اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

أسبوع الحماقة


Recommended Posts

السبت 23 أغسطس 2003 08:07 

عبد الله كمال

 

 

  حين تقدم رأسك هدية لعدوك على طبق من فضة، حين تقتل صديقك وتهزم حليفك، حين تتطوع لاتهام نفسك بجريمة لم ترتكبها.. بل ونفاها الآخرون عنك، حين تشق صفك وتهدم بنيان فريقك بيديك، حين تغازل الآخر وتتحدث بلغته وتنسي هموم وطنك، حين تنتحر بلا ثمن، حين تخسر بكل إرادتك وأنت على مشارف الفوز، حين تمنح كل عمل طائش الصفة المقدسة.. وحين تطالب الحكومات الأجنبية بأن تضغط على حكومة بلدك..بماذا تسمى هذا سوى أنه حماقة تلو حماقة!

    لقد حاولت خلاصة التجربة الإنسانية أن تجد وصفا للتصرفات الرعناء المدمرة للذات بأكثر من أسلوب، مرة تحدثت عنها فى قصة الدب قاتل صاحبه وهو يهش عن وجهه ذبابة بحجر، ومرة عبرت عن ذلك بدعاء بليغ يقول: «اللهم احمنى من أصدقائى، أما أعدائى فأنا كفيل بهم»، وثالثة حين سخرت من ظاهرة غباء الميادين واصفة إياه بـ «النيران الصديقة».. لكننى أظن أن التجربة الإنسانية سوف تظل حائرة حتى تبلغ العجز لكى تجد وصفا شاملا جامعا للمشاهد الغريبة والمتوالية التى رأيناها وسمعنا بها وقرأنا عنها خلال أيام الأسبوع الماضى الكئيب.

المشهد رقم «1»

أمر له تفسير، أن يتم تعطيل إمدادات البترول فى العراق.. حتى لا تستفيد منها ومن عائداتها قوات الاحتلال.. مفهوم لكن حوله جدلا.. بل إن قيادات دينية فى العراق اعتبرت عمليات تفجير خطوط الأنابيب «حراما» ولا تندرج تحت بند المقاومة.

  لكن كيف يمكن أن نفهم عملية تفجير خطوط المياه العذبة التى يحتاجها ملايين العراقيين. هل تعطيش الناس مقاومة؟ ثم إذا كان أحدهم يخشى أن تحصل قوات الاحتلال على مكسب معنوى بين الرأى العام العراقى.. هل يكون هذا على حساب الاحتياج اليومى للمواطن. هل انتهت كل الأهداف العسكرية؟!

المشهد رقم «2»

    لم تقر الأمم المتحدة بأى وجود لأسلحة الدمار الشامل فى العراق، وحتى ما قبل إعلان الحرب قال مفتشوها أنهم لم يعثروا على شىء، وحين عرض أمر المجلس الانتقالى عليها قال مجلس الأمن أنه خطوة يرحب بها.. وامتنع عن منحه صفة الشرعية والاعتراف.. وفيما قبل وبعد الحرب كانت مهمة غالبية عناصر الأمم المتحدة فى العراق إنسانية.. تقوم على تقديم خدمات الإغاثة للعراقيين الذين انتقلوا من مرحلة ديكتاتورية صدام إلى مرحلة بطش الاحتلال.

  لكن التفجير الأشرس والأقوى فى العراق لم يوجه إلا لعناصر الأمم المتحدة.. ومقر بعثتها.. ومات ممثل الأمين العام سيرجيو دى ميليو الذى لم يؤخذ على مسلكه أى تصرف غريب.. مات وهو يرفض أن يحاط مقر الأمم المتحدة بالقوات الأمريكية المحتلة كنوع من الحماية.. ومات قبل أن يكمل كوب ماء تناوله بين الأنقاض.

المشهد رقم «3»

    لم يرفض أحد من الأشقاء العرب تشكيل المجلس الانتقالى.. فقط لم يعترفوا به.. وإن رحبوا بإعلانه.. كخطوة أولى على سبيل عودة السيادة  العراقية.. إذا ما حصلوا على اعتراف من الشعب العراقى أولا.. وقيل لجميع أعضاء المجلس.. أهلا بكم فى كل مكان عربى بصفتكم الشخصية..

    لكن هؤلاء لم يفهموا هذه المرونة العربية.. وقرروا أن يصدروا عقدة الذنب من صفاتهم اللقيطة إلى كل الدول الشقيقة.. حملة طاحنة استخدموا فيها ضد أبناء قوميتهم كل وأحط أساليب البعث الذى قاموا على أنقاضه.. مع اختلاف الهدف. هذا الذى كان يحكم كان يتهم الجميع بالخيانة.. وهذا الذى يحاول أن يحكم الآن لم يبتعد كثيرا عن ذلك الأسلوب.. وكأنه داء أصيل فى بعض النخبة العراقية أيا كان توجهها.

المشهد رقم «4»

قبل أيام، بدت أقوى قوة فى  العالم فى حالة هشاشة مزرية ومثيرة للسخرية، الولايات المتحدة تعانى من انقطاع التيار الكهربائى وترتبك وتهتز وتخسر دون أن يعرف أحد ما هو السبب، وفى لحظة بدا أن الدولة التى تغزو الفضاء إنما تملك شبكة كهرباء من عصر ما قبل اختراع الكهرباء، وأن كل هذه البنية التحتية والإنجازات العظيمة من ورق ورمال.. لا تثبت أمام اختبار.

    وعلى الرغم من أن الرئيس بوش قال.. إن ذلك ليس عملا إرهابيا.. جاء «أبولمعة الإرهابى» ليعلن فى بيان غامض منسوب لما يسمى بكتائب «أبوحفص»، ويؤكد أنه هو الذى فعلها، تنفيذا لتعليمات «الشيخ المجاهد أسامة بن لادن». وكأن المسلمين ينقصهم اتهام جديد.. وكأن أى ساذج سوف يصدق ما أسموه بـ «عملية  البرق الخاطف»التى نفذها «جنود الله»، ويقبل عدم كشفهم عن هذا «الأسلوب الإبداعى» لأنهم سوف يستخدمونه مرة أخرى.

    ولاشك أن ملايين المسلمين قد قابلوا بيان هؤلاء بمزيد من السخرية والحسرة.. ففى العامين الماضيين، وبعد أحداث سبتمبر، عانت الأمة كثيرا من جريرة أفعالهم.. ولم تنس أنهم أصلا ربيبة الولايات المتحدة الذين يدعون الآن محاولة تدمير اقتصادها عبر تعطيل شبكة الكهرباء.

المشهد رقم «5»

    فى الأسبوع الماضى بدا شارون متورطا حتى أذنيه فى فضيحة رشاوى انتخابية قد تنهى مستقبله السياسى، وبدا بعد أيام من التوتر أن الضغوط الدولية ربما تفلح فى إقناع إسرائيل بالتخلى عن البطش والعنف.. والمضى قدما فى خطة  الطريق، وأعلن بالفعل - رغم كل إجراءات الاحتلال - عن قرب الانسحاب من مدن فلسطينية محتلة، وبدا كذلك أن هناك انسجاما هشا فى الصف الفلسطينى، وأن توازنا على الحافة يحكم واقع العلاقة بين القوى والفصائل والسلطة.

  لكن عملية غريبة التوقيت والهدف والحجم جاءت لتنسف كل هذا، فقتل ما يزيد على عشرين مدنيا إسرائيليا فى حى للمتطرفين، وتجمع اليمين من جديد حول شارون، وعادت الضغوط الأمريكية على السلطة بأقصى مما كانت، وتوقفت الإجراءات، ودب الخلاف فى الصف الفلسطينى.. بينما بدأت إسرائيل أعنف إجراءات الانتقام.

نعم، ولاشك فى ذلك، كانت إسرائيل تنوى القيام بكل ما من شأنه تعطيل أى خطوات يتم اتخاذها على الأرض.. ولم تكن هناك ثقة فى أنها ستمضى فى خطة الطريق حتى النهاية..

لكن حماس أعطتها المبرر الأكبر والعلنى.

المشهد رقم «6»

ويستطيع البعض أن يقدم مبررا لما جرى فى عملية القدس، دون أن يقتنع به كثيرون، لكن الذى لم يقل إثارة للدهشة  والتعجب هو ما تناقلته بعض وكالات الأنباء، وجاء فى موقع «إيلاف دوت كوم» على شبكة الإنترنت، حول قيام عدد من سكان مخيم للاجئين الفلسطينيين بتوزيع الحلوى ابتهاجا بانفجار القدس.

    لا أحد يعرف ما هو سر الفرحة، وما الذى يدفع إلى توزيع «الكنافة» على السيارات المارة، حين يكون الخاسر الأول هو المواطن الفلسطينى الذى سيعانى من مزيد من بطش الاحتلال، والأسير الفلسطينى الذى سيتأجل الإفراج عنه، والوحدة الفلسطينية التى صارت فى مهب الريح.

      كل المشاعر يمكن فهمها، إلا المشاعر الساذجة.. التى لايدرك أصحابها أن جزءا من أهداف عملية السلام إعادتهم إلى وطنهم بدلا من البقاء للأبد فى المخيمات.

المشهد رقم «7»

      وكما أننا لا نقبل احتفالات «الكنافة»، أو تفجير القدس، فإننا كذلك لا نقبل الطريقة التى يدير بها بعض المسئولين الفلسطينيين الموقف.. كيف لا نسمع صوتا لهم إلا بعد التفجير الأخير.. ولا نراهم يتحدثون مثلا عن الانتهاكات اليومية من متطرفى اليهود للحرم الأقصى.. أو الاغتيالات المتوالية التى قام بها جيش إسرائيل ضد عديد من العناصر الفلسطينية؟!

ثم ما الذى يمكن أن يشعر به مواطن فلسطينى حين يرى وزير إعلامه يعلن عن انسحابات ويخرج بعدها شارون لينفيها بنفسه.. أو أن ترى موفاز ودحلان يجتمعان ويخرج الأخير للتصريح وكأن موفاز هو الذى يتكلم.. أو - كما يتحدث المجتمع الفلسطينى - يتناقش معه فى اجتماعات مصيرية عن لون الكرافتة وطريقة ربطها!!

إن بعض وزراء السلطة الشباب أخذتهم حماسة المرونة أكثر مما ينبغى، فبدوا وكأنهم وزراء فى غيرها!

المشهد الأخير 

    هذا مشهد عجيب، من مواطن مصرى مزدوج الجنسية، ومثير دائما للجدل، لم يكتف بالصخب الذى أثاره خلال العامين الماضيين، وهاهو يعود إلى ما كان عليه.. ويصل إلى أعلى نقاط التطرف فى المطالبة بالديمقراطية!

إنه سعد الدين إبراهيم، الذى تعرفونه، فى الأسبوع الماضى كان ولم يزل فى الولايات المتحدة.. وطالب الإدارة الأمريكية «بالضغط على حكومات الشرق الأوسط من أجل أن تطبق إصلاحات سياسية»، ثم كان محددا وقال بالحرف: «على الولايات المتحدة أن تنبه الحكومة المصرية إلى أنها إذا كانت تريد أن تستمر فى الاحتفاظ بعلاقات جيدة والحصول على معونات يتوجب عليها الانشغال بتطبيق الديمقراطية»، ولم يكتف بهذا، بل استخدم عبارات وأوصافا شديدة الانحطاط!

هل بهذا الأسلوب تتحقق الديمقراطية الكاملة؟! وهل استعداء الآخرين على الوطن يخدم الأمة؟!  ترى أى ديمقراطية تلك التى ستأتى مسمومة بالضغوط؟!

لا تعليق.

****

      لقد تحدثنا عن مشاهد الحمق والرعونة فى أسبوع غريب، ولا يوجد رابط بين كل هذه المشاهد، سوى سنوات الحماقة والسياسة المتهورة التى تطبقها أطراف فى النظام الدولى. ومن الأمور المؤكدة وغير القابلة للشك، أن الأوضاع فى كل من العراق وفلسطين وغيرهما من مناطق العالم تفرض واقعا سيئا وتؤدى إلى مزيد من التطرف والإرهاب.. بل إن ما نصفه بأنه حماقة ورعونة وتصرفات طائشة ليس سوى نتاج لحماقات أولى متعمدة وإصرار تقوم بها كل من الولايات المتحدة وإسرائيل..وكمثال أخير، هل اغتيال إسماعيل أبو شنب سوى تعبير عن الرغبة الأكيدة والمتربصة فى إشعال كل النار؟ "

عن روزاليوسف القاهرية"

رغم تعاطفنا مع الشعب الفلسطينى فى مواجهه الهجمه الشرسه عليهم من قبل قوات الاحتلال

و رغم تفهمنا للعمليات الفدائيه ضد قـوات الاحتلال الا اننى لا استطيع تقبل العمليه التى تمت فى القدس و راح نتيجتها عدد من المدنيين اليهود لأن توقيتها اضر كثيرا بكل الجهود المبذوله على الساحه الفلسطينيه

كما انها كانت المبرر لأغتيال المهندس ابوشنب الذى يحبه و يحترمه معظم الشباب الفلسطينى

كما انها ستكون المبرر لكل الاجراءت التصعيديه اتى ستقوم بها حكومه شارون المتطرفه

فهـل ما قيـل من ان حماس هى من صنيعه اسرائيل صحيح ؟

و لماذا تقوم حماس عاده بتقديم المبرر لاسرائيل باختيارها التوقيت غير المناسب و الهدف غير المناسب

رابط هذا التعليق
شارك

رغم تعاطفنا مع الشعب الفلسطينى فى مواجهه الهجمه الشرسه عليهم من قبل قوات الاحتلال 

و رغم تفهمنا للعمليات الفدائيه ضد قـوات الاحتلال الا اننى لا استطيع تقبل العمليه التى تمت فى القدس و راح نتيجتها عدد من المدنيين اليهود لأن توقيتها اضر كثيرا بكل الجهود المبذوله على الساحه الفلسطينيه 

كما انها كانت المبرر لأغتيال المهندس ابوشنب الذى يحبه و يحترمه معظم الشباب الفلسطينى 

كما انها ستكون المبرر لكل الاجراءت التصعيديه اتى ستقوم بها حكومه شارون المتطرفه 

فهـل ما قيـل من ان حماس هى من صنيعه اسرائيل صحيح ؟ 

و لماذا تقوم حماس عاده بتقديم المبرر لاسرائيل باختيارها التوقيت غير المناسب و الهدف غير المناسب

الأخ جورج

لو راجعنا الموقف خلال العاميين الماضيين لو جدنا أن المنظمات الفلسطينية دائما على إستعداد لإنقاذ رؤساء الحكومات الإسرائيلية عند وقوعهم فى مأزق سياسي حرج له علاقة بالقضية الفلسطينية حتى أني ظننت أن هناك إتفاق سري بينهم وبين إسرائيل.

منفذ العملية الأخيرة كان سيحصل على الماجيستير فى علم ما ... لكن للأسف لم يستخدم مابداخل رأسه .

الدين لله, المحبة سلام والتعصب خراب

الحياة فيلم لا يعاد عرضه

رابط هذا التعليق
شارك

الحقيقة

لا ألوم الاخوة الفلسطينيين

فقد التزموا حقيقة بالهدنة ولكن شارون استمر فى الاستفزاز وقتل الفلسطينيين وصرح بأنه لا يعترف بالهدنة وأنها بين الفلسطينيين والغلسطينيين ولا شأن له بها

كما

أن شارون وافق على خارطة الطريق على مضض ويرغب فى افشالها بأى طريقة وهو مقتنع أنه من حقه ضرب الفلسطينيين دون رد على حماقته

فكان لابد من رد الفلسطينيين على تجاوزاته المستمرة وكان الرد الطبيعى هو عملية القدس الشجاعة

واستأذنكم

فى نقل هذا الموضوع الجميل الى باب القضية الفلسطينية

مصر أكبر من نظام الحكم الفردى الديكتاتورى الإستبدادى

الذى فرضه علينا عسكر حركة يوليو فى الخمسينات

وصار نظاما لحكم مصر

برنامج الرئيس الإنتخابى لإسكان فقراء الشباب ..

سرقه مسؤولون وزارة الإسكان مع المقاولين ..!

رابط هذا التعليق
شارك

الحقيقة 

لا ألوم الاخوة الفلسطينيين

فقد التزموا حقيقة بالهدنة ولكن شارون استمر فى الاستفزاز وقتل الفلسطينيين وصرح بأنه لا يعترف بالهدنة وأنها بين الفلسطينيين والغلسطينيين ولا شأن له بها

كما 

أن شارون وافق على خارطة الطريق على مضض ويرغب فى افشالها بأى طريقة وهو مقتنع أنه من حقه ضرب الفلسطينيين دون رد على حماقته

فكان لابد من رد الفلسطينيين على تجاوزاته المستمرة وكان الرد الطبيعى هو عملية القدس الشجاعة

واستأذنكم 

فى نقل هذا الموضوع الجميل الى باب القضية الفلسطينية

الأخ رجب

كلامك سليم جدا ... و سمعته من العديد من المعلقين الأوروبين, ولكنهم أضافوا إن هذه العملية كانت ما يبحث عنه شـــارون لأنه يعلم أن الإدراة الأميريكية ستقف فى جانبه وتجعله يستمر فى بناء الجدار... وحماس كانت على علم بذلك ولكنها قررت إعطائه الفرصة.

طالما لآ حول ولا قوة لنا فليس علينا إلا الرضوخ حتى نجذب الرأى العالمي إلى جانبنا خاصة بعد الوكسة التى أصابنا بها بن لآدن و شركائه.

وطالما هناك من يساعد شــارون و أمثاله فستنكمش فلسطين إلى غزة فقط .

الدين لله, المحبة سلام والتعصب خراب

الحياة فيلم لا يعاد عرضه

رابط هذا التعليق
شارك

لقد أوجز الأخ الدكتور رجب في رده حقيقة الوضع على الأرض ..

وإذا كانت روزاليوسف وكتابها يبحثون عن هوية جديدة في خضم المتمسحين ببلاط السلطان الأعظم في البيت الأبيض ..

فلتبحث عنها بعيدا عن أرض الرباط المقدسة ..

لن يفهم الكاتب شيئا من مغازي العمل الجهادي في فلسطين ..

وروزاليوسف التي تتقلب من أقصى اليسار إلى أدنى اليمين لن يستوعب كتابها أن يكون فينا من يحمل روحه على راحته فداءا للأقصى الشريف ..

الهدنة التي قبلت بها القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية بناءا على مبادرة مصرية كانت في الأصل تهدف إلى وضع الجميع على طريق "الخارطة" لعل وعسى ..

هذه الهدنة رفضها المستفيد منها علانية .. بل وطالب مصر الابتعاد عن الدرب وعدم الاقتراب من الطريق الذي يسير فيه ..

وفيما التزم الفلسطينيون بما تعهدوا به طفق شارون كعادته يقتل ويعتقل ويجرف الأراضي ويبني سورا يستلب فيه من الأراضي والأرواح ما لم يقدر عليه منذ أن بدأحكمه في تل أبيب ..

يتناسى الكاتب عن قصد أو جهل عشرات الشهداء ومئات الأسرى الذين طالتهم يد شارون في ظل الهدنة من جانب واحد التي ظل شعبنا في الوطن المحتل يلزم بها نفسه طوال 7 اسابيع ..

أين كان كتاب روزاليوسف وكل العرب طوال هذه الأسابيع السبعة؟!!

كل الممارسات الهمجية الصهيونية لم تحرك فيهم نخوة ولو تهتز لهم شعرة ..

واليوم ولما تحرك المجاهدون ليذيقوا العدو من الكأس الذي طالما جرعهم مرارته .. وهي اللغة التي يفهمها ويعيها الشارع الصهيوني .. تنبري أقلام غريبة لتسفه العمل الجهادي المبارك وتسخر من أروع آيات الاستشهاد بكل صفاقة!!

غوروا انتم وأقلامكم الغريبة عن أمتنا ..

ولا أقول لكم إلا "ألا لا برأتكم من دمي جنين"

فقد طفح الكيل وزاد الحد

أخي فارو

لا تخشى على فلسطين .. فوالله إنها محررة من النهر إلى البحر بعون الله ..

وهذا هو ما بشر به الرسول الكريم الذي لا ينطق عن الهوى ..

ونصر الله آت فلا تتعجلوه ..

ألا إن نصر الله قريب ...

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

إخوان مصر للشيخ ياسين في عزاء أبو شنب : "النصر آتٍ لا شك"

قدس برس :

شدّدت جماعة الإخوان المسلمين في رسالة عزاء بعثت بها إلى الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس في وفاة الشهيد إسماعيل أبو شنب ، على أن "النصر آتٍ بعون الله و لا شك في ذلك مهما توالت السنون و طال أمد الطغيان ، كما أن ما ينزل بنا و إياكم من بلاء لن يوهن عزائمنا (وَ كَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَ مَا ضَعُفُوا وَ مَا اسْتَكَانُوا وَ اللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) صدق الله العظيم" .

و أضاف المستشار مأمون الهضيبي مرشد الجماعة في رسالة العزاء التي أرسلتها الجماعة اليوم السبت لحركة حماس قائلاً : "أيها الأخ القائد المجاهد .. مهما توغل الإجرام الأمريكي الصهيوني و مهما طغت وحشيتهم و زاد إجرامهم ، فإن ذلك لن يزل لنا و إياكم – بإذن الله – قدماً و لن تغيّر من استمرارنا و إياكم على طريق الجهاد الخالص لوجهه العليّ القدير" .

و قد جاء في مقدمة رسالة العزاء أنه "بموكب الشهداء المجاهدين لتكون كلمة الله هي العليا المدافعين عن الوطن و العرض و الشرف و الكرامة الإنسانية ، التحقت كوكبة نبيلة من أعز أبناء الأمة الإسلامية في فلسطين يتقدّمها الأخ المجاهد المهندس إسماعيل أبو شنب أحد قادة جماعة حماس الفلسطينية اغتالتهم غدراً و جبناً أيادى الشر و العدوان من الصهيونيين أعداء الله و أعداء الإنسانية المدجّجين بأسلحة الغدر و العدوان الأمريكية ، و نسأل الله تعالى أن يسكن الشهداء الأبرار أعلى درجات جنات الفردوس و أن يسبغ عليهم عظيم رضوانه و شامل رحماته" .

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

الهدنة لم تقم أصلا

السفير اللبنانية 22/8/2003

الهدنة، عند معلنيها، وقف لإطلاق النار مشروط بأن تحقق إسرائيل للسلطة الوطنية الفلسطينية ما عجز إطلاق النار، حتى الآن، عن انتزاعه.

الهدنة، إسرائيلياً، إعلان من جانب الراديكاليين الفلسطينيين عن هزيمتهم بعد المباشرة باستهداف قياداتهم. لا يعود متبقياً، والحالة هذه، إلا الإجهاز عليهم حتى لا يعيدوا بناء قوتهم.

الهدنة، عند محمود عباس، انتصار للتيار النقدي حيال عسكرة الانتفاضة. سيراها جورج بوش بعين كبيرة فيضغط على أرييل شارون فينفذ هذا الأخير واجباته حسب <<خريطة الطريق>> فتولد الدولة الفلسطينية.

الهدنة، عند ياسر عرفات، حل وسط بين مطالب شارون المستحيلة وسياسة أبو مازن المسدودة الآفاق. وهي تسمح بإبقاء خيوط اللعبة، من الجانب الفلسطيني، في يد <<أسير المقاطعة>>.

الهدنة، أميركياً، تهدئة على الجبهة الغربية تريح العمل على الجبهة الشرقية في العراق. توفر عناصر ضغط على خصوم إقليميين وتبقي على شعار ضرورة الاستمرار في مكافحة الإرهاب.

الهدنة، مصرياً، تأكيد على النفوذ والدور ومناسبة لتحسين العلاقة مع واشنطن. تسمح بحشد القوى حول أبو مازن دون شطب عرفات وبنقل المواجهة مع شارون إلى المجال السياسي، أي المجال الوحيد المتاح في الشروط الراهنة.

الهدنة، أوروبياً، دعم ل<<خريطة الطريق>> بما هي، بين أمور أخرى، وسيلة من وسائل المشاركة في تسوية أزمة الشرق الأوسط. إنها تذكرة دخول تعطي حاملها حقاً حتى لو لم تتح له ممارسته.

سقطت الهدنة، عند معلنيها، لأنهم لم يحصلوا على جواب الشرط. حصل العكس.

سقطت الهدنة، عند إسرائيل، بعد اكتشاف أن الفلسطينيين ليسوا مهزومين كفاية وأن الحكومة الفلسطينية لا تنوي تدشين الاحتراب.

سقطت الهدنة، عند محمود عباس، لأن بوش لم يمارس أي ضغط من أي نوع كان على شارون.

سقطت الهدنة، عند ياسر عرفات، لأن الحجر استمر عليه ولأن الحل الوسط بين مطالب شارون وسياسة أبو مازن مستحيل.

سقطت الهدنة، عند الولايات المتحدة، لأنها لا تريد أن تدفع ثمن الوقود اللازم لإبقائها حية.

سقطت الهدنة، مصرياً، وأوروبياً، لأن أدوار التوسط لا مجال لها في هذه الظروف. تماماً مثلما يُقال أن لا مجال لقوات حفظ سلام حيث لا سلام.

ربما كان الكلام عن سقوط الهدنة يتضمن مبالغة. يمكن القول إنها لم تقم أصلاً (إلا في ذهن محمود عباس). لقد نجحت إسرائيل في تحويل كل محطة منها إلى مشكلة: إطلاق السجناء، إخلاء المستوطنات، الانكفاء عن مدن، بناء الجدار. ويكفي أن نستذكر <<الانتفاضة>> السياسية الإسرائيلية ضد نبيل شعث لمجرد إشارته إلى حق العودة حتى نتأكد أن ما حصل في اليومين الماضيين هو مجرد تسارع وقائع الموت المعلن.

لم تفعل إسرائيل ذلك عبثاً. فشارون لم يغادر، للحظة واحدة، فكرته الأصلية عن <<استمرار حرب الاستقلال>>. ولذلك فهو لم يكلّف نفسه الوصول إلى تعقيدات البحث في قضايا الحل النهائي. كان يريد حسمها في المرحلة الأولى عبر ضم الأراضي التي يقضمها الجدار، وإسقاط حق العودة من جدول التفاوض، ورفض أي بحث في القدس، ووضع سقف شديد الانخفاض لما قد تعنيه، مستقبلاً، السيادة الفلسطينية.

ومع أن شارون كذلك فإن الضغط الرئيسي الممارَس عليه لم يأتِ من اليسار أو من الإدارة الأميركية. كلا. اليسار الصهيوني يفتش عن نفسه والإدارة ترى في سياسته ترجمة محلية لتوجهاتها الكونية. جاءه الضغط من على يمينه الحكومي والاستيطاني فتكيّف معه ونجح، فوق ذلك، في إدخال التباسات لا حصر لها على الموقف الأوروبي.

لقد حاولت منظمات وطنية وإسلامية فلسطينية فرض قدر من التوازي: خرق مقابل خرق. لم تكن إسرائيل في هذا الوارد لأن فرض هذه المعادلة يفتح الأفق على تسوية لا علاقة لها بما تخطط له حكومة شارون وتعتقد أنها قادرة عليه في الظروف الإقليمية والدولية. ويدل هذا السلوك على <<ويعبّر عن>> الموقف الإسرائيلي الأصلي من <<خريطة الطريق>>. فالخريطة لا تقفل الباب (كما أنها لا تفتحه) أمام حل شبه متوازن. ولذا فإنها، من وجهة نظر شارون، غير معرّضة للتطبيق إلا بصفتها أداة إسرائيلية للاقتتال الفلسطيني وأداة أميركية لترتيبات ما بعد احتلال العراق.

ولقد كاد شارون يأمل، بعد عملية القدس، أن خطته ستنجح وأن الفلسطينيين سيحققون دعوة <<جيروزاليم بوست>> في افتتاحيتها أمس: من أجل الحرب الأهلية الفلسطينية. ولكنه دفع هذه الخطة إلى الأمام مقترحاً تقسيم عمل بينه وبين أبو مازن: لإسرائيل عمليات الاغتيال النظيفة ولمحمد دحلان العمل الصعب.

يعني ذلك أنه يريد أن يكون شريكاً للحكومة الفلسطينية في <<انتصارها>> على المقاومة حتى يستأثر، لاحقاً، بنتائج هذا الانتصار. هذا هو معنى الإقدام على اغتيال إسماعيل أبو شنب.

ولكن هذا الاغتيال عقّد المهمة أمام الحكومة الفلسطينية ودفعها إلى التراجع واتهام شارون بأنه يقصد، عبر شهيد <<حماس>>، القضاء على اعتدال أبو مازن. لقد افتدى أبو شنب التماسك الفلسطيني. ويبقى على الفلسطينيين إثبات أنهم غير مضطرين إلى تعميد وحدتهم بالدم! والمدخل إلى ذلك ليس تجديد النقاش حول الهدنة بل التوافق على تشخيص الأهداف الإسرائيلية الفعلية ووجهة السلوك الأميركي. إذا حصل مثل هذا التوافق، لا بل إذا حصل مثل هذا النقاش، فسيكف المعتدلون والجذريون عن تبادل الاتهامات بقيادة الشعب الفلسطيني نحو مأزق وتعريض مصالحه الوطنية العليا للخطر. إن القضية الوطنية الفلسطينية مأزومة. والانشطار بين سياسة لا عضلات لها وعضلات لا سياسة فيها ليس هو أفضل المخارج.

وبعد ..

آمل أن يكون هذا المقال قد أضفى صورة أوضح لما يجري في الساحة الفلسطينية التي هي ليست بمعزل عن محيطها العربي بأي حال ..

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

فنون استفزازية لحمل الفلسطينيين على كسر الهدنة

وليد أبو بكر

كاتب ومحلل سياسي فلسطيني

صحيفة الوطن القطرية 13/7/2003

لا يستطيع أحد أن يثق في أن الحكومة الإسرائيلية بقيادة شارون تنظر إلى خطة الطريق كما هي، نظرة جادة، أو أنها تعمل من أجل أن يحل الهدوء، وترفرف راية السلام العادل والدائم بين دولتين جارتين كما قال شارون ذاته، لأن كل الممارسات الإسرائيلية على الأرض تقع في خانة الاستفزاز التي تهدف إلى دفع الجانب الفلسطيني لكسر الهدنة، حتى تتخلص حكومة اليمين من التزامها أمام الإدارة الأميركية، وتستمر في سيرتها التي لم تنقطع، في الاحتلال والقتل ومصادرة الأراضي والتضييق الذي لم تخف حدته لحظة واحدة.

وتتفنن الحكومة الإسرائيلية التي يقرر الجيش مسار خطواتها، في تنويع أساليب الاستفزاز التي لا يمكن احتمالها، رغم الهدنة المعلنة، ورغم الضغط الأميركي الذي يصر حتى الآن على تنفيذ خريطة الطريق، حتى وإن كان لا يعمل جاداً على تسريع خطوات العمل فيها، وعلى إجبار "إسرائيل" على تنفيذ ما يجعل من هذه الخريطة مشروعاً مقبولاً على الأرض، من قبل الشارع الفلسطيني الذي يحتمل معاناة الاحتلال بشكل لا يجعله يثق بالسياسيين وما يقومون به من مفاوضات، تعيد سيرة مفاوضات أوسلو التي فشلت، ليس بسبب التعنت الإسرائيلي والمماطلة بسبب عدم الإيمان بالسلام وحسب، وإنما بسبب الثقة التي يوليها السياسيون الفلسطينيون بسرعة للعدو الذي ما يزال يغتال زهرة شبابهم، أو يعذبها في سجونه.

ولا يرى الفلسطيني أية جدوى من التفاوض، إذا لم يكن إطلاق سراح المعتقلين الذي تجاوز عددهم كل ما يهدم الثقة في الحكومة الإسرائيلية ويجعل الناس يسخرون من مبادرات حسن النية التي تقوم بها، أو تعلن أنها تقوم لأن القبول بوجود دولة فلسطينية إلى جانب "إسرائيل" كما تقضي خريطة الطريق التي وافقت عليها "إسرائيل"، يعني أن حرباً سوف تنتهي، وأن أسرى الحرب جميعاً يجب أن يطلق سراحهم دون أية شروط، لأن الحديث عمن تلطخت أيديهم بالدماء ينفي وجود الحرب، وينفي الحاجة إلى الهدنة، والحاجة إلى خطة أميركية تهدف إلى إقامة دولة فلسطينية على أساس حدود الرابع من يونيو/حزيران، كما نصت خريطة الطريق والمرحب بها فلسطينياً وإسرائيلياً وعالمياً.

إن تعامل الحكومة الإسرائيلية مع موضوع الأسرى هدم للخطوة الأولى في التفاوض، لأن قبول الحديث مع هذه الحكومة، في الوقت الذي تحتجز فيه أكثر من ثمانية آلاف أسير، لا يزكي من يقبل هذا النوع من التفاوض الذي يمكن أن يسمى خضوعاً، ولا يمنح الشارع الفلسطيني تفاؤلاً بأن المبادرة الأميركية يمكن أن تقود إلى شيء أفضل مما قادت إليه المبادرات الأخرى، بما فيها اتفاقات أوسلو التي لفظت أنفاسها مع أول جنزير لدبابة إسرائيلية، دخل مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية، وأعاد احتلالها.

ومن الواضح أن مسيرة أوسلو التفاوضية تتكرر الآن، بطريقة أشد تعقيداً، لأن الحكومة الحالية، فيما تبديه من مماطلة، تنوي أن تجعل عملية التفاوض تتجاوز الوقت الذي منحته لها خريطة الطريق، وهي تهتم بتفاصيل لا يجوز التفاوض حولها، لأن نتيجة ذلك إذا توافر حسن النية، معروفة سلفاً، لكن الحكومة الإسرائيلية التي تضع العقبات في طريق السلام، مثل كل حكومة أخرى سبقتها، لأن السلام ليس جزءاً من خططها، سوف تعتمد أسلوب التفاوض البعيد المدى، الذي ينفس خريطة الطريق، ويفرغها من محتواها، حتى يجيء الوقت الذي تلقى فيه إلى مهملات التاريخ، مثل غيرها.

ومع المماطلة ورفض الأسس التي تقوم عليها المقترحات التي تتبناها الإدارة الأميركية، تأتي الممارسات الإسرائيلية الأخرى لتؤكد الرغبة في الاستفزاز ولتصاعده حتى يصل الدرجة التي لا صبر عندها، لأن الصبر يعني قبول الموت، مع إراحة الأعداء منه، رغم القدرة على مقاومة احتلالهم، ورغم فعالية هذه القدرة على كل مستوى، خاصة على المستوى الاقتصادي.

أول مظهر من مظاهر الاستفزاز جاء على لسان رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي، عندما قال مباشرة بعد أن قبلت الفصائل الفلسطينية المقاومة مشروع الهدنة، إن الجيش الإسرائيلي حقق انتصاره على الفلسطينيين، وبالرغم من الأصوات الإسرائيلية التي فندت هذا الرأي، والتي وجهت إلى صاحبه نقداً شديداً، إلا أن ما فهم من هذا الرأي هو أنه محاولة لاستدراج الجانب الفلسطيني إلى عمل يكشف عدم صواب هذا الرأي، وهو ما لم تندفع إليه المقاومة الفلسطينية، لأنها اتخذت قراراً حكيماً، هو أن تمنح المبادرة فرصتها في النجاح، حتى وإن كانت لا تثق في الجانب الإسرائيلي، وتتوقع ألا يلتزم بشيء مما هو مطلوب منه، إذا لم يجبر على ذلك بحزم، وبسرعة لا تتيح له المناورة والتهرب من استحقاقات التوصل إلى سلام، وبالرغم من الانتقادات التي توجه إلى أسلوب إدارة المفاوضات، وبالتحديد إلى عنصرين في هذا الأسلوب، الأول يتعلق بمنح الثقة الزائدة للحكومة الإسرائيلية، وبناء علاقة سريعة مع رئيسها والثاني هو إجراء المفاوضات في القدس العربية، إلا أن الرغبة في تحقيق انفراج على الأرض لم تتغير لدى الجانب الفلسطيني، على المستوى القيادي، وعلى المستوى الشعبي على حد سواء.

لكن هذه الرغبة لا توجد في المقابل استجابة حقيقية لدى الجانب الإسرائيلي، وكل خطوة يخطوها الجانب الفلسطيني إلى الأمام تقابل بخطوة تراجعية على الأرض، تتمثل في المزيد من الضغط على المواطن، في حياته اليومية بأسلوب يجعله لا يثق بما يجري وقد يتطور إلى معارضته، مما يحقق الرغبة الإسرائيلية في وقف العمل في خريطة الطريق، وهي الرغبة التي لا يكف شارون عن ترديدها أمام اليمين الذي يقوده، خاصة عندما يعترض على بعض أقواله المتعلقة بالدولة الفلسطينية.

إن وجهة نظر شارون لا تختلف كثيراً عن وجهة نظر شامير، الذي خطط لتفاوض يستمر إلى ما شاء الله، دون خطوة حقيقية على الأرض.

والذي يراقب ما يجري على الأرض الفلسطينية أو يعيشه، يستطيع أن يدرك أن شيئاً في صورة الاحتلال لم يتغير، بشكل يجعل المواطن الفلسطيني يشعر بأن العملية السلمية تتحرك، وبأن الطريق إلى التهدئة يسير سيراً حسناً.

إن المواطن الفلسطيني ما يزال يخضع لمئات الحواجز التي تحرمه من الحركة خارج مدنه وقراه، وهي حواجز تزداد سوءاً، وتتفنن كل يوم بجديد من الضغوط والمضايقات، ومن يقوم بتجربة العودة من سفر مثلاً، سوف يمر بتجربة أشد قسوة من كل السفرات التي قام بها منذ سنوات طويلة، وسوف يشعر بأن هذه القسوة ليست عفوية، بل هي مدروسة بكل تفاصيلها التي تجعل الخطوة الصغيرة في مشروع السفر تتحول إلى عذابات ممتدة إلى ساعات، يتقن فيها الاحتلال الإهانة وإثارة الأعصاب والتعذيب النفسي المنظم، ويمارس كل ذلك بسادية يلتذ بها، وهي تتصاعد من خطوة إلى أخرى، وتسير في نمط يكاد يكون موحداً، مما يوحي بأنها أوامر يجري تنفيذها بدقة، وهو أمر لم يكن نافذ المفعول قبل أن تبدأ خطوات العمل في خريطة الطريق، ويبدو أنه قد استجد من أجل أن يكون موضوع تفاوض، بعد أن تصل الشكاوى إلى القيادة الفلسطينية، فتطرح على مائدة اللقاءات التي لم تنجز شيئاً حتى الآن، والتي يضيع معها الوقت المتبقي من قدرة الإدارة الأميركية على متابعة الوضع، والضغط من أجل التنفيذ، قبل أن يضغطها وقت الاستعداد للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وفي إطار الاستفزاز نفسه، ما زالت الحكومة الإسرائيلية تقوم بمصادرة الأراضي الفلسطينية من أجل شق طريق التفافية توصل إلى مستوطنات معظمها معزول، وتفترض خريطة الطريق أنها سيتم إخلاؤها خلال فترة قريبة، إذا كان لهذه الخريطة أن تحقق شيئاً من النجاح، وهو أمر ما يزال الشارع الفلسطيني يراه بعيداً، لأن ما يراه أمامه لا يشير إلى أنه حافظ على مسافته السابقة، وإنما ابتعد عنها بدلاً من الاقتراب.

رفض إطلاق سراح السجناء، وتكثيف الحواجز والضغوط ومحاصرة التجمعات السكنية الفلسطينية، ومصادرة الأراضي، والقتل العشوائي الذي لا يتوقف، وإعلان انتصار الجيش، كلها ممارسات تهدف إلى إثارة الشارع الفلسطيني حتى ينفجر غضباً مما يتيح للحكومة الإسرائيلية أن تعيد النظر في رأي ليست مقتنعة به، لكن كل ذلك لا يساوي إلا القليل أمام خطة الحكومة الإسرائيلية في استعادة أجواء الانتفاضة كما بدأت، من خلال استفزاز مشاعر المسلمين بانتهاك حرمة المسجد الأقصى، بالسماح للزوار الأجانب ولليهود بدخول باحته، وهو الفعل الاستفزازي الذي قام به شارون فأشعل نار الانتفاضة قبل حوالي ثلاثة أعوام.

ومن الواضح أن حرص الحكومة الإسرائيلية على إفشال خريطة الطريق سوف يجعلها تتجاهل كل التحذيرات التي ترتفع في وجه مشروع استباحة المسجد الأقصى، حتى تطلق شرارة الغضب الفلسطيني مرة أخرى، وتطلق يدها من جديد في عمليات القتل والاعتقال التي لم تتوقف، بحجة أن الفلسطينيين هم الذين افشلوا المشروع الأميركي الذي كانت حريصة عليه.

لو أرادت الإدارة الأميركية أن تنفذ خريطة الطريق بالفعل، لما ترددت في وضع الحدود الواضحة لها، وفي طلب تنفيذ هذه الحدود دون تأخير، ولكن كل ما يجري يشير إلى أن الرئيس الأميركي ومن حوله سوف يستمرون في تسلية أنفسهم بما يفعلون، دون أن يفكروا بالضغط على حكومة شارون، التي قد تفاجئهم خلال وقت قريب وتسقط بسبب الفساد، لتبدأ الدورة بعد سنوات أخرى، ويموت حلم آخر من أحلام السلام، وتموت مبادرة أميركية أخرى، لم تكن جادة، لأنها قادرة على تحقيق شيء ما، لو اتسمت بالجدية التي تستحقها.

يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا

صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا

2_471137_1_209.jpg

حسبنا الله ونعم الوكيل

رابط هذا التعليق
شارك

لكن التفجير الأشرس والأقوى فى العراق لم يوجه إلا لعناصر الأمم المتحدة.. ومقر بعثتها.. ومات ممثل الأمين العام سيرجيو دى ميليو الذى لم يؤخذ على مسلكه أى تصرف غريب.. مات وهو يرفض أن يحاط مقر الأمم المتحدة بالقوات الأمريكية المحتلة كنوع من الحماية.. ومات قبل أن يكمل كوب ماء تناوله بين الأنقاض.

كانت آخر مرة زرت فيها مقر الأمم المتحدة قبل استهدافه قبل بضعة أسابيع، حيث شاهدت قوات أمريكية تضطلع بمهام داخل المجمع، بينما كان جنود آخرون يمضون أوقات بين المهام على ما يبدو في مطالعة البريد الإلكتروني أو تناول الطعام بمطعم المقر الدولي.

ومع ذلك لم يكن هناك الكثير من الاختلاط بين موظفي الأمم المتحدة والجنود الأمريكيين داخل المقر، وكان بعض الموظفين الدوليين يشتكون من تواجد هؤلاء الجنود الشبان حليقي الرؤوس، والذين يحملون الرشاشات على أكتافهم داخل المقر، وهو ما قد يزيد احتمالات استهدافه.

" عن مقال منشور فى صفحة بى بى سى العربية"

mycopy10.gif
رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...