لكنه ضحك كالبكا - أسامة أنور عكاشة

[أسامة الكباريتي]

لكنه ضحك كالبكا

بقـلم

أسامة أنور عكاشة

قالوا إن شر البلية ما يضحك! فالضحك إذاً قد يكون رد فعل هستيري لمواجهة كارثة لا يكفي للتعامل معها ردود الفعل السوية من حزن أو غضب أو رثاء.. صحيح أن البكاء قد يختلط بالضحك في حالات السعادة أو الفرح الغامر حيث يبلغ التأثر بالحدث أو الخبر السعيد حدا يدفع بالدموع إلي العيون فتنهمر ويقال إنها »دموع الفرح« ولكن أن يضحك الإنسان عندما تفجؤه نازلة أو يباغته نبأ سيئ فهذا ما تنطبق عليه مقولة »شر البلية ما يضحك«..

وقد حدث لي أمر مشابه خلال أحد أيام الأسبوع الماضي وأنا أطالع صحف الصباح وتتسمر عيناي علي خبر نسف أحط المطاعم في تل أبيب.

1 ـ كذابون أكثر من شارون

يحدث في العادة عقب أي عملية تفجير أو هجوم انتحاري أن يتواكب مع رد الفعل العصبي لقوات الأمن والاسعاف والجيش الإسرائيلية لمحاصرة مكان العملية وتمشيط المناطق المحيطة وإغلاق الطرق واجتياح القري والمدن الفلسطينية.. يتواكب مع هذا.. بيان عاجل تصدره الحكومة الإسرائيلية تتهم فيه فصائل المقاومة الفلسطينية بارتكاب العملية »غالباً بتحريض من عرفات!!« ويخرج السيد ارييل شارون رئيس الوزراء إلي مراسلي الصحف والتليفزيون ووكالات الأنباء مهدداً متوعداً ومعلناً التراجع عن أي انسحابات تكتيكية في »المناطق« وإلغاء أي إجراءات لتخفيف القبضة علي الحياة اليومية للفلسطينيين.. ويطلب من »أبومازن« القيام بمسئولياته وتفكيك الفصائل المسلحة وجمع السلاح من أفرادها إذا كان حقاً يريد المضي قدماً في تنفيذ خريطة الطريق.

أما ما حدث بعد هذه العملية الأخيرة فقد كان مفاجأة حقيقية.. لم تتحرك قوي الأمن والجيش لممارسة رد الفعل العصبي المعهود.. فقط.. أفراد أمن وأجهزة تحقيق عادية.. وبيان مقتضب يقرر أن العملية »داخلية« أي أنها مجرد حادث جنائي محلي لتصفية حسابات بين إسرائيليين أقحاح ولا شأن للفلسطينيين بالأمر.

الحمد لله.. فالإسرائيليون لم يحاولوا استغلال الحادث بالكذب علي العالم واتهام الفلسطينيين »الإرهابيين« بارتكابه!.. مهلاً.. فسنأتي الآن إلي الجزء الآخر من الخبر.. وهو »النكتة« المضحكة المبكية.. يقول »أعلنت كتائب الأقصي ـ وهي فصيل مقاومة تابع لمنظمة فتح ـ أن أفراداً منها هم الذين نفذوا عملية المطعم الإسرائيلي.. وأنها المسئولة عن هذا الهجوم«.. وسبحان الله.. ولا إله إلا الله!.

المقاومون الأشاوس الأفاضل يزايدون علي الكذب الإسرائيلي ويتبرعون للسيد شارون »خدمة« لم يطلبها.. ويسلمونه »كارتاً« ليستخدمه إعلامياً ودعائياً.. ويمكنه من اللعب »براحته« في مباراة الشد والارخاء التي يجيدها ويهدف منها إلي التراجع عما اضطر إلي تقديمه لمشروع خريطة الطريق.

ولا يوجد أي تفسير منطقي أو عقلاني لما أعلنه أشاوس الأقصي إلا أنهم كانوا يريدون أن يسبقوا الفصائل الأخري وانتحال فضل »الجهاد« لمنظمتهم فسارعوا إلي خطف »الحادث« ولا يهمهم في مقابل هذا أن ينتفع الإسرائيليون بإعلانهم وأن يستخدموه!.. ومما يزيد الضحك بكاء ويحوله إلي »مسخرة« أنهم وحتي بعد بيان الحكومة الإسرائيلية الذي ينفي صلة الفلسطينيين بالحادث.. أصروا علي إعلان مسئوليتهم عن العملية واتهموا الحكومة الإسرائيلية بالكذب!! هكذا.. وضع يا عزيزي مراجع المقال ما شئت من علامات التعجب.

لماذا تنجرف منبطحا على بطنك المتكرش لتمنح الصهاينة صك التصديق فيما ادعاه ربما لغرض في نفس شارون ..

وهل مثل هذه العملية الصغيرة كثير على صقور شهداء الأقصى الذين تركوا بصماتهم في كل الأرض الفلسطينية؟!

سبحان الله ..

حتى في هذه ينبري العلمانيون للدفاع عن بني صهيون ويسخرون من جهاد شعب شهد له العدو قبل الصديق ..

2 ـ أهو تراث جهادي؟

تعود بي الذاكرة إلي السنوات الثلاث الأخيرة من عقد الستينيات في القرن الماضي.. بالتحديد بعد كارثة السبعة وستين.. وانبعاث حركة الكفاح المسلح علي أيدي مناضلي »فتح« »أيام كانت فتح«.. وأنبتت المخيمات الفلسطينية منظمات مقاومة عديدة تكاثرت كالفطر.. حتي كنا نسمع كل يوم عن ظهور »منظمة جديدة«.. وكلها »تجاهد« و»تكافح« وتنزل كل ساعة فادح الخسائر في الأرواح والأموال بالإسرائيليين.

بعد معركة »الكرامة« التي كرست بالدم إرادة الشعب الفلسطيني في تحرير أرضه وإقامة دولته.. وبعد معارك وادي بيسان التي اندلعت علي أيدي مقاتلي »فتح«.. صار »الكفاح المسلح« وما يستقطبه من تأييد ومعونات العرب في كل مكان.. هو »الموضة«.. وبعيداً عن فتح والجبهة الشعبية »وديع حداد ـ جورج حبش« والجبهة الديمقراطية »نايف جواتمة« ممن كان لأفرادها تواجد فعلي في أرض العمليات ومساهمات ملموسة ومشهودة.. فقد ظهرت بجوارها كالأعشاب البرية تنظيمات »تدعي« النضال ولا تمارسه! وتستفيد من مناخه ولا تقربه!.

وكانت العمليات تنطلق من الأردن عبر النهر لتضرب الجيش الإسرائيلي الذي احتل الضفة الغربية في معارك الأيام الستة! ومع شرعية الكفاح وإلي جانب ما أثاره في الأمة العربية من مشاعر الاعتزاز والفرح بعد احباطات وكآبة المد القومي المنهزم.. تكاثرت مظاهر الاتجار الطفيلي بالظاهرة.. وانتشرت عمليات الجهاد »الصوري« وبيانات »الهجوم الناجح الذي شنه مقاتلونا المغاوير علي أحد مكامن العدو الصهيوني فأوقعت به خسائر فادحة في الأرواح والعتاد«، ولو صدق نصف هذه البيانات لقضي علي جيش الدفاع الإسرائيلي بأكمله!.. وليس هذا فقط.. فقد نشبت كالعادة النزاعات والخناقات والخلافات بين كل المنظمات.. الكبيرة والصغيرة وبين المكافحة فعلاً.. والمكافحة بالبيانات.. وداخل كل منظمة بين أفرادها.. واستشرت ظاهرة بيانات الاستشهاد.. فكان كل فصيل يصارع فصيلاً آخر داخل المنظمة.،.، وكل منهما يسعي لتصفية كوادر الآخر.. والمسألة بسيطة.. بعد تصفية الكادر جسدياً.. تصدر له المنظمة بيان استشهاد تعلن فيه »أن فلاناً.. بطل الشعب الفلسطيني قد استشهد علي أرض المعركة وهو يقاتل من أجل القضية«!.

في هذا المناخ أفرخت تناقضات حركة الكفاح المسلح صغارها التي استغلها من أرادوا ضرب الحركة في مقتل فأشعلوا بها حساسيات متراكمة بين مقاتلي الثورة الفلسطينية وجيش البدو »الحسيني« في الأردن لبطل »أيلول الأسود« ويكون بداية الشتات الذي بدأ في بيروت ولم ينته في تونس.. وتخترق منظمة التحرير بعد ذلك من الموساد.. وتدبر مؤامرات بليل تسفر عن اغتيال بعض من الآباء المؤسسين في حركة النضال الفلسطيني مثل خليل الوزير »أبوجهاد« وصلاح خلف »أبوإياد«.. وتكر حبات المسبحة.. وتتدحرج علي الطريق الذي بدأ من كامب ديفيد إلي مدريد وواشنطن وأوسلو.. وغزة ـ أريحا أولاً بعد تصفية انتفاضة الحجارة.. والحبل علي الجرار حتي الآن.. والأحلام تصغر.. والقضية تتآكل..

لا أفهم المغزى من كل هذا!!

اهو تذكير بتأريخ ..

أم هي مقدمات تمهيدية لسموم يريد بصقها على الشارع الفلسطيني ككل ..

أم مسودة سيناريو لمسلسل جديد يدر على الكاتب المزيد من الملايين ..

يتناسى الكاتب في موجزه هذا الجوانب المضيئة للمقاومة الفلسطينية في تلك الحقبة ..

ويكتفي بالنبش عن الصور المعتمة في تاريخ هذه المقاومة الباسلة ..

3 ـ بين الاستشهاد والانتحار

وتسفر عن واقع مآساوي أشبه بلوحة سيريالية رسمتها فرشاة مربوطة بذيل قرد يلهو.. فقد أضاع الفلسطينيون فرصتهم الكبري حين استبدلوا انتفاضة الأقصي بانتفاضة الحجارة.. فأيام انتفاضة الحجارة استطاع أطفال وشباب فلسطين بأيد خالية إلا من مقلاع وحجر أن يكسبوا لقضية وطنهم زخماً من تعاطف الرأي العام العالمي.. حيث نقلت الفضائيات ووكالات الأنباء صورة شعب يتصدي للمصفحات والدبابات ونيران الرشاشات والصواريخ بقطع من الحجار.. واستطاعت صورة محمد الدرة ينزف دماءه حتي الموت في أحضان أبيه الملتاع الذي يمد ذراعه في وجه القتلة أن كفوا فقد مات«.. استطاعت أن تحدث تغييراً جذرياً في التوجه الغربي نحو القضية.. الأمر الذي أفزع الإسرائيليين وهم يرون تآكل التأييد المضمون لهم مع كل طلعة شمس.. وكان لابد لهم أن يجدوا حلاً يستدرج الفلسطينيين إلي كمين يوقف هذه الكارثة التي كانت لهم بمثابة الكابوس.. ووجدوا الحل في أوسلو وما تلاها.. وتحقق لهم ما أرادوا وانتهي الكابوس.

أما انتفاضة الأقصي.. رغم شرعيتها كقضية ضد انتهاك المقدسات فقد اتخذت مساراً مرتبكاً.. لم تكن للجماهير الفلسطينية التي انتجت من قبل انتفاضة الحجارة يداً فاعلة فيه.. فقد اعتمدت علي كوادر.. حماس والجهاد.. التي تعتبر نفسها بحكم خطابها الديني فقط وارثه لكل تاريخ النضال الفلسطيني.. وتصدرت المشهد لتنتج فقط.. ما سمي بالعمليات الاستشهادية!.. وسأغامر بكل ما يمكن أن يوجه لي من اتهامات وأقول إنها أساءت أبلغ إساءة لمسيرة النضال الوطني الفلسطيني وكبدتها خسارة التعاطف العالمي الذي كسبته لها انتفاضة الحجارة.. إنها انتاج »الدجماطيقية« وضيق الأفق والانغلاق الأصم علي الذات.. وبغض النظر عن الجدل البيزنطي بين مؤيدي منطق »الاستشهاد« ومنكريه.. فلم تكسب تلك العمليات العربية التعسة للقضية شبراً من الأرض ولم تضف خطوة واحدة إلي الأمام.. والعالم كله بمن فيه المتعاطفون الكلاسيكيون القدامي مع الحق الفلسطيني.. طرح تساؤلات التي نطرحها نحن أيضاً.. أي نبل مزعوم في غسل دماغ شاب ليجعل من نفسه قنبلة بشرية تنفجر وسط مطعم أو محطة أتوبيس أو ناد ليلي قد لا يوجد بها جندي إسرائيلي واحد؟..

وماذا كسبت قضية فلسطين: الوطن والشعب من كل الانتحارات التي تمت؟.. ماذا رسخ في أعماق الملايين »خارج منطقتنا العربية الغارقة في هيستيربا الخرافة« بعد كل انفجار للقنابل البشرية في المدنيين سوي تصديق قضية الضحايا الأبرياء للإرهاب المجنون؟.

إن أحداً في العالم لم يهضم حكاية الاستشهاد الانتحاري هذه.. إلا الناس في الشوارع العربية التي تصدق كل من يستخدم الإسلام وخطاب الإسلام ذريعة لأي فعل مضاد للإسلام ذاته.. إذاً فحماس والجهاد.. إنما يخاطبون بعملياتهم »الاستشهادية« بني جلدتهم وعقيدتهم.. هؤلاء الذين يعرفون الحق الفلسطيني جيداً ولا يحتاجون لمن ينتحر ليقنعهم به.. ولا يهمهم ماذا تجني أيديهم علي فلسطين والإسلام.. ولا ماذا تجذبه إسرائيل من »جهادهم العبقري« الذي يعطيها الحجة والذريعة والغطاء الذي يستر عورتها ويصورها أمام أعين الملايين في مشرق الأرص ومغربها دولة تدافع عن مواطنيها المسالمين ضد جنون الإرهاب الفلسطيني المتأسلم!.. عفواً.. فالمأساة عند هذا الحد لا تضحك حتي المجانين!.

انتفاضة الأقصى هي الإبن الشرعي للانتفاضة الأولى ..

ولجهل الكاتب وللتدليل على مافي مخيلته من سوء نية وللكشف عن سطحيته وتخبطه .. نراه يخلط بين الانتفاضتين ..

فقد بدأت انتفاضة الأقصى بالأطفال والحجارة .. وواجهتها منذ أسبوعها الأول قوى البطش والعدوان بوابل من الرصاص الحي والمطاطي والدمدم ..

والشهيد محمد الدرة والطفلة إيمان حجو

http://www.palestine-info.info/arabic/pale...le/emanhejo.htm

وقائمة طويلة من الأطفال الذين اغتالتهم آلة الحرب الصهيوني هم رموز لانتفاضة الأقصى قد تعامى عنها الكاتب لغرض في نفسه ..

راجع:

شهداء الانتفاضة (تحاليل وإحصائيات)

تحليل الأطفال الشهداء لعام 2001حتى تاريخ 25-12-2001

http://www.palestine-info.info/arabic/terr...jil/shohada.htm

والفرق بين الانتفاضتين هو الحيز الزمني الذي أثمر في اشتداد عود المقاومة الشعبية الفلسطينية في الداخل بعدما كان كل الزخم المسلح مجمدا قبل ذلك في الخارج ..

فتنامت القدرات القتالية للحركات الجهادية في الداخل ولم يعد للعدو القدرة على الاستفراد بالعمل العسكري دون رادع ..

ونظرا للأعداد المتعاظمة من الشهداء الأطفال برصاص العدو الغاصب .. كان لا بد للقوى المسلحة الفلسطينية بما فيها قوات الشرطة الفلسطينية أن تنبري للدفاع عن الأطفال العزل .. وحتى لا يكون هناك مجالا للعدو للتمادي في الفتك بشعبنا الأعزل تحت سمع وبصر العالم المتفرج من حوله ..

والعمليات الاستشهادية التي يسخر منها الكاتب هي ذاتها التي أوجدت توازن الرعب مع العدو الصهيوني الذي لا يعرف إلا القوة لغة للتخاطب ..

فتوقف العدو عن إطلاق النار مباشرة على التظاهرات ..

ولا يفل الحديد إلا الحديد ..

والكاتب يريدنا أن نظل نتلقى اللطمات ويتصاعد عويل الثكالى حتى نسمع كلمة شفقة من أوروبي لا ترد عن طفل رصاصة ..

لكنها لغة القوة هذه هي التي أضفت الاحترام من جديد على جهاد شعبنا ولم تتركه ألعوبة في أيدي الساسة الذين تضاءلت أمانيهن لتتقزم في أوسلو وشرم الشيخ ووايتريفر بلانتيشن ..

هذه الحركات الجهادية لا تنتظر شهادة من كاتب مثل عكاشة هذا ..

فالمئة ألف فلسطيني من أبناء مدينة غزة المحاصرة الذين انتفضوا بالأمس غضبا للاغتيال الجبان الذي طال احد رموز حماس لخير استفتاء على شعبية العمل الجهادي في فلسطين ..

ولو أفسح المجال ورفع السوط عن كواهل أبناء أمتنا لرأيت الملايين تتزاحم في شوارع العواصم العربية بعكس ما يشتهي أسامة أنور عكاشة..

وهو الذي لم يترك فرصة - في الفضائيات والصحافة - إلا وتطاول فيها بكل وقاحة على كل عمل إسلامي أو له صلة بالإسلام .. فهذه هي الموضة في هذا الزمن ..

المصدر: جريدة الوفد 24-08-2003

http://www.alwafd.org/front/detail.php?id=...431d1c4fd0d7889

ملحوظة:

التعقيب باللون الأحمر لـ أسامة الكباريتي

[ابو خليل]

يذكرني هذا بصديق مثقف ..

كنت اناقشه عن شريط ( جحيم الروس 4) اخر اصدارات المقاومة الاسلامية في الشيشان ..

فقال لي : ان الشريط كله كذب ومفيش جهاد في الشيشان ولا حاجة وكل دول كذابين !! !

* طيب يا ابني انت مش بتشوف الاخبار ؟

يقول لي : كلها كذب .. مفيش في الشيشان حاجة خالص ..

شوية ورجع قال لي : ان اللي في الشيشان شوية عرب راحوا هناك عشان ينتحروا ..

شوية و قعد يكلمني عن شريط جديد نزل لرجل الاعمال الشهير اللي نزله من كام شهر شريط مع راقصة مشهورة ..

الخبر الجديد بقي اللي صاحبي مهتم بيه قوي ..انه وصل له شريط جديد لنفس رجل الاعمال بس مع ممثلة اخري مشهورة ..

(وش واحد بيضرب كف بكف )

[ragab2]

أسامة أنور عكاشة

كاتب ناصرى قح

وهو يفضل تحرير فلسطين عن طريق الخطب الرنانة على طريقة صاحبه الملهم الذى أسكرنا باعلامه الكاذب حتى أوصلنا الى عام النكبة الكبرى فى 67

اسامة عكاشة

هو من أشاوس العواطف الجياشة التى تفضل الحنجرة عن المدفع والبندقية ومن أنصار بيع الكلام فى وسط الزحام والبكاء على اللبن المسكوب

لا أستغرب هذا الكلام من مشجعى حزب الهزائم والديكتاتورية الفجة

والرافضون لأى نصر مادام لا يأتى عن طريق حناجرهم العفنة الى صدأت وحشرجت ومازالوا يسمعونا بها نشازا فجا يؤذى الآذان ويدمى القلوب على حالهم الذى وصل الى درجة الهلوسة

والقافلة تسير والبعض يعوى ولم يعد فائدة من العواء

[Katamando]

قرأت في بريد الأهرام نفس العنوان وعكس للمعنى, فرأيت أن أعرضه عليكم

http://www.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=PO...T8.HTM&DID=7858

ضحك كالبكا

تأملت الصورتين وضحكت ولكنه كان ضحكا كالبكا كما يقولون‏.‏ ولم يخفف من شعوري بالأسي سوي ما كانت قد ذكرتني به الصورة الثالثة من قصة طريفة للأطفال كنت قد قرأتها منذ سنوات طويلة‏:‏

ـ فعلي الصفحة الأولي من الأهرام يوم‏4‏ أغسطس كانت هناك صورة لجنديين أمريكيين يتابعان عملية تفتيش نزلاء أحد مراكز معاقي الحرب العراقيين خلال عمليات التمشيط بحثا عن الرئيس المخلوع صدام حسين‏.‏ وفي الصورة نجد المفتش يبحث في جيب رجل يجلس علي كرسي متحرك وكأنه أخفي صدام في جيبه‏!‏

ـ وعلي الصفحة الخامسة يوم‏5‏ أغسطس نري صورة كتب تحتها‏:‏ جندي أمريكي يسلم قائد سيارة عراقي نسخة من منشورات تتضمن الاجراءات الأمنية الجديدة التي تقرر تطبيقها وتشمل حظر‏(...)‏ السماح للأطفال بالتلويح بألعاب علي شكل بنادق أو مسدسات حتي لا يعرضوا أنفسهم لنيران القوات الامريكية‏!!‏

ـ أما الصورة‏(‏ الأهرام‏8/2)‏ التي ذكرتني بالقصة المضحكة فقد كانت بالأحري أربع صور مختلفة لصدام حسين تظهره بلحية ودون شارب وبشعر رمادي اللون‏.‏ أما القصة المضحكة فتتلخص في أن رجال الشرطة في احدي المدن الكبيرة كانوا يبحثون عن أحد اللصوص‏.‏ وأخيرا تمكنوا من إلقاء القبض عليه‏.‏ ولكن بينما كانوا يلتقطون الصور له من الأمام واليسار واليمين وهو يرتدي قبعة ودون قبعة هاجم رجال الشرطة وهرب‏.‏ وبعد ذلك بأسبوع رن جرس التليفون في قسم الشرطة وقال المتحدث‏:‏ إنكم تبحثون عن اللص فلان‏,‏ أليس كذلك؟

ـ نعم حسنا‏,‏ لقد هرب من هنا الي مدينة كذا الصغيرة منذ ساعة وأرسلت شرطة المدينة الكبيرة في الحال أربع صور مختلفة للص الي الشرطة في المدينة الصغيرة‏.‏ وبعد أقل من اثنتي عشرة ساعة تلقوا مكالمة تليفونية من الشرطة في المدينة الصغيرة‏:‏ لقد ألقينا القبض علي ثلاثة من الرجال وسوف نلقي القبض علي الرابع هذا المساء فيما نعتقد‏!!!‏

د‏.‏ أحمد شفيق الخطيب

الأستاذ في كلية اللغات والترجمة ـ جامعة الأزهر

وتعليقي هو أن هناك فرق بين هذا وذاك وأن أختلف الموضوع ولكن المنهج واضح في المقالتين كالفرق بين اليمين واليسار