اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

السفر عبر معبر رفح : رحلة إذلال و قهر ذهاباً و إياباً


Recommended Posts

السفر عبر معبر رفح : رحلة إذلال و قهر ذهاباً و إياباً

غزة – خاص :

يرى الفلسطينيون في السفر من قطاع غزة إلى دول الخارج و مصر أو العودة عبر معبر رفح الحدودي مع مصر رحلة عذاب مؤلمة لا يتجرّأ على القيام بها سوى المضطرين فعلاً لذلك ..

و معبر رفح الحدودي هو الوحيد بين قطاع غزة و مصر ، و يشكّل المنفذ الوحيد على العالم الخارجي لسكان القطاع ، و بالرغم من فتحه أمام المسافرين من كافة الأعمار وطوال أيام الأسبوع إلا إن الأزمة ما زالت مستمرة ويواجه المسافر الكثير من أنواع المعاناة سواء في رحلة الذهاب أو العودة.

و رغم زيادة ساعات العمل بالمعبر يتم إغلاقه في كثيرٍ من الأحيان أو يتأخر بدء العمل فيه حتى ساعات بعد الظهر ، و في ظلّ إجراءات بطيئة جداً و بصورة متعمّدة ، مما يخلق وضعاً مأساوياً للقادمين و المغادرين من و إلى قطاع غزة و خصوصاً في ظلّ الحركة النشطة للمواطنين الفلسطينيين في موسم الصيف .

انتظار طويل :

تصبّب وائل الهباش - 38 عاماً - من مدينة خانيونس عرقاً أثناء جلوسه في سيارة الأجرة التي جاء دورها للدخول إلى المعبر و لكن نظراً لأن العدد الموجود لم يُكمِل ركابه الباص الذي سيتوجّه إلى الداخل بقيت سيارتهم تنتظر المزيد من الوقت .

و يقول الهباش إنه لأكثر من ثلاث ساعات و هم ينتظرون و يبدو أنهم سيمكثون مثلها في انتظار السماح لهم بالدخول ، الهباش الذي قصد السفر إلى مصر ليحضِر زوجة أخيه سمح له بالسفر لأن جواز سفره لم يكن يحمل أختاماً تدلّ على أنه تعوّد السفر ، تلك العلامة التي تدلّ على تجار "الشنطة" !! ، و لذلك سمح له بالسفر .

تحتاج إلى رعاية طبية :

جهاد مصباح شعت - 39 عاماً - من سكان مدينة خانيونس أجرى عملية جراحية لابنته في الإسكندرية بمصر تمت خلالها زراعة (قوقعة) لها في الأذن اليسرى و كلّفت هذه العملية التي تكفّلت بها وزارة الصحة حوالي 15 ألف دولار و تحتاج إلى مراجعة الأطباء الذين قاموا بإجراء العملية و حصل شعت على التأشيرة يوم 7/6 و من يومها و هو يأتي بشكلٍ يومي للمعبر و لا يستطيع السفر لأن العاملين في الجوازات الفلسطينية يعتبرونه تاجراً كون جواز سفره مختوماً أكثر من مرة !! ..

و يقول شعت : "بالرغم من إحضاري للتقارير الطبية التي تثبت حاجة ابنتي للمراجعة في المستشفى كلّ ثلاثة أشهر إلا أنهم يصرّون على منعي من السفر كما أنني آخر مرة كنت في مصر في شهر يناير أي لي ما يزيد على الستة أشهر لم أسافر إلى مصر" ..و يضيف شعت أن ابنته لم تكفّ عن البكاء منذ أيام بسبب الانتفاخ الذي أصاب أذنها و هو لا يستطيع أن يعمل أيّ شيء لها لأن الأمر يحتاج إلى "واسطة" ليستطيع السفر ، كما أن الرعاية الطبية و العلاج غير متوفّر لابنته هنا .. و يضيف أنه دفع حتى الآن حوالي 500 شيكل مواصلات بدون أن يحرز أي تقدّم في محاولته للسفر .

تجار الشنطة :

أما المواطن أنور الشافعي - 57 عاماً - من بيت لاهيا الذي كان واقفاً أمام الغرفة التي كان بها موظفو دائرة الجوازات الفلسطينيين خارج المعبر فاعترف أنه يسافر لـ "يسترزق" من خلال حمله لبضائع بعض التجار إلى أنه سجين سابق قضى في سجون الاحتلال حوالي سبع سنوات و لم يجد أي عمل إلا ما يقوم به من العمل مع بعض التجار و حمل بضائعهم .

و قال الشافعي إنه يحتاج إلى عملية جراحية منذ فترة و لا يستطيع إجراءها لأن إمكانياته المادية لا تسمح بذلك فهو لا يستطيع توفير احتياجات أبنائه الخمسة ، كما أن المكان الذي يقيم به لا يرقى إلى المستوى الذي يستطيع أن يقول إنه بيت فلا يوجد فيه حتى دورة للمياه ، فهو يقضي حاجته تحت شجرة !! ..و ناشد المسئولين أن يسمحوا له بممارسة مهنته الوحيدة التي يستطيع من خلالها توفير الحد الأدنى من احتياجات أبنائه و ألا تكون الواسطة و المحسوبية هي وحدها من تفتح الطريق أمام المسافرين ، فهناك من يحضر كتاباً موقّعاً من عميد أو عقيد و رأى ذلك بنفسه حيث كان بعض الأشخاص يأتون في الصباح الباكر و يتم إدخالهم إلى المعبر بعد مناداة أسمائهم من ورقة خاصة و من هؤلاء بعض "التجار الكبار" .

ضابط أمن فلسطيني كان ينظّم حركة المسافرين خارج المعبر قال إن الطريق مفتوحة لمن أراد السفر . و أضاف ذلك الضابط الذي فضّل عدم ذكر اسمه : "أحضر لي من يريد السفر فنحن ننتظر أن نكمِل حمولة الباص ، و لكننا نمنع تجار "الشنطة" من السفر لأن هناك تكدّس مسافرين قادمين عند الجانب المصري و إذا دخل هؤلاء فسيزداد الأمر سوءًا" .

رحلة العودة :

رحلة العودة إلى قطاع غزة من معبر رفح لا تقلّ معاناة عن رحلة الذهاب ، و يؤكّد أحد العائدين أن "مئات المسافرين يضطرون إلى الانتظار في طوابير تحت الشمس الحارقة ساعات طويلة و يضطر بعضهم إلى المبيت في العراء على الجانب المصري .. و هذا ما حدث مع بلال خليل موسى - 18 عاماً – و الذي خرج لتوّه من المعبر فقال : "خرجت من غزة قبل 4 أيام قاصداً زيارة عائلتي المقيمة في السعودية في تلك الإجازة الصيفية بعد انتهاء العام الدراسي الحالي و هناك في الجانب المصري تم ترحيلنا من المعبر مباشرة إلى مدينة السويس بعد أن حجزت يومين و ختم المصريون جواز السفر في دائرة الجوازات المصرية و بعد أن صعدت على الباخرة وجدوا أن تأشيرة السفر منتهية و أنزلوني من الباخرة و رجوتهم أن أقوم بختم التأشيرة من القاهرة أو من السويس نفسها و لكن موظفي الجوازات المصريين رفضوا ذلك مما جعلني أبكي من شدة ما شعرت بالقهر و الظلم و تم إعادتي مرة أخرى مرحّلاً إلى العبور و هناك أيضاً لم تنتهِ معاناتي حيث لم نستطع أن نجتاز المعبر في نفس اليوم و اضطررنا للمبيت في مكان سيئ ليس به أيّ خدمات على الإطلاق فنمنا على الأرض و لم يتوفّر حتى المكان المناسب لقضاء الحاجة" ... و يؤكّد بلال موسى أنه لم يعدْ له الرغبة في السفر مرة أخرى مما عاشه من لحظات ألم و قهر .

أما أبو أحمد - 53 عاماً - الذي يعمل في السعودية قدِم لزيارة وطنه برفقة عائلته المكوّنة من 8 أفراد ، و لذلك فضّل أن يدفع 400 دولار كـ "هدايا" أو بالأحرى كرشاوى حتى يساعدوه بإنهاء إجراءات المرور على عجلٍ من قبل الجانب المصري و هكذا تجنّب هو و عائلته النوم على المعبر في أجواء أقل ما توصف بأنها غير إنسانية.

تعقيب:

من التجارب الشخصية لأقاربي ومعارفي أستطيع الزعم بصحة ماورد أعلاه ..

من يملك الواسطة يمر دون توقف .. إذ يكون له تنسيق على الجانبين ..

أما عامة الناس ..

فمعاناتهم لا تقارن على أي حدود في العالم ..

وهذا الأمر ليس وليد اليوم ..

بل يمكن التأريخ له ..

والذي لا يصدق فليتفضل بزيارة رفح ومشاهدة الناس هناك على الواقع

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...