اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

بعد أن هدأت عاصفة مؤتمر مستقبل الثقافة


Sharkiah

Recommended Posts

بعد أن هدأت عاصفة مؤتمر مستقبل الثقافة:

رؤية نقدية لأفكار علمانية

بقلم:د. سامي نجيب

أستاذ مقارنة الأديان

ورئيس جمعية لسان العرب

وانفض السامر.. كل أدلي بدلوه.. وفي خفية وسرية كانت التحضيرات لهذا المؤتمر. وربما جاءت التحضيرات في تكتم شديد لعدم إجهاض المؤتمر قبل انعقاده. وحتي لايجبروا علي دعوة الطرف الآخر. وأقصد بهم طرف التصدي للاطروحات التي سيتم مناقشتها خلال هذا المؤتمر المشبوه.

وقد تم لهم ماأرادوا: اجتمعوا وكل له رؤية تصب في النهاية في بوتقة واحدة. . ثم جاءت تصوراتهم وتوصياتهم كبضاعة مزجاة لاقيمة لها قد ردت إليهم. وهؤلاء العُصبة دأبوا منذ عقود علي انتهاج سياسة الغمز واللمز أو "اللف والدوران" ودون الإعلان الصريح الواضح بأهدافهم.

لقد رفض المؤتمر رجل الشارع البسيط ورفض توصياته حتي الذين لايعلمون من أمر الدين سوي حفظ بعض قصار السور. أو حديث نبوي أو اثنين وربما دون حفظ المتن الصحيح له وجاءت النتيجة عكس ماتوقعوا تماماً. وأن المناقشة في صلب الدين والتغيير بالحذف أو الاضافة متروك عندهم علي المشاع. فنري بيان المؤتمر في فقرته السادسة يقول: يؤمن "من الايمان" المشاركون في هذا المؤتمر بضرورة الوصول إلي الشروط الاجتماعية التي تنتج خطابا دينيا متطوراً منفتحاً علي العصر يتجاوز الدينية الركودية والمتزمتة التي أساءت إلي الإسلام والعرب والمسلمين "طبعاً نفس نغمة الغرب" - دون توظيف ديني للسياسة أو توظيف سياسي للدين "أي إعلان علمانية الدولة".

فما هي الشروط الاجتماعية والثقافية التي تنتج خطاباً دينياً متطوراً والذي في رأي المؤتمرين يتجاوز الدينية الركودية المتزمتة؟ يقول الشاعر السوري أدونيس وهو أحد أقطاب هذا المؤتمر: إن الدين هو المعوق أمام أي تجديد أو أية معرفة. فكيف يمكن تجديد المعرفة في مجتمع الدين عنصر مكون أول في ثقافته؟

ويقول الكاتب التونسي العفيف الأخضر في المؤتمر: إنه يعتبر التعليم الديني كارثة العالم الإسلامي وأن علي المسلمين أن يتطهروا من فقه القرون الوسطي!!

ثم طالب كل من أحمد عبدالمعطي حجازي د. أنور مغيث. جمال البنا. د. حسن حنفي. حيدر ابراهيم. د. علي فخرو. بفصل الدين عن الدولة أو بعلمانية الدولة!!

بل إن هناك من تطرق إلي موضوعات لو أخذت بعين الاعتبار لكانت فتنة تشتعل بين صفوف العالم الإسلامي والعربي. من ذلك ماطرحه جمال البنا وحيدر ابراهيم. فيقول جمال البنا: لايجب أن نأخذ من السنة إلا مايتفق مع العقل والنص القرآني ودون النظر إلي تفسيرات المفسرين أو إلي الآلاف من الأحاديث النبوية مشيراً إلي أنه لايوجد أكثر من "10" عشرة أحاديث صحيحة فقط "يقصد المتواترة" ويستند علي ذلك أن هناك قضايا كثيرة متداخلة. فالقرآن مثلا لم يكتب عقوبة علي الردة ولكن الفقهاء يقولون بالقتل انطلاقا من السنة. وكذلك فإن الحجاب فرض علي الإسلام. وليس شرطاً لنا أن نلتزم بنصه منذ الف سنه!! ثم يقول البنا: إننا نريد إسلاماً كما أنزله الله وليس كما وصفه الفقهاء الأربعة ولابد من إلغاء الفقرة التي وضعت في الدستور بأن الإسلام دين الدولة الرسمي لأن الدولة لايمكن أن تقدم شيئا لا للاسلام ولا لأي دين آخر.

ثم يلقي البنا قنبلة بقوله: إن التجديد لن يتم إلا إذا التزمنا بثلاثا وطرحنا ثلاث. التزمنا بالقرآن الكريم والصحيح الثابت المنضبط بالقرآن ثم استلهام الحكمة أما الثلاث التي علينا أن نطرحها ولو عز علينا أو حز في نفوسنا ذلك. فهي تفسير المفسرين للقرآن بدءا من ابن عباس حتي سيد قطب. ومعني ذلك في رأي البنا أن من يأتي بعد ذلك ليفسر فهذا حق وواجب.

ومثلما فسر مصطفي كامل المهدوي احد الناكرين للسنة ايضا وفي كتابه البيان بالقرآن قوله سبحانه وتعالي في الآية 87 من سورة الحجر "ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم" وقد فسر المهدوي السبع المثاني بأنهما العينان والأذنان واليدان والرجلان والكليتان والرئتان واللوزتان أي والله هكذا فسر صاحب البيان بالقرآن وكثير لايعد ولايحصي فهل هذا مايراه البنا من التفسيرات التي يجتهد أصحابها بعد عصور ابن عباس إلي سيد قطب؟! فلا حول ولاقوة إلا بالله.

ثم ألقي الكاتب البحريني د. علي فخرو ويلقي هو الآخر قنبلة وكما فعل البنا "ومفيش حد أحسن من حد" وطالب بتفكيك والغاء المؤسسات الدينية القائمة وإلغاء كل سلطاتها واستبدالها بمؤسسات أهلية مستقلة تقوم بإصدار الفتوي وتمارس الاجتهاد أو كما يقول البنا: استلهام الحكمة.

ومادام الأمر كذلك فلا مانع من تعيين خطباء المنابر من فرق الفنون الشعبية أو رجال لايعرفون من أمر دينهم سوي اتباع هيئة المؤسسة العلمانية الحديثة للتطوير الديني.

ولم يفت المؤتمر أن تدلو المرأة بدلوها لذا فقد خرجت فهيمة شرف الدين لتقول: قبل أن نسأل عن تجديد الخطاب الديني يجب أن نسأل عن الخطاب الاجتماعي وخاصة القوانين المستمدة من الشريعة الإسلامية وهي التي تحكم المرأة العربية. فمثلا في الميراث "للذكر مثل حظ الانثيين" وفي الحج "المرأة لاتحج إلا بمحرم" ولذلك لابد من ايجاد صيغة جديدة للعلمانية الدينية وأن مفهوم الإنسان المؤمن يرتبط بفصل الدين عن الدولة أولا.

وهذا يعني كما تقول فهيمة ان المؤمن هو الذي يؤمن بفصل الدين عن الدولة وهو مايصفه أحمد عبدالمعطي حجازي في مقاله بجريدة الأهرام بتاريخ 6 أغسطس بقوله: ان إعلان القاهرة الثقافي بمثابة إنعقاد تاريخي فاصل بين عهدين ثقافيين. عهد قديم ساد فيه خطاب ثقافي قاصر متحجر. وعهد جديد ظهر فيه خطاب عقلاني متحرر كما يدعو المؤتمرون إلي الدفاع عن حرية الاجتهاد الفكري المسئول. باعتباره واجباً وطنياً وقومياً يؤمن بالاتفاق والاختلاف ويرفض الوصايات المتعالية التي تحتكر لنفسها الكلام عن المقدسات القومية والدينية. وتنصب ذاتها قيما متفرداً عليها "وطبعا المقصود هنا مؤسسة الأزهر الشريف".

إني لاأجد أمامي في الختام سوي قول الله عزوجل وقول رسوله الكريم: أما قول الله سبحانه وتعالي في سورة البقرة "ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وماهم بمؤمنين. يخادعون الله والذين آمنوا ومايخدعون إلا انفسهم ومايشعرون. في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون. وإذا قيل لهم لاتفسدوا في الأرض قالوا انما نحن مصلحون. ألا أنهم هم المفسدون ولكن لايشعرون" ويقول الرسول صلي الله عليه وسلم فيما رواه حذيفه بن اليمان: "كان الناس يسألون رسول الله صلي الله عليه وسلم عن الخير. وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يارسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير شر؟ قال نعم. فقلت له: هل بعد الشر من خير؟ قال نعم وفيه دخن قلت: ومادخنه؟ قال قوم يستنون بغير سنتي ويهتدون بغير هديي. تعرف منهم وتنكر فقلت هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال نعم دعاة علي أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها. فقلت يارسول الله: صفهم لنا قال: نعم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت يارسول الله: ماتري ان أدركني ذلك؟ قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم فقلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام. قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض علي اصل شجرة حتي يدركك الموت وأنت علي ذلك" رواه مسلم.

بسم الله الرحمن الرحيم ـ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً ـ صدق الله العظيم

رابط هذا التعليق
شارك

لقد رفض المؤتمر رجل الشارع البسيط

معذرة ... هذة بداية اراها غير موفقة...

فانا أعتبر نفسى من احد هؤلاء "رجال الشارع البسطاء" ... و عند قرأتى لتوصيات المؤتمر فى هذا المقال .... وجدت اننى لا أرفضها بل على العكس ... و لهذا اراها غير موفقة كبداية حيث ان الكاتب أعطى لنفسة حق التكلم بالنيابة عنى....

هؤلاء العُصبة دأبوا منذ عقود علي انتهاج سياسة الغمز واللمز أو "اللف والدوران" ودون الإعلان الصريح الواضح بأهدافهم.

بعد قرائتى للمقال لم أرى أكثر من هذا وضوحا و صراحة فى الأعلان عن أهدافهم....

نري بيان المؤتمر في فقرته السادسة يقول: يؤمن "من الايمان" المشاركون في هذا المؤتمر بضرورة الوصول إلي الشروط الاجتماعية التي تنتج خطابا دينيا متطوراً منفتحاً علي العصر يتجاوز الدينية الركودية والمتزمتة التي أساءت إلي الإسلام والعرب والمسلمين "طبعاً نفس نغمة الغرب" - دون توظيف ديني للسياسة أو توظيف سياسي للدين "أي إعلان علمانية الدولة".

اذا كان الكاتب قد استشهد بهذة الفقرة كدليل دامغ على تدخلهم فى اساسيات الدين ... فمعذرة انا لم أقرأ غير "خطاب دينى" و ليس "الدين" نفسه؟؟!! و أتفق معهم تماما فكلنا نعلم بل ولمسنا هنا من ينتهج "خطاب دينى" من على شاكلة:

لا يجوز بأى حال اطلاق لقب أخ على غير المسلم

هذا على سبيل المثال و ليس الحصر ... اذن هم لم يدعوا أو يتجنوا على أحد ... من وجهة نظرى.

... أن واحدة من آساليب النُظم الديكتاتورية هى :

liberte_dexpression-28365515.jpg

وهى بكل أسف كانت ومازالت مٌنتشرة ومُستخدمة في بلدنا الحبيب وعلى كافة المستويات بلا إستثناء !

رابط هذا التعليق
شارك

من الواضح ان السيد أبو قلب أبيض له غرض من كلامه وان المؤتمر جه على هواه وبيستغرب هو مين اللي رفضه من رجل الشارع البسطاء فهو منهم مع انه يقول انه في المهجر؟؟!!

يا سلام ابيض يا ورد

مافيش تطبيع أكثر من كده ولا فيش اكتر من كده محاولة مضنية للفتنة

وبعدين معاك يا ابو قلب أبيض مش تبطل تلعب في الدرج بتاع أوراق بابا .... وبعدين بابا ح يديلك علقة جامدة أوي

أحنا قلنا مثلا أي حاجة بخصوص حاجات مالناش بيها علاقة ..... أعتقد ان احنا اللي قلبنا أبيض وقلب خساية وانت لامؤاخذة مش كده

وكما قال العالم الفز شعبان بن عبد الرحيم أقولها لك

بس خلاص

قال تعالى في كتابه الحكيم :<span style='font-size:14pt;line-height:100%'> (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً</span>) [النساء : 93] .صدق الله العظيم

__________________________________________________________________

بيض صنائعنا ... سود وقائعنا ... خضرمرابعنا ... حمر مواضينا

_______________________

رأيت هم جميع الناس ماملكو وما ولدو فالحمد لله لا مال ولا ولد

رابط هذا التعليق
شارك

Sharkiah كتب:

وفي خفية وسرية كانت التحضيرات لهذا المؤتمر. وربما جاءت التحضيرات في تكتم شديد

معذرة هذة نقطه اخرى لم أفهمها...

كيف يتحدث الكاتب عن "خفية و سرية و تكتم شديد"...

و كان هناك من بعض المشاركين من دول عربية مختلفة؟

و اين اقيم هذا المؤتمر؟

... أن واحدة من آساليب النُظم الديكتاتورية هى :

liberte_dexpression-28365515.jpg

وهى بكل أسف كانت ومازالت مٌنتشرة ومُستخدمة في بلدنا الحبيب وعلى كافة المستويات بلا إستثناء !

رابط هذا التعليق
شارك

Sharkiah كتب:
وفي خفية وسرية كانت التحضيرات لهذا المؤتمر. وربما جاءت التحضيرات في تكتم شديد

معذرة هذة نقطه اخرى لم أفهمها...

كيف يتحدث الكاتب عن "خفية و سرية و تكتم شديد"...

و كان هناك من بعض المشاركين من دول عربية مختلفة؟

و اين اقيم هذا المؤتمر؟

عزيز مصر أبو قلب أبيض

الأخبار كانت متواترة هنا ...... عندنا ..... مش هناك حداكوا بخصوص هذا المؤتمر بس أنت علشان هناك حداكو في بلاد بره ما بتسمعوش عن الحاجات اللي بتحصل لنا هنا في كفر الهنادوة ..... وانتو بقى ح تلاحقوا على ايه ولا ايه ..... أخبار البلد ولا الحر والشوا والكوا والأسعار اللي عندكوا ولا الأيس كريم اللي أمريكا عايزه تستوردو للعسكر بتوعها في العراق .... انتو مشاغلكم كتيره وهمكم كبير ..... أنما أحنا ولامؤاخذة لسه بنسلك الترعة بدكة لباس العمدة على رأي الواد ابن ابوسليم أبو لسان زالف

ويجعله عامر

قال تعالى في كتابه الحكيم :<span style='font-size:14pt;line-height:100%'> (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً</span>) [النساء : 93] .صدق الله العظيم

__________________________________________________________________

بيض صنائعنا ... سود وقائعنا ... خضرمرابعنا ... حمر مواضينا

_______________________

رأيت هم جميع الناس ماملكو وما ولدو فالحمد لله لا مال ولا ولد

رابط هذا التعليق
شارك

ثم طالب كل من أحمد عبدالمعطي حجازي د. أنور مغيث. جمال البنا. د. حسن حنفي. حيدر ابراهيم. د. علي فخرو. بفصل الدين عن الدولة أو بعلمانية الدولة!! 

بل إن هناك من تطرق إلي موضوعات لو أخذت بعين الاعتبار لكانت فتنة تشتعل بين صفوف العالم الإسلامي والعربي.

كيف يتحدث عن الفتنه بين الدول العربية بسبب فصل الدين عن الدولة ... و احدى دول المغرب العربى مثل "تونس" مثلا .. قد قامت بسن بعض القوانين التى تصب فى صالح فصل الدين عن الدولة... بل أن معظم الدول العربية اتجاهها "المبطن" هو بالفعل "فصل الدين عن الدولة"؟؟!!!

... أن واحدة من آساليب النُظم الديكتاتورية هى :

liberte_dexpression-28365515.jpg

وهى بكل أسف كانت ومازالت مٌنتشرة ومُستخدمة في بلدنا الحبيب وعلى كافة المستويات بلا إستثناء !

رابط هذا التعليق
شارك

عزيزي Katamando

تعلمت في الفترة القليلة التي أمضيتها في المنتدي حتي الآن.. أن هناك بعض المواضيع المفتوحة التي من الأفضل عدم المشاركة فيها لحساسيتها البالغة... و موضوعنا هنا هو مثال علي تلك النوعية ... فبالرغم من تأكيد الأخ العزيز أبن مصر من أمكانية الجميع في نقاش أي موضوع خارج باب هدي الأسلام و لكن في بعض الأحيان يكون من الأفضل عدم الخوض في موضوع مثل هذا... و لكن هذا الموضوع يمس مسآ مباشرآ العزيز وايت هارت.... فهو حامل راية العلمانية في هذا المنتدي و له كل الحق في نقاش أي موضوع يمس صميم أعتقاداته.. و أسمح لي ( كشخص يتابع كتاباتك ) بأن هذه المرة سلكت أسلوب يختلف عما عهدته منك.. اراك متحامل بصفة مبالغة تكاد تكون شخصية علي عضو آخر لم يناقشك الآ بكل أدب حتي الآن...لم أري أي جدال سفسطائي حتي الآن كما يتهم دائمآ... و لكن للأسف رأيتك تستخدم معه أسلوب يكاد أن يكون تهديد.. و هذا أعتقد لا يجب أن ننزلق اليه في محاورتنا... فأن لم تقتنع برأيه مثل الكثيرين فأقنعه أنت بالمنطق أو تجاهله كأضعف الأيمان و لكن لا يجب أن نصل ألي هذه الدرجة في محاورتنا...

أعتذر لك أن كنت سمحت لنفسي أن ألفت نظرك لهذا الخطأ.. و لكني لاحظت في جميع المداخلات الأخيرة هذا النمط من الحوار.

و أعتذر لوايت أن كنت سمحت لنفسي أن أتكلم بالنيابة عنه ( و هو مش ناقص لسان)

و أعتذر للأدارة أن كنت سمحت لنفسي التدخل بدون صفة سوي محاولة تهدئة النفوس...

و ربنا يستر

كل اللي حيلتي زمزمية أمل... و إزاي تكفيني لباب القبر


"صلاح جاهين"


رابط هذا التعليق
شارك

و أنا أيضا من أنصار فصل الدين عن الدولة ... ولذا فأنا علماني ... وهذا لايعني أني من أنصار الإنحلال, ولكن من أنصار التقدم حيث أن إقحام الدين أو رجال الدين فى كل صغيرة و كبيرة يعني الرجوع إلى الوراء. وإذا طالبنا بالديموقراطية فيجب علينا إحترام الرأى الأخر.

الدين لله, المحبة سلام والتعصب خراب

الحياة فيلم لا يعاد عرضه

رابط هذا التعليق
شارك

الأفاضل الكرام

سكوربيون وفارو

لست أنا من أتهكم بشكل شخصي ولكن كل ما هناك أنني ألمح نظرة علوية لبعض المقيمين في خارج مصر على من هم بداخلها ولذا اردت أن الفت الانتباه لمثل هذا المنهج الذي ارفضه.

ولكم أن تعلموا أن الأخ أبو قلب أبيض دأب على تتبع مداخلاتي طوال الـ24 ساعة الماضية وملاحقتي من موضوع الى آخر متبعا أسلوب غير مريح في تناول آرائي مما أعتبرته نوع من الأستفزاز فحاولت أن ألفت أنتباهه في أكثر من موضع وتدخلت الأدارة واوقفت الموضوع

وعليه فكما من حق أي منا أن يقول أنه علماني وأن يقول آخر أنه شديد الألتزام لمذهب معين فمن حقي أيضاً أن أعلن عن نفس توجهي وهو الوسطية فلا أنا متزمت دينيا ولا أنا أميل الى العلمانية ولكني حالى حال معظم المصريين الذين يعرفون من الدين سماحته ومن العلم فوائده ويعيشون بمقتضى هذا المزيج الجميل من جيل الى جيل

وشكراً

قال تعالى في كتابه الحكيم :<span style='font-size:14pt;line-height:100%'> (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً</span>) [النساء : 93] .صدق الله العظيم

__________________________________________________________________

بيض صنائعنا ... سود وقائعنا ... خضرمرابعنا ... حمر مواضينا

_______________________

رأيت هم جميع الناس ماملكو وما ولدو فالحمد لله لا مال ولا ولد

رابط هذا التعليق
شارك

بعد هذا التوضيح من الأخ كتامندو .....

نرجو من أطراف الحوار الإلتزام بموضوع الحوار و البعد عن الجدل العقيم و مناقشة الأشخاص بدلا من الأفكار .... علما بأن الإدارة ستتخذ كافة الإجراءات ضد كل من يخرج عن قواعد الكتابة في المنتدي ....

و نعتبر هذه هي أخر مداخلة في هذا الموضوع و نرجو العودة إلي الموضوع الأساسي ....

لانسلوت / الإدارة

رحم الله الأفاكاتو وإخناتون وإسكنهم فسيح جناته

__

وجوه في العاصفة - هل تحب عملك - كيف تعمل الأشياء - أزمة الحد الأدني

رابط هذا التعليق
شارك

Sharkiah كتب:

فنري بيان المؤتمر في فقرته السادسة

حتى احصل على أجوبة على تساؤلاتى المطروحة فى هذا الموضوع، ودت ان كان من الممكن يا عزيزى ادراج وصلة لوقائع المؤتمر نفسه ان أمكن أو ان تنقل لنا باقى الفقرات ... حيث اننى قد لاحظت أن الكاتب قد تناول فقط هذة الفقرة ... و حتى نلم بجميع زوايا المؤتمر و ما تم تناولة من نقاط...

و شكرا..

... أن واحدة من آساليب النُظم الديكتاتورية هى :

liberte_dexpression-28365515.jpg

وهى بكل أسف كانت ومازالت مٌنتشرة ومُستخدمة في بلدنا الحبيب وعلى كافة المستويات بلا إستثناء !

رابط هذا التعليق
شارك

تحذف المداخلة لخروجها عن موضوع الحوار ... و هو الحال مع أي مداخلة أخري ستخرج عن الموضوع ....

مرة أخري ... نرجو من جميع المشاركين إستثمار جهودهم في حوار بناء ...

لانسلوت / الإدارة

يا وطنى : كل العصافير لها منازل

الا العصافير التى تحترف الحريه

فهى تموت خارج الأوطان

ـ نزار قبانى ـ

103.gif

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 4 أسابيع...

الخطاب الديني‏..‏ تجديد أم تبديــــــد؟

بقلم‏:‏ د‏.‏ محمد عبدالفضيل القوصي

وكيل كلية أصول الدين ـ القاهرة

حين يصل الاختلاف في قضية الخطاب الديني الي حد التناقض الحاد مع أوليات هذا الخطاب‏,‏ وأساسيات كيانه‏:‏ فإن التعريف بتلك الأوليات والأساسيات يمسي ضرورة لامحيد عنها‏,‏ حتي لايصبح الحوار ضربا من الثرثرة ونوعا من اللجاجة‏!!‏

وحين يتحول البعض بقضية تجديد الخطاب الديني إلي تبديد لتلك الأوليات والأساسيات ـ كتابا أو سنة ـ فإن الإخلاص الفكري لقضية التجديد ذاتها‏:‏ يستلزم ايضاح جلية الأمر‏,‏ لأن السكوت حينئذ ظلم فادح لتلك القضية‏,‏ وأي ظلم أكثر فداحة من اتخاذ التجديد الذي هو منهاج بناء‏:‏ قناعا للتبديد الذي هو معول هدم؟

إن تجديد الخطاب الديني ـ علي وجهه السديد ـ يمثل منهاجا واعدا‏,‏ يهدف إلي إيقاظ الضمير العام‏,‏ وشحذ إرادة الأمة‏,‏ واستنهاض عزيمتها من كبوتها‏,‏ واستنفار طموحاتها وقواها المذخورة حتي تضع أقدامها علي طريق النهضة الحضارية الشاملة‏.‏

أما التبديد فيسعي أصحابه إلي ركوب موجه التجديد‏,‏ واتخاذها غطاء لنيات مخبوءة تتمحور في نقض أساس الخطاب الديني الاسلامي وهو الكتاب والسنة‏,‏ وبدلا من تركيز وعي الامة وإعداده للانطلاق‏:‏ يعمل المبددون علي تشتيته وهز أركانه عبر محاولات شتي‏:‏ أولي تلك المحاولات يتمثل في دعوتهم إلي قراءة النصوص المقدسة قراءة جديدة و فهمها بروحها وغاياتها‏,‏ لابحروفها ومعانيها المباشرة‏,‏ وان المرء ليتساءل‏..‏ كيف تنفصل روح النص المقدس وغاياته عن حروفه ومعانيه؟ إن فهم النص المقدس عملية متكاملة يتضافر فيها اللفظ والمعني‏,‏ والروح والمقصد‏,‏ وإسقاط أحد هذه العوامل‏:‏ اسقاط للخطاب الديني من اساسه ولنضرب لذلك مثلا‏..‏ فكيف يقول النص الديني المقدس بلسان عربي مبين‏:‏ إن نصيب المرأة في الميراث‏:‏ علي النصف من نصيب الرجل‏,‏ فيقول هؤلاء‏:‏ إن روح هذا النص مؤذاة في اللحظة عينها إلي أن يكون الأمر علي خلاف ذلك؟ أي أن يكون نصيبها مساويا لنصيبه‏,‏ لأن هذا هو ما تؤدي إليه القراءة الجديدة لروح النص؟ ومن يدري فربما يتطور اتجاه القراءة الجديدة إلي جعل نصيب الرجل علي النصف من نصيب المرأة في حالات معينة‏,‏ فيكون لكل حالة ميزان ومقياس‏,‏ إن كان مثل ذلك يسمي ميزانا ومقياسا‏!!‏

ما الحاجة إذن إلي نص مقدس أصلا‏,‏ مادامت القضية برمتها مرهونة بالوقائع المتغيرة‏,‏ وبذبذباتها التي لاتكف عن التسارع؟

ان النصوص المقدسة في الاسلام هي التي تضبط مسار الوقائع المتغيرة‏,‏ وتقنن حركتها المتدفقة‏,‏ فهذه هي وظيفة الدين‏,‏ بينما يريد هؤلاء المبددون أن يعكسوا طرفي المعادلة‏,‏ فالنص عندهم يعاد فيه النظر تبعا لحركة الواقع‏,‏ متجاهلين أن النص‏:‏ تنزيل إلهي‏,‏ ثابت دائم‏,‏ وفي هذا الثبات وتلك الديمومة مايحول بين البشرية وبين اهتزاز المعايير‏,‏ واضطراب الموازين‏,‏ واختلال المقاييس‏.‏

تتمثل ثانية تلك المحاولات‏:‏ في دعوي المبددين إلي التفرقة بين المنطوق‏,‏ والمسكوت عنه في فهم النصوص القرآنية‏,‏ ففي هذه النصوص ـ كما يزعمون ـ جوانب مسكوت عنها‏,‏ تترك لمن يحسن قراءة الخطاب‏,‏ ويدرك أنه يخفي ويعلن‏,‏ ويكتم ويبوح‏,‏ ومن خلال هذه الثغرة ـ ثغرة المسكوت عنه يقحم المبددون علي النص القرآني ما شاءت لهم أهواؤهم وأغراضهم دون رقيب‏,‏ ويصبح النص المقدس‏:‏ ساحة مستباحة تعج ـ كل يوم ـ بالأهواء والنزعات‏,‏ إن خدعة المسكوت عنه تساوي في منطق العقل‏:‏ أن الاسلام لم يدخل في طور الاكتمال بعد‏,‏ وأن الأمة ينبغي أن تدع أمر دينها رهينة في يد كل من يدعي أنه أدرك من المسكوت عنه قسطاما‏,‏ ثم تنقلب غدا إلي مسكوت عنه جديد‏,‏ وهكذا في كل ساعة‏!!‏

تتمثل ثالثة تلك المحاولات في العلاقة بين الاسلام والزمان‏,‏ فهؤلاء المبددون ينذروننا بأن فهم القرآن والسنة علي أنهما صالحان لكل زمان ومكان‏:‏ هو فهم يقتل إحساسنا بالزمن‏,‏ وأن ماحدث قبل ألف عام يمكن أن يتكرر‏,‏ فنتحمس لوعودة الكاذبة‏,‏ أما الخطاب الجديد الذي يريده هؤلاء المبددون فإنه لايسقط الزمن‏..‏ حسابه‏!!‏

وإن المرء ليتساءل‏..‏ هل تقاس المباديء والأسس والمعايير بتقادم عهدها أو بمدي أخلاقيتها وخيريتها؟ إن الفضائل قديمة العهد‏,‏ ولم يقل أحد إن كر العصور ومر الدهور قد أفسدها‏,‏ وحولها إلي رذائل؟

ثم‏..‏ عم نتحدث؟ إننا نتحدث عن نصوص الوحي التي أنزلت لتكون هدي للناس جميعا‏,‏ بأزمنتهم جميعا‏,‏ وأمكنتهم جميعا‏,‏ فمن البدهي أن تكون تعاليمها ـ ذات المصدر الالهي ـ متسقة مع الجوانب الثابتة في الطبيعة البشرية‏,‏ تعالجها بعلاج ثابت‏,‏ ومتسقة ـ في الآن نفسه ـ مع الجوانب المتبدلة في الطبيعة البشرية‏,‏ تعالجها بعلاج متغير‏..‏

إن أكثر المجتمعات البشرية التي قطعت في مضمار التقدم التكنولوجي أشواطا بعيدة لازالت تمارس طقوسا بالية متحجرة‏,‏ ورثتها من حضارات مغرقة في القدم‏,‏ وهي تتمسك بها تمسكا حرفيا ساذجا‏,‏ ولم يمنعها هذا الثبات المغرق في القدم من أن تلحق بحضارة العصر‏,‏ وتتفوق في منجزاته‏,‏ فلماذا يريد منا أولئك المبددون أن نلغي نصوصنا المقدسة‏,‏ وأن نتنكر لها وننفصل عنها‏,‏ وهي التي تزخر بالقوي الباعثة علي التقدم‏,‏ والمستشرفة إلي الإبداع؟

ولو أن أصحاب هذه الدعاوي قد قدموا دعاواهم علي أنها أفكارهم الخاصة لهان الخطب‏,‏ لكنهم يقحمونها علي نسيج الخطاب الديني‏,‏ الذي يلفظها ويرفضها‏,‏ لأنها غريبة عنه‏,‏ مفروضة عليه‏,‏ وهم ـ بهذا الصنيع ـ يظلمون قضية التجديد ذاتها‏,‏ لأنهم يسهمون في إثارة نوازع الشك فيها‏,‏ والارتياب منها‏,‏ والابتعاد عنها‏.‏

بسم الله الرحمن الرحيم ـ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً ـ صدق الله العظيم

رابط هذا التعليق
شارك

هوامش حرة

خطاب ثقافي‏..‏ أم خطاب ديني؟‏!‏

يكتبها‏:‏ فـــاروق جــــويــدة

سوف يبقي التعامل مع قضايا الدين امرا شائكا للغاية حتي في أكثر البلاد تحررا وتقدما واستنارة‏..‏ ولهذا يصبح من الصعب ومن الخطأ أن نخلط قضايا الدين بقضايا الثقافة وأن تبقي مساحة من الظلال بين مايمكن ان يناقش وماينبغي ألا يكون مثارا للجدل وليس في ذلك حجر علي اجتهاد أو مصادرة لاستنتاجات عقل‏,‏ ولكن الميراث البشري وضع الاديان في مكانة لها خصوصيتها ليس في الافكار التي تطرحها فقط ولكن وصل الأمر إلي أسلوب التعامل مع طقوسها‏..‏ وإذا كان من السهل ان تعلو الاصوات وترتفع الايادي بين المتحاورين في مركز ثقافي او جمعية أدبية فإن ذلك أمر يستحيل ان يقبله احد في مسجد أو كنيسة‏,‏ ومابين المباح في دنيا الثقافة واللامباح في ساحة الاديان علينا ان نتحاور فقط فيما هو مباح‏..‏ أو علي الاقل في شيء يمكن ان تستوعبه عقولنا وافكارنا وهي لم تستوعب حتي الآن كل شيء‏,‏ لان مساحة الشطط في الخطاب الثقافي يمكن ان تكون أوسع بكثير منها في الخطاب الديني‏.‏

من هنا لا أجد مبررا للخلط بين الخطاب الثقافي والخطاب الديني لانه من الصعب ان نطبق كل قواعد الخطاب الثقافي علي الخطاب الديني‏..‏ ومن السذاجة ان يدعي البعض ان الخطاب الديني لاعلاقة له بجوهر الدين وثوابته فلا يوجد دين بلا دعوة ولاتوجد دعوة بلا دين‏.‏

ومن هنا يكون من الصعب ان نتناول قضايا الدين والثقافة من منطلق واحد لان ذلك يفتح ابوابا كثيرة ولان الثقافة يمكن ان تدور معاركها في نطاق الصفوة ولكن معارك الدين يمكن ان تشمل الكون كله‏..‏ واذا كانت هناك مساحة كبيرة من الحرية يمكن ان نناقش بها قضايا الثقافة فإن هذه المساحة لا يمكن ان تتوافر لنا في قضايا الدين أمام ممنوعات كثيرة حتي ولو كان العقل يرفضها‏.‏

ولهذا لايعقل ان نتعامل مع النص الديني سواء كان قرآنا أو انجيلا كما نتعامل مع نص إنساني ادبي يخضع لكل قوانين البشر خطأ وصوابا‏..‏ ولهذا تبقي للنص الديني قدسيته مهما تكن الرغبة في الاجتهاد‏.‏ إن تشريح النص الأدبي جائز ولكن الاديان كل الاديان لاتسمح بذلك خاصة في ثوابتها واهمها الكتب المقدسة‏.‏

ولهذا يجب ان نفرق بين الثوابت التي يصعب علي العقل البشري ان يدخل معها في حوار رافض وسلوكيات وظواهر يمكن ان نرفضها‏..‏

وفي الايام الأخيرة شهدت القاهرة حوارا ساخنا في مؤتمر أقامه المجلس الأعلي للثقافة حول الخطاب الثقافي ولاشك في ان فكرة المؤتمر فكرة جيدة من حيث المبدأ ولكن ثار غبار كثيف حول بعض الأوراق التي فجرت قضايا كثيرة من اهمها واخطرها‏:‏

‏*‏ أولا‏:‏ ان عنوان المؤتمر كان الخطاب الثقافي وبرغم ذلك فإن الخطاب الديني كان هو الموضوع الرئيسي وكنت اتصور ان نضع العنوان الحقيقي للمؤتمر وألا نتخفي وراء مسميات اخري وان تكون لدينا الشجاعة في طرح قضية الخطاب الديني‏.‏

‏*‏ ثانيا‏:‏ كان من المفروض ان تشمل دائرة الحوار كل الالوان والافكار والرؤي بحيث لايتحول المؤتمر الي لون واحد أفقده الموضوعية والامانة‏..‏

‏*‏ ثالثا‏:‏ لا اتصور ان يناقش مؤتمر بهذا الحجم قضية الخطاب الديني بعيدا عن علماء الدين وهذا يشبه تماما ان نقيم مؤتمرا لامراض القلب يتحدث فيه اطباء بيطريون أو خبراء زراعة أو مصارعة حرة‏..‏ لم يشارك في مؤتمر القاهرة عالم دين حقيقي‏.‏

‏*‏ رابعا‏:‏ هل يعقل ان يقام هذا المؤتمر دون التنسيق مع الأزهر الشريف والجامعات الكبري في مصر مثل جامعة القاهرة والاسكندرية وعين شمس ؟‏!‏ كنت اتصور ان يشارك في المؤتمر فضيلة الإمام الاكبر د‏.‏ طنطاوي شيخ الأزهر وقداسة البابا شنودة وفضيلة المفتي د‏.‏ الطيب فلا يعقل ان نناقش قضايا الخطاب الديني بعيدا عن رموزه حتي لو اختلفنا معهم‏.‏

