اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

شــاعـــر وقــصــيــدة


Lighthouse

Recommended Posts

في هذا الركن سنحاول التعريف بأحد شعرائنا وعرض إحدى قصائده

مٌر الكلام

زي الحسام

يقطع مكان ما يمر

اما المديح سهل ومريح

يخدع صحيح ويغٌر

والكلمة دين

من غير إيدين

بس الوفا

ع الحر

رابط هذا التعليق
شارك

etoqan.jpg

إبراهيم طوقان

وقصيدة الشاعر والمعلم

سيرة ذاتية

(من مواليد 1905 – 1941)

كان إبراهيم طوقان الأبرز بين شعراء جيله في فلسطين، وقد كرس معظم طاقته الشعرية لقضية وطنه.

استخدم في شعره اللغة البارعة المحكمة المؤثرة، كما تراوحت مواضيع شعره بين التجربة الذاتية والتجربة الوطنية الواسعة. وهو عندما يكتب شعراً ذاتياً فإن لهجة شعره تجئ رقيقة متوهجة العاطفة، وعندما يكتب عن التجربة الوطنية فإن لهجة هذا الشعر ترواح بين الاحتفال البلاغي بالبطولة والشهامة والتضحية، وبين السخرية الهازلة إذ يهاجم أدواء الوطن وتلك النفوس الصغيرة التي تضافرت على انتهاك حرمة الجهاد وقدسية التضحية.

وهو أبرع الشعراء المعاصرين قبل مظفّر النواب باللجوء إلى السخرية اللاذعة كوسيلة للهجاء السياسي، إلا أنه يظل أكثر حفاظاً على جماليات الشعر وتهذيبه من النواب، حتى في أشدّ قصائده تصويراً هزلياً لمثالب الوطن وعلله.

نشر شعره في الصحف والمجلات العربية وردده الناس في جميع أرجاء العالم العربي. وقد نشر ديوانه بعد وفاته تحت عنوان "ديوان إبراهيم طوقان الشاعر المعلم

قصيدة الشاعر والمعلم

(شوقي) يقول – وما درى بمصيبتي –

"قــم للمعلــم وفــّه التبجيــلا"

اقعد, فديتك، هـل يكـون مبجـلاً

مـن كان للنشء الصغــار خليلاً..‍!

ويكاد (يفلقنـي) الأميـر بقولـه:

كاد المعلــم ان يكـون رسـولا..!

لو جرّب التعليم (شوقي) سـاعـة

لقضـى الحيـاة شقــاوة وخمـولاً

حسب المعلم غمَّــة وكآبـــة

مـرآى (الدفاتر) بكـرة وأصيــلا

مئة على مئة اذا هـي صلِّحــت

وجـد العمـى نحو العــيون سبيلا

ولو أنَّ في "التصليح" نفعاً يرتجـى

وأبيك، لــم أكُ بالعيـون بخيــلا

لكنْ أُصلّح غلطـة تحــويــة مثلاً،

واتخـذ "الكتــاب" دليــلا

مستشهداً بالغـرّ مـن آيـاتــه

او "بالحـديث" مفصـلاً تفصيــلا

وأغوص في الشعر القديم فأنتقـي

ما لـيس ملتبســاً ولا مبــذولاً

وأكاد أبعث (سيبويه) فـي البلـى

وذويـه من اهل القرون الأولــى

فأرى (حماراً) بعـد ذلك كلّــه

رفَـعَ المضـاف اليه والمفعـولا!!.

لا تعجبوا انْ صحتُ يوماً صحية

ووقعـت مـا بين " البنـوك" قتيلاً

يــا مـن يريد الانتحار وجدته

انَّ المعلـم لا يعيــش طويــلاً!

مٌر الكلام

زي الحسام

يقطع مكان ما يمر

اما المديح سهل ومريح

يخدع صحيح ويغٌر

والكلمة دين

من غير إيدين

بس الوفا

ع الحر

رابط هذا التعليق
شارك

أبو العتاهية

وقصيدة (عُتبة)

سيرة ذاتية

أبو العتاهية (130- 211) هو اسماعيل بن القاسم بن سويد ، يكنى أبا إسحاق، ولكن "أبا العتاهية" لقب غلب عليه. كان أبوه نبطيا يشتغل بالحجامة من (عين التمر) قرب الأنبار، وضاقت به الحال فانتقل بأهله وولده إلى الكوفة، فاشتغل الابن زيد بصنعة الفخار وبيعها، واختلف أخوه "إسماعيل" إلى اللهو والبطالة، حتى أشركه أخوه في عمله. وفي هذه الفترة من حياته، برع في نظم الشعر، وتسامع به المتأدبون من الفتيان والشباب فقصدوه واشتهر شعره. ثم عزم على قصد بغداد مع صديقه "إبراهيم الموصلي"، وذهبا، غير أن أبا العتاهية لم يحمد قصده فعاد إلى الكوفة. وكانت حياته متضاربه، خالط فيها أهل اللهو والمجون، وعاش شطرا من حياته فيها، حتى قيل إنه "مخنث أهل بغداد"، ثم انصرف إلى الزهد، فعرف بذلك في زمانه، وظل المؤرخون في تضارب حول زهده ومجونه حتى وفاته.

عرف أبو العتاهية طريق قصر المهدي عن طريق صديق استدعاه إليه، فاستمع المهدي إلى شعر أبي العتاهية فأعجب به ونال رضاه. وكان أبو العتاهية دميم الوجه قبيح المنظر، فلم ترض به جارية زوجة المهدي "عتبة" رغم أنه ذكرها في شعره وتعلق بها. ولما جاء الرشيد كان أبو العتاهية قد أعرض عن الشعر فطلب إليه أن يعود، فأبى، فحبسه في منزل مهيأ حتى عاد إلى الشعر، ولزم الرشيد، وقد مدح بعد الرشيد، الأمين، فالمأمون، ومات سنة 211، وكانت ولادته في عين التمر سنة 130.

قصيدة عتبة

يا إخوتي إن الهوى قـــــاتلي

فيسروا الأكفان من عاجــل

ولا تلوموا في اتباع الهــوى

فإنني في شغــــــل شاغـــل

عينـــــي على عتبـــة منهلــة

بدمعها المنسكب الســـائـــل

يا من رأى قبلي قتيـــلا بكى

من شدة الوجد على القاتــل

بسطت كفي نحوكم سائـــــلا

ماذا تــردون على السائـل؟

إن لم تنيلوه فقولـــــــوا لــــه

قـــولا جميـــلا بدل النائــل

أو كنتم العــــام على عســرة

منـــه فمنــوه إلى قابــــــل!

كأنهـــــا من حسنهـــــــا درة

أخرجها اليم إلى الساحــــل

كأن في صيهــا وفي طرفهــــا

سواحــرا أقبلـــن من بابــل

لــــم يبق مني حبها ما خـــلا

حشاذـــة في بدن ناحــــل!

مٌر الكلام

زي الحسام

يقطع مكان ما يمر

اما المديح سهل ومريح

يخدع صحيح ويغٌر

والكلمة دين

من غير إيدين

بس الوفا

ع الحر

رابط هذا التعليق
شارك

أبو العـلاء المعري

وقصيدة (اللزوميـات)

سيرة ذاتية:

أبو العلاء المعري ( 363- 449) هو أحمد بن عبد الله بن سليمان بن محمد التنوخي (نسبة إلى تنوخ بطن من اليمن) المعري ( نسبة إلى معرة النعمان)، الشاعر، الفيلسوف، الكاتب، المؤلف. وهو ينتمي إلى أسرة ذات مكانة، ووجاهة، وثراء، وصلة بالأدب والقضاء. فأبوه كان قاضيا، وأمه من آل سبيكة ( أسرة حلبية مشهورة). أصيب المعري بالجدري في الثالثة من عمره ففقد بصر إحدى عينيه وأصيبت الثانية، ثم عمي تماما في السادسة.

تتلمذ على يد أبيه، وغيره من علماء المعرة، ثم طلب العلم فيما حوله من مراكز الحضارة مثل أنطاكية وطرابلس واللاذقية وحلب، ولما عاد - وهو في العشرين - إلى المعرة كان مكتمل النضج، وافر الثقافة، وتكسب مدة بشعرة، واتصل بكبار أهل عصره، ثم اقتنع من ذلك بدخل، يدره عليه وقف خاص به، يقدر بثلاثين دينارا.

وسافر أبو العلاء إلى سنة 378، وطالت رحلته فوصل إليها سنة 399. فاختلط برجالات بغداد، وعلت مكانته بينهم، ولكنه لم يسلم من الأذى، فغادر بغداد سنة 400 إلى المعرة، ثم انعزل في منزله يكتفي بالقليل الذي يأتيه من الوقف، وفتح بيته لطلاب العلم والمعرفة، وقضى عمره في التأليف والتعليم، وقرض الشعر الذي ضمنه آراءه في الحياة. وعاش حياة تقشف وعبادة، في طاعة وابتعاد عن المعاصي، وسمى نفسه رهين المحبسين (العمى ولزوم بيته). وقد توفي سنة 449، ودفن ببلده، عزيزا كريما. من أبرز آثاره: لزوم ما لا يلزم، سقط الزند، ضوء السقط، رسالة الغفران، رسالة الملائكة.. وغير ذلك من الآثار الشعرية والنثرية.

قصيدة اللزوميات

إذا لــــم تكـُـنْ دنيـَــاكَ دارَ إقـامـةٍ ... فمــا لكَ تبنيهــا بنَـاءَ مُـقـيـــم ِ؟

أرى النسـلَ ذنبـًـا للفتى لا يُقــالُــهُ ... فلا تنـكحَـنَّ الدهرَ غيرَ عقيـــم ِ

وأعجبُ من جهــلِ الذيـن تكاثروا ... بمجـدٍ لهم من حادثٍ وقـــديــم ِ

وأحلفُ ما الدنيــــا بــدار كـرامــةٍ ... ولا عمرَتْ مِنْ أهلهــــا بكريم ِ

ســأرحــلُ عنهــا لا أؤمِّـــل أوْبـَـة ... ذميمًا تولَّى عـــنْ جوارِ ذمِيــم ِ

وما صحَّ وُدُّ الخـِـلِّ فيهـــا وإنـَّمَــا ... تغـُـرُّ بـــودٍّ في الحيــاة سَقيـــم ِ

فـــلا تتعـــلل بالمُـــدام وإن تجـُــزْ ... إليها الدَّنايا فاخــشَ كـلَّ نديـــم ِ

وجدت بني الدنيــا لدى كل موطِنٍ ... يعـُــدونَ فيهـــا شقــوة كنَعيـــم ِ

يزيــدُكِ فقــرا كلمــا ازددتَ ثروةً ... فتـُلـفى غنيـًّـا في ثيــــابِ عديم ِ

فســـادٌ وكــونٌ حــادثــان كِلاهُمـا ... شهيدٌ بأنَّ الخلـــقَ صنـعُ حَكيم ِ

مٌر الكلام

زي الحسام

يقطع مكان ما يمر

اما المديح سهل ومريح

يخدع صحيح ويغٌر

والكلمة دين

من غير إيدين

بس الوفا

ع الحر

رابط هذا التعليق
شارك

motanabi.jpg

أبو الطيب المتنبي

وقصيدة

سيرة ذاتية

أبو الطيب احمد بن الحسين من اصل عربي ينتهي إلى كهلان من القحطانية. ولد في الكوفة سنة 915 من أسرة فقيرة في محلة تدعى "كندة" فنسب إليها، وكان أبوه سقاء في الكوفة يستقي على جمله لأهل محلة كندة ويعرفه القوم بعبدان السقاء، والمرجح أن أمه ماتت وهو طفل، فقامت له جدته مقام الأم.

ونشأ الفتى في الكوفة، أحد مواطن الحضارة العباسية وأهم موطن للشيعة ، وما لبث أن اشتهر بقوة الذاكرة وشدة النباهة والذكاء، والجد في النظر إلى الحياة، والمقدرة على نظم الشعر.

وفي سنة 925م استولى القرامطة على الكوفة، ففر الشاعر مع ذويه إلى السماوة الشرقية، ومكث فيها سنتين اختلط خلالهما بالبدو حتى تمكن من ملكة اللغة العربية الأصيلة؛ ثم عاد إلى الكوفة سنة 927م، واتصل بأحد أعيانها أبي الفضل الكوفي. وكان أبو الفضل قد اعتنق مذهب القرامطة فتشرب الشاعر المذهب القرمطي.

قدم سيف الدولة انطاكية سنة 948 وبها أبو العشائر الحمداني ولديه المتنبي يمدحه، فقدمه إلى سيف الدولة وأثنى عليه. وكان سيف الدولة عربياً يملك على حلب منذ سنة 944، وكان محباً للأدب وأصحابه، يجمع في بلاطه عدداً كبيراً من الأدباء والشعراء حتى قال ابن خلكان: "يقال انه لم يجتمع بباب أحد من الملوك؛ بعد الخلفاء، ما اجتمع ببابه من شيوخ الشعر، ونجوم الدهر". فضم سيف الدولة الشاعر الجديد إليه، ورجع به إلى حلب، فنال المتنبي لديه حظوة كبيرة، وصحبه في بعض غزواته وحملاته على الروم والبدو.

وقد لاقت نفسية الشاعر احسن ملاءمة مع نفسية الامير، فكانت تلك الحقبة أطيب حقبة في حياة المتنبي وأخصبها، فقد حاز لدى سيف الدولة من الإكرام ما لم يحزه شاعر آخر، وطار له في الشعر صيت طوى البلاد؛ ولكن كثر من جراء ذلك حساده؛ وراحوا يرمونه بالوشايات وهو يقاومهم بعنف وكبرياء، حتى نغصوا عليه العيش؛ وقد لاحظ في آخر عهده عند سيف الدولة جفوة من الأمير وانحرافاً، إذ جرت في حضرته مناظرة بين الشاعر وابن خالويه أدت إلى المهاترة والغضب، وضرب ابن خالويه الشاعر بمفتاح شج به رأسه؛ فغادر المتنبي حلب وفي نفسه حنق جبار وحزن أليم عميق على فردوسه المفقود.

توجه الشاعر إلى دمشق ولكنه لم يلبث فيها طويلاً، واتى الرملة بفلسطين، فسمع كافور الإخشيدي بأخباره فطلبه. وكان كافور عبداً زنجياً.

وقصد المتنبي الفسطاط عاصمة مصر الاخشيدية إذ ذاك ومدح كافوراً فوعده بولاية طمعاً في إبقائه بالقرب منه؛ ورأى المتنبي في ذلك الوعد تحقيقاً لأحلامه في السيادة التي لم تبارحه سحابة حياته، ووسيلة لقهر حساده؛ وانقضت سنتان والوعد لا يزال وعداً، فشعر أبو الطيب بمكر كافور وتبين حيلته، فانحاز إلى قائد اخشيدي اسمه أبو شجاع فاتك لقي منه حسن التفات واخلاص ومودة، إلا أن الحظ لم يمتعه به طويلاً، فمات أبو شجاع فجأة وترك للشاعر لوعة واحتداماً، وقد عزم أن يهرب، ولكن كافوراً مانعه في ذلك وضيق عليه، خشية من لسانه وهجائه؛ وفي كانون الثاني من سنة 962 سنحت الفرصة فهرب المتنبي، وهجا كافوراً هجاء ضمنه كل ما في نفسه من مرارة واحتقار. وراح يضرب في البلاد، قاصداً العراق؛ وقد وصف رحلته هذه في قصيدة شهيرة عدد فيها الأماكن التي مر بها وختمها بهجاء كافور،

قدم الشاعر بغداد ومكث فيها نحو سنة التف حوله، في خلالها، جماعة من علماء اللغة والنحو كعلي البصري، والربعي، وابن جني، فشرح لهم ديوانه واستنسخهم اياه؛ ثم برح بغداد وقصد ابن العميد في أرجان، وكان ابن العميد وزير ركن الدولة البويهي، فانتهى إليه في شباط من سنة 965م. قدم الشاعر بغداد ومكث فيها نحو سنة التف حوله، في خلالها، جماعة من علماء اللغة والنحو كعلي البصري، والربعي، وابن جني، فشرح لهم ديوانه واستنسخهم اياه؛ ثم برح بغداد وقصد ابن العميد في أرجان، وكان ابن العميد وزير ركن الدولة البويهي، فانتهى اليه في شباط من سنة 965م ومدحه، ولبث عنده نحو ثلاثة أشهر، ثم انطلق إلي شيراز نزولا عند طلب عضد الدولة السلطان البويهي، ولقي حظوة كبيرة، ومدح السلطان بقصائد عدة، وفي شهر آب من سنة 965م غادره متشوقاً إلى بلاده، وودعه بقصيدة كانت آخر ما نظم، مطلعها:

فِدى لكَ مَن يُقَصِرُ عن مَداكا فلا مَلِكٌ إذَنْ إلا فِداكا

مقتله: ترك المتنبي شيراز وعاد إلى ارجان، ووقف قليلاً في واسط بالعراق، ثم نوى الوصول إلى بغداد؛ فحذر كثيراً من اللصوص الذين يكمنون في الطريق من واسط إلى بغداد إلا انه لم يصغِ إلى أحد، وسار مع ابنه وبعض غلمانه، فعرض له فاتك بن جهل الأسدي في جماعة، وكان الشاعر قد هجا أخته، فقتل المتنبي وتناثر ديوانه الذي خطه بيده، وذلك في شهر أيلول من سنة 965م بعد حياة حافلة بالطموح والفشل.

قصيدة

يمدحه ويذكر بناءه ثغر الحدث

سنة ثلاث وأربعين وثلاث مئة (954م):

على قدر أهل العزم تأتي العزائم

وتأتي على قدر الكرام المكارم

وتعظم في عين الصغير صغارها

وتصغر في عين العظيم العظائم

يكلف سيف الدولة الجيش همه

وقد عجزت عنه الجيوش الخضارم

ويطلب عند الناس ما عند نفسه

وذلك ما لا تدعيه الضراغم

يفدي أتم الطير عمراً سلاحه

نسور الفلا أحداثها والقشاعم

وما ضرها خلق بغير مخالب

وقد خلقت أسيافه والقوائم

هل الحدث الحمراء تعرف لونها

وتعلم أي الساقيين الغمائم

سقتها الغمام الغر قبل نزوله

فلما دنا منها سقتها الجماجم

بناها فأعلى والقنا يقرع القنا

وموج المنايا حولها متلاطم

وكان بها مثل الجنون فأصبحت

ومن جثث القتلى عليها تمائم

طريدة دهر ساقها فرددتها

على الدين بالخطي والدهر راغم

تفيت الليالي كل شيء أخذته

وهن لما يأخذن منك غوارم

إذا كان ما تنويه فعلاً مضارعاً

مضى قبل أن تُلقى عليه الجوازم

وكيف ترجي الروم والروس هدمها

وذا الطعن أساس لها ودعائم

وقد حاكموها والمنايا حواكم

فما مات مظلوم ولا عاش ظالم

أتوك يجرون الحديد كأنما

سروا بجياد ما لهن قوائم

إذا برقوا لم تعرف البيض

منهم ثيابهم من مثلها والعمائم

خميس بشرق الأرض والغرب زحفه

وفي أُذن الجوزاء منه زمازم

تجمع فيه كل لسن وأمةٍ

فما يفهم الحداث إلا التراجم

فلله وقت ذوب الغش ناره

فلم يبق إلا صارم أو ضبارم

تقطع ما لا يقطع الدرع والقنا

وفر من الفرسان من لا يصادم

وقفت وما في الموت شك لواقف

كأنك في جفن الردى وهو نائم

تمر بك الأبطال كلمى هزيمةً

ووجهك وضاح وثغرك باسم

تجاوزت مقدار الشجاعة والنهى

إلى قول قومٍ أنت بالغيب عالم

ضممت جناحيهم على القلب ضمة

تموت الخوافي تحتها والقوادم

بضرب أتى الهامات والنصر غائب

وصار إلى اللبات والنصر قادم

حقرت الردينيات حتى طرحتها

وحتى كأن السيف للرمح شاتم

ومن طلب الفتح الجليل فإنما

مفاتيحه البيض الخفاف الصوارم

نشرتهم فوق الأحيدب كله

كما نثرت فوق العروس الدراهم

تدوس بك الخيل الوكور على الذرى

وقد كثرت حول الوكور المطاعم

تظن فراخ الفتخ أنك زرتها

بأماتها وهي العتاق الصلادم

إذا زلقت مشيتها ببطونها

كما تتمشى في الصعيد الأراقم

أفي كل يوم ذا الدمستق مقدم

قفاه على الإقدام للوجه لائم

أينكر ريح الليث حتى يذوقه

وقد عرفت ريح الليوث البهائم

وقد فجعته بابنه وابن صهره

وبالصهر حملات الأمير الغواشم

مضى يشكر الأصحاب في فوته الظبى

لما شغلتها هامهم والمعاصم

ويفهم صوت المشرفية فيهم

على أن أصوات السيوف أعاجم

يسر بما أعطاك لا عن جهالة

ولكن مغنوما نجا منك غانم

ولست مليكا هازماً لنظيره

ولكنك التوحيد للشرك هازم

تشرف عدنان به لا ربيعة

وتفتخر الدنيا به لا العواصِم

لك الحمد في الدر الذي لي لفظه

فإنك معطيه وإني ناظم

وإني لتعدو بي عطاياك في الوغى

فلا أنا مذموم ولا أنت نادم

على كل طيار إليها برجله

إذا وقعت في مسمعيه الغماغم

ألا أيها السيف الذي ليس مغمداً

ولا فيه مرتاب ولا منه عاصم

هنيئاً لضرب الهام والمجد والعلى

وراجيك والإسلام أنك سالم

ولم لا يقي الرحمن حديك ما وقى

وتفليقه هام العدى بك دائم

مٌر الكلام

زي الحسام

يقطع مكان ما يمر

اما المديح سهل ومريح

يخدع صحيح ويغٌر

والكلمة دين

من غير إيدين

بس الوفا

ع الحر

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 2 أسابيع...

أبو العلاء النباتي

وكان أبو العلاء يأخذ نفسه بالشدة، فلم يسع في طلب المال بقدر ما شغل نفسه بطلب العلم، وهو يقول في ذلك:

"وأحلف ما سافرت أستكثر من النشب، ولا أتكثر بلقاء الرجال، ولكن آثرت الإقامة بدار العلم، فشاهدت أنفس مكان لم يسعف الزمن بإقامتي فيه".

ويُعدُّ أبو العلاء من أشهر النباتيين عبر التاريخ؛ فقد امتنع عن أكل اللحم والبيض واللبن، واكتفى بتناول الفاكهة والبقول وغيرها مما تنبت الأرض.

وقد اتخذ بعض أعدائه من ذلك المسلك مدخلاً للطعن عليه وتجريحه وتسديد التهم إليه، ومحاولة تأويل ذلك بما يشكك في دينه ويطعن في عقيدته.

وهو يبرر ذلك برقة حاله وضيق ذات يده، وملاءمته لصحته فيقول:

"ومما حثني على ترك أكل الحيوان أن الذي لي في السنة نيِّفٌ وعشرون دينارًا، فإذا أخذ خادمي بعض ما يجب بقي لي ما لا يعجب، فاقتصرت على فول وبلسن، وما لا يعذب على الألسن.. ولست أريد في رزقي زيادة ولا لسقمي عيادة".

وعندما كثر إلحاح أهل الفضل والعلم على أبي العلاء في استزارته، وأبت به مروءته أن يرد طلبهم أو يقطع رجاءهم، وهم المحبون له، العارفون لقدره ومنزلته، المعترفون بفضله ومكانته؛ فتح باب داره لا يخرج منه إلى الناس، وإنما ليدخل إليه هؤلاء المريدون.

فأصبح داره منارة للعلم يؤمها الأدباء والعلماء، وطلاب العلم من كافة الأنحاء، فكان يقضي يومه بين التدريس والإملاء، فإذا خلا بنفسه فللعبادة والتأمل والدعاء.

وكما لم تلن الحياة لأبي العلاء يومًا في حياته، فإنها أيضًا كانت قاسية عند النهاية؛ فقد اعتلّ شيخ المعرَّة أيامًا ثلاثة، لم تبق من جسده الواهن النحيل إلا شبحًا يحتضر في خشوع وسكون، حتى أسلم الروح في (3 من ربيع الأول 449هـ = 10 من مايو 1057م) عن عمر بلغ 86 عامًا.

آثار أبي العلاء

وقد ترك أبو العلاء تراثًا عظيمًا من الشعر والأدب والفلسفة، ظل موردًا لا ينضب للدارسين والباحثين على مر العصور، وكان له أكبر الأثر في فكر وعقل كثير من المفكرين والعلماء والأدباء في شتى الأنحاء، ومن أهم تلك الآثار:

- رسالة الغفران: التي ألهبت خيال كثير من الأدباء والشعراء على مَرِّ الزمان، والتي تأثر بها "دانتي" في ثُلاثيته الشهيرة "الكوميديا الإلهية".

- سقط الزند: وهو يجمع شعر أبي العلاء في شبابه، والذي استحق به أن يوصف بحق أنه خليفة المتنبي.

- لزوم ما لا يلزم (اللزوميات)، وهو شعره الذي قاله في كهولته، وقد أجاد فيه وأكثر بشكل لم يبلغه أحد بعده، حتى بلغ نحو (13) ألف بيت.

- الفصول والغايات (في تمجيد الله والمواعظ).

- عبث الوليد: وهو شرح نقدي لديوان "البحتري".

- معجز أحمد: وهو شرح ديوان "أبي الطيب المتنبي".

- رسالة الملائكة.

- رسالة الحروف.

- الرسالة الإغريضية.

- الرسالة المنيحية.

اخترت لكم اللامية المشهورة للمعري

ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل عفاف

واقدام وحزن ونائل وقد سار ذكرى في

البلاد فمن لهم باخفاء شمس ضؤوها متكامل

يهم الليالي بعض ما انا مضمر ويثقل رضوى

دون ما أنا حامل وإني وإن كنت الأخير في

زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل وأغدو ولو

أن الصباح صوارم وأسرى لو أن الظلام جحافل

وإن كان في لبس الفتى شرف له فما السيف

إلا غمده والحمائل ولي منطق لم يرض لي كنه

منزلي على إنني بين السماكين نازل لدى الوطن

يشتاقه كل سيد ويقصر على ادراكه المتناول

ينافس يومي في أمسى تشرفا وتحسد أسحاري

مٌر الكلام

زي الحسام

يقطع مكان ما يمر

اما المديح سهل ومريح

يخدع صحيح ويغٌر

والكلمة دين

من غير إيدين

بس الوفا

ع الحر

رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 8 سنة...

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...