اذهب إلى المحتوى
محاورات المصريين

من مفردات البناء الحضارى


سيد يوسف

Recommended Posts

من مفردات البناء الحضارى

سيد يوسف

لقد استبان لى أن أمتنا فى حاجة ماسة إلى مفردات تتسم بالوضوح والامكانية والثبات لتقرير طريق النهضة ولا شك عندى أن مفردات من قبيل (1) العلم، (2) والعدل، (3) والصلاح أو الاستقامة، (4) والقوة أو الشجاعة هى مفردات أصيلة (واضحة، وممكنة، وثابتة) للبناء الحضارى والسير فى ركب الحضارة الإنسانية.

ولقد تتبعت هذه المفردات فى أمتنا لا سيما المعاصرة فوجدت شططا فلا قاعدة علمية أنشأنا ولا صار مستوى خريجينا من الجامعات ذا نفع، بل تأخرت جامعاتنا وتقدمت عليها جامعات بنى صهيون وصرنا فى ذيل الأمم لولا بقية قليلة من آحاد الناس يبزون فى جامعات من هنا أو هناك ولعل مرد هذا التفوق لعوامل شخصية فى هؤلاء العلماء لا لبيئة مشجعة من جامعاتنا.

وأما عن العدل فكل مظاهره تختفى حين نرى أحكام القضاء لا نفاذ لها، وحين نرى المدنيين يحولون لمحاكمات عسكرية، وحين نرى رجال الشرطة يقتلون المواطنين ويعذبونهم، وحين نرى غيابا تاما وحقيقيا لتداول السلطة وفوق ذلك حين نرى تزويرا فجا لكل انتخابات، والأمة التى يضيع العدل بين بنيها لا يرجى لهم نهضة أبدا، وما اتخذ قوم بعضهم بعضا مطايا إلا سادت فيهم قيم الرشوة والفهلوة والفساد وهى قيم لا تستقيم معها نهضة أبدا.

وأما عن الصلاح أو الاستقامة فالحق أن فى أمتنا صالحين كُثر، ومصلحين أقل وما كان الله ليرفع لأمة لواء إذا كثر الصالحون وقل المصلحون يقول تعالى:"وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ " هود117، وحين سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهلك وفينا الصالحون قال: نعم إذا كثر الخبث، ولاحظوا دقة قول الله تعالى وأهلها مصلحون وليس وأهلها صالحون وقارنوا ذلك بحدث النبى صلى الله عليه وسلم وما ورد إلينا من قصة به فابدأ إنه لم يتمعر وجهه غضبا لله.

أريد أن أقول: إن الأمم التى تنفض الأخلاق يدها منهم أمم منخورة الكيان ولا استمرار لها وفى هذا الصدد يمكننا أن نفهم قول الله تعالى:" وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً "الإسراء16، وأمتنا الراهنة ليست بعيدة عن هذا الدرك حيث قد كثر الخبث رغم وجود الصالحين!!

وأما عن القوة أو الشجاعة فلا شك أن الأمم الضعيفة والتى لا تبنى مفردات قوتها قدر استطاعتها أمة على خطر من أطماع المحيطين بها، وقد لا نملك أن نجارى خصومنا فى قوتهم وتكنولوجياتهم مرحليا لكننا وبكل تأكيد نملك أن نعد لأطماعهم قدر ما نستطيع من قوة وفى هذا الصدد يمكننا تفهم قول الله تعالى" وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ " الأنفال60

من هنا نقول: الطريق من هنا يبدأ بالعلم وبالعدل وبالصلاح وبالقوة، على أن الإنصاف يقتضى القول إن الطريق يبدأ بالعدل ثم تليه المفردات الأخر.

سيد يوسف

سيد يوسف
رابط هذا التعليق
شارك

  • بعد 4 أسابيع...

الاستاذ الفاضل سيد يوسف

الحقيقة ان كتاباتك جميلة جدا و اتعجب لما لا تنال الاهتمام الكافى من قراء محاورات المصريين

لى تعقيب على مقال حضرتك و ابدأ اولا بنقطة مفردات البناء الحضارى و حضرتك نسيت مفردة هامة جدا ألا و هى العمل

و كيف للعلم ان ينشئ حضارة بدون العمل و لله در الامام مالك حين قال : كل علم لا يُبنى عليه عمل فهو لغو

فأنت هنا مخير بين ان تدمجهم سويا العلم و العمل او انك تفرد العمل بذاته كقوم قوى من مقومات نهضة الامم و كم من امة كانت فقيرة الموارد و كان العمل و حب العمل كغريزة فى شعوبها هو رأس مالها الوحيد

و من مفارقات الاقدار انى قد وجدت احدكم كتب مقالا يشيد فيه بإنجازات زويل و قد غالى الرجل فى مكانته حتى فضله على اينشتين و نظريته النسبية متحججا بان علم زويل و عمله هو الذى انتج المنفعة الفعليه التى يحتاجها العالم و اتت ثمارها فى مجالات اخرى مثل الطب و رغم اختلافى معه فى هذه المقارنة التى لا تصح فإنه اتفق معه من حيث المبدأ فى اهميه ان يكون العلم تمهيدا للعمل و الانتاج و تظهر ثماره فى حياة الانسان و ترتفع بمستوى رفاهيته و إلا كان العلم مجرد لغو...

بالنسبة للعدل...لطالما اعتقدت ان العدل نتيجة لرقى الامم و ليس العكس و ما العدل الا مرحلة من مراحل الفصل فى المظالم ...... كيف تنشأ المنازعات و كيف يتم التعامل معها ذلك يختلف حسب مستوى احترام الناس للقوانين و القانون نفسه ارى انه انعكاس للحياة المنظمة التى بناها نظام قوى قادر على فرضها و مراقبة تطبيقها

و اعتقد انه من غير المنطقى اننا نتوقع وجود عدل فى ظل نظام يفرض قوانين لا يطبقها على نفسه او ان هناك عور شديد فى تطبيقها فتارة يتغاضى و تارة يصبح حازما و لا يكون ذلك الا على الضعيف

و اخيرا الصلاح و الاستقامة : اتفق معك جدا جدا فى هذه النقطة و اعتبرها مقوم اساسى من مقومات نهضة الامم و هى طبعا مسئولية مشتركة بين الجميع و فى هذا الصدد اذكر نفسى و الجميع بقول الرسول الكريم "ابدأ بنفسك و بمن تعول"

و ادعو الجميع لزيارة هذه المدونة

يالا نصلح

تم تعديل بواسطة ~Heba~

أقلل عتابك فالبقاء قليل...و الدهر يعدل تارة و يميل

رابط هذا التعليق
شارك

بالنسبة للشجاعة و القوة انا افضل انى آخذ الجاب المعنوى منها اى الثقة بالنفس و بمقدرتنا و مواردتنا على ضآلتها و يكون فيه امل انها هتتحسن

كمثال مثلا المنتجات الوطنية و تشجعيها نفسى نتخلص من فكرة ان المنتج هذا تكنولوجيا ألمانية او يابانية فهذا يعنى انه افضل ولو حتى فهذا يعنى اننا لا نستطيع ان ننتج مثله

أقلل عتابك فالبقاء قليل...و الدهر يعدل تارة و يميل

رابط هذا التعليق
شارك

انشئ حساب جديد أو قم بتسجيل دخولك لتتمكن من إضافة تعليق جديد

يجب ان تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

انشئ حساب جديد

سجل حسابك الجديد لدينا في الموقع بمنتهي السهوله .

سجل حساب جديد

تسجيل دخول

هل تمتلك حساب بالفعل؟ سجل دخولك من هنا.

سجل دخولك الان
  • المتواجدون الآن   0 أعضاء متواجدين الان

    • لا يوجد أعضاء مسجلون يتصفحون هذه الصفحة
×
×
  • أضف...