‏*‏ خامسا‏:‏ غابت عن المؤتمر رموز كثيرة في الدين والثقافة كان من الممكن ان تكون لهم مشاركات واسهامات وآراء تضيف الكثير خاصة حول اسلوب التعامل مع قضايا الدين بعيدا عن شطط الرافضين وتزمت المتعصبين‏..‏ كنا في حاجة الي حكمة د‏.‏ كمال أبو المجد وموضوعية د‏.‏ محمد عمارة ود‏.‏سليم العوا كنا في حاجة الي اساتذة جامعاتنا الكبار ممن جمعوا عمق الإيمان‏..‏ واستنارة العقل‏.‏

‏*‏ سادسا‏:‏ لايمكن ان نترك ساحة الحوار لمن يكرهون الدين بالسليقة‏..‏ فإذا كنا نرفض شعوذة المتعصبين دينيا فإننا وبالدرجة نفسها نرفض شعوذة الادعياء الذين لايعرفون عن الاديان شيئا غير اسمائها ويدعون العلم والمعرفة ويضعون انفسهم علي منصة القضاء لتحديد لون وشكل الخطاب الديني وهم رافضون لكل مافيه‏..‏ ان من يتعامل مع قضايا الدين يجب ان يكون من نسيج هذا الدين تسلل في تكوينه وعاش معه وبه فكرا وعقيدة‏.‏

‏*‏ سابعا‏:‏ لا اريد ان اتوقف عند مساحات كثيرة من الشطط الاعمي لم تكن تستحق حتي مجرد الحوار أو الكتابة‏..‏ هنا يجب أن نفرق بين من يسعي الي ايجاد خطاب ديني متوازن ومترفع وواع ومن يحاول ان يهدم المعبد بكل ما فيه ومن فيه‏..‏ اننا مع الدعوة الأولي لأنها في حقيقة اهدافها تسعي الي الوصول الي خطاب ديني صحيح اما دعاة الهدم فلاينبغي ان نترك لهم الساحة يصولون ويجولون خاصة انهم يتوهمون ان هناك ظرفا سياسيا مناسبا لتحقيق أغراضهم ومآربهم‏.‏

واذا كان هذا المؤتمر قد جاء في وقت ارتفعت فيه صيحات كثيرة تهاجم الاسلام واعتبره البعض شريكا في مؤامرة الا انني اعتقد ان اخطر ما جاء في المؤتمر هو غياب الرأي الآخر بعيدا عن مبدأ إلقاء التهم وتشويه كل شيء‏..‏ انني لا اشك في نيات القائمين علي المؤتمر ولكن ما اكثر النيات الطيبة التي خلفت وراءها الكثير من النيران‏.‏

‏*‏ ثامنا‏:‏ هل يمكن ان يكون الخطاب الديني هو الوحيد المسئول عن كل أزماتنا ومشكلاتنا الثقافية والفكرية وما يعاني منه الخطاب الثقافي‏..‏ ولماذا لم يطرح المؤتمر بنفس الجرأة والصراحة التي تعامل بها مع قضية الخطاب الديني قضايا الحرية‏..‏ والقهر الفكري والاستبداد السياسي‏..‏ والسجون والمعتقلات والرقابة وغياب القدوة ؟‏..‏ ولماذا لم يناقش اثر البعد الاقتصادي والاجتماعي ومظاهر الفقر والتحلل الاجتماعي والطبقية الجديدة في واقع الثقافة العربية‏..‏ ولماذا لم يطرح المؤتمر اسباب الانهيار الثقافي في ظل صراعات المثقفين وتهميش القضايا الحقيقية للمجتمعات العربية‏..‏ لماذا هاجم المتحدثون سطوة الخطاب الديني وتجاهلوا علاقته الوطيدة بالخطاب السياسي وقضايا التغيير وغياب الشفافية وقمع الحريات ؟‏!.‏

كان من المفروض ان تأخذ كل هذه القضايا مكانها بجوار قضية الخطاب الديني ولايعقل ان نتخذ هذا العنوان بعد ذلك كله وسيلة للهجوم علي الدين الاسلامي مسايرة لموجة عالمية تسعي الي تشويهه‏.‏

لقد شهد المؤتمر شطحات كثيرة واذا كان من الممكن ان نقبل بعض الشطط في الاراء فلا ينبغي ان يصل ذلك الي الثوابت خاصة ان ظروف الامة لاتحتمل المزيد من مظاهر الخلاف والفرقة‏..‏

منذ سنوات دعتني جامعة الكويت الي امسية شعرية مع الشاعر العربي الكبير ادونيس ويومها فجر أدونيس واحدة من قنابله الموقوتة عندما قال صراحة لا قدسية لنص وخرج اساتذة الجامعة علي الشاعر الكبير يردون بقوة‏..‏ وهذا مافعله أدونيس مرة أخري في مؤتمر القاهرة الأخير حول الخطاب الثقافي‏.‏

سوف يبقي للنص القرآني قدسيته في التعامل والخطاب وحتي اللغة‏..‏ أما ان نفتح الباب لكل من هب ودب فهذه كارثة كبري‏..‏ لايعقل ان اترك ميكانيكي سيارات يعبث في قلب مريض ويجري له عملية تغيير صمامات‏..‏ ولايعقل ان اترك ناقدا لايفهم شيئا في اللغة نحوا ولاصرفا ولا حتي نطقا يتعامل مع نص قرآني كما يتعامل مع قصيدة شعر ركيكة ويقول ان ذلك تحليل للنص‏..‏ لقد كان نقادنا الكبار يتعاملون مع النص القرآني بتقدير وتقديس خاص بعيدا عن مذاهب النقد ومدارسه‏.‏

بعض ماقيل في مؤتمر الخطاب الثقافي يستحق ان نتوقف عنده وهو قليل‏..‏ وكثير مما قيل حول الخطاب الديني لايستحق ان نقرأه فلم يكن اكثر من شطحات شاردة وتشنجات غاضبة افتقدت الايمان والشفافية واليقين‏.‏

نحن في حاجة الي خطاب ديني جديد هذه حقيقة‏..‏ ولكن من الذي يستطيع ان يحدد شكل هذا الخطاب وماهي مواصفاته وكيف نصل اليه‏..‏ هذا هو السؤال الذي ينبغي ان نجيب عليه حتي لانكرر اخطاءنا فلسنا في حاجة الي شطط الكارهين أو تشنج المشعوذين ولكننا في حاجة الي حكمة العارفين‏..‏ ووسطية المؤمنين‏.‏

وهذا موضوع آخر‏.‏

بسم الله الرحمن الرحيم ـ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً ـ صدق الله العظيم

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 3 أسابيع...

أكتب ياأستاذ فهمى ، أكتب ياضمير الأمه ، أكتب لعلك توقظ الغافلين ليسفيقوا ويعلموا حقيقه ما يحاك لهم ولدينهم وإلى أين هم مسيرون

أطال الله فى عمرك ياأستاذ فهمى ونفع الأمه بكتاباتك التى توزن بميزان الذهب

------------------------

قضايا و اراء

42666 ‏السنة 127-العدد 2003 سبتمبر 30 ‏4 من شعبان 1424 هـ الثلاثاء

نقطـــــــــــة نظــــــــــام

بقلم : فهمـي هـويــــدي

عندي طعن من حيث الشكل في تناول مسألة تجديد الخطاب الديني‏,‏ التي صارت مضغة في أفواه كثيرين‏,‏ وساحة مستباحة اقتحمها كل من هب ودب‏,‏ ولم يكن الكلام السقيم علي كثرته أسوأ ما قيل في تلك المناسبة‏,‏ وإنما الأسوأ أن نفرا من الغلاة استخدموا منصة التجديد لتسويغ التبديد وأحيانا التجديف‏,‏ الأمر الذي يتجاوز الإساءة للدين إلي إثارة الفتنة‏,‏ وإشغال الناس بجدل يصرفهم عن تحديات أكثر جسامة تهدد الأمة من كل صوب‏.‏

‏(1)‏

منذ أكثر من عام وملف التجديد مفتوح أمام الرأي العام‏,‏ علي الرغم من أن المتابعين للشأن الإسلامي يعرفون أنه مثار في دوائرهم منذ أكثر من قرن‏,‏ علي الأقل منذ ظهر الأفغاني ومحمد عبده في الأفق‏,‏ ولا أستبعد أن تكون أجواء ما بعد‏11‏ سبتمبر‏,‏ وما استصحبته من دعوات وضغوط‏,‏ قد أسهمت في تصعيد الاهتمام بالقضية طيلة تلك الفترة‏.‏ ولأسباب أحسبها مفهومة‏,‏ كنت أحد المتابعين لما قيل وكتب في الموضوع الذي لا يختلف أحد علي أهميته‏.‏ وقد فهمت وقدرت الجهود التي بذلتها في هذا الصدد الجهات المسئولة ذات الصلة المباشرة بالموضوع‏,‏ لكني لم أستسغ من البداية انفراط عقد المناقشات الدائرة حوله‏,‏ واقتحام آخرين لساحتها علي نحو كانت فيه الاستباحة أوضح ما تكون‏.‏ آثرت الصمت طيلة تلك الفترة‏,‏ معتبرا أن أكثر ما قيل بعد انفراط العقد من قبيل الثرثرة واللغو‏,‏ وأن ما تخلله من غلو وشطط لا يعدو أن يكون تنفيسا عما يجيش بصدور دوائر الغاضبين والخصوم‏.‏

في الوقت نفسه فقد كان تقديري ولا يزال أن الخوض في مسألة تجديد الخطاب الديني له شروط‏,‏ أهمها أن يكون للمشاركين في الحوار شرعيتهم‏,‏ والحد الأدني لتلك الشرعية أن يكون هؤلاء علي صلة بالموضوع أو انتساب اليه من أي باب‏,‏ وكان من العبث الذي يرقي إلي مستوي العجب أن يتحول غير ذوي الصلة أو الصفة‏,‏ بل أن يصبح المشتبكون مع الخطاب الديني‏,‏ متحدثين رئيسيين في أمر تجديده‏,‏ الأمر الذي وضعنا بإزاء صورة كاريكاتورية يصعب علي المرء أن يحملها علي محمل الجد‏.‏ وبلغ العبث مداه حين وجدنا أن المهرجانات التي أقيمت لذلك الغرض استبعد منها المفكرون والباحثون الجادون الذين نذروا أنفسهم وكرسوا جهودهم منذ عقود لأجل تأسيس فكر إسلامي مستنير‏,‏ يخدم التجديد ويدعو إليه‏,‏ علي نحو سنأتي علي ذكره بعد قليل‏,‏ وهو أمر بدا باعثا علي الدهشة‏,‏ وكان متعذرا افتراض البراءة فيه‏,‏ ومازلت أرجو من الذين يرفضون فكرة المؤامرة أن يبحثوا لنا عن تفسير مقنع ـ غير تآمري ـ له‏!‏

إزاء عدم شرعية أغلب الذين خاضوا في الموضوع‏,‏ وتهافت ما صدر عن المهرجانات التي نصبت لأجله‏,‏ لم أجد ما يشجع علي الاشتراك في المناقشة‏,‏ التي أزعم أنني أحد الذين يقفون في ساحتها منذ ربع قرن علي الأقل‏,‏ وظل العنصر الحاسم الذي دفعني إلي الانصراف عن تلك المناقشة‏,‏ أنني كنت ومازلت أؤمن بأن هناك قضايا أخري أكثر إلحاحا ينبغي أن تستأثر بالاهتمام‏,‏ وألا يصرف انتباه الناس عنها‏,‏ غير أن أمرا استثنائيا جد علي المشهد‏,‏ ودفعني إلي تسجيل بعض الانطباعات عنه‏,‏ وهو أمر يحتاج إلي إيضاح‏.‏

‏(2)‏

عدت من سفرة إلي الخارج‏,‏ لأجد رسالة من الأستاذ محمد فايق الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان‏,‏ مرفقا بها خمس ورقات أطلق عليها كاتبوها اسم إعلان باريس حول سبل تجديد الخطاب الديني‏,‏ وفي الرسالة ذكر الأستاذ فايق ما يفيد بأن تلك الورقات صادرة عن لقاء نظمه مركز القاهرة لحقوق الإنسان‏,‏ عقد بالعاصمة الفرنسية في‏(11‏ و‏12‏ أغسطس الماضي‏)‏ لبحث السبل العملية لتجديد الخطاب الديني‏,‏ وأن اللقاء تم ترتيبه بالتعاون مع الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان‏,‏ والشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان‏,‏ بدعم من الاتحاد الأوروبي‏.‏

لأول وهلة بدا الأمر أشبه بنكتة‏,‏ إذ وجدت أن فرنسا الكاثوليكية قد احتضنت لقاء لتجديد الخطاب الإسلامي‏,‏ ومن عباءة ذلك اللقاء أطلت علينا بشارة التجديد في ثنايا إعلان باريس‏,‏ لكن وقع النكتة تراجع حين لاحظت أن الاتحاد الأوروبي هو الذي مول اللقاء‏,‏ وأن أمر انعقاده رتبته منظمة مصرية ممولة بدورها من الخارج‏,‏ بالتعاون مع منظمتين أوروبيتين‏,‏ وهو ما دعاني إلي التساؤل علي الفور‏:‏ ما شأن هؤلاء بالموضوع؟ ومنذ متي كانوا غيورين علي الإسلام وحريصين علي تجديد خطابه؟ وهل كان يمكن أن يتم ذلك اللقاء لولا أنه يقف علي الأرضية الأوروبية ويستجيب لأولويات الأجندة الأوروبية والأمريكية؟

http://www.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=OP...N1.HTM&DID=7894

بسم الله الرحمن الرحيم ـ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً ـ صدق الله العظيم

رابط هذا التعليق
شارك

جزاك الله خيرا أستاذي العزيز Sharkiah على نقل الموضوعات أعلاه ..

و هذا موضوع متعلق ..

معالم الخطاب الإسلامي الجديد .. د/عبد الوهاب المسيري .

http://www.egyptiantalks.org/bforums/viewt...=asc&highlight=

ذو العقل يشقى في النعيم بعقله.. واخو الجهالة في الشقاوة ينعم

هذه مدونتي:

Fathy

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 1 شهر...

قضايا و اراء

42705 ‏السنة 127-العدد 2003 نوفمبر 8 ‏14 من رمضان 1424 هـ السبت

في الخطاب الإسلامي المعاصر

بقلم : د‏.‏ منيع عبد الحليم محمود

عميد كلية أصول الدين بالقاهرة ـ جامعة الأزهر

في وسط هذا الصخب الحادث حاليا بشأن تجديد الخطاب الديني‏,‏ نلاحظ علي الحوارات المطروحة محاولة المجاملة للطروحات السياسية الأمريكية التي تنشر من خلال وسائل اعلامهم مما يفقد ديننا جوهره المعصوم الآتي من لدن الله تعالي بالأسلوب الإلهي‏,‏ من هنا فإننا نري أنه يجب الالتزام بالثوابت الاسلامية لا هدمها بدعوي التطوير او التجديد او التنوير‏,‏ وما كان الفقه في يوم من الأيام‏,‏ وما كانت هذه المواد التي تنظم الحياة‏,‏ آراء بشرية‏,‏ انها ليست نتيجة منطق بشري‏,‏ أو تفكير إنساني يصدر عن الذات الانسانية‏,‏ فيختلف فيه الناس من فرد الي فرد‏,‏ ومن بيئة الي بيئة‏,‏ ومن زمن الي آخر‏,‏ كما يختلفون‏,‏ بحسب ذلك‏,‏ في كل ما هو نتاج بشري‏.‏

كلا إن الفقه الاسلامي‏,‏ إنما هو ميراث النبوة‏,‏ إنه شرح للوحي او بتعبير أدق‏:‏ إنه ترجمة للوحي‏,‏ واستنتاج من قواعده العامة‏,‏ واتباع لسلوك الرسول‏,‏ صلي الله عليه وسلم‏,‏ باعتباره المسلم الأول‏.(‏ وأنا أول المسلمين‏).‏

أو باعتباره المطبق الدقيق لما أوحاه الله تعالي علي قلبه‏,‏ رسالة الي الانسانية لهدايتها الي الصراط المستقيم‏.‏ إن الفقه الاسلامي اتباع‏,‏ وليس ابتداعا‏,‏ وإنه محاولة جاهدة لكشف الأثار النبوية والتزامها‏,‏ وليس اختراعا يؤلفه بشر‏.‏ ولقد كان أئمتنا‏,‏ رضي الله عنهم‏:‏ ينتهون بأقوالهم ونزعاتهم وسلوكهم‏,‏ الي هذا الأمر البدهي عند ذوي الشعور الديني‏,‏ لقد كان شعار أئمتنا جميعا رضي الله عنهم‏:(‏ إذ صح الحديث فهو مذهبي‏),(‏ إنما أنا متبع لامبتدع‏),(‏ كل انسان يؤخذ منه ويرد عليه إلا صاحب هذه الروضة الشريفة‏),‏ وصاحب هذه الروضة الشريفة‏:‏ هو وحده الامام‏,‏ وكان الامام لأنه الكائن الوحيد الذي اجتباه الله رسولا خاتما للرسل‏,‏ ونبيا خاتما للأنبياء‏,‏ وكل ما أتي به قرآنا كان‏,‏ او حديثا قدسيا‏,‏ او حديثا نبويا شريفا‏,‏ انما هو مقدس‏,‏ لأنه ما ينطق عن الهوي‏,‏ ولأنه يدعو الي الله علي بصيرة‏,‏ ولأن من أطاعه فقد أطاع الله‏,‏ ومن اتبعه فقد أحبه الله‏,(‏ وما ينطق عن الهوي‏,‏ إن هو إلا وحي يوحي‏)(‏ قل هذه سبيلي ادعو الي الله علي بصيرة‏)(‏ قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله‏).‏

كان سلفنا الصالح ينزعون هذه النزعة‏:‏ نزعة الخضوع المطلق لما جاء به الرسول‏,‏ صلي الله عليه وسلم‏,‏ لقد كانوا يسجدون للنص‏,‏ يسجدون له بجوارحهم وقلوبهم‏,‏ بأرواحهم‏,‏ وعقولهم‏,‏ لقد كانوا يخضعون عقولهم للنص‏,‏ ويجعلونه القائد‏,‏ الحكم‏,‏ المهيمن‏...‏

وكانوا يعرفون أن إدخال شخصيتهم في النص‏,‏ إنما هو انحراف يعظم او يقل بحسب مدي التدخل البشري في النص‏,‏ وكانوا يعرفون أن الوحي جاء هاديا للعقل‏,‏ قائدا له في الأمور التي لا يتأتي للعقل أن يلج ميادينها‏,‏ او يقتحم حماها‏,‏ أو يدلي فيها برأي يتفق عليه الناس‏,‏ وهذه الميادين هي الدين‏,‏ ومادام الدين ليس رأيا بشريا لأنه تنزيل من حكيم حميد‏:‏ فإن كل موقف من الشخصية البشرية‏,‏ تجاه النص الالهي ـ سوي موقف السجود له ـ إنما هو موقف لتبديل الدين من أن يكون الهيا الي أن يكون بشريا‏.‏

ولو كان يستقيم الأمر علي ذلك ـ أي علي التبديل ـ لما كان هناك من حاجة الي الدين‏.‏

يروي أبو داود والدار قطني عن سيدنا علي رضي الله عنه قال‏:‏ لو كان الدين بالرأي‏,‏ لكان أسفل الخف أولي بالمسح من اعلاه‏,‏ لقد رأيت رسول الله صلي الله عليه وسلم‏,‏ يمسح علي ظاهر خفيه‏.‏

إن الدين ليس رأيا‏,‏ وليس بالرأي‏.‏

إن العلم الصحيح الصادق في عالم الهداية الالهية‏,‏ والتربية الربانية‏,‏ إنما هو من الله سبحانه‏,‏ وكل ابتعاد عنه‏,‏ أو خروج عليه‏,‏ أو تغيير فيه‏,‏ إنما هو ضلال‏.‏

وما من شك في أن الانسان منذ أن وجد علي ظهر الأرض‏:‏ يحاول أن ينزع نزعة بشرية بحتة‏,‏ ويتصرف في الوحي الإلهي نقصا وزيادة‏,‏ وبترا واضافة‏,‏ وتغييرا وتبديلا‏,‏ يحاول أن يقيم كل ذلك علي قواعد يزعمها صحيحة فيقول مثلا‏:‏ إن الحكمة في تحريم شرب الخمر إنما هي المفاسد التي تنشأ من الشخص الشارب‏,‏ فإذا ما انتفت تلك المفاسد فلا مانع من شرب الخمر‏.‏

ويقول‏:‏ إن التكاليف الدينية‏:‏ إنما جاءت لإصلاح الضمير‏,‏ فاذا كان الضمير صالحا فلا لزوم للتكاليف الدينية‏.‏

ويقول‏:‏ إن أعمال العبادة‏,‏ إنما هدفها التقرب الي الله‏,‏ فاذا حصل القرب فلا حاجة اليها‏.‏

وهكذا يخرج الانسان بأهوائه ـ ولانقول بعقله‏:‏ لأن كل ذلك أهواء يصورها الشيطان كأنها منطق معقول ـ عن الدين ـ كما خرج ابليس قديما بأهوائه التي تمثلت لذهنه منطقا‏,‏ عن الدين‏.‏

بسم الله الرحمن الرحيم ـ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً ـ صدق الله العظيم

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...