أسامة الكباريتي بتاريخ: 11 أغسطس 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 11 أغسطس 2003 حياة الحويّك عطية العلاقة الصهيونية النازية 1933-1941 العلاقة التاريخية 1933-1942 رحلة منغلستين قوانين نورنبرغ (توم سيغيف) التيارات الأخرى داخل الحكم الألماني والعرب انقلاب غوبلز- ليلة الكريستال المعاهدة السرية بين عصابة شتيرن والرايخ الثالث جبهة الرايخ- الصهاينة ضد الانجليز سر خبئ لمدة ثلاثين عاماً الموضوع المحدد لهذه الورقة هو تناول العلاقات الصهيونية- النازية في الفترة الواقعة ما بين عامي 1933 و1942. أي منذ وصول هتلر إلى السلطة في 30 يناير 1933 وحتى 1941وإذا كان مما لا شك فيه أن هذه العلاقة قد مرت بإشكاليات متعددة متناقضة تندرج من التماهي الايديولوجي إلى العداء مروراً بالتعاون الوثيق وفق اتفاقات رسمية موقعة واتفاقات ضمنية مبرمجة، منها ما أعلن ومنها ما ظل طي ملفات التاريخ، بعد هزيمة الرايخ الثالث، واستسلامه بدون شروط، مما جعل أطنان الوثائق محظورة على الباحثين لسببين رئيسيين: حرص المنتصر على تثبيت روايته الرسمية للتاريخ. وحرص الذين تعاونوا بشكل أو بآخر مع المهزوم، على إخفاء هذا التعاون كي لا يلحقهم ما لحقه من تجريم، وكي يكون بإمكانهم الوقوف في مقدمة جوقة الاتهام والإدانة للإفادة من مكاسب الانتصار ودعم المنتصر. وكون هذا الاتهام وهذه الإدانة، لم يقتصرا على الجانب الحدثي السلوكي في إدارة السياسة والحرب، وإنما تعدى ذلك بشكل أساسي إلى الايديولوجيا نفسها، فلا بد من البدء بمقدمة تقوم على مقارنة سريعة بين الايديولوجيتين الصهيونية والنازية (وتمر بالفاشية أيضاً)، قبل الدخول في عملية الاستعراض التاريخي للفترة الحرجة المحددة أعلاه. مع ملاحظة أن المقدمة، ولكونها ما هي لن تقدم إلا فكرة سريعة عن موضوع يحتاج الكثير الكثير من الإضاءات والكشف والتدقيق. في كتاب بعنوان "un juif libre" صادر عام 1976 يقوم الباحث ميشال راشلين بمقارنة مقتطفات من كتاب كفاحي ومن التوراة، ليخلص إلى تطابقها. وفي كتاب آخر بعنوان "’histoire du mechant Dieu" L صادر عام 1988 يتابع باحث آخر هو بيير غريباري المقارنة ذاتها ليخلص إلى القول: "شئنا أم أبينا، والنصوص هنا واضحة تماماً: أن قانون موسى هو قانون عرقي، بل إنه (وعلينا ألا نتردد في القول)، القانون الكلاسيكي الأكبر من هذا النوع، النص الأقدم، والأكثر عنفاً الذي يبشر بعرقية ايديولوجية تبدأ من المقاربات الأولى وحتى أقصى حدودها. صحيح أن البشر لم ينتظروا التوراة ليقتتلوا، ولكن ما من نص جعل المذابح فرضاً دينياً بسبب عدم نقاء عرق الآخر. فاليهودية هي حقاً العنصرية ذات الحق الإلهي." وفي هذا يقول هانز ف.ك. غونثر: "إن وعي الدور- المهمة أو الرسالة لدى هتلر هو مشدود بقوة ذات طبيعة شرقية." كما يقول ناحوم غولدمان: "ثمة هوية أساسية لدى الألمان النازيين واليهود هي مواجهة المصير المشترك كمهمة إلهية." وعندما سئل المنظر العرقي جوليوس سترايشر في محكمة نورغبرغ، عما إذا كان قد شارك في وضع القوانين العرقية التي وضعت في مؤتمر الحزب النازي عام 1935، أجاب: "نعم بمعنى أنني كنت أكتب منذ سنوات مطالباً بمنع اختلاط الدم اليهودي بالدم النازي، وقلت أن علينا أن نأخذ العرق اليهودي أو الشعب اليهودي نموذجاً... فالقوانين اليهودية هي التي اتخذت نموذجاً (لقوانين نورنبرغ)... إنه أصل اليهودية التي استطاعت بفضل قوانينها العرقية أن تستمر طوال قرون في حين انقرضت جميع الأعراق والحضارات الأخرى." وفي هذا السياق يلاحظ حاييم كوهين الذي كان قاضياً للمحكمة العليا في “إسرائيل”: "إن سخرية القدر قد أرادت أن تكون الطروحات العرقية والبيولوجية التي تبناها النازيون وكانت وراء قوانين نورنبرغ، هي نفسها التي يبنى عليها تحديد صفة اليهودية في دولة “إسرائيل”." ويتوجب التوقف هنا لملاحظة أمرين: 1-التماهي الواضح، في جواب سترايشر بين مصطلحي: العرق والشعب. مما يترجم الايديولوجيتين: النازية والصهيونية. في حين إن مصطلح الشعب في جميع النظريات غير العنصرية يعني ذلك الكيان الذي تذوب فيه جميع الأعراق في وحدة لا تقر بالتمييز. 2-اعتبار عدم اندماج اليهود: استمراراً. واعتبار اندماج الأعراق الأخرى في مزيج حضاري مجتمعي (وهذا ما نفهمه نحن بالقومية): انقراضاً. وهذا ما يذكر بمقولة لباحث يهودي معادٍ للصهيونية هو غومبلو ويتش، الذي اعتبر أن كل مشكلة اليهود تكمن في أنهم "لم يعرفوا أن يذوبوا ويندمجوا كالفينيقيين"، مقولة جعلت ثيودور ليسنغ الصهيوني يقول عنه بأنه "نموذج لكره الذات". وإذا ما اعتبر قائل أن هذا المفهوم العرقي هو واضح لدى اليمين الصهيوني، في نظرية كاملة تعنونها مقولة جابوتنسكي الشهيرة: "إن مصدر الإحساس القومي موجود في دم الإنسان، في نمطه الفيزيائي- العرقي، وفيه فقط... إن الرؤية الروحية للإنسان تحددها أساساً بنيته الفيزيائية، لهذا السبب لا نؤمن نحن بالاندماج الروحي. إنه من غير القابل للتصور، من الوجهة الفيزيائية، أن يتمكن يهودي ولد في أسرة ذات دم يهودي نقي، من أن يتأقلم مع الرؤية الروحية لألماني أو لفرنسي. يمكن له أن يفرق في سائل جرماني. لكن نواة بنيته الروحية تظل أبداً يهويدية." فإن اليسار الصهيوني لا يختلف كثيراً عن هذه الرؤية، حيث نجد بن غوريون يدين الاندماج بقسوة بل ويحتقر "اليهود المندمجين" وذاك ما يؤكده ويتبناه شيمون بيريز في كتاب لروبرت ليتل صادر عام 1996 بعنوان: "Conversation avec Shimon Peres"، مما يتماهى تماماً مع النظرية النازية التي كانت تصنف اليهود إلى نوعين: اليهود المندمجين هؤلاء أعداء النازية، واليهود الصهاينة وعم الحلفاء الممكنون. مما عبر روبرت ويلتش رئيس تحرير جودش راندشو (المجلة اليهودية) في افتتاحية عدد 4 نيسان 1933، بالقول: "لقد قدمت النازية فرصة تاريخية لتأكيد الهوية اليهودية واستعادة الاحترام الذي فقده اليهود بالاندماج. إنهم مدينون لهتلر وللنازية." ووارده سول فريداندر في كتاب صادر عام 1997 بعنوان: Lallemagne nazie et les juifs عن دار سوي في فرنسا. ليضيف: " لقد كان مفهوم العرق، المحدد كمجموعة ميزات فيزيائية وذهنية، تتناقل داخل المجموعة بقوة التقاليد بل والجينات، قد استعمل من قبل اليهود أنفسهم من موشيه هس إلى مارتن بوبر، خاصة في ثلاث محاضرات ألقاها بوبر في براغ عام 1911 ونشرت تحت عنوان " ثلاث خطب في اليهودية" واستمر هذا المفهوم في ألمانيا ما بعد الحرب العالمية الثانية. حيث نجد لودويغ هولاندر رئيس الجمعية المركزية للمواطنين الألمان ذوي الديانة اليهودية (zentralverin) يؤكد عام 1928 في مطالعة الصعوبات التي تواجهها الطائفة اليهودية، إن اليهود قد شكلوا عرقاً، منذ المرحلة التوراتية، بسبب أصلهم المشترك، لكنه يتساءل عما إذا كان هذا المفهوم ما زال ينطبق على اليهود المعاصرين مجيباً: ما يزال النسب قائماً. وبتعبير آخر ما تزال المميزات العرقية موجودة حتى ولو خففت القرون من حدتها. إنها ما تزال حاضرة في الملامح الفيزيائية والذهنية." كذلك يورد فريدلاندر منشوراً أصدره عام 1932 الكاتب الصهيوني غوستاف كروجانكر بعنوان (حول مشكلة القومية الألمانية الحديثة) يؤكد فيه أن التمرد الصهيوني على الليبرالية هو تلبية لفرائض الدم، ويجب أن يسمح بفهم عميق للتطور السياسي الحاصل في ألمانيا. وإذا كنا نتوقف عند هذا المنشور لكونه صادراً عام 1932 أي في العام السابق لوصول هتلر إلى السلطة في ألمانيا. بعد أن مررنا بـ1911 و1928 فإن المجال لا يتسع لاستعراض نظريات موشيه هس الذي أشار إليه فريدلاندر، والذي عاش في القرن التاسع عشر (1812-1875)، ودعا إلى عودة اليهود إلى فلسطين بدعم من نابوليون الثالث، والمعروف بعبارته الشهيرة: "إن ما يصنع التاريخ هو صراع الطبقات والأعراق" وبتأكيده على التعارض الجذري بين العرق الآري والعرق السامي. كذلك لا يتسع لاستعراض علاقات هرتزل بغياتسلاف بلهيلف وزير القيصر اللاسامي عام 1903. أو لاستعراض العدد الكبير من الدراسات والكتب حول العرقية اليهودية، من مثل: "اليهود كعرق" للدكتور انياسي موريسي جودث اليهودي البولوني (القرن 19) أو "مشكلة العرق" لاينياس زولشان اليهودي النمساوي (1909)، أو كتب هاكل، غوبينو أو الأميركي موريس فوشبرغ "العلاقات العرقية المميزة لليهود" (1912) أو "اليهود كعرق أو كمجموعة ثقافية" لليهودي الألماني فريتز خان إلى كتابات اليهودي البروسي ارثور روبين (1930) الذي استقر في فلسطين عام 1907 وأصبح مديراً للاستيطان في المنظمة الصهيونية العالمية منذ عام 1926. وسنعود إليه عند تناول اتفاقية الهافارا. في نقطة أخرى يؤكد زئيف ستيرنهيل، الباحث “الإسرائيلي”، في كتاب صدر عام 1996 أيضاً بعنوان: israel, Entre nationalisme et soscialisme Aux origines d إن الصهانية العماليين الذين كانوا يديرون الوكالة اليهودية لم يكونوا اشتراكيين ديمقراطيين، بل قوميين- اشتراكيين متأثرين بالقومية الألمانية Volkisch وبنظرية سوريل حول الأسطورة. وهذا ما يؤكده حديث هؤلاء عن "قوة الأسطورة" وعملهم عليها، بدءاً من ثيودور هرتزل الذي استعرض سلبيات كثيرة لفلسطين (كوطن قومي لليهود) لكنه استطرد أنها كلها لا توازي قوة الأسطورة. الأسطورة التي لا تقوم عنصريتها فقط على نقاء العرق، رفض الاندماج، والعزل العرقي. وذاك ما سنعرض في الاستعراض التاريخي، بل وأيضاً على مبدأي: الإبادة العرقية، والترانسفير. فإذا كان الحل النهائي النازي قد عنى كما أثبت المؤرخون: ترانسفير اليهود خارج الرايخ الثالث، أو نقلهم إلى المعتقلات. دون أن يعني الإبداة الممنهجة، حيث مات من مات في هذه المعتقلات بشكل لا إنساني مثلهم مثل سائر المعتقلين. فإن الترانسفير اليهودي الصهيوني الممنهج ضد سكان فلسطين، والإبادة الجماعية لهم، تمتد منذ يشوع إلى شارون، مروراً بكل قادة “إسرائيل”. "فسمع الرب لقول إسرائيل ودفع الكنعانيين محرموهم ومدنهم" (عدد 21/3). "فضربوه هو وبنيه وجميع قومه حتى لم يبقَ له شارد وملكوا أرضه" (عدد 21/35). "متى أتى بك الرب إلهك إلى الأرض التي أنت داخل إليها لتمتلكها وطرد شعوباً كثيرة من أمامك... ودفعهم الرب إلهك وضربتهم فإنك تحرمهم... لا تقطع لهم عهداً ولا تشفق عليهم" (تثنية 5/1-2/). وإذا كان حجر الأساس، المبرر لكل هذه المفاهيم الاإنسانية هو الإيمان بفكرة التفوق، النابعة من مبدأ الاختيار الإلهي الذي يصنف الناس إلى فوق ودون، فإن التفوق الآري، المرفوض مبدئياً وتطبيقياً إن هو إلاّ تجلٍّ حديث للتفوق اليهودي القديم الحديث. من التوراة إلى الحاخام كوهين في كتابه "التلمود الصادر عن Payot في باريت عام 1986، حيث يقول: "يمكن توزيع سكان العالم إلى قسمين: “إسرائيل” والأمم الأخرى مجتمعة. إن “إسرائيل” هي الشعب المختار: عقيدة رئيسية." إلى آخر تصريحات المسؤولين والحاخامات الصهاينة في “إسرائيل” وخارجها. العلاقة التاريخية 1933-1942: ستقتصر هذه الورقة، كما هو عنوانها على العلاقة الصهيونية- النازية حيث أنه كانت هناك بعض المواقف اليهودية المخالفة، والتي لن نتناولها لسببين: -تحديد الموضوع، وضيق المجال. -إنها لم تكن ذات فاعلية تذكر، ولم تفضي إلى نتائج ذات أهمية في سير العلاقة وفي النتائج السياسية. بدءاً من عام 1933 الذي تتحدد أهم محطاته بالقائمة التالية: • 30 يناير: وصول هتلر إلى المستشارية. • 5 آذار: حصول الحزب النازي على أكثرية في البوندستاغ. • 13 آذار: إعلان مقاطعة ألمانيا من قبل المجلس اليهودي الأميركي. • 1 نيسان: الرد الألماني عبر إصدار تشريع غير الآريين. • 7 نيسان: تشريع إعادة تنظيم الوظائف العامة. • نيسان: رحلة تتشلار منفلستين إلى فلسطين. • 21 حزيران: صدور ميموراندوم. • 14 تموز: صدور قانون الجنسية. • 7 آب: توقيع الهافارا. • 30 آب: اعتراض الجمعية المركزية. • أكتوبر 33: افتتاح خط بحري مباشر بين هامبورغ وحيفا لنقل المهاجرين بإشراف حاخامية هامبورغ. لم يكن تعيين هتلر في منصب المستشارية كافياً لسيطرة سياسة حزبه إلا بعد حصول الحزب على أكثرية في البوندستاغ في 5 آذار 1933، وبعد ذلك بثمانية أيام فقط، (40 يوماً من وصوله هو) طرح جوزيف توننبوم أحد قادة المجلس اليهودي الأميركي مقاطعة ألمانيا، ولم تكن الفكرة جديدة كونها طرحت أيضاً قبل ذلك بعامين. وظهرت تلبية سريعة للفكرة في بريطانيا حيث ظهرت على واجهات المحلات شعارات مقاطعة للبضائع وللسياح الألمان. لكن رئيس اتحاد صهاينة ألمانيا، ورئيس الجمعية المركزية للألمان ذوي الديانة اليهودية، أعلنا معارضتهما لسياسة المجلس اليهودي الأميركي، وخرجت مظاهرات ترفع هذا الاحتجاج في ألمانيا، لتقابلها في اليوم التالي مظاهرات أخرى في عدة مدن أميركية. ورد هتلر بطريقة تدريجية، أولاً بتنظيم يوم رمزي لمقاطعة المؤسسات التجارية اليهودية. لكنه لم يكن ينوي أكثر من ذلك، حرصاً على عدم التسبب فيما يضاعف الأزمة الاقتصادية في بلاده، وعندما تعرضت شبكة تيتز التجارية الكبيرة اليهودية للإفلاس، أمر بصرف قرض كبير لإنقاذها. لكن مقاطعة البضائع الألمانية تنامت في الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، تشيكوسلوفاكيا، رومانيا، بولونيا. وإزاء هذا التأزم كان هناك موقفان: موقف الجمعية المركزية لليهود والألمان ذوي الديانة اليهودية. برئاسة لودويج هولاندر الذي كان يرفض الصهيونية، ويرفض أية ادعاءات تقول أن اليهود عرق مختلف. ويؤمن بالانتماء إلى الأمة الألمانية، ويعارض أية تدابير ضد ألمانيا. وموقف المنظمات الصهيونية، الذي تحدد علناً بصدور ميموراندوم 21 حزيران، عن المنظمة الصهيونية في ألمانيا (Z.V.F.D)، والذي يقول عنه المؤرخ فرنسيس نيقوزيا: "يبدو وكأنه يدعو إلى تعاطف مع نظام هتلر، ويطرح