أسامة الكباريتي بتاريخ: 17 أغسطس 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 17 أغسطس 2003 جرائم إسرائيل والنبش في الحاضر بقلم :طلعت إسماعيل صحيفة البيان الإماراتية 16/8/2003 عندما تهاجم الصحافة العربية عنصرية "إسرائيل" والمجازر اليومية التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني، يصبح الصحفيون العرب في نظر الغرب معادين للسامية، وعندما يهاجم الصحفيون الغربيون العرب والمسلمين وإلصاق تهم الإرهاب بالإسلام نفسه كعقيدة، فهذا نوع من النقد المباح، يندرج تحت بند حرية الصحافة التي تتمتع بها المجتمعات الغربية! مناسبة الحديث تحليل أجرته مراسلة شبكة «بي بي سي» البريطانية في القاهرة قبل أيام حول سؤال عريض «هل وسائل الإعلام المصرية معادية للسامية»!! كاتبة التحليل كيت كلارك حاولت أن تبدو محايدة واسترشدت بآراء عدد من الصحفيين والطلاب المصريين وكانت الخلاصة أن مهاجمة التصرفات الاستفزازية والاعتداءات الوحشية التي يرتكبها شارون وعصابته تقف وراء المواقف الحادة والعنيفة التي تتخذها الصحف المصرية تجاه "إسرائيل". ولم يخلط أي من المتحدثين بين "إسرائيل" ككيان قائم على أساس عنصري واغتصاب حقوق الغير، واليهودية كديانة، وهي رؤية نعتقد أنها واضحة لدى كافة المسلمين والعرب الذين كانوا الملاذ الآمن لليهود في عصر الاضطهاد الأوروبي. ورغم ذلك لا تتوانى "إسرائيل" من وقت لآخر عن التفتيش في القلوب والضمائر، ومحاولة إلصاق تهمة معاداة السامية - وهي شنيعة في الغرب - بالعرب رغم أنهم ساميون، وهناك أبواق وجمعيات ومنظمات مجندة لهذا الغرض مهمتها ملاحقة أي شاردة أو واردة وتوظيفها في استمرار تلقي الغرب الصورة النمطية السلبية عن العرب وقطع الطريق على أي متعاطف مع قضاياهم ولعل في قضية المفكر الفرنسي المسلم روجيه جارودي المثال الأبرز على ذلك. سلاح معاداة السامية الذي يرفعه الإسرائيليون ومن يدور في فلكهم من أصحاب الأقلام المنحازة إليهم في الصحافة الغربية نوع من الترهيب، وخلط للحقائق، وسعي مفضوح لتخويف الصحفيين العرب من الاقتراب من المناطق التي تكشف وتعري الكيان الصهيوني. وما لفت نظري في تحليل كاتبة «بي بي سي» أنها ورغم الإيحاء بالحيادية لم يخل تحليلها من كم هائل من التحامل على الصحفيين المصريين واتهامهم بالجهل تارة وعدم معرفة الطرف الآخر تارة أخرى وأن مواقفهم انتقائية يمكن أن تنتهي بمجرد هدوء التوتر بين بعض الحكومات العربية و"إسرائيل". وهنا يستدل أحد المعلقين غير المصريين في ذات التحليل على ذلك بصمت الصحفيين المصريين عقب اتفاقات أوسلو على التصرفات الإسرائيلية في الضفة وغزة التي كانت تفوق في وحشيتها ما يجري في الوقت الراهن. مثل هذا الاتهام «الجهل والصمت والانتقائية» حاولت كاتبة التحليل إرجاعه إلى ظروف سياسية أحياناً وإلى عدم قيام الصحفيين المصريين بزيارة "إسرائيل" للوقوف على طبيعة ما يجرى في بعض الأحيان وتجاهلت أن قضية التطبيع حسمتها انتخابات نقابة الصحفيين المصريين التي جرت مؤخراً وجاءت نتائجها لصالح التيار الرافض للتطبيع وهي ذات القضية التي تحاشى التحليل الخوض فيها لأسباب لا نعلمها؟! أما الجهل بطبيعة الصراع العربي الصهيوني التي حاول تحليل «بي بي سي» إلصاقها بالصحفيين والكتاب المصريين فهي التحامل بعينه إذ إن هذه القضية الصراع العربي - الصهيوني تكاد تكون القضية الأولى في اهتمامات الصحافة المصرية التي قد تتهم في بعض الأحيان بالاستغراق في القضايا ذات الشأن الداخلي، ولعل زيارة قصيرة إلى مكتبة كلية الإعلام جامعة القاهرة كفيلة بالرد أيضاً عبر سلسلة رسائل الماجستير والدكتوراه التي رصدت اهتمامات الصحافة المصرية والصراع العربي الصهيوني بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص. وهنا لا يقتصر اهتمام الصحافة والصحفيين المصريين بهذه القضية على المتابعة الإخبارية الخالية من التحليل، إذ تحفل الصحافة المصرية ومنذ عام 1948 وحتى اليوم بسعي جاد ودؤوب لفهم طبيعة هذا الصراع ونقاط الضعف والقوة في كلا الطرفين وهو ما نعتقد أن أغلب الصحف العربية تحاول الوقوف عليه. وبالتالي لا يأتي اليوم من يتهم الصحفيين سواء المصريين أو العرب بالجهل لمجرد أنهم يرفضون التطبيع مع "إسرائيل" أو إجراء متابعات ميدانية من داخلها لفهم ما يدور. لقد باتت المعلومات في عصر الإنترنت والأقمار الصناعية ملقاة على قارعة الطريق وكل ما تحتاجه أن تتلقفها عقول قادرة على الاستيعاب والهضم والتحليل وهو ما نعتقد أن أغلب الصحفيين العرب المعنيين بهذا الشأن لا يغفلونه. وقبل أن يتهمنا الإسرائيليون والمنحازون إليهم بمعاداة السامية، عليهم أن يواجهوا حقائق الأمور ويعترفوا بعنصرية أصحاب السور الواقي، وسلسلة المجازر التي ترتكب يومياً بحق الفلسطينيين داخل بيوتهم وعلى الحواجز وفي المعتقلات التي ضاقت على من فيها من أبناء الشعب الفلسطيني. صورة الإسرائيلي العنصري لم نضعها نحن، بل رسمتها عمليات العدوان اليومية التي لا تفرق بين شيخ كبير وطفل صغير أو سيدة مسنة، وعدسات الفضائيات التي تنقل معاناة الفلسطينيين لا تحتاج إلى براهين على مدى همجية "إسرائيل" وعنصريتها، وهي صورة كفيلة بوضع شارون وأمثاله في قفص الاتهام باعتباره مجرم حرب مطلوباً للعدالة. وشارون ليس وحده المجرم الوحيد في "إسرائيل" فقد خرج من الرحم الإسرائيلي عشرات الآلاف من أمثاله وستظل الذاكرة الإنسانية تحتفظ بسجل منتفخ من الفظائع التي ارتكبها الإسرائيليون منذ مجزرة كفر قاسم ومروراً ببحر البقر وقانا وجنين، وغيرها من سجل "إسرائيل" الأسود المدون بدماء الفلسطينيين وأشقائهم العرب في مصر ولبنان. ورقة معاداة السامية، لن ترهبنا، ولن تثنينا عن كشف عورات شارون وأمثاله، ووصف مجازرهم بأسمائها الصحيحة، وسنبقى نشبّه تلك التصرفات بالنازية التي تستخدمها تل أبيب حتى اليوم في ابتزاز الغرب، رغم أن اعتداءات "إسرائيل" الهمجية بحق الفلسطينيين لا تقل وحشية ودموية عن جرائم النازي. وإذا كان البعض يشير إلى أننا ننبش في الأساطير الأوروبية القديمة لتشويه صورة الإسرائيليين، نقول إن الواقع المعاش يغنينا عن النبش في الماضي لاستدلال على مدى عنصرية كيان قام منذ اليوم الأول له على الهدم والتدمير وسفك الدماء، وارتكاب كل قبيحة لإقامة مشروعة الاستعماري التوسعي. ويكفينا التاريخ القريب الحافل بسجل "إسرائيل" الأسود لفضح وتعرية هذا الكيان الغاصب، المتعطش دوماً لسفك دمائنا وتجريدنا من حقوقنا، وإلا فإن سلاح معاداة السامية جاهز لطمس الحقائق وتشويه صورة العربي عن عمد، وهي حيلة صهيونية تقول لمن يتبناها «العب غيرها» فنحن لا نحتاج دروساً لتعلم الفرق بين الصهيونية كفكرة سياسية عنصرية واليهودية كدين سماوي. وبعد ........ اخترت هذا المقال لفرادته في تناول مادة هي اليوم موضوع الساعة .. فالحملات المتتالية على كل ماهو عربي أو مسلم في الغرب أضحت ميزة .. لازمة لكل من يريد أن يتناول الشرق بقلمه .. وقل من يحاول الإنصاف فيما يكتب .. يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان