الثواب والعقاب

[ragab2]

وفسدت

مصر وساء حالها من بعد يوليو 52

بعد محاولة الملهم نفاق العمال والفلاحين لكسب أصواتهم فى استفتاءاته المزورة فمنع فصل المستهتر والمهمل وأصبح عقاب الموظف والعامل من رابع المستحيلات وكانت النظرة لهذه الفئة أنهم أصخاب البلد الحقيقيين وكل مصرى مثقف كان ينظر له أنه اقطاعى ودخيل ان لم يتهم بالعمالة والخيانة

هكذا كانت النظرة المتخلفة الغبية للمصريين المثقفين بمنظار مقلوب ومغلوط

ويتهم من يعاقب العامل المقصر بمعاداة الاشتراكية anti socialism

وانتهز ذوات النفوس الضعيفة من العمال والموظفين هذا النفاق الرخيص والغير طبيعى والحماية الغريبة للمهمل والمقصر وبغوا وتجبروا وتحولوا الى فراعين صغارا فى وظائفهم يتحكموا فى مصالح الناس وقل الانتاج فى المصانع وخسرت الشركات لتكاسل العمال وارتشى الموظفون الصغار وحولوا مكاتبهم الى الة دخل آلى تضاف لمرتباتهم الشهرية

حتى صار الموظفين تقبض الرشاوى بعين بجحة ومع ذلك تتحكم فى دافع الرشوة وكأن الرشوة صارت شيئا طبيعيا أو على المثل .. هات قرش وانا سيدك .. وقبض الرشوة أصبح مطلوبا لتطبيق القانون وليس لتجاوزه حيث يحتاج الموظف الى أضعاف مضاعفة لمبلغ الرشوة المدفوعة اذا طلب منه استثناءا أو التغاضى عن تطبيق القانون

وتعطلت لهذا مصالح الناس وطفش المستثمرون المصريون والأجانب من مصر وانتقل جراد موظفى الحكومة لمراكز الانتاج لفرض اتاوات شهرية مادية وعينية تحت تهديد عمل محاضر كيدية لهذه الشركات منها ماهو خاص بمكتب العمل والتأمينات أو الصحة والأمن وغيره حتى صارت هذه المحاضر كارت ارهاب وتحكم لاصحاب المشاريع الصغيرة والمستثمرين المبتدئين وليست لردع المخطئين الذين ينجون منها بدفع الاتاوة

واضطر

صاحب العمل الى تعويض هذه الاتاوات فى تقليل جودة المنتج أو رقع سعره أو توفير عمالة من شركته حتى يستمر ولا يضطر للاغلاق

وهكذا ساء اقتصاد مصر وعم الكساد وقل الانتاج واندحر وتراجع الاستثمار بسبب حالة الفوضى والفساد الاداري فى مصر حتى امتد الفساد والسرقة الى فئات وشرائح كبيرة وعليا فى المجتمع المصرى ومنهم المحافظين والوزراء والمديرين والبنوك والقضاة ورؤساء القطاعات بقطاع الاهمال وغيرهم وغيرهم

ولابد لاصلاح مصر من تفعيل قانونا للثواب والعقاب لردع كل فاسد ومرتشى عاملا أو موظفا حكوميا بشرط أن يطبق بلا رحمة ولا هوادة على الكبير والصغير

على أن فصل الموظف الفاسد وقطع عيشه يفتح الباب لتعيين وفتح بيت موظف آخر أحق منه فى العمل حتى يرتدع الفاسدون والغافلون والمستهترون وينصلح حال بلدنا مصر

ويجب وقف السياسة الخاطئة التى كنا نتبعها سابقا بنقل السارق والمرتشى الى أماكن بعيدة ونائية فى الصعيد أو الواحات حيث أن الميكروب يبتر ولا ينقل حتى لا ينتشر وباء السرقة فى مصرنا العزيزة المحروسة

هذا

هو جزء أساسى من مطالب المصريين لاصلاح مصر