disappointed بتاريخ: 16 أغسطس 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 16 أغسطس 2003 رغم أن عمليّات التحديث والمشاريع الاصلاحيّه المتعثّرة مرّت فى عالمينا العربى والاسلامى بمنحنيات عديدة (بفعل الواقع السياسى والاجتماعى ونمو التيّارات الفكريّه والسياسيّه والأصوليّه المناهضة له) الاّ انه لابد وأن نؤكّد على اصالة الشخصيّه المصريّه وتسامحها الدينى والعقائدى والفكرى وقدرتها على التواصل والانفتاح على العالم من حولها واذا كان كل شعب يكتسب على مر العصور خصائص وسمات تميّزه عن غيره من الشعوب وتحفظها ذاكرته السياسيّه والتاريخيّه لترسم ملامح شخصيّته وهويّته الوطنيّه فانه من المستحيل تناول أى أحداث سياسيّه يمر بها هذا الشعب فى ظل اغفال هذا الجانب فالشخصيّه الوطنيّه لأى شعب هى التى تساهم (بطبيعتها) ليس فقط فى تشكيل الظواهر السياسيّه والاجتماعيّه والثقافيّه وانّما أيضا فى تحديد ردود أفعال الشعب ازاءها وسبل تعامله معها وللشعب المصرى بالذات شخصيّته المتميّزه التى عاشت معه عبر التاريخ , و هو ما يجعلنا نؤمن بأن هناك حالة من الاستمرارية فى الشخصية الوطنية المصرية , وكما قال طه حسين فان العقل المصرى القديم لم يتأثر بالشرق الأقصى ولا بالشرق البعيد لا فى قليل ولا فى كثير فنشأ مصريّا ثم أثّر هو فيما حوله وتأثر به , وهو نفس ما ذهب اليه حسين فوزى فى كتابه الأشهر "سندباد الى الغرب" لينطلق من نفس نظرة خصوصية الحضارة والشخصية المصرية , وهى نفس النظرة الاستمرارية للشخصية المصرية التى جسدها توفيق الحكيم فى "عودة الروح" ثم أكّدها محمد حسين هيكل فى "ذكرياتى مع السياسة المصرية" نعم...لمصر شخصيّتها....وشخصيّتها القويّه , وكما قال جمال حمدان فان دور العرب عموما فى مصر يدعو الى التفكير حيث لم ياتوا الى مصر بحضارة ذات بال ومع ذلك بعثت الحضارة على أيديهم حيث دخلوا بعد أن تتلمذ العرب الفاتحون فى مدرسة مصر المفتوحة فكان دور العرب هو كالشرارة التى ألهبت الوقود الحضارى الخامل فى مصر واذا كانت طبيعة الشخصية المصريّه تميل الى التديّن بطبعها وتحمل داخلها عمق البعد الدينى ومحوريّته , فانها فى نفس الوقت كانت على الدوام تتصف بالاعتدال والتسامح والتعايش بين الأديان واذا كان البعد الدينى فى الشخصية المصرية كبيرا فان البعد الفردى المتسامح لا يقل عنه مساحة داخل الشخصية الوطنية المصرية , وهو البعد الذى يجب أن نبرزه فى الأوقات العصيبة التى يشهدها العالم الآن , وهو البعد الذى يجب ان يشكّل حاجزا عاليا أمام انتشار الأفكار الدينيّة الشديدة التظرّف والتى لن تفرز سوى العداء والتصادم مع الغرب , وهو البعد الذى لو أبرزه المصريين كما ينبغى له ان يبرز وكما هو متناسب مع مقدار المساحة التى يشغلها حقّا فى داخل الشخصية الوطنية المصرية فسيكون مثالا يحتذى العالم به وسيكون نموذجا يهتدى به العالم فى كيفية التعايش والتسامح , وسيكون أول خطوة على طريق التعايش بين الاسلام والغرب والذى ربّما يتطوّر الى درجة كبيرة من الود والاحترام المتبادل اذا ما تلقّف الغرب هو الآخر خطوات هذا الطريق وكفّر عن سيّئاته التى اقترفها معنا فى الماضى من اجل انقاذ المستقبل واذا ماقرر الغرب أن يقترب خطوة كلّما اقتربنا منه خطوة...وهى الخطوة التى لاأشك فى أنه ليس غير الشعب المصرى بقادر عليها بحكم شخصيّته المتميّزه و تسامحه الذى لا مجال للمزايدة عليه <span style='font-family: Traditional Arabic'><span style='font-size:15pt;line-height:100%'><strong class='bbc'>إن أخشى ما أخشاه هو :<br /><br />أن تصبح الخيانة يوما ما.....مجرّد.....وجهة نظر</strong></span></span><br /><br /><br /><br /><img src='http://www.egyptiantalks.org/images_temp/moir.gif'alt='صورة' class='bbc_img' /> رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان