فليكن تذوق الفن للجميع (محاولة لتبسيط الفن التشكيلى)

[disappointed]

"مارك شاجال" كان بيعتبر نفسه عكس "بيكاسو" ... حيث كان يقول مثلا:

"بيكاسو" يرسم من بطنه .... اما انا فأرسم من قلبى ..."

و يعتبر "مارك شاجال" واحد من الفنانين العظماء لمدرسه باريس التى وصفهم "ماتيس" بمعناه للأدب...

.

فعلا يا عزيزى وايت هارت

ولهذا كنت قد قلت فى مداخلتى السابقه :

و لهذا التفرّد الذى كان عليه شاجال فقد قال بيكاسو عنه يوما ما :

"حين يموت "ماتيس"قد يكون شاجال هو المصدر الوحيد الباقى الذى يفهم ما يعنيه اللون حقّا...وصحيح أننى لست شغوفا بالديوك والحمير و عازفى الكمان الطائرين والفلكلور الورسى و المأثور اليهودى ولكننى أرى أن لوحاته فيها حس التصوير الحقيقى , ويبدو لى أنّه لم يأت شخص عنده احساس بالضوء منذ "رنوار" مثل ذلك الاحساس الذى يمتلكه شاجال"

اللذيذ قوى فى الموضوع ان "شاجال" كان ردّه على هذا الكلام هو :

"ياله من عبقرى هذا البيكاسو....انّه من المؤسف حقّا أنّه لا يمارس التصوير - أى الرسم-"

[disappointed]

نماذج أخرى لأعمال شاجال :

باريس

الحفلة الموسيقية

(إستخدمت إدارة دار أوبرا مترو بوليتان هذه اللوحة فى الترويج لإفتتاحها)

ها قد أتت الغيوم

أكروبات

جنّة عدن (الفردوس)

شمس و زهور و عصفور

وقد يتسائل البعض لماذا كل هذا الاهتمام من جانبى بأعمال مارك شاجال رغم أنه ليس مشهور بنفس شهرة سلفادور دالى الذى يقفز اسمه الى الاذهان بمجرّد سماع كلمة السيرياليّة؟؟؟!!!

والاجابة هى :

لأن سلفادور دالى من وجهة نظرى لم يكن سوى أكذوبة دعائية , فاذا كان مارك شاجال عبقريا سيرياليا لم ينتبه الكثيرين اليه فقد أفلح سلفادور دالى فى أن يحيط نفسه بهالة أوهمت الكثيرين أنه كان أكبر عباقرة السيريالية ...وهو الشيئ الغير صحيح والذى سأتحدّث عنه عندما تسنح الظروف للحديث عن السيرياليه بنكهة سلفادور دالى

تم تعديل 5 أغسطس 2004 بواسطة disappointed

[disappointed]

السيرياليه بنكهة سلفادور دالى

ما فيش حد يقدر ينكر طبعا ان سلفادور دالى كان من أبرز فنّانى الحركة السيريالية , لكنه لم يكن الأبرز رغم أنه أفلح فى أن يربط اسمه تلقائيّا بذهن أى شخص عندما يسمع أى شيئ يخص السيريالية , وقد أفلح فى ذلك باتّباعه منهج مدروس فى الدعاية والترويج لنفسه و لأعماله , وباستعماله لأساليب بروباجاندا اعتمدت على تصرّفاته الشاذة و اطواره الغريبة والتى جعلت الناس متشوّقة دائما لتتبّع أخباره

واعتمد دالى على استخدام أسلوب خاص به فى اخراج رموزه فى أعماله , وهو الأسلوب الذى كان يسمّيه "فوتواغرافيا يد سلفادور دالى" , وهو الأسلوب الذى كان يعمد فيه الى تغيير طبيعة الأشياء , كتلك اللوحة التى أطلق عليها اسم :

اصرار الذاكرة

وكما نرى فى هذه اللوحة فقد قام باحالة أجسام الساعات الى مواد مطّاطة و هلاميّة الشكل وأخذ يثنيها يمينا و يسارا.... وقد طوّر هذا الأسلوب فى فترة لاحقة ليجعل الرموز تختلط بالسحب أو بأية مضامين أخرى تماما كما فعل عندما أعاد رسم لوحة اصرار الذاكرة تحت اسم :

تحلّل اصرار الذاكرة

ثم أخذ فى استخدام هذا الأسلوب بافراط كما فعل على سبيل المثال فى لوحته التى أطلق عليها اسم:

انفجار الزمن

ثم فى لوحته المعروفة باسم :

الشاطئ مع ثلاث فاتنات منصهرات

حيث عمد كما ترون فى هذه اللوحة الى تحويل النصف العلوى للنساء الى مايشبه الغازات والبحار بينما سيقان النسوة فى تناسق بصرى واضح

وله لوحة أخرى مشابهة تحت اسم :

النساء الفوّارة (تعرف أيضا بإسم الهلوسة الثلاثيّة)

وأخرى تحت اسم :

شظايا أنثويّة متكوّرة

وللحديث عن سلفادور دالى بقيّة

تم تعديل 5 أغسطس 2004 بواسطة disappointed

[disappointed]

بنظرة سريعة على لوحات سلفادور دالى التى قمت بنشرها (خاصة فيما يتعلّق بخطوطه الواضحة و ألوانه الأكثر وضوحا) فان التساؤل يثور حول ما اذا كانت أعمال سلفادور دالى من وحى لا شعوره حقّا أم أن رموزه كانت من بنات أفكاره التى شكّلها بوعى كامل؟؟؟!!!

واضح من لوحاته أنه حوّل رموزه الى واقع بصرى و بالتالى قلّت فى هذه الأعمال نفحة اللاشعور لاعتماده على الصقل والتقنيّة الفنّية الزائدة فى اتقانها والتى لا تتم الاّ بعقليّة واعية و بــ"حرفنة" محسوبة (وهو بذلك يهدم الأساس التى قامت السيريالية عليه)

ربّما كانت أعمال سلفادور دالى الأولى فى فترة مبكّرة من مسيرته الفنّية نابعة من لا شعوره (وهى بذلك أمثلة حقيقية للسيريالية) ولكنه منذ بداية الأربعينيّان (وبالتحديد منذ 1942) وهو ينتج أعمالا تدهورت النفحة السيريالية فيها حتّى أصبحت فى النهاية لا تخرج عن آثارها البصرية الظاهريّة , وهذه اللوحة الموجودة فى متحف واشنطن الأهلى والمسمّاة "العشاء الأخير" هى أكبر دليل على ذلك :

فكما هو واضح...اللوحة ليست الاّ مسرحا معدّا للخرافة , وهو شيئ غير مستغرب على سلفادور دالى الذى كانت حركاته الشخصيّة المسرحيّة هى أكثر ما يميّز سلوكه معتقدا انه بذلك يخدم القوى الفكريّة التقدّمية بينما فى الواقع لم تكن تخدم سوى القوى الرجعيّة التى كانت ذروة نجاحها فى السخرية ممّا يبدر عن شخص محسوب على القوى التقدّمية كسلفادور دالى

تم تعديل 5 أغسطس 2004 بواسطة disappointed

[disappointed]

نماذج أخرى لأعمال سلفادور دالى:

موطن الفنّان

النوم

اكتشاف أمريكا

اغواء القدّيس أوجسطينيوس

الجنين الجيو-بوليتيكى

المرأة ذات الوجه الزهرى

الأفيال

وهناك العديد من أعماله الأخرى الموجودة تحت يدى و لكنها غير قابلة للنشر نظرا لايمائاتها الجنسيّة الفجّة والصارخة والتى تدور فى مجملها حول الشبق والاستنماء والجنس القذر اللانمطى ومكانها مجلاّت البورنوجرافى الشاذّة وليس جاليريهات الفن و محاورات النقاش المحترم (وأعتقد ان سيجموند فرويد ربّما قد يكون الأسعد بهذه الأعمال)

بالمختصر.....لا أحب سلفادور دالى...والأهم من ذلك...أننى لا أحترم ليس فقط أعماله بل لا أحترم شخصه ....فلا أرى فيه نبل الفنّان بل أرى فيه مقدرة الفنّان على تجسيد نفاية تفكير البشر

تم تعديل 5 أغسطس 2004 بواسطة disappointed

[disappointed]

لكنه لم يكن الأبرز رغم أنه أفلح فى أن يربط اسمه تلقائيّا بذهن أى شخص عندما يسمع أى شيئ يخص السيريالية , وقد أفلح فى ذلك باتّباعه منهج مدروس فى الدعاية والترويج لنفسه و لأعماله , وباستعماله لأساليب بروباجاندا اعتمدت على تصرّفاته الشاذة و اطواره الغريبة والتى جعلت الناس متشوّقة دائما لتتبّع أخباره

وبمناسبة الحديث عن أطواره الغريبة فقد أنتج فيلمين سينمائيين بالاشتراك مع لويس بونويل وهما فيلمى "الكلب الأندلسى" و "القصر الذهبى" ولكن الشرطة الباريسية منعت عرضهما

وفى أوائل الثلاثينات من عمره رحل الى الولايات المتحدة الأمريكية (عام 1940) وعرض لوحاته فى متحف الفن الحديث فى نيويورك فى العام التالى لوصوله لأمريكا ثم نشر فى العام الذى يليه سيرته بقلمه تحت عنوان "حياة سلفادور دالى السرّيه" وهو الكتاب الذى أثار ضجّة كبيرة

ظلت أعمدة الصحف تزخر لأكثر من خمسين عاما بأخبار هذا الرسام غريب الطوار الّذى لقّب بــ"عبقرى الفضائح" بعد ان قال عن نفسه فى احدى الصحف الباريسيّة : "أنا أكبر عبقرى فى زماننا الحالى , وأسوأ رسّام عرفه التاريخ"

ويحكى عنه أنه دعى ذات مرّه الى لندن لالقاء محاضرة فدار حوار بينه وبين الصحفيين الّذين التفّوا حوله فسألوه عن مكان اقامته فى لندن فقال "لا بأس فى أن أقيم فى قصر بلنهايم" فقالوا له :"ولكنه أشهر قصور انجلترا التاريخيّه" فقال لهم :"لا أهمّية لذلك...فأنا أكتفى به...لابأس بالنسبة لى"...فقالوا له :" ولكن دوق مارلبور يقيم فيه طوال السنه"...فرد قائلا: "عموما أنا على استعداد خلال اقامتى فى القصر ان أسمح له باستخدام احدى حجرات الخدم"!!!!!!!

والأغرب كان عندما ذهب لالقاء تلك المحاضرة التى أثارت ضجّة عاصفة...اذ ذهب لالقاء المحاضرة وقد تنكّر فى زى الغوّاصين وأمسك بيده حبلا مشدودا الى كلبين....ثم مالبث أن أغمى عليه على المنصّة فهرع اليه منظّموا المحاضرة وحطّموا جهاز الغوص الذى كاد أن يختنق داخله ببلطة من تلك التى يستخدمها رجال الاطفاء , فلمّا استعاد وعيه قال للجمهور:

"طبعا لم يسمع أحد منكم ماقلته وأنا داخل هذا الجهاز...ولكن على أى حال لم أقل شيئا لأننى ليس لدىّ ما أقوله لكم الليلة , بالاضافة لأننى لا أتقن اللغة الانجليزية"!!!!!!

وكان لسلفادور دالى أفكارا ومبتكرات لا تخطر على بال أحد مثل:

= مقعد وردى اللون على شكل شفتى ممثلة الاغراء الأمريكية "ماى ويست"

=تليفون مصنوع من سرطان البحر

=اسطوانات معطّرة

=أظافر صناعية مصنوعة من المرايا

=أحذية ذات رفّاصات

=نهود زائفة كان يلبسها بحيث تبرز من الخلف فى ظهره

=مرحاض خاص به على شكل كفّين متلاقيين يجلس بينهما

كان فخورا جدا بشاربيه (كان طولهما 25 سنتيمتر) وكان يقول عنهما أنهما جهاز الرادار الذين يلتقط بهما الوحى والالهام

أمّا عن أكثر لوحاته غرابة فقد كانت صورة زوجته "جالا" والتى كانت قبل زواجها منه زوجة الشاعر الرزين "بول ايلوار" - يا لسخرية القدر- , وقد رسمها وقد وضع على كتفها قطعتى كستليته , وقال مبرّرا هذه اللوحه:

"أنا أحب الكستليته , وأحب زوجتى كذلك , ولا أرى ما قد يحول بين أن أجمع بين شيئين أحبّهما فى نفس اللوحه"

!!!!!!!!!!!

!!!!!!!!!!

ولله فى خلقه شئون

[disappointed]

لكنه لم يكن الأبرز

طبعا لم يكن الأبرز.....فعلى المستوى الفنّى يقبع فى ذيل القائمة وراء عظماء الحركة السيريالية من أمثال :

جيورجيو دى شيريكو

بول دلفو

خوان ميرو

بافل تشيليتشيف

أندرى ماسو

مان راى

جين ديبوفيه

جوستاف كليمنت

بيتر بلوم

آرشيل جوركى

شاربونيه

كارلو كارا

ماكس ارنست

ايفى تانجى

ألبرتو جياكوميتى

فرانسيس بيكابيا

كيرت سليجمان

وسأحاول عرض نماذج لأعمال هؤلاء الفنّانين مع التنويه السريع عن خصائص أعمال كل منهم

[disappointed]

لكنه لم يكن الأبرز

طبعا لم يكن الأبرز.....فعلى المستوى الفنّى يقبع فى ذيل القائمة وراء عظماء الحركة السيريالية من أمثال :

جيورجيو دى شيريكو

فنّان ايطالى ولد فى اليونان

أسس أعماله على القيم المعماريّة (فأكثر من اظهار القبوات والمنحنيات المتكرّرة فى المنظور , والأعمدة , والجدران...ولكنّه كان يرسمها دائما خاوية أو مهجورة)

كان العالم الذى يبرزه فى لوحاته عالما غامضا مليئا بالسحر و يعطى الانطباع باللانهائية...كما كان له أنواع كثيرة من الايقاع فى لوحاته حيث كان "حرّيف" فى اللعب بالاتجاهات داخل العنصر و فى تنظيم مجموعة العناصر فى الفراغ ( يعنى ميل العناصر فوق بعضها البعض و مسارها بالنسبة لرأسية و أفقيّة اللوحة)...كما ان هناك عنصر درامى دائم فى لوحاته (وأشهر مثال على هذه الدرامية هى لوحته "هياج الرحيل"

Melancholy التى لم أستطع التحصّل عليها للأسف - همّتك بقى يا وايت هارت- والتى تبرز العديد من الأحداث فى نفس الوقت..ففى أسفل اللوحة صورة محددة ببرواز داخلها خريطة لبعض الجزر مبيّن فوقها بالنقط خطوط سير السفن , وفى أعلى اللوحة الى اليمين مجموعة أشكال هندسيّة - زوايا , مثلّثات , اسطوانات...الخ الخ الخ تتمّم بعضها بعضا بحيث تظهر الأشكال الاسطوانية لتوحى ببعض أجزاء السفن بينما توحى المثلّثات بأشكال الأعلام....الخ الخ , وفى الخلفيّة ما يشبه المنارة

مزج دى شيريكو بين السيريالية والتكعيبية فكان له لونه المميّز الذى جعل بيكاسو معجبا به للغاية

وهذا نموذج لأحد أعماله و الذى أعطى له اسم :

الرحلة اللانهائيّة

تم تعديل 7 أغسطس 2004 بواسطة disappointed

[disappointed]

بول دلفو

بول دلفو هو أحد أشهر السيرياليين المؤسسين لحركة الرومانتيكية الجديدة , وكان الكثير من أعماله يدور حول المرأة التى كان يرسمها فى كثير من الأحيان ونصفها السفلى فى صورة جذع شجرة نابتة من الأرض بينما نصفها العلوى عار تماما وبنسب واضحة وتفاصيل مثيرة ووجوه معبّرة (لا تصلح هذه اللوحات للنشر العلنى فى المنتدى)

وفى لوحته "فسحة اليوم" رسم تلك المرأة بجوار ما يشبه المقبرة وفوقها مرآة بيضاوية تعكس تفاصيل نصف جسدها العلوى بينما يظهر فى خلفية اللوحة جدار جانبى طويل ينتهى بأعمدة غير مسقوفة مع رجل على جانب اللوحة الأيمن وامرأة تهرول اليه من على جانب اللوحة الأيسر (لا تصلح أيضا للنشر) , والرموز بهذه اللوحة غنيّة للغاية , فالمرأة التى تخرج من الأرض ونصفها السفلى كجذع شجرة ترمز الى أن الأرض هى منبع الانسان و مثواه الأخير فى نفس الوقت , أمّا المرآة التى تعكس صورة ثدى المرأة فترمز الى الخصب واستمرارية الحياة , والرجل والمرأة التى تهرول اليه فى جانبى اللوحة يرمزان الى الحكمة الأبديّة فى صلة آدم بحوّاء , والجو المحيط الشبيه بالمقابر يرمز الى حقيقة الاندثار المرّة التى لا مفر منها , بينما الأعمدة الغير مسقوفة ترمز الى ما قد يبنيه الانسان فى حياته قبل رحيله عن الدنيا

