الترجمـان بتاريخ: 6 مارس 2009 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 6 مارس 2009 لسه فاكر أول عجله اشتراها لي والدي العزيز ربنا يديله الصحة وطول العمر يا رب .. كانت عجلة تتكون من عجله أمامية وعجلة خلفية مرتكزة على عجلتين أصغر منها لكي تحفظ التوازن للراكب المبتدأ ... ولسه فاكر شعوري ساعتها أول ما نزلت بيها للشارع اللي تحت بيتنا علشان ألف بيها طولت النهار والليل بدور على رفاق عندهم عجل برضه علشان أشاركهم سعادتي في حلمي البرئ الذي تحقق أخيرا بامتلاكي أول عجله في حياتي .. لكن المفاجئة اللي حصلتلي ساعتها أن كل الرفاق اللي قابلتهم كانوا متطورين عني شوية وكان العجل بتاعهم من غير العجلتين الخلفيتين وانا فاكر أن موقفي كان محرج جدا من الموضوع داه لأني كنت حاسس أن فيه شئ ناقصني وان علشان أكون راكب محترف لازم أشيل عجلتين الإتزان الخلفي .. وفعلا زاد سقف طموحي حينها وقررت بعد وقت قصير إني أشيل عجلتي الإتزان وابدأ تحدي الإتزان المطلوب بالسير على عجلتين في إتجاه طولي ..وبعد رحلة من السقوط المتوالي ومع كثير من التحدي والإرادة لإثبات الذات استطعت النجاح وقيادة دراجتي دون الإعتماد على عجلتي التوازن دون حتى أن يساعدني أحد بدفعي الداخلي وبقدراتي الذاتيه .. لا أعلم لماذا تذكرت هذه القصة من حياتي حين شاهدت الشاعر والكاتب جمال بخيت وهو يدعوا المصريين لمشروع "حلم العلم " الذي تبادلت معه خواطره وخاوطري فيه دون أن أقرأ له .. فلقد رودتني تلك الفكرة الصغيره حين شاركت في موضوع الزميل يحيى الشاعر في هذا الموضوع" اضغط هنا " وهو حلم يراود كل المصريين الذين مازالوا يحملون بعضا من الدماء داخل دمائهم يحملون فيها جينات المسؤولية تجاه وطنهم الغارق في مشاكل عده أهمها وأولها هي مشكلة انحسار القاعدة العلمية القادرة على إحداث النهضة الذاتية للوطن .. ودائما ما تبدأ الأحلام بفكرة ودائما ما تبدأ الأفكار بمعاناة ولا أعتقد أنه توجد معاناه أصعب مما يعانيه المصريين داخل أوطانهم . لأسباب سياسية وإدارية كثيرة يعلمها القاصي والداني .. لقد بدأنا بمشروع مستشفى سرطان الأطفال واثبت المصريون أنهم يد واحده حين تتوفر أمام أعينهم عاملين أساسيين وهو وضوح الهدف وعامل الثقة وهما ما ساهم في نجاح هذا الصرح الكبير الذي سيساهم في الحد من شقاء الأطفال المصابين بهذا المرض القاتل .. فإذا اعترفت الدولة بعدم قدرتها على بناء مثل هذا المشروع وتوفير الامكانيات والأدوات التي تساهم في علاج هذا المرض العضوي .. فيجب أن تعترف أيضا بعدم قدرتها على بناء مثل هذا المشروع العلمي الذي دعى إليه الدكتور زويل سابقا بقدراتها الذاتيه الذي سيعالج هذا المرض العقلي .. وهو ليس عيبا وليست من الكبائر السياسية أن تعترف بذلك .. وإنما العيب كل العيب أن يتحسر المصريون حين يشاهدون شعوبا ودولا كانت غارقة في مشاكل إستعمارية وإقتصادية وسياسية وإجتماعية طاحنة مثل الصين والهند.. وتتمتع الآن بثمار الإستقرار والأمان الإجتماعي الذي نتج عن وضوح الهدف وتوافر الثقة في النظام الحاكم .. الحكومات المصرية المتعاقبة كانت ومازالت تتحدث دائما عن دفع عجلة التنمية ولا أعلم هي تخدع من ..؟؟ هي في الحقيقة تخدع نفسها فالشباب المتعطل في مصر والذي ليس له الحظ في أن يكون من أهل الثقة أو من أهل الكوسة فأهون عليه أن يموت على شواطئ المتوسط ولا أن يظل متعطلا يدور في رحى خطب الحكومة الإلكترونية التي لم تساهم في تحسين جودة الحياة في مصر لا بل كبلته بقوانين وجبايات ربما تكون مقبوله في المجتمعات المنتجة ولكن أين أنتاجنا بالصلاة على النبي ..؟؟ الأستاذ جمال بخيت يريد أن يبدأ من الصفر وهو حقه ولا أحد يستطيع ان يلومه على ذلك في الحقيقة لأن الثقة بين الشعب والنظام قد شارفت على الإنهيار مما أدى إلى تعميم مبدأ الفوضى والعشوائية في كل شبر في مصر وهو شئ خطير ومدمر لكل شئ .. ولكن في حقيقة الأمر نحن نمتلك فعلا ركيزة جيدة من العلماء والباحثين والمبتكرين في مصر ولكن للأسف فهم يتبعون لقوانين حجرية وميزانية بالية لا تسمح مطلقا بأحداث نهضة .. فيا فرحة الشعب المصري أن تظل أفكاره وأبتكاراته طريحة أدراج وزارة البحث العلمي دون أن تستطيع الدولة أن توفر لها القدرة على تطبيق تلك الأفكار وتحويلها من كونها نظريه إلى تطبيق عملي وتحويل هذا التطبيق العملي إلى صناعة وطنية تسهم في تحويل هذا الشباب المتعطل البائس إلى طاقة منتجة تحدث نمو حقيقي في هذا الوطن .. لماذا لا تترك الحكومة المصرية المجال للشعب المصري أن يتخذ مثل هذا القرار وهذا الحلم البرئ وأن يحدث الإتزان المطلوب لإحداث النهضة العلمية المنتظرة ..؟؟ ولماذا تصر على أن نسير بعجلتي أهل الثقة وأهل السلطة المطلقة ظننا منهم أنهم بذلك سيحدثون التوازن المطلوب للشعب المصري .. في حين أن الدول التي أحدثت نهضة مجتمعية و طفره علميه حقيقية تخلت عن كل هذا واستطاعت أن تدفع عجلة التنمية فعليا إلى الأمام دون عجلتي التوازن الممثلة بأهل الثقة وأهل السلطة الكاملة .. اللذان يدفعون عجلة التنمية في مصر فعلا ولكن ليس إلى الأمام وإنما في واقع الحال يدفعانه إلى الخلف وبقوة ..؟؟! لماذا لا تترك الحكومة مثل هذا المشروع العلمي للكفاءات سواء علمية أو إدارية أو قانونية ..؟؟ ولماذا لا يتحرر مثل هذا المشروع من تحت سيطرة قوانين السلطة العلمية والبحثية في الحكومة المصرية ويشذ هذا المشروع العلمي كما شذ مشروع مستشفى السرطان عن أيدي الدولة ..؟؟ اليس الشعب المصري معني بعبارة دفع عجلة التنمية ..؟؟ اليس هو نفسه الشعب الذي ستعود عليه ثمار تلك التنمية .. ؟؟ فلماذا لا يشارك في دفعها هو الآخر ولكن بشروطه الخاصة هذه المره ..؟؟ انعموا بالسياسية كما شئتم وتلذذوا بكراسيكم ما شئتم وبيعوا ما تقع عليه أيديكم كما شئتم ولكن أتركوا لنا الفرصة أن نمضي بقدراتنا الذاتيه إلى الامام ونحدث نهضة لبلدنا من صنع أيدينا .. Socrates : virtue is knowledge أمنمؤبي:لا تمنع أناسا من عبور النهر إذا كان في قاربك مكان ,خذ الأجر من الغني ورحّب بمن لا يملك شيئاً رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان