اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

شيخ الأزهر يوقف عضو لجنة الفتوي لإرضاء السفير الأمريكي


ggamal

Recommended Posts

شيخ الأزهر يوقف عضو لجنة الفتوي لإرضاء السفير الأمريكي !

أعلن شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي أن الفتوى التي أصدرها مسئول بالمشيخة بعدم شرعية مجلس الحكم الانتقالي العراقي، والتي حرمت التعامل معه "لا تمثل الأزهر"، كما رأى أن علماء العراق هم الأقدر على الإدلاء برأيهم في هذه القضية.

وقال مصدر قريب من الأزهر لوكالة الأنباء الفرنسية: إن الشيخ نبوي محمد العش عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف أُوقف الخميس 28-8-2003 عن العمل، بعد أن أصدر فتوى نشرت الإثنين 25-8-2003 والثلاثاء 26-8-2003 الماضيين بـ"عدم شرعية" مجلس الحكم العراقي، وحرم على الدول العربية والإسلامية التعامل معه باعتبار أنه فُرض على العراقيين من قبل سلطات الاحتلال الأمريكية، إلا أن الأزهر نفى حدوث ذلك الإيقاف في وقت لاحق.

وأكد الشيخ طنطاوي في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية ونقلتها الوكالة الفرنسية أن "الفتوى التي صدرت من أحد أعضاء لجنة الفتوى بالأزهر لا تمثل الأزهر"، مشددا على أنه "ليس من حق أي عالم مصري أن يتحدث في شأن أي دولة".

وقال: "إنني شيخ الأزهر لمصر، ولا يصح أن أزايد على شيوخ العراق وأصدر فتاوى خاصة بهم"، مضيفا: "من الأولى للعلماء العراقيين أن يقولوا رأيهم في هذا الشأن فهم أدرى وأعلم بأمورهم منا".

من جانبه قال الشيخ سيد وفا أبو عجور الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية والمشرف العام على لجنة الفتوى بالأزهر في تصريح نشرته صحيفة الحياة اللندنية الخميس 28-8-2003: إنه "ليس من حق الشيخ نبوي العش الإفتاء في الأمور السياسية، وإن وظيفته الإفتاء بالحلال والحرام في الأمور التي تخص العلاقات الاجتماعية بين المسلمين، وليس في الأمور السياسية".

وكان شيخ الأزهر قد استقبل الأربعاء 27-8-2003 في مقر مشيخة الأزهر السفير الأمريكي بالقاهرة ديفيد وولش وذلك في أعقاب نشر فتوى الشيخ نبوي العش.

وقالت صحيفة الحياة اللندنية في عددها الصادر الخميس: إن وولش عبر في اللقاء عن استغرابه صدور الفتوى في هذا التوقيت، واعتبر أنها "تضر بمصلحة العراقيين الذين يحتاجون إلى الدعم من الجميع"، مشددا على أن واشنطن تعتبر مجلس الحكم "جهة شرعية وعلى الجميع أن يدعموه".

وذكرت "الحياة" أن شيخ الأزهر أوصى الولايات المتحدة في مؤتمر صحفي مشترك عقده بعد اللقاء بالعمل لنقل السلطة إلى العراقيين في أسرع وقت "حتى يتسنى للشعب العراقي إدارة شؤونه بنفسه، وأن يتم هذا الأمر بطريقة متوازية بين العراقيين السنة والشيعة والأكراد والتركمان".

ووصف طنطاوي العلاقة بين كل هذه الطوائف بأنها "بالغة الحساسية أكثر مما يتخيله الأمريكيون"، مؤكداً ضرورة "أن تعمل الإدارة الأمريكية على إفهام العراقيين بأنها غير طامعة في نفط العراق، ولا في أمواله، وأنها لم تأتِ لاحتلال العراق، وإنما لتخليصه من الظلم وإعادة الأمور إلى نصابها".

رابط هذا التعليق
شارك

"ليس من حق الشيخ نبوي العش الإفتاء في الأمور السياسية، وإن وظيفته الإفتاء بالحلال والحرام في الأمور التي تخص العلاقات الاجتماعية بين المسلمين، وليس في الأمور السياسية".

انا مش عارفه هل يصح ان نطلق على هذا الكلام كلام فارغ ام لا يصح !! انا رايى الشخصى انه كلام فارغ ..

ولكن باعادة النظر فى امر بعض شيوخنا المستانسين الذين يصدرون الفتاوى حسب التسهايل ارى انه ليس من المستغرب منهم اصدار مثل هذه الفتاوى !!

"أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونٌَ"

صدق الله العظيم

-----------------------------------

قال الصمت:

الحقائق الأكيده لا تحتاج إلى البلاغه

الحصان العائد بعد مصرع فارسه

يقول لنا كل شئ

دون أن يقول أى شئ

tiptoe.gif

مريد البرغوثى

رابط هذا التعليق
شارك

"ليس من حق الشيخ نبوي العش الإفتاء في الأمور السياسية، وإن وظيفته الإفتاء بالحلال والحرام في الأمور التي تخص العلاقات الاجتماعية بين المسلمين، وليس في الأمور السياسية".

انا مش عارفه هل يصح ان نطلق على هذا الكلام كلام فارغ ام لا يصح !! انا رايى الشخصى انه كلام فارغ ..

!!

رحم الله العالمة باشا ... !!!!

كلمات حق وصيحة فى واد .. إن ذهبت اليوم مع الريح ، فقد تذهب غدا بالأوتاد ..

ليس كل من مسك المزمار زمار .. وليس كل من يستمع لتصريحات الحكومة الوردية ..حمار

ويا خسارة يامصر .. بأحبك حب يعصر القلب عصر

رابط هذا التعليق
شارك

"إنني شيخ الأزهر لمصر، ولا يصح أن أزايد على شيوخ العراق وأصدر فتاوى خاصة بهم"، مضيفا: "من الأولى للعلماء العراقيين أن يقولوا رأيهم في هذا الشأن فهم أدرى وأعلم بأمورهم منا".

كلام سليم و منطقى و لا غبار عليه من وجهة نظرى...

"ليس من حق الشيخ نبوي العش الإفتاء في الأمور السياسية، وإن وظيفته الإفتاء بالحلال والحرام في الأمور التي تخص العلاقات الاجتماعية بين المسلمين، وليس في الأمور السياسية".

من وجهة نظرى هو دة عين العقل ... و هو دة الطبيعى،

لا أعلم لماذا أتذكر دائما "قدس الأقداس" عند الفراعنة فى كل مرة أرى أمثلة تدخل رجال الدين فى الأمور السياسية، فمن ضمن ما كان الكهنة يقوموا بعمله من داخلة بعض الأمور و الأصوات ليدخلوا نوع من أنواع الرهبه فى داخل نفوس الشعب الماثل أمام المعبد و الذى بالطبع كان لا يحق لهم الدخول الى "قدس الأقداس"، و بهذا الدور الذى كان يلعبه الكهنه كوسيط ما بين "الملك" او "الفرعون" و بين الشعب، كان يمكنهم تمرير ما يريدون الى أذهان هذا الشعب مستغلين طيبته و جهله ويسيطرون عليه سيطرة كاملة، وقد نجحوا فى ذلك و على مدار عصور مختلفه بل و قد نجحت طريقتهم مع شعوب أخرى و فى أنحاء متفرقة من العالم، و لا أعلم ان كنت محق أو مخطئ فى تصورى ان هذة هى نفس الطريقة أو المبدأ عند قرائتى لتلك الأمثلة عندما يتدخل رجال الدين فى الأمور السياسية و ان أختلفت التفاصيل؟؟

... أن واحدة من آساليب النُظم الديكتاتورية هى :

liberte_dexpression-28365515.jpg

وهى بكل أسف كانت ومازالت مٌنتشرة ومُستخدمة في بلدنا الحبيب وعلى كافة المستويات بلا إستثناء !

رابط هذا التعليق
شارك

الحقيقه انا كنت متوقعه رد حضرتك يا وايت هارت icon_lol.gif عشان مبدا فصل الدين عن الدوله .. ولكنى لا استطيع ان اهضم هذه الجمله

ده فى رايى صعب التحقيق جدا .. لان للاسلام راى فى بعض الموضوعات التى قد تتخذ طابعا سياسيا و لا اظن انه هينفع نتغاضى عن هذا الراى .. خصوصا ان شيخ الازهر سبق و افتى فى اشياء لا تمت للعلاقات الاجتماعيه بصله مثل فوائد البنوك !! كما ابدى رايه فى العمليات الفدائيه التى تحدث فى فلسطين ولم يقل لنفسه "اتكلم فى الاجتماعيات يابو السيد وماتتدخلش فى شئون غيرك" !! فيبقى تغيير مفاجئ فى المبدا ذلك الذى نراه فى هذا الموضوع .. و المفروض انه اى انسان يكون له مبدا حتى يمكننا احترامه و سماع آرائه باحترام .. مع تحياتى

"أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونٌَ"

صدق الله العظيم

-----------------------------------

قال الصمت:

الحقائق الأكيده لا تحتاج إلى البلاغه

الحصان العائد بعد مصرع فارسه

يقول لنا كل شئ

دون أن يقول أى شئ

tiptoe.gif

مريد البرغوثى

رابط هذا التعليق
شارك

فــيــروز كتبت:

ده فى رايى صعب التحقيق جدا ..

مع احترامى الكامل لرأيك و لرغبتك يا عزيزتى، و لكن ان صحت هذة المقولة و خاصة "أهمية" و وضع قائلها:

"ليس من حق الشيخ نبوي العش الإفتاء في الأمور السياسية، وإن وظيفته الإفتاء بالحلال والحرام في الأمور التي تخص العلاقات الاجتماعية بين المسلمين، وليس في الأمور السياسية".

بالأضافة الى دولتنا و سياستها و القائمين عليها فعلا،

اذن هذا "يتحقق" فعلا!!!! وحتى اذا ما نظرنا الى الأمثلة السابقة التى ذكرتيها من "فوائد بنوك" و "عمليات فدائية" هل تغير شئ على أرض الواقع؟ عموما انا أتفق تماما مع العلانية و الصراحة، و ليس أن نقول شيئا بينما نقوم بعمل شئ مخالف تماما!!! و ربما تكون هذة هى تلك البداية على الرغم من صعوبتها.

... أن واحدة من آساليب النُظم الديكتاتورية هى :

liberte_dexpression-28365515.jpg

وهى بكل أسف كانت ومازالت مٌنتشرة ومُستخدمة في بلدنا الحبيب وعلى كافة المستويات بلا إستثناء !

رابط هذا التعليق
شارك

ما هو الامثله التى ذكرتها كانت لتيبن عدم صحة العباره محل النقاش

منذ متى اقتصرت الفتاوى على العلاقات الاجتماعيه بين المسلمين !! وكان من المفترض حيث ان لقائلها اهميه ووضع الا يتناقض قوله مع فعله .. ولا اعتقد ان من مسئولية رجل الدين ان يغير شئ .. ولكن من واجبه ان يفتى براى الدين فى الامور الدنيويه .. مثلا يعنى مثلا .. البابا شنوده كثيرا ما يعلن ان المسيحيين لن يدخلوا القدس الا مع اخوانهم المسلمين !! لماذا؟ اليس هذا خلط بين الدين و السياسه !! المشكله ان الفصل هو الغير ممكن او لنقل هو الاصعب تحقيقا !! فرجل الدين لا يعيش بمعزل عن قضايا امته .. وانا اتفق معك تماما فى كراهية ان نقول شئ و نفعل غيره لهذا لم احترم الرى المذكور لانه يناقض افعالا تحدث حتى اليوم

"أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونٌَ"

صدق الله العظيم

-----------------------------------

قال الصمت:

الحقائق الأكيده لا تحتاج إلى البلاغه

الحصان العائد بعد مصرع فارسه

يقول لنا كل شئ

دون أن يقول أى شئ

tiptoe.gif

مريد البرغوثى

رابط هذا التعليق
شارك

فــيــروز كتبت:

مثلا يعنى مثلا .. البابا شنوده كثيرا ما يعلن ان المسيحيين لن يدخلوا القدس الا مع اخوانهم المسلمين !! لماذا؟

عذرا يا عزيزتى يجب علينا أن نكون أكثر دقة....

فالبابا شنودة لا يمثل المسيحيين بل "الأقباط الأرثوذوكس" تحديدا، لأننى أعتقد ان باقى مسيحى العالم لا يجدوا ما يمنع من زيارة "اسرائيل" و القدس تحديدا حيث الأماكن المقدسة لديهم، بل اننى أعرف بعض الأصدقاء من اليونانيين "الأورثوذوكس" ممن يقوموا بزيارة القدس بصفة شبه دورية!!! هذا عدا "ارثوزوكس" روسيا بل و باقى الطوائف المسيحية و غيرها.... فهو كما ترى يتفق تماما مع ما ذكرة "شيخ الأزهر":

"إنني شيخ الأزهر لمصر، ولا يصح أن أزايد على شيوخ العراق وأصدر فتاوى خاصة بهم"، مضيفا: "من الأولى للعلماء العراقيين أن يقولوا رأيهم في هذا الشأن فهم أدرى وأعلم بأمورهم منا".

و عموما انا فى مثل "قدس الأقداس" عنيت رجال الدين أى كانوا، و لم أخص فئة أو طائفة دون غيرها.... اتفاقى هو مع المبدأ بوجه عام...

... أن واحدة من آساليب النُظم الديكتاتورية هى :

liberte_dexpression-28365515.jpg

وهى بكل أسف كانت ومازالت مٌنتشرة ومُستخدمة في بلدنا الحبيب وعلى كافة المستويات بلا إستثناء !

رابط هذا التعليق
شارك

يا وايت هارت يا عزيزى

لو كنا نتحدث عما يفعله اليونانيون كان مابقاش فيه مشكله من اساسه لان مبدا فصل الدين عن الدوله سيكون بالفعل مطبق وكلام اى رجل دين فى هذه الحاله لن يكون له محل من الاعراب اساسا .. لذلك تكلمت عن رجال الدين الاسلامى و المسيحى فى مصر لانها لم تطبق بعد هذا المبدا ..

انا فاهمه طبعا انك فى المثل الذى ذكرته اردت ان تتحدث عن رجال الدين بشكل عام وليس فيما يخص طائفه بعينها .. لكن مره اخرى رجل الدين الذى يمشى على سطر و يترك سطر صعب يقنعنا بآرائه .. بس

"أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونٌَ"

صدق الله العظيم

-----------------------------------

قال الصمت:

الحقائق الأكيده لا تحتاج إلى البلاغه

الحصان العائد بعد مصرع فارسه

يقول لنا كل شئ

دون أن يقول أى شئ

tiptoe.gif

مريد البرغوثى

رابط هذا التعليق
شارك

السياسة هي من امور الدنيا ولا يوجد فصل بين الدين والدولة بل الدين هو من يحافظ على مجتمع الدولة سواء من مسلمين او غير مسلمين

والاصح هو ان الفتوى يجب ان تكون على معلومات وبواطن الامور صغيرها وكبيرها داخل المجتمع الواحد

وهذا ما صرح به شيخ الازهر

ان علماء العراق داخل العراق يعلمو جيدا ما يدور داخل وطنهم وهم اولى بالفتوى عن علمائنا المقيمين داخل مصر وبالتأكيد هم في وضع افضل لقييم امورهم عنا وتدخل باقي علماء المسلمين بدون علم سوف يزيد المشاكل ولن يخدم ابدا الاستقرارا داخل العراق

يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة

رابط هذا التعليق
شارك

العار.. بعد الفتوي المثيرة التي أطلقها الأزهر وحرمت التعامل مع مجلس الحكم الانتقالي في العراق

..واشنطن هددت بإدراج الأزهر ضمن المنظمات الإرهابية وطالبت بمحاكمة مصدر الفتوي!!

محمود بكري

لم تمض أيام معدودة علي الفتوي التي أعدها الدكتور نبوي محمد العش عضو لجنة الفتوي بالأزهر الشريف، والتي أفتي فيها بحرمة التعامل مع مجلس الحكم العراقي لكونة 'صنيعة أمريكية' تم تشكيله بقرار من الحاكم الأمريكي للعراق، حتي التقي السفير الأمريكي بالقاهرة علي عجل مع شيخ الأزهر يوم الأربعاء الماضي .. حيث فوجئت كافة الأوساط السياسية والإعلامية بالدكتور طنطاوي وهو يعلن بعد لقاء السفير عن إلغاء الفتوي، وتوجيه الاتهامات للدكتور نبوي محمد العش بأنه خرج عن حدوده، وتجاوز مسئولياته عندما أفتي في أمور سياسية .. وساق مبررات واهية تلغي دور الأزهر ولجانه حين زعم أنه لا يستطيع أن يتدخل في شئون العراق، لأن له علماءه الذين يتفهمون ظروفه، ويستطيعون أن يقرروا الموقف من شئونه الخاصة والعامة.

هكذا بجرة قلم يحاول شيخ الأزهر القضاء علي الدور العالمي الذي عرف به الأزهر الشريف طوال تاريخه .. بل وأطلق شيخ الأزهر بعضا من العبارات التي تكرس الاعتراف بمجلس الحكم العراقي، والذي أعلنه الاحتلال الأمريكي، ولايزال يسبغ عليه حمايته، ويحركه حسب مشيئته.

'الأسبوع' رصدت تفاعلات فتوي لجنة الأزهر داخل الدوائر الأمريكية، وسألت العلماء عن رأي شيخ الأزهر، وتقصت الرأي القانوني في مجلس فاقد لشرعيته .. وليس أكثر من أداة في يد الاحتلال.

'الأسبوع'

بينما كانت الإدارة الأمريكية تكثف من ضغوطاتها علي الحكومة المصرية للاعتراف بمجلس الحكم الانتقالي العراقي الذي عينه الحاكم الأمريكي للعراق، هبت من قلب العاصمة المصرية، وبالتحديد من قلب الأزهر الشريف 'عاصفة مدوية' انطلقت دون مقدمات.. ثم سرعان ما امتد لهيبها ليصيب دوائر الشر في واشنطن وتل أبيب بالدوار، ويدفعها نحو الجنون، الأمر الذي انعكس علي ردود فعلها العشوائية، التي راحت تهدد وتتوعد، وسط حالة من الارتباك والفوضي أحدثتها فتوي الأزهر بعدم مشروعية الاعتراف بمجلس الحكم الانتقالي في العراق، وتحرم التعامل معه، وتري في التعامل معه تعاونا مباشرا مع أعداء الإسلام.

وما أن تلقفت وسائل الإعلام فتوي لجنة الفتوي بالأزهر الشريف التي أعدها الشيخ نبوي محمد العش، حتي راحت الإدارة الأمريكية تجري اتصالاتها مع مصر لمعرفة أبعاد هذه الفتوي، التي تعني فرض حصار شامل علي المخطط الأمريكي بتنصيب عملاء ومأجورين يديرون سياساته بالوكالة.

علي الفور بعثت واشنطن بمذكرة طرحت من خلالها عدة أسئلة علي المسئولين المصريين:

أولها: هل تمثل فتوي لجنة الأزهر الرأي الرسمي لمؤسسة الأزهر الدينية؟

وثانيها: هل يمثل هذا الرأي وجهة نظر الحكومة المصرية؟

وطلبت المذكرة الأمريكية من الحكومة المصرية تقديم رد عاجل علي أسئلتها، خاصة بعد القلق الشديد الذي أحدثته فتوي لجنة الأزهر لدي دوائر الخارجية الأمريكية، ومجلس الأمن القومي الأمريكي، حيث أبدت اهتماما شديدا بمحتواها، وما تضمنته من دعوات.

وكان السفير الإسرائيلي في واشنطن هو أول من أبلغ الخارجية الأمريكية بهذه الفتوي، حيث نبه وبشكل عاجل كلا من وزير الخارجية الأمريكي كولن باول ومستشارة الأمن القومي الأمريكي كونداليزا رايس بصدور رأي ديني قاطع من الأزهر الشريف، يعتبر أن مجلس الحكم العراقي فاقد للشرعية الدينية والدنيوية.

وفق المعلومات.. فقد أرسل السفير الإسرائيلي بواشنطن مع نص الفتوي تعريفا مختصرا بالأزهر الشريف.. أشار فيه إلي أن الأزهر هو أكبر مؤسسة دينية في الشرق الأوسط، وأنه يحظي باحترام وقدسية كبيرة لدي المسلمين في مختلف أرجاء العالم، وأنه يعادل في مرتبته 'الفاتيكان' بالنسبة للعالم المسيحي، وأن الآراء الدينية التي يبديها الأزهر تكون دائما محل احترام وتقدير من كل المسلمين، إلا أن الأزهر كمؤسسة دينية في مصر لا يتمتع بالاستقلال الكامل في مواجهة السلطة السياسية، وأن القيادة السياسية المصرية تتدخل في بعض الأحيان من أجل تغيير بعض الآراء الدينية، التي قد تسبب إزعاجا للسياسة الداخلية أو الخارجية لمصر.

وأشارت المذكرة التي رفعها السفير الإسرائيلي للجهات الأمريكية الرسمية إلي أن هناك لجنة معنية بإبداء الآراء الدينية، يطلق عليها 'لجنة الفتوي'، وتعد من أخطر لجان الأزهر، حيث إن القائمين عليها يعدون من رجال الدين الأصوليين الذين يعتمدون علي الأفكار الدينية المتشددة من خلال الآراء الدينية التي أبديت في مناسبات مختلفة وأن هذه اللجنة كانت لها دائما مواقف معادية تجاه إسرائيل.

وفق المعلومات.. فإن السفارة الإسرائيلية هي التي تولت ترجمة فتوي الأزهر إلي اللغة الانجليزية، ثم توالي إبلاغ الخارجية الأمريكية.. بهذه الفتوي من جهات متعددة بالشرق الأوسط، كان أهمها السفارة الأمريكية في مصر، والجامعة الأمريكية بالقاهرة.

وعلي عجل، نقلت الفتوي إلي الكونجرس والبيت الأبيض، حيث راحت لجان متعددة تعقد سلسلة من الاجتماعات الفورية لتأجيج النار علي مصر، قادتها مجموعات الضغط الصهيونية مثل: 'إيباك المجد للرب المنظمة الأمريكية الخيرية منظمة أصدقاء إسرائيل'.. حيث لوحظ أن هذه المنظمات تحركت علي الفور في اتجاه الخارجية والكونجرس والبيت الأبيض، فيما راح العديد من قيادات هذه المنظمات يرتبون بالفعل للقاءات مهمة مع عدد كبير من مسئولي الإدارة الأمريكية.

في اللقاءات الأولية التي عقدت مع بعض أعضاء الكونجرس، وبعض خبراء الخارجية الأمريكية جرت مشاورات بشأن إدراج 'مؤسسة الأزهر الدينية' في مصر ضمن 'المؤسسات الإرهابية' في العالم، ما لم تصدر مصر بيانا عاجلا ينفي صدور هذه الفتوي من أي مؤسسة في داخل مصر، معتبرة أن رفضها إصدار مثل هذه الفتوي يعني موافقتها علي ما جاء فيها من ألفاظ وعبارات تحرم تماما علي الدول العربية والإسلامية التعامل مع مجلس الحكم العراقي.

وشددت تلك اللقاءات علي ضرورة أن تتخذ الحكومة المصرية قرارا عاجلا بإحالة الذين شاركوا في هذه الفتوي إلي جهات المساءلة القانونية في داخل مصر، بصفتهم يحضون علي انتشار الإرهاب والعنف في داخل العراق، وأن تتخذ الحكومة المصرية في ذات الإطار.. أيضا قرارا بتغيير قيادات مؤسسة الأزهر الحالية بعد أن تعددت آراؤهم الدينية المتشددة، والتي لا تبعث علي التفاؤل في دور هذه المؤسسة في دعم الأمن والاستقرار في المنطقة.

إلي ذلك.. أرسلت الدوائر الرسمية في الأمن القومي الأمريكي توضيحا إلي الخارجية الأمريكية، بالنظر لما لها من سابق خبرة وتعامل مع المؤسسات الدينية في الشرق الأوسط، مثل الأزهر حول ما إذا كان من حق مؤسسة الأزهر الدينية الافتاء وابداء الرأي في المسائل السياسية، وهل التعامل مع مجلس الحكم العراقي يحتاج إلي رأي ديني من مؤسسة الأزهر؟.. وطلب جهاز الأمن القومي الأمريكي أيضا إفادته بالمرجعية الدينية والمصادر التي اعتمد عليها الأزهر في بناء رأيه الديني في عدم التعامل مع مجلس الحكم العراقي.

وقد أحال مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشئون الشرق الأوسط وليام بيرنز هذه التساؤلات إلي أحد مراكز الدراسات والبحوث التابعة للخارجية الأمريكية، حيث تشكلت مجموعة عمل من خبراء الخارجية الأمريكية لمتابعة كافة المواقع الدينية علي شبكة الإنترنت، وذلك لإحصاء كل التفسيرات الدينية والسياسية التي قد يدلي بها بعض رجال الدين الإسلامي إزاء هذه الفتوي.

وكان أحد مسئولي الخارجية الأمريكية قد عبر في اتصالات أجراها مع بعض المسئولين المصريين عن رفضه لأن يتدخل الأزهر في المسائل السياسية، واعتبر أن التعامل أو عدم التعامل مع مجلس الحكم العراقي هي مسألة سياسية بحتة، ولا تخضع بأي معيار للشروط الدينية، وأن هذه الفتوي تضر بالدين الإسلامي أكثر مما تفيده حسب زعمه لأن ذلك من وجهة نظر هذا المسئول يعبر عن نزعته الشمولية التسلطية في كل الآراء الدينية.

في السياق ذاته.. فإنه.. وفي إطار التحركات التمهيدية في الكونجرس الأمريكي، فقد استهدفت الاتصالات التي تمت بين جماعات الضغط اليهودية وأعضاء الكونجرس إثارة هذه المسألة للمناقشة، وإدراجها كموضوع رسمي في إحدي لجان الكونجرس المعنية بمناقشة السياسة الخارجية، إلا أن بعض أعضاء الكونجرس طلبوا التريث في اتخاذ أي إجراء أو قرار، فيما رأي البعض أن هذه الفتوي، أو الرأي الديني قد تعبر عن رأي شخصي لصاحبها، ولا تعبر عن رأي المؤسسة الدينية.

وأشار الخبير الأمريكي لشئون العلاقات الدينية في الشرق الأوسط البروفيسور 'مايكل داينهازر' في لقاء عقده بمكتبه في الكونجرس الأمريكي حيث يعد أحد خبراء لجنة العلاقات الخارجية، ومستشار رئيس الكونجرس في مسائل الشرق الأوسط مع شخصيات عربية زائرة للكونجرس هذه الأيام، أنه لا يعتقد أن مصر تصل إلي هذه الدرجة من الاختلاف في المصالح مع الولايات المتحدة، ويري أنه حتي لو كان هذا الرأي صحيحا، وصادرا من مؤسسة الأزهر التي لها أعلي تقدير في العالم، وتعبر عن وجهة نظر رسمية.. فإنه لن يكون لديه شك في أن الحكومة المصرية هي التي أوعزت للأزهر بإصدار مثل هذا الرأي، وفي هذا التوقيت الذي يزور فيه وفد من مجلس الحكم الانتقالي العديد من البلدان العربية.

وأوضح 'داينهازر' الذي نقل رؤيته للعديد من السفارات العربية في واشنطن أن المعني السياسي لهذا الرأي الديني في حالة صحته وإقراره الرسمي من الأزهر، هو أن مصر تريد أن تحرج الولايات المتحدة في العراق، وأن ذلك لابد أن تكون له تبعات ورد فعل أمريكي قوي علي السياسة المصرية.. غير أنه أعرب عن شكه في أن تكون هذه الفتوي رسمية، وتعبر عن رأي الأزهر، لأن ذلك سيؤدي إلي تشجيع الجماعات الإرهابية علي القيام بعمليات قوية ومؤثرة ضد القوات الأمريكية، وأن هذه الفتوي يمكن أن تدخل في إطار تشجيع أعمال العنف والإرهاب في المنطقة، وأنه من واجب مصر أن تقف إلي جانب دعم القوات الأمريكية في العراق، ودعم هذا المجلس الذي يتولي زمام السلطة، لأن هذا يمثل مرحلة انتقالية نحو الانتقال للسلطة المنتخبة من الشعب.

في ذات الوقت.. تفيد المعلومات الدبلوماسية أن خبراء الخارجية الأمريكية يعكفون علي تحليل هذه الفتوي، في حين أن الحكومة المصرية لم تقم حتي الآن بأي رد علي الاستفسار الأمريكي ب 'هل هذه الفتوي صحيحة وصادرة من الأزهر وتعبر عن رأيه' هذا بالطبع قبل إلغاء شيخ الأزهر لفتوي لجنة الأزهر يوم الأربعاء الماضي.

وبحسب التقارير، فإنه ما أثار خبراء الخارجية الأمريكية بشأن الفتوي تم تحديده في عدد من الأمور:

1 نزع الشرعية عن مجلس الحكم الانتقالي.

2 تحريم التعامل معه لكونه مفروضا بقوة الاحتلال الأمريكي علي العراقيين.

3 عدم جواز التعامل مع الدول التي تتعامل مع مجلس الحكم العراقي، لكونها تتعامل مع أعداء الإسلام.

وقد فسرت التحليلات الأمريكية كلمة 'الفتوي' علي أنها 'رأي ديني قوي ملزم لكل المسلمين' جاءت في عبارات متشددة لتؤكد أن الولايات المتحدة وشعبها وقواتها هم 'أعداء الله' و'أعداء الإسلام' وأن هذه العبارات 'تحديدا' يجب أن يتم الاحتجاج إزاءها بشدة، وأن الاحتجاج لا يوجه فقط إلي مؤسسة الأزهر، بل وإلي الحكومة المصرية، التي هي إحدي الدول الصديقة، بالإضافة إلي أنها تتلقي مليارات الدولارات سنويا من أجل معاونتها علي النهوض اقتصاديا، ثم تأتي إحدي مؤسساتها، وبغض النظر عن كونها دينية، أم سياسية، وبغض النظر عن كون هذه الفتوي، تمثل رأيا شخصيا لصاحبها أو رأي مؤسسة الأزهر تأتي هذه المؤسسة، أو هذا المسئول الديني ليؤكد أن الدولة التي تنفق في بلاده ملايين الدولارات عدوة الله والإسلام، لأن هذا المسئول الديني بهذه الفتوي، يدعو المنظمات الإرهابية بشكل غير مباشر إلي تأييد العمليات الإرهابية ضد القوات الأمريكية.

كما ركزت التحليلات الأولية لخبراء الخارجية الأمريكية علي أن هذه الفتوي بناها هذا المسئول الديني بناء علي استشهاد له من الكتاب المقدس للمسلمين 'القرآن'، وهو ما يمنحها مصداقية وتأثيرا كبيرا لدي هؤلاء المسلمين، وأن هذا الاستشهاد يقصد الآيات القرآنية تؤكد في معانيها علي ضرورة العداء بين المسلمين وغيرهم، وبالتالي فإن هذا الاستشهاد، أو الفتوي في عمومها تأتي في أوقات غير متلائمة لبناء علاقات ذات طبيعة جديدة بين العالمين الإسلامي والغربي.

--------------------------------------------------------------------------------

بعد لقائه بالسفير الأمريكي

شيخ الأزهر يعترف بمجلس الحكم الانتقالي .. و يعطي الشرعية الدينية للاحتلال الأمريكي للعراق

مصطفي سليمان

أثارت فتوي تحريم التعامل مع مجلس الحكم الانتقالي ردود فعل مثيرة خلال الأيام الماضية علي المستوي المحلي والدولي في ذات الوقت.

فقد أكدت لجنة الفتوي بالأزهر أن مجلس الحكم العراقي فاقد للشرعية الدينية والدنيوية وحرمت الفتوي علي الدول العربية والإسلامية التعامل مع المجلس أو مع أية دولة تتعامل معه، وجاء في نص الفتوي التي أعدها الشيخ نبوي محمد العش عضو لجنة الفتوي بالأزهر أن مجلس الحكم في العراق فاقد للشرعية الدينية والدنيوية لأنه قام علي نقيض مبدأ الشوري ولأنه فرض علي العراقيين بقوة الاحتلال ليكون مواليا لأعداء الله.

وأشارت الفتوي إلي قول الله تعالي 'لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلي الله المصير' 'آل عمران: 28'

وقالت الفتوي إنه بالنسبة لكل دولة أيدت هذا المجلس أو تعاونت معه سواء كانت عربية أو إسلامية فلينهها اخوانها حتي تعود إلي شرع الله وحظيرة إجماع المسلمين في هذه الحياة، فإن استجابت حسب لها ذلك، وإن لم تستجب فلا يجوز التعامل معها حتي تعود إلي صوابها.

وأكدت الفتوي أن العراق دولة إسلامية لابد أن تكون الحكومة فيها شرعية، وأن الحكومة الشرعية هي التي تقوم علي مبدأ الشوري الذي أقره الإسلام.

هذا هو نص الفتوي التي نشرت علي مواقع الانترنت الإسلامية، وقد أثارت قلق السفارة الأمريكية بالقاهرة ولاقت اهتماما إعلاميا من وسائل الإعلام العالمية وهل تمثل هذه الفتوي رأي مؤسسة الأزهر الرسمية أم رأي الشيخ الذي أصدرها؟

وعلي الفور طلب شيخ الأزهر التحقيق مع أعضاء لجنة الفتوي بالأزهر لأن الفتوي التي صدرت تحمل خاتم شعار الجمهورية وخاتم الأزهر الرسمي، وقد توجه أعضاء اللجنة إلي مكتب الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية يوم الأربعاء الماضي، حيث طالبهم الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بعدم اصدار فتاوي سياسية بعد الآن وتم استبعاد الشيخ نبوي محمد العش من اللجنة.

ولتصحيح الموقف فقد التقي السفير الأمريكي بالقاهرة ديفيد وولش بشيخ الأزهر فور صدور الفتوي التي أثارت قلقا بالغا لدي الإدارة الأمريكية وقد نقل السفير هذا القلق إلي شيخ الأزهر خلال لقائه واستطاع السفير انتزاع اعتراف رسمي من شيخ الأزهر بمجلس الحكم الانتقالي.

ففي بداية اللقاء نصح الإمام الأكبر الولايات المتحدة بالاسراع في نقل شئون الحكم بالعراق للعراقيين بطريقة متوازنة وعادلة بين السïنة والشيعة والأكراد والتركمان، وأكد فضيلة الإمام أن الوضع بين هذه الفئات شديد الحساسية، وأضاف في نصيحته للولايات المتحدة ضرورة أن تقوم بإفهام العراقيين أن الإدارتين الأمريكية والبريطانية لم تأتيا للعراق من أجل النفط أو ثروات وأموال العراق، ولكنهما جاءتا من أجل تخليص العراق من الظلم وإعادة الأمور لطبيعتها. وبذلك فقد اعترف شيخ الأزهر بالاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق، وأعطي لهم الشرعية الدينية بشكل رسمي، فهو يمثل بطبيعة منصبه أكبر مؤسسة إسلامية في العالم وطبيعة النصيحة التي أسداها شيخ الأزهر للسفير الأمريكي تؤكد ترحيبه بهذا الاحتلال وسعادته البالغة بما يحدث علي أرض العراق من مداهمات وقتل للشعب العراقي ويطالبهم الشيخ أيضا بالاستمرار في خداعهم للعالم من أن الولايات المتحدة لم تأت للعراق من أجل النفط أو ثرواته بل من أجل تخليص الشعب العراقي من الظلم فأي عاقل يصدق هذا؟.. وأي ساذج يصدق أن الولايات المتحدة لم تأت من أجل النفط؟.. لكن شيخ الأزهر صدق الادعاءات الكاذبة.. شيخ الأزهر أعطي الشرعية الدينية لواشنطن بأن تفعل بنا ما تشاء.. أعطي الشرعية للولايات المتحدة الأمريكية في أن تتحول بكلمة واحدة منه من دولة غازية مدمرة إلي دولة فاتحة ومخلصة شعوب العالم من أي ظلم.. أعطي شيخ الأزهر الشرعية لواشنطن في أن تغزو إيران وسوريا قريبا، فهي دولة خيٌرة لا تحمل لنا سوي كل خير.. وأن بلادنا العربية هي محور الشر.. طالب شيخ الأزهر الولايات المتحدة بتصحيح صورتها أمام العالم العربي والإسلامي لكي ترضي وترضخ الشعوب العربية لهذا الاحتلال فماذا يبقي بعد ذلك؟ طالب الشيخ واشنطن بأن تعمل علي إقناعنا بأن ما تفعله في العراق هو الخير كله وأن القتل والدمار هو من أجل مصالح هذا الشعب، وكأن الشيخ أصبح مستشارا دينيا للإدارة الأمريكية في المنطقة العربية، وبالطبع فقد لقيت هذه النصيحة قبولا لدي الإدارة الأمريكية وترحيبا واسعا بها.. فها هو شيخ الأزهر رأس المؤسسة الإسلامية في الشرق الأوسط مقتنع تماما بأننا 'الأمريكان' لم نأت من أجل ثروات العراق ونفطه.. بل من أجل رفع الظلم عن هذا الشعب.. وأفتي لنا بشرعية الاحتلال.. إذن فالرب راضي عنا.. وما نفعله في العراق وفلسطين وما نخطط له في سوريا وإيران سيباركه المسيح والمسيح منه براء فقد سعد السفير الأمريكي بالقاهرة ديفيد وولش حينما سمع نصيحة إمامه الأكبر وأيد ما قاله شيخ الأزهر، وأكد أن بلاده تحاول ذلك من خلال مجلس الحكم الانتقالي تمهيدا لتشكيل حكومة عراقية من أبناء العراق حتي يعود الاستقرار للبلاد. كما أكد السفير الأمريكي أن القوات الأمريكية والبريطانية تبذلان قصاري جهدهما لحماية المقدسات الإسلامية وأنهما لم تدخلا مسجدا علي الاطلاق.

ولم تقف تصريحات شيخ الأزهر عند هذا الحد من الانفلات وتقديم فروض الطاعة للسفير الأمريكي بحجة توجيه النصيحة.. بل صرح شيخ الأزهر لوكالة انباء الشرق الأوسط بأن تلك الفتوي التي صدرت هي من أحد اعضاء لجنة الفتوي بالأزهر ولا تمثل الأزهر مؤكدا انه ليس من حق أي عالم مصري أن يتحدث في شأن أي دولة.. وأضاف انني شيخ الأزهر لمصر ولا يصح أن أزايد علي شيوخ العراق وأصدر فتاوي خاصة بهم .وتابع الشيخ: 'من الأولي للعلماء العراقيين أن يقولوا رأيهم في هذا الشأن فهم أدري واعلم بأمورهم منا'.

أي أن شيخ الأزهر يطالب علماء الأزهر بعدم التدخل في الشأن العراقي وبما يسمي من جهة أو أخري قوات الاحتلال الأمريكي.. بحجة أن هذا ليس من حق العلماء في الأزهر، ولكننا نذكر فضيلته بالمؤتمر الفضيحة الذي عقده في مقر المشيخة وخلط الشيخ خطابه الديني بتصريحاته السياسية حينما تحدث عن مفهوم الجهاد ووصف النظام العراقي بأنه نظام ظالم ومعتد.. اعتدي علي ايران والكويت وكان ذلك بمثابة فتوي شرعية لصالح الجانب الأمريكي الذي بدأ بعد ذلك ضرب العراق ثم احتلاله ولا ننسي ايضا حينما اجتمع مجمع البحوث الاسلامية قبل شهر من الغزو الأمريكي للعراق وأصدر بيانا بالإجماع دعا فيه الأمة إلي الجهاد، وأكد ان الجهاد فرض عين علي كل مسلم ومسلمة، وبضغوط امريكية ايضا رضخ شيخ الأزهر مرة أخري وطالب المجمع بإصدار بيان آخر لتخفيف حدة اللهجة التي صدر بها البيان إلي حد أن تراجع المجمع عن البيان.. ألا تعتبر كل تلك المواقف دينية ذات طابع سياسي؟!

الدكتور أحمد طه ريان أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون يعلق علي هذا الأمر قائلا: يجب ألا نحمل الأمر أكثر مما يحتمل، فهذه ليست فتاوي سياسية، فنحن أمام واقعة حدثت نقول فيها رأي الدين ولا يجب ان ينكر عالم الدين علمه لأن كلامه سيغضب أحدا.. فليست هناك فتاوي سياسية وأخري غير سياسية، واذا رجعنا إلي الدين في كل شيء ربما كانت قد انصلحت احوالنا.. فالواقعة التي نحن بصددها الآن وهي شرعية التعامل مع مجلس الحكم الانتقالي في العراق تتطلب رأي الدين وهي مسألة خلافية فهناك آية في القرآن تنهي عن موالاة الكافرين هذه الآية تنطبق علي هؤلاء، بمعني انه لا ينبغي أن نساعد هؤلاء علي الاستقرار والاستمرار في العراق ولو اننا وافقنا علي التعامل معهم فسنساعدهم في الاستمرار فينبغي ألا نساهم في ذلك وانما علينا إذا لم نستطع دحر وانهاء هذا الاحتلال واخراجه فلا أقل من أن نستنكر وجودهم ولكنه توجد ضرورة اخري وهي اننا مطالبون بمساعدة الشعب ولا يمكن ان نتعامل مع كل فرد من أفراد العراق، وحتي الآن لم ينتخب الشعب العراقي من يمثله إذا فليس أمامنا إلا هذه المجموعة المسماة بمجلس الحكم الانتقالي.. نتعامل معهم مؤقتا مع الوضع في الاعتبار أن الشرع والدين يأمرنا بألا نواليهم وأن نستمر في استنكارنا للتعامل معهم.

وهكذا نجحت واشنطن في انتزاع شرعية وجودها في العراق من شيخ الأزهر وتناسي فضيلة الإمام قرارات وفتاوي مجمع البحوث الإسلامية التي طالبت بالجهاد ضد الاحتلال الأمريكي للعراق وطالبت بوقف التعامل مع مجلس الحكم الانتقالي، ونذكر فضيلته بفتوي أخري صدرت من حزب جبهة العمل الإسلامي في الأردن تؤكد حرمة تعامل المسلمين مع مجلس الحكم الانتقالي حتي ولو كان فقه الواقع يتطلب التعامل مع هذا المجلس، وهذا ما يؤكده الدكتور محمد كمال إمام استاذ الشريعة بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية من أن كل من يتعاون مع الأمريكان في العراق آثم ومجلس الحكم العراقي هذا ليس عراقيا بل هو مجلس اختاره الأمريكيون وليس له وجود فعلي، ووجوده الآن وجود ضرورة، والضرورة تقدر بقدرها فإذا لم توجد ضرورة فلا داعي للتعاون معه ووجوده ايضا لتسهيل الخدمات للشعب العراقي.

http://www.elosboa.com/elosboa/issues/339/0401.asp

رابط هذا التعليق
شارك

وقال: "إنني شيخ الأزهر لمصر، ولا يصح أن أزايد على شيوخ العراق وأصدر فتاوى خاصة بهم"، مضيفا: "من الأولى للعلماء العراقيين أن يقولوا رأيهم في هذا الشأن فهم أدرى وأعلم بأمورهم منا". 

الأزهر طول عمره هو أزهر الأسلام وليس أزهر مصر في أي مكان فيه مسلمين الأزهر هو مناره أسلاميه والموضوع في رأيي أكبر من مجرد فتوى الموضوع بهذا الشكل دخل في حيز أملاء أرادة على سلطة دينية شرعية .. مهما كانت ما أقترفته هذه السلطة فهو شأن خاص بل وخاص جدا ومن المهين أن تتدخل أي قوة خارجية مهما كانت ومهما بلغت في شأن من شئون الدين ....

ولا ينسى أو يتناسى شيخ الأزهر أن هذا الأزهر وعلماؤه وطلبته هم من أبكوا نابليون في عز المجد الفرنسي ومن أقلقوا نوم الأنجليز في عز مجد الأمبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس .... ولكن هذا ليس بغريب عن شيخ الأزهر الحالي وعن الكثير من مواقفه السابقه التي توضع أمامها آلاف علامات الأستفهام والتعجب

عزيزي ج جمال ... أرجو تقليل حجم مداخلاتك أحسن بتتعب

القسوة أن ألقاك غريبا ... في وطن ناء عن وطنك

والأقسى غربة أنفاس ... بين الخلان وفي أهلك

رابط هذا التعليق
شارك

انا اتفق مع موقف شيخ الازهر .. هناك حدود واضحة لابد من عدم تخطيها في تناول السياسة الخارجية .. و الازهر في موقف حساس جدا و بينظر له علي انه سلطة دينية رمزية لها احترامها و هيبتها .. و لو شيخ بدأ بالافتاء في مجلس الحكم في العراق ربما يبادر شيخ اخر بالافتاء بشرعية نظام الحكم في السعودية و هلم جري و يدخل الازهر في حيص بيص من ردود الافعال السياسية بل و الهجوم عليه و علي مكانته الدينية

من حق الشيخ المذكور ان يبدي رأيه كأي مواطن أخر في شأن خارجي و لكن ان يعلنها كفتوي او كموقف ديني فهو لا يمثل نفسه فقط و لكن يمثل ايضا كل المؤسسة الدينية التي ينتمي اليها ... و احراجها ووضعها في موقف سياسي ساخن ليس من العقلانية في شئ و يؤدي الي نتائج عكسية و لو انهمرت فتاوي من تلك النوعية سيصنع الازهر لنفسه اعداء من كل الاتجاهات بدون مبرر او داعي

و لعلنا نتذكر حرب الخليج الاولي و مؤتمر علماء الدين في العراق و المؤتمر الاخر في القاهرة و الفتاوي المتناقضة و الاتهامات المتبادلة من كل طرف حول الاستعانة بقوات غير مسلمة لتحرير الكويت

رفقا بالازهر و بدوره كلمة اقولها لمن بداخله قبل الأخرين

الرئيس مسئول عن كل ما تعاني منه مصر الأن

لا

رابط هذا التعليق
شارك

«إذا رأيت العلماء على أبواب الملوك فبئس العلماء وبئس الملوك،

وإذا رأيت الملوك على أبواب العلماء فنعم الملوك ونعم العلماء».

"اللهم إنَّا نجعلُك في نحورهم، ونعوذ بك من شرورهم".

رابط هذا التعليق
شارك

«إذا رأيت العلماء على أبواب الملوك فبئس العلماء وبئس الملوك، 

وإذا رأيت الملوك على أبواب العلماء فنعم الملوك ونعم العلماء

».

الاخ مواطن

استأذنك أخذها فى توقيعى

mycopy10.gif
رابط هذا التعليق
شارك

ولماذا العراق فقط هو من يحتاج لفتوى للتعامل مع حكومته الانتقالية (اي المؤقته) ولماذا باقي الدول العربية وغير العربية (الاسلامية) لم يصدر فتوى للتعامل مع حكوماتها
رابط هذا التعليق
شارك

ليس من حق الشيخ نبوي العش الإفتاء في الأمور السياسية، وإن وظيفته الإفتاء بالحلال والحرام في الأمور التي تخص العلاقات الاجتماعية بين المسلمين، وليس في الأمور السياسية".

و ماذا يسمي الشيخ طنطاوي أمور المقاطعة و الجهاد و...و...و...و كلها لها أبعاد سياسية؟...ألم يفت فيها أم أن الذي أفتى فيها هو الشيخ عمرو دياب؟

إذن ليقل هذا الكلام لنفسه أولا قبل أن يلزم به الآخرين...فهو و مجمع البحوث الإسلامية يكادا يفتيان في كل شيء و لم يعد إلا الرياضة التي لم يفتي هو و مجمعه الموقر فيها...

يبدو أن الشيخ طنطاوي ينسى كثيرا ما يقوله على المنابر قبل أي مظاهرة تخرج بالأمر من جامعه الأزهر...و كلامه الكبير قوي عن المقاطعة ...و لم يسأل شيوخ فلسطين ما إذا أفتوا فيها أم لا...

مرة أخرى...على الشيخ طنطاوي أن يعمل بما يقول...أو ليصمت يرحمه الله و يرحمنا من أمثاله...

هية كلمة: لو كان يهيأ لنا أننا نعيش في سيرك فتلك مصيبة...و لو كان البلد الذي نعيش فيه سيركا بحق و حقيق فالمصيبة أعظم!

خلص الكلام

Sherief El Ghandour<br /><br />a furious Egyptian

رابط هذا التعليق
شارك

http://www.egyptiantalks.org/bforums/viewt...t=7498&start=30

نفس الموضوع فتحه الأخ KWA من قبل, والأن تحت إسم آخر ... هل هذا تشتيت للأفكار .

أرجو ضمه لموضوع الأخ KWA

الدين لله, المحبة سلام والتعصب خراب

الحياة فيلم لا يعاد عرضه

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...