كون الصهيونية متوافقة مع مبادئه". وقد جاء فيه: "لا تبني الصهيونية أي وهم حول صعوبة الوضع اليهودي، الذي يتمثل أساساً في بنية اجتماعية غير طبيعية، ووضع ثقافي فكري غير متجذر في تراث خاص، لقد استشرقت الصهيونية منذ وقت طويل، أن ظواهر تراجع وتخلف لم تتأخر عن الظهور بسبب الميل إلى الاندماج، وتعتقد الصهيونية بأن انبعاث الحياة القومية للشعب، الذي يحصل اليوم في ألمانيا، مع التشديد الذي يتم على جذوره المسيحية، وطابعه القومي، هو ما يجب أن يحصل داخل المجموعة القومية اليهودية، وبالنسبة للشعب اليهودي أيضاً: أن الأصل القومي، الدين، حس المصير المشترك، وحس فرادته وتفوقه يجب أن تتخذ معنى حاسماً في الوقت الذي يبنى فيه مستقبله... ونحن نعتقد أن ألمانيا الجديدة، تحديداً، هي التي تستطيع بفضل إرادة مصممة أن تجد حلاً لمسألة يجب أن تحل لدى سائر شعوب أوروبا... إن اعترافنا بالقومية اليهودية يقدم لنا أسس صداقة صادقة مع الشعب الألماني وحقائقه الواقعية القومية والعرقية. ولأننا تحديداً، لا نريد أن نتمنى تخريب هذه المعطيات الأساسية (فنحن أيضاً ضد الزيجات المختلطة، ونريد الحفاظ على نقاء الجماعة) فإننا نرفض كل تداخل في المجالات الثقافية... ولبلوغ هذه الأهداف العملية. تأمل الصهيونية في الحصول على تعاون حكومة حتى ولو كانت معادية لليهود. ذاك أنه لا مجال للمشاعر في حل المسألة اليهودية، بل لمعالجة مشكلة حقيقية يهم حلها جميع الشعوب، وفي هذا الوقت الشعب الألماني خاصة... إن الدعاية لصالح مقاطعة ألمانيا، كما تتم الآن وبطرق مختلفة، هي في جوهرها دعاية مناهضة للصهيونية." وإذا كانت تصريحات كثيرة مشابهة قد تلت هذا الميموراندوم، سنعرض لها في حينها، فإن روبرت ويلش كان قد كتب في افتتاحية "المجلة اليهودية" (جودش راندشو) يوم 4 نيسان 1933 (مجلة Z.V.F.D) "إن النازية تقدم فرصة تاريخية لإعادة تأكيد الهوية القومية اليهودية، وسيستعيد اليهود الاحترام الذي فقدوه بسبب الاندماج، وسيطلقون انبعاثهم القومي الخاص. إن اليهود مدينون لهتلر...". في 7 نيسان، تم إقرار قانون إعادة تنظيم الوظيفة العامة بهدف إبعاد الخصوم من صفوف الجهاز الحكومي بدءاً بالشيوعيين. غير أن ما عرف بـ"الفقرة الآرية" كان يستهدف اليهود، غير أن التطبيق العملي لم يطلهم كثيراً لسببين: 1-أن عددهم كان قليلاً في الجهاز الحكومي. 2-تدخل جمعية قدماء المحاربين اليهود الذي أدى إلى استثناء جميع الذين قتل آباؤهم أو أولادهم في الحرب الأولى. وجميع اليهود الذين يعملون في خدمة الدولة منذ أول آب 1914. وهكذا كان مصير القوانين التي تتالت بعدئذٍ حول: زيادة عدد الطلاب اليهود في المدارس أو بخصوص المحامين والأطباء أو الملكيات الزراعية أو المؤسسات الثقافية. ولتكلل كلها بقانون الجنسية الذي حمل عنوان: "قانون إلغاء التطيبع والاعتراف بالمواطنة الألمانية" الذي كان يهدف إلى إلغاء التجنيس الحاصل بين 9 نوفمبر 1918 و30 يناير 1933. وكان يستهدف بشكل خاص يهود أوروبا الشرقية. لكن ذلك لم يؤثر في التصريحات الإيجابية من كلا الطرفين. لكن: ما هي العلاقات السياسية التي كانت وراء هذه الإعلانات المؤيدة المتحمسة؟ ما الذي كان يدور في الخفاء بين النازيين والصهيونية؟ وتحديداً بين هؤلاء ومكتب الشؤون اليهودية في الاستخبارات الألمانية؟ يتبع ........... يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان