أسامة الكباريتي بتاريخ: 6 سبتمبر 2003 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 6 سبتمبر 2003 في لقاء خاص مع زوجة الشهيد القائد أبو شنب: أبو حسن : " يعرف الشيخ أحمد ياسين وعمره أربعة عشر عاما ، وهو أكثر من أثر فيه" غزة /خاص : بإحساس طفلة بريئة لم ترتو بعد من حنان الأب وعطفه كانت هبة التي لا تزال في عامها الرابع غاضبة من مؤمن وهاني مرافقي والدها إسماعيل أبو شنب وقالت " لو مؤمن وهاني طخوا على اليهود ما قصفوهم مع بابا " ويبدوا أنها أدركت بفطرتها حقيقة الأمر فلو تواجه اليهود مع والدها ومرافقيه لما استطاعوا أن ينالوا منهم ولكنهم غدروا بهم ، كانوا يقاتلون في الماضي من وراء جدر واليوم يقاتلون من وراء الدبابات والطائرات . وربما كان لاغتيال أبو شنب في الوقت الحالي بالذات معاني كثيرة تفهم بمعرفة صفاته وطبيعة شخصيته ، فقد كان أبو شنب حسب وصف زوجته أم حسن شخصا هادئا مرنا في تعامله إلى أبعد الحدود ، كان يعمل دائما على لم الصف وإبعاد عوامل الخلاف ، وليس ذلك بعيدا عنه حيث تقول أم حسن " يمكن جمع صفات أبو حسن في قولنا كان خلقه القرآن " فلا بد إذا أن يسعى لتطبيق قوله تعالى " أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين " فكان تعامله مع من حوله لينا سهلا وكثيرا ما ردد قول الرسول صلى الله عليه وسلم بشروا ولا تنفروا يسروا ولا تعسروا . ونظرا للحياة الخطرة والصعبة التي يحياها المجاهد ربما يظن البعض أن حياة المجاهدين يملأها الخوف أو الحرص الزائد – وإن كان الحرص مطلوبا منهم – إلا أنهم ما تركوا للخوف مكانا في قلوبهم كيف وهم فرسان الميدان ، فكما تقول زوجة أبو شنب " لم يشعر أبو الحسن أبدا بالخوف ولم يعرفه إطلاقا ودائما كان يقول الأعمار بيد الله " . وكان يتخذ موقفا مثابرا في الحياة فلم يمنعه العمل الحركي والدعوة وعمله في الجامعة عن متابعة طموحه ودراسته فقد أنهى ثلاثة أرباع رسالة الدكتوراة وكان حريصا على تأمين أفضل سبل الراحة لأسرته فكما تقول أم حسن " عند بناء المنزل الجديد عمل على تأثيثه بأثاث جديد بشكل كامل " أما عن اللحظات التي كان يقضيها أبو شنب مع أسرته فكانت رغم قلة ساعاتها إلا أنها كانت كافية ليغرس فيهم كل ما يريده أب من أبنائه ويأخذوا منه كل ما يحتاجه الأبناء من والدهم فقد كانت لحظات الطعام بمثابة فرصة ذهبية لتبادل الأفكار وإبداء التوجيه والإرشاد وتصحيح الأخطاء وربما لن يكون لتلك اللحظات نفس الطعم والمعنى بعد رحيل الوالد عن أولاده . من جهة أخرى يختلف إحساس الأم بأبنائها وزوجها عن إحساسهم بأنفسهم حيث تؤكد أم حسن على إحساسها الدائم بالقلق والخوف على زوجها إلا أن ذلك الإحساس لم يدفعها إلى منعه من العمل وأداء واجبه نحو دينه ووطنه ، لكن موقفها يختلف لو حاول ابنها حمزة أن يذهب مع والده في سيارته فكانت ترفض ذلك بشدة وتطلب أن يذهب كل واحد بسيارته وفي بعض الأحيان كان يخالفها حمزة ويذهب مع والده في السيارة نفسها . وكذلك كان تقلق سائر أبنائه به حيث تقول إسراء ذات الستة عشر ربيعا " كان بابا يطلب منا في بعض الأوقات أن نذهب مع حمزة في سيارته لكنا كنا نرفض وننتظره لنذهب معه " . وكما أن هناك الكثيرين ممن تأثروا بحياة إسماعيل أبو شنب فقد تأثر هو أيضا بالشيخ أحمد ياسين حيث تقول أم حسن " أبو حسن يعرف الشيخ وعمره أربعة عشر عاما بمعنى أنه تربى على يديه فكان هو أكثر من أثر فيه ". وكان دائما شعار أبو الحسن اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا ، آمن أبو حسن بضرورة تحرير فلسطين بالبندقية والجهاد وعدم جدوى العمل السلمي والكلام مع اليهود حيث آمن بالمثل القائل عدو أبوك وجدك عمره ما بودك ، ورغم إيمانه بذلك إلا أن اليهود حينما اعتقلوه عام 1989 قالوا له " ما كنا نعرف إنك بتشتغل ضدنا " وتفسر زوجته ذلك بقولها " نظرا لهدوء طبعه وعدم انفعاله السريع لم يجعل أحد يظن أن يكون له ضلع في أي عمل ضد الاحتلال . أما عن الأيام الأخيرة فتسترجعها أم حسن وتقول " لم نشعر أبدا بأي شيء تغير فيه أو أنه قد شعر بقرب استشهاده إلا أنه أسرع كثيرا في تجهيز البيت ورغم أني أخبرته بأني لن أدخل البيت وفيه مسمار ناقص لكن رغبته السريعة بالانتقال إليه وفرحته الشديدة بذلك جعلتني أوافق على طلبه وأقول للبنات أشعر بالخوف على أبوكم لكثرة سعادته " . وربما كان ذلك الشعور هو الوحيد الذي شعرت به أم حسن وفعلا فبعد انتقالهم للعيش في المنزل الجديد بأسبوع فقط كانت حادثة اغتيال إسماعيل أبو شنب . وكأنه أراد أن تكون له مع أبنائه ذكرى في المنزل الجديد وأن يشعروا بوجوده معهم حيثما ذهبوا . وقد يكون شعور الأبناء لحظة استماع خبر وفاة والدهم من أصعب المواقف عليهم إلا أن الإيمان الراسخ بالله تعالى وقدره والفرحة بالشهادة يعطي أبناء الشهيد ميزة عن غيرهم من البشر حيث تقول إسراء " عندما تأكدنا من أن بابا تم اغتياله شعرت بالحزن لكن كل ما استطعت فعله هو التكبير" ، وفعل حمزة مثل ذلك . وتتذكر أم حسن تلك اللحظة فتقول " لما سمعنا القصف ورأينا مكانه شعرت أنه من الممكن أن يكون زوجي وعندما سمعنا مواصفات السيارة تأكد شعورنا لكن لم نرد أن نصدق ، وعندما رجع حمزة من الخارج تأكدنا من أن المستهدف كان زوجي". يجدر بالذكر أن أبو شنب الذي ولد عام 1950 استطاع حتى لحظة استشهاده أن يكون مثالا حيا للنجاح والتفوق خلال مراحل حياته المختلفة حيث كان من السابقين في كل مجالات الحياة فهو من أوائل العاملين في قسم الهندسة في جامعة النجاح وهو من المؤسسين لنقابة المهندسين وعضو مؤسس للجمعية الإسلامية في قطاع غزة عام 1976 ، وهو من القادة البارزين في حركة حماس سواء في فترة اعتقاله من عام 1989 وحتى بعد خروجه من المعتقل عام 1997 وقد كان أبو شنب حريصا على العلم وتنمية ثقافته وكان دائم التشجيع لأبنائه على تنمية ثقافتهم ومواهبهم حيث تقول ابنته إسراء " دائما يقول لنا اقرأوا كثيرا ويحضر لنا الكثير من الكتب ويطالبنا بالإطلاع ولو على مضمونها العام ، ويحثنا على التعليم ليس بهدف الحصول على الدرجات العالية فقط ولكن من أجل أنفسنا وثقافتنا " . هكذا هي حياة الشهداء ، دوما مليئة بالأحداث والأعمال المؤثرة التي تترك بصماتها فيمن حولهم وتبقي ذكراهم حية على مر الأجيال . يا حيف ع اللي جرحهم جرحي وفوق الجرح داسوا صاروا عساكر للعدى وكندرة العدو باسوا حسبنا الله ونعم الوكيل رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد
يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق
انشئ حساب جديد
سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .
سجل حساب جديدتسجيل دخول
هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.
سجل دخولك الان