحبها ، فهو قد بنى نفسه على الباطل.

...........................

إيه الكلام اللي انا عمال أقرأه ده ، صراصير ونمل وناموس إستوائي ، هو انا في محاورات المصريين ولا في برنامج ( عالم الحشرات)، عامة هاترككم الان لإن البرغوت الهندي بتاعي بينادي على.

....................

سقراط المصري الشهير بالدبور (استاذ كرسي لغة براغيت هندي)

<span style='font-family: Arial'><span style='font-size:14pt;line-height:100%'><span style='color: blue'><strong class='bbc'><br />زوجتي الحبيبه ، امي الغاليه ، حماتي الطيبه<br /><br />برجاء تجهيز مايلي يوم وصولي لأرض المحروسه :<br /><br />باميه باللحم الضاني ، محشي ورق عنب ، كباب حله ، قلقاس باللحمه ،نص دستة زغاليل محشيه ، بطه راقده على صينية بطاطس ، وزه متشوحه كفتح شهيه ، صينيه رقاق ، موزه مشويه على الفحم ، سلطة طحينه بالليمون ، مية "دقه" ، ملوخيه بالارانب ، شربة فرخه بلدي بالحبهان والمستكه، برميل تمرهندي............... وكفايه كده عشان انام خفيف.<br /><br />سقراط المصري<br /></strong></span></span></span>

رابط هذا التعليق
شارك

الصراحه الموضوع ده من ساعة ما قراته وانا حاسه باكتئاب .. الحمد لله انى لم ادخل كلية الطب ..

عزيزتي فيروز .اذا حسيتي بالأحباط عندما قرأتي المقالة دي ؟امال حتشعري بأية لما تقرأي هذه المقالة؟؟

انا شخصيأ كنت بشد في شعري من الاهمال الذي اصاب مستشفياتنا وادعو الله ان لايتعرض ابدأ ان يلجأ الي اي مستشفي في مصر حيث انه لن يجد اي نوع من الرعاية أو الأهتمام وقد يتسبب ذلك في موته ولو لأتفه الأسباب !!!...

http://www.akhbarelyom.org.eg/hawadeth/iss...s/592/0200.html

اهمال حتي الموت!

الموقف بالغ الصعوبةداخل قسم الاستقبال بالمستشفي.. يبحثون عن الطبيب المختص فلم يجدوه.. أخيرا يرد العاملون بقسم الاستقبال انه غير موجود بالمستشفي.. موجود في عيادته!

* مفيش أي دكتور غيره.. الحقونا البنت بتموت ياناس؟!

­ فيه الدكتور (...) امتياز!

جاء طبيب الامتياز ليجد نفسه امام ابشع موقف في حياته.. حالة خطيرة تصارع الموت لطفلة لم تناهز من العمر عاما ونصف العام.. قال الطيب الصغير:

* عايزين نضع لها جهاز التنفس الصناعي الخاص بالاطفال بسرعة!

بحثوا عن الجهاز ساعة.. وأخيرا قالوا: 'المستشفي لايوجد به اسطوانة اوكسجين'!

.. عاد الطبيب الصغير يطلب عمل اشاعة علي رأس الطفلة المصابة.. لكن فوجيء الجميع ان الجهاز معطل ولايعمل.. الوقت يمر.. والحالة تزداد خطورة.. وعمليات انقاذ الطفلة تحولت الي مسلسل جديد للاهمال والتعاون في آداء الواجب من اصحاب المهنة المقدسة.. صرخ أفراد اسرة الطفلة طالبين سيارة اسعاف مجهزة لنقل الطفلة بسرعة الي مستشفي المنيا الجامعي الذي يبعد عن مطاي حوالي 40 كيلو متر.. لكن المفاجأة الرابعة عندما جاءهم الرد بأن سيارة الاسعاف الخاصة بالمستشفي معطلة ولاتعمل!

يتكهرب الجو داخل المستشفي.. الناس مازالوا أسري للذهول من فرط الاهمال الصارخ الذي صدمهم من المستشفي.. وقفوا في عرض الطريق السريع.. أوقفوا سيارة ميكروباص اجرة.. نقلوا داخلها الطفلة المسكينة الي مستشفي المنيا الجامعي.. وداخل المستشفي الجامعي.. التف فريق من الاطباء حول الطفلة.. يبذلون قصاري جهدهم لانقاذها.. فحوص اشاعات.. أخيرا يصدر التشخيص:

­ نورهان اصيبت بنزيف شديد بالمخ.. وحالتها زادت خطورة بسبب عدم اسعافها بسرعة بعد ان ظلت لأكثر من ساعة تفتقد للاسعافات داخل مستشفي مطاي.

أدخلوها غرفة العمليات.. أجروا لها عملية جراحية استغرقت ثلاث ساعات.. بعدها خرجت نورهان وهي كما هي.. غائبة عن الوعي.. دخلت غرفة العناية المركزة.. لكن القدر لم يمهلها الحياة اكثر من عشر ساعات أخري حتي أسلمت الصغيرة الروح الي بارئها.. ماتت ضحية الاهمال!

بنتي دفعت الثمن!

كانت كلماته تقطر حزنا عميقا.. الدموع جفت في عينيه من فرط البكاء.. حزن الدنيا كله كان يعيش في ملامح وجه الاب الحزين.. بصعوبة تكلم معنا والد نورهان داخل المنزل الحزين..قال الأب الذي هده الحزن:

­ نورهان كانت نور حياتنا.. وسر سعادتنا.. رغم أن لي بنتين وولد..لكن نورهان كانت تشعرنا انها سابقة سنها بكتير.. لن انسي اللحظة البشعة اللي سقطت فيها نورهان من البلكونة الي الشارع امام عيني وانا داخل صالون الحلاقة.. شفتها.. أيوة شفتها.. ياريتني كنت مت قبل ما أعيش اللحظة دي.. اللهم لا اعتراض يارب علي حكمك!

­ يسكت الأب لحظات يمسح فيها الدموع التي غلبته ثم يكمل:

نورهان كانت بتلعب في البلكونة.. واقفة علي الكرسي وفي ايدها لعبة بتحبها.. وبعدين وقعت منها اللعبة.. ميلت علشان تمسكها باديها.. لكن للأسف سقطت الي أرض الشارع.. انا مؤمن جدا بقضاء ربنا.. لكن الاهمال اللي شفناها في مستشفي مطاي المركزي وكان سبب في موت بنتي لتأخر اسعافها لم يكن مجرد حالة اهمال عادية­ دي مصيبة.. لان معني ذلك.. ان اللي حصل ده ممكن يحصل مع أي حالة تانية.. وتكون الضحية عشرات.. بل مئات الضحايا.. مش قادر اصدق ان مستشفي زي ده لايوجد به طبيب استقبال أخصائي.. أو اجهزة طبية.. أو حتي سيارة اسعاف مجهزة لنقل الحالات الخطيرة الي أقرب مستشفي تتوافر فيه الامكانات الطبية لانقاذ المصابين.. مش عارف إيه رأي وزير الصحة في اللي حصلنا ده؟.. يرضي مين؟! 

ودعنا نتخيل ان احد اولادنا أو بناتنا اضطر مرغما ان يذهب للمستشفي وتعرض لما تعرضت له هذه الاسرة ...فلا أتعجب ان يرتكب جريمة يكون سببها الاحساس بالفساد والاهمال في كل جهة رسمية أو غير رسمية في مصر .ماذا نتوقع من اطباء وزارة الصحة بعد هذا اذا لم تتوافر لهم اي امكانيات في المستشفي ..ولاحول ولاقوة الا بالله

أننـا ندفع ثمـن غالـي لسلبـيـتـنا وسكوتنـا والثمن قـابـل للارتفــاع الى أن تتعـدى تكلفـة السـكوت والخنـوع تكلفـة التغـيير وقتهـا فقـط قـد يحـدث التغـيـيـر

رابط هذا التعليق
شارك

الصراحه الموضوع ده من ساعة ما قراته وانا حاسه باكتئاب .. الحمد لله انى لم ادخل كلية الطب ..

و مين سمعك؟ أنا كمان بحمد ربنا أنى مادخلتش طب ...

أيامها برضه حسيت بالتفرقه و الأضطهاد ...

ماعرفتش أخش طب علشان جبت 46.5% فى الثانوية العامة ...

بلد شهادات صحيح!

_______________________________________

لينكس الحرفوش لينكس و ولده بطاطا

مدرب كلب البحر "أنيسة" بحدائق الحيوان بالجيزة

رابط هذا التعليق
شارك

والسبب بلدي المحبوب.. أقصد نظام بلدي المحبوب
اذكر يا سيدي أنه كان مطلوبا مني ومنا في أول عام لنا في دراسة الطب تشريح 'الصرصار'. واصبت بالاشمئزاز والقرف والغثيان بل والاكتئاب..
على أيامنا كانوا بيطلبوا مننا نشرح عين النملة

صراصير نمل يااااااى لا الحاجات دى معدتش موضة خالص

بس انا مش شايفة اى مشكلة واحدة بتشرح بنى ادم و بتدرس على جثة يبقى هتتقرف من صرصور الامور

حيث الاهتمام بالكم لا بالكيف،

هى دى المشكلة

لقد عرفت ضمن ما عرفت ان الطب تجارة وشطارة،

وكمان الطب وراثة مش دراسة

فأعتقد بأنه كله مجرد تضييع وقت وجهد عالفاضي بدون محصلة حقيقية تفيد المجتمع وتتحول السنوات العجاف إلى مجرد رقعة من الورق يتم بروزتها وتعليقها على الحائط لزوم الشيء يعني .

هو مش على الفاضى اوى لان الورق اليومين دول غالى و بيستوردة من بلاد برة

ودعنا نتخيل ان احد اولادنا أو بناتنا اضطر مرغما ان يذهب للمستشفي وتعرض لما تعرضت له هذه الاسرة ...فلا أتعجب ان يرتكب جريمة يكون سببها الاحساس بالفساد والاهمال في كل جهة رسمية أو غير رسمية في مصر .ماذا نتوقع من اطباء وزارة الصحة بعد هذا اذا لم تتوافر لهم اي امكانيات في المستشفي ..ولاحول ولاقوة الا بالله

معيد كان بيدينا درس نظرى وكان بيشتغل فى مستشفى كان بيقول انة لوحدة فى شهرين مموت خمسة يعنى لو سابوة على المرضى مش هيكون بعد كدة فى ازمة سكان

وكانو مرة جايبين فى التلفزيون بيصور فى مستشفى وعمالين يمدحو فى النظام و المستوى اللى وصلتلة المستشفى وكانت الصورة وراهم مبينة قطط رايحة جاية لا والقطة الكبيرة شايلة القطاقيط الصغننين بتعديهم من قدام الكاميرااا

ومرة كمان فى اول السنة كانت واخدانى الحماسة وعايشة الدور و عايزة اشوف جهاز معين بناخدة نظرىعايزة اروح اشوفة فى المستشفى(المستشفى لازقة فى الكلية)بس فشلت فشل زريع انى ادخل المستشفى طيب انا وزائرة ومعرفتش بس اعتب جواها امال لو فى مريض هيعمل اية!!!!!!!!!

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 أسابيع...

عزيزي امير المشكلة ليست في مجانية التعليم ... المشكلة في النظام ... مصر تخرج سنويا حوالي 7500 طبيب لمعدل زيادة سنوية يقترب من المليون و نصف مع ملاحظة ان نسبة كبيرة من هؤلاء الاطباء ليسوا للاستهلاك المحلي و ان نسبة المهاجرين الدائمين و المؤقتين منهم عادة مرتفعة الي حد ما

هل تحديد عدد الدارسين في كليات الطب يخضع لدارسة محددة عن احتياجات السوق في مصر ؟؟ ام ان الموضوع بالبركة

هل هناك تصور يمتد لعشرات السنين كما هو الحال الان في العالم المتقدم لاحتياجات العلاج و التدريب الطبي ام ان الموضوع متروك لتنبؤات الحاجة صفصف و الشيخ ابو خيمة زرقة

فرنسا مثلا تحدد الدارسين في كليات الطب سنويا بحوالي 4 الاف طبيب و سيتم زيادة هذا العدد بعد حرب و مجهود مستمر لحوالي 5 الاف في العام من نقابات الاطباء نتيجة للعجز الشديد حاليا و نتيجة لارتفاع اعمار السكان بما يعني الاحتياج لخدمات صحية كثيفة و بالطبع يصاحب ذلك ارتفاع في المستوي الاقتصادي و في مستوي المعيشة المهم ان نقابة الاطباء هنا وضعت تصور هام لتعداد الاطباء عام 2030 بالنسبة لاحتياجات السكان و بتحارب علي مستويات كثيرة لزيادة تعداد الاطباء في السنوات القادمة مع ملاحظة ان التعليم في فرنسا يعتبر مجاني ايضا

المعادلة بسيطة

ارتفاع مستوي المعيشة + ارتفاع مستوي الاعمار = زيادة الاحتياج للخدمات الطبية

هل تلك الظروف تتوافر لدينا لتخريج كل تلك الاعداد .. لا اعتقد ذلك

الرئيس مسئول عن كل ما تعاني منه مصر الأن

لا

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 أسابيع...
عدد الطلبة أكثر من الصراصير!

اذا وضعنا أنفسنا مكان حكومتنا أو المسئولين ...

فما هى الحلول أو الأفكار المقترحه لحل هذه المشكله؟

... أن واحدة من آساليب النُظم الديكتاتورية هى :

liberte_dexpression-28365515.jpg

وهى بكل أسف كانت ومازالت مٌنتشرة ومُستخدمة في بلدنا الحبيب وعلى كافة المستويات بلا إستثناء !

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 4 شهور...

صحيح ياسادة ماهى أقتراحاتكم ؟؟

أتمنى أن نحاول جميعا أضاءة شمعة بدلا من أن نلعن الظلام

كل ما قرأته من تعليقات تلعن الظلام فقط ولا تحاول أضاءة الطريق للقادمين بعدهم

من ناحيتى أرى أننا يجب أن نحاول أن نبدأ بأنفسنا

يعنى

ألدكتور الصغير اللى لسه بيبدأ حياته يعرف بينه وبين نفسه أنه محتاج تدريب كتير علشان يبقى دكتور. ولازم يعرف أنه كبر و أنه مش حيلاقى حد يشربه التعليم أو التدريب بالملعقة وأنه لازم يعتمد على نفسه ويدور ويتعلم بدون معلم وأول حاجة لازم يتعلمها أنه يحترم مريضه و يحاول أنه يبزل أقصي جهده لتخفيف ألامه

وبالنسبة أننا كلنا بقينا أكتر من الصراصير فيبقى لازم نستعمل مخنا أكتر من كده ونحاول نعظم الفائدة من القوى البشرية الهائلة التى تملكها بلدنا وإلا أصبحنا فعلا أقل من الصراصير و أستحققنا أن تتصيدنا الدول الطامعة فينا بالشبشب

دوروا على التعليم والتدريب يا ناس (مش بس فى الكليات) فى كل مكان , أتقوا الله فى وقتكم اللى بيضيع على القهاوى وأمام التليفزيون ووووو أماكن تلنية كتير لاداعى لذكرها

<span style='font-size:14pt;line-height:100%'>لم يبق فى الناس الا المكر والملق

شوك اذا لمسوا زهر اذارمقوا

فان دعتك ضرورات لعشرتهم

فكن جحيما لعل الشوك يحترق</span>

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...