الوطنى الاصيل بتاريخ: 9 مارس 2009 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 9 مارس 2009 الأسبوع' في غزة روح التحدي.. كيف قهرت العدوان الصهيوني؟ 'الغزاويون' رسموا بصمودهم أسطورة 'الشعب الذي لا يقهر' لطالما ان هناك الكثيرين من النشطاء الحقوقيين والصحفيين بل واخرين ممن تعاطفوا مع مأساة غزة وذهبوا اليها وتفاعلوا معها ولكن من منهم فعل مثل الاستاذ محمود بكرى رئيس التحرير التنفيذى لجريدة الاسبوع ورئيس قطاع البرامج السياسية بقناة الساعة الذى ذهب الى غزة حاملا روحه على يده واقام هناك ندوة استمرت لعدة ساعات من ارض الواقع ومع اهالى غزة المكلومين وتحت قصف نيران اسرائيل وطائراتهم وقنابلهم وغير عابىء بالخطر الذى يحدق به من كل جانب ليندد ويكشف جرائم اسرائيل وينقلها للعالم بل ولم يكتفى بذلك بل ذهب الى المقاومين من افراد حماس عندما كانوا فى كمين للاجهاز على بعض القوات البرية لاسرائيل و المرابضة فى غزة لينقل الى العالم كله وعبر الواقع ملامح وسر البطولة العظيمة التى اذهلت العالم كله فتحية الى الاستاذ العظيم والمناضل والمجاهد امحمود بكرى / والان المقال المنشور للاستاذ محمود بكرى فى غزة صحيح أن الموت تبعثر في كل مكان فوق أرض غزة.. وصحيح أن الخراب والدمار عمى كل جنبات وطرقات القطاع.. من رفح في اقصي الجنوب، وحتي بيت حانون في أقصي الشمال.. صورة مدن وبلدات قطاع غزة بعدالعدوان بدت وكأن قنبلة نووية قد ألقيت علي القطاع الصامد.. لتحيل أرضه ومزروعاته إلي جحيم لا يطاق.. البرابرة لم يتركوا شبرا مروا من فوقه إلا وأعملوا القتل والخراب والتدمير فيه.. لا فرق هنا بين البشر والحجر والطير والحيوان.. كل ملامح الحياة تبدلت في القطاع. تنقلنا في كل أنحاء القطاع.. انغمسنا في أوساط المواطنين من أبناء شعب غزة بفلسطين المحتلة.. صدمتنا صور الدمار الرهيب.. والخراب المتعدد الأبعاد.. ولكن.. ومن بين الانقاض.. تعايشنا علي مدي أيام في غزة مع جيل جديد لا يعرف سوي لغة التحدي في مواجهة العدوان.. جيل يعيش الآن علي أنقاض البيوت المدمرة.. وبين حطام المباني المنهارة.. وفي مخيمات انشئت علي عجل بجهود فردية.. ولكن صورة التحدي كانت هي المسيطرة علي كل أبناء القطاع.. في كل المناطق.. مناطق أصابها الدمار.. وبدت ملامح الانتقام في كل شبر علي أرض غزة واضحة وضوح العيان.. ولم لا؟! فالشعب الصامد قهر المحتل بصموده.. واحتوي المقاومة بثباته.. ورسم أسطورة الشعب الذي لا يقهر. في مناطق متعددة.. كانت مساحات هائلة من الأرض قد تم تجريفها.. مئات الدونمات من المزروعات المتنوعة.. أشجار الليمون، والزيتون، والبرتقال.. كلها تم محوها من فوق الأرض.. فعلتها الدبابات الاسرائيلية التي جاءت محملة بجرافات عملاقة.. لا همى لها سوي إخفاء ملامح الحياة من فوق أرض قطاع غزة.. فتحات عميقة في الأرض خلفتها الصواريخ المنطلقة من الطائرات ال'ف.16' والتي لم تترك موقعا علي أرض القطاع الا وراحت تصب عليه حممها القاتلة، وقنابلها العنقودية، والأسلحة الفوسفورية، وكل أنواع الاسلحة المحرمة دوليا والتي جاءت بدعم أمريكي وغربي ليجربوها علي أجساد الأطفال والنساء من أبناء شعب فلسطين الذين وقفوا في الميدان بأجسادهم العارية ليذودوا عن كرامة وطن آثر ألا يقف متفرجا.. وطن بطول الأرض العربية لم يقدم لأبناء الشعب الصامد والمجاهد سوي بعض الكلام والأمنيات بتجاوز آثار العدوان. في مخيم جباليا تجولت 'الأسبوع' بين المواطنين.. هذا المخيم الذي يتجاوز عدد قاطنيه الربع مليون مواطن ليجسد بكثافته السكانية نموذجا فريدا في القدرة علي التعايش داخل منطقة سكنية محدودة.. ويسجل النسبة الأعلي من الكثافة السكانية في العالم.. تجولت في المخيم.. من أمام مركز الشرطة الذي تم قذفه بطائرات ال'ف.16' منذ اليوم الأول من العدوان.. ومن هناك الي قلب السوق الرئيسي حيث الحياة تسير رغم ظروف القهر الأمني والاقتصادي في ظل حصار طال كل شيء علي أرض غزة.. ولم يعد هناك من ملجأ للبقاء علي قيد الحياة سوي ما يتم استيراده من مصر عبر بعض الأنفاق التي أغار عليها الطيران الإسرائيلي ونصبت الكاميرات علي الحدود ليشتد الحصار من حول الفلسطينيين.. وكأن الرسالة هنا هي تحقيق الموت المؤكد لأبناء الشعب الفلسطيني. تحدث إلينا أبناء المخيم بألم وهم يصرخون من واقع اراده العدو موتا ودمارا لابناء الشعب الصامد المجاهد، واراده بعض العرب حصارا قاتلا يخنق ما تبقي لهم في الحياة.. تحدثوا عن الغلاء الذي طال كل شيء بسبب ندرة البضائع، وتهريبها الذي يرفع السعر اضعافا مضاعفة.. شكا الجميع من الآثار التدميرية الهائلة، وانعكاسها علي كل شيء في القطاع، وانهيار مستوي المعيشة الذي دفع بالموظفين الفلسطينيين لدي السلطة لأن يتساووا باللاجئين في طلب المعونة والمساعدات.. ومع ذلك .. ورغم كل الاجواء السلبية فإن روح المقاومة والتحدي كانت بادية علي الجميع وهم يحدثوننا عن ان الاحتلال لن ينجح في كسر ارادتهم، وان التفافهم حول المقاومة هو خيارهم الوحيد والرئيسي.. وان ارادة الصمود سوف تستمر في مواجهة العدوان.. وان بشاعة الإجرام الصهيوني في قصف المدنيين وقتل الأبرياء لن يفت في عضدهم.. بل سيواصلون طريق الاستشهاد والدفاع عن حقوق كل شعب فلسطين وليس شعب غزة فقط. كانت مقولاتهم تعبيرا صحيحا عن الانتماء الحقيقي لتراب الأرض الفلسطينية وكان ثباتهم يعني الكثير لكل من عايش تلك الفترة القاسية من المواجهة مع العدو الصهيوني.. ومن بين الصور التي عايشها أبناء الشعب الفلسطيني كانت ل'الأسبوع' لقاءات مع العديد من أبناء شعب فلسطين.. ترصد معاناتهم.. وتسجل شهاداتهم التي كشفت عن حقيقة الإجرام الصهيوني علي أرض غزة.. كما التقت 'الأسبوع' بأحد قيادات كتائب 'عز الدين القسام' في أحد المواقع بشمال قطاع غزة.. والذي حكي ل'الأسبوع' تفاصيل أحد الأكمنة المهمة والتي لم يكشف عنها النقاب من قبل والتي أوقعت العديد من الخسائر في صفوف العدو عبر عملية بطولية نفذها أربعة من عناصر كتائب عز الدين القسام. 'تيسير محمد محمد صالح' من أبناء جباليا يتذكر حكاية المحرقة التي حدثت قبل عام من العدوان الأخير والذي حدث في فبراير من العام 8002.. يقول: 'دخلوا علينا البيوت.. جاءونا مشاة استحلوا المنطقة بما فيها أطلقوا نيرانا كثيفة.. اعدموا اربعة مواطنين امام اعيننا من بينهم شاب يبلغ من العمر ستة عشر عاماوهو من دار عبيد.. ثم دخلوا علي بيوتنا.. وضعوا المتفجرات في البيوت.. كنا أولاد عم جالسين معا في بيت واحد.. عندما دخلوا بيوتنا طلبوا منا خلع ملابسنا ورفع أيدينا.. واخذونا بعد تفتيشنا وقيدونا من الخلف.. وحطونا حوالي 40نفر في غرفة واحدة.. دخلوا يحطموا في البيت وحطوا علينا حراسة مشكلة من ستة جنود في الغرفة التي كنا محبوسين فيها.. هؤلاء الستة جنود اخذوا يضربوا فينا يخبطو رءوسنا في بعض.. بعدها نقلونا من بيتنا الي بيت ابن عمي وجري ما جري في بيتنا في بيت ابن عمي.. كومونا علي بعض 80نفر .. كنا مقيدين كلنا من الخلف الظابط الاسرائيلي حكي معنا وقال لنا بلغة آمرة: عليكم ان تخرجوا وتمشوا لمسافة حوالي 100 متر الدبابات ستجدونها بعد كيلو وهي في انتظاركم وهي شرق العزبة.. وامرنا ان نمشي مثل القطار.. واحدا وراء الآخر.. واشترط علينا ألا نتحرك شمال او يمين.. واللي هيتحرك شمال او يمين نحن غير مسئولين عنه لان الطيارة الاباتشي سوف تتصرف معكم.. مشينا لوحدنا وهم كمنوا في البيوت.. واستمررنا في السير تحت التهديد لمدة كيلو حتي وصلنا الي مكان تجمع المدرعات والدبابات.. هناك وجدنا سائقي الدبابات الاسرائيلين الذين هبطوا من دباباتهم وبدءوا في الاساءة الينا.. اختاروا من بيننا اصحاب الوزن الخفيف ليضعوهم داخل الدبابات.. حين وضعوني داخل الدبابة فوجئت ان هناك 30 فلسطينيا بداخل الدبابة، بعد ان تم تقييده وتعصيبه،وضعونا فوقهم واصبحت حمولة الدبابة من الداخل حوالي 35فلسطينيا.. اخذونا علي منطقة الحدود.. وهناك وجدنا دبابات اخري.. وجدنا قيادات من الجيش في الانتظار.. وضعونا في باص حيث احضروا بعض الصحفيين لتصويرنا ونحن معصوبو الاعين داخل الباص الجنود الذين كانوا في الباص كانوا يحملون الطين من الارض ويلقونه في وجوهنا.. بعدها اخذونا إلي احد المواقع الاسرائيلية عند 'نحال عوز'.. نزلونا في ملعب كرة قدم وكانت الدنيا ليل وشديدة البرودة.. كنا عراة تركونا خمس ساعات في العراء.. بعدها جاءت المخابرات الاسرائيلية لتحقق مع كل واحد منا.. سألونا عن المقاومة وعملية اطلاق الصواريخ وحرضونا علي المقاومة.. قلنا لهم نحن لا نستطيع ان نوقف الصواريخ.. نحن لا نري الصواريخ الا وهي في السماء.. قال اذا لم تساعدونا فان مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر يدرس تحويل كل هذه المنطقة الي منطقة صفراء.. اي حرقها تماما.. بعد ما خلصوا التحقيق تركونا ثم القونا عند معبر 'ايريز' وجئنا الي بيوتنا سيرا علي الاقدام.. كانت تلك الحملة لمدة ثلاثة ايام فقط سقط فيها 455شهيدا. ولكن هذه المرة جاءوا بشكل مختلف.. ضرب جوي كثيف.. شاهدنا ليالي بالغة الرعب.. الاطفال يصرخون.. والسيدات يستغثن.. الرجال يقرأون القرآن.. وحين اقتربت لحظة دخول المشاة والقوات البرية كان اطلاق الرصاص كثيفا للغاية بالاضافة الي القذف الجوي.. كنا نسمع صوت 30قذيفة في المرة الواحدة.. كانت الكهربا قاطعة.. شعاع الانفجارات كان يضيء المنطقة بكاملها.. كنا نهرب من غرفة الي غرفة.. كنا في بيت يضم نحو 100فرد.. كلنا تجمعنا في منطقة واحدة.. كنا نبحث عن الغرف الآمنة.. نذهب الي هذه الغرفة تأتي لنا قذيفة .. فنلجأ الي غرفة اخري.. اصبحنا ننتظر ضوء النهار بفارغ الصبر.. مفيش نوم.. ضوء النهار كنا ننتظره حتي نطمئن علي الاقل.. في الصباح وعند الساعة السادسة كانت المنطقة عبارة عن دخان يشبه الضباب.. النار مولعة في الشجر.. بيت عمي تأكله النيران.. جيش المشاة الاسرائيلي كان قادما باتجاهنا يضربون النار علي كل شيء.. يقتلون الافراد والحيوانات.. اذا قابلهم غنم طخوه او كلب او حمار او اي شيء من ملامح الحياة.. بعدها قعدنا عدة ايام علي هذا الشكل.. كنا نخاف الليل وطوله والقذف الذي لا يميز بين احد وآخر.. كنا نسمع صوت انفجارات شديدة في كل الوقت.. اطلاق نار من كل الاتجاهات.. الدبابات تأتي الينا من الشمال ومن الجنوب.. سادس يوم تحول الضرب الي المنازل مباشرة.. 31 قذيفة اطلقت علي دار ابن عمي.. كان يتلوها صراخ ينطلق من كل اتجاه.. استشهدت بنتان من بنات عمي بالاضافة الي الاصابات الخطيرة.. وحالات الشلل التي اصابت آخرين.. احد الجيران علي بعد 10أمتار استشهد مسن ومسنة.. ونحن حين رأينا الضرب في البيوت بعد سادس يوم ومع شح الماء والكهرباء وانعدام الحياة وانقطاع الاتصالات لم يعد احد يتحمل شيئا بعد كل هذا.. كانت اكبر خطورة تواجهنا ان يصاب ابنك ويظل ينزف دون ان يتمكن احد من مساعدته.. اخوك يموت او بنتك يقعد 13يوما وانت تنظر اليه ولا تستطيع حتي ان ترفع جثته من فوق الارض.. قذيفة تنزل في بيت فيه 40نفر يموتون جميعهم.. بعد ذلك جاءونا من الغرب وبدأوا يصرخون علينا وينادون بخروجنا من منازلنا.. خرج الجميع نساء واطفالا.. حين خرجنا نبهوا علي الشباب بخلع ملابسهم امام النساء.. وبعد مانخلع ملابسنا امام النساء يضعونا في حفرة عميقة.. يأخذوا اوراقنا ويفحصونها.. من كانوا يريدونه كانوا يأخذونه معهم .. ومن لا يريدونه يقولون له اطلع امشي ناحية البحر.. مشينا في طريق الغرب باتجاه البحر.. طول ماحنا ماشيين كانت المنازل بها جيش اسرائيلي .. كانوا يطخوا علينا النار.. وفي طريقنا كنا نشاهد الشهداء علي الارض.. لقيناهم اشلاء علي الارض.. تصور ابن عمي كان شهيدا.. استشهد في اول ليلة في آخر المنطقة.. كلما حاولنا ان نقترب منه كانوا يطخوا علينا الرصاص.. لك أن تتصور 80فردا من ابناء العائلة لا يستطيعون الاقتراب من جثة ابن عمهم.. كانوا ساحبين جثته بالجرافة.. كان منظره غريبا بدون قدمين وبنصف رأس.. شيء لا يتصوره العقل.. حاولت الاقتراب منه حتي ارفعه فطخوا عليى الرصاص.. ظل 13 يوما ملقي علي الارض.. حتي انسحب العدوان ثم حملنا جثته لدفنها'. 'اياد صلاح' من سكان شرق عزبة عبدربه ببلدة جباليا وهو صاحب مزرعة يقول: 'دمرت المزرعة بالبيت.. خرجت بعد وقف اطلاق النار.. كان معنا 50 نفرا من جيرنا مصابين جميعهم.. توجهنا الي المزرعة وكانت افواج الدبابات مازالت موجودة في المنطقة.. طخوا علينا الرصاص من سلاح المشاة كان حوالي 100جندي يطلقون علينا الرصاص.. اترمينا علي الارض نحن والاولاد والبنات الصغار وبعد حوالي10 دقائق طلع جنود من الدبابة وطلبوا منا ان نمشي نحو ديارنا.. وهناك اطلقوا علينا الرصاص مرة أخري.. جمعونا سويا فطلب منا الضابط ان نأتي اليه فردا فردا.. احد جيراني ويدعي 'محمد' ذهب الي الضابط وذهبت انا وراءه.. قلت للضابط الاسرائيلي نحن ومنذ 5ايام لايوجد لدينا اكل ولا شرب وانتم قلتم في الاذاعة ان هناك وقف اطلاق نار.. قال لي انا عايز الهوية بتاعتك.. اخذونا حوالي 20شخصا ومعنا حوالي 30طفلا وامرأة.. وضعونا رهن الاعتقال في البيت.. سألتهم عن نسوانا قال النسوان يبقوا في بيوتهم.. قعدونا في الاعتقال حوالي 5ساعات وهم يفحصوا الهويات ويفتشوا فينا.. كانت مناظر الشهداء والجثث الملقاة في الشارع اكبر من ان توصف .. حاولنا نتفاهم معاهم لكن قالوا لنا معندناش وقت كتير.. بدنا تمشوا من هنا الي الرامزون بسرعة 'ماهير.. ماهير' قالوها بالعبرية.. طلبوا منا ان نمشي في خط مستقيم .. لا ننظر يمينا ولا شمالا.. 'يشار..يشار'.. اي دغري بالعبرية.. قلنا لهم معنا شاب مصاب كيف نسرع وهو يتألم.. قال مليش علاقة.. عليكم ان تمشوا من هنا بسرعة.. وانا غير مسئول عن حياتك بعد 10دقائق من الآن.. حملنا المصاب وهو يتألم واخذنا نركض به.. كان يتألم ونحن نحمله وهو مصاب بشظايا في انحاء مختلفة من جسده.. طلعنا بأعجوبة حتي الآن لا اتصور كيف نحن مازلنا علي قيد الحياة انا واصحابي.. الناس تعيش حياة مأساوية.. وكل ما نطلبه من الزعماء العرب والاخوة الفلسطينيين بكافة حركاتهم وانتماءاتهم ان يتطلعوا الي الشعب الفلسطيني وينظروا إليه والي معاناته من حيث المسكن.. لدينا ظروف صعبة.. نريد توفير المساكن والمأوي لنا.. لا نريد اكلا ولا شربا.. فقط نريد مكانا يؤوينا.. انا وجيراني نقيم في غرفة 3متر في 3متر بعد ان كنا نعيش في فيلا.. حياتنا اصبحت مأساوية.. لينظروا الينا بعيدا عن الحياة الحزبية والسياسية.. لينظروا الينا بعين الرحمة.. فقط هذا ما نطالب به'. 'محمد فتحي عبيد' يحكي ويقول: 'خشوا علي ابويا وامي في المزرعة .. ابويا عمره 63سنة وامي عمرها 56سنة.. خشوا عليهم .. هدوا باب الحوش وهما نايمين.. قوىموهم من النوم.. قالولهم ياللا اطلعوا من هنا.. طلعوهم بالقوة من الحوش.. وهما ماشيين ضربوا عليهم دانة قتلوهم.. قتلوا ابويا وقتلوا امي.. واصابوا اخويا باصابات بالغة.. كان لدينا خمسة بيوت في هذه المنطقة.. هدوهم جميعا.. وهدوا باركس الحيوانات.. وقتلوا 35حيوانا نتعيش عليهم.. مابين بقر وخيول سبق ونوق.. قتلوهم بالرصاص.. اعدموا الحيوانات وهدوا الحوش وقتلوا ابي وامي.. وحتي الآن الحيوانات في مكانها.. اخي ظل مصابا لمدة ثلاثة ايام نناشد الصليب الاحمر وغيره لكي يتدخل لكن احدا لم يسأل فينا.. نحن فقط تحركنا نحن وجيرانا حملنا شقيقي والنسوان وحملناهم بعيدا عن القوات.. طخوا علينا الرصاص.. رغم انهم قالوا ان هناك وقف اطلاق نار.. عشنا مأساة.. يقولون ان هناك مقاومة يواجهونها هنا.. انا اتحداهم فهذه منطقة سكنية لا يوجد فيها مقاومة.. اتحدي اي ضابط اسرائيلي ان يقول لي اين هذه المقاومة في هذه المنطقة لكي يطلقوا رصاصهم بهذا الشكل العشوائي ويقتلوا الانسان والحيوان ويدمروا البيوت جميعها.. هم جاءوا لقتل الناس فقط.. هذه منطقة آمنة.. والجيش الاسرائيلي كان متعمد قتل المدنيين.. هم جاءوا بالصواريخ لقتل الناس.. انا آخر واحد طلعت من المنطقة.. وانا ساكن علي الخط الشرقي وعارف ان كل ما حدث كان ضد المواطنين العاديين فقط'. وعلي الجانب الآخر تبدو صورة المقاومة المشرقة لترسم بصمود المقاومين كل ملامح الهزيمة والانكسار لمخططات العدو الإسرائيلي .. ففي فترة وجودنا في قطاع غزة طلبنا مقابلة بعض المقاومين الذين سطروا أروع الملاحم في مواجهة العدو الصهيوني .. لم تكن الاستجابة لمطلبنا بالأمر اليسير، خاصة أن الأوضاع الأمنية لم تستقر بعد في القطاع في ظل استمرار عمليات القصف الصهيوني من جانب واستمرار المقاومة في اطلاق صواريخها من جانب آخر .. وقد خضعت ومعي الطاقم المشارك لاجراءات أمنية مشددة وعمليات تخفي، وتنقل من موقع إلي آخر .. انطلاقا من وسط مدينة غزة، ومرورا بمخيم جباليا حيث انتظرنا أحد الاشخاص هناك، ثم وصولا إلي منطقة قريبة من بيت لاهيا .. حينئذ ترجلنا من السيارة التي كانت بصحبتنا وسرنا لمئات الأمتار حتي بلغنا أحد المناطق الزراعية الكثيفة والتي تنتشر بها أشجار الليمون والبرتقال .. وهناك التقينا بعدد من المقاومين الذين لم نشاهدهم من قبل وكأن الأرض انشقت واخرجتهم منها. كان الموقع يقرب لمئات الأمتار فقط عن أحد المواقع العسكرية الإسرائيلية .. وأكد لنا المقاومون الذين التقيناهم ومن بينهم قائد المجموعة 'أبو إسلام' ومعه عدد من رفاقه من كتائب الشهيد 'عز الدين القسام' أن المنطقة تخضع للرقابة الاسرائيلية الكثيفة والمتواصلة وأشاروا إلينا بمنطاد يشبه البالون الأبيض في أجواء المنطقة الموازية لنا مباشرة والذي يقوم بعملية تصوير كافة ما يجري في المنطقة من أشخاص وأحداث بدقة متناهية. كان الأمر مثيرا .. وأكد لي المقاومون خطورة الأمر، ولكنني صممت علي أن التقيهم واسمع منهم قصة الصمود الذي استمر لثلاثة وعشرين يوما في ظل حالة من عدم التكافؤ بين ما تملكه المقاومةممن امكانات محدودة وبين القوة العسكرية الاسرائيلية الجبارة المدعومة أمريكيا .. وكان من بين ما خصنا به المقاومون كمينا تم نصبه لآليات عسكرية إسرائيلية تقدمت لاحتلال المناطق المحيطة بعد بدء عمليات الحرب البرية وكيف استطاع المقاومون التسلل خلف خطوط العدو لثلاثة أيام ثم توجيه ضرباتهم الموجعة لقوات الاحتلال مما أدي إلي تدمير آليتين عسكريتين علي الأقل ومقتل وإصابة العشرات لم يعترف العدو سوي بتسع إصابات من بينهم فقط. الصورة التي شهدناها من خلال اللقاء مع المقاومين ومن خلال جولة فوق منطقة جبل الريس مع 'أبو مجاهد' الناطق بلسان لجان المقاومة الشعبية بغزة تؤكد ان الشعب الفلسطيني قادر علي دحر المعتدي وتكبيده الخسائر الفادحة في ظل إيمان يقيني بإرادة النصر علي الباطل ومواجهة جرائمه مهما كانت. رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
أبو محمد بتاريخ: 9 مارس 2009 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 9 مارس 2009 تم غلق الموضوع تمهيدا لحذفه حيث أنه نقل من جريدة الأسبوع دون أى تعليق أو إضافة أو إثراء من العضو الفاضل عن الإدارة أبو محمد نحن فى حالة حرب لم يخض جيشنا مثلها من قبل فى الحروب السابقة كانت الجبهة الداخلية مصطفة تساند جيشها الآن الجيش يحارب الإرهاب وهناك من يطعنه فى ظهره فى الحروب لا توجد معارضة .. يوجد خونةتحيا مصر*********************************إقرأ فى غير خضـوعوفكر فى غير غـرورواقتنع فى غير تعصبوحين تكون لك كلمة ، واجه الدنيا بكلمتك رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts