... الموت غرقا في الدماء ...

[Mohd Hafez]

سبعة مصريين يقضون غرقا في بركة دماء دواجن

 

عمان 13-8 (اف ب)- قضي سبعة عمال مصريين غرقا في بركة دماء في مزرعة للدواجن في بلدة في العقبة جنوب الاردن، حسب ما ذكرت صحيفة الدستور الاردنية المستقلة اليوم الاربعاء.

وافادت الصحيفة ان العمال المصريين السبعة "غرقوا في بركة دم مخصصة لمخلفات ذبح وتنظيف الدجاج في بلدة القويرة في محافظة العقبة" (جنوب).

وروت ان احد هؤلاء العمال سقط في البركة وهو يحاول تنظيفها وتلاه الستة الاخرون في محاولة لانقاذ زميلهم.

وقد ذكرت صحيفة "جوردان تايمز" ان "الدم في البركة كان كثيفا جدا ومتجمدا لدرجة ان العمال لم يتمكنوا من السباحة فيه وغرقوا جميعا".

واضافت ان جثث العمال المصريين السبعة سيتم تشريحها لتحديد اسباب الوفاة.

منذ قرابة 6 أشهر مضت .. إنفجرت محطة معالجة مياه المجاري بسوهاج.. نتيجة زيادة الضغط عليها وأيضا نتيجة سواء جودة التنفيذ والتصميم لتلك المحطة .. وكانت النتيجة غرق قرية بالكامل في مياه المجاري .. وتدمير ممتلاكتهم وذكرياتهم والتي غطت بالكامل بمياه المجاري .. وغرق عدد ليس بكبير في هذا الحادث ..

توقفت كثيرا عند هذا الحادث بسبب ما يعكسه مقدار وقيمة الفرد المصري لدي المجتمع والحكومة المصرية .. وكم يساوي المواطن في نظر تلك الحكومة .. فالحدث بحد ذاته يعكس الكثير والكثير من الأمور ..

هذا عن قيمة الإنسان المصري داخليا .. يغرق في مياه المجاري . وتعوضه الحكومة بعد ست أشهر بقرابة 500 أو 1000 جنيه تعويض ..

ثم جاء حادث موت 7 مصريين في بركة دماء الفراخ بالأردن ..

طبيعة الحادث .. تعكس بحق إلي أي مدي إنحدر المواطن المصري في ظل حكم مبارك .. إلي أي مدي رخص هذا المواطن .. فالمواطن الأردني تأفف نفسه لأداء عمل خطر مثل تنظيف بركة دماء الفراخ ويتركها للعمالة المصرية .. ويغرق المصري الأول لعدم وجود تهوية كافية .. ويغرق الأخرون بنفس الشكل ..

وعلى الجانب الأخر من الصورة المصرية التي يغرق في أحد جوانبها المواطنين في مياه المجاري داخليا أو في برك دماء الفراخ بالخارج .. نرى مليارات الجنيهات تتهرب من البنوك المصرية تحت عين وأنف الحكومة ورئيس الحكومة ورئيس البلد .. بعدما تفش الفساد بمصر .. وسيطرت قلة قليلة من المقربين للرئيس مبارك وحاشية الحكومة على معظم المقدرات الاقتصادية للبلاد .. ليهربوا خيراتها .. وليتركوا أبنائها يموتون غرقي في برك مياه المجاري أو برك دماء الفراخ ..

إلي متى سيظل ميزان العدل الإجتماعي مقلوب في مصر ؟؟

إلي متي سيفرض على إبن هذه البلد أن يتغرب ويهان ويعرض حياته للخطر في كل لحظة .. بينما خيرات البلد تسرق وتهرب من قبل حاشية مبارك ؟؟

إلي متى سنفقد إنسانيتنا وكرامتنا كمواطنين ونرضي بحياة أقل مما يرضاها حيوان في حديقة حيوانات الجيزة ؟؟

إلي متي .. سيموت أبنائنا في مياه المجاري أو برك الدماء .. بينما حاشية مبارك تكدس المليارات وتهربها بالخارج ؟؟