وقد كرّر نفس الاسقاطات فى لوحة أخرى اسمها "فينيس نائمة" (لا تصلح هى الأخرى للنشر) وتظهر فيها"فينيس" الهة الجمال الاغريقية وهى مضجعة على سرير و تحتها قطيفة حمراء وحولها رموز مختلفة , ففى جانب اللوحة الأيمن امرأة عارية تشير بيدها اليسرى نحو السماء , بينما فى الجانب الأيسر امراة بكامل ملابسها و على رأسها قبّعة ملفتة للنظر ولكنّها تشير بيديها الى ما يفيد الاحساس بالحيرة و أمامها هيكل عظمى مرسوم فى وضع مطابق تماما للوضع الذى تتخذه المرأة العارية فى الجانب الآخر من اللوحة , بينما فى الخلفية نساء عاريات ترفعن أيديهن نحو السماء وتحيط بهن مناظر لمعابد يونانية وجبال و سماء يظهر فيها هلال.....وهو بكل ذلك يرمز الى أسطورة الانسان الذى ابتدع فكرة فينيس الهة الجمال و ماهى الاّ أسطورة حيث ان الهيكل العظمى يرمز الى الفناء الحتمى و حيرة الفتاة المرتدية لملابسها ترمز الى الوجود , أما ولولة النساء فى خلفية اللوحة فترمز الى قلق الانسان الدائم ازاء الانتهاء و الانسحاب من الوجود

من ناحية أخرى...تميّزت الكثير من لوحاته بالشاعرية المغلّفة بمسحة من الكآبة و الاحساس بالوحشة , كتلك اللوحة المعروفة باسم :

قطار آخر الليل

تم تعديل 7 أغسطس 2004 بواسطة disappointed

[disappointed]

السيريالية بنكهة خوان ( أو جوان) ميرو

كما ذكرت سابقا فقد عمد السيرياليين (باعتبار حركتهم امتدادا لحركة الدادية) الى مهاجمة البرجوازية ممثلة فى النظم الحاكمة , وكان السيرياليين يعتبرون أى زميل لهم بطلا اذا ما قامت الشرطة الباريسيّة باحتجازه عندما يقوم بسب رجال الشرطة أو عندما يقوم بالهتاف بسقوط فرنسا فى ميدان عام....الخ الخ الخ

ولكن ذلك الفنّان الكتالونى (وهو ماجعل اسمه ينطق خوان أحيانا و جوان أحيانا أخرى نظرا لنطقه باللغة الأسبانية أحيانا) فعل شيئا غريبا , اذ هتف ميرو بسقوط البحر الأبيض فى ميدان عام !!!!!!!! ولم يتم احتجازه من قبل الشرطة لهذا التصرّف بالطبع , و عندما سأله رفاقه عن مغزى هذا التصرّف قال أنه قصد أن يهتف بسقوط الحضارتين الرومانية و الاغريقية النابعتين من حوض البحر الأبيض باعتبار أنهما كانتا نواة الحضارة الغربية التى يلومونها على اشعال الحروب العالمية , وبذلك فقد قصد ان يهتف بسقوط مثل العالم الغربى و بسقوط أسلوب الحياة فى العالم الغربى!!!!

ويأخذ الكثير من النقّاد على "ميرو" تحفّظه الشديد من ناحية اصراره على عدم التغيير أو التجديد بالنسبة لمواضيع لوحاته والألوان المستخدمة بها او الأسلوب الفنّى والرموز والخامات المستخدمة , فقد كان ميرو يميل الى تجميد أسلوبه الفنّى فى اطار لم يقم بتغييره , فاذا وضعت لوحاته مع لوحات بيكاسو فى معرض واحد لاكتشفت أن هناك دائما عنصر المفاجئة والتغيير فى لوحات بيكاسو بينما لا تجد تغييرا يذكر فى لوحات ميرو....وهو الشيئ الذى جعل بيكاسو يقول عن ميرو أنه لو عرفه أحدهم و قابله كل يوم لعامين متتاليين فلن يعرف عنه أكثر مما قد يعرفه من أول يوم قابله فيه

ورغم ذلك....فقد كان لــ"ميرو" مكانة متميّزة للغاية اذ شفع له أسلوبه الفنّى المتميّز و كمال أعماله أمام النقّاد فغضّوا الطرف فى كثير من الأحيان عن رفضه المتكرّر للتغيير والتطوير فى أسلوبه

الأرضيّات عند "ميرو" كانت على الدوام معدّة بألوان متدرّجة و تحمل ومضات ضوئيّة فى طيّاتها مع ظلال فى بعض جوانبها , وكان لا يلجأ الى استخدام الرماديّات أو الأسود والأبيض....فالأضواء والظلال عنده كانا دائما من طبيعة النسيج اللونى لأرضيّاته , فكان يستخدم البرتقاليّات والأصفرات والدرجات المحمرّة ليوحى بالأضواء , بينما كان يستخدم البنفسجيّات و الأزرقات والبنّيات ليوحى بالظلال

أشكال ميرو تجريدية أو رمزية (تشبه أحيان رسوم الأطفال) , وكانت رموزه توحى بعدّة ايحاءات , فقد ترى رمز له فتأوّله على أنه عصفور بينما يراه آخر آدميّا بينما يراه ثالثا سمكة مما فتح الباب أمام العديد من التأويلات لأعماله وجعلها حافلة بالغموض الذى هو فى حد ذاته أحد سمات السيريالية

رموز ميرو المرتبطة بالانسان كان يظهرها محرّفة ومغالى فى تفاصيلها ونسبها بصورة ملفتة للنظر كأن يرسم الرأس أو اليد فى حجم كبير وغير متناسق مع الجسم (كما يفعل الأطفال) ليقصد بذلك شيئا معيّنا يريد ان يقوله فى لوحته

للتبسيط و التوضيح هذه هى بعض أعمال ميرو لابراز تلك الخطوط العريضة لأسلوبه :

الناس والكلب تحت الشمس

صور مقلوبة

هبّة الريح على الثور الهائج

السماء

الصيّاد (منظر كتالونى)

احتفال طفيليين فى بلاط الملكة

حائط القمر (القمر الأخضر)

(تم تكبيرها ووضعها على واجهة من القيشانى أمام اليونيسيف)

ثلاث نساء ثرثارات

تم تعديل 7 أغسطس 2004 بواسطة disappointed

[disappointed]

السيرياليّة بنكهات أخرى

ماكس ارنست

مرحبا أيها الثورة الصناعية

الرعب قادم من المستقبل

آرشيل جوركى

ماء الزهور

فرانسيس بيكابيا

ضوء الشمس على جدول مهجور

ايف تانجى

الطائر الذبيح

جين ديبوفيه

Calipette

مسرح الذاكرة

عازفى الجاز

تم تعديل 7 أغسطس 2004 بواسطة disappointed

[White heart]

امثله أخرى من أعمال الفنان "جيورجيو دى شيريكو " الرسام و الكاتب الأيطالى (1888 - 1978)

الملهمون المقلقون

الاكتئاب و لغز الشارع

[disappointed]

بعد الحديث عن التكعيبية و عن السيريالية فان هناك حركة فنية ارتبطت بهما ارتباطا وثيقا وهى :

حركة المستقبليّة

وهو ما سيتم القاء الضوء عليه فى المداخلات التالية

ابقوا معنا

(اوعى ايدك والريموت كونترول)

[disappointed]

حركة المستقبلية

بينما كانت التكعيبية منشغلة بعمليّات تحليلية و تركيبية فى بناء الصور فى باريس كانت هناك موجة شديدة موازية لها و مستفيدة من خطوطها العريضة فى روما (وان كانت تركّز على عامل الحركيّة فى الأعمال التشكيلية)... وكانت هذه هى الحركة المستقبلية التى تبلورت على أيدى أمبرتو بوكشيونى , لويجى روسلو , جينو سيفرينى , جياكومو بالا , كارلو كارا , و الى حد ما مارسل دوشامب

واذا كانت التكعيبية بنظامها التحليلى البنائى (ذو البعدين و ذى الثلاثة أبعاد) قد ركّزت على الجانب المعمارى و الهندسى فى بناء أعمال الفن التشكيلى الاّ ان المستقبليّة رأت أن ذلك لا يكفى فى عصر ديناميكى مليئ بالحركة والايقاع السريع وتطغى فيه الآلة على حياة الانسان.... ولهذا رأت المستقبلية فى التكعيبية اتّجاها استاتيكيّا راكدا بينما كان هدفها هى تشكيل صبغة ديناميكيّة مليئة بالحركيّة للفن التشكيلى للتعبير عن روح العصر "المميكنة" ان جاز لى اطلاق هذا الوصف.

وفى خلال الفترة من 1910 الى 1920 كانت النزعة القومية الفاشية الايطالية فى ازدياد بقيادة "الدوتشى موسولينى" , وقد انعكست هذه النزعة الفاشية على الحركة الفنية المستقبلية التى كانت تنادى بمستقبل أفضل و بالغاء عامل الزمن

ورغم أن الحركة المستقبلية لم تعش طويلا الآ أنها أسهمت بشكل كبير فى اثراء الحركة الفنّية الحديثة , خاصة بعد اصدار روّاد هذه الحركة لمانيفستو المستقبلية فى 1910 والذى يعد وثيقة فلسفسة فى الأساس تضمّنت فى ثناياها مضمون الحركة المستقبليّة , وسيكون هذا المانيفستو هو محور الحديث القادم

[disappointed]

وسيكون هذا المانيفستو هو محور الحديث القادم

مانيفستو الحركة المستقبليّة

وضع أمبرتو بوكشيونى هذا المانيفستو فى فبراير 1910 ثم أعلنه فى مارس من نفس العام أمام حشد كبير من المهتمّين بالفن التشكيلى فى تياترو "شيريلاّ" فى مدينة تورينو الايطالية , ثم أتبع ذلك بمعرض لتقنيّات التصوير فى الحركة المستقبليّة فى أبريل من نفس العام , ثم بعد عامين نظّم المستقبليّون أول معرض جامع لأعمالهم (وكان ذلك فى باريس أولا ثم قاموا بنقله الى لندن ثم الى برلين) , ثم بعد ذلك بعامين آخرين وفى 1914 أصدر بوكشيونى كتابا يوضّح فيه أفكاره و يبلور مفاهيمه

وبعد اندلاع الحرب العالمية الأولى تشتت جمع الفنّانين المستقبليين خاصّة بعد مصرع بوكشيونى الذى كان بمثابة دينامو الحركة المستقبلية متأثّرا بجراحه بعد قصف مركّز تعرّضت له البناية التى كان بها مرسمه فى 1916 , فلم تستطع الحركة اعادة تشكيل نفسها , فتحوّل "سيفرينى" الى التكعيبية , بينما وقع كارلو كارا تحت تأثير التعبيرات الميتافيزيقية التى كان شيؤيكو دى تشريكو يحمل لوائها , فى نفس الوقت الذى تحوّل فيه "بالا" الى الممارسات الأكاديمية البحتة , بينما فقد "روسلو" اهتمامه بالتصوير وهو الذى كان فى الأساس ملحّنا موسيقيّا لما يعرف بالموسيقى المستقبليّة أو الموسيقى التوحّشية (Bruitism)

نص مانيفستو الحركة المستقبليّة :

لقد أصبحت الحاجة الملحّة الى الحقيقة متنامية , وهى تلك الحقيقة التى لايمكن لنا كفنّانين ان نصل اليها بنوع الممارسات التصويرية الحالية أو السابقة عن الشكل و اللون , فكل الأشياء تجرى و تتحرّك و تتغيّر بسرعة , وهذه الديناميكية العالميّة هى التى يجب على الفنّان أن يحاول تمثيلها , فالفراغ لم يعد سوى جوّا تتحرّك من خلاله الأجسام , والكون نفسه متحرّك متلألئ , والظلال مضيئة مشتعلة , وعلى ذلك نعلن ما يلى :

1- أن كل أشكال التقليد يجب أن تقابل بازدراء , أمّا الأشكال ذات الأصالة فيجب الاهتمام بها

2- يجب علينا أن نثور على عبارات التوافق و الذوق الحسن , فهذه المصطلحات المطّاطة غير المحدّدة من السهل أن تنتهى بهدم أعمال رمبرانت و جويا و رودان

3- أن النقد الفنّى أصبح بلا فائدة , بل أصبح حجر عثرة

4- يجب القضاء التام على الموضوعات المعتادة فى الفن واستبدالها بموضوعات تتصل بصميم الحياة المعاصرة , حياة الحدي , حياة المكائن , و السرعة الخارقة

5- أن لقب المجانين الذى ينعت به المجتمع المبدعين و يصمهم به ينبغى اعتباره من الآن فصاعدا شعار فخر و نبل و شرف

6- أن المكمّلات فى التصوير ضرورة ملحّة شأنها فى ذلك شأن الأداء الحرفى فى الشعر و التعدّد الصوتى "الـــ بولى فونى" فى الموسيقى

7- أن الديناميكية العالمية يجب أن تظهر فى التصوير

8- أن الحركة و الضوء تتحطّم معهما مادّية الأجسام

ولعل أهم ما نلاحظه فى مبادئ هذا المانيفستو العناية الأوّلية بجوهر الحياة الحديثة المعاصرة (الحركة , السرعة , حمّى الحماس , الخ الخ الخ ) , وصحيح أن الاهتمام بعامل النسق السريع لايقاع الحياة قد بدأ مع الفنّانين التأثيريين (كما سأحاول أن أبيّن ذلك اذا كتب لسلسلة هذه المقالات الاكتمال حتّى نصل الى الحركة التأثيرية) , ولكن التأثيريين لم ينجحوا فى تمثيل عامل الحركة داخل الأشكال الاستاتيكية الراكدة فى مجالى التصوير والنحت , أمّا حل الحركة المستقبليّة فى هذا الصدد فاننى أراه ساذجا نوعا ما , فقد كانوا يقولون أن الحصان الجامح ليس له أربعة أرجل فحسب بل له عشرون , فقد كانت الحركة المستقبليّة حركة مثلّثة ولهذا كانوا يصوّرون الخيل والكلاب و الآدميين بأطراف متعدّدة و بترتيب اشعاعى , بينما مثّلوا اللون كايقاع منشورى , وفى الموسيقى مثّلوا الصوت على أنّه أمواج متعاقبة , أمّا الجوانب المتعدّدة للرؤية فجمعوها فى عمليّة واحدة فى ترجمتها وفى اتّجاه متواز , و أشهر مثال على هذه التقنيّة الفنّية هو لوحة دوشامب المعروفة باسم "امرأة تنزل الدرج" والتى لم يصوّر فيها امرأة تخطو بقدمها على السلّم وانّما تخيّلها كمجموعة لقطات متتالية و كأنها فى شريط سينمائى أو فيديو كليب , وصوّرها بعضها فوق البعض الآخر , فكانت حقيقة الصورة الكلّية بالنسبة الى دوشامب هى مجموع حركات المرأة على السلّم و ليست احدى حركاتها فقط (قمت بنشر هذه اللوحة سابقا وهذه هى اللوحة مرّة أخرى)

وسأحاول فى المداخلات القادمة قدر الاستطاعة عرض نماذج لأعمال الفنانين المستقبليين لتوضيح مضمون و اسلوب الحركة أكثر

تم تعديل 7 أغسطس 2004 بواسطة disappointed

[disappointed]

من أقوال دوشامب المعبّرة عن فكره فى الفن التشكيلى:

"اننى لا أصوّر الطبيعة الصامتة , ولكننى أصوّر رؤيتى لها والتى تشعرنى بأننى أحطّم سلاسل الطبيعة التى تريد استعباد عقلى و خيالى"

[disappointed]

وسأحاول فى المداخلات القادمة قدر الاستطاعة عرض نماذج لأعمال الفنانين المستقبليين لتوضيح مضمون و اسلوب الحركة أكثر

برغم أن المستقبليّة لم تعش طويلا الاّ انها أسهمت فى اثراء الحركة الحديثة للفن بمجمله وليس فقط الفن التشكيلى بدليل أن الهدف الرئيسى للحركة المستقبلية من حيث مفهوم تمثيل الحركة قد ابتلعته السينما

وتكمن أهمّية المستقبليّة فى تمكّنها من ايجاد شكل متناسب مع طبيعة العصر الحديث وتنمية الاحساس بتداعياته عن طريق اهتمامها بعناصر معيّنة كالمكائن و السرعة

وهاهى بعض الأمثلة على هذا الأسلوب المستقبلى فى التعامل مع مفهوم السرعة و الحركة فى مجال الفن :

= المدينة تبعث مرّة أخرى لــ"بوكشيونى"

وقد عبّر عن مفهوم المستقبليّة فى أعمال نحت أيضا ,فتمثال "بوكشيونى" المعروف باسم "أشكال فريدة للاستمرارية فى الفراغ" والمصنوع من البرونز كان له دفعة و طاقة ديناميكية تربطه بنحت الباروك , بينما كان نحت الباروك ينمو فى هذا التمثال من داخل ذاته , فبدت قطعة نحت "بوكشيونى" هذه كأنها تطلق نفسها فى الفراغ وهى تتقمّص الميزات التشكيلية للطائرة

وهذه صورة لهذا التمثال :

=السيّارة والضوضاء و عازف الكمان و فتاة تجرى بمحاذاة القضبان للفنّان "بالا" وان كان أشهر أعماله المعبّرة عن رؤية الحركة المستقبليّة لمفهوم الحركة و السرعة فى الفن التشكيلى هو لوحته :

كلب فوق السلسلة

= ما أخبرته لى عربة الطريق للفنّان "كارا" وان كانت اللوحة الأشهر له هى :

ديناميكيّة راكب الدرّاجه

= هيروغليفيّة ديناميكية فى مرقص البالتابران للفنّان "سيفرينى" وان كانت أشهر أعماله هى لوحة "القطار المسلّح"

و يبدو أن مصرع بوكشيونى كان هو حجر الزاوية فى انتهاء هذه الحركة حيث كان الأكثر قدرة على أن ينمو بالحركة فى اتّجاه أن تصبح وحدة فنّية جديدة و راسخة , ولكن باقى المستقبليين الّذين خلفوه (باستثناء جياكومو بالاّ)غرقوا نوعا ما فى الواقعيّة والأكاديمية , وهو شيئ يمكن تفهّمه اذا ما نظرنا الى المستقبليّة على أنها كانت فى الأساس مدرسة رمزيّة حاولت تصوير نزعات فكريّة فى صورة علاقات تشكيليّة , ولكن الفن الّذى يراد له أن يعيش لا بد له أن يبدأ أوّلا بالمشاعر ثم ينتقل الى المادّة (وليس العكس كما فعل المستقبليون) , كما يجب على هذا الفن ألاّ يكتسب قيمته الرمزيّة الاّ من خلال المشاعر وليس المادة التى تجعل من هذه القيمة الرمزية آتية بطريقة عابرة

وهذا النقد للمستقبليّين يمكن توجيهه أيضا الى من كانوا خارج نطاق الحركة المستقبليّة مثل "ديولنى" و "بيكابيا" و "لاريونوف" , فعلى سبيل المثال كان "بيكابيا" يرسم لوحاته بأسلوب يصعب عزله عن النزعة المستقبليّة , فلوحة "بيكابيا" المعروفة باسم "موكب فى أشبيلية" لها صيغة موازية لها تماما فى لوحة "كارا" المعروفة باسم "جنازة فنّان فوضوى".....أمّا لوحة "دوشامب" المعروفة باسم "امرأة تنزل السلّم" والتى سبق ان أشرت اليها فقد كان لها ما يوازيها فى لوحة "بالا" المعروفة باسم "كلب فوق السلسلة"

وبصورة عامة....فان طرف النقيض للمستقبليّة كان هو الحركة التعبيريّة ....و هو ما سأحاول التطرّق اليه لاحقا

تم تعديل 7 أغسطس 2004 بواسطة disappointed

[disappointed]

وبصورة عامة....فان طرف النقيض للمستقبليّة كان هو الحركة التعبيريّة ....و هو ما سأحاول التطرّق اليه لاحقا

التعبيريّه :

التعبيريّه تعنى الافصاح عن قيمة فنّية يحس بها الفنان ويريد من خلالها نقل مشاعره الى الآخرين عن طريق لغة الأشكال والألوان و الأحجام والأضواء والظلال , وبذلك تكون التعبيرية هى عملية انتقال لشحنة الفنان الداخلية الى الآخرين الذين ربّما يتأثرون بها

ممكن حد طبعا يقول لى : طب ما هو يا عم محبط كل الأعمال الفنية ممكن اعتبارها وسيلة تعبير لو بصّينا ليها من زاوية تكامل هذه الأعمال

أقول أنا : على عينى وراسى.....لكن اللى يخلّينا ننسب الكلام بتاعى ده أكثر للمدرسة التعبيرية هو بعض الخصائص والمميّزات المؤكّدة بها التى تتوافر بها أكثر مما توافر فى أعمال المدارس الأخرى

بمعنى آخر :

اذا كانت المدرسة التأثيرية على سبيل المثال عبارة عن انطباع لأثر الضوء وتوهّجه على الأعين فان المدرسة التعبيرية هى عبارة عن تفجير الانفعالات والرموز والقوالب التى يمكن للمتلقّى ادراكها من خلال هذا الضوء

والحقيقه ان اللى مهّد للتعبيريه كان فنّان محسوب على المدرسة التأثيريه... وقصدى طبعا "فان جوخ".....و يظهر هذا فى تصويره لوجهه الشخصى عدة مرّات , وفى تصويره لساعى البريد , والانسان عند استيقاظه من النوم , وحتى زوج الأحذية الموحل بعد العودة من الخارج فى يوم شتوى ممطر.......وكلّها لوحات تنم عن قيم تعبيرية واضحة

حتّى المدرسة "الوحشيّة"كانت من المدارس التى مهّدت لظهور التعبيرية باعتمادها الألوان الصارخة وتلقائية التعبير و طلاقته دون الالتزام بالقيود الأكاديمية المسبقة

واذا كانت التكعيبية اهتمت بالبناء المعمارى والهندسى للأشياء للتعبير عنها , واذا كانت السيريالية اهتمّت بكوامن اللاشعور عند الفنان للتعبير عمّا بداخله, واذا كانت المستقبلية اهتمّت بايجاد مدخل مغاير للافصاح عن الواقع البصرى والتعبير...فان التعبيرية جائت لتخرج الينا وصف "التعبير" بمعناه العام والمجمل

ولهذا كان هناك مدارس تحتيّة كأساليب مختلفة للمدرسة التعبيرية , فهناك التعبيرية الساذجه , والتعبيرية البصرية , والتعبيرية الرمزية أو التجريدية

ودعونى أبدأ بالحديث عن التعبيرية الساذجة

[disappointed]

التعبيرية الساذجة :

وتعنى افصاح الفنان عن مشاعره بلغة تلقائية فطرية تصل الى حد السذاجه , وبذلك فهى امتداد طبيعى لرسومات الأطفال ولكن بمهارة و دقّة و حرفيّة أكثر لتنتمى بذلك هذه اللوحات الى عالم الكبار لا الى عالم الصغار

و دعونا نأخذ أعمال هنرى روسو كمثال عن هذه الحركة كونه كان أبرز قادتها

هنرى روسو كان موظف جمرك , وكان يقوم بتسلية نفسه فى أوقات فراغه برسم بعض المناظر الطبيعية , ثم أخذه الحماس ليسترسل فى هوايته فى أيّام الآحاد من كل كل أسبوع , حتّى لقّبه النقاد هو و من معه من فنانى حركة التعبيرية الساذجة بــ "فنانى أيام الآحاد الهواة"

لوحات روسو كانت ضخمه , و أكثر من التعبير فيها عن الغابات المورقة والأشجار الباسقة فى لوحات من النوع المتعدد التفاصيل ذى البعدين الذى لايهتم فيه الفنان بالبعد الثالث بقدر اهتمامه بالملمس وعمليات التسطيح التى تظهر التفاصيل بوضوح , مستخدما فى ذلك ألوان بسيطة و ليست من النوع المعقد الذى يحتاج الى خلط كثير من الألوان لاستخراج درجة معينة من اللون ذات دلالة خاصة أو مميزة للفنان , فالألوان عند روسو تكاد تكون غير مخلوطة , فهى من النوع الخالص , والأخضر الزرعى على سبيل المثال عند روسو هو أخضر الباليتة (وان كانت تظهر له درجات) ولكنه ليس ذلك الأخضر المليئ بتجربة الفنان العميقة الذى خبر اللون و طوّعه لارادته.... وهذه اللوحة أفضل مثال على هذه الأوصاف لأعماله ... وقد أطلق عليها اسم :

وقت الربيع فى الوادى

كما كان روسو يكثر من رسم الحيوانات التى تطل من خلال المناظر الطبيعية , وان كانت الأوجه والأجسام ذات شكل تعبيرى ساذج و مسطّح , كهذه اللوحة بعنوان :

الثعبان المختبئ

وهذه اللوحة بعنوان :

نمر فى عاصفة الغابة الاستوائية

وله لوحة (لم أستطع انزالها للأسف) تسمّى "الحرب" قام فيها بتصوير حصان جامح يملأ اللوحة , وجعل كل أعضائه ممتدة بما يوازى عرض اللوحة بحيث يتجه الذيل الى أقصى اليسار بينما تمتد الرأس الى أقصى اليمين , والفارسة التى تمتطى الحصان بردائها الأبيض وفى يدها اليمنى سيف مرفوع الى السماء وفى يدها اليسرى شعلة نار, بينما تظهر الضحايا وهى تملأ الأرض والغربان السوداء تأكلها مع أشجار قاحلة و سحب حمراء فى الخلفية...... وهى بالطبع طريقة تعبير ساذجة عن قصص البطولات الشعبية الخارقه كعنتر و شمشون و الزير سالم...الخ الخ الخ...فجائت اللوحة كأحد أشكال التعبير التلقائية والساذجة على هول الحرب و مصائبها وتجلّى البطولة فيها

وللحديث بقية

تم تعديل 7 أغسطس 2004 بواسطة disappointed

[White heart]

له لوحة (لم أستطع انزالها للأسف) تسمّى "الحرب" قام فيها بتصوير حصان جامح يملأ اللوحة , وجعل كل أعضائه ممتدة بما يوازى عرض اللوحة بحيث يتجه الذيل الى أقصى اليسار بينما تمتد الرأس الى أقصى اليمين , والفارسة التى تمتطى الحصان بردائها الأبيض وفى يدها اليمنى سيف مرفوع الى السماء وفى يدها اليسرى شعلة نار, بينما تظهر الضحايا وهى تملأ الأرض والغربان السوداء تأكلها مع أشجار قاحلة و سحب حمراء فى الخلفية...... وهى بالطبع طريقة تعبير ساذجة عن قصص البطولات الشعبية الخارقه كعنتر و شمشون و الزير سالم...الخ الخ الخ...فجائت اللوحة كأحد أشكال التعبير التلقائية والساذجة على هول الحرب و مصائبها وتجلّى البطولة فيها

انا اكرر اعجابى لمجهودك المدهش سواء فى هذا الموضوع الدسم و الممتع أو غيره من الموضوعات ...