اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

في السرية الطبية


Recommended Posts

ربيع البوسني

ربيي ..هكذا ينطق اسمه عندما تسأله

مثل اللغة الفرنسية ..في بلدتهم لا ينطقون الحرف الأخير مع تشديد المد

تحتاج وقت للتعود وفهم ما ينطقه

لم يكن ليترك بلدته وأرضه إلا للتجنيد الإجباري

كل مهاراته في الحياة إجادة الزراعة

حصل على رخصة قيادة من كتيبة النقل..

أما قدرته على قيادة السيارات ففيها شك كبير

استلم سيارة اسعاف جيب امريكاني في السرية

أصبح مسئول عن صيانتها وقيادتها إذا طلب منه التحرك

بدأ يتعلم كيف يقود السيارة عهدته داخل السرية بتشجيعنا له

من المتعارف عليه قلة الضبط والربط الميري داخل السرية الطبية

المجندون في السرية محل حسد من أقرانهم في سرايا فيها الميري على أشده

ضباط السرية أطباء وكلهم احتياط ما عدا قائد السرية

لابد من توفر حد أدني من الانضباط حتى تستقيم أمور السرية

طلبات القيادة العليا لابد من تلبيتها..لذا كان علينا كاحتياط ممارسة بعض الشد على الجنود

كنت الأقدم فيهم .. معظم الأيام كانت تسجل الأوامر في دفتر الأفراد باسمي قائدا للسرية بالإنابة

قائد السرية الفعلي كانت تطول أجازاته لاسباب بعضها معلوم والآخر غير معلوم

رغم الكدر كانت هناك مساحة للتأمل في امتداد اللون الأصفر وعلو قبة السماء وتشكيلات النجوم

وتأمل أنماط البشر في الحياة العسكرية

أقربهم لنا خريجي الفنية العسكرية منسوبي سرية المهندسين

وأكثرهم غرابة هم الصف ضباط .. الحديث عنهم يحتاج لدراسات نفسية مستفيضة

جنود السرية الطبية يكرهون الخروج للعمل خارجها لتعرضهم لميري لم يتعودوا عليه

يظهر عليهم التململ ومحاولة الهروب عندما يطلب عدد منهم للمساعدة في عمل ما في قيادة اللواء

هذه المرة كان الطلب غريبا ... مطلوب لقيادة الفرقة عربة إسعاف وسائقها

ما ورد على الذهن أنها مهمة عارضة وسيعود

كان اختيار عربة ربيع عشوائيا لا سبب له غير أنه الأنسب في حينه

كعادة جنودنا حاول التملص من المهمة ..طمأنته فيما لا علم لي به

حاولت تشجيعه بأنها فرصته لاتقان قيادة السيارة خارج السرية

كان خروجه من السرية غير مشحون بأي مشاعر سلبية

غير أن ما حدث بعد ذلك رسب عندي شعورا بالذنب

وصلت إلينا المعلومات أن ربيع لن يعود ..مطلوب إرسال سلاحه ومهماته

ربيع سيتم إعداده للانضمام لقوات الأمم المتحدة العاملة في البوسنة ومعه سيارة الإسعاف

التي بالكاد يستطيع قيادتها أمتار

الحرب ما زالت مشتعلة .. المذابح مستمرة

الغضب من تواطؤ القوات الهولندية التابعة للأمم المتحدة في مذبحة سربرنتشيا

ومن أمين عام الأمم المتحدة بطرس غالي .. كان شعورا سائدا

دكتور عصام قائد السرية كان يمازح ابراهيم متري زميلنا المسيحي

أنه سيذبحه على بوابة السرية ثأرا للمسلمين في البوسنة

أما ابراهيم كان يرد ..تيجي نلعب عشرة طاولة يا دكتور

لم يكن شعوري بالذنب فقط لتعرضه لمخاطر الحرب

ولكن صدمة الانتقال التي لا قبل له بها إلى بلاد لا يعرف أنها موجودة

وضلوعه داخل صراع خارج عن دائرة عالمه المحدود

هل كان ربيع يعلم أن هناك شئ اسمه قوات الأمم المتحدة ؟؟

يرعبني مجرد تصور حزن أمه

كانت تزوده بفطائر المشلتت اللذيذة مع كل أجازة

ازدادت متابعتي لأخبار الحرب

وأصبح لي هم شخصي في متابعة أخبار القوات المصرية المشاركة في الأمم المتحدة في البوسنة

انتهت فترة تجنيدي دون أن أحصل على إجابة عن مصير ربيع

لم تنسيني مفرمة الحياة وتفاصيلها هذا الشعور بالذنب الذي لا يد لي فيه

تم استدعائنا لمشروع اللواء بجنوده والذي يشبه التدريب على الحرب الشاملة

بعد ثلاث سنوات من انتهاء تجنيدنا

بالطبع كان سؤالي الأول عن مندوبنا في الأمم المتحدة

كانت سعادتي بالغة بالإجابة

عاد ابن الفلاح الفصيح مستوعبا للنقلة الكبرى في حياته

وتخلصت أنا من شعوري بذنب لم ارتكبه و ترسخ عندي بغض لأي منصب قيادي

أما السؤال الذي لم أعرف له إجابة حتى الآن هو

هل عاد ربيع يزرع الأرض ؟؟؟

وقولوا للناس حسنا

رابط هذا التعليق
شارك

يبدو اننا في سن متقارب يا صديقي العجوز :lol:

فـ انا لاذلت اتذكر الاستدعاءات(القليله)المفاجئه للبوسنه أثناء فتره تجنيدي(فنيه عسكريه)ايضا

و ما كان يترتب عليها من ذعر ممزوج بفخر مجهول السبب!!

عموما ..

بغض النظر عن سردك السلس(كالعاده)لـ ازاويه بعيده في ذاكرتك القويه

إلاان شعورك بـ الذنب نحو(ربيع)أستوقفني قليلا..

تعرف يا فلان

نحن أناس تتحكم فينا(العاطفه)بدون وعي..بـ الفطره!!!فـ رغم انك كنت تقوم بتنفيذ(الاوامر)

إلا انك وبـ أختيارك عاقبة نفسك بحبسها لسنوات طويله بين سندان(الميري)ومطرقة ضميرك

و كأنك انت المسأول عن جواز خروج ربيع من(دائرة عالمه المحدود)الي عالم مجهول..

حتى و لو كانت هذا العالم هو(زون حرب)

ربيع كان سيخرج من عالمه بيدك او بيده هو لاحقا!!!.

عالم ربيع المحدود ياصديقي كان يكمن في(صغر سنُه)مثلنا تماما .. (وقتها) كلنا كنا(هو)

وان اختلفت الثقافات و القوالب العقليه

و لكننا للاسف لم نستوعب ذلك إلا بعد الخروج من عوالمنا الغضه الي عوالم اكثر نضوج بـ فعل السنين!!

لكن..... ماذا لو علمت ان هذا المجند لم يعد الى دخل دائرته من جديد؟؟

الى متى كنت ستحمل على عاتقك تبعات سياسه شريره لا ذنب لك او لهُ فيها؟؟

أما السؤال الذي لم أعرف له إجابة حتى الآن هو

هل عاد ربيع يزرع الأرض ؟؟؟

سؤال صعب يا فلان!! و الاجابه في إيد صحبها بس

لكن بعد كل هذه السنوات و بشكل شخصي

ساعات بحس .. ان أرضي القديمه على مسافة كوكب أخر

من ما ازرع حاليا!!

أشكرك على تسجيل جزء ن شريطك هنا

البحـر هـاج ،،،،

والـروح بتتحـدى الغـرق

وانا لسـه ضـامم شـكوتي

ومعـبي فـ جـرابي الحسـاب

شـايل على اكـتافي الضمير

وفي إيدي تصـريح الذهـاب

رابط هذا التعليق
شارك

العزيز المبدع أشرف أبو الصعدان

يبدو أننا نشترك في أشياء كثيرة

أكثر من الفئة العمرية

أشكر متابعتك

لك تحية خاصة يا صديقي

وقولوا للناس حسنا

رابط هذا التعليق
شارك

(2) تحت دوي الدانات

ييييييييييووووه

تأمين طبي تاني ..ملل المكوث في سيارة الإسعاف طول اليوم انتظارا لأي حادث

الحمدلله لم تحدث حوادث في المهمات الخارجية السابقة

تواجدنا في عبور الدبابات على الكباري المتحركة فوق القناة

وكانت لنا مهمات تأمين رماية آلي وطبنجات وآر بي جي

هذه المرة سرنا حتى ابتعدنا كثيرا عن العمار وتوغلنا في الصحراء حتى تساوت المعالم الجغرافية

اللهم إلا من بعض الكثبان الرملية

سيد الطحش(هكذا لقبه في السرية) سائق السرية الأول يمارس هوايته الأثيرة بمجرد حط الرحال

((البحث عن الطعام)) .. لا تمضى دقائق حتى تصبح سيارة الإسعاف عامرة بكل أنواع

المعلبات ..أستسلم لعزوماته قتلا للوقت.. ليس لنا شأن بما تعد له الوحدة التي رافقناها

صك آذاننا فجأة الدوي الأكبر ..انتبهنا أننا على بعد أمتار من الدبابات التي تتدرب على الرماية

تغير الإحساس بالملل والرتابة إلى اهتمام مفاجئ بما يحدث ..إنه الجد الذي لا هزل فيه

نزلت من سيارة الإسعاف وبدأت أتابع الرماية ..خف وقع دوي الدانات على آذاننا بالتعود

بدأت أتتبع رحلة الدانات من الصناديق الخشبية حيث يفتحها العساكر ثم تحمل إلى الدبابات وتعمر

ثم تطلق على الأهداف المصنوعة من إطارات خشبية وخيش يسد الفراغ بينها

تمنيت لو كان معي منظار مكبر مثل الذي يستخدمه قائد الكتيبة لأرقب لحظة إصابتها للهدف

قائد كتيبة الدبابات العائد من دورة بأمريكا والذي كان يشي تأنقه واهتمامه بتميز كتيبته

على طموحه في الرتب العليا... كنا على يقين أنه يعد نفسه لأن يصبح وزيرا في المستقبل

تبين أن أفضل الرامين كانوا الضباط الاحتياط ..احساس زائف بالزهو تملكني

من بين هؤلاء الاحتياط صديقي المهتم بكتابة الشعر والذي لقبته بالبحتري

التصق اللقب به حتى فرقنا الانتهاء من الخدمة العسكرية

كانت سريتنا ملاذا للاحتياط من كافة سرايا قيادة اللواء ومن الكتائب

كنا الأكبر سنا حيث طول دراستنا تؤخر تجنيدنا..وحيث يوجد لدينا التسرية من بأس الميري الذي يلقونه

قائد الكتيبة يصرخ في ضباطه ... يتلفظ بألفاظ نابية بسبب إخفاق الكثير منهم في إصابة الأهداف

أما أنا فقد عشت الحدث بإمتداده.. إنها الحرب ...يتدربون ليحاربوا عندما تفرض عليهم الحرب

أحسست بسخف ما أشعر به من ملل ومن مشاركة سيد الطحش في عزوماته

ومن العد اليومي للأيام المتبقية لنا في الجيش

الجيش ليس مجرد صفا وانتباه وطوابير واصطفاف ومنظرة

لا أنكر أن دوي انفجار الدانات أحدث عندي دوي أدركته فيما بعد

وقولوا للناس حسنا

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 1 شهر...

صبري الحرامي

صورة القتيل في الجريدة تحمل نفس الاسم

اطلقت عليه رصاصات وهو داخل قفص الاتهام

صحيح الملامح ليست متطابقة لكن من يدري لعلها تغيرات الزمن

مرت سنون طويلة منذ آخر مرة رأيته فيها

لكن ما يزيد الشكوك في كون القتيل هو ..سيرته المروية في الجريدة ونفس الحي الذي يعيش فيه

كانت فترات وجوده في السرية قليلة بالمقارنة بفترات سجنه وهروبه

لكنها كانت أيام رخاء لعساكر السرية بل وحماية..فقدت ذات مرة بطارية من سيارة إسعاف ..ردت إلينا في نفس الليلة ثلاث

تعيين العساكر من المطبخ مضاعف..العساكر ينعمون بأكل اللحم بدلا من الشغت ..صفائح الجبنة لا تنقطع من السرية

له مهابة صبري عند صولات المطبخ

عندما يتواجد في السرية ننصحه مخلصين بأن يلتزم بعض الشئ وسنساعده لينهى فترة تجنيده التي طالت كثيرا

يبدو أنه عازم على تقبل النصائح لكنه سرعان ما يمل

هرب لمدة طالت شهورا..عاد مقبوضا عليه واستدعى محاكمته

عندما يسجن يشكل عبئ على السرية .. لابد من اختيار عسكري من السرية حارس له وقوة السرية قليلة في الواقع وإن كانت على الورق كبيرة لكن هناك عساكر ينتدبون قبل أن تأتي أوراقهم وبالطبع معروف أين يقضون تجنيدهم...سرية وسايط !!!..

ابتدع صبري في السجن بدعة ادعاء الإصابة بالحساسية ليحصل على مضادات الهستامين لزوم عمل الدماغ

وتبعه المساجين في ذلك ...

كان اختياري لمرافقة العسكري المكلف بتوصيل صبري مقيدا بالكلابشات للمحكمة هما ثقيلا وتجربة هي الأكثر إثارة في حينه ..كان اختياري فقط لكوني الضابط الوحيد المتواجد في السرية وقتها مع قائد السرية ..صببت ما استطعت من اللعنات على كوني جندت ضابطا ..

ومما زاد الإثارة أنه لم تخصص لنا سيارة عسكرية نتوارى فيها ..فكانت رحلتنا بالسجين مدنية على ملأ من الناس

بالطبع كنا محط الأنظار .. لا أدري وقتها أي أحاسيس كانت الأكثر طفوا على السطح ..لكني أظن أن القرف كان له الحظ الأوفر

استعطف صبري زميله المقيد معه في الكلابشات أن يحلها ... حاولت أن أقنعه بأن صبري لا يؤذي زملاءه

لكنه رفض بإصرار لأنه سيسجن محله إن هرب منه وقد اقترب تجنيده على النهاية

المرة الأولى التي أحضر فيها محاكمة .. كنت خارج دائرة الزمن والأحداث التقليدية

اندهشت لرغبته في الحصول على حكم أشد وغضبه الشديد من القاضي

تبين لي أنه يأمل في الحصول على رفت من الخدمة إن حكم عليه بفترة سجن أطول

في رحلة العودة لقيادة اللواء والتي سيقضي صبري في سجنها فترة العقوبة استجاب حارسه وحل القيد بعد ضغط مني تحاشيا لمزيد من نظرات الناس وتعاطفا مع حالة صبري وخيبة أمله في الحكم

تأكد لي أنني لا أصلح أن أكون سجانا كما لا أصلح أن أكون أشياء كثيرة

تعهد صبري أن يأخذ حقه من الجيش .. ولا أدري أي حق

بعد قضاء عقوبته ورجوعه للسرية

ضبط صبري وهو يسرق بنزين من محطة الشئون الإدارية في براميل وينتظره زميل سابق له في السجن في سيارة على مدق صحراوي

وكان هروبه الأخير قبل القبض عليه

ولا أدري هل صورة القتيل في الجريدة هي صورته

أغلب ظني أنها له

وقولوا للناس حسنا